يقرِّر الكاتبان الشابان م وح افتتاح مكتب للتحريَّات الخاصة بالتوازي مع دار لنشر الأعمال الأدبية. ويجهزان لحياتهما الجديدة عتادًا كاملًا من أدوات التسلية وشغل الوقت. تأتيهما أول مَهَمة تحريَّات في قضية اختفاء غامضة من قِبل عميلة فرنسية تُدعى د. ثم تتوالى الأحداث والأفشخانات. خليك فريش أيها القارئ، فنحن في رحلة. لكنها رحلة تَعِدْ بمغامرةٍ مُمتعة داخل أسوار ملاعب هيليوبوليس المفتوحة. حيث يستعمل مينا ناجي، في روايته "مدينة الشَمْس"، تاريخ وجغرافيا الحي القاهري العريق، ليُعيد اكتشاف حيِّزه المكاني والزمني الخاص. مُسْتَدعيًا، بالتأريخ حينًا وبالتخييل حينًا آخر، أحداثًا ووقائع قريبة، لم تطمسها الذاكرة بعد، عن بلده وحبايبه والمجتمع والناس. رواية مازحة، هلَّاسة، بحبكةٍ تستلهم البوليسيَّة، عن أخويَّة الجيل المفشوخ في أفكاره، بمعاركهم الحمقاء وخيالاتهم الكاريكاتورية، بمحاولاتهم الدائمة للتحقُق في واقعٍ صعب وجريهم المستمر في المكان، وبمواعيدهم المضروبة اعتباطًا، على ناصية الحُلم.
مينا ناجي، كاتب ومترجم مصري، يعمل بشكل حر بمجال الكتابة الثقافيّة والترجمة. حتى الآن، نشر مينا 8 كتب أدبيّة وفكريّة تتنوَّع بين الرواية، والقصّة، والشِعر، والكتابة الإبداعيّة والمقالات، أحدثها كتاب المقالات الفكريَّة "ليس عزاءً، بل ضوءًا: في استلهام فكر وفلسفة سيمون فاي" (2025) عن دار بيت الحكمة، ومجموعته القصصيَّة الثانية "تردُّدات" (2023) عن دار العين. وقد حاز كتابه السردي الإبداعي "33: عن الفَقد والرُهاب" (2021؛ طبعة ثانية 2023)، على منحتين أدبيّتين من مؤسسة "آفاق" و"مفردات"، ودخلت روايته الثانية "مَدينةُ الشَمْس" (2020) القائمة الطويلة لجائزة ساويرس الثقافيّة.
كما صدر له مؤخرًا ترجمة كتاب "عن بلاغة العاميَّة" (2024) للشاعر الإيطالي دانتي أليجييري، الذي كتبه في القرن الثالث عشر ونظَّر فيه للكتابة الأدبيَّة بالعاميَّة الإيطاليَّة، وقبلها قام بترجمة كتاب "ضد الابتزاز المزدوج" (2022) للفيلسوف سلافوي جيجك، وهو مقالات فكريّة-سياسيّة عن أزمة اللاجئين والإرهاب، وقد حاز على جائزة الدولة التشجيعيّة في الترجمة لعام 2022.
بجانب تلك الأعمال،نشر مينا قصّصًا، ونصوصًا شعريّة، ومقالات، ودراسات، وترجمات متنوعة في العديد من الصحف والمجلات والمواقع مثل: "الجمهوريّة"، "الأخبار اللبنانيّة"، "القبس الكويتيّة"، "شباب السفير"، "معهد جُوته"، "نزوى"، "الفيصل"، "معازف"، "أخبار الأدب"، "المنصّة"، "مدينة"، Arablit""، Revue & Corrigée"" وغيرها.
وكتب سيناريوهات لعدد من الأفلام القصيرة، بالإضافة إلى حلقتين عن موضوع الحرب الباردة للبرنامج الشهير "الدحيح". ومنذ نهاية عام 2022، أقام 5 دورات من ورشة الكتابة الإبداعيّة غير الخياليّة تجمع بين الشق النظري والعملي.
خلال عامي 2019/2020، قدَّم مينا البودكاست الأدبي "مع مينا وإسلام" على موقع ختم السلطان، الذي وُصف حينها بأنه أهم بودكاست للأدب العربي. كما أعدّ وقدّم البرنامج الحواري "سوشي بوك ريفيوز" عام 2017 على موقع اليوتيوب، للمراجعة المصوَّرة للكتب واللقاءات، وموسمه الثاني في عام 2021 الذي استضاف فيه الفيلسوف العالمي سلافوي جيجك والفيلسوفة أليكنا زوبانجيج بجانب العديد من الكتّاب والشعراء المصريين والعرب.
انطلقت الرواية بهدف واضح يوعدنا برحلة بوليسية، ولكن سرعان ما نكتشف إننا نخوض رحلة على شاكلة "خليك فريش أيها القارئ، فنحن في رحلة"، كما جاء في ظهر الكتاب. تجربة جريئة بكل ما تحتويه؛ بناء مفكك، ألاعيب سردية، حوار عامي يحمل كل ما لذ وطاب من لغة الشارع.
الرحلة تأخذنا من منظور شابين، أُختصر اسمهما في: م. / ح.، تنقلنا كثيرًا من الهم الخاص إلى العام، من الواقعية إلى السيريالية، من الجد إلى الهزل. تطرح أسئلة، وتسخر من أسئلة؛ الديمقراطية، حرية التعبير، الإنسانية، الحياة والموت. من الوارد يُختزل كل ذلك في فصل واحد، أو فقرة واحدة، كما في الحدث الخاص بالمظاهرة، لنقابله في شكل شذرات فيما بعد. نقابل نفس اللعبة على مستوى الشخصيات؛ يُختزل تقديم شخصيات عديدة في فصل واحد، قد نقابل إحداها فيما بعد.
أعجبني سلاسة السرد وبساطة التراكيب دون تكلف، ولعبة الكاتب كل حين بذِكر تفاصيل، قادر على اختصارها، إلا أنها جزء من تجربتنا الصاخبة، مثل ذِكر جميع الأغراض في رحلة الشابين، أو حوار الأم مع بطلنا، التي بدأت بجملة "نادته أمه"، وكان يوم أسود يوم ما نادته أمه، كم من الزن يدفعنا لإلغاء عيد الأم.
وأخيرًا أقدر كم المعلومات التاريخية، شديدة الأهمية في بناء رواية بطلها المكان، ولكني فقدت معها إيقاع الحكي السريع الصاخب، عنفواني الروح.
هو فعلا لازم الواحد طول قرايته للكتاب، يفكر نفسه بمقولة الضهر 'خليك فريش ايها القارئ، فنحن في رحلة' و لولا الملامة كنت اقترحت ان كان يبقى عنوان الكتاب ' ه.......' زي ما ابطالهم دايما 'هيحبوا' ...'هيكتبوا' .. ' هيتحبسوا' ... و تاني الواحد يفكر بكلمة الضهر 'رواية عن اخوية الجيل المفشوخ في افكاره،..... بمحاولاتهم الدائمة للتحقق في واقع صعب و جريهم المستمر في المكان، و بمواعيدهم المضروبة اعتباطا، على ناصية الحلم' و دي فرصة اقول ان كلمة الضهر للكتاب ده اظن انها احلى و اعظم 'كلمة ضهر' قريتها في اخر كام سنة.
هي بس قفلة الرواية كانت متلخبطة بين تكملة السيرالية و فاتنزية رافت الميهي و بين قفلة عايزة تقول حاجة... جو كدة الcontemporary dance ، المهم ياعني ان كان واضح ان فيه رمزية او رسالة انا مفهمتهاش نهائي، بس مش مشكلة 'انا فريش و كنت في رحلة' 🙂
يحول مينا ناجي في روايته الجديدة (مدينة الشمس) منطقة مصر الجديدة إلى ساحة كبيرة ومفتوحة لشتى اﻷلعاب� ويستعين في رسم حدود هذه الساحة بكل معارفه عن تاريخ مصر الجديدة، بينما يصير ما بداخل الساحة نفسها بنية متاهية ملك له بالكامل من حكايات وأشخاص وحتى ألاعيب سردية ونظم لغوية عديدة يتنقل فيما بينها بسلاسة، مع قدر هائل من المشهديات التي تزيد من "شعوطة" حالة اللعب تلك، واستدعاء حر تمامًا بين الخاص والعام، وتراوح بين الحقيقي والمتخيل على نحو ذكرني بموجة السايكدليك الفنية وبالكثير من العناصر المحببة في أعمال اﻷدي� اﻷمريك� توماس بنشون الذي أحبه وأقدره كثيرًا.
رواية سرياليه كوميدية فشيخه اكتر حاجه بتضحك ممكن تتعرضلها الفتره دي اظن الضحك كان الدافع الاكبر اللي خلاني اكملها لان اوقات كتير كنت بتوه واوقات بحس ان فيه حاجه فلسفية او معنى معين فايتني بس فيه مكافأت كفايه قصاد دا
ظريفة، وقحة، سلسة، ثرية..دي بعض الاوصاف اللي ممكن توصف رواية مدينة الشمس لمينا ناجي. هل هي اصلا رواية؟ هي أقرب لكتاب سفر والبطلة مصر الجديدة. طريقة السرد سلسة جدا و عامية، في بعض المشاهد فكرتني برواية عطارد لمحمد ربيع فوحشيتها. عجبتني تيمة التفكير في الانتحار و السؤال الوجودي اللي بتنم عنه.