المؤلف: من الجائز أن أكون قد أخطأت أو بالغت في بعض المواضع, ولكن أمرين يجب ألا يقع عندهما خلاف ولايسوء فيهما فهم؛ أحدهما أني كنت مخلصًا في جميع ما كتبت, وأني ما أردت إلا خدمة الحق وخدمة أمتنا العزيزة. وليكن هذا شفيعًا لي عند من يخالفني في بعض المسائل أو بعض الشروح والتفصيلات. وثانيهما أني لم أحاول إلا أن أكون مؤمنًا بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر ...
عبد الله القصيمي هو مفكر سعودي يعتبر من أكثر المفكرين العرب إثارة للجدل بسبب انقلابه من موقع النصير والمدافع عن السلفية إلى الإلحاد.
ولد الشيخ والمفكر عبد الله القصيمي في عام 1907م تقريباً في خب الحلوة الواقع إلى الغرب من مدينة بريدة النجدية في المملكة العربية السعودية. جاء مولد عبد الله القصيمي في خب الحلوة ليمثل نقطة انعطاف مهمة في تاريخ تلك القرية الغافية لقرون والتي كانت مجهولة حتى من أبناء المدن المجاورة شأنها بذلك شأن العشرات من الخبوب والقرى المحيطة بمدينة بريدة والتي لا تزال مجهولة وغير معروفة إلى اليوم لذلك نقل ميلاد القصيمي تلك القرية لتحتل مكانة بارزة في كثير من الحوارات الفكرية التي أشعلها القصيمي على امتداد وطننا العربي كما أنها حظيت بزيارات عدد من المثقفين والمفكرين الذين وقفوا على أطلالها.
والد عبد الله القصيمي هو الشيخ علي الصعيدي الذي قدم من حائل واستوطن خب الحلوة والذي عرف عنه تشدده الديني الصارم والذي لم يكفه ما تلقاه من تعاليم دينية في مدينة بريدة لينتقل إلى الشارقة للاستزادة من العلوم الشرعية وللتجارة أما والدة الشيخ عبد الله القصيمي فهي وفقاً لرواية الدكتور فيصل بن عبد الله القصيمي السيدة موضي الرميح التي أنفصل عنها زوجها بعد ميلاد أبنه عبد الله بأربع سنوات تقريباً ليدعها وطفلها مهاجراً إلى الشارقة ولكنها سرعان ما ارتبطت برجل آخر من عائلة الحصيني المقيمة في قرية الشقة المجاورة لخب الحلوة ويذكر الدكتور فيصل القصيمي أن لديه ثلاثة أعمام من أسرة الحصيني، قدموا إلى مدينة الرياض، واستوطنوها، ولا يوجد منهم أحد اليوم، ولهم أولاد وأحفاد، ويرتبط الشيخ عبد الله القصيمي بروابط أسرية مع عدد من الأسر النجدية كأسرة المزيني والمسلم والحصيني والجميعة، وقد ذكر المؤرخ السعودي عبد الرحمن الرويشد لـ" إيلاف" أن الشيخ ابن جميعة الذي يعمل لدى الملك عبد العزيز هو عم الشيخ عبد الله القصيمي، وقد هاتفت "إيلاف" المؤرخ إبراهيم المسلم لسؤاله عن مدى الصلة والقرابة بين الأسرتين الكريمتين فقال: تجمعنا قرابة وصلة وخؤولة! وهذه المعلومات تنشر لأول مرة لأنها معلومات لم يكن القصيمي يفصح بها لكل من التقاه من أدباء وصحافيين وباحثين، كما يقول بذلك أصدقاؤه من أنه لم يكن يتحدث بشؤون الخاصة إطلاقاً، كما أن الشيخ علي الصعيدي قد تزوج بامرأة من الشارقة ومن عمان وأنجب أولاداً هناك، ويذكر الدكتور فيصل القصيمي أنه على اتصال دائم بأبناء عمه في الشارقة ويزورونه بالرياض باستمرار.
هذه هى الأغلال التى رأها الكاتب فى مجتمعاتنا الاسلامية و سواء اتفقنا او اختلفنا مع رؤية الكاتب فى حل هذه الأغلال فإننا لا ننكر أنه طرحها طرحا مخلصا لا يريد به الا صلاح مجتمعاتنا و رقينا و تقدمنا و لحاقنا بركب الحضارة الذى تخلفنا عنه قرونا طويلة و لا يعيب الكتاب اتجاه صاحبه للإلحاد بعد ذلك فإنى لا أرى فى الكتاب أى ميل أو دعاية للإلحاد أو العيب فى الدين ذاته و انما العيب كل العيب فى سلوك المتدينين و فهمهم الخاطىء للدين لا استثنى من ذلك أحدا سواء كانوا شيوخا ام من عامة الناس و لكنى أعيب على الكاتب انه لم يذكر مصادره الا فيما ندر فهو عندما يستشهد بكلام الغير فإنه يقول: قال احد رجالهم و قال اخر ... و اذا نظرت الى كتبهم .... و هكذا يقول عالم منهم. دون ان يذكر صراحة اسم الشخص او المرجع لنستبين حقيقة ما يقول حتى انه فى احد المرات ذكر قصة من الدولة العثمانية و وضع المصدر فى النهاية هكذا "مصادر التاريخ الاسلامية" و كأن مصادر التاريخ الاسلامية صفحتين من كتاب تاريخ العالم و يسهل علينا الرجوع اليهما.
الأمر الاخر انه عندما يتعرض لموضوع ما فإنه يضرب أسوء أمثلة الواقع و يعممها ثم يذكر فى اخر كل فصل ان هذا ليس هو المقصود من الدين و الدين منه برىء دون ذكر الصور المضيئة و المشرقة و ان قلت و اعذره فى ذلك فهذا هو دأب الباحثين المتطلعين الى الكمال و الطامحين الى القمة.
أرجو أن أكون قد بينت ما فهمته من الكتاب بصورة صحيحة و مختصرة و أنبه الى ان ما ذكرته هو رأى الكاتب و أن الملخص لا يغنى بالضرورة عن قراءة الكتاب.
و قد قمت بتجميع الموضوع فى نوت واحدة لمن يريد أن يقرأه بالكامل.
القراءة التي اقتطعتها لمؤلفات القصيمي في فترة الجامعة وفترة الماجستير جعلتني أخرج بصورة � وهي وجهة نظري � أن عبد الله القصيمي ليس مفكرًا نهائيًا لامن قريب ولا من بعيد هو أديب ثري اللفظ جميل الأسلوب يستطيع أن يسحرك ويأسرك بجمال كتاباته، وهو ناقل أكثر من كونه مبدع. لم يأتي بنظريات جديدة لم يعالج أخطاء من سبقوه بدراسات حديثة لم يقارن المنهج القديم الكلاسيكي � الذي لم يعجبه � بمنهج حديث يساعد به أمته العربية التي كان يجلدها ولكل مامضى أقول مؤمنًا بما أٍقول القصيمي ليس بمفكرًا. تنازع عليه رجال الدين وأحتفوا به عندما كان الصوت الذي يجلد به مخالفينهم بسخرية وأسلوب مقزز � حتى لو باسم الدين � تنفر منه رغم ظنه أنه يخدم الإسلام، وتنازع عليه بعد إلحاده الملحدين وفرحوا به..
القصيمي نجح في أمرين لا ثالث لهما : رجل دين سلفي متعصب ساخر ضد من يعارضه أديب حلو وساحر المنطق تجاوز قداسة كل ماهو إلاهي وساخر ضد من يعارضه
هذا من أقوى نرجسيات القصيمي وهو به قد تجاوز نرجسية نزار قباني السيئة في خطابه الشعري النسوي بل أنه كتب في الغلاف الأخير لكتابه هذه الجملة ((سيقول مؤرخو الفكر إنه بهذا الكتاب بدأت الأمم العربية تبصر طريق العقل)) وماهذا إلا من غروره علمًا أن هذا الكتاب ليس بذلك الكتاب الفكري الذي قدم للبشرية أو للقارئ العربي الملحد أو المتدين أو العلماني أي ما يذكر من تغير جذري في المفاهيم أو ناقض أو قدم نظريات وبرهن على إمكانية تغيير فعلي في المجتمع العام ناهيك عن العربي.
إشكالية كبرى قابلت القصيمي فور صدور كتابه هذا فهو قبل هذا الكتاب معرفة عند رجال الدين وربما نكرة عند الأوساط الثقافية المعنية بالعلوم الإنسانية غير الدينية. يكاد يجهله مفكرو وأدباء ذلك العصر قبل هذا الكتاب والمهتمين بالصحافة والنشر وأصحاب التيار العلماني بما أنها كانت الكلمة الرائجة قبل إستيراد الليبرالية، وبعد صدور الكتاب أصبح القصيمي علم.
استنكروا عليه بعد هذا الكتاب أن يكون قادمًا من عمق الصحراء من نجد المنطقة ذات الإيدلوجية المنغلقة خصوصًا وقد ناقش بإسهاب مسألة التدين الباطل في كتابه "هذه هي الأغلال� حيث تعرض لقيم جوهرية في الإسلام وجد أنها لم تناسب هواه ووجب الإنعتاق منها!!. رغم أنه لم يصرح في الكثير من فقرات كتابه بما نفسه حيث أن هذا الكتاب كان بينه وبين خط سيره الماضي الديني علاقة وصل سرعان ما أنقطعت أكثر وضوحًا فيما يلي هذه الكتاب بالتحديد من مؤلفات.
والنقد الذي كان يوجهه ضد شيوخ الأزهر في طعنهم علي السف كما ذكر في اكتساج الظمات الديجورية، ومشكلة الأحاديث والصراع بين الإسلام والوثنية أًبح يمارسه في هذا الكتاب بإسلوب خفي وحينًا ظاهر للقارئ رغم محاولاته في نهاية الكتاب مدح الوهابية وصاحبها ابن عبد الوهاب.
النكسة التي حدثت للقصيمي تبدأ حقيقة ((بعد)) هذا الكتاب وليس بداية بهذا الكتاب. فهو لم يصرح بإلحاد في هذا الكتاب ومن الجور أن نقول بذلك حيث أن مجمل الكتاب دعوة للتحرر من بعض الأغلال التي تعيق الفرد ولكنه ليس به من الإلحاد في شيء. ولست مؤمن بمن يقول أن غضب الجماهير وطرده من مصر بعد هذا الكتاب إلى لبنان هما السبب في تغيير طريقه ومنهاجه وطريقة كتابته ضد الله والمقدسات الإسلامية بل القصيمي بالتمعن في هذا الكتاب بالذات تري أنه يتجه صوب منحنى جديد مخالف لما بعد هذا الكتاب وأنه سوف يكون منهجه الجديد. فمن هذا الكتاب بدأ القصيمي يحارب التراث ويدعو لنقض كل إرث الماضي، وبدأ يطلق تعميماته بالكل على الجزء في وحدة غير متكاملة من نقد للصوفية والدروشة وجعل بدع وتصرفات بعضهم الخارجة عن الملة ديدن كل المسلمين.
إنطلاقًا من مابعد هذا الكتاب سيبدأ القصيمي الثائر ضد كل شيء والذي سيصبح ممثلًآ للشق الثاني حياته وهى بداية مرحلة الإلحاد.
ليتني أوفيه حقه! على كل حال.. قد يرى القارئ من جيلنا هذا أن بعض المسائل المطروحة للمناقشة والفحص غريبة! كموضوع تحريم تعليم المرأة وقد قال المؤلف في كتابه مخاطباً قارئيه في تلك الحقبة"1946" أن الأجيال القادمة-أي نحن- ستضحك على الجدال في كذا إشكال بل سترى سخف آباءها وضعف نفوسهم! ماعلينا.. المهم أن الكتاب يخاطب العقل العربي الذي كان مؤصداً عليه أقفال الجهل والكسل والخمول والجمود الفكري والتي آمل أننا تجاوزناها بل واستطعنا كسرها أخيراً جاء في الكتاب عدة فصول تشرح وتحلل وتوضح للعقل البشري-العربي والمسلم خاصة- تلك الأغلال التي تقيده من الانطلاق والابداع واللحاق بركب الحضارة بل بركب الحياة! بدأ بالحديث عن أن الإنسان لا يمكن أن يرجع القهقرى بعد أن نضج عقله ووسعت مداركه وهو في حالة تغير شاء أم أبى.. وتطرق إلى العلم وأهميته وكيف أن الفطرة ليست شيئاً مستحسنا بل هي شر وجهالة يجب تشذيب المجتمعات منها بالعلم والترفع من الأخلاق الهوجاء والعشوائية وليبرئ الاسلام من الجهالة والتخلف .. أوضح لنا كيف أن القرآن نزل على العقل العربي في الجاهلية وهو لا يزال يرى الظواهر بدون ربطها بالبواطن أي يرى ولا يعلم أو ينظر ولا يبصر .. وبعد ظهور الإسلام حدثت النقلة النوعية للإنسانية إلى ماهو أتم وأرقى استنكر القصيمي على دعاة استصغار الانسان واحتقاره تقربا إلى الله زلفى تبعا للحديث" من عرف نفسه عرف ربه", الظانين بتهميش عقل الانسان وقدرته والتأكيد على ضعفه وهوانه مقارنة بالله تعالى,, وراح يشرح أن الصحيح هو أن من عرف نفسه على حقيقتها فعرف مواهبها الكامنة واستثمرها عرف ربه وسننه العامة والعادلة أسهب القصيمي في نقد مشايخ الإسلام الذين تركوا لنا إرثا ثقيلا من الجهالة كما يرى حيث حطوا من مكانة العلم وأكبروا الجهل بالعلوم من باب سد الذرائع. وأعجبني قوله في نفي هذا الإرث المغلوط : أن القرأن قائم على جملتين: 1-الثناء على العقل والعلم.. 2- وذم الجهل وضعف العقل! خصص فصلاً كاملاً يستنكر منع المرأة من العلم وتحريمه بحجة أنه مدعاة لفجورها وفسادها الذي " يغضب أنانية الرجل المستبد الظالم!" وتطرق إلى إنصاف الاسلام للمرأة وتحريرها " وليس أنصف من قوله تعالى:{ولهن مثل الذي عليهن}!". وتحدث عن أن الأمة نهوضها وسقوطها, رفعتها وانحطاطها إنما يُحدّد مصيره من البيت الذي خرج منه أفراد هذه الأمة.. أي من حضن المرأة..! فيجب أن تكون متعلمة تحدث عن الاختلاط الذي لا معنى من تحريمه.. وأنه صحي ويزيد من النشاط والحيوية في المجتمع ويطرد السأم. وذكر كيف أن المجتمعات التي تحرم الاختلاط عرضة للاضطرابات والعقد النفسية ناهيك عن حالات الشذوذ الجنسية تحدث في فصل آخر عن كراهة الحياة الدنيا التي تأصلت في عقول المسلمين. وعن مصطلح الزهد الذي لم يوجد في حديث عن الرسول عليه السلام.. مما جعل الناس يتوقفوا عن السعي والعطاء .. شرح كيف أن المسلمين معلقين بين عاملين مختلفين: عامل الزهد وكره الحياة الدنيا.. وعامل الضرورة, أي ضرورة الحياة والبقاء فحاولوا أن يرضوا الطرفين "فكانوا أحياء فقراء!" فصلٌ آخر تكلم فيه عن نواميس الحياة وفهم قوانين الطبيعة. فاستنكر الاستسلام بحجة القضاء والقدر واعتبار الاعمال التعبدية من دعاء وغيره المجرد من العمل والبذل كافية للرزق والنصرة على الأعداء وغيره! آلمني في إحدى الصفحات عندما كان القصيمي يتحدث عن القضية الفلسطينية-الصهيونية المطروحة آنذاك(عام 1946) وكيف توقع ألّن تسمح بريطانيا بهذا الاحتلال! وقد خاب ظنه.. :(
في فصل آخر تكلم عن القضاء والقدر. وكيف استُخدما لتبرير كل شيء فاستسلم العرب للاستعمار والاستبداد والعبودية! استنكر النظرة الى أن الاقدار قوى خفية شريرة تحكم الوجود حكما عابثا لا يعرف العدل.. فولد العجز الفكري والخمول.. بحث مسألة التوكل على الله في فصل ..وأوضح كيف يجب أن يُفهم..إذ أن الذين يرون أن التوكل هو التوقف عن العمل وتسليم الأمور لله راجين أن يتمها لهم! وينعمون بالكسل والسبات قد أخرجوا الإنسان عن جادته السليمة. فالتوكل الصحيح في رأي القصيمي..أن تثق ثقة مطلقة أن ما وضعه الله لعباده من أسباب ووسائل لتبلغهم غاياتهم هي مؤدية إلى نتائجها بلا تخلف تكلم عن الاسباب في فصل كامل.. وذكر أن هناك نوعين فيما يخص الاخذ بالأسباب: 1-نوع أنكرها ولم يعتقد بوجودها.. 2- ونوع لم ينكرها ولكن جردها من التأثير وأوضح القصيمي أن على الانسان أن يعلم أن الله أوجد لكل شيء سبب وأن تأثيره حقيقي فعلينا العمل والانجاز .."كانت أمة قريش أمة سببية ولذلك كانت منتجة عاملة!" في فصل أسماه "أمامنا لا ورائنا".. أسهب في الحديث عن التطور والتقدم والنظر للأمام وأن نترك تلك الفكرة التي طُبعت في نفوسنا أن من سبق أحسن وأخير وأكثر معرفة ممن خلف إذ تجمدت العقول وصارت الأهداف إلى الخلف وليس إلى الامام فعدنا القهقرى ! ختم بفصل أسماه" المشكلة التي لم تحل".. وتحدث فيه عن الدين إنْ أُخذ على غير وجهه الصحيح جاء ضاراً مفسداً.. وأن المتدينين خطأً سدّوا الطريق وجمدوا العقول والشعوب وليس الدين نفسه!
اعتقد انهم ظلموه والان تكشفت النوايا بعد سنين طويله ...اول كتاب لي اقرأه له ..تعلمنا ان نترك الاخرين يقررون الحكم عنا في حياتنا. اعترف بخطأي وسأبد بأن اقرأ بنفسي واقيم الاحكام كذلك بنفسي
بعد القراءة تبين لي ان ما استشفيته بالبدايه صحيح وان هذا الرجل سبق عصره واوانه وحكم عليه من قبل اشخاص محرومين من الفكر المستنير. وارادوا التكفير لكل من خالفهم الرأي.
أستطيع أن أسمي هذا الكتاب : تمردٌ ببقايا وهابية ، شنَّ القصيميُّ تمرداً على ما أسماهُ الدينَ المنحرف و لكن ما يُرى لي أنَّ الروحَ الوهابيةَ لا تزالُ عالقةً بالقصيمي خصوصاً في لغتهِ الحادةِ على الصوفية .
هناكَ محورٌ رئيس في الكتاب هو ما جعل القصيمي يكتبُ ما كتبَ و هو الهمةُ الميتةُ للعربِ و التي سببها الدينُ المنحرف ، فبدأ بأن المتدينينَ كفروا بالإنسانِ و بالدنيا من أجلِ السماء و كيفَ حطموا الانسان و جعلوا البُلهَ أكثر أهلِ الجنةِ ، و كيفَ جعلوا الفقرَ و المرضَ فضيلةً بجيبُ أن لا ينأى عنها المؤمنُ الصحيح ، و المرأةُ و تعليمها و ما كتبتِ امرأةٌ إلا كأنما سَقتِ السُم ، و غيرها الكثير .
يتضح جداً أن القصيمي كتب الكتابَ بعاطفةٍ كبيرةٍ و بقهرٍ من حالِ بني يعرب رغم أنه حاولَ أن يكون عقلانياً في تفسيراتهِ للحال ، يمتلك لغة جبارة جداً ، مشكلة الكتاب الوحيدة التكرار و الاسهاب في نقطةٍ ما إسهابٌ ليسَ له من داعٍ ، كتابٌ أراهُ ممتازاً خصوصاً لو قُرِأَ بعينِ وقتِ الكتاب - ٤٦ ميلادي .
كتاب مشكلته الإطالة من الكاتب في ضرب الأمثلة....جيد من حيث الأفكار و تحررها خاصة لو علمنا أنه كتب عام 1946.....و الكتاب ليس ضد الدين قدر ما هو ضدأصحاب فكرة منحرفة عن التدين يكبلون به و يقيدون العقل العربي.....الغريب أن الكتاب لا يزال صالحا رغم أن كاتبه تنبأ أن نضحك نحن من كتابه بعد أن نكون قد تقدمنا!!!
أنا مؤمن أن الكتاب والأفكار المصاحبه له يجب أن تلامسك وتغير من مستنقعك الداخلي تهزك ، تزلزلك ، تفجرك ، تبعثرك لا بد أن يفعل بك هذا الكتاب كل ذلك لا بد من وقفه للتأمل والتبصر الداخلي وإعاده أكتشافك لنفسك ولتاريخك ولكل معتقداتك يجب على هذا العقل الذي تحمله من تغير يناسبه ويحترمه . عليه بإكتشاف ذاته وحقيقه ما ضخ به عبر العائله والمدرسه والمجتمع والتلفزيون وقبل كل ذالك يجب أن يتحلى ذاك العقل بالشجاعه والتقبل للآخر حتى يستطيع محو كل تلك الرسوبات السوداء على مرالسنين والولاده من جديد بعقل سليم وصحي
لأنه عقل توصل للحقيقه الغائبه وتخلص من التفكير الجمعي للرعاع والقطيع لا تخف فالخراف تسير دائما ً ضمن القطيع والأسد يسير وحده الأمر لا يتطلب سوى الشجاعه وأحترام الآخر إن ما يأخرنا عن صفوف العالم المتحضر والفوضى التي نعيشها وتكالب الطغاه والفاسدين علينا هو طريقه تطبيقنا لمعاير الدين الذي فرضوه علينا قبل ألف وأربعمئه سنه لنواجه سؤالا ً خطيرا ويتطلب شجاعه نادره بالرد لو لم يظهر الدين الأسلامي بالمجتمع العربي ؟ لم يظهر أي نبي عربي ولم تأثر بنا المسيحيه أو اليهوديه وأندرست وذابت وأنقرضت وأصبحت تاريخ مثل تاريخ الرومان واليونانين بأساطيرهم وملاحمهم وآلهتهم ؟ وبقينا على فطره الأنسان القديمه ؟ ولم يكن عندنا طوائف وملل وسنه وشيعه ودروز وغيرها من أتباع الأسلام وأخوتهم من الأديان الآخرى؟ فما كان حالنا الآن ؟ أنا أجزم أن الدين عقبه كبيره بطريق الحريه والتقدم والعقليه العربيه تحتاج للتحرر من الدين للأبداع والنجاح وأهم شيء لوقف شلالات الدم المراقه بأسم الله ،الرحمن ،الرحيم !!!!!!!!!!!!!!
صفحة 11 إ ن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان أحد أولئك الرجال القليلين الذين تتكافأ قواهم العقلية والعلمية والخلقية فيصيبون النجاح الذي يبغون.
صفحة 16 وياليت هؤلاء يعرفون أن الأخلاق الدينيه المحض وكل ما يدعون إليه ويبشرون به من الفضائل هو سبيلنا بلا شك إلى دخول ملكوت الله , وإلى إمتلاء أنفسنا بالجمال والرضا والثقة .
صفحة 18 أن الروح الدينية كثيرا ما تكون سلبية تجاه الحياة , وعطلا في أصحابها إن لم تشايغها روح متوثبة من المادية الواقعية الصارمة ومن التربية العالية .
صفحة 21 الظاهر أن الشعوب إذا مرضت أمراضا إجتماعية خطيرة ضعف شعورها بالحياة , ثم تبع ذلك ضعف شعورها بأمراضها وآلامها , ثم تبع ذلك ضعف تفكيرها فيما أصابها وما يصيبها !
صفحة 24 أن الحواجز والعوائق التي وقفت في سبيل المسلمين لا تخرج عن أن تكون عوائق معنوية نفسية إعتقادية حملوها أنفسهم فوهنت , ووضعوها في طريقهم فحادوا عن الطريق , وجللوا بها الوجود فلم يفهموه أو يعرفوه ولم يعرفوا حدوده وقوانينه , فتاهوا فيه وذهبوا إلى غير مذهب وسلكوا غير سبيل .
صفحة 25 حدث العلماء ان كل هذه الموجودات خلقت - أول ما خلقت - لا تصلح لشيء مما هي صالحة له اليوم وليست شيئا له قيمة بالنسبة لما صارت إليه اليوم . ولكنها ظلت - لما وضع الخالق فيها من إستعداد للكمال والتقدم - تدرج إلى غايتها وتحبو في طريقها جادة لا يعوقها عائق ولا يصدها صاد حتى أصبحت اليوم شموسا ونجوما لامعة تغمر الوجود بهجة وجمالا وضياء .
صفحة 25 والانسان بلا أدنى ريب وهب من الاستعداد للكمال والوثوب والقدرة على إبراز أجمل ضروب الحياة وأقواها مالم يوهب مخلوق آخر , ولكن الإنسان - لسوء حظه وقد يكون لحسن حظ - جعل سيره نحو الكمال اختياريا وآليا معا لا آليا فقط - بمعنى أنه من الممكن بالنسبة له السير نحو الكمال والسير أيضا نحو النقص والدمار . وكلا الأمرين بيده وتحت مشيئته لأن الله شاء له ذلك .
صفحة 38 فكل هؤلاء الذين نراهم عاجزين عن النجاح راضين من الاعمال ومن لحياة ومن أنفسهم بأحقر ما يمكن لا يجب أن نفهم أنهم قد رضوا بذلك وهم يرون أن في إستطاعتهم الحصول على أحسن وأفضل منه أو أجمل . وإنما يجب أن نفهم أن من أعظم ما حملهم على هذا الرضا أو هذه القناعة هو أنهم لم يعلموا أن في قدرتهم أن يصنعوا شيئاً وأن يتخلصوا مما هم فيه وأن يظفروا بما يحبون ويشتهون .
صفحة 41 وهكذا أصروا على إتهام الانسان وعلى إتهام مقدرته , وأصروا على أنه ما خلق ليعلم ولا ليتحكم بعلمه في الكون ولا ليخضع الطبيعة ويسوقها إلى أغراضه ومصالحه , بينما كان الآخرون جادين في إستغلال المقدرة الإنسانية مصرين على أنها قد تعطي الشيء الكثير إذا أحسن إستخدامها وإستغلالها , وأنها قد تسمو حتى لا يعوقها عائق وتقدم حتى لا تجد مكانا للأحجام .
صفحة 42 إذا أردنا نعظيم الله أن نعظم مخلوقاته وأن نعتقد بأنها قد خلقت مستعدة للكمال وأنها إذا لم تكمل فهي التي أبت لنفسها هذا الكمال الذي أراده لها خالقها, إذ الكامل يخلق الكامل ويريده , والناقص يخلق الناقص ويريده ويعجز عن سواه .
صفخة 43 معلوم أن الخليقة في العادة ينوب عمن استخلفه . ولا يستخلف الحكيم العاقل إلا خليفة جديرا بالقيام بالخلافة قياما صحيحا لا يمنعه القيام بها - كما يجب - جهل ولا عجز ولا هوى .
صفحة 45 وعلى كل حال فإن من المستحيل على عاقل أن يتعلم الأسماء كلها ثم يبقى جاهلا بمسمياتها , بل إذا علم هذه فقد علم تلك .
كتاب يحاول فيه القصيمي � مع مراعات الفترة الزمنية التي صدر فيها هذا الكتاب 1946 � تشخيص أمراض الأمة المحمدية والعربية على وجه الخصوص .. وينتهج القصيمي في كتابه هذا نهج من يعرض الامر ويعرض فوائد الامر ومن ثم يبين ان الشرع حلله ولم يحرمه لان الامة التي يخاطبها في كتابه هذا لا تقدم على قبول علم ولو عظمت فائدته الا اذا كان جائزا شرعا .. إن الأمراض التي تصيب المجتمعات البشرية لهي شديدة الخطورة وأخطرها أن يكون المرء مريضا ثم لا يدري ما مرضه وعلته بل ويذهب بظنه إلى شيء أخر ويظل يتمنى العلاج والشفاء من ذلك المرض حت�� يهلك وعلى ذلك فلا سبيل للعلاج إلا إذا شخصنا الحال وعرفنا الداء سبب الداء كي يكون بقدورنا لاحقا وضع الدواء والعلاج الناجع له.. انه من المؤسف حقا أن يخرج علينا طائفة من جال الدين ممن نعدهم أهل الفكر والعلم رادين أسباب الانحدار الذي نحن فيه إلى جعل جميع علل المسلمين سببها سفور المرأة وخروجها نصف عارية و إختلاطها بالرجال وما إلى ذلك من قول يثير الضحك وهو ضحك كالبكاء ! مثل هذا الكلام ويا لي ألأسف نسمعه يردد ليل نهار على ألسنة رجال الدين والمصلحين في بلادنا ومن ثم نردده ونتلوه من خلفهم كأنه كلام مقدس ولكن كيف نتجاهل أن هناك أمم تبلغ من التخلف ما تبلغ وهي لا تزال متمسكة بعاداتها وتقاليدها هذه ؟ فكيف تكون متخلفة إن كان هذا هو المقياس وهذا هو سبب الانحدار والتخلف ؟ لا بد أن هناك أسباب أخرى غير هذي الأسباب ! الولايات المتحدة الأمريكية � على سبيل المثال - اليوم هي أقوى منا �� مع الفروق المخجلة بلا شك � فإلى ماذا ترجع قوتها وتفوقها علينا ؟ والى ماذا يرجع ضعفنا ووهننا أمامها ؟ من الجلي المفروغ منه أن الولايات المتحدة بلد لم يتفوق بسبب قربه من الله أو بسبب أخلاقه الدينية أو دعائه الدائم لله ؟ وإنما نال هذا بأخلاقه الصناعية والعلمية والمادية .ونلنا ما نحن فيه من ضعف وهوان لعكس تلك الأسباب فكما أن لا أمل لغاندي بان يخرج الانجليز بعبادته الله وصومه له من الهند كذالك نحن لا أمل لنا بان نخرجهم وغيرهم من بلادنا بصلاتنا وصومنا ودعائنا وقربنا من الله ولا أمل لنا في التقدم والتطور واللحاق بالركب بمثل هذه الأسباب وحدها .. إن التفاوت له سببان أولهما أن يكون هذا التفاوت طبيعي في أصل التكوين وما جبل عليه الفريقان على أن مثل هذا التقرير ضعيف وواهن ويسقط أمام ما يقره العلم الحديث من أن أصل البشرية واحد وان لكل البشر نفس القدرات والإمكانيات فدماغ السيد الراقي هو ذاته دماغ العبد الحقير, إذن يجب القول بأنه تفاوت كامن له أسباب يرد لها وهو تفاوت عارض من الممكن علاجه ومن الممكن الشفاء منه برد الأمور إلى مسبباتها انه تفاوت في فهم الحياة وفي فهم سننها وقوانينها وفي فهم ما بين الأسباب والمسببات من ارتباط وعلل إن من أهم المشاكل التي تحويها ثقافتنا هي كفرها بالإنسان فالإنسان فيها قد خلق عاحزا مهينا قاصرا عن بلوغ الحقيقة والمعرفة و المعرفة هي لله وحده فلا مقدرة لهذا الكائن الحقير على تغير الطبيعة والتحكم فيها .. وإن مثل هذه التصور كفيل بان يزرع بنا � أي أتباع هذه الثقافة � نظرة القصور والعجز عن حل المشاكل فهم في نظر أنفسهم قبل كل شيء غير قادرين وغير مؤهلين لحلها ولا سبيل لحلها إلا بالدعاء فهم يريدون كل شيء من السماء ومن الهتها .. على أن الثقافة الصحية تعلم الإنسان أن يرجع إلى نفسه وان يعول عليها لحل مشاكله و أزماتها وان تراثنا لملئ بالنصوص التي تبين قصور الإنسان وعجزه لا بل وسخريتها من كل من يريد سلوك درب العرفان والعلوم فهذا فخر الدين الرازي ينضم شعر يقول فيه :
نهاية إقدام العقول عقال ** وأكثر سعي العالمين ضلال ولم نستفد من بحثنا طوال عمرنا ** سوى إن جمعنا فيه قيل وقالوا ففخر الدين الرازي � وهو احد أعلام التفسير عند المحمدين - في شعره هذا يحكم فيه على العقل الإنساني بالقصور وان التفكير الكثير والبحث الكثير لا يزيده إلا حيرة وضلالا وجهلا فمن الخير إذن له أن يحجم و يتوقف ولا يسلك هذا الطريق.. وغيره ممن يسخر من الحكماء والفلاسفة لسلوكهم طريق الظلال هذا : من أنت يا أرسطو ومن ** أفلاط قبلك قد تجرد ما أنتمو إلا الفراش ** رأى السراج وقد توقد فدنا فأحرق نفسه ** ولو اهتدى رشدا لأبعد وهم يعنون بهذا القول أن حكم هؤلاء الرجال حينما أرادوا الدنو من المعرفة حكم الفراش الذي يرى النور المتوقد فيثب ويدنو منه فيحترق ويموت وقد كان حكم العقل والرشد يقتضي بأن يبتعد عن السراج وعن نوره لينجو .. ولنا أن نستخلص من مثل هذه الأشعار والأقول على كثرتها في تراثنا كفرها بالإنسان وبمقدراته على بلوغ اليقين والحقيقة وهي كم يريد القول لنا أن من الخير لنا أن نحجم عن التفكير و الأ نتقدم فيه . ولو احتكم الإنسان إلى مثل هذه الثقافة لفقدت الإنسان غريزته الفضولية وحبه للمعرفة ولما استطاع أن يكون شيئا مذكورا , فمن أين جائنا هذا الكفر بالإنسان ؟ ويرفض ألقصيمي هذا الاعتقاد بقصور الإنسان وتحديد مقدرته ويصفه بالكفر بالإنسان ويبين أن هذا الاعتقاد باطل من الناحية النظرية ومن الناحية ألدينية فعظمة المصنوع إن دلت تدل على عظمة الصانع ؟ ويورد كثيرا من النصوص الشرعية � لدرجة انك تشعر بأنه انقلب مسلما ومصلحا دينيا - في تبيان فضل الإنسان ومكانته السامية حتى انك قادر على إيراد كثير من الصفحات في كتاب إسلامي يدافع عن الإسلام ضد منتقديه ومنتقصيه ويبين أن نظرة الإسلام نظرة تكريم وتعزيز للإنسان فالقصيمي هنا يهاجم الثقافة مستندا إلى الدين ليبين أنها ليست من الدين في شيء موردا كثيرا من النصوص القرأنية والأحاديث النبوية محاولا تفسيرها على النحو الذي يبتغيه , ولعل في أسلوبه هذا شيء من الحكمة فخطابه هنا موجه � كأول كتاب ينشره بعد تركه الإسلام � إلى المسلمين سنة 1946 م � وأي مسلمين ؟ مسلمين لم يكن عندهم من العلوم والمعارف الحديثة شيء يذكر ويرفضون كل ما هو قادم من الأخر والقصص والحكايات في هذا الباب كثيرة - فمن الحكمة وخيرا له إن كان يسعى لتبليغ رسالته أن يتحدث معهم بلين ورفق وفق هذا النهج لأن تصادمه معهم وهجومه عليهم وعلى معتقداتهم � المقدسة وما اشد تمسكهم بها - بلغه قوية قد يقع في نفوسهم موقعا سلبيا يبعث على كرهه وكره خطابه والنقمة عليه وعلى ما يقول مهما كانت صحة كلامه, فهو يريد أن يبين لهم أن دينهم أيضا يرى هذا التصور - الذي يراه هو كشخص غير مسلم � فلماذا لا يعيشون وفق هذا التصور الديني الصحيح فإن كان ما يمنعهم من ذلك هو دينهم فهذا إدعاء باطل بحق دينهم ؟؟
وفي الفصل الثاني يتحدث القصيمي عن مكانة التعليم - اي العلوم الدنيوية - عند الامة الاسلامية ويناقش اسباب رفضها ومقتها ويحاول تبيان فضلها للامة التي تاخذ بها . ورد عن محمد قوله � لا تنزلوا النساء الغرف و لا تعلموهن الكتابة و استعينوا عليهم بالمغزل وسورة النور - . روي عن علي بن أبي طالب انه لما مر بإمرأة تعلم الكتابة قال � أفعى تسقي سما � . وروي عن محمد قوله � أن الله يكره البليغ من الرجال -. وري أن محمد رأى التوراة مع احد صحابته فاستشاط غضبا وقال � أمتهوكون انتم ؟ - وروي عن عمر ابن الخطاب � أن ابن الخطاب كان يمنع من قراءة كتب الأوائل وقراءة التوراة والإنجيل ويعاقب على ذلك وأنه كان يقول في كل كتاب يحاولون قراءته � أيوافق ما فيه القرأن ؟ - إن كان يوافقه قال فالقران يغنينا ولا معنى حينذاك لقراءته وإن كان يخالفه قال لا خير في شيء يخالف القرأن . وهناك الرواية المشهورة التي تذكر على سبيل التفاخر- أوردها المقريزي ومن لا يقلون عنه � وهي الرواية التي قيل أن عمر أمر بتحريق مكتبة الإسكندرية قائلا : إن كان ما في الكتب موافقا للقران أغنانا القرأن عنها ولا حاجة بنا إليها وان كان مخالفا له فلن نبقي على شيء يخالف القران - وإنها أحرقت وتكلموا في تحريم المنطق والفلسفة و ألفوا في ذلك كتبا منها كتاب الأسيوطي المشهور � أقول أهل المشرق في تحريم تعليم المنطق � وقد حكا هذا الكتاب الإجماع على تحريمه ومن العبارات المشهورة عندهم في هذا � من تمنطق فقد تزندق � وقد شنعوا على الخلافاء العباسيين الذين وجهوا عنايتهم إلى تعريب كتب الأقدمين وعدوا هذه العناية من مثالب بني العباس لأنهم زعموا أنهم نقلوا إلى المسلمين علم الكفار وساعدوا الزندقة والإلحاد على الإنتشار.. إن مثل هذه الأقوال حرية بأن تخرج لنا جيلا يعادي كل علم ومعرفة وذلك ما حدث فقد عدت علوم الإغريق ومن اشتغل بها سوء أكانت طبية أم رياضية أم فلكية أم فلسفية ملاحدة وألفت الكتب في ذمهم وتكفيرهم وتبيان أضرارهم وكذلك حبسوا من درس شيئا من هذه العلوم من المسلمين والعرب وقد إجتهدوا في تحامي هؤلاء وتحامي كتبهم وعلموا على تقل هذه الكتب ودفنها فأمثال الحسن ابن الهيثم وجابر ابن حيان وأبي بكر الرازي والكندي وسواهم ممن قاموا بتجارب ودراسات لها قيمة علمية محاربون مكروهون متهمون في دينهم و أخلاقهم وهم لا يذكرون حينما يذكر العلماء � المسلمون � و أعلامهم ورجالهم البارزون أما كتبهم التي بحثت في هذه العلوم المغضوب عليها فلا توجد في المكتبات بل ولا يسمع بذكرها ولا تذكر أن ذكرت كتب المسلمين ومن المؤسف حقا أن الذين شهروا هذه الكتب وكتابها و أخرجوهم من ظلمات القدم والنسيان هم علماء أوروبا أو من اخذوا من علماء أوروبا, أما المسلمون فقد اجمعوا على رفض هؤلاء ورفض مؤلفاتهم وعلومهم وبالتالي لم يوجد من بعد هؤلاء من ينهضون بإتمام ما بدأوه أو بتوسيعه أو في السير في الطريق التي اختطوها ونهجوها ..
ثم يعرض القصيمي في هذا الفصل مشكلة المرأة في المجتمعات العربية و الإسلامية حيث يبين فضل تعليم المرأة ومدى فائدة هذا على المجتمع فالمرأة المهزومة المقموعة الجاهلة لا يمكن ان تخرج لنا جيلا واعيا وقويا فالام هي المربية الأولى لهذه الاجيال فان كانت الان جاهلة ومهزمومة فلن يكون الابناء خلاف ذلك.. ويقر القصيمي ان الاجيال القادمة ربما ستسخر وتستغرب من دفاعه هذا عن حقوق المرأه وتبيان فضل تعليمها لان هذا الامر لا بد ان يقبل في يوم من الايام ولكن حال ووضع امته الرافض لهذا الموضوع دعاه لنقاش هذه النقطة عام 1946 م
ويتبع هذا النهج في باقي فصول الكتاب ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . * هذي هي الاغلال ليس كتاب الحاد كما هو معلوم عنه بقدر ما هو كتاب اصلاح اسلامي يبين فيه الكاتب مشاكل امته انذاك, وهو الكتاب الاول الذي كتبه القصيمي بعد كتبه المستميتة في الدفاع عن الاسلام السلفي وهو بمثابة مرحله انتقاليه بين ايمانه والحاده لاحقا .. * * الكتاب مجملا جيد ولكن فيه كثير من الاطاله التي لا داعي ها والخروج من موضوع لاخر لا علاقه له بالفكرة بالاضافة الى بعض التحليلات الغربية الغير قائمة على اي مرجع علمي او تاريخي مثل اوضاع العرب قبل الاسلام *** الكتاب فضلا عن ذلك يتحدث بشكل عام بامور ليست من صلب الاسلام لو كان واقعين ومنصفين بالاضافة الى انه يطيل الحديث في المواضيع كثيرا ويعيد ويكرر الفكرة الف مرة وهي فكرة قد لا تستحق اكثر من صفحة يشرحها في 30 صفحة وهكذا كما ان الكتاب لا يخلوا من المبالغه الكبيرة التي اعترف بها الكاتب نفسه في تصوير وتضخيم الامور
اخرج الى السماء في ليلة صافية ثم انظر الى تلك المخلوقات المتلالئة التي تملأ الفضاء .. ثم استسلم الى عقلك وعلمك وخيالك كم يمكن ان يكون قد مر بهذه المخلوقات الجميلة من الاحقاب وهي محافظة على نظامها بلا إضطراب ولا فوضى وسل ما الذي يمسكها هكذا كل هذه الدهور ....
ثم فكر في هذه الشمس التي لم تزل منذ الاف الدهور تبعث الى هذه الارض والى اهلها الحياة والنور والقوى ثابتة في مواعيد ذهابها وايابها... لا تبالي بما يريده الناس منها ولا بما لا يريدونه ثم سل ما الذي الزمها هذه الحالة الثابتة الرتيبة تجب بإنها سنه الخلاق العظيم
ثم ارجع بفكرك الى الارض التي نعيش عليها وصح في اعماق نفسك وصميم اعتقادك قائلا : ربي ضع في اعمالي وافكاري وارائي النظام الذي وضعته في سمائك ونجومك وشمسك وارضك... وعلمني الحكمة التي علمتها ذرات ارضك وشمسك وسمائك حين تتجمع وتتفرق وحين تحيا وتموت....
اذا كنت ترى الانصاف في اعماقك والاخلاص في بحثك عن الحقيقة اقرأ هذا الكتاب..
كتبت في تويتر عبدالله القصيمي سعودي كان له اثر في حياتي، رحمه الله تعالى. في كتابه هذا والذي كتبه في عهد الملك عبدالعزيز سطّر القصيمي الخطوط العريضة لمجتمع ناجح و واعد..وكان من الاوائل الذين واجهوا النهج السلفي التقليدي،والذي يستمد من الموروث قدسيته فأراد القصيمي تفكيك تلك الهالة بتحكيم العقل وإعمّال النظر في تقليد لن يفيد و لخلق رؤية بعيدة تتجاوز المرحلة الحالية(وقت كتابة كتابه) رحمه الله كان ذو نظر بعيد وصاحب رؤية. لقراءة هذا الكتاب وتحقيق الفوائد منه انت تحتاج لعناصر متوافرة وهي: ١.الهدوء وكوب من القهوة :) ٢.حضور ذهني يتناغم مع السرد الفكري للكاتب. ٣.قراءة الكتاب بحسب فصوله ومراجعة الخطوط الرئيسة كل فصل قبل البدء بالذي يليه.
بهذه الطريقة أنت مؤهل للتالي: ١.اعطاء الكتاب (القصة) حقها. ٢.استيعاب افكار الكاتب والتي في مجملها اضحت صائبة. ٣.فهم اسباب خلاف البعض لهذا الكتاب والكاتب. دمتم بود :)
اقرؤا للبدوي الثائر الذي ثار علی نفسه ٲولا" ثم علی البيئة التي نشٲ فيها فخلع عباءة التطرف ولبس عباءة التجديد
الذي دعا للتغییر قبل انطلاق المدفع ، الذي تنبٲ بٲرحام عربیة ستنجب الارهاب
الذي انقلب علی الموروث الديني والعیش علی المنقول وقفل باب الاجتهاد
الوهابي المتزمت سابقا" الذي طعن العرب في خاصرتهم
الذي اعترف یوما" بٲنه یخجل من كتبه القديمة . ابراهيم عيسی
ولكن كیف تحول القصيمي من الوهابیة للرادیكالية ؟
یقال انه عندما كان طالبا"بكلية الٲزهر ٲلف كتابا" ليناظر شيخا" صوفيا" بعنوان : (البروق النجدية في محاربة الظلمات الدجوية ) فقامت ادارة الجامعة بفصله من الكلية فتفرغ القصيمي لقراءة الكتب وكانت مصر في ثلاثینیات القرن المنصرم منبع الانفتاح الثقافي وهذا فتح ٲمامه آفاقا" جديدة للمعرفة لم يعهدها من قبل واعتكف علی المطالعة سبع سنوات حتی انتهی بتٲلیف " هذي هي الٲغلال"
بدٲ المقدمة بمدح جلالة الملك عبدالعزيز وهذا يدل علی حدسه بٲن كتابه سیعرضه لٳشكالات مع رجال الدین السعودیین وهذا ما حدث فعلا حینما وجهوا له دعوة لزیارة السعودیة مخططین لعرض الكتاب للملك عبدالعزیز وتحريضه علی اقرار حكم قتله غیر ٲن ٲحد الحراس حذره بضرورة مغادرة السعودية حالا" عند ٲول طيارة ففر مسرعا للقاهرة ...
ٳن علة المسلمین هي ٲنهم مرضی ولا یدرون ٲنهم مرضی وٲن تشخیص المرض هو نصف العلاج ، بعضهم ادعي ٲن سفور المرٲة واختلاطها بالرجال هو سبب تخلفهم فرد القصیمي ٲن هناك دولا" لم یذكر اسمها تسن قوانین صارمة بما یخص المرٲة ولم یلحظ تقدما في بلادهم
ٲكتشف ٲي جهل يعيشه المسلمون ، لقد ٲكد القصيمي ٲن الٲمم المتمدنة آمنوا بالٳنسانية جمعاء ٲما الٲمم العاجزة ومنها المسلمين آمنوا ٲن الٳنسان خلق عاجزا محدودا مهینا حقیرا لا قدرة له علی التحكم في الطبیعة القاهرة الغالبة ولا ٳلی تغییر صبغته التي صبغه الله بها.
في باب الجهالة ٲم الفضائل قال القصيمي :
كیف نصبر بعد اليوم علی قوم يذمون لنا العلوم الرياضية و الكيميائية والطبية والفلسفية وینشدون الٲناشيد في مدح التصوف والزهد والدجل والشطح والرقص الديني و مدح القذارة والٲمراض والجهالة و الجنون والبله ؟ كیف نحترم هؤلاء ؟ ٲم كیف نرجع ٳلی كتبهم ونجعلها مرجعا" من ٲهم مراجع الدین والثقافة والعقل
ٲكد ٲن من يقدم لٲمته نساء جاهلات لیسوا ٲقل ٳثما" ممن يقدمون لها الشرور والآثام وقد ٲورد القصيمي قول علي بن ٲبي طالب عندما مرّ بامرٲة تتعلم الكتابة : افعی تُسقی سما" .
وقد حرقوا كتب المنطق والفلسفة ولم يكتفوا بمدح الفقر والمرض والجوع وكل ٲنواع الشقاء بل امتدحوا الجهل والغباء ونقلوا عن الرسول قوله : ٲكثر ٲهل الجنة البله
ٳن ٲمثال الحسن بن الهيثم و جابر بن حیان و ٲبي بكر الرازي والكندي مُحاربون مُتهمون في دينهم و ٲخلاقهم . والمؤسف حقا" ٲن الذين ٲشهروهم كانوا علماء ٲوروبا ، ٲما المسلمون فقد رفضوا مؤلفاتهم و تجنبوها .
وقیام عمر بن الخطاب حین غزا مصر بحرق مكتبة الاسكندرية وقوله : ٳن كان ما في المكتبة موافقا" للقرآن ٲغنانا القرآن عنها ولا حاجة بنا ٳلیها ، وٳن كان مخالفا" له فلن نبقي علی شئ يخالف القرآن . !
لم يجد غلاة الدين بعد صدور الكتاب ما يردون الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق فردوا عليه بالٳلحاد وعقوق الوالدين والتبرم من الواجبات الدينية متناسين ٲن القصيمي تحمل وقاسی بسبب كتابه محاولات الاغتیال والتهجير القسري ، و قد ذُكر ٲن رجال الدين الوهابيين قد ٲرسلوا سفاحا" لقتل القصيمي ویذكر ٲن القصيمي حاور الرجل سائلا" ٳياه : ما الثمن الذي سیدفعونه لك ٳن قتلتني ؟ فٲجاب الجنة طبعا" ! فقال القصيمي لو كانت الجنة مضمونة فلماذا لم یرسلوا ٲحدا" من ٲبنائهم ٲو يقوموا هم بقتلي ويضمنوا الجنة لٲنفسهم بدلا" من ٳرسالك ، عندها انصرف القاتل و هذا يدل علی ٲن سلاح العقل ٲعتی من سلاح السیف.
كنت مثل القصيمي في فترات حياتي السابقة يٲخذني هاجس موت الغفلة و ٲدعو الله ٲن يهدي الناس مثلي وكثيرا" ما دفعتني الشفقة لٲولئك الذين يبتهجون للحياة و ٲردد ما سمعته من المسلمين " لهم الدنيا ولي الآخرة "
ٳن ذكری تفيض بالمرارة والحسرة تعاودني كلّما مرّ بخاطري عصر مشؤوم قضيته مسحورا" بهذه الآراء ، كنتُ ٲفر من الحياة و مما يعلي من قيمة الحياة لقد كنت لا ٲجد ما يحملني علی ٲن ٲرفع قدمي لو علمت ٲني ٳذا رفعتهما تكشف ما تحتهما عن ٲعز ما عليه يتقاتل الٲحياء ! وقد ضاعت عليّ من ٲجل ذلك فرص كان يمكن الٳفادة منها ، لا يمكن استرجاعها كان الغرور الديني قد ٲفسد عليّ كل شعور بالوجود و بجماله وكنت مؤمنا" بٲنّ من في المجتمع لو كانوا يرون رٲيي ويزهدون زهدي لوقفت الٲعمال كلها .
لقد ٲكد ٲن بني قريش و سائر ٲهل مكة ينظرون للغنی مثل سائر الكمالات كالصحة والشجاعة وينظرون للفقر مثل نظرهم لسائر العيوب والنقائض
كنت ٲنظر ٳلی من يهتمون بالحياة وبمن فيها بعين ٲقل ما فيها الاحتقار والاستصغار !
وكان شعاري في تلك الفترة قول ذلك المغرور المخدوع مثلي :
ٳذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضی والٲنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
كالبخل والهوان والرضا بالقبح
لقد ٲيد القصيمي هذه النظرة فالغنی يدل علی صدق التصرف في الحياة والنشاط و الدٲب وحب الجمال ، ٲما الفقر فٳنه يدل علی الغباء وضعف الٳرادة والكسل والهوان
ویقول ٲن المسلمين الٲوائل امتدحوا الجوع والفقر والمرض ودعوا للزهد المخدر وانهم حاربوا العمران فقال:
لو حشدنا جميع المؤلفات التي تركوها لنا علی ٲن نخرج منها كتابا" واحدا" لا يمدح الفقر والشقاء ولا يذم الحياة والجمال لما وجدنا هذا الكتاب ، حتی ٲنه من السهل ٲن يٲخذ القارئ ما شاء من الكتب ثم يفتحه فيقرٲ الٲبواب فسيجد في كل كتاب من هذه الكتب قوهم مثلا" باب مدح الفقر ، باب مدح الفقراء ، باب مدح الزهد والزاهدين ، باب ذم الغنی ...
شكرا للقصيمي للعربي الذي دعا لتحطيم ٲغلال العقل قبل ٲغلال الید
هذي هي الأغلال يفكك القصيمي بنية التخلف للأمه الإسلاميه من خلال نقده لتراث الديني و الفكري .
من يقرأ هذا الكتاب اليوم يجد فيه ان المواضيع مكرره ومعاده ولكن يعتبر القصيمي في ذلك الوقت من أشاوس الفكر الذين ضحوا بما لهم من جاه وصيت من أجل أعلاء رأي أو فضح عله تعصف بالأمه .
القصيمي أراد من كتابه كسر هذي الأغلال عن الأمه لكي تُشمر عن سواعدها وتقوم لتنطلق ، والأغلال هي كما يقول هي الفهم الخاطئ للدين الذي قيد الأمه من خلال سوء إدراك عظمة الخالق التي ادت للأنحراف الفكري في فهم نواميس الطبيعه وسير الحياة ، إذا أن مسألة القضاء والقدر هي أهم المسائل أو الاغلال التي شلت حركة الفكر والتاريخ لكثير من الأمم . يقدم القصيمي نظرة تنويريه لفهم الدين ويتبنى اراء من قبله بمن لهم نظره حاذقه في الرأي خصوصاً في مسائل حرية الأراده ويأخذ ايضاً عن رأي العلم الحديث في قضايا ادارة نواميس الحياة في السياسة والإقتصاد ويهاجم مشائخ الإسلام وعواجيزها الذين خدروا الأمه بإحباطاتهم لها والذين بثوا روح القنوط وكره الحياة والنضال في سبيلها
انطلق في كتابه أولاً في احترام الإنسان والإيمان به ومن ثم دافع عن قضية المرأة وحق تعليمها في ذلك الوقت ، ومن ثم اخذ بالنقد التراثي على بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئه التي اساءات فهم الحياة والطلب من اجل الرفعه وجعلت من الإنسان عاله على الكون لا يحرك من نفسه ساكناً فصار كاريشه في مهب الريح لا يفهم نواميس الطبيعه ولا يدرك معنى الحياة .
اعتبر القصيمي معنى الله اوسع واشمل من ان ندرك رب بهذه البساطه يتدخل في حياتنا ليحل ويربط وتعوذ ممن يدركون الله على هذا كأن ملك من البشر ، وهذه طبعاً نظر للمعتزله فهم ينفون التشبيه عن الله .
*أكثر ما ضايقتي في الكتاب هو أسلوب القصيمي المل في الأمثال والتكرار
ربما علينا أن نؤمن بالانسان قبل إيماننا بالأديان، أو على الأقل أن نؤمن بكليهما معا، لأننا لن نستطيع أن نتبنى أي إنتماء بدون (وعي و تفكير و حرية اختيار)، و بهذه الأمور يمكن أن يحقق الإنسان الانتماء الأقوم بصورة تدعم المجال الذي ينتمي إليه(الدين) أولا و تدعم نفسه ثانيا و المجتمع ثالثا.
لقد أوغلت الشعوب الاسلامية في جهل ما تواتر على مسامعها من شيوخها و كبار علمائها، هؤلاء الذين آثروا الراحة فكفروا بالانسان و لم يقدروا جيدا قيمة أنفسهم و أهمية المعرفة و قوانين الطبيعة فظلموا أنفسهم و العالم التابع بأسره. يالله كم من ضحية سقطت عند كلماتهم الرنانة التي يتغنون بها باسم الله و النجاة!
الله في التفاصيل و بالتأكيد لا يتساوى العالم العابد مع الجاهل العابد. و لا تتساوى آلهة العالم مع آلهة الجاهل حتى لو اتفقت بينهما الشعائر و العبادات.
ف� هذا الكتاب يحاول الكشف عن الأسباب التي قضت علينا بالتخلف وأضعفت الإنتاج، وجعلتنا عاجزين عن اللحاق بالركب البشري.. بقين� نحن وبقوا هم هكذا: يعلمون ونجهل، يقوون ونضعف، يأخذون ونعطي، يزيدون وننقص حتى قامت هذه النتيجة المروعة المخزية.
أبرز موضوعات الكتاب: �- الدعاية الواسعة للزهد المخدر. - تعليم المرأة. �- مالذي أباح للرجال ما حرم للنساء ؟! �- جماعات كثيرة تخاف النجاح الظاهر لأنها تخاف الإصابة بالعين ! - إتكالي� عاجزة للأمة لا تستطيع أن تستقل بأمر من أمورها الصغيرة، فهزمت هزائم ساحقة في كل الميادين، وصاروا أتباع في كل شيء. �- اعتقاد كمال الأولين ونقص الآخرين �- تكذيب أهل كل زمان يكونون شراً من الذين قبلهم.
الكاتب يتمتع بلغة قوية وصاحب نظرة فلسفية تقوم على التحقيق ببعض المسائل الخلافية في الدين الإسلامي وبعض التفسيرات المختلف عليها من منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب على انها أغلال تقيد الفرد المسلم بالمجتمعات المسلمة بصفة عامة ومجتمعات جزيرة العرب بصفة خاصة من الأنطلاق نحو العلم والتطور والأنفتاح والسلم والريادة،
الكتاب طويل ولغته قوية ولم استطع ان انهيه ولكن الكاتب كان يسعى ان يوضح وجهة نظره الغامضة بالنسبه لي، حيث انه عرض المشاكل وبالغ بوصفها ولم يعطي حلول صريحة ،
رحم الله المفكر عبدالله القصيمي وغفر له، مهما اختلفت معه، يضل مفكر فريد من نوعه
كتاب في فكرته جيد فهو يحاول يكشف الأغلال والقيود التي قد تمنع الإنسان المسلم من النهوض والتقدم والنجاح في الدنيا... بسبب فهم خاطئ لبعض المعتقدات كالقضاء والقدر والزهد في الدنيا والتوكل على الله. الخ
لكن أسلوب كتابته سيء فهو يسترسل ويستطرد في كلامه ويضرب الكثير من الأمثلة بشكل ممل جداً جداً جداً ويفقد الموضوع فكرته الأساسية.
أتوقع أنه كان حريص ألا يتم فهمه بشكل خاطئ من بعض المخالفين له والمتشددين... لكنهم برغم هذا هو في نظرهم ملحد.
شكرًا للقصيمي ، ذكرياتي التعيسة في قراءة الحرف العربي بلشت ترجع وحدة ورا وحدة . الطفح بالمرادفات الي ما بتزيد بمعنى ، التشذق باللفظات الي الله نفسو ما بيعرف معناها ، والتحليل المنطقي ذا مستوى الأطفال شقت راسي . الرجل عندو كم فكرة بس مو مستاهلات الوقت الطاير ، لذا ، اذا بتقدس وقتك ، روح اقرا الاعاجم عن الموضوع !
يعتبر هذا الكتاب مرحلة انتقال بين سلفية كاتبه السابقة، وآراءه اللاحقة بعد عمر قضاه بين أغلال الجهل والتخلف كما وصفه. تأريخ على عجالة لتلك الفترة وأوضاعها، ونقد لاذع لمشكلاتها وجذورها.
يجب ان يضع كل من سيهم بقراءة هذا الكتاب ان الصورة التى ينتقضها عبد الله القصيمى هنا تمثل اخر الغلو فى الدين... بمعنى اخر هو ينتقد الصورة التى كان هو فيها والتى تمثل شدة التعصب فى امور الدين وبالتالى فهو هنا ينتقد هذه الافكار واحدة واحدة
سيبدو لاى احد يقرا الكتاب منذ الوهلة الاولى سيطرة الوسط الذى كان فيه القصيمى على افكاره فنراه مثلا ينتقد فكرة نبذ المسلمين للعلم وكيف انهم يتصورون ان المجنون او المجذوب هو اقرب لله من اعلم العالمين ويستشهد ببعض ابيات الشعر والمقولات من اساتذة الصوفية والتى تبين ان مدى سعى الانسان وتجواله هو وصوله لفكرة انه جاهل وكذلك تفاخر بعض السادة الصوفية على الاخرين فى انهم يتلقون العلم عن الاموات اما هم -الصوفية- يتلقونه عن الحى الذى لا يموت ويستطرد الكاتب فى وصف ان هذه الافكار عندما سيطرت على عقل المسلمين سببت التخلف...!! طبعا لاحاجة للتوضيح هنا ان ما ذكر من العلم على لسان الصوفية انما هو العلم بالله وليس العلم بامور الدنيا وما ساقه القصيمى هنا دلالة واضحة على تاصل الفكر الوهابى وتمكنه منه فى معاداة الصوفية بكل الالوان والاشكال
خلاصة القول... الكتاب مصبوغ بفكر وهابى من الوسط الذى كان فيه القصيمى وهو ان اراد القارىء ان يتعرف على اكثر الافكار تطرفا فلينظر الى ما نقده القصيمى هنا فى كتابه ليعرف كيف يمكن الغلو فى الدين.
القصيمى لاينقض الدين ولا ياخذ عليه الماخذ انما هو ينقض ما كان فيه من غلو ومما يروج له البعض على انه صحيح الدين وما يدعون اليه من خمر العقل والقاءه بعيدا واعلاء وتعظيم الاتباع الخرافى دون تفكير ودون تاويل كما فعلت بعض مدارس المسلمين الاخرى
لو جانبنا الأسلوب الإنشائي والأمثلة الطويلة الممتدة .. سوف نخرج بكتاب عميق يحاول هدم بمعول صلب أفكاراً كثيرة تعمقت وأصبحت للبعض الكثير عموداً أساسياً من الدين !!
مع الأخذ بعين الاعتبار بأن كلام الكاتب يخرج من خلفية سلفية وهابية مشبعة .. حينها سوف نتقبل اللغة واللجهة والطريقة التي يتحدث بها ويتعامل بها مع النقاط من ضحد أو استدلال.
يخوض في أمور غدت مسلمات لأصحاب الفكر الوهابي من تعامل مع المرآة وتقبل الحياة والقضاء والقدر والرزق والتفكير ووو .. أمور عديدة قد يرى البعض أنه من العجيب التحدث فيها أو النظر إلى حقيقة وجودها .. خصوصاً أن الكتاب كان في الأربعينات .. إلاأن الصعب تقبّل أنه مازالت أفكاره تحت النقاش إلى يومنا هذا !!
تستطيع أن تتلمس بعض التزلف للملك خصوصاً بخطاب مباشر في بداية الكتاب أو بين السطور ولكن ذلك لم يشفع للكتاب من من النشر في السعودية لخطورة الأفكار التي يناقشها "بالنسبة إليهم" !
الفكر الوهابي بالتأكيد واضح من ناحية الأسلوب ومحاول مقاومة الفكر وحينها ترى هجوماً ولو جزئياً على الفكر الصوفي على سبيل المثال.
نحو دعوة لإعمال الفكر بحقّ .. ومساءلة التراث بقوة .. وتحمل الصدمات في هذه الدمساءلة القوية لأفكار أخذناها كحقائق "بعضها على الأقل" وسطور تاريخنا وكتبها مليئة .. ولكنها ليست إلا خيال أو أفكار منافية للواقع البشري أو الكوني.
“طغ� هذه الجهاله علي العالم الاسلامي و استبدت به استبداداً مبيناً و اجهزت علي كل الحريه الفكريه عنده و سرقت من العقل و ظيفته فاعتاد ان يأخذ الاشياء قضيه مسلمه و الا ينظر او يفكر او يبحث او يشك ... بل اعتاد ان يأخذها أخذ تسليم بدون فهم و بدون رغبه في الفهم و بدون ان يري ذلك مطلوبا فأصبح من اخلاقه التي تكاد تكون طبيعيه ان يصدق كل شئ و او يقبل كل شئ و الا يحاول فهم شئ و صار التصديق و تبلد الحاسه العقليه من الصفات المميزه له و المسيطره عليه .. فالبتصديق امن بكل الخرافات التي يلقنها بدون عناء حتي صار اعجوبه في استسلامه المخجل لكل هنه فكريه - و بتبلد الحاسه العقليه وقف دون الاشياء و دون النفوذ فيها و دون فهمها بل ودون الرغبه في فهمها حتي عد الشك في الاشياء و محاوله فهم الامور من خصال الكافرين و الملحدين و المارقين و اعتبر سرعه التصديق و سهولته و الوقوف امام الاشياء ببلاهه و بلاده كوقوف الاصنام امام عابديها .. من علامات القبول و الايمان� � عبد الله القصيمي, هذي هي الأغلال لخصت هذه الفقرة كل مآسينا الفكرية والجمود الذي لازمنا طويلا
هذا الكتاب دعوة صادقة لكسر الأغلال،وتغيير المفاهيم الدينية التي صنعها التدين الخاطيء/المتشدد. من خلاله تمكنت من إيجاد تفسير لحالة التخلف الحضاري والفكري والصناعي والاقتصادي الذي عشناه ونعيشه منذ سنوات.
بالرغم من أن القصيمي لم يُشير إلى حقبة زمنية محددة إلا أن ألمه كان يظهر رغماً عنه فيما يتعلق باستفادة الأجانب من النفط دون أن يكون لأبناء البلد فائدة ملموسة وعلى المدى البعيد.
أسلوب الكتاب منطقي جداً ،فسّر بعض المفاهيم بطريقة مختلفة عما هو متعارف عليه،صدمني في بدايته ،وجعلني مذهولة أتساءل عن طبيعة الدين الذي يعرفه من كتب عنهم القصيمي لكسر أغلال جهلهم.
-أكثر الفصول التي أثّرت فيّ وبعثرت الأفكار والأسئلة هي: لقد كفروا بالإنسان الأول-الإيمان به أول العلم حجاب-الجهالة أم الفضائل الإنسان هي أم سلعة هل في سنن الله محاباة كراهة الحياة الدنيا- هل جاء الدين لمحاربة العمران التوكل
صراحة كنت متحمس كثيرا لقراءة هذا الكتاب... بالنسبة للقصيمي لا استطيع فعلا تحليل شخصيته من خلال كتاب واحد او كتابان... لا بد لي من قراءة جميع كتبه حتى استطيع فهم فكره و توجهاته... عموماً من خلال قرائتي لهذا الكتاب وكتابه (لئلا يعود هارون الرشيد) انه ناقم على على المتدينين وخاصة الوهابية... لا اعتقد أنه ملحد فعلاً، لأنني وجدت في كلامه استشهاد احياناً من القرآن أو السنة. اعجبني كثيراً تفكيره البعيد، ليتنا استثمرناه في الفكر والفلسفه... لكن حظه السيئ أن ولد في زمان متحفظ ومتخلف...
كتاب جميل و لكن يعيبه أنه إنشائي وفيه حشو الكثير من العبارات و الجمل و تشتت عن الموضوع الرئيسي بكثرة الأمثلة. من أثقل الكتب قراءة حتى الآن و يفتقر إلى أفكار جديدة,ربما يكون الكتاب قد مضى زمنه. أنصح بقرائته للوعاظ وطلاب العلم,لأن طريقة كتابته فيها صبغة وعظية عجيبة,و هو ثري بالمرادفات و الكلمات الجميلة. حقيقة متردد في قراءة أي كتاب آخر لعبدالله القصيمي بعد هذا الكتاب.