حاول الكاتب هنا أن يرسم صورة متكاملة للعالم قبيل وفي أثناء عهد النبوة، ولم يقتصر في ذلك على المصادر الإسلامية، بل استعان بمصادر بيزنطية مصحوبة بمصادر حميرية وفارسية وحبشية، كلها تلقي الضوء من زوايا متعددة على الواقع الدولي والاقتصادي الذي تعامل معه النبي.
نبدأ من حيث انتهى الكاتب في فصله الأخير: الخير يسكن المستقبل؛ لا أجمل من أن يستظل المرء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم إنها لحظات تصلنا بأصلٍ راسخ من أصول تصورنا لذاتنا ولرسالتنا ولبنيتنا المعرفية.
لمن تابع الأستاذ وضاح خنفر في سلسة الربيع الأول على اليوتيوب سبجد بعض التشابه في البداية ولكن سينشرح للكتاب وطريقة عرضه للسيرة ولن يندم على ذلك.
كتاب أكثر من مميز ويعتبر ورقة بحثية فريدة من نوعها في ظل المكرر من وحي كتب السيرة النبوية.
قراءة سياسية واستراتيجية في السيرة النبوية وهي فريدة من نوعها واسلوبها في التعامل مع أحداث السيرة، وكأنك تنظر إلى تحليل سياسي من زوايا مختلفة ومعاينة من مصادر مختلفة تستقي وتتفاعل مع الأحداث التي سمعتها وقرأتها لمرات ومرات وكأنها أول مرة.
بدأت بالأخذ بمقتطفات من الكتاب في كل فصل من الفصول حتى وصلت الفصل السادس وبعدها توقفت وذلك لعدم انقاص الكتاب حقه وهذه بعض المقتطفات؛
حيث تعامل الأستاذ بأسلوبه المميز مع نصوص السيرة النبوية ذات البعد الإستراتيجي وفق مراجع كلية أربعة؛ أولاً؛ القرآن الكريم ثانياً؛ وقائع السيرة النبوية الواردة في المراجع الإسلامية ثالثاً؛ قراءة الأحداث المنفردة في سياق عام، عملاً بمبدأ ما عرف من السياسة رابعاً؛ شمولية النظر الى الواقع الإستراتيجي.
بصورة استقصائية تحليلة سياسية الواقع الأممي حول مكة ما قبل البعثة وصراع الأمم حولها من تحليل للفرس والروم وعمالهم المناذرة والغساسنة، وحتى أهل اليمن والحبشة. وكيف انتهى الصراعات بينهم لتمهيد الطريق لسطوع نجم لأمة الإسلام وفتح العالم.
ويظهر الكاتب مدى فهم النبي صلى الله عليه وسلم العميق للتباينات القبلية والسياسية داخل المجتمع القرشي وكيف وظفها بما يخدم الرسالة وهذا ما دعمه من خلال شبكة المسلمين الأولى في المجتمع المكي التي امتدت رأسياً في كل بطون وعشائر قريش وأفقياً في كل شرائح المجتمع من حلفاء وموالي وعبيد.
وضح الأستاذ وضاح الصحيفة التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله للمدينة على أنها دستور سياسي وعقد إجتماعي لم يعهده العرب من قبل بمفاهيم جديدة تعزز الروابط بين المسلمين على اساس العدل والمنافسة في عمل الفضائل من الأعمال.
قراءة جديدة وفريدة للسيرة النبوية الكتب التي تناولت السيرة بطابعها التقليدي كثيرة، والكتب التي سعت للتحليل في السيرة لم تبلغ العمق الذي بلغه هذا الكتاب، ذلك أن الكتاب اعتمد وضع الأحداث في سياقها، ومحاولة معرفتها ضمن خطة الني صلى الله عليه وسلم الاستراتيجية لإخضاع قريش إن الهدف في إخضاع قريش هو الممهد لهدف تبليغ الرسالة للناس، بسبب مركزية قريش ومكانته من الحرم، وهذا لن يتم دون خطوات جادة ومدروسة كان يقوم بها النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ناحية كان يعقد التحالفات، ومن ناحية كان يرسل السرايا والبعثات الاستكشافية، وتارة التأديبية، وفي أحيانٍ كان يخرج على رأس الجيش إذا لزم الأمر قراءة كل هذه الأحداث ووضعها في سلسلة من الخطوات الموصلة للهدف الأكبر هو الجهد الذي قام به الكاتب
يختصر الكتاب الكثير من أحداث السيرة على اعتبار أن القارئ يعلم تفاصيل هذه الأحداث، لذا نجده لا يذكر المراجع بشكل مفصل، ولا يسهب في وصف الأحداث، لذا على قارئ الكتاب أن يكون ملماً بكتاب جامع في السيرة حتى تتضح له الصورة أكثر
بسـم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على الهادي الصادق الأمين، القائد المجاهد العظيم محمد النبي الكريم.
كنت اتمنى لو قرأت كتاباً يتناول السيرة ويركز الضوء على سياسة النبي � وقيادته، لعلمي أن هذا منهل مبارك، ومنهج قويم، يناسب الامة وينفعها. حتى وقعت على هذا واحتفيت به.
بلينا بانفصال عن هذه الأنموذج الكريم، وعن هذا التراث العظيم، لتعقيدات الواقع التي طرأت، ولنظام الدول الحديثة، ولخذلان ويأس تخطفنا، فاصبح ذلك المثال عنا بعيد، كائن في الماضي أو المستقبل البعيد، والمؤمِل فينا يرجو وينتظر، ثلة من الناس يعملون في الثغور واكثرهم قاعدون وفي الحسرات يتقلبون، كمن يرجو النصر يتحقق، وهو لم يفعل اسبابه؛ فانما هذه الدنيا سنن.
هذا كتاب للفاضل الاستاذ: وضاح خنفر.. يقرأ السيرة، وكأنها حدث صحفي، وعليه يجر التحليل ويبني المآلات ويضع الخيارات المتاحة، ويحلل نفسية العدو والحليف والقائد..
بدأ في بيان منهجه ثم شرع في بيان امران: الأول: سلطة قريش ومؤسسها قصي جد النبي � الرابع) وانتزاعه لمكة من يد قبيلة خزاعة (وهذا الانتزاع مهم في اثاره المستقبلية) في التحالفات وحتى مع النبي � كيف سيستفيد من ذلك، الثاني: إيلاف قريش.
ولفهم قيمة الإيلاف على أهل مكة اكثر، بدأ بتحليل وضع العالم كله، في الصراع بين اكبر دولتين (الفرس والروم) وكيف اثرت على مسار الاقتصاد العالمي، وكيف كانت طرق التجارة تتعطل نتيجة ذلك، وشاء الله واراد أن يصفى طريق مكة بمنأى عن هذا النزاع وبكسب اكبر اثر ذلك.
اطال في شرح الوضع العام للدولتين، وملوكها، ومشاكلهم الدينية، وتطرق كذلك للموافقات التاريخية مع مولد النبي ﷺ� وعرج على ذلك قصة الفيل، واسباب مسير حاكم اليمن نحوها وفند باسمه (ابرهه) وتطرق لوضع الجزيرة العربية والغساسنة والمناذرة، وكل هذا في سبيل فهم الوضع العام والاحداث العامة، لفهم ذلك الواقع جيدًا، ولمعرفة خطواته � المباركة في استغلال كل حدث.
* انقلب ايلاف مكة إلى ايلاف المدينة، وكل هذا بتضييق اقتصادي وبتحالفات ذكية. انتقد بعض الروايات مثلاً مقتل النعمان بن المنذر اذ المشهور بأنه مات لأنه رفض تزويج الحاكم الفارسي آنذاك، ولكن بناءً على عدم مشاركة المناذرة في احد الحروب قد قتل وقيل سجن.
والحقيقة الكلام يطول والكتاب ثري، وفيه معلومات وتحليلات كثيرة، وانتهى باخر فصل للحديث عن واقعنا وما فيه من امور جديدة، ووضاح رجل يتسم بالعقل والاناة، ومثل هذا الموضوع لا بد ما يثير عاطفة المرء حتى يخرجه من الواقع باماله، لكن الرجل لم يفعل ذلك، كلامه متزن ومجتهد بتحليل افعال النبي � وقد اجاد.
أكثر سمة جوهرية في تصرفه � انه مبادر دومًا؛ أي يحدد الخيارات لعدوه، وهذا من شأنه يربك الاعداء، ومن أول الكتاب الى آخره وأنت تتبع مع الكاتب المبادرات النبوية، ذكر صلح الحديبية اذ وصفه بانه انقذهم من مأزقهم في (خيار الصلح)
يعيب الكتاب: التكرار، ومقصد تكراره التذكير في السياق لكنه يسهب الاسهاب الأول، وهذه كانت ستحل لو كانت باقتباس او احالة او ايجاز قصير، لكنه لا يفعل. كأنه مفرغ من محاضرات، وشتان بين الكتابة الأدبية في اول الكتاب (المشهد الأخير) وباقي الكتاب :)
اعذر الكاتب، لا اظنه متمرس على الكتابة وهي فن. له سلسلة على اليوتيوب في نفس العنوان، شاهدت بعضها ولم اكملها. افضلها لقصرها ووجود رسومات توضيحية.
كذلك انتقدت بعض المصطلحات الحديثة، وبعض التسميات ولكن اتفهم مجاله، فهو بكتابه هذا فعل الخطوة الأولى للاستفادة من المنهج النبوي (سياسيًا) ويدعو للزيادة عليه والتحسين.
� الكتاب يستحق التلخيص، والتنبيه على بعض الفوائد والمعلومات، وانتقاد ما ينتقد بموضعه، اما التعليق العام مثل هذا يبخسه فهو غزير.
ما أحوج الموقعين عن رب العالمين بتعبير ابن القيم، و هم الأساتذة المحاضرون و الشيوخ و الفقهاء و جحافل الإسلاميين كل في تخصصه، أن يصدروا عن هذا الخطاب الأرحب معنىً و الأشملَ فكراً و الأليقَ واقعاً لأنه ينزع بطبعه لملامسة الواقع لا التنزه عن شططه كما هو حال المدرسة التقليدية المفاصمة للواقع و المعادية له و لا المدرسة الحداثية الموغلة في السيولة الماحقة لكل المطلقات الوحيانية التي تنطلق من الواقع ذاته لتفسيره..هذه أول قراءة في فكر هذا الرجل و أحسب أن ما قدمه من قراءة تحليلية استراتيجية مُحكمة في هذا الكتاب الممتاز يؤهل هذا الأخير ليكون توطئة للبدء في المشروع و الجمع له من كل المخلصين هؤلاء الذين فقهوا كنهَ الفعل النبوي و علاقته البنيوية بالوحي و الواقع البشري.
یک تصویر هوایی ژئوپلتیک عالی از انقلابِ اسلامی حضرت رسول(ص) از بعثت و سالها� حضور در مکه تا هجرت به یثرب و تشکیل دولت اسلامی در مدینه و در نهایت هم اتخاذ راهبردهای اقتصادی، سیاسی و نظامی آن حضرت برای تنگ کردن گلوگاهها� اقتصادی، نظامی و سیاسی مشرکان مکّی و تقویت لایه به لایه حکومت اسلامی در مدینه. این قبیل آثار را که مرور میکن� قشنگ دو زاریا� جا میافت� که تاریخ و اصولا سرنوشت و زندگی بشر را اسکلت و ستون فقراتیس� که در طول زمان ثابت است. بهرغ� همه رنگارنگ شدن اقتضائات زمانه اما این اصول ثابتند و تنها لعاب زمان است که روی آنها مینشنی� و رنگ آن را در عصری، متمایز از عصری دیگر میکن� وگرنه مسائل اصلی در همه دورانها� زندگی بشر یکیس�. اینها اصول هستی و سنت خلقتند درست همانند جاذبه و گرانش زمین که سنت خلقت است. دیگر آنکه کار بهرغ� تصویر دانشمندانه و پانورامایی که دارد از تاریخ صدر اسلام ارائه میده� و حظ دوبل نصیب خواننده میکن� اما در نهایت نباید از یاد برد که منابع و مآخذ اهلسن� سهم مهمی در نگاشتن آن دارند و لاجرم در در عین استفاده بسیار از کلیت اما باید در بهرهبرداز� از جزئیاتش دقت کرد.
پ.ن: ترجمه فارسی این اثر به سعی محمدرضا مروارید و نشر هرمس منتشر شده.
عادةً تكون كتبُ السيرة ذات طابعٍ واحد مع اختلافات طفيفة بينها، إذ هي سردٌ تاريخيٌ مأخوذ إمّا من صحيح السنة أو المرويات التاريخية أو كلاهما، مع استقراء بعض الفوائد الاجتماعية والسياسية والتربوية والعسكرية . . ألخ. وربما وثق المؤلف التقاطة ذكية من السيرة وبين كيف نحقنها في وعينا. لكنّ هذا الكتاب - الربيع الأول- يقرأ السيرة من وجهة نظر سياسية إستراتيجية بحتة، يعطي فيها قراءة موّسعة لفكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم كرجل سياسي قارئ للواقع حوله مدركا لتحدياته عارفا كيف يحركه في سبيل خدمة رسالته، لكن تحت مظلة النبوة الرحيمة. تكمن أهميته في تبيينه أن النصر الذي حققه كان نتاج سعي دؤوب وجهد جهيد من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، وأن السرعة التي انشر فيها الإسلام وعظمة دولته ما هي إلا نتاج فطنة رجال كان عدتهم الإسلام، وسعيهم للجنة مع الرغبة في هداية الناس، وبسط العدل على العالم بعد الظلم والجور الكبيرين الواقع من الدولتين الرومانية والساسانية.
إن مكتبة السيرة بحاجة لكتب من هذا النوع، تدرس جانب مخصص من السيرة وتفككه وتحاول ربطه في واقعنا وكيف نستفيد من خطوات الرسول صلى الله عليه وسلم في وقتنا. أي يجب أن تكون كتب عملية أكثر منها تنظيرية.
هذا الكتاب اضافة نوعية للمكتبة العربية في دراسة السيرة النبوية. ومؤسف بأنه رغم انه كتاب معاصر ولكنه لا يحظى بالاهتمام اللازم مقارنة ببعض الكتب التافهه ذات الطابع الديني قرأت كتابين من قبل عن السيرة النبوية وهما الرحيق المختوم وكتاب السيرة النبوية للصلابي، واظن انهم من افضل كتب السيرة المعاصرة، مع هذا فإن هذا الكتاب اضاف لي الكثير والكثير واضاء على بعض النقاط والامور التي لم اقراها في اي كتاب سيرة سابق. لغة الكتاب سهلة والكتاب رائع بحق، وعلى الرغم من مخاوفي بأن الكتاب قد يفسر السيرة النبوية تفسيرا علمانيا كون وضاح خنفر ليس له تعليم ديني منضبط عحسب علمي إلا انه كان فوق الرائع. اتمنى واتمنى ان يكتب وضاح كتب مثل هذا عن الخلفاء كلهم، ذكرني هذا الكتاب ايضا بكتب العقاد العبقريات مع الاختلاف بالطبع. في الكتاب بعض العيوب: اولها التكرار، ذات الافكار وذات الجمل احيانا ثانيها: بأن الكتاب توقف عند فتح مكة وتمنيت انه استمر الى حين وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.. تمنيت ان ارى تحليله للحظات الاخيرة للرسول. ثالثها: مبالغته في بعض الامور
مع ذلك كتاب بديع يستحق القراءة، كتب الله اجر وضاح خنفر واهمية هذا الكتاب بأنه يعلمنا بأن الرسول لم يكن كالروبوت ينتظر الوحي بل كان جنرال عسكري وقائد سياسي شديد الحنكة.
كانت رحلة سريعة جميلة ذات أهمية كبيرة، زيارة مكة ويثرب في عهد النبوة بنظرة جديدة، وقراءة فريدة ومميزة، سرد وربط للخيوط لم أشهد مثله من قبل، أبدع الأستاذ وضاح في إيصال رسالته لنا، وأتمنى وجود مزيد من الكتب المماثلة للكاتب وغيره. وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
الحمد لله الذي أكرمني بأنهاء افضل ما قرأت في كتب السيرة النبوية . لطالما كانت - ومازالت - السيرة النبوية بالنسبة لي عزاء من الواقع المظلم الذي يمر به المسلمين في كل بقاع الساهرة، لا طلبا للعيش بالماضي، بل استلهاما من سيرة أعظم رجل منّ الله علينا به، فأخرجنا من الظلمات الى النور، ومن عبادة العباد الى عبادة رب العباد، غير انني في بدايات عمري كنت ارى للسيرة النبوية بصورة انها كلها وحي في وحي؛ فعندما كنت أفكر عن كيف السبيل الى عزنا، كنت انظر للفترة ما بعد موت الرسول، ولم يكن بالحسبان التفكر في سيرة الرسول ذاته، لانها نبوية، ولان كُتَّاب السيرة اضفوا على حياته نوع من القدسية، فنزعوا عنه صفته البشرية.
مرت السنين وانا أقرأ في حياة الرسول ومن عدة مصادر، بيد انني بدأت اركز على مواقف، منها اشارة (الحُباب بن المنذر) للرسول أن ينزل بمنزلة اخرى تجعل سيطرة المسلمين على آبار بدر، وما كان منزلة الرسول بسبب وحي. أيضا، الهزيمة التي تلقاها المسلمون في (أحد) بسبب فزعهم الى جمع الغنائم، ليلتف حينها عليهم (خالد بن الوليد) ويعمل فيهم السيف.
كانت هذه القصص بمثابة إشارة لي للبحث عن (محمد) الانسان والقائد، لا محمد (النبي) و(الرسول).
اقترح لي بعض الاخوة كتاب (السيرة النبوية) للدكتور (الصلابي) واكملت الجزء الاول، غير انني لم اجد فيه ما ارتجي، وبعدها نصحتني احدى الاخوات بهذا الكتاب لأقول وبكل ثقة بأنه الكتاب الذي رجوته، وبأنه اعظم كتب السيرة التي قرأتها الى الان.
في هذا الكتاب ترى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بصيغته البشرية وهو يخطط ويفكر ويستشير ويتعلم ويخطئ، وهكذا ترى نزعة الانسنة في سيرته، فتزداد تعظيما له، ونظرة تبجيل له فداه ابي وامي.
ان كان هناك من كتاب يستحق القراءة في رمضان هذا، فأنا اجزم بأن هذا الكتاب استحقه بلا منازع
نبي أتانا من بعد يأس وفترة من الرسل والاوثان في الارض تعبد
آه! تمنيت أن لا ينتهي الكتاب! هذا الكتاب ليس سيرة نبوية كما ظن بعض القراء، فإن أحداثها لا تقتصر على حياة النبي عليه الصلاة والسلام. ساهم الأستاذ وضاح خنفر في قراءة لأحداث العالم قبل مولد النبي عليه الصلاة والسلام مركزا على الحالة السياسية السائدة آنذاك. فقد صور للقارئ حالة الإمبراطورية الفارسية والبيزنطية بسرد تاريخها إلى حين مولد النبي. ثم شرع في بيان حال العرب قبل مولده خاصة القبائل العربية المستوطنة في جزيرة العرب. ولما سرد الكاتب سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، لم يسرد كعادة الكتاب الذين يذكرون الأحداث وأحيانا يردفونه بالإيحاءات والتعليمات. بل درس كل حدث مهم سياسي في التاريخ وحلله وأبرز فطنة النبي عليه الصلاة والسلام وحنكته في تلك الأحداث. بالإضافة إلى تحليله البارع، فقد سرد القصص سردا أدبيا لا يمل منه القارئ. ولكن للأسف انتهى الكاتب عند فتح مكة ولم يكمل. وهذا ما ترك القراء عطشى. رغم مميزات هذا الكتاب، هناك نظر في بعض الأشياء. أولا: اعتمد الكاتب على مصادر قد لا يجزم بصحتها لأنها لا تعتمد على الإسناد المتصل الذي يعتبر من أهم ميزة التاريخ الإسلامي. ثانيا: هناك محاولة للكاتب في إنكار بعض الروايات التاريخية وزعم أنها مبالغ فيها أو أنها مدخول في التاريخ. ولكنه لم يذكر براهينه على رأيه بل اكتفى بذكر بعض الحجج العقلية التي لا تغني. ثالثا: قراءته للتاريخ تتسم بالتجديد والحيوية وهذا جيد، ولكنه أحيانا يحاول أن يقرأ التاريخ من وجهة نظره ليثبت ما يراه، وهذا ما ظهر لي حين أراد أن يخفف من شأن العباس ويضخم من شأن أبي سفيان رضي الله عنه في قصة فتح مكة. على كل حال، الكتاب يعد إضافة نوعية في المكتبة العربية. ففيه ما ليس في أي كتاب آخر. لغة سلسة أخاذة وسرد ممتع وتحليل شيق جميل.
أحياناً نفسُ الآيات من القران الكريم، سمعتها وحفظتها، لكن قد تسمع عذب تلاوتها أو التمكن من تفسيرها على وجهها تبدوا وكانها تُسمع للمرة الأولى، وكذلك في هذا الكتاب، فالسيرة النبوية التي نستقبلها من المصادر والمراجع بالحب لصاحبها بالكاد نقف عند تفاصيلها سوى لغايات هي على الأرجح مرتبطة بزمن مضى.
وضاح في نظرته السياسية والإستراتيجية لسيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فاضت بالجديد رغم عتاقة زمن السيرة، وقد دعى في ختام كتابه الى محاولة النظر الى التاريخ دون محاولة إحياءه في الحاضر، ولكن لنقم بتشريحه والمحافظة على قيمه وصياغة الحاضر الممزوج بتطور الحاضر دون الذوبان في هو غير محمود، وهذا ما تصبوا إليه عدة مجتمعات كتلميع لمعيار اختيار الاصدقاء.
السيرة النبوية غزيرة المعاني، كثيرة المفاتيح في المعاملات، ولنا في نباهة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المنبهات في الحرب والسلم، وحسن تقدير الموافق وتوظيف الإمكانات، وتوضيح الرؤية وصياغة الأهداف وتوزيع المسؤولية ،وسن القوانين وتنظيم المجتمعات واختيار الزمن المناسب للتحرك دروس وعبر، في الفوز والهزيمة في الحل والترحال في الهزيمة التي تكون نصرا وفي النهاية التي تكون هي البداية أفاقاً يمكن ان نصيغ منها رؤية لمستقبل أمتنا وذ��اتنا.
كتاب رائع وخير ما أختتم به مطالعتي لهذا العام، واجدد شكري الجزيل لصديقي محمد هشام الذي كان سبيلا لتمكنى من مطالعة الكتاب.
خوانش سياسی و استراتژيک نويسنده از سيرۀ نبوی، برخاسته از نگاه ويژۀ او به حيات پيامبر اکرم است و تحت تأثير جريانها� بهار عربی، «نخستين بهار» نام گرفته و میخواه� نشان دهد که اين خيزشه� و جنبشها� با حوادث و رخدادهای دوران زندگی پيامبر اسلام و موضعگيریها� راهبردی وی قابل مقايسه نيست. همين نگاه نو و ويژه به سيرۀ نبوی بود که منِ مترجم را واداشت تا پيشنهاد نشر هرمس را بپذيرم و در فرصتی کوتاه، برگردان فارسی کتاب «الربيع الاول» را برای مطالعۀ همزبانا� گرامی آماده کنم؛ اميدوارم که مورد قبول و پسند قرار گيرد..
خوب است بدانيد که دکتر وضاح خنفر در مقدمه اش برای ترجمۀ فارسی چنين نوشته است:
برگردان فارسی اين کتاب از اين رو برای من از اهميت ويژها� برخوردار است که باور دارم آيندۀ شرق، بدون برقراری گفتوگوي� زيربنايی ميان مردمان آن، ساحل آرامش را نخواهد ديد؛ و در اين ميان، فارسی، زبان مردمانی نژاده و هستۀ اصلی پيدايش تاريخ و فرهنگ خاورزمين است. اميدوارم که با نگارش اين کتاب که با پشتوانۀ الگوی نبوی و رهنمودهای جاودانها� سامان گرفته است، به شکلگيری� گفتوگوي� راستين دربارۀ امروز و فردا دامن بزنم.
جزى الله الدكتور وضاح خنفر على كتابه هذا ونفعنا بعلمه
الحقيقة هذا الكتاب قراءة جديدة للسيرة النبوية فهو قراءة سياسية لأن السيرة النبوية كانت في خضم الحياة السياسية منذ البعثة إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
وهنا ملحظ بسيط أنه اعتمد بشكل كبير على مغازي الواقدي والواقدي تكلم فيه العلماء فهل تفرد الواقدي بذكر هذه الأحداث فلا نجدها عند غيره
في حين أنه تكلم في قصة أبي سفيان مع هرقل وهي مذكورة في صحيح البخاري
وأمر آخر أهم من الأول وهو أن المرء لا ينقضي عجبه من عبقرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفهمه العجيب لواقعه وحنكته السياسية التي دوخت القريب والبعيد بل المعاصر والذي جاء بعد قرون إلا أن المؤلف لم يذكر التوجيه الإلهي أحيانا والتدخل المباشر في أحداث السيرة النبوية كما في يوم بني النضير ويوم الأحزاب وقصة حاطب وغيرها كخلأ القصواء يوم الحديبية
فالله سبحانه وتعالى اختار خير الناس، وأيده، لنشر رسالته في حياته وبعد مماته لأنها خاتمة الرسالات
جمالية الكتاب بالطرح المختلف للسيرة كما ذكر الكاتب، فقد حلل السيرة بمنظور السياسة والاقتصاد والاستراتيجية وكيف تم توظيف هذه القضايا في خدمة الرسالة وهدفها الأسمى بنشر الإسلام، ويزداد جمال الكتاب بلفت الانتباه إلى المواقف القيادية والتأكيد على ترسيخ القيم والمبادئ التي تشكل أساساً سليماً لبناء الدولة مثل مناقشة شورى صلح الحديبة والمعارك المختلفة، وكل هذا يأتي في إطار مجرد من ذكر الوحي تقريبا ودون نسب هذه الإنجازات إلى شيء خارق للعادة ويستحيل على البشر تكراره. ومن الجميل أيضاً إعادة نقاش بعض المواقف وعدم التسليم بصحتها ودقتها وإعادة تصور الموقف بناء على السياق الذي ذكره الكاتب وكذلك بربط الأحداث بما ورد في الكتابات البيزنطية والحبشية والفارسية.
في المقابل من غير السليم أن يتم قراءة هذا الكتاب قبل أن تقرأ السيرة من مصادر أخرى حتى لا تفهم دوافع النبي بأنها اقتصادية وسياسية. أظن أن الكتاب سيكون أجمل وأكثر متعة لو اختصر القليل من سرده و ربط مواقفه وأحداثه بالنظريات السياسية والاقتصادية الملائمة..
ولا ننس أن متعة قراءة الكتاب تبدأ بعد تجاوز الثلث تقريباً.
هذا نص ذكي و جهد نقدي رائق و معتبر للسيرة النبوية لم اقرأ مثله قط. وضاح خنفر يتميز بثقافتة العالية و قد نجح في هذا الكتاب بقدرة كبيرة علي رسم الاسترتيجة النبوية العليا في الفعل السياسي بداية من نزول الرسالة الي فتح مكة، ووضعني أمام الفعل النبوي ككل متصل و ليس وقائع منفصلة. جعلني الكاتب أتوقف كثيرا بالانبهار أمام قوة عقلية الرسول الاستراتيجيه في صراعه مع قريش و البيئة القبلية الشديدة، و كيف وظف كل ما حوله لتبليغ الرسالة. سمعت الحلقات التي قدمها وضاح علي اليوتيوب بنفس الأسم و ترددت قليلا في قراءة الكتاب، لظني انه قديم ن ملخص من الحلقات، لكني وجدته مكمل و متمم لما تم طرحه و به الجديد. هذا الكتاب يعتبر كتاب العام بالنسبة لي انصح به بشده مع الحلقات،و بالتأكيد سأراجعه ثانية عن قريب لأستيعاب أوسع لهذا النص الجميل.
أنا مؤمنة بأن للنصر طريق واحد ولوجودنا غاية واحدة. والسيرة النبوية هي خير من يعلمنا هذا الإسلام لكونها فعل إنساني عملي متكامل، مفهوم منطقياً ومبرر عملياً.
حول الكتاب: قام الكاتب برسم صورة متكاملة لكل العالم قبل وأثناء عهد النبوة، مستنداً على مصادر إسلامية وبيزنطية وحميرية وفارسية وحبشية. تعيش العهد النبوي بكونه جزء من هذا العالم تأثر به وأثر عليه.
أكثر شيء أحببته بالكتاب: البسمة التي أرغمني عليها الكاتب في كل صفحة عند ربطي لكل معلوماتي في السيرة سابقاً ووضعها في السياق التاريخي المناسب.
أنصح به؟ نعم طبعاً ولكن لمن قرأ السيرة من مصادر منوعة من قبل.
في الختام: غاية وجودنا هي حريتنا! ولن نتحرر إلا بعبوديتنا لله ولن ننتصر وإسلامنا ليس بوصلة حياتنا! نقطة انتهى.
الكاتب يتناول السيرة النبوية وأحداثها من منظور مختلف تماماً عن المعتاد، فيعرض السيرة على أنها سلسلة من التعامل الذكي مع القوانين والسنن الكونية ومع المعطيات والوقائع السياسية لا سلسلة من المعجزات والكرامات. ويقدم لنا جانب القراءة السياسية والتخطيط الاستراتيجي لدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. الكتاب من وجهة نظري رائع ولكن الاقتصار عليه لفهم السيرة مجحف، هو يقدم جانب واحد منها كان مهمشاً في معظم الدراسات السابقة، ومن المهم جداً الاطلاع على بقية الجوانب لنكون صورة صحيحة وندرك عظمة النموذج العملي للرسالة الخالدة.
بعد قراءة هذا الكتاب سترى النبي صلى الله عليه و سلم بعين مختلفة تماما .. سترى محمد القائد السياسي الذي يوازن بين دوره كنبي مبشر و منذر من الله و قائد لأمة وليدة تكافح من أجل البقاء و التغلب على اعدائها شديدي التعصب للموروث الجاهلي ..
ستعيش الأحداث من منظور سياسي و استراتيجي غير مألوف عند تنازل السيرة النبوية.
الكتاب يمثل الطريقة التي يجب أن تقرأ بها سيرته عليه الصلاة والسلام في هذا العصر. هناك جهد جبار في إخراج كتاب يظهر كيف أدار النبي محمد صلى الله عليه وسلم دفة الدعوة خلال قرابة ربع قرن كقائد أممي ذي فكر استراتيجي متقد. إحدى الملاحظات على الكتاب أن القارئ ينظر إلى النبي على أنه قائد عتيد دون إمكانية إضافة روح النبوة إلى النص.
بعد ان تقرا سيرة المباركفوري ثم سيرة ابن هشام او ابن اسحاق ثم زاد المعاد اقرا هذا الكتاب. الكاتب طرح المنظور الاستراتيجي السياسي ( السياسة بمعنى الحكم و ليس بمعنى التلون 🙂) لقرارات النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته النبوية في ظل التنافس و التصارع في منطقة الجزيرة و العالم. انصح بقراءته و بشدة.