مقدمة الكاتب: " هذا الكتاب هو نتاج قراءات خاصطة ممزوجة بخبرة قرائية متواضعة, أجبتُ فيه على العديد من سؤالات القرَّاء الذين لا زالوا يشقوا طريقهم في هذا العالم الجميل (عالم القراءة). فكانت الموضوعات على نحو: كيف أجد وقتًا للقراءة؟ كيف أُحَوِّل قراءتي إلى متعة؟ كيف أستفيد من قراءتي؟ كيف أختار تخصصي القرائي؟ قواعد مهمة في شراء الكتب. فن التلخيص. فنون ومهارات تدوين الفوائد.. وغيرها من الموضوعات التي تُلامس واقعك كقارئ ينشد المتعة والثمرة من وراء ما يقرأ. وقد حرصت أن أكتب هذه الموضوعات بأسلوب سهل, وبخطوات وتوصيات عملية قريبة التطبيق من القارئ المبتدئ. واللهَ أسألُ أن يجعلني وإيَّاك سببًا في إعادة أمة (اقرأ) إلى (اقرأ). "
للقراءة آثر عظيم في شخصياتنا، وعلى وجه الخصوص في زمن المشتتات والملهيات التي نعاني منها رغم بعض من فوائدها. حيث أنها بمثابة محطة استراحة للقادم إلى طريق بعيد. يستريح بها من عناء السفر. ومع الاستمتاع القرائي في الكتب التي تلبي احتياجاتنا المعرفية أو في الروائع الأدبية، لابد من كتب تتحدث عن القراءة وكيفية اكتساب فنها. قرأت الكثير منها وحان الدور مع وقت القراءة لوضَّاح بن هادي.
وكما يتضح عنوان الكتاب، أن وقت القراءة ممكن في حياتنا ولو لخمس دقائق ، مادامت الروح الشغوفة بما تحمله الصفحات من كلمات استيقظت وأعلنت ذلك الشغف في حياة الإنسان. ويحتوي كذلك على مواضيع تتعلق بالقراءة وأنواعها والحجج التي تقف ضدها على هيئة معوقات، بالإضافة إلى التلخيص والتدوين، وكيفية زرع حب القراءة في الأسرة والمدارس والمجتمعات التي تتمثل في معارض الكتب الدولية، والنصائح الممكنة لبناء مكتبة منزلية فخمة، والكثير من المواضيع التي تصبح بمثابة دليل إرشادي لطيف للقارئ الجديد الشغوف للمكتبات وقبلها للقراءة!
هناك الكثير من المواضيع الأخرى التي دخلت قلبي كقارئ، مثل رسالة الشكر التي كتبها المؤلف لوالده، العامل الأهم في حياته القرائية. وكذلك مما علمته القراءة وألهمته، وفي عشق معارض الكتب الذي يرد على النهمين للذرة والبطاطس. أجد أن هذا الكتاب يكمل المشوار مع الكتب الأخرى التي تتحدث عن القراءة، في التعامل المناسب مع الأسئلة الأكثر تكرارا، مثل كيفية اختيار الكتاب المناسب ، والوقت المناسب للقراءة، والاستمرار في اكتساب متعة القراءة وخصوصا مع استعمالنا لوسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة بشكل عام. أما عن نقطة القوة الأخرى التي لابد من كثرها وهو الأهم في عالم القراءة. الذي به النافع والضار ، هو في الاكتساب النافع للمعلومات من الكتب التي نقرأها ومنها تتحول قراءة الكتب إلى عبادة نظرا للنية الصالحة في أخذ العلم. حيث لم يغفل الكتاب تلك النصيحة التي تحرص على اكتساب المنافع من الصفحات.
يعالج الكتاب مشكلة العزوف عن القراءة ومعوقاتها يصطحب المؤلف القارئ في رحلة عبر تجارب وأفكار واقترحات يجتاز بها المبررات والمزاعم التي يراه البعض تحول بينه وبين ان يكون مشروع قارئ.. كما تناول مباحث شتى تتعلق بصلب موضوع القراءة منها القراءة بين العزوف والفوضوية حيث شراء الكتب بلا هدف محدد ولا منهج واضح. ويعالج إشكالية عدم تقدم عقلي مأمول من بعض القراء الذين لديهم نهم بالقراءة. ومحاولة الوصول لطريق استعياب الكتب.
إشارات وومضات في فن القراءة وإيقاظات هامة تحدد مسار القارئ وطالب العلم مستقبليا =حيث الحديث عن فن التلخيص وقواعده والقراءة المنهجية وفن التلخيص وتدوين الفوائد واختيار التخصص القرائي. أيضا تحدث البحث عن القراءة السريعة وقواعد لشراء الكتب وتوصيات لزوار معارض الكتاب وسمات المكتبة لدى القارئ والأسرة وتحبيب الاطفال للقراءة من خلال افكار ومحاولات لغرس حب القراءة لدى الأبناء وكيفية ذلك ودور ولي الأمر في هذا.
الخلاصة يجيب الكتاب على اسئلة هامة: اسباب ملل القراءة؟وإشكالية العزوف عن القراءة كيف يصل القارئ للقراءة المفيدة ؟وما هي المشاريع المتعلقة بالقراءة والاهداف؟وكيف اصل لشراء كتب بمسار صحيح وكيف استثمر قراءتي وكيف اكون عادة القراءة؟
اساهم طيب من المؤلف الا انه مختصر وفي بعض الفصول اختصار شديد يصل لحد الخلل في نظري بالموضوع المطروح، كما ان التطبيق قليل جدا فيه. لكن الكتاب مفيد جدا وسهل الأسلوب والاستعياب وصغير الحجم ونافع لكل قارئ ومحب للقراءة.
كتاب مميز، لمحي القراءة، ولمن يريد أن يدخل عالم القراءة. مع تحفظي على بعض المؤلفين الذين ينصح المؤلف بهم أو بمؤلفاتهم. ولكن مادة الكتاب قيمة وتستحق القراءة أكثر من مرة.