من أحوال المحبين - قصص صادرة في سلسلة كتابات جديدة الصادرة عن الهيئة المصرية العامة في الكتاب. أخرج من حقيبتي صندوقًا خشبيًا قاتمًا لونه. أفتحه فيكتمل السحر برائحة العود مع أنغام الريح الثابتة. أخرج من الصندوق كيسًا قرمزيًا من المخمل. أعطي كلًا منهن قطعة، فتتبقى قطعة أخيرة. لا بد من بقاء قطعة أخيرة كل ليلة حتى يمتلئ الكيس في الصباح. يتأملن القطع الحمراء الدامية في انبهار ووجل. يرحلن وهن ذاهلات في غنيمتهن الكبيرة. مسكينات..، يبدو أنهن لم يسمعن الحكمة القديمة :" إياكم والغفلة".
أحمد حلمي مواليد القاهرة - 1988 بكالريوس علوم حاسب جامعة الزقازيق. دبلوم عام دراما ونقد مسرحي جامعة عين شمس
كات حر وناقد ومحرر أدبي مدون في عدة مدونات شخصية منذ 2007 - 2016 مترجم وكاتب تقني (تكنولوجيا المعلومات) منذ 2013 - 2016 ناقد أدبي وكاتب حر في عدة مجلات و مواقع الكترونية منذ 2015 :(قل - زائد18 - بتانة - اليوم الجديد - ساسة بوست - ملحق اليمن اليوم الثقافي - مجلة عالم الكتاب - جريدة القاهرة - أخبار الأدب - موقع المنصة - مجلة البحرين الثقافية - مجلة ميريت الثقافية) منسق مجموعة #المناقشة للقراءة (المركز الدولي للكتاب) (2017 - .....) منسق مختبر السرديات التابع لمكتبة الاسكندرية - فرع القاهرة - بيت السناري (2018 -2020) مؤسس (مشارك) صالون Artery-شريان الفن الثقافي (2024)
أعمال أدبية: الفتيات لا تحب فصل الربيع - مجموعة قصصية. (كتاب مشترك) من أحوال المحبين - قصص - سلسلة كتابات جديدة الهيئة المصرية العامة للكتاب سيدة الغابة والأحراش - مجموعة قصصية - روافد للنشر والتوزيع
من أحوال المحبين: "سيرة دفترية للحب" ............... إهداء كاشف لطبيعة المجموعة القصصية، لأصدقاء شكلوا ظلالًا للكتابة، فنبتت مجموعة قصصية تشكل رواية لجزء من حياة القاص، تسع وعشرون قصة باحصاء نظري، عمليًا فإن قصة "مفتتح" لا تنفصل عن قصص "صلصلة، الجنون، ضباب، عن المحاولة/ العودة، دفء الحزن، قراءة الطالع، قيد،ندم،مخدر، وسيجارة للرجل العجوز"، تلك القصص تشكل تجليات المريد الذي أصبح شيخًا للعاشقين، فكانت لغة القص هنا ترتقي للغة المتصوفة، لتبدو تلك القصص أو القصة المبعثرة كدروس يلقيها الشيخ على مريديه، وفي "مفتتح" يبدأ بالعنعنة تناصًا مع بنية الحديث الشريف، فلكل شيخ شطحاته التي يقبلها العارفون أو الموهومون، هذا الشيخ قرر القاص أنسنته وازاحة ثوب اللا معقول عنه قليلًا في قصة "دفء الحزن": يستمع إلى وردة وسعاد ماسي، (ينجذب) لموسيقى القصبجي والسنباطي وبليغ، والحق أنه كان التفاتًا ذكيًا من القاص، ليصبح هذا الشيخ في "المتناول" للقارئ، ليصاحبه ويأتلف معه. في "قراءة الطالع" كانت مفاجأة القاص للقارئ بأن هذا الشيخ كان مريدًا لامرأة، هي من علمته (كيف يكون الشيء ثقيلًا وفارغًا)، وهي تتحدث بلسان أعجمي، وكأنها تطور من صورة رابعة العدوية في أذهان المريدين. غيرَ أن القصة التي كانت جديرةً بافتتاح المجموعة هي قصة "روح مغبرة في صندوق" عبر جملتها الافتتاحية التي تحمل كل خيوط هذا الكتاب: "لماذا فتحت الصندوق"، هنا قام القاص بفتح صندوق قلبه واستخرج بعض حكاياته مع النساء، ليرسم شكلًا لعالمه الخاص، ربما القاص يؤمن هنا بأن الكتابة وسيلة محتملة للفكاك من القيد والحزن وخسائره القديمة. كان القاص ذكيًا عندما ترك اللغة الصوفية الشاعرية في القصص التي لا تدخل في دائرة المفتتح، أصبحت لغة شارع بلا تقعرات لغوية، كما أن انتقالاته بين الراوي العليم والراوي المشارك أو الأنا أو حتى المخاطب كانت انتقالات فنية وبها الكثير من المخادعة سنلتفت إليها ونحن نتحرك بين تلك القصص تباعًا، لنكتشف أن الراواي في كل الأساليب هو ذاته، لكن قام بتحريك موقعه ليسمح بقائمة من الاحتمالات لا تتحملها تقنية الراوي العليم، لتظل أسئلة الفراق قائمة، وبالتالي يفتح الباب لعودة نسائه إن أردن هذا فقط. هناك جملة مؤسسة للكتابة في قصة "مفتتح" عندما يقول "دوائر زمنكم"، نحن أمام حياوات دائرية، لا نقطة للبداية ولا للنهاية، مما يمنح القاص فكرة التلاعب في ترتيب دائريته السردية، يمكن للقارئ أن يبدأ من أي قصة وأن ينتهي عندها إن شاء أيضًا. في قصة "مجنون الشمس" ثمة اشكالية لغوية، أعتقد أن الصواب هنا "مجنون بالشمس"، تتكرر الاشكالية بشكل آخر في عنوان "وجبة الجحيم" والأصوب "وجبة في الجحيم". نعود لمجنون الشمس لنرى انتقالًا بين الراوي العليم وهو يتحدث بضمير المتكلم والراوي الأنا، غير أن العليم ليس عليمًا بالكلية ليتماهى مع الراوي الأنا في لعبة فنية جيدة بنائيًا، ولقد قام القاص بتكرارها في قصص أخرى، غير أن الأكثر الفاتًا هنا الانتقال من الجملة الحالية إلى جملة فعلية لتصبح تلك النقلة هي بوابة استلام الراوي الأنا مفتاح الحكي، وبين الجملة الحالية الأولى والثانية يحدث انتقال زمني رشيق، ليكبر العاشق الصغير في العمر فقط بينما الحب ثابت لا يتغير، ثم يصل إلى "بوابة النهاية القديمة" وكأنه يمتثل للشيخ الذي هو في حقيقته أناه. وفي قصة "وجبة الجحيم" تبدو اللعبة الفنية هنا في المفارقة بين جملتيّ (جلستْ أمامه) و (جلس إليها) في لعبة ماكرة ترتبط بــ (ذكرياته وسط الحقول) و (طفولتها في المدينة). في قصته "دون خط رجعة" يجرب القاص تدوين اليوميات، كل تدوينة تمثل قصة قصيرة جدًا لتُشكل تلك القصص عوالم قصة قصيرة مكتملة. من علامات الشيوخ والمريدين الارتباك، هو حال يلازمهم، يمنحهم التشوش جزءًا مهمًا من شخصياتهم، يتجلى الارتباك في قصة "الدرجات الخمسة أو الستة"، الارتباك والتشوش يسيطران على العنوان نفسه عبر كلمة "أو"، ثم يؤكده بجملة (لعله لسبب آخر لا أذكره الآن)، ثم (وكأنهم كائنات)، ثم (طلبت شاي بحليب أو شاي سادة)، تلك الارتباكات تؤكد حقيقة أنك أمام المريد الذي أصبح شيخًا وكتب تلك السرديات. في تلك القصة يتحدث عن امرأة تشبه رائحتها رائحة خليط من المانجو والتفاح، نفس الرائحة التي ستقابل القارئ في قصة "عندما ماتت الروائح" لتكتمل الحكاية عن تلك المرأة، لكن الشيخ المراوغ باعد بين القصتين ليختبر ذاكرة القارئ، أو ربما ذاكرته المرتبكة هي التي ساهمت في التباعد بين الحكايتين، مثلما فعل تمامًا مع محبوبته الرسامة عندما استدعاها في قصتين متباعدتين هما "طوال الليلة الماضية" و "لوحة بيضاء ومنتظر"، في الأولى يترك يديها الراقصتين ترسمان اللوحة حتى تترك عالمها وتقتحم عالمه الذي اختصره بحضنه، أمَّا في الثانية فالشيخ يعاني الوحدة بعد غيابها لكنه مع ضربات المطر ينتظر حضورها المستحيل. في قصته "هذا الموقف" نحن أمام قصة عنوانها الحقيقي هو "رجل واحد وأغنية واحدة وامرأتان"، تلك الأغنية هي الموقف، وبخفة متكررة في الانتقال الزمني تتغير المرأة، فتسمح له خبراته المتراكمة في تأويل ما حدث سابقًا، لكن تظل خيباته العاطفية متلاحقة، وكأنه قَدَرُ المريد حتى يصل إلى حال الصفا. في قصة "المجرم" يسيطر الراوي الأنا على كل الحكايات، يبدأ بسؤال مقلق وموفق فنيًا (هل أنا مجرم) ويطلب من القارئ أن يتفاعل بل ويجعله حكمًا وقاضيًا، ليبدأ في سرديته بلغة اخبارية مقالية غريبة عن فضاء تلك المجموعة القصصية، بالطبع جملة "أو هكذا أنتوي" تحمل ظلالًا لجملة مركزية في حياة حسني مبارك، رغم عدم الحضور السياسي أو الأيديولوجي السافر في تلك المجموعة، تلك جملة تصيبني بالقلق في تغير مسار السردية، ليؤكدها القاص بجملة "فانقطاع للتواصل لمدة ثمانية عشر يومًا"، نحن إذن أمام نص به مركزية ثورية، لكن بعد تلك الجملة لن ترى ثورة ولا ينايرَ ولا حتى المجلس العسكري، أجد أن حذف الجملتين في صالح المجموعة بكاملها وليس القصة هذه فحسب، ثمة جمل (فيسبوكية) في تلك القصة حتى تبدأ مرحلة مغايرة من السيطرة السردية الممتعة بداية من جملة (إنت حيوااان، أعلم أنك تقولها في سرك)، كما كان الحس الفكاهي في بعض المناطق جيدًا على المستوى البنائي. في قصته "السؤال"، هناك محاولة جيدة لاستخدام الراوي العليم بمنطق (تخيل أن تكون عليمًا)، أن تحاول استخدام بنورة مسحورة لترى الآخر وما يفعله، كما أنها أفعال ناتجه عن التمني وليس عن اليقين. في "الأستاذة" يحضر السؤال الأنثوي من كل نسائه الذي تم الإجابة عنه خلال تلك القصص عندما سألته الحبيبة: (هو انت ينفع تكتب قصة بناء على موقف حقيقي حصلك). في نص "وعد واحد" نحن أمام نص شعري، تبدأ الدفقة الشعرية من خلال كلمة ثابتة هي (أراها) ثم تبدأ المجازات في الاندفاع في غياب حقيقي للكتابة السردية، كما لم أحب التغريب في استخدام أشجار الأرز والجليد وكأن البلاد هنا لا توجد بها أشجار تخصها، وكأن نزار قباني أكثر شاعرية من أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي، لم يكن هناك ما يبرر تلك الغربة، ولم يكن هناك ما يدعو لاستدعاء قصيدة في كتاب سردي. قصة "عناق أول"، قصة تصلح للحكي عندما يصبح الزمن يساوي صفرًا والمكان يصبح نقطة هي كل الكون، قصة مكتوبة بمزاج رائق، واستخدام الجملتين الاعتراضيتين كان احترافيًا بامتياز، أحببت فعل التحريك الذي قام به القاص لكل الأبطال، لم أحب بالطبع السطر الأخير؛ لقد انتهى العناق بمجرد بداية تلك الجملة الزائدة. لم أحب قصة "المرأة البدينة"، قرأتها في قصص عديدة، وشاهدتها في أفلام أكثر. في "طيف هارب" قام الكاتب باستخدام الحروف المائلة ليقوم بارشادي بأنه يكتب ما حدث في الحلم، هو افترض سذاجة القارئ، وأنا لا أحب الدليل أو المرشد عندما أقرأ. في قصته الأخيرة "سيجارة للرجل العجوز" يقابل الشيخ نفسه في رحلة زمانه الدائرية ليختتم سرديته الأولى، سردية تكتب قصصًا للحب بألوان للفراق، كل تلك العلاقات النسائية لم تجعله سوى شيخ يقدم خبراته للمريدين/ العشاق الجدد، يرى من خلالهم حياواته السابقة، حتى تعود الرسامة لترسم له صورة أبدية.
مجموعة قصصية تستحق القراءة بالنسبة لي يصعب تصنيف تلك المجموعة هل تعد مجموعة قصصية أم متتالية أم مجموعة خواطر كتبت بطريقة احترافية عالية وبعيدا عن فكرة التصنيف فتلك المجموعة رغم أنها تعد المجموعة الأولي للكاتب إلا أنك عندما تقرأها ستشعر بأنك تقرأ لكاتب متمرس قديم يجيد استخدام مفرداته بحرفية عالية تجعلك تغوص معه وتشاركه مشاعر أبطاله لقد استعرض الكاتب في تلك القصص أدواته ولغته العالية التي ستشعرك أنك تقرأ لكاتب كتب عدة كتب من قبل وستنخدع أن تلك المجموعة هي العمل الأول في انتظار أعمال أخري أكثر تميزا وابداعا للكاتب
This entire review has been hidden because of spoilers.
الآن و أنا أستعيدها من الذاكرة فلا أجد منها إلا نظرات إنبهار و تقدير و أتذكر بعض عناقات الأصابع الخفيفه و أجد بعض الإفتقاد لإمرأه مثالية جائتنى يوم أن كنت أبحث عن أخرى لا تشبهها ... أخذنا الكاتب الجميل أحمد حلمي في رحلة ممتعه بين طيات قصصه داخل تلك المجموعه المشوقة و التي تلمس القلب بكل حروفها و تشبيهاتها التي لا مثيل لها بأسلوب أدبي ينساب داخل الرأس فلا يخرج منها كأنه ساحرا و ليس كاتبا ..