الفراش يطير حول المصباح إلى الصباح ويعود إلى الأشكال فيخبرهم عن الحال، بألطف مقال، ثم يمرح بالدلال، طمعا في الوصول إلى الكمال ضوء المصباح علم الحقيقة وحرارته حقيقة الحقيقة والوصول إليه عين الحقيقة
+++++++
ضوء المصباح تجلي الصفة في عالم الفعل لفراشات الأرواح وأطيار العقول، بحدً تعريفه علم الصفات، حرارة المصباح تجلي حقيقة الصفة في الصفة ولهذه الصفة تجل آخر بالنعت لكشوف احتراق الأفهام وهو تجلي العلم وتجلي صفة الصفة لحقيقة الحقيقة في حقيقة الذات وهو ما يسمى بوجود الوجود والذات مثل الصفات عن طريق وحدة الظاهر ( شرح الشطحيات
++++++++++ ومعنى الحقيقة شيء لا تغيب عنه الظواهر والبواطن ولا يقبل الأشكال
+++++++++++ الحق وراء الحقيقة والحقيقة دون الحق
+++++++++++ قال له الحق: «أنت تهدي إلى الدليل لا إلى المدلول وأنا دليل الدليل
+++++++++++ لا يختلط وجوده سبحانه بأشكال الكون وهو عالم الكون وصفاته منزهة عن الامتزاج بأشکال الحدثان واللصوق البينونة والامتزاج من صفات الخلق وليس من صفات الحق (شرح الشطحیات)
+++++++++++ كنه الكنه دعاه ببقاء البقاء وديمومة الديمومة وعندها سأله عنه بلغة الأسرار: متی طار في الآزال والآباد وآزال الآزال وآباد الآباد؟ وأي معرفة وراء رموز طير الأزل وطير الأبد وطير الصفة وطير الذات؟ ليقولوا بلغة العجز: "ما قدروا الله حق قدره" "ولا أحصي ثناء عليك" و"ما عرفناك حق معرفتك". (شرح الشطحيات)
++++++++++ کنت کنزا مخفیا فأحببت أن أعرف
++++++++++ رأيت طيراً من طيور الصوفية عليه جناحان وأنكر شاني في حين بقي على الطيران، فسألني عن الصفاء، فقلت له: «اقطع جناحك بمقارض الفناء وإلاً فلا تتبعني» فقال: «بجناح اطیر � فقال له: «ويحك» "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" فوقف يومئذ في بحر الفهم وغرق وصورة الفهم هذا
++++++++++++++++ ما خاطب المولى إلا اهلا ومن الأهل أهل وأهل الأهل والأهل من لا أستاذ له ولا تلميذ ولا اختیار ولاتمییز ولا تمویه ولا تنبیه، لا به، لا منه بل فيه ما فیه، هو فيه لا فيه فيه، تيه فى تيه آية فى ية، الدعاوى معانيه والمعاني آمانیه وأمنیته بعيدة، طريقته شدیدة، اسمه مجید، رسمه فرید، معرفته نُکرته، نکرته حقیقته، قیمته وثیقته، اسمه طریقته، وسمه حريقته، التحرص صفته، الناموس نعته، الشموس ميدانه، والنفوس إيوانه، والمأنوس حيوانه، والمطموس شانه، والمدروس عيانه والعروس بستانه، والطموس بنیانه، اربابه مهربي، أ ركانه موهبي، إرادته مسألي، عوانه منزلي، أحزانه محزبي، حوالبه همد، توالبه رمد، مقالته: و«کن»، هذا فحسب، وما دونه فغضب
++++++++++++ كل هذه النعوت والأوصاف للحدث، محجوبة عن الخلق في مشاهدة جمال الرحمن وعندئذ وصلها بنفسه، فأداها بالجمال، وأنشأها بالوصال، رأى الحق وغابت نفسه وشرب شربة المحبة وفرح برؤية الحق وطرب. ومن الحق - بالحق � اقترب، ووصل إلى عين الإحلال من جلال عظمة المحق. (شرح الشطحيات)
++++++++++++ بين الحق لهم ميم (ما أوحى) وستره عن جميع الخلائق، إلاً أهل الدنو الذين يقولون بهذا أحياناً في الأسرار» ولم ير أحد كيف هو نظر الحق للسر، قال : "فأوحى إلى عبده ما أوحى" ولم يظهر سر هذا الرمز في ميم (ما أوحی) ولم يخبر المصطفی (صلعم) أحد بهذه الأسرار؛ لأنه علم أن قامة الكون لا تحملها ولن تتذوق الأرواح والأجسام من هذه المشارب والمناهل قطرة واحدة وكانت هذه كلها (المقام المحمود) لتقسيم حواشي هذه البحار لطائر الروح ومنذ ذلك الوقت أخرجت من أصداف حواصل اللؤلۇ: (أنا الحق) و(سبحاني). ( شرح الشطحيات)
++++++++++ القَدَم من العرش وحتى الثرى» قال الرفيق الأعلى لهذا الصادق: لا مرشد إلا الحق ولا قابل له سوی الحق ولا محب له إلا الحق» لا اختيار له إلا الحق ولا تمييز بين نعمة وبلوی، لا تقشف له ولا تكلّف، بالحق قائم لا بنفسه، فاصل بالحق فيه الأصل، ما فيه من أسرار الحق برسم القدرة لا برسم التنزيه فيه، فيه ولاية الصحراء، في تيه المعرفة، وآية الخطاب في آية المآب. (شرح الشطحيات)
+++++++++ إننا هضمة روحانية رجعنا إلى ما يتضمنه
++++++++++ في الضمائر الضمائر دائرة، ومائرة وحائرة، وعائرة، ونائرة، وصائرة
++++++++ أفكار العوام تغوص في بحر الأوهام وأفكار الخواص تغوص في بحر الافهام، هذان البحران ينشقان والطريق مقدسة. وهذان الفكران ينقطعان وهاتان النتيجتان تضمحلان وهذان الكونان یفنیان والحجج تروح ويتلاشى العرفان
+++++++ [الله الرحمن هوالمنزّه عن الحدَث، هو سبحانه منزه عن كل العلل والنقائص قوي البرهان، عزيز السلطان، ذو الجلال والمجد والکبرياء واحد لا من حیث العدد واحد لا کواحد، لیس له حد، ولا عد ولا ابتداء ولا انتهاء، مبدع الكون، منزه عن الكون � لا يعرفه إلا هو ذو الجلال والإكرام - والأرواح والأجسام
+++++ أيها الناس: إنه يحدّث الخلق تلطفاً يتجلى لهم، ثم يستترعنهم تربية لهم فلولا تجليه لكفروا جملة ولولا ستره لفتنوا جميعاً، فلا يدم عليهم إحدى الحالتين، لكنني ليس يستتر عني لحظة فأستریح حتی استهلکت ناسوتیتي في لاهوتيته وتلاشی جسمي في أنوار ذاته، فلا عين لي ولا أ ولا وجه ولا خبر
+++++ المعرفة وراء الوراء، وراء المدى، ووراء الهمة ووراء الأسرار، ووراء الأخبار، ووراء الإدراك، هذه كلها شيء لم يكن فكان والذي لم یکن ثم کان لا حصّل إلا في مکان والذي لم یزل کان قبل الجهات والعلات والالات، كيف تضمنته الجهات؟ وکیف تلحقه النايات
++++++ سبحان من حجبهم بالاسم والرسم والوسم حجبهم بالقال والحال والكمال والجمال عن الذي لم يزل ولا يزال، القلب مضغة جوفانية، فالمعرفة لا تستقر فيها؛ لأنها ربانية. للفهم طول وعرض وللطاعات سنن وفرض والخلق كلهم في السماء والأرض ولیس للمعرفة طول ولا عرض، ولا تسكن في سماء وأرض، ولا تستقر في الظواهر والبواطن، مثل السنن والفرض، ومن قال: عرفته بالحقيقة فقد جعل وجوده أعظم وجود المعروف؛ لأن من عرف شيئاً على الحقيقة، فقد صار أقوى من معروفه حين عرضه ومن قال: عرفته بفقدي، فالمفقود كيف يعرف الموجود؟ ومن قال عرفته بوجودي، فقدیمان لا یکونان، ومن قال: عرفته حین جهلته؛ والجهل حجاب والعرفة وراء الحجاب، لا حقيقة لها. ومن قال: عرفته بالاسم، فالاسم لا يفارق المسمى، لأنه ليس بمخلوق
+++++++ يا هذا ما في الكون أقل من الذرة وأنت لا تدركها، فمن لا يعرف الذرة كيف يعرف ما هو ادق منها بتحقيق؟ فالعارف من رأى والمعرفة بمن بقى، فالمعرفة ثابتة من جهة النقص وفيها شيء مخصوص، مثل دائرة العين المشقوق
+++++++ الحال: حفظ أنفاسك وآزفاتك وساعتك وما هو بك وما أنت فيه، فمن عرف من أين جاء عرف إلى أين يذهب، ومن علم ما يصنع علم ما يُصنع به، ومن علم ما يُصنع به علم ما یراد منه ومن علم ما یراد منه علم ما له ومن علم ماله علم ما علیه، ومن علم ما عليه علم ما معه، ومن لم يعلم من أین أتی؟ وأین هو؟ وکيف هو؟ ولمن هو؟ فذاك ممن لا يعلم ولا یعلم انه لا یعلم ويظن أنه يعلم
+++++++ علامة تجلي الحق على الأسرار هي ألاّ يشهد السر ما سُلِّطَ عليه التعبير، أو يحويه الفهم، فمن عبّر أو فهم فهو خاطر الاستدلال، لا ناظر إجلال
+++++++ من أراد ن يذوق شيعاً من هذه الأحوال فلينزل نفسه إحدى منازل ثلاث: إما ان یکون كما کان في بطن أمه مدبَّراً غير مدبِّر مرزوقاً غیر رزقه من حیث لا یعلم، او یکون کما یکون في قبره أو كما يكون في القيامة
+++++++ الحق تعالى عن الأين والمكان وتفرد عن الوقت والزمان وتنزّه عن القلب والجنان واحتجب عن الكشف والبيان، وتقدّس عن إدراك العيون وعمّا تحيط به أوهام الظنون، تفرّد عن الخلق بالقِدم، کما تفرّدوا عنه بالحدَث، فمن کان هذا صفته کیف يُطلبُ السبيل إليه؟
+++++++ إن الله تبارك وتعالى وله الحمد ذات واحد قائم بنفسه، منفرد عن غیره بقدمه، متوحد عمن سواه بربوبیته، لا يمازجه شيء ولا یخالطه غیر، ولا یحویه مکان ولا یدرکه زمان، ولا تقدّره فكرة ولا تصوّره خطرة، ولا تدرکه نظرة ولا تعتریه فترة
+++++++ إن الله تعالى لا تحيط به القلوب ولا تدركه الأبصار ولا تمسكه الأماكن ولا تحويه الجهات، ولا يُتصور في الأوهام ولا يُتخایل للفکر ولا یدخل تحت کیف، ولا ينعت بالشرح والوصف؛ ولا تتحرك ولا تسكن ولا تتنفس إلا وهو معك، فانظر كيف تعيش، وهذا لسان العوام، وأما لسان الخواص فلا نطق له، والحق حق والعبد باطل، وإذا اجتمع الحق والباطل فيضرب "بالحق على الباطل فيدغمه فإذا هو زاهق ولكم الويل ما تصفون"
++++++ أمر بشهادة وحدانیته ونهی عن وصف کنه هویته، وحرم على القلوب الخوض في كيفيته، وأفحم الخواطر عن إدراك لاهوتيته، فليس منه يبدو للخلق إلا الخبر والخبر يحتمل الصدق والكذب، فسبحانه من عزيز يتجلّى لأحد من غير علة، ويستتر عن أحد من غير سبب
++++++++++++++ عدت الوجوه لعظمة كبريائه في أرضه وسمائه، وأنست قلوب أولیائه بشهود جلاله وجماله وبهائه، وکلّت المقاول عن شکر آلائه وأفضاله ونعمائه، وقَصُرت المعارف عن ذاته وصفاته وأسمائه وحارت العقول في نزوله وارتفاعه واستوائه، فقوم جحدوا وألحدوا، وقوم شكروا وعددوا، وقوم أنكروا الصفات فعطلوا وبطلوا، وقوم أثبتوها ولكن شبهوا وشكّوا، ولم يصب شاكلة الحق إلا من آمن بالذات والصفات، وكفر باللات والآلات، ولازم التوحيد والتنويه وأثبت الصفة ونفى التعطيل والتشبيه
+++++++ من ظن أن الإلهية تمتزج بالبشرية، أو البشرية تمترج بالإلهية فقد کفر؛ فإن الله تفرد بذاته وصفاته عن ذوات الخلق وصفاتهم فلا يشبههم بوجه من الوجوه ولا يشبهونه بشيء من الأشياء وكيف يُتصور الشبه بين القدم والمحدث؟ ومن زعم أن الباري في مکان، أو على مكان، أو متصل بمكان، أو يُتصور على الضمير، أو يُتخايل في الأوهام، أو يدخل تحت الصفة والنعت فقد أشرك
++++++++ التوحيد: تمبيز الحدّث عن القدم، ثم الإعراض عن الحدث والإقبال على القدم، وهذا حشو التوحيد، وأما محضه فالفناء بالقدم عن الحدث، وأما حقيقة التوحيد فليس لأحد إليه سبيل إلا لرسول االله صلى الله عليه وسلم
+++++++ صفات البشرية لسان الحجة على ثبوت صفات الصمد وصفات الصمدية لسان الإشارة إلى فناء صفات البشرية، وهما طريقان إلى معرفة الأصل الذي هو قوام التوحيد
+++++++ الحجاب ستر يحول بين الطالب ومطلوبه وبين المريد ومراده وبين القاصد ومقصوده، والأمل أن يكون للخلق لا للحق؛ وليس الحق محجوباً وإنما الخلق هم المحجوبون
++++++ في القرآن علم کل شيء وعلم القرآن في الأحرف التي في أوائل السور، وعلم الأحرف في لام ألف، وعلم لام ألف في الألف، وعلم الألف في النقطة وعلم النقطة في المعرفة الأصلية وعلم المعرفة الأصلية في الأزل، وعلم الأزل في المشيئة، وعلم المشيئة في غيب الهو وعلم غيب الهو:" لیس کمثله شيء" ولا يعلمه إلا هو
++++++ إن إذا قال العبد: «أنا» قال الله: «تعست بل أنا»، وإذا قال العبد: «لا بل أنت يا مولاي» قال المولى: «بل أنت يا عبدي» فیکون مراده مراد الله فیه
++++++ من خاف من شيء سوی الله عزّ وجلٌ أو رجا سواه أغلق عليه أبواب كل شيء، وسُلّط عليه المخافة وحجب عليه بسبعين حجاباً أيسرها الشك وإن مما أوجب شدّة خوفهم فكرهم في العواقب وخشية تغيير أحوالهم
++++++ حمدا لله الذي يتجلى على رأس إبرة لمن يشاء ويستتر في السماوات والأرضين عمن یشاء، حتی يشهد هذا بان لا هو ویشهد ذلك بان لا غیره فلا الشاهد على نفيه مردود، ولا الشاهد يإثباته محمود، لا تغتر بالله، ولا تيأس منه ولا ترغب في محبته» ولا ترض أن تکون غیر محب ولا تقل بإثباته» ولا تمل إلى نفيه، وإياك والتوحيد
++++++ إن قول الملائكة ما عبدناك حق عبادتك ، رؤية العبادة مع التقصير فيها، وهذا مقام الملائكة، وأما العارفون من الإنس فلا يعتذرون من التقصير؛ لأن الاعتذار منه إنما يكون إن لو كان هناك فعل، والعارف لا يرى من نفسه فعلاً حتى يعتذر من التقصير
+++++ الحق تعالى أوجد الهياكل على رسم العلل، منوطة بالآفات فانية في الحقيقة، وإنما الأرواح فيها إلى أجل معدود، وقهرها بالموت، وربطها في وقت إتمامها بالعجز، وصفاته تعالى بائنة عن هذه الأوصاف من كل الوجوه، فكيف يجوز أن يظهر الحق فيما أوجده بهذا النقص والعلة، كلا وحاشا، وثبت أن الحق سبحانه وتعالى ألزم في كتابه وصف العبودية للخلق أجمع فقال: "وما خلقت الجن والإنس لا لیعبدون " وقال: إن کل ما في السماوات والأرض إلاً آتي الرحمن عبداً" فكيف يجوز أن يحل فيما الزمه وصف النقص، وهو العبودية فيكون مستعبداً معبوداً
+++++ لذا أراد الله أن يوالي عبداً من عباده فتح عليه باب الذكر ثم فتح عليه باب القرب، ثم أجلسه على كرسي التوحيد، ثم يرفعه عن الحجب، فيرى الفردانية بالمشاهدة، ثم أدخله دار الفردانية، ثم کشف عن الكبرياء والجمال، فإذا وقع بصره على الجمال بقي بلا هو، فحينئذ صار العبد فانياً، وبالحق باقيًا، فوقع في حفظ سبحانه وبرئ من دعوی نفسه
+++++ لیس على وجه جه الأرض کفر إلا وتحته إیمان، ولا طاعة إلاً وتحتها معصية أعظم منها، ولا إفراد بالعبودية إلا وتحته ترك حرمة، ولا دعوى المحبة إلا وتحتها سوء الأدب، لكن الله تعالى عامل عباده على قدر طاقتهم
+++++ العشق نار نور أوّل نار، وکالأزل یتلون بکل لون، ویبدو بكل صفة، يلتهب بذاته، وبتشعشع صفاته بصفاته متحقق، يجوز الأجواز من الأزل في الآباد، ينبوعه من الهوية منعرس عن الآنيّة باطن ظاهر، ذاته حقيقة الوجود، وظاهر باطن صفاته الصورة الكاملة بالاستتار المنبئ عن الكلية بالكمال
++++++ إذا عرّفه إياه أوقف المعرَّف حيث لا يشهد محبة ولا خوفاً ولا رجاء ولا فقراً ولا غنى؛ لأنها دون الغايات، والحق وراء الغايات
++++++ يا من لازمني في خلدي قربا وباعدني بعد القدم من الحدث غيباً، تتجلى علي حتى ظننتك الكل، وتُسلَب عني حتى أشهد بنفيك، فلا بُعدك يبقى، ولا قُربك ينفع، ولا حربك يغني ولا سلمك يؤمن
++++++ ظهري حمىً ودمي حرام، وما يحل لکم ان تتأولوا عليّ بما يبيحه، واعتقادي الإسلام ومذهبي السنة، وتفضيل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعید وعبدالرحمن بن عوف وأبي عبيدة ابن الجراح ولي كتب في السنّة موجودة في الوراقين فالله الله في دمي
++++++ النقطة أصل كل خط والخط كله نقطة مجتمعة فلا غنى للخط عن النقطة ولا للنقطة عن الخط، وكل خط مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد نقطة بين نقطين وهذا دليل على تجلي الحق من كل ما يُشاهد، وترائیه عن کل ما یعاین، ومن هذا قلت: ما رأیت شيئاً إلاً ورأيت الله فيه
++++++ الوجد: أن يكون مشاهداً للحق في كل وقت، الوجد الحرقة، فإن المشاهدة على الدوام توجب الحرقة على الدوام؛ لأن العبد يذوب بالمشاهدة ويصير محترقاً
+++++ أيها الناس أغيثوني عن الله، فإنه اختطفني مني، وليس يردني عليٌ، ولا أطيق مراعاة تلك الحضرة، وأخاف الهجران، فأكون غائباً محروماً، والويل لمن يغيب بعد الحضور ويُهجر بعد الوصل
+++++ داعي الإيمان يدعو إلى الرشد، وداعي السلام يدعو إلى الإطلاق، وداعي الإحسان يدعو إلى المشاهدة، وداعي الفهم يدعو إلى الزيادة، وداعي العقل يدعو إلى المذاق، وداعي العلم يدعو إلى السماع، وداعي المعرفة يدعو إلى الروح والراحة، وداعي التوكل يدعو إلى الثقة، وداعي الخوف يدعو إلى الارتعاج، وداعي الرجاء يدعو إلى الطمأنينة وداعي المحبة يدعو إلى الشوق، وداعي الشوق يدعو إلى الوله، وداعي الوله يدعو إلى الله وخاب من لم يكن له داعية من هذه الدواعي، أولئك من الذين أُهملوا في مفاوز التحيّر ومن لا يبالي الله بهم
++++++ الشوق المتزايد في القلوب يغلب عليهم لجلاله وجماله وينتهون في مشاهدة وجوده، فلا يبقی لهم سواه، فلو کان على مشیئة له عنه معه به له فيه عليه إياه هو، فيكون هو المشتاق إليهم إلى أن يعود عليهم الستور والأغطية، فيفيقون فيدور الشوق إليهم فيه والسلام
+++++++ قيمة المرء همّته، فمن كانت همّته دنياه، فقیمته ما یخرج منه، ومن کانت همّته أخراه فقیمته أخراه، ومن کائت همّته مولاه فلا قيمة له في الدنيا ولا في الآخرة، ولهذا لما غمض رسول الله ( ص) عينه عن الكونين جاء في حقه: "ما زاغ البصر وما طغى" أي ما زاغ البصر إلى الدنيا وما طغى إلى العقبى
++++ قال الله عز وجل: من نازعي في شي لم أُملْکه انتزعت منه ما ملّکته حتی یتوب، فإن تاب غفرت له بقمیص جدید لم يُلبس، ومن لم يتب جعلته صفراً من رحمتي، وجعلت مکانه من النار حیث لا أنظر إليه أبدا، ومن وهب لي ما ملّكته خالصاً لمحبتي ملّكته من ملكي کبیراً لا یفنی ولا يبيد
+++++++ ما من يوم تطلع فيه الشمس في عالم الدنيا إلا وملك يسير معها وينادي: يا أهل الأرض أجيبوا داعي الله وهلّموا إلى جوار الملك الحي القيوم الذي لم يزل
++++++++ قال الله جل جلاله: أنا مع عبدي إذا لم يذ كر أحداً غيري، ويفکر في عظمتي وقدرتي ورأفتي ورحمتي، وانا قريب من المضطر إذا دعاني مؤمناً بالإجابة، وأنا مع اليتيم الصغير إذا أمتُّ أبویه حتی أبلغه، وأنا مع الملك إذا ذكر عزّتي وقدرتي وجبروتي وعظمتي، وأنا عند المشغّلة قلوبهم بمحبّتي الشاخصة إلى قربي، واطلاعي نظري إليهم، واطلاعي وإقبالي عليهم، المصغية أسماؤهم إلى كلماتي
+++++++ تقدّم الحدّث قِدَمُه والعدم وجوده والغاية أزله، إن قلت (متی)؟ فقد سبق الوقتٌ کونَه، وإن قلت «قبل» فالقبل بعده وإن قلت: «هو»، فالهاء والواو خلقه، وإن قلت: «کیف»؟ فقد احتجب عن الوصف ذاته، وإن قلت: «أين»؟ فقد تقدم المكان وجوده، وإن قلت: «ما هو»؟ فقد باين الأشياء هويته، لا تجتمع صفتان لغيره في وقت، ولا یکون بها على التضاد، فهو باطن في ظهوره، ظاهر في استتاره، فهو الظاهر الباطن، القريب البعيد امتناعاً بذلك عن الخلق أن يشبهوه، فعله من غير مباشرة، وتفهیمه من غير ملاقاة، وهدایته من غير إيماء، ولا تنازعه الهمم، ولا تخالطه الأفكار، وليس لذاته تكييف، ولا لفعله تكليف، وأجمعوا أنه لا تد ركه العيون، ولا تهجم عليه الظنون، ولا تتغیر صفاته، ولا تتبدل أسماؤه لم یزل كذلك، ولا يزال كذلك، "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وهو السميع البصير"