كانت كتابة الرواية تشبه زراعة حقل من الأفيون يخدرني إلى أجل مسمى. فَصَدَ مني الكثير من الكلام كي تعود الروح إلى دورتها المطمئنة بضع سنين حتى يتراكم كلامٌ آخر.. تفيض به المسارب والطرقات ومحاولات التفادي والإنكاروتنمو على القلب مرة أخرى أعشابه العشوائية المعتادة وينتابني الصحو المؤلم عندما ينتهي مفعول الرواية السابقة!
صدرت له ست روايات: سقف الكفاية (2002)، صوفيا (2004)، طوق الطهارة (2007)، القندس (2011)، موتٌ صغير (2016)، جرما الترجمان (2020)، بالإضافة إلى كتاب نظري بعنوان: الرحيل: نظرياته والعوامل المؤثرة فيه (2014).
عام 2010، تم اختياره ضمن أفضل 39 كاتب عربي تحت سن الأربعين، وأدرج اسمه في أنطولوجيا (بيروت39).
عام 2013، رشحت روايته (القندس) ضمن القائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية).
عام 2015، حصلت النسخة الفرنسية من رواية (القندس) على جائزة معهد العالم العربي في باريس كأفضل رواية عربية مترجمة للفرنسية.
عام 2017، حصلت روايته ( موتٌ صغير ) على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية).
عام 2019، حصلت النسخة الإيطالية من روايته ( موتٌ صغير ) على بجائزة الشارقة للترجمة (ترجمان) كأفضل رواية عربية مترجمة للإيطالية.
يحمل شهادة الدكتوراة في التسويق وإدارة الأعمال الدولية من جامعة كارلتون الكندية، والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بورتلند في الولايات المتحدة الأمريكية، وبكالوريوس نظم المعلومات من جامعة الملك سعود بالرياض.
- "طوق الطهارة"، قصة حب فاشلة جديدة، يعيشها بطل القصة "حسان" مع "غالية" وتداعياتها النفسية والإجتماعية.
- القصة من وجهة نظر "حسان"، صوت واحد بالإضافة الى تدخل الكاتب في بعض المحطات كراوٍ عليم بالأحداث، يا حبذا لو قرأنا وجهة نظر "غالية" بصوتها، او لو كان هناك فصل بصوت الأب الذي كان الشخصية الأكثر إتزاناً، الى حد ما، في الرواية.
- اللغة رائعة، على عادة علوان، مئات الإقتبسات والتشبيهات الغريبة يمكن استخراجها من النص بكل سهولة، لكن الإسلوب كان نمطي وممل خصوصاً في بداية الرواية حيث الإستغراق في اللغة على حساب القصة.
- يحسب لعلوان الحديث عن "تابوات" قلما نتحدث عنها في عالمنا العربي لخوف او جهل او عار ما، كالتحرش الجنسي بالأطفال والكبت وحجز الحريات والعلاج النفسي، كما يحسب له التطرق الى اوجه خفية تمتلكها المدن.
- هذه "التابوات" كان عرضها ممتازاً ام طريقة توظيفها في القصة فلم يكن موفقاً ولا مترابطاً، مما أضعف القصة وجعلها مفككة من دون حبكة واضحة او متماسكة، وسأعطي بعض الأمثلة:
* تعرض "حسان" للتحرش الجنسي في صغره، مارس الشذوذ مع صديقه في الثالثة عشر، "فلت على النسوان" لاحقاً وفي احدى المرات تمنى لو كانت المرأة بجانبه رجلاً. أين الربط؟ ما تأثير التحرش على "حسان"؟ لو اسقطنا جزء "التحرش" بأكمله هل كان ليؤثر في القصة؟ بالتأكيد لا، لأن لا رابط بين التحرش وما حصل معه لاحقاً.
* والد حسان: يعطي الحرية الكاملة لإبنه، متفهم، رزين... يخبره حسان عن التحرش الذي تعرض له فيبلغ احد اصدقائه في الشرطة ليتم طرد الأستاذ (تصرف عقلاني الى حد كبير، وتصرف قد يكون موزوناً لدرء الفضيحة في مجتمع يضع اللوم على الضحية) في المقابل يعرف ان حسان يدخّن في بريطانيا فيستقل طائرة من السعودية الى بريطانيا ليضربه كفاً ويعود الى السعودية!! لم اقتنع ان ذات الشخصية قامت بالعملين.
أيضاً الوالد، دخل الى السجن، وكما دخل خرج، دون اي تأثير او تغيّر في شخصيته!
* "غالية" التي عشقت حسان وتخلّت عنه من أجل ابنها، هي نفسها تجهض الولد الذي كان نتاج هذا الحب!
- النرجسية الذكورية: الغريب في الرواية ان "حسان" لم يلتقِ بإمرأة إلا ونالها، اتفهم الجوع الجنسي لكن حصر كل نساء الرواية في هذه الزاوية لم يكن موفقاً.
- ختاماً، اعتقد ان علوان اتى بالعديد من الأفكار الجيدة ووضعها بجانب بعضها لكنه لم يحسن ربطها ببعضها رغم لغته الرائعة.
طوق الطهارة .. عفة العنوان و إثم المحتوى.. وطوق الطهارة هذا لك أن تعتبره الرمز المفقود في الرواية . قصة حب فاشلة تلحقها سلسلة من علاقات عابرة في محاولات أثبتت خيبتها على أعتاب النسيان .. ذاكرة البطل مثقلة بمحاولات التحرش التي تعرض لها في صغره و ذكريات الرغبات الرخيصة التي أشبع نفسه بها على أمل الشفاء ، حاول أن يعلق اللوم على ذكرياته وآلامه السابقة وعلى مدينة الرياض (وهي المتهم البريء ) الذي لم يكن وجودها محببا على نحو ملفت للنظر .
الانتقال الرشيق بين الماضي والحاضر والسبر العميق للشخصيات والدوافع النفسية الكامنة وراء كل فعل من الأفعال تجعل الرواية جذابة كأفلام السينما الذكريات الجسدية و العبارات الوصفية الخارجة عن حدود الالتزام الأدبي كانت مزعجة لكن إن كان علوان يراهن على تمكنه من اللعب بالمفردات اللغوية وكفاءته في الصياغة المبدعة كما في كل رواياته فإنه وبلا شك قد كسب الرهان .
لا أعرف لماذا أحسست أن الرواية على مستوى الإمتاع اللغوي متوحشة؟! فبعد سقف الكفاية جهزت نفسي لجرعة جديدة من "الألفاظ" وإخراج جمل عادية بشكل غير عادي .. .. وحدهما "علوان " و "أحلام مستغانمي" التي شممت رائحتها بقوة بين سطور الرواية قادريين عل إمتاعي وإدهاشي "لغوياً" .. .. عند القراءة لهما لا بد أن أتوقف عند كل جملة والمحصلة النهائية من "وااااااو" التي تخرج مني كثيراً لا تُعد
حسَّان وحيد والديه حرصا عليه كثيراً وجاء المعلم وفي لحضه خدشه .. .. وظن الوالد أن التبليغ عليه وفصله سيحل المشكلة ولكن هيهات "فالجسد لا ينسى" .. .. التحرش الجنسي حاضر بقوة في الرواية ولكني مللت من ذكر المآسي، أتمنى أن يخرج علينا أحد ويفرد الحلول .. .. .. حسَّان غمرته المرارة والألم فكانت النتيجة الذنوب و انكسار طوق طهارته
العلاقة السوية التي تجمعه بوالديه أضفت على الرواية جمالية، ومن الغريب أن تكون علاقته بوالده بهذه الصورة فلقد تعودت في أغلب الروايات أن تُفرد سطور الرواية لتأثير الأم .. .. ولكن هنا كان الأب حاضراً بقوة ودائماً ما قفزت الابتسامة على شفتي لا إرادياً عندما يأتي ذكر والده في تسلسل الأحداث
لا أعرف لماذا هذا الغضب من "غالية" فتصرفها تحصيل حاصل لإجحاف قانون الحضانة (وقوانين أخرى) التي تقتل المرأة كمداً على طفلها، رغباتها أو حياتها .. .. ولكن الحب عندما يلفظ أنفاسه الأخيرة يكون الحكم قاسي ومجحف ومؤلم .. .. دائماً هناك من يدفع الثمن حسَّان، غالية، ولا أعرف لماذا أيضاً "سارة" التي حضرت في سطور قليلة ولكن تأثيرها كان قوياً على نفسي ( ولكن بالمحصلة دائماً الأنثى تدفع الثمن غالياً) .. .. ..
كاتب من هذا النوع يلعب على الوتر الحساس في نفسي "بالمقدرة التعبيرية الفريدة" التي يمتلكها سيجعلني أتغاضى على الكثير ولهذا لا أعتقد أني سأبخل عليها بالنجمات الأربعة فهي تستحقها بجداره
التعليق على رواية كتبها علوان مسؤولية تقع على العاتق نظرا لارتفاع مستوى ما يقدمه هذا الكاتب الموهوب.....كالعادة لغة رفيعة المستوى وكم من التصورات والخيالات تجعلك تغبط كاتبها لتفرده عن غيره من الباقيين.....اصبحت لغة علوان ماركة مسجلة باسمه نادرة ورائعة كما انها تميزه تميزا تجعله في صدارة الكتابة ..لا أبالغ ان قلت لو أنصف هذا الشاب قد يصبح من أوائل من يقدم الأدب الرفيع في العالم العربي ورواياته الثلاثة تستحق الترجمة الى لغات أخرى ....الرواية من حيث السياق اللغوي رائعة ....لي مأخذ بسيط وهو أنه أطال في المقدمة للدخول للب الموضوع ولكن لا ضير طالما من يكتب هو علوان فعزاؤنا هذه الخيالات والابداعات في رسم الرتم الصوري المبدع لكل جمله.....وفاجأني المضمون الذي يتحدث وبكل وضوح عن التحرش الجنسي لطلاب المدارس في السعودية من قبل المعلمين وهذه نقطة لم يتطرق اليها كتاب .....كل طفل أو يافع حباه الله وسامة أو جمال يدرك تماما مدى المعاناة التي عاناها في صغره من الألم النفسي نتيجة الرغبات المكبوتة لبعض المدرسيين الذين استغلوا براءة الأطفال وسذجهم للتغرير بهم فو يشرح تفصيلا مهزلة الشذوذ الذكوري المخبأة في عالم المدارس ويتناقله الجميع شفويا في مجالسهم كظاهرة لا يمكن المجاهرة بها نظرا لحساسيتها....هذا الأمر الذي فد يغير من نفسية الطفل الكثير في مستقبله ولها تأثيرها السلبي الهام في تكوين شخصيته لاحقا...... منهم من سلم ومنهم من كتبت له الفضيحة سواء مع نفسه في الذاكرة أو قد تكون استؤصلت منه روح الرجولة كردة فعل من تاريخه الجنسي المسير..لقد أطلت عذرا .... انتقل الكاتب بعدها الى فصول أخرى من الرواية كنا قد تعودنا على أساها معه في كتبه السابقة ....طوق الطهارة كتبها علوان من بوترلاند (الولايات المتحدة)كانه أراد أن ينظر لمدينته الرياض ويستشف ابداعاته من بعيد كي يصفو له التركيز.......ستة نجوم
لغة العلوان جميلة جداً .. لديه منجم مفردات رائع توقفت عند الكثير من العبارات فعلاً .. ولكن إن تحدثت عنها كـ رواية لا كـ لغة / فلم تروق لي لا يعجبني أن نجعل لغة الجسد والشهوات أسمى من لغة الروح كما فعل هو وأسهب في وصفها وكأنها هي المراد من هذا كله ! ليته يطوّع قلمه فيما هو أرقى من وجهة نظري ويبقى كاتباً معروفاً لديه قدرته المذهله على انتقاء واختلاق الكلمات المناسبة
أنهيتها .. و أنا أردد مع نفسي : " الله يا علوُان .. الله , الله ! " عندما يكتب هذا الجميل علوان فهو يكتب للحياة .. و للحياة فقط ليعيد ترتيب قوانين الكون و فلسفته , و ليرمز للأشياء برموز من قاموس لغته الخاصة , من السذاجة فعلاً أن أعلق بكلمات على عمل مثل هذا .. لأنهُ أكبر من الكلمات بكثير !! أظنني سأنام الليلة �� أنا ألعن نفسي لأنني أستعجلت في قرائته , فقد كنت أوفره لأيام أكثر .. فبقرائته أكون قد قرأت ثلاثية علوُان كاملة مما سيولد لدي شعور بالضجر . فقد يمضي وقت طويل قبل أن أقرأ له من جديد . ولا أظن أنني سأجد من سيعوضني نقص لغته و حرفه : (
تنهيدة طويلة اطلقتها فور فراغي منها .. لا أدري لماذا يستطيع علوان دائماً أن يمسني بقوة وينكأ جراحي .. هل لان كتاباته تتغلغل في داخل النفس وتثير كل مكامنها .. أم وصفه الصادق للحزن هو السبب .. حقا لا أدري !! .. يمتلك علوان أداتين ساحرتين أخاذتين هما اللغة وأسلوب السرد و يأتيان دائما في أبهى وأروع صورة .. رغم ان الرواية زادت من كآبتي وحزني إلا أني أحببتها.. سلمت يا علوان وسلم منبع الجمال الذي تمتلكه ..
إنه علوان نفسه لم بختلف كثيراً عن صوفيا وسقف الكفاية ! يمتلك لغة السرد ذاتها وتسحرك عباراته الجميلة وبشكل شخصي أغضبني بالأشياء ذاتها الحديث بإفراط عن الجنس على مدى الرواية في الفصول الاخيرة من الرواية حديثه غير اللائق مع الله حقاً كانت أشياء مزعجة جداً جداً
مرة أخرى الرهان على فشل قصة حب، الأمر بادٍ منذ البداية، والسبب مجهول ! لأمرٍ مـا استعادت طوق الطهارة الكثير من غزارة ما جاء في الـ(سقف) على الرغم من اختلاف البطلين، ولكن قصة حبٍ موءود تجمعهما .. شاب محبٌ ، وامرأة استثناء، وحب جارف، بل وزواج(كاد) أن يكون ، هذا فارق هنا إذًا .. عائلةٌ مختلفة، وعبث مع أكثر من امرأة، في محاولة للهروب والنسيان على طريقة المداواة بالداء! هذا كله جديد ... والمرض النفسي، والطفل الذي يتعرض لحالات تحرش، وحبس الأب لظروف أمنية ، العلاقة بين بيروت والرياض، والحوار حول المرأة .... كلها فيما أرى قضايا جادة وجديدة . تحسب له إذاً لم يغرق البطل هذه المرة (وإن كنت أرى أن أي مقارنة بين الروايتين ستكون مجحفة لكليهما) لم يغرق حتى أذنيه في حب محبوبة انتهت عندها كفايته، وإن ظل غيابها مؤثرًا وفاعلاً ، إلا أن الحدث الرئيسي للرواية، يبدو من الطرافة( والاجتماع بأحلام مستغانمي مرة أخرى) بحيث بدا "عكس" الرواية التي كانت تكتب لتشكو الهم (سقف الكفاية)، في حين تبدأ هذه من سرد ما أوصل لنتيجة قريبة الشبه، حيث الرواية قد كتبت فعلاً، ووصلت البطل المحب القديم ! وكذا بدا البطل أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على تبرير مواقفه منها، ومن أسرته، ومن المجتمع، وأكثر دراية بالعالم من حوله،
وعلى الرغم من المتعة العامة التي تبثها فصول الرواية، وصفحاتها كلها، إلا انه كان بارزًا (ولأول مرة) أن الفصلين الأخيرين جمعا كل أحداث الرواية، واستأثرا بجودة عالية، وبمساحة من الشاعرية (التي اعتدنا عليها معه) أكبر، وأعمق ..
نفسي اقول لمحمد علوان كفايه كفايه استحى على وجهك ترا ذنب المراهقين والقراء بصفه عامه في رقبك راعي الله فيما تكتب انت تملك اسلوب كتابي جميل لماذا لاتوضفه فيما يرضي الله لاتصف ان الزنا امر عادي بل هو جريمه لماذا تتحدث عنه كأمر عادي لماذا لماذا تشوه صوره الادب السعودي انت وامثالك خف علينا شوي مو كل روايه لازم تذكر فيها هالشيء قرفت قرفت وكرهت الرويات هذي اللي توسخنا وتلوثنا وتضرنا اكثر من تنفعنا
من رواياتي المفضلة!! لا أستطيع أن أقول أكثر!! أسلوب محترف + فكرة رائعة = طوق الطهارة،، قرأت المقدمة أكثر من مرة.. الشخصيات رائعة.. التصادم في الرواية أروع!!
كعادته يبهرني علوان بلغته وطواعية الكتابة بين يديه.
هذه الرواية تعالج الكثير من النقص القبيح في مجتماعتنا العربيّة المريضة. تلك النظرة الاستغبائيّة التي نشكّلها عن الآخر من دون أن نعرفه، من دون أن نعرف ما مرّ به وما قاده إلى ما هو عليه.
حسّان هو نتاج ماكنة عربيّة سخيفة، تنتج البشر كمفرخة معوّقة، ترصّ الأمراض في طريقهم وبعدها تحاكمهم على تصرّفاتهم غير السويّة. حسّان هو أنا وأنت وأنتِ وكلّنا. هو نموذج للواقع المرير الذي نعيشه يوميًّا في بلدان تسمع عنك... ولا تسمع منك.
هو ضحيّة، ربّما... لكنّه أبدًا لم يكن جلّادًا. غالية... وبخوفها من أن يثكلها زوجها السابق ويسرق ابنها منها إن هي تزوّجت بحسّان... استسلمت من الصفعة الأولى لتسلّم حسّان إلى زوبعة من الأحزان لتعود بعد سنتين وتنشر قصّته معها... تنشر أنفاسه ونبضات قلبه وألمه في كتاب وتنقشه باسمه لتقول له إنّها امرأة لم تكن يومًا عابرة.
شخصيّة غالية هي الأكثر وصفًا للإنسان المريض، فربّما هي من كانت بحاجة إلى جلسات الطبيب النفساني وزّان، وليس حسّان.
غالية باختصار هي ممّن يلبسن أطواق الطهارة وهنّ عاهرات... لأنّهنّ ببساطة يرين عيوب الآخرين وضعفهم، ولا يرين سوادهنّ.
بعض المقاطع كان فيها الكثير من التكرار والحشو ما أثّر على تقييمي للرواية. لكنّها رواية صادقة وبالطبع هذا ما أثار سخط الشارع العربي "العفيف" عليها.
أيقنت أن هذه هي مصافحتي الأخيرة لـ محمد علوان .. ( علمًا أنني قرأت كل رواياته حتى الآن ولكنني لن أقرأ له ما سيكتب مستقبلًا ) فأنا أعيب عليه أن رواياته عادة تتناول أفكارًا متشابهة بأسلوب يكاد يكون مستنسخًا لفرط تشابهه .. حتى أنك إن قرأت اقتباسًا وإن كان يتضمن حدثًا ما فإنك لن تعرف من أي روايات علوان هو .. فكلها واحد !
الحبكة الدرامية ، الأحداث ، المشاعر كلها متشابهة في رواياته الأربع .. بل حتى بعض التصويرات البلاغية ! التعارف في لبنان ، بيروت ، السوليدير ، العيش خارجًا بشكل عام ، الهرب ، الرجل الضعيف الجبان ، علاقات محرمة ، خيانات ، حب مشروخ ، شغف الكتابة ، رمادية الرياض ...... لا جديد !! الماعون هو الماعون !
كما لا يكف علوان عن أن يدس جملة أو اثنتين فيهما من التعدي على الله مافيهما ، يقحمهما إقحام من يعرف أنه على خطأ .. ولكن الكتابة والتسويق يقتضيان ذلك .. حتى وإن كانت غالبية الجمهور ضده !
ومن باب الإنصاف أكرر أن لغة علوان لا جدال عليها ، ولكن لا أكثر ! يكفيك أن تقرأ تحفته الفنية المسماة " سقف الكفاية " و " صوفيا " ، ولا علوان بعدهما !
في قراءتي الأولى لأعمال الكاتب السعودي محمد حسن علوان، الفائز بجائزة البوكر العربية عن روايته الأشهر "موت صغير"، جاءت "طوق الطهارة" لتكون تجربة جديدة كونها الاستكشاف الأول لعوالم الكاتب الروائية، ورحلة مختلفة انتهيت منها مستخلصًا عدة نتائج متباينة.
لعلني أحبذ البدء بالتوقف عند إيجابيات الرواية، وأنا أود هنا أن اختص عنصر اللغة، فلغة علوان شعرية، قوية الحضور، كثيفة في صورها وتشبيهاتها واستعاراتها، مفرداتها بكر تنهمر كغيث شتوي ثقيل، لغة شديدة التميز حتى أكون منصفًا، فالرواية حافلة بتعابير وتركيبات فريدة. أعتقد أن هواة الاقتباسات حتمًا سيجدون ضالتهم بين صفحات هذه الرواية، فلا يمكن أن تمر صفحة أو صفحتين دون أن تستوقف القارئ عبارة تصلح للاقتباس لفرط عذوبتها، وتفردها. كذلك فإن تكنيك السرد من خلال عمليات فلاش باك متتالية جاء موفقًا ومناسبًا لإطار الحكي، رغم بعض النقاط السلبية التي سآتي لذكرها لاحقًا.
باختصار شديد يجنب قارئ هذه الكلمات الاطلاع على كامل تفاصيل الرواية، ومن ثم حرق أحداثها، نحن أمام حكاية كلاسيكية نوعًا ما، تدور حول معارضة العادات لحرية الغرام، وفصل التقاليد بين عاشقين وقّع قلبيهما مواثيق الهوى؛ شاب سعودي مأزوم، مشروخ الفؤاد، يعاني عددًا من الخسارات العاطفية، أهمها آخر تجاربه التي كادت تكلل بالزواج الرسمي، يعرض الكاتب خلفية وافية عن طفولة البطل، ملقيًا الضوء على عدة حوادث تركت أثرًا غائرًا في تكوينه النفسي، وما آلت إليه أموره فيما بعد. تبتدئ الأوراق بتلقي الكاتب كتابًا مطبوعًا يضم خواطره العاطفية، والتي سبق له نشرها على أحد المواقع، تدفعه مفاجأة استلام كتاب يحمل اسمه دون أن يعرف عنه أي شيء، إلى استرجاع ماضيه، ليصطحب القارئ في رحلة سردية شعرية، تتكشف من خلالها حياة السارد، وفصول حكايته، التي أبت العادات المجتمعية والتقاليد القبلية أن تمنحها نهاية سعيدة في أي من فصولها.
وبخلاف اللغة اللافتة، استوقفتني ملاحظتين أساسيتين حول العمل كرواية، لا كقصيدة نثر جاءت في ٢٧٠ صفحة: ١. أول ��ذه الأمور، هو التطور القيصري للأحداث إن جاز التعبير، فوتيرة الأحداث هنا بطيئة حد الملل، وفي هذا الصدد أعتقد -كقارئ- أن الإسهاب في السرد الشعري الكثيف قد أخذ الكاتب بعيدًا عن الخط التصاعدي للحدث، حنى أنني ظننتُ لفترة غير قصيرة أن الكاتب قد انغمس -كليًا- في نوبات شرود متقطعة فيما يكتب روايته، الأمر الذي أفقده بوصلة الروائي، حتى أن الكشف عن السبب المحوري الرئيسي لأزمة البطل النفسية، جاء في الصفحة ١٤٠، بما يعني أن التمهيد لإماطة اللثام عن لب الحكاية ومحور حبكتها، قد استلزم ما يجاوز من الرواية نصفها!
٢. الأمر الثاني والأهم، هو انتفاء القدرة على التعاط�� مع البطل! نحن هنا أمام شخص نزق، مدلل، مرفه، لا يعرف المسؤولية، لا حدود لديه تكبح غرائزه أو تعطل شهوانه، ولا ثقافة تشذب لديه أسوار العقل، ينخرط في مغامرات ونزوات وحكايات يستكشف من خلالها أطوار العشق والهوى، وهو في التاسعة والعشرين من العمر، لا يعمل، رصيده في الحياة يتلخص في كونه ثري بالوراثة، يجمع في لائحة مضاجعاته ثلاثين امرأة خبر أجسادهن عبر صولات وفتوحات سريرية بدأها وهو في الخامسة عشر، علاوة على رصيد موازٍ من الرحلات السياحية إلى بيروت ودبي. خلاف ذلك لا شيء! لم أستطع التعاطف مع شخصية السارد، فهذا الشاب الناقم على الرياض، الرافض للعادات المجتمعية المقيدة للحريات والمحرمة للمشاعر (وأنا أتفق معه هنا)، تكلل قصته بالزواج، أو تكاد، فيما هو عاطل عن العمل، لا يمانع في العيش كنبات طفيلي يتغذى على ثروة أبيه، لذلك فهو في واقع الأمر عالة، عالة على أبيه، وعالة على الرياض كشخص غير منتج! وحتى حين يلتجئ إلى وظيفة يُغرق في ساعات دوامها أحزانه، ليشتت ذهنه بعيدًا عن مواضع الألم؛ يعين في أحد البنوك إثر وساطة من أبيه، دون أن يمتلك أدنى درجات الكفاءة! ربما استوقفتني الملاحظة الأخيرة كرجل أربعيني عامل، لذلك؛ فإن ذات الملاحظة قد تغيب عن أذهان القراء دون العشرين، وعلى النقيض، قد تستحسن تلك الفئة مغامرات السارد الجنسية، ونمط حياته المفرغ من أدنى درجات المسؤولية. ربما لم أتعاطف مع البطل، ولكنني أحببت شخصية الأب، وأعجبني الطبيب النفسي، ولكنني توقفت بالاعتراض أمام صورة المرأة المنعكسة في أحداث الرواية، ما بين الانسحاق والانهزام والانفلات الأخلاقي وتسول الزواج، والنبذ لمن تجرؤ على التدخل في مسار حياتها! في صفحة ٢٠٢ و٢٠٣ تحديدًا؛ هناك محاورة تتضمن رغبة ضمنية في تقزيم المرأة وتهميشها، ومحاولة اختزال النساء جميعًا في صورة المرأة المطواعة "العادية" من وجهة نظر السارد وصديقه.
نهاية، أشعر بالأسف لثقتي بأن الرواية كان من الممكن أن تخرج في صورة أفضل كثيرًا مما بين يدي، فالكاتب متمكن من اللغة إلى حد بعيد، يكتب وكأنه ينظم الشعر، والحبكة على شيوعها طيّعة تحتمل المزيد من التناول والتأويل النفسي. إلا أن الأسهاب في السرد الشعري عطل الحكاية كثيرًا، وأنهك انسيابية الأحداث، بما لم يصب في مصلحة النص كرواية، علاوة على أن هذا النص، ربما استحق ساردًا أفضل من ذاك الذي منحنا إياه الكاتب، ليحكي عن طوق طهارته المكسور.
هل سأقرأ مجددًا لمحمد حسن علوان؟ بكل تأكيد نعم، إنصافًا للغته الحافلة بالمزايا، علاوة على أخذ تاريخ صدور هذه الرواية بعين الاعتبار، فقد صدرت منذ ١٣ سنة، ومن المؤكد أن الكاتب قد استفاد من هذه التحربة في أعماله التالية.
*الوصول إلىّ سهل .. والإبقاء علىّ صعب ، هذا هو أنا مع النساء باختصار*
هكذا وصف حسان "بطل الرواية" نفسه فى جمـلة واحدة !!
>>>>>>>>
يا غالية ... إن كل قبلة من شفتيك الناعمتين لا تقف حيث تضعينها من جسدي فحسب بل تدخله وتفتح مدرسه ومرزعة وسوقاً صغيراً وتنجب اولاًداً واحفادا وتحاصرني من الداخل وتنشيء مجتمعاً صغيراً من المشاعر وتحكمه باسمك أيتها المرأة التى أحب
كل هذا تخلقه قبلة واحدة ! ماذا خلقت فى داخلى آلاف القبلات إذن يا غالية !؟
أى طوق طهـارة هذا !! -_- لغة الكاتب وأسلوبه راقية وجميلة جدا لا اختلاف على روعتها بخـلاف موضوع الرواية وجرأته و كثرة حديثة عن الجنس ! :/
بلغة أنيقة يأخذنا محمد حسن علوان إلى خبايا الرياض والمجتمع السعودي بتعقيداته وحقائقه الغير معلنة.... جميل عشق هذا الرجل وقاسية جداً علاقاته الفجة مع الجنس يستحق القراءة مرة ثانية وكذا فعلت !!!! واستمتعت اكثر بقصة حب ذكرتني ببعض جملها برواية "قصة حب مجوسية"... ينقصنا هذا البوح الذكوري المعاصر لحالات العشق . اكثر ما لفتني اللغة الجميلة جداً والتقاطع الزمني يشعرك بأنه يقودك بمشوار قصته لبرد الرياض وخبايا البيوت والعلاقات الإنسانية هناك
"السفر على حب، مثل الأدوية الحرجة، قد يشفيك، وقد يرديك" "بعض الجمال عندما يفرط، يتحول إلى خرافة" "ان المحرض الأكبر للكتابة بعد الحب، هو استعصاء الفهم، وليس وفرته!!!" "لأانها تعرف أين تجد في داخلي تلك النقطة التي تمسح رصيد القلب تماماً وتجعله صفراً"
قصة لم تعنينى كثيرا .. تتكلم عن الحياة فى الرياض وهو مجتمع لا اعرفه ولا افهم طبيعة الحياة فيه لانها فى نظرى مليئه بالتناقضات والعقد النفسية لكنى اعجبت بنهايته كثيرا ربما حزينه وربما هى النهاية الطبيعية التى اتقبلها فهى لى بمثابة المخرج من كل هذه التعقيدات والجو المسمم .. هى بالنسبة لى بداية نسج طوق طهارة جديد لحسان .... !!
لم اكن لاكمل قراءتها لولا اسلوب محمد حسن العلوان الذى ابهرنى والذى يجبرك على قراءة القصه للنهاية ... اسلوب ممتع ومبتكر يصف مايريده باسلوب مبتكر .. لغته رائعة وجميلة هى موسيقى عذبة فى عالم الادب فى رايى
يصور علوان في طوق الطهارة حالة حب عصية في مدينة كالرياض ، ولا أقول عصية كدلالة على عدم أكتفاء أطرافها بما يريدونه ، بل عصية على التصديق لشدة ما أكتفى أطرافها من رغباتهم في مكانٍ كالرياض وكأن المدينة بأكملها أغمضت أعينها عنهم ! ، لا يرتكز محورها على الطرفين كلاهما بقدر مايرتكز على شخصية " حسان " الطرف الضحية ، أغلقت غلاف الرواية الخلفي وأنا أشعر برضى تامٍ على نهايةٍ أراحت تفكيري المشوش مع الرواية منذ أيام ، لم يبعثر علوان أوراق الحب على مدى 287 صفحة ثم يختتم الموقف بمشهدٍ درامي غير متوقع حتى نصرخ في نهاية الأمر بـ " يا ألله ! والله قهر !! " كما درجت العادة في حبكات قصص الحب السعودية التي طفحت للسطح كثيراً هذه الأيام ، لكنه أختتم المشهد بشكل عادي جداً ، يقتل في عاديته ! علوان أدخلنا دهاليز شخصية حسان وجعلنا نرى قبيحه قبل جميله وذنوبه قبل حسناته ، جعلنا نسهب في الإنتقاد ووضع الظنون السيئة نصب أعيننا في كل صفحة جديدة نقلب عليها ، حتى إذا ما اكتملت الصور ، و أصبح المشهد ماثلاً أمامنا ، خجلنا وصفقنا بحرارة ، لا لروعة المشهد ، بل للطريق الذي سلكناه حتى نصل أخيراً لقناعة النهاية .
يحاول أن يكون عادلاً في تقسيم سخطه نحو الأشياء التي تقاسمت بطلنا حسان كلقمة سائغة تؤدي بها عملها ، شيءٌ منه حظي به المجتمع ، شيءٌ منه حظي به والداه ، شيءٌ منه حظيت به طفولته ، شيءٌ منه حظيت به الرياض ، شيءٌ منه حظيت به النساء اللواتي مررن في حياته كأسوأ هروب ، وأخيراً .. شيءٌ منه حظيت به غالية ، الفتاة \ الشعرة التي قصمت ظهر البعير ، والتي بمجيئها أنقلبت الأوراق وبدأت أتنحى تدريجياً بجانب حسان في مواقفه و أوافقه على كثير منها على مضض ، حتى تحول هذا الـ " مضض " إلى موافقة تامة على خط النهاية الذي وضعه لقصة كهذه وحدد بكل بساطة ممتنعة كيف سيكون شكل الوصول إليه ، من الذي سيصل متعب الأنفاس جداً لكنه ظفر بما يريحه ومن الذي سيمشي ببرود لا يزيل عنه سوء المشوار حتى وإن وصل النهاية وتوقف ! ، أبدع علوان في رسم مشهد خط النهاية ، هناك حيث لا جمهور عن يمين ويسار الخط يهتفون بأعلامهم بحماس ، وحدهما حسان وغالية كانا المتسابقان الشاهدان على نفسيهما ، لم يكن هناك ثمة شريط أحمر يقطعه الفائز حين يمر عليه بسرعة في منتصف جسده ، كان شريطاً وهمياً غير محسوسٍ أحس به أحدهما وهو تحت الماء المنهمر على جسده كخطوط نهاية و انتصار لا منتهية ، مع كل قطرة تسقط على جسده في تلك اللحظة كان شعور الحبل الذي يقطع الفائز بمرور جسده عليه يأتي ..
لا يعيب الرواية في نظري سوى الطريقة التي وصف بها علوان أنهماك بطلنا حسان في سيلٍ متدفقٍ من النساء لأجل إشباعٍ بلا مشاعر على أنها مبررة لبطلنا نتيجة ماحدث له ، وسياق وصف حالة حسان مع تواجد هؤلاء النسوة كان أستعطافياً يضغط على القاريء ليتعاطف معه لكني لم أبرر له ذلك أبداً وبالتالي فتلك الخدعة لم تنطلِ علي :D
كان يمكن لحالة الحزن والكآبة التي ألتفت حوله أن تتدفق نحوى مجرى آخر غير النساء ، لكن ما أراد الكاتب إيصاله واستخدامه كدرع للتبرير هو أن مدينة كالرياض ومجتمعٌ كمجتمعها لا يتركان فرجة لتصريف نفايات الكآبة بطرقٍ جيدة ، لذلك كانت النساء الخيار الوحيد ، وهذا مالم أتفق معه أبداً .
في صميم العاطفة ذاتها ، أصفق بحرارة ، وأعترف بتلاحق أنفاس دهشتي التي تحدق بين الأسطر في وصفٍ ولا أجمل لكوارث لذيذة تحط على القلب كـ حبٍ ، كـ حياة ، كجنونٍ لا يسهل إمساكه فضلاً عن كتابته بتعقل ! ، كان وصف شعور اللحظة ، شعور الكلمة ، شعور الموقف والمبدأ ، أجواء الحوار وانفعالاته ، نقياً جداً كماءٍ يعكس وجه السماء الأزرق ، لذيذٌ لدرجة المشي عليه بقلم رصاص يحوله لسيمفونية مقتبسه .
كرر علوان نفسه في(طوق الطهارة) الشاب الذي يتجرع مرارة الحب الفاشل، وإن كان (كان لديه) موضوع الأب الذي تعرض لموقف سياسي - يبدو أنه على خطأ ويحصل علي البراءة ويتم الإفراج عنه - أقول كان يمكن أن يستخدمه جيدًا في الرواية لكنها مثل سقف الكفاية ومثل (صوفيا) شاب بقصة حب فاشلة. وفي كل الأعمال التي ذكرت تبقى تسلسل الرواية ولغتها الساحرة الشاعرية الجميلة - للأمانة - العلامات البارزة في أعمال علوان لكن لا تبحث عن تقنية وعن حبكة وعن موضوع تشعر معه بعمق الأثر كالرواية الغربية أو حتى الكثير من الأعمال العربية والمحلية
هل يشفع الحرف الجميل لقصة رديئة؟ قلت قبل البدء: مهما كانت القصة ضعيفة إلا أنّ جمال الأسلوب ورقة الكلمة ونبع الأوصاف غنيمة، ودلل على ذلك مقدمتها التي قرأتها مرات كثيرة قلت في ثلثها الثاني: يبدو أن القصة بعد أن كانت واعدة في ثلثها الأول كتبت على نفسها سقوطاً حرّاً غير مبرر قلت بعد نهايتها: أنقذ علوان الرواية بجراحة تجميلية لم تستطع أن تغطي كل العيوب لكن أنهتها على نحوٍ مقبول علوان بارع لكن لماذا لا يبذل جهداً أكبر قليلاً لتخرج رواية أفضل؟ آخر الكلام لا تقرأها إن كانت غايتك القراءة فقط.
كل قبلة من شفتيك الناعمتين لا تقف حيث تضعينها من جسدي فحسب بل تدخله وتفتح مدرسه ومرزعة وسوقاً صغيراً وتنجب اولاًداً واحفادا وتحاصرني من الداخل وتنشيء مجتمعاً صغيراً من المشاعر وتحكمه باسمك
يكفيني اسلوب محمد علوان الرائع لكي اكمل الرواية حتى وإن كانت لدي بعض التحفظات على ماجاء فيها :) ملاحظه اخيرة اكثر ما يزعجني في بعض الكتاب العرب سوء ادبهم مع الله على لسان ابطالهم رغم انهم مسلمين !! ولذلك ازلت نجمه من الخمس نجوم :(
حديث النفس هو ما شدني في هذه الروايه بما ان هذه الراويه الثانيه بالنسبه لي لنفس الكاتب و أيضا ماشدني هو حديث النفس. اعتقد ان هذا هو اسلوب الكاتب. فلسفة المشاعر والاحاسيس
بلاغة الاستاذ محمد مبهرة يصيغ الكلمات كما يرسم الصائغ قلائد العذارى. رائحة الأستاذة احلام مستغانمي و الاستاذ عبده خال تفوح في كل صفحة. ان يكتب شاب بهذه الطريقة امرا مبهرا بلا شك. يبدوا ان خلفية الاستاذ محمد علوان في الشعر اشرأبت في صفحاته و عانقت القارئ بفرح. في الحقيقة اقف احتراما لقدرتك اللغوية استاذ محمد...
تحول حسان من ضحية في الصغر الى ذئب بشري يلتهم العذارى ,الضحية الاولى الجورية و المطلقة غالية. احتقر البنت التي تحرق عود ثقاب شرفها لتشعل شمعة وعد زواج كاذب و ما اشعلت الا قطران فساد روحها. و احتقر بدرجة اكبر من يقتنص الفتيات البريئات و يلوثهن بجراثيمه. لو كان هناك مقياس للدناءة لمنحت الفتاة التي غررت بنفسها قبل ان يُغرر بها 5 من عشرة و لمنحت الوغد عشرة من عشرة على مقياس الدناءة
حسنا و الان لتقييم الحبكة، احتاج ان اضع الرواية في اناء من اسيد لأذيب كل كلمات العلوان المسكرة لأرى بوضوح حبكة الرواية
علاقة حسان بابيه رائعة جدا وصف الاب كما يجب ان يكون حازما هادئا محبا عطوفا احسنت استاذ لم اتمالك نفسي من الابتسام بوصف والد حسان برجل المافيا عندما اكتشف تدخينه. تشبية رائع شخوص جميلة لكنها متشابه الى حد كبير. توقعت فرق شاسع ما بين الجورية و غالية أو ما بين امين و وزان هناك ابتذال في الوصف و ما زلت اكرر ما كتبت عن رواية " ترمي بشرر" لما يركز الكتاب على تشوهات المجتمع دونة طرح الحلول و كأننا مدمني انتقاد حتى النخاع. مثل هذه الروايات تكون للمتزوجين فقط.
هناك ثغرات في الحبكة الروائية و هي بالنسبة لي كقارئ، مثلها مثل الصمغ الذي يربط الاجزاء مع بعضها بعض
اولا حكاية ان والدته بعد طلاقها سكنت في بيت صديقتها, مجتمعنا و خاصة الرياض لا يقبل بهذه الافكار ابدا ثانيا العلاقة الفجة قبل الزواج بغالية و التي اوماء لهم الاهل امتعاضا. تحدث في المجتمع و طرحتها المسلسلات الخليجية و بها ابتذال . ثالثا ...جلب الطبيب المريض لحياته الشخصية و جلوسه مع زوجته...و هذا محال في طب النفس.هم يفصلون الحياة العملية عن العائلية و يدافعون عن هذا الموضوع بشراسة..حتى لو اراد طلاقها رابعا، كيف نشر الكتاب و وزع داخل المملكة دون ورقة الفسح المطلوبة قانونيا؟ هذا ممنوع ومحال تنفيذه خامسا. ..امراة وجدت الحب بحسان لا تتخل عنه. و لمن ؟ لطفلها من شخص اهانها! لا يحدث هذا على الواقع .بمجرد ان تجد المراة الحب الحقيقي تتخلى عن ابناءها هذا ما يحدث.
سادسا. ..بدا لي حسان ولدا مدللا لا يمت للرجولة الحقيقة سوى بقشرها. هل بسبب حادث تحرش في صغره امتلك رخصة ممارستها عندما كبر؟؟ تعاطفت مع حسان الولد و لووددت تأديب خائن الامانة بنفسي لكن لا تعاطف مع حسان الشاب المدلل سابعا.. اذا كان الاب عسكري ...ابنائهم يكونون اقوياء الشخصية لا رخويين مثل حسان. التوليفة هنا ناقصة ثامنا حسان وصف الرياض بالموحشة و امتدح القرية....رغم انه لم يرى قرية في حياته. هذا الوصف يناسب شخص ولد في القرية و ترعع بها ثم انتقل الى المدينة كما حصل مع الاستاذ عبده خال.