What do you think?
Rate this book
287 pages, Paperback
First published January 1, 1974
الدرس المستفاد من التاريخ أنه في حالات إندلاع الفتنة لابد للبصاص من الحياد. البصاص يعمل للعدل وحده. و رمز العدل هو كرسي السلطة. كرسي السلطنة ذاته. إذا تآمر بعض الصفوة أو جماعات من العامة على الكرسي. فلابد من إبلاغ الأمر إلى صاحب الكرسي. هذا واجب. و لكن لنفترض وصول بعض الصفوة المتآمرة أو العامة (الغرض الأخير نادر الحدوث) قد وصلوا إلى مقاليد التملك و السيطرة. ما هو موقف البصاص هنا؟ نقول ما دام البعض انتزع المقاليد من صاحب الكرسي الأصلي. و تمكن من اعتلائه فليس في ذلك دلالة إلا على ضعف الأول. كيف يمكنه اقرار العدل إذا كان لا يمكنه حماية روحه؟كأنك تقرأ في كتاب التاريخ
اليوم الأول:أول مره أحاول القراءة لجمال الغيطاني كنت في تانيه اعدادي بس لقيته صعب عليا قوي و مقدرتش أكمل و ساعتها استغربت ازاي بيقولو خليفة نجيب محفوظ و انا بقرأ لنجيب و طه حسين و بفهمهم و بحب كتبهم. المهم حاولت تاني و انا في الكليه و لقيت أسلوبه ممل جدا و مش مترابط لكن النهارده بعد حوالي ربع قرن الا قليلا من المحاوله الأولي أقدر أقول ان الروايه دي من أمتع و أعمق ما قرأت حتي الأن
و فيه دهنوا باطن قدميه بماء و ملح. أحضروا عنزة صغيرة سوداء في رأسها بياض راحت تلعق الماء المالح على مهل. إلتوت شفتاه. ارتجفت ضلوعه. صار يصرخ ثم ينقلب صراخه ضحكا. غشي عليه. سكبوا على وجهه ماء باردا.
أرى يوما يجيء فيمكن للبصاص معرفة الهمسات. الآهات. تأوهات الجماع بين الرجل و امرأته. إذا ما جرى حديث بين رجلين في قارب في النيل أدركه هنا. و يمكنني التدخل في الحديث في الوقت المناسب و توجيهه. أرى يوما تنزع فيه الأعضاء من جسم الإنسان لتُسأل عما فعلته. فلا يمكنها الإنكار. أرى يوما تطلق فيه على الناس أرقام معينة. فيحدد البصاص لأهل كل حارة أرقاما. هذا رقم واحد و هذا رقم اثنان بحيث لا يحمل شخصان رقمين متشابهين. و هذا أمر ناقشته بتوسع و إفاضة في أحد ملاحقي التي ستوزع عليكم. و هذا يساعدنا في حصر الخلق. بدلا من تعدد أسمائهم و تشابهها.
"هذا زمان الحيرة وسيادة الشك وفناء اليقين."
"جمع الناس، وتحدث عن كل شيء: عن حقيقة الأخبار، الغدر الذي يطل من ابن عثمان، قال فيما قال إنه موقن من تحركه ليأخذ مصر، لكن السلطان وفرسان الإسلام خرجوا لصده".
"تضطرب أحوال الديار المصرية هذه الأيام، وجه القاهرة غريب عني ليس ما عرفته في رحلاتي السابقة، أحاديث الناس تغيرت، أعرف لغة البلاد ولهجاتها، أرى وجه المدينة مريض يوشك على البكاء، امرأة مذعورة تخشى اغتصابها آخر الليل حتى السماء نحيلة زرقاء، صفاؤها به كدر، مغطاة بضباب قادم من بلاد بعيدة".
”بالنسب� للعامة فهؤلاء قطيع يتجه كيفما توجهه, إنه بحر زاخر طوع الريح, وحشٌ بلا عقل تسوِّسه فيُطيعك, و الأعمار في هذه الفئة لا قيمة لها, فكلما ضاقت سُبُل العيش, كلما قلت قيمة الحياة, و ذهب عناء الحِرص عليها, و من هنا فلا بأس من اختفاء بعضهم من حينٍ إلى آخر, بطريقة لا يعرفها أحَد و هذا يُرهِب الباقين.�
”الدر� العظيم المستفاد من التواريخ، أنه في حالات اندلاع الفتنة فلابد من حياد البصاص. البصاص يعمل للعدل وحده، ورمز العدل هو كرسي السلطنة، كرسي السلطنة ذاته.�
"اللهاث يشتد وراء طومان باي سلطان البلاد المختفي، خاصة بعد ظهوره المفاجئ في جامع شيخون، والتفاف الخلق حوله، ثم هجومه على ابن عثمان في بولاق، سمعت أنه بمجرد ظهوره في أي مكان يلتف حوله القوم وكأنهم يعرفون ميعاده".
"عيناه خلقتا لتنفذا في ضباب البلاد الشمالية، في ظلامها المطبق، لا يرى الوجه والملامح، إنما ينفذ إلى قاع الجمجمة، إلى ضلوع الصدر، يكشف المخبأ من الآمال، حقيقةالمشاعر، في ملامحه ذكاء براق، إغماضة عينيه فيها رقة وطيبة تدني الروح منه، في نفس الوقت تبعث الرهبة"هكذا وصف رحالة إيطالي زار القاهرة الزيني بركات.