ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

الزيني بركات

Rate this book
تعد رواية" الزيني بركات لجمال الغيطاني من الروايات البارزة في الروايات العربية التي عالجت ظاهرة القمع والخوف واتكأت على أسبابها وبينت مظاهرها المرعبة في الحياة العربية، فالغيطاني حين يحاصره الراهن بقمعه واستبداده وقهره، حين يمارس أقسى أشكال العنف والرعب والقهر في السجن المعاصر يعود بنا مستنطقاً تاريخ ابن إياس بدائع الزهور ليجد صورة مرعبة لكبير البصاصين الشهاب الأعظم زكريا بن راضي ووالي الحسبة الزيني بركات ويكفي أن نقرأ عن تعذيب التاجر علي أبي الجود وتدرج الزيني في التفنن بتعذيبه ليحصل من على المال، والأدهى أن وسيلة إرغامه على الإقرار كانت بتعذيب الفلاحين أمامه عذاباً منكراً بغية إخافته وترويعه،على مدى سبعة أيام منها تعذيب فلاح أمام عينيه:" أظهروا حدوتين محميتين لونهما أحمر لشدة سخونتهما، بدأ يدقهما في كعب الفلاح المذعور، نفذ صراخ الفلاح إلى ضلوع علي، وكلما حاول إغلاق عينه يصفعه عثمان بقطعة جلد على قفاه." وفي اليوم الرابع والخامس " ذبح ثلاثة من الفلاحين المنسيين، أسندت رقابهم إلى صدر علي بن أبي الجود والزيني يدخل ويخرج محموماً مغتاظاً يسأل" ألم يقر بعد؟" لا يجيب أحد. يضرب الحجر بيديه."
يسقط هذه الصورة على الحاضر بل يسقط الحاضر عليها فيبني منها ما هو أقل إيلاماً من الحاضر فقدمت لنا نماذج مرعبة ولكنها مشوهة منخورة في الوقت نفسه لأنها من وجهة نظر الرواية فيما أحسب لا تتسلح بقيم تجعلها قادرة على مواجهة التغيرات المحتملة.


وقال عنها الغيطاني

جاءت (( الزيني بركات)) نتيجة لعوامل عديدة. أهمها في تقديري, تجربة معاناة القهر البوليسي في مصر خلال الستينيات. كانت هناك تجربة ضخمة تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية. تهدف إلى تحقيق أحلام البسطاء. يقودها زعيم كبير هو جمال عبد الناصر. ولكن كان مقتل هذه التجربة في رأيي, هو الأسلوب الذي تعاملت به مع الديمقراطية. وأحيانا كنا نحجم عن الحديث بهذا الشكل لأن هذه التجربة بعد انتهائها, تعرضت وما تزال تتعرض لهجوم حاد من خصوم العدالة الاجتماعية, ومن خصوم إتاحة الفرص أمام الفقراء. ولكن أنا أتصور أن الشهادة يجب أن تكون دقيقة الآن, خاصة وأن جيلنا, جيل الستينات الذي ننتمي إليه أنا والأستاذ البساطي قد بدأ يدنو من مراحله الأخيرة. لذا يجب أن نترك كلمة حق حتى لا تتكرر تلك الأخطاء.

عانينا من الرقابة في الستينيات. وأسلوب التعامل البوليسي. وأتصور أن هذا كان أحد أسباب علاقتي القوية بالتاريخ. كنت مهموما بالبحث في تاريخ مصر, وبقراءة هذا التاريخ خاصة الفترة المملوكية, التي وجدت تشابها كبيرا بين تفاصيلها وبين الزمن الراهن الذي نعيش فيه. وأنا عندما أقول الفترة المملوكية, أعني الفترة المملوكية التي كانت مصر فيها سلطنة مستقلة تحمي البحرين والحرمين. وقد انتهت هذه السلطنة في عام 1517 بهزيمة عسكرية كبيرة في مرج دابق شمال حلب. وعندما طالعت مراجع شهود العيان الذين عاشوا هذه الفترة, ذهلت من تشابه الظرف بين هزيمة 67 والأسباب التي أدت إليها وبين هزيمة القرن السادس عشر. وأوصلني هذا فيما بعد, إلى ما يمكن أن يسمى باكتشاف وحدة التجربة الإنسانية في مراحل كثيرة من التاريخ حتى وإن بعدت المسافة. على سبيل المثال : الألم الإنساني واحد. فالشعور بالحزن هو نفسه الذي كان يعبر عنه المصري القديم أو البابلي القديم. ومصر نتيجة لاستمرارية تاريخها وعدم انقطاعه تتشابه فيها الظروف من فترة إلى أخرى. سياحتي في التاريخ استقرت في العصر المملوكي. وكنت مهموما بهاجس الرقابة وهاجس المطاردة قبل أن أدخل المعتقل إلى درجة أنني كتبت عددا من القصص القصيرة عن السجن, نشرت منها قصة ؛رسالة فتاة من الشمال« في مجلة الآداب في يوليو 1964, وقصة أخرى اسمها ؛القلعة« في مجلة الأديب اللبنانية أيضا عام 1964. وكتبت رواية كاملة عن فكرة المطاردة وظروف المطاردة, ف ق د ت عندما اعتقلت في عام 1966. والغريب أنني عندما دخلت المعتقل لم أفاجأ بالتفاصيل. فقد كنت أسمعها من زملائي الذين سبقوني في تلك التجربة. ولكن عندما خرجت قبل وقوع الهزيمة بشهرين عام 1967 مع زملائي, الذين يمثلون جيل الستينيات من الكتاب � فأكبر كتاب الستينيات كانوا في هذه الحبسة �, كتبت قصة اسمها »هداية أهل الورى لبعض ما جرى في المقشرة« وقد افترضت فيها أنني عثرت على مذكرات آمر سجن المقشرة. وهو من السجون الشديدة البشاعة في العصر المملوكي. وكنت قد وصلت بعض قراءة طويلة � بل لا أقول قراءة ولكن معايشة � لابن إياس وابن زمبل الرمال والمقريزي وابن تغري بردي إلى اكتشاف بلاغة جديدة, لم يكن الأدب العربي يتعامل معها. بلاغة يمكن الآن أن أقول إنها بلاغة مصرية, تجمع ما بين الفصحى وخلفية العامية المصرية في التراكيب اللغوية. وهذه نجدها عند المؤرخين وليس عند الأدباء. عند المقريزي وابن إياس ثم الجبرتي فيما بعد. وربما يرجع ذلك إلى أنهم كانوا يكتبون الأحداث بسرعة, فلا يتأنقون ولا يغوصون في أساليب البلاغة المستقرة من زمن قديم. هذه البلاغة شعرت أنها تمسك بالواقع أكثر من الأساليب السردية السائدة.

287 pages, Paperback

First published January 1, 1974

249 people are currently reading
7,591 people want to read

About the author

جمال الغيطاني

92books1,954followers


•جما� أحمد الغيطاني علي
•ول� عام 1945، التاسع من مايو، في قرية جهينة محافظة جرجا (سوهاج حاليا).
•نش� في القاهرة القديمة، حيث عاشت الأسرة في منطقة الجمالية، وأمضى فيها ثلاثين عاما.
•تلق� تعليمه في مدرسة عبدالرحمن كتخدا الابتدائية، ومدرسة الجمالية الابتدائية.
•تلق� تعليمه الاعدادي في مدرسة محمد علي الاعدادية.
•بع� الشهادة الإعدادية التي حصل عليها عام 1959، التحق بمدرسة العباسية الثانوية الفنية التي درس بها ثلاث سنوات فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان.
•تخر� عام 1962، وعمل في المؤسسة العامة للتعاون الانتاجي رساما للسجاد الشرقي، ومفتشا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، أتاح له ذلك زيارة معظم أنحاء ومقاطعات مصر في الوجهين القبلي والبحري.
•أعتق� عام 1966 بتهمة الانتماء الى تنظيم ماركسي سري. وأمضى ستة شهور في المعتقل تعرض خلالها للتعذيب والحبس الإنفرادي. وخرج من المعتقل في مارس 1967.
•عم� مديرا للجمعية التعاونية لخان الخليلي، وأتاح له ذلك معايشة العمال والحرفيين الذين يعملون في الفنون التطبيقية الدقيقة.
•بع� صدور كتابه الأول عرض عليه محمود أمين العالم المفكر الماركسي المعروف، والذي كان رئيسا لمؤسسة أخبار اليوم الصحفية أن يعمل معه فانتقل للعمل بالصحافة.
•بع� أن عمل في الصحافة بدأ يتردد على جبهة القتال بين مصر واسرائيل بعد احتلال إسرائيل لسيناء، وكتب عدة تحقيقات صحفية تقرر بعدها تفرغه للعمل كمحرر عسكري لجريدة الأخبار اليومية واسعة الانتشار، وشغل هذا التخصص حتى عام 1976. شهد خلالها حرب الاستنزاف 1969 � 1970 على الجبهة المصرية، وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية. ثم زار فيما بعد بعض مناطق الصحراء في الشرق الأوسط، مثل شمال العراق عام 1975، ولبنان 1980، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران (عام 1980- 1988).
•من� عام 1985 أصبح محررا أدبيا لجريدة الأخبار، وكاتبا بها. ثم رئيسا لتحرير (كتاب اليوم) السلسلة الشهرية الشعبية ثم رئيسا لتحرير أخبار الأدب مع صدورها عام 1993.
•تزو� عام 1975، أب لمحمد وماجدة.
•كت� أول قصة قصيرة عام 1959.
•نش� أول قصة يوليو 1963. وعنوانها (زيارة) في مجلة الأديب اللبنانية. وفي نفس الشهر نشر مقالا في مجلة الأدب التي كان يحررها الشيخ أمين الخولي، وكان المقال حول كتاب مترجم عن القصة السيكولجية.
•من� يوليو 1963 وحتى فبراير 1969 نشر عشرات القصص القصيرة نشرت في الصحف والمجلات المصرية والعربية، كما نشر قصتين طويلتين، الأولى بعنوان "حكايات موظف كبير جدا". نشرت في جريدة المحرر اللبنانية عام 1964، والثانية "حكايات مو

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
1,143 (30%)
4 stars
1,427 (38%)
3 stars
838 (22%)
2 stars
240 (6%)
1 star
95 (2%)
Displaying 1 - 30 of 442 reviews
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,654 reviews4,346 followers
December 1, 2022
الدرس المستفاد من التاريخ أنه في حالات إندلاع الفتنة لابد للبصاص من الحياد. البصاص يعمل للعدل وحده. و رمز العدل هو كرسي السلطة. كرسي السلطنة ذاته. إذا تآمر بعض الصفوة أو جماعات من العامة على الكرسي. فلابد من إبلاغ الأمر إلى صاحب الكرسي. هذا واجب. و لكن لنفترض وصول بعض الصفوة المتآمرة أو العامة (الغرض الأخير نادر الحدوث) قد وصلوا إلى مقاليد التملك و السيطرة. ما هو موقف البصاص هنا؟ نقول ما دام البعض انتزع المقاليد من صاحب الكرسي الأصلي. و تمكن من اعتلائه فليس في ذلك دلالة إلا على ضعف الأول. كيف يمكنه اقرار العدل إذا كان لا يمكنه حماية روحه؟
كأنك تقرأ في كتاب التاريخ
لن تحس أبدا أن الأحداث مفتعلة
لغة و تأريخا و انفعالات و مشاعر
حتى اعتبارات الأمن القومى و البروتوكول
رحم الله الغيطانى و سامحه
اليوم الأول:
و فيه دهنوا باطن قدميه بماء و ملح. أحضروا عنزة صغيرة سوداء في رأسها بياض راحت تلعق الماء المالح على مهل. إلتوت شفتاه. ارتجفت ضلوعه. صار يصرخ ثم ينقلب صراخه ضحكا. غشي عليه. سكبوا على وجهه ماء باردا.
أول مره أحاول القراءة لجمال الغيطاني كنت في تانيه اعدادي بس لقيته صعب عليا قوي و مقدرتش أكمل و ساعتها استغربت ازاي بيقولو خليفة نجيب محفوظ و انا بقرأ لنجيب و طه حسين و بفهمهم و بحب كتبهم. المهم حاولت تاني و انا في الكليه و لقيت أسلوبه ممل جدا و مش مترابط لكن النهارده بعد حوالي ربع قرن الا قليلا من المحاوله الأولي أقدر أقول ان الروايه دي من أمتع و أعمق ما قرأت حتي الأن
أرى يوما يجيء فيمكن للبصاص معرفة الهمسات. الآهات. تأوهات الجماع بين الرجل و امرأته. إذا ما جرى حديث بين رجلين في قارب في النيل أدركه هنا. و يمكنني التدخل في الحديث في الوقت المناسب و توجيهه. أرى يوما تنزع فيه الأعضاء من جسم الإنسان لتُسأل عما فعلته. فلا يمكنها الإنكار. أرى يوما تطلق فيه على الناس أرقام معينة. فيحدد البصاص لأهل كل حارة أرقاما. هذا رقم واحد و هذا رقم اثنان بحيث لا يحمل شخصان رقمين متشابهين. و هذا أمر ناقشته بتوسع و إفاضة في أحد ملاحقي التي ستوزع عليكم. و هذا يساعدنا في حصر الخلق. بدلا من تعدد أسمائهم و تشابهها.
Profile Image for عمرو الجيزاوي.
58 reviews161 followers
September 23, 2018
يحسب لجمال الغيطاني تناوله لشخصية معقدة كالزيني بركات، لكن الأحداث وتسلسلها ورسم الشخصية لم يكن جيداً من وجهة نظري، وشعرت بالملل في بعض أجزاء العمل، والغموض في أجزاء أخرى
Profile Image for أمنية عمر.
493 reviews594 followers
September 2, 2020
ما أشبه الليلة بالبارحة .. تدور الأيام .. تتبدل الأشخاص .. تتطور الوسائل والقمع واحد !

بغض النظر عنْ طبعة دار الشروق وأي خطأ كان بيعكر صفو القراءة
إلا أن رواية الزيني بركات من أثقل وأروع ما قرأت
عمل ضخم واحترافى من الدرجة الأولي .. لغة قوية ورصينة .. ومن يعرف لو نبذة بسيطة عن تاريخ المماليك وتاريخ أدب هذا العصر لأيقن أن الكاتب جسد هذا العصر فى الرواية بصورة عبقرية بداية من أسلوب الكتابة إلي الأحداث مرورا بالشخصيات والأماكن .. ولو علم أيضا أن جمال الغيطاني كتب هذا العمل فى العشرينات من عمره لدهش دهشتي ولم يقيمها بأقل من خمسة نجوم .
أما بالنسبة لعدد صفحات الرواية فهو قليل جدا بالنسبة لمحتواها .. كان من الممكن أن يتضاعف حجم الرواية دون أن تفقد أي شىء من ثقلها لو أخذت بعض المشاهد حقها أكثر ولعل هذا أيضا من أهم أسباب إعجابي بالرواية

أما أقوي سبب جعلني مدهوشة من براعة الكااتب
هو تجسيده لكل شخصيات الرواية وتحليلها بصورة بديعة وجعل القارىء يتوحد معها
في حين أن بطل الرواية ومحورها (الزيني) لم ينل نصيبا كافيا من تسليط الضوء عليه بل علي العكس تماما كان طوال الرواية هو عنصر المفاجأة والغموض محاطا بهالة من التساؤلات التي لا حصر لها ولا إجابة .. ولن يفهم أي حد من هذا الشخص ولا كيف ظهر ولا كيف وصل إلي ما وصل إليه حتي عند آخر سطر فى الرواية .. وبالضبط هذا ما يحدث مع كل أمثال الزيني فى كل العصور .. ويالبراعة الكاتب وذكائه!

ولم أفهم هذا إلا الآن
علي غلاف الرواية مكتوب (يدخل الغيطاني فى الزيني إلي جوهر الراهن العربي فيكشف قتامه فى شكل أدبي أصيل
ويخبر عن معناه في مقاربة روائية رائدة,,, يهاجر إلي الماضي ليكتب بلغة حقيقة الحاضر ..أو يغادر إلي الماضي كي يجد فيه المساحة الضروية لكتابة الحاضر ... .. كي ينتج نموذجا أدبيا يحكي القمع فى توحيد الأزمنة ..
أو يحكي تماثل القمع فى أزمنة مختلفة تتماثل بتماثل القمع فيها )

الموضوع أكبر من القمع يا جماعة .. الزيني بركات هو الراهن العربي فعلا .. هو جذور الدولة العميقة ..
الرواية ليست فقط اسقاط علي عهد جمال عبدالناصر .. الرواية لازالت اسقاط علي واقعنا وأيامنا هذه !
الزيني كان أكبر بصاصي العثمانين فى مصر ... ولن أضيف حرفا واحدا :D

Recommended وبس
_______________
لغاية هنا والريفيو انتهي

علي الهامش بقي : انا مكنتش فاهمة الرواية فى اول كام صفحة كده الحاجة الوحيدة اللى خلتني أكمل الرواية عشقي لمصر القديمة اللي بتدور فيها أحداث الرواية .. دلوقتي لما اروح تاني أمشي فى الأماكن اللي بحبها دي أكيد تفكيري وذكريات المكان ده هتكون مختلفة تماما معايا .. وهيزداد تعلقي بيها أكثر

كمان عرفت ان في مسلسل للرواية والمسلسل اتحط علي قايمة المسلسلات التاريخية اللي لازم أشوفها ان شاء الله :D
320 reviews430 followers
December 18, 2018
رواية رائعة تاريخية بامتياز لا تحس بالملل أو التعب أثناء القراءة .. عصر المماليك فى مصر ملئ بالنوادر والحكايات الرائعة التى لا تنضب وقد نجح الغيطانى بامتياز فى نسج حكاية سياسية تصف علاقة الحاكم والمحكومين بشكل أدبى مبهر وإخراج وحبكة درامية متميزة وأترككم الآن مع هذا الاقتباس
Profile Image for Raya راية.
833 reviews1,586 followers
August 28, 2020
"هذا زمان الحيرة وسيادة الشك وفناء اليقين."

رواية مذهلة عن صناعة الرعب والخوف من المسؤولين والسلاطين والولاة في نفوس الشعب.
يستند جمال الغيطاني في روايته هذه على "بدائع الزهور في وقائع الدهور" لابن إياس، أيام حكم المماليك لمصر، ويقدم لنا صورة مرعبة عن كبير البصّاصين الشهاب الأعظم زكريا بن راضي، ووالي الحسبة الزيني بركات، وكيف كانوا يعذبون الناس لتحصّلوا على أموالهم، وكيف كانوا يكتشفون أدق التفاصيل الخفية في حياة الناس.

رواية مهمّة جداً عن القمع والرعب والاستبداد. تستحق أن تُقرأ بشدة.

...
Profile Image for Mohammed.
518 reviews725 followers
March 17, 2017
هل تصدق أن هناك ملفا كاملا عنك في أرشيف أمن الدولة؟
هل يعقل أن يتحول مسؤولو الدولة إلى مراكز قوى تتناطح وتتصالح ضد الشعب؟
هل صحيح أن بعض الرموز السياسية تظهر الصلاح والحرص على مصالح الشعب وهم في الحقيقة مثال للمكر والجشع؟
هذه الأسئلة وغيرها تجدونها في "الزيني بركات".

الروابة ذكية، فهي ترسم الحاضر بريشة الماضي مستخدمة رمزية بسيطة لا تتطلب من القارئ خلفية معينة أو ثقافة مسبقة. شخصيات الرواية متنوعة ومعبرة:

الزيني بركات: شخصية حكومية تولت منصب المحتسب. وهو أريب ويحسن التعامل مع عقلية الجماهير. لم يظهر بشكل جلي في الرواية سوى مانعرف عنه عن طريق الشخصيات الأخرى. أعتبر هذا ذكاء من الراوي.
زكريا بن راضي:كبير البصاصين أو بلغة العصر مدير المخابرات، مسؤول عن مراقبة الجميع، تسقط الأخبار، نشر الإشعات وكذا سجن وتعذيب المتهمين. زكريا بن راضي شخصية سايكوباثية وصولية لا تتورع عن تحقيق غاياتها بأي وسيلة، وغايته هي حماية كرسي السلطنة أيا كان الجالس على الكرسي. في لحظات معينه تلاحظ أنه، كغيره من المسؤولين ، تصبح له أهداف خاصة حتى أن بعضها يتعارض مع أهداف السلطان ذاته.
بعض فصول الرواية كانت حلبة لعرض مباراة الدهاء بين زكريا والزيني وهي أمتع فصول الرواية.
سعيد الجهيني: الشاب الثائر الذي لا يقتنع بسهولة ولا يتبع رأي السواد الغالب من الشعب. يصاب بالإحباط مرارا بسبب الواقع القاتم لكنه يطمح دائما إلى التغيير.
عمرو بن العدوي: طالب الأزهر الفقير الذي يعاني من شظف العيش ومن ذكرى أمه التي لم يبر بها كما يجب. تجره ظروفه للعمل في البصاصة، وهو غالبا لا يحلل الواقع ولا يهمه سوى الإرتقاء بحياته المزرية.
كتبت الرواية بكل هذه الأفكار ومثلتها تلك الشخصيات في مسرح يزخر بالمماليك، والجواري، وأصحاب الحرف، والشواذ، وطلاب العلم والأمراء. قراءتك للزيني بركات تتيح لك العيش في ذلك العصر بعيوبه ومزاياه.

لي مأخذ على الروابة وهو عدم تقسيم النص إلى فقرات. فكل فصل هو نص مكون من أسطر دون فواصل. كما أن الكاتب لم يعبأ كثيرا بتعيين إشارات سردية عند الإنتقال من شخصية إلى أخرى أو من زمن للآخر. يبدو لي أن هذا هو مكمن الصعوبة في قراءة الرواية. قد يكون الغيطاني قصد بذلك محاكاة لغة تلك الحقبة، لكنني أظن أن اللغة التي استخدمها أحدث من ذلك وأنما القصور أتى في تقسيم النص وتليين منعطفاته. وأخيرا: لاحظت كثرة الأخطاء المطبعية في نسخة دار الشروق.

أعتقد أن الزيني بركات ستدفعني إلى قراءة جمال الغيطاني مرة أخرى. ربما الرفاعي. و لن أطالبه بنفس المستوى فالزيني بركات تجربة فريدة لا تتكرر.
Profile Image for Mohamed Sherif.
142 reviews11 followers
July 13, 2023
� يحضرني صوت سميح شقير يردد:
وأنت ابن بلادي
تقتل بولادي
وضهرك للعادي
وعليا هاجم بالسيف! 🎵🎵

� لفصل توقعاتي عن الواقع، فقد كانت توقعاتي لتلك الرواية أنها تاريخية بيوغرافية عن شخصية مستبدة تولت مقاليد أمور مصر، وقد كانت التوقعات مرتفعة للغاية بشأن لغتها وإسقاطاتها وبلاغتها بحكم ما سمعته عنها، وبحكم منع المسلسل المقتبس عنها من العرض في مصر حاليًا.

� أما الواقع فهي رواية مهترئة للغاية، ومشوهة، وغير واضحة الرؤية، أسلوب كتابتها مبتذل جدًا ومستفز، وتعتمد على نظام كلمتين من الشرق وكلمتين من الغرب وحشو مبالغ فيه، وشخصيات منعدمة العمق أو التأثير في القارئ.

� العنوان المناسب لهذا الكتاب: البصاصين (المخبرين)، لأن ما استنتجته أن موضوعه كله يعتمد على التلميح إلى ظاهرة القمع الأمني في مصر، وظاهرة المخبرين المنتشرة بكثرة هذه الأيام بشكل ملائم جدًا لجو الرواية، من الواضح أنه سلو عند المصريين تاريخيًا.

� تأثير هذا القمع الأمني الموجه والمركز بشكل كامل إلى الداخل مع وجود عدو خارجي للدولة، وبالتالي التقصير والاستهانة في حق الخطر الخارجي، وهو ما أفضى إلى هزيمة واحتلال في نهاية الأمر، وهذا ديدن الأنظمة المستبدة، تقمع الداخل حتى يأتي المحتل ليدمر البلد ثم يترحم الناس على أيام القمع الجميل والديكتاتور العادل المستنير.

� النظام الناصري في مصر والنظام السوري والنظام العراقي والنظام الليبي والنظام اليمني خير دليل على ذلك، والمأساة العراقية على وجه الخصوص هي مثال يصلح لتلك الرواية، فقد ظل نظام صدام حسين يخنق العراقيين، حتى جاء الغزو الأمريكي ووهم التحرير، فسقط النظام وأسقط معه الدولة.

� الرواية حاولت أن تركز على شخصية الزيني بركات، والي القاهرة سنة ١٥١٧م، حاولت الرواية أن تظهر دهاء وحنكة الشخصية وقدرتها على التلاعب بالنظام الحاكم والعامة من أجل الوصول لذلك المنصب.

� بعد ذلك تعقمت الرواية كثيرًا في شرح العقلية الأمنية وأساليب القمع والتجسس على الناس ومحاولة قراءة أفكار الشعب وعمل ملف خاص لكل مواطن يحوي كافة بياناته وتحركاته وآراءه وأفكاره من مولده حتى مماته.

� تعمقت الرواية أيضًا في توضيح حالة صراع الأجهزة المسيطرة على مصر تاريخيًا، والدولة العميقة التي تستقبل أي وافد جديد لأي منصب بعين الحذر والمراقبة، ومحاولة الإزاحة أو الاستمالة حسب المصلحة.

� تناول الكاتب طريقة جمع الضرائب وفرضها بطرق مختلفة وملتوية على الناس تظاهرًا بأنها لمساعدة الدولة على مواجهة محنتها، ثم نهبها من القيادات الأمنية والسياسية.

� من الجوانب المهمة في الكتاب، التركيز على كيفية تنكيل من يستلم السلطة حديثًا بسابقيه ومحاولة تحقيرهم وإذلالهم أمام الشعب، من قبيل "اضرب المربوط يخاف السايب"، ومحاولة لكسب ثقة ورضا الناس ولو بشكل مؤقت.

� دور رجال الدين الواضح في التأثير في الحياة السياسية، والمعادلة الرابحة دائمًا عند العامة، وهي ربط الحاكم بنوع من القدسية تحميه من الخروج عليه، بل وتمنع عنه الجهر بالانتقاد، ونزع الشرعية عن الحكم عند الضرورة.

� كتاب يحتاج إلى صبر في القراءة لمحاولة الفهم وتجميع القطع الناقصة، قصة تفتقد لأي نوع من الجاذبية، سواء جاذبية الأسلوب، أو جاذبية الشخصيات ودراستها، ستكون سهلة الاستيعاب على المهتمين بالإسقاطات السياسية، لكن ليس بالكتاب الذي أرشحه للقارئ.

� نجمة من أجل موضوعه الذي يعد أصليًا إذ لم أقرأ من قبل قصة محورها "المرشدين"، ونجمة لطريقة شرح أساليب القمع الأمني وتصوير نفسية العامة.
Profile Image for جهاد محمد.
181 reviews102 followers
May 23, 2021
..“هذ� زمان الحيرة و سيادة الشك و فناء اليقين�
"تقوم مملكة الاستبداد على الخوف الشامل، ترمي السلطة بالخوف على المجتمع، ويرتد عليها الخوف بدوره؛ لأنها ترى في المجتمع عدوًّا، ولهذا يكون السجن والمخبرون وأدوات التعذيب جزءًا عضويًّا من كل سلطة مستبدة.�
يذهب بنا جمال الغيطاني إلى فترة حالكة من تاريخ مصر.فترة المماليك والأمراء والمنسر التي اتخذها الكاتب قناعاً رمزياً لإدانة الواقع السياسي والظلم والقمع المتمثل في سلطة البصاصين بقيادة الشهاب الأعظم زكريا بن راضي
"جئناإلى الدنيا وسنمضي عنها فنحن لسنا بمعمرين وسنترك آخرين يأملون في قدوم الأيام السعيدة�

أمل العامة في مجيء الأيام السعيدة وقد طال انتظارها ولم تأت. تبين الرواية حالة الخوف والذعر التي عاشها المصريين بسبب هجمات المنسر والمماليك التي تحدث بعد غروب الشمس فتُخطف النساء ويُقتل الأطفال وتنهب الحوانيت
من يتاجر فيما احتكر الأمراء تقطع يمناه وإن سبق أن قطعت ف يسراه وهكذا

“ف� أول العمر يكشف الإنسان عوج الدنيا فيحاول تقويمها ، لكن في آخره عندما يبدو كل شيء على حاله ولا أمل في تحول ، في انقلاب ، حتى أولاده لا يدركهم�

"ويقف سعيد الجهيني كمرآة صقيلة للشخصية التي تنتمي إلى العوام، يتوق إلى العلم والعمل والمعرفة والمجتمع العادل، لكن انتماءه إلى جمع مبهم لا نسق له يقوده إلى لا مكان، إلى خيبة ملتاعة وهزيمة متكاثرة. ينهزم حلمه في تغيير الواقع إذ يعقد آمالًا خاسرة على الزيني حتى يكتشف كذبه وخواء أحلامه،�
تدور الرواية حول شخصية الزيني بركات كشخصية محورية تتمثل في المحتسب الذي يقيم العدل ويعقد الناس آمالا طوالًا عليه. يراه العامة المنقذ الذي جاء يخلصهم من ظلم الأمراء ويأتي على النقيض الشهاب الأعظم زكريا بن موسى مقدم بصاصي القاهرة الذي يمتلك أعتى سجونها قسوة وهو ولِع بفنون التعذيب وأشدها طراً
يأتي هذان الاثنان كقوة كاسحة اصطدمت وعرف كل منهما قيمة الآخر فكان التحالف بين القوتين الذي ذهب ضحيته العامة
Profile Image for Ahmed.
917 reviews7,935 followers
July 24, 2015
أخيراً قرأت (الزينى بركات) لأ , أخيرا بجد , لأنها فى مكتبتى من مدة طويلة جداً.
عمل جيد به بعض الفقرات المبهرة فعلا , ولكنى أجده فى المجمل أقرب إلى العادى .
دائما لا أرتاح الى الروايات ذات الصبغة التاريخيه , ولا أدرى السبب ,
شخصيات العمل والأحداث جيدة وان وجدت بعض النقص فى تناولها أحيانا .
اللغة ممتازة .
العمل احترافى جداً , عمل محترف للدرجة التى جعلته يفتقد الحميمية المطلوبة فى الرواية.
شخصية الزينى : شخصية غريبه أحسب ان الغيطانى لم يعطها حقها فخرج العمل شبه مشوه فى هذه الزاوية.
شخصية كبير البصاصين (زكريا) : اجد ابداع من الغيطانى فى وصفها وتناول أطراف حياتها بصورة شاملة ممتعة. فهو مدير المخابرات الأسطورى ووزير الاعلام الداهية ووزير الداخلية القاسى.
مشاهد وصف التعذيب أعطاها الكاتب كل الحق .
لا أعرف مدى صحة الاحداث التاريخيه .
451 reviews3,128 followers
May 18, 2013


أتعبتني هذه الرواية ولم تكن قرائتها سهلة أبدا
فكرة النص جميلة وإسقاطاتها السياسية كذلك الأمر الذي لا يجري على زمن معين بل إنه مستمر بإستمرار الديكتاتوريات وفكرة النص وحدها جعلتني استمر في القراءة .. الرواية ممكن أن يحكي غيري عن مواطن الجمال فيها وعن أسلوب الغيطاني فيها

بالنسبة لي للأسف شعرت إنني وقعتُ في حفرة وكنت أقرأ من أجل الخروج منها فقط
لم أشعر بتاتا بأي إستمتاع في القراءة على الرغم من إعجابي بفكرة النص غير
هناك الكثير من العبارات التي تحتاج لصبر وأناة لكي تفهم وهذا الأمر أعجزني
لطالما أحببتُ البساطة في النصوص وهذا النص افتقدها كلية .. حقيقة لستُ صديقة اللغة التراثية ووجدتها في الحقيقة ثقيلة على نفسي وكثيرة جدا

كانت فوق احتمالي
Profile Image for حبيبة .
300 reviews138 followers
June 6, 2024
2.5 �
"لكن ما أدراه؟؟ ربما تتنصت الجدران، ربما يرقبه أحد، يقرأ ما تنطقه شفتاه بدون الحاجة إلى سماع حسه، يعلم بوجود هؤلاء البصاصين، ألم يقل مقدم البصاصين: لدينا طرق لا تخطر على بال إنس أو جن نعرف بها الحقيقة، حتى لو همس بها المرء وراء جبل؟"

"مهمة البصاص - بلا لف أو دوران - إقامة العدل بين الناس، ولكن بأسلوب لا يتقبله الناس، وحيث أن كل أمر في الدنيا لا يتفق عليه اثنان، ما نراه نحن عدلًا يراه الآخرون ظلمًا وجرمًا."

"جئنا إلى الدنيا وسنمضي عنها فنحن لسنا بمعمرين وسنترك آخرين يأملون في قدوم الأيام السعيدة. يا سعيد لماذا نخدع أرواحنا؟ لماذا نصدم رءوسنا بالصخر؟ يا سعيد إنما نأتي شيئًا إمرًا. عطن الدنيا أبدي. عبث الجان بالخلق لا ينتهي. الظلم كنيران المجوس لا ينطفىء."
Profile Image for بسام عبد العزيز.
974 reviews1,351 followers
March 15, 2014
لن أكتب مراجعة.. و لكن سأحكي قصة شخصية..

كنت في العاشرة تقريبا عنما عرض مسلسل الزيني بركات لأول مرة ..
كان هذا في رمضان.. لم تكن طفرة القنوات الفضائية قد ظهرت بعد و كنت لا أزال حبيس القنوات الأرضية و التليفزيون المصري..
بسبب مدرستي كنت أضطر للنوم مبكرا.. و لكنني لم أكن أستطيع تفويت حلقة واحدة من المسلسل فكنت أستيقظ قبل الفجر و أتناول السحور وأشاهد المسلسل.. أحيانا كنت أستيقظ لأشاهد المسلسل ثم أنام مرة أخرى .. فقد كان المسلسل أهم عندي السحور!
و في الأيام التي كنت أنام فيها و لا أستيقظ فكنت أثور بشدة في الصباح في مواجهة عائلتي لأن أحدا لم يوقظني !.. فلم تكن هناك وسيلة لمشاهدة الحلقة كإعادة وقتئذ.. لا انترنت و لا خمسمئة قناة فضائية ولا أي شئ.. إما ان تشاهد الحلقة أو تطلب ممن شاهدها ان يحكيها لك..
كنت أضطر للذهاب لمدرستي في الصباح و أنا في نصف وعيي بسبب عدم حصولي على ما يكفي من نوم...

كنت مسحورا بشخصية الزيني بركات و التي كان يمثلها الفنان أحمد بدير.. الممثل الكوميدي الذي وجدته يمثل شخصية جادة لرجل لئيم مخادع..
كنت أنفعل بالصراع بينه و بين الشهاب الأعظم الذي كان يمثله الفنان نبيل الحلفاوي..
تعاطفت مع حنان ترك في دور الجارية وسيلة ...
وكرهت عبد الله محمود في دور الأزهري البصاص الخائن...

و الآن بعد ما يقارب من العشرين عاما أجدني أتذكر هذا و أٌقول.. "بالفعل الأمر كان يستحق!" :)

Profile Image for محمد.
Author1 book401 followers
November 25, 2008
منذ فترة كنت كلما ذهبت إلي دار الشروق كنت أتصفح قصص جمال الغيطاني سريعاً لأجد أن بها شيئاً منفراً لا أعرف ما هو. ذات مرة عرفت ما هو هذا الشيء : أنها لا يوجد بها حوار.

في كتابه "عن الكتابة" تحدث ستيفن كينج عن أن الأديب يجب أن يكون شخص يخالط الناس بمختلف طبقاتهم ليجيد كتابة حوار يتناسب مع كل شخصية. إن كان الأديب إنطوائياً فإنه إما أن يكتب حواراً ركيكاً أو لا يكتب حوار من الأساس. بدلاً من أن يكتب : قال له "إذهب إلي فلان" يكتب "أمره بأن يذهب إلي فلان". هذا يعفيه من محاولة تغيير الحوار علي حسب كل شخصية في القصة و بناءها و ثقافتها.

أشهر مثال علي ذلك لافكرافت أديب الرعب الشهير. كان شخصاً إنطوائياً و بالتالي فإن أضخم كتبه لا يضم سوي بضعة سطور قليلة من الحوار. لا يمكنك أن تقول أن لافكرفت ليس أديباً، فقط هو يفتقر لشيء كان سيمثل إضافة لكتاباته.

نفس الشيء لاحظته في كتابات الغيطاني من تصفحي السريع لها و هو ما نفرني منها في البداية، و هي ملاحظة تأكدت لدي بعض قرائتي للقصة. لا أعرف شيئاً عن شخصية الغيطاني و لكن في كتاباته شيء يميز الكتاب الإنطوائيين عموماً و هو شيء كان من الأفضل لو أضيف للجوانب الإيجابية في قصصه.

القصة عموماً ترسم جواً كابوسياً عن البصاصين في مصر في أواخر عصر المماليك شبيه بجو رواية 1984 لأورويل حيث هناك من يعرف عنك كل شيء حتي أفكارك التي لا تصارح بها إلا نفسك. لا اعرف ما مدي الدقة التاريخية في الكتابات لأني لا أملك معرفة عميقة بهذه الفترة من تاريخ مصر و لكن تصوير القصة لهذا الجو مسلي جداً، يظهر عالم إنتشر فيه تجسس الناس علي بعضهم البعض، و تظهر فيه الكثير من الاعيب السياسة و التلاعب بكل شيء (المال، الدين، الخ) للوصول للسلطة و هي أشياء متكررة عبر الزمان و المكان.

يعيب القصة بالإضافة لعدم وجود حوار أن بها بعض الألفاظ و المشاهد الجنسية و التصوير المغلوط لطلبة العلم في الأزهر و المتدينين عموماً، حيث حصرهم الكتاب في عدة شخصيات إما تسير في إطار من الدروشة أو لا تلتزم بأساسيات دينية.
Profile Image for Rola.
Author18 books1,330 followers
February 6, 2012
عجيبة هى كيف تعيد الأيام نفسها

أمتعتنى " الزينى بركات" و تأخرت فى كتابة رأيى الغير مفصل ها هنا لأنى أنهيتها فى وقت لم يكن الانترنت متاحا لدى لإفراد رأيى فيها
و اليوم و أنا أتصفح الموقع وقعت عينى على الغلاف فعادت بى إلى الوراء

بالطبع هى مصنفة كرواية
و لكنها غريبة على النمط العام للروايات
مناورات هى على الورق بين كبير البصاصين زكريا بن راضى
و المحتسب الزينى بركات بن موسي
و لكل مآربه و لكل طريقته فى الوصول
احترت فى أفعال الزينى
هل كان طيبا بحق فى البداية
هل بدأ بخير كان حقا بداخله ثم أعماه المنصب و غرًه الجاه فتحول ؟

أم كانت فى الأصل مجرد حيلة مكيرة منه لكسب أفراد الشعب و استثمارا لحبهم الذى وصل حد وضعه بمصاف الأولياء ؟

بديعة هى الرواية
و تحتاج إلى ذهن صاح و حب للأدب
فالأسلوب يخلو تقريبا من حوار
و يمتلئ أحيانا بسجع أو نثر مسجوع
و كأنها كتبت بلغة أهل هذا الزمان

فقط ساءنى جدا بضع علامات ترقيم ليست فى محلها و أخطاء طباعية رغم أن النسخة صادرة عن دار نشر لها سمعتها
كالشروق
Profile Image for Tasneem Ali.
77 reviews69 followers
November 26, 2012
ربما النسخة التى قرأتها لا يمتلكها فى مصر غيرى . ربما انتهى الحال بالنسخ الباقية من تلك الطبعه فى احدى المحلات او على الرصيف أو فى مكتبة قديمة لرجل فارق الحياة . نسخة 85 الصادرة عن دار المستقبل العربى متهالكة الأوراق . الا أنها تقديم رضوى عاشور و د. فيصل دراج وهذا ما يميزها

قرر السلطان أن يتولى بركات بن موسى نظارة الحسبة الشريفة للقاهرة و الوجه
القبلي ، حيث سيكون مسئولا عن أحوال السكان المدنية و الدينية –كمراقب� الأسعار و النظر في المكاييل و الموازين ، و معرفة ما يتردد على أفواه الناس ، و التصدي للأمر بالمعروف و النهى عن المنكر � ، كما أنعم السلطان عليه بلقب الزينى يقرن باسمه بقية عمره .

و لكن الزينى ذهب للسلطان متضرعا و باكيا راجيا إعفاءه من هذه المسؤولية الجسيمة فهو عبد فقير لا يطيق الوصاية على إنسان يريد انقضاء عمره في أمن و سلام ، و لن يستطيع أن ينام ليله لو كان هناك مسلم مظلوم في مكان ما سيحاسب عنه يوم القيامة و هو لا يعلم به .


.سمع الناس برفض بركات للمنصب و تعجبوا، ثم بدأ تعلقهم به ، و انتشر لغط عظيم بين الحارات و الأزقة و أروقة الأزهر ، بين مشايخ الحرف و الأعيان و أصحاب الحرف ، و تحركت جماهير الناس � كأن يد خفية تنسق تحركها � و طلبت من شيوخ الأزهر الضغط على بركات بن موسى بقبول هدا المنصب و أنهم لايرضون عنه بديلا ، و عندما توجه بركات إلى السلطان مرة أخره متذللا و قابلا تولى مسؤولية الحسبة الشريفة إرضاء لجماهير الشعب ، تنفس الناس الصعداء و أملوا بداية عهد مجيد كله عدل و رخاء ،

و أعطى توجيهاته لكبير البصاصين بأن يبدأ في فتح ملف لكل شخص في السلطنة منذ ولادته و أن يعطى رقما خاصا و أن يعرف عنه كل شي من ميلاده إلى ساعة وفاته ، و هذا يشمل معرفة ميوله و أهواءه و مكامن الخطر فيه و نقاط ضعفه ، فالأوقات صعبة و الأعداء � أي بني عثمان � يتربصون بمصر و هم ينتظرون الوقت الملائم للانقضاض عليها .

.
يحدث هذا في مصر � أم الدنيا � في وقت كان التاريخ يكتب فيه صفحات جديدة من تاريخ المشرق ، حيث كانت دولة المماليك في مصر و دولة بني عثمان في شروق نجم مجدها .

فى الزينى بركات نضع أيدينا على تداخل عجيب بين الأزمنة ، و كأنه يحدثنا بإحداث الحاضر بلغة الماضي ، و تقول في نفسك � نعم � لعل هناك أزمنة أكثر رداءة من هذا الزمن العربي الردى الذي نعيش و الذي نسمى فيه صورة طفلة بريئة في السابعة من عمرها تبيع � السمسمية � على رصيف شارع الثورة بدمشق بينما تحاول أن تؤدى فروضها المدرسية ، بعنوان العلم و العمل ، بدلا من القهر و الظلم .


الرواية عالجت القهر والخوف و أسبابهم والجماعات المندسة التى عاشت بين المصريين كـ "بصاصين " قديماً وتعيش بيننا كـ مخبرين . امن . أمن دولة أياكانت التسميات فالقمع واحد والخوف واحد حتى أساليب التعذيب لم تختلف كثيراً وسجون القلعة مازالت قائمة عفيّة . قادرة على استقبال زوارها و مازالت الأيدى الخفية تلعب بمستقبل هذا الشعب وتتحكم فى أخص خصوصياته . تعلم جيدا ما يفرح كل فرد وما يحزنه وتقرر أنه قد آن له أن يفرح أو غيره .

مصر المملوكية هى مصر العثمانية هى مصر الجمهورية
Profile Image for حازم.
Author3 books609 followers
May 4, 2011
أخيراً قرأت عملاً للغيطاني أبهرني، وخرجت منه بقيمة منشودة. العمل رغم عشرات الأخطاء الإملائية والنحوية (الهمزات)، والتي أظنها جاءت من الدار، لكنني استمتعت به كما لم أفعل منذ السائرون نياماً لسعد مكاوي.
تاريخ المماليك ثري للغاية روائياً، وهذه الرواية تخوض في مجتمع البصاصين، أو فيما يُعرف بأمن الدولة حالياً، الغريب أنه قد ساق بعض الأساليب التي استخدمها البصاصون منذ قرون، ويبدو أن أحفادهم اليوم يسيرون على نفس الدرب، وحمداً لله أن الثورة قد أنهت عصر البصاصين.
الزيني بركات هو شخص ساحر، استطاع أن يُبهر عدوه قبل صديقه بذكائه الخارق وفطنته الحاضرة دائماً.. لا أريد الحديث عنه أكثر حتى لا أحرق شيئاً، لكن شخصيات الرواية كلها جاءت بديعة، حيث زكريا وعمرو وسعيد والشيخ أبو السعود والشيخ ريحان وابنته سماح..
علاقة السلطان بالعوام شغلت حيزاً هاماً في الرواية. وتقلّب الأحوال في مصر في تلك الحقبة من زمان يجعلك الغيطاني تعيش بها بكل جوارحك.. والأسلوب كان متماسكاً، بليغاً، نافذاً
ستفطن عقب الانتهاء من الرواية أن التلوّن هو أهم ميزة يتميّز بها من يتمسّك بكرسي السلطنة.
مما زاد في متعتي بالقراءة أنني لم أشاهد المسلسل، كالعادة فأنا لست تليفزيونياً على الإطلاق.
:)
Profile Image for Tamer Fathe.
118 reviews61 followers
December 4, 2019
طارد خيال الغيطاني في الستينيات، شبح المخبر البصاص، الذي اشتهرت به تلك الفترة من القرن الماضي في مصر
ظل الغيطاني هكذا إلى أن تحققت مخاوفه بوشاية حقيقية ألقت به في غياهب السجون، يشاهد بأم عينيه أفعال التعذيب، فعاد إلى كتاب ابن إياس، ليجد من قصة الزيني وخصمه الشهاب الأعظم، زكريا بن موسى، تاريخاً يعيد نفسه، بعد خروجه شكل رواية، أسقطها على واقعه المرير

ان حال الشخصيات لا يتغير باختلاف الزمان

ما الزمان الا امتداد هذه الأيام الثقيلة النائبة , ظل لزج لايروح ابدا ,الخير مسكوب والشر باغ والعهر طاغ

الزيني بركات
إنه رمز السلطة القمعية و الإرهاب السياسي و العنف والطغيان و الاستبداد والتضحية بالشعب من أجل خدمة السلطة والمصالح الشخصية

الزيني لقب أطلقه السلطان على موسى بن بركات ليصاحبه مدى حياته دلالة على ورعه و تقواه و تفانيه في خدمة السلطان و امتناعه عن تولية الحسبة إلا بتدخل علي بن أبي الجود باعتباره شيخا عارفا بالأصول و الفروع يمثل السلطة الدينية و الصوفية . و تعتبر تزكية علي بن أبي الجود شهادة كبرى في حق تعيين موسى بن بركات واليا للحسبة على القاهرة. و مع ذلك نجد أن هذا الامتناع الوهمي الذي شاع بين الناس يغطي حقيقة جوهرية و هي أن الزيني بركات اشترى هذا المنصب بثلاثة آلاف دينار رشوة بعد أن تدخل له أحد الأمراء عند السلطان . وبالتالي ، فكل أعماله الدالة في الظاهر على الخير كتعليق الفوانيس وتسعير البضائع ، والضرب على يد المحتكرين والوسطاء و إزالة الضرائب و تثبيت الاستقرار و الأمن �. و التي تزين صورته بين الخلق حتى اعتبر شخصية أسطورية خارقة مثالية ، انقلبت إلى الشر و الظلم و ايذاء الرعية و تخريب بيوت الأبرياء و تعذيب الفلاحين و نشر الرعب و الخوف بين الناس بجهازه الخطير في البصاصة و قمع المثقفين (سعيد الجهيني) والتنكيل بالمظلومين بدون قضاء ولا محاسبة .

في هذه الرواية وصف بديع عن الظلم كتبه جمال الغيطاني في عبارة قال فيها
"الظلم كنيران المجوس لا ينطفئ"

يقول الشهاب الأعظم زكريا . يجب ان تكون الخطوة التى يعبر فيها الانسان عتبة أبوابنا حدا فاصلا بين عهدين. عندهم ينقسم العمر الواحد قسمين
بحيث يخرج الانسان من هنا يحمل نفس الاسم لكنه فى حقيقة الأمر شخص اخر .
Profile Image for AhmEd MokhtAr.
160 reviews
February 10, 2020
قراءة ثانية بعد مشاهدة العمل الدرامي المقتبس من الرواية.

قراءة ازالت بعض الغموض الذي واجهته في القراءة الأولى بفضل مشاهدة المسلسل الذي قاما ببطولته الفنان أحمد بدير ونبيل الحلفاوي وجسدا دوريهما ببراعة شديدة

شخصيتا (الزيني بركات بن موسى) و (زكريا بن راضي) سيظلا عالقان في ذاكرتي لمدة ليست بقصيرة من الزمن.

كان داهية في صورة إنسان، وذئبا مسعورا يحمل رأس بشر، جشعا، فاسدا، لكن الأخطر من ذلك كله أنه كان جاسوسا عثمانيا مهد لغزو مصر.

"جمع الناس، وتحدث عن كل شيء: عن حقيقة الأخبار، الغدر الذي يطل من ابن عثمان، قال فيما قال إنه موقن من تحركه ليأخذ مصر، لكن السلطان وفرسان الإسلام خرجوا لصده".


لعل أسوأ ما يمكن أن يواجهه المجتمع من شخصيات أولئك الذين يبدون طيبين زاهدين، يشعّ من جباههم خشوع آسر، بينما تقبع في دواخلهم شرور كامنة سرعان ما تعلن عن نفسها بمجرد وصولهم إلى السلطة، لكنّ الأخطر من هؤلاء؛ الشرير الذي إن حقق هدفه، وبلغ مراده، وهيمن وسيطر، اقترف كلّ الموبقات، ومع ذلك يحسبه الناس زاهداً ورعاً، يعمل لصالحهم، ويظلّ محتفظاً بهذه الصورة حتى موته!

تدور أحداث الرواية في القاهرة المملوكية، في زمن يعاني فيه الشعب المصري ويحوم حوله المصير المهول من شدة الظلم.

تنبني الرواية على تعدد الأصوات، ويروي أحداثها ثلاثة أشخاص هم الرحالة الإيطالي فياسكونتي جانتي، الكاتب، وزكريا بن راضي.

وتبدأ بالجملة التالية:
"تضطرب أحوال الديار المصرية هذه الأيام، وجه القاهرة غريب عني ليس ما عرفته في رحلاتي السابقة، أحاديث الناس تغيرت، أعرف لغة البلاد ولهجاتها، أرى وجه المدينة مريض يوشك على البكاء، امرأة مذعورة تخشى اغتصابها آخر الليل حتى السماء نحيلة زرقاء، صفاؤها به كدر، مغطاة بضباب قادم من بلاد بعيدة".


تنداخل الأزمنة في رواية "الزيني بركات" بشكل مثير وعجيب. تبدأ بالهزيمة، وتنهي بهزيمة أخرى.

صحيح أنها رواية عن آخر أيام المماليك في مصر، لكنها في الوقت نفسه رواية عن مصر الحديثة، فالفصل بين الماضي والحاضر يصبح ضرب من الخيال.

جسدت رواية "الزيني بركات" عصر محن وفتن عاشها بر مصر المملوكية متعدد الطوائف والأجناس ،ومن خلال بطل الرواية "الزيني بركات" يقدم "الغيطاني" في سرد تاريخياً وتراثياً وتخيلياً نماذج مرعبة من الإستبداد وإضطراب أحوال الإنسان والمجتمع.

كان الزيني واليًا للقاهرة، وامتاز بالعفة والأمانة والنشاط والحماسة وعدم محاباة من لديهم مصالح شخصية، لذلك اطلق عليه السلطان لقب "الزيني"، ولكن من أجل ان يحافظ الزيني على ولايته ويدير شئون الولاية بشكل حازم ويتابع كل شخص على حدة ويمنع السرقات ونهب التجار، كان لابد ان يعرف ما يدور بداخل كل البيوت وفي كل الشئون، وهنا تبدأ أحداث الرواية حول كبير البصاصين الذي لعب دوره باتقان وكان "عصفورة" الوالي وعينه التي يرى بها كما لوكان لديه بلورةً سحرية.

وكان دور كبير البصاصين يشبه أجهزة المخابرات حاليًا وكان هو الآخر لديه من يجنده ليرصد جميع الأحداث دون أن تفوته إحداهما، وكان كبير البصاصين يبث الاشاعات والفتن بين طوائف الشعب لخدمة مصالح الوالي والسلطان.

ولكن سرعان ما تتحول شخصية الزيني بركات "الحمل الوديع" إلى رجل قاسي يعذب مساجينه بل ويسجن البعض إفتراء من اجل مصالحه الشخصية، الأمر الذي وصل به إلى قطع رؤس ثلاث فلاحين وتعليقهم على بوابة السجن.

وكان الزيني بركات قد كون تحالف مع زكريا بن راضي كبير البصاصين، للبص على الناس وتحديد نظام دقيق لمعرفة خبايهم ومصادر أموالهم، ووصل به الأمر إلى انه حصر الشعب في عدة قوائم، وكان يعقد اجتماع بصفة دورية يجمع فيه كبار البصاصين ومندوبينه في الولاية مع كبار البصاصين في الولايات والممالك والإمبراطوريات الاخرى لتناوب الخبرات في البص والتجسس.

”بالنسب� للعامة فهؤلاء قطيع يتجه كيفما توجهه, إنه بحر زاخر طوع الريح, وحشٌ بلا عقل تسوِّسه فيُطيعك, و الأعمار في هذه الفئة لا قيمة لها, فكلما ضاقت سُبُل العيش, كلما قلت قيمة الحياة, و ذهب عناء الحِرص عليها, و من هنا فلا بأس من اختفاء بعضهم من حينٍ إلى آخر, بطريقة لا يعرفها أحَد و هذا يُرهِب الباقين.�


”الدر� العظيم المستفاد من التواريخ، أنه في حالات اندلاع الفتنة فلابد من حياد البصاص. البصاص يعمل للعدل وحده، ورمز العدل هو كرسي السلطنة، كرسي السلطنة ذاته.�

رصدت الرواية بطولات القائد المصري، وسجلت كراهية الأتراك له وانتقامهم منه
"اللهاث يشتد وراء طومان باي سلطان البلاد المختفي، خاصة بعد ظهوره المفاجئ في جامع شيخون، والتفاف الخلق حوله، ثم هجومه على ابن عثمان في بولاق، سمعت أنه بمجرد ظهوره في أي مكان يلتف حوله القوم وكأنهم يعرفون ميعاده".

أثارت حرب العصابات المصرية رعب الأتراك، فتحاشوا السير في الحارات والأزقة، إلا أن الخيانة أسقطت قائد المقاومة في أيديهم ليتم إعدامه، ليبدأ الاحتلال العثماني لمصر، والذي استمر ثلاثة قرون عانت فيها البلاد من الظلم والفساد.

وفي تلك الفوضى، أنقذ العثمانيون المحتسب الهارب، بعد أن انضم إلى رجال خاير بك، وأعادوه ليقبض مكافأته عن نشر اليأس والإحباط بين المصريين، محتسبا جديدا على القاهرة، ليبدأ عهد من الاحتلال "ملئ بالقتل والسلب وتعيين الفاسدين في الوظائف..صار العادل فيه طريدا، والخير شريدا.
"عيناه خلقتا لتنفذا في ضباب البلاد الشمالية، في ظلامها المطبق، لا يرى الوجه والملامح، إنما ينفذ إلى قاع الجمجمة، إلى ضلوع الصدر، يكشف المخبأ من الآمال، حقيقةالمشاعر، في ملامحه ذكاء براق، إغماضة عينيه فيها رقة وطيبة تدني الروح منه، في نفس الوقت تبعث الرهبة"
هكذا وصف رحالة إيطالي زار القاهرة الزيني بركات.
Profile Image for Qahtan Aljazrawi.
421 reviews38 followers
September 7, 2017
الزيني بركات

رواية تاريخية مملوكية للأديب المصري جمال الغيطاني ، الصورية و الرمزية في هذا الرواية ابرز معالمها ، كتبها الغيطاني بلغة سردية نثرية سجعية بالغة الجمال ، تحاكي حقبة زمنية تاريخية غابرة ايّام المماليك و اندحارهم على يد جيش ابن عثمان التركي في معركة مرج دابق قرب حلب السورية .
صورية الغيطاني تشبه الماضي بالحاضر ، تشبه المماليك بالنظام المصري الحاكم ، تشبه نكسة مصر في عصر جمال عبدالناصر ١٩٦٧ بانكسار المماليك في معركة مرج دابق و اندحارهم على يد العثمانيين .

ابداع الكاتب ملموس و منظور من خلال اختياره الأنيق للألفاظ و المعاني ، حيث يجبرك الكاتب من خلال روايته على معايشة الزمن المملوكي بكل حذافيره و كامل تفاصيله . و اجاد في رسم شخصية الزيني بركات و هو محور الرواية دون التطرق اليه مباشره ، رسم شخصية محورية عن طريق شخصيات ثانوية هو بحق قمة في التفنن و الإبداع .

المبارزة في فن الدهاء ما بين الزيني بركات والي الحسبة و بين الشهاب الأعظم زكريا بن راضي كبير البصاصين هو من المواضيع الجديرة بالذكر و الملاحظة ، منصب الحسبة و التي توازي وزارة الداخلية في الوقت الراهن ، و كبير البصاصين الذي يمثل مدير المخابرات ، المراد من ايراد المنصبين هو التصارع على السلطة و بسط النفوذ .

صراع النفوذ ما بين اجهزة الدولة بمفهومها الحديث حاضر في الرواية ما بين الزيني و ابن راضي ، و الكيدية التي بكيدها كل واحد منهم للاخر في سبيل بسط النفوذ و محاولة انتزاع قدر اكبر من السلطة و تعزيز المكانة عند السلطان .
الزيني بركات خبير في تحريك عاطفة الجماهير و تأجيجها و يمارس الزهد و التقوى ظاهرياً و يكيد الدهاء و مكامن الدسائس داخلياً . الزيني تفنن في ابتكار و سائل التعذيب و طبقها على المحتسب الذي سبقه علي بن جويد الذي جرد من منصبة لكثرة فساده و ظلمه.

أنتج مسلسل تلفزيوني يقتبس نفس الاسم ( الزيني بركات ) بطولة احمد بدير بدور الزيني بركات و نبيل الحلفاوي بدور زكريا بن راضي و اخراج يحيى العلوي مخرج مسلسل رافات الهجان ، طول المسلسل ٢١ و اصدر عام ١٩٩٥.
Profile Image for Yousra .
721 reviews1,358 followers
August 10, 2012
رواية لكل الأزمنة ... لكن نسخة دار الشروق كانت مقيتة مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية ومتجاهلة لعلامات الترقيم في كثير من المواضع...كرهت دار نشر الشروق حينها كرها شديدا حيث أعاقت سلاسة القراءة مع أني قارئة سريعة وجيدة
Profile Image for Maria.
352 reviews
July 1, 2022
على النقيض مع كل قراء الجودريدز تقريبا الذين قرأوا و استمتعوا بهذة الرواية ، لم أحبها
ربما كانت ستعجبنى لو كان أسلوب السرد مختلف
Profile Image for Ahmed Moghazy.
121 reviews52 followers
August 12, 2022
رواية عبقرية تشي بموهبة متفجرة لكاتبها الشاب -آنذاك- جمال الغيطاني، الذي كتب هذه التحفة الأدبية وهو في الخامسة والعشرين من عمره -عام 1970- ��ا يدفع للتساؤل كيف لم يصبح صاحبها أحد عمالقة الأدب العربي رغم بدايته الكبيرة جدا؟!

إستيعاب تام للتاريخ، لغة شديدة التميز، نسج خيوط الحكاية ببراعة واقتدار، رسم بديع للشخصيات بأدق تفاصيلها وأفكارها وتحولاتها؛ وخاصة: زكريا كبير البصاصين والشيخ ريحان وسعيد الجهيني وعمرو بن العدوى، وإن كان من مآخذي القليلة على الرواية أن شخصية الزيني بركات رغم محوريتها لم تحظ بنفس هذه العناية والتفصيل، فكانت صورته عبارة عن مجموع آراء الآخرين فيه مع اختلاف الزاوية التي ينظر بها كل منهم، وهو أسلوب جيد وإن كان يعيبه عدم التعمق في نفسية الزيني بشكل كافي.

إسقاط على الحاضر -الذي لازال حاضرا! - دون أي افتعال أو إبتذال، تكثيف للأحداث جعل الرواية تخلو من ذرة ملل واحدة -هذه الرواية كان من الممكن مضاعفة عدد صفحاتها دون أي مط- وأوضح مثال على ذلك المشهد الخاص باكتشاف زكريا بن راضي لخيانة الجارية وسيلة وانتقامه منها وتأثيره عليه، هذا المشهد الذي لخصه الغيطاني في أقل من صفحة كان يمكن إفراد فصل كامل له دون أي مبالغة، والغريب أن الغيطاني نجح في توصيل مشاعر الخيانة والألم والإنتقام والوحشية والندم في هذه النصف صفحة بمنتهى التمكن والاقتدار.

أكثر ما أعجبني:
الوصف الممتاز لشخصية زكريا بن راضي كبير البصاصين وطريقة تفكيره ونظر��اته الشيطانية وتفننه في وسائل التعذيب المبتكرة، وأساليبه الجهنمية في السيطرة على العامة وتوجيههم حيث يشاء-كما في واقعة الفوانيس مثلا- وعلى الأمراء من خلال إشعال الفتن بينهم لتبقى السلطة مركزة في يده.
وصف دهاء الزيني وكيف احتال على الجميع حتى أقنعهم بزهده وورعه وكيفية سحبه للنفوذ من زكريا والألاعيب السياسية على أعلى مستوى بينهم.
وصف نفسية الطالب الأزهري البصاص عمرو بن العدوى وصراعات الداخلية ومبرراته لمهمته الدنيئة.
وصف شخصية الشيخ ريحان وتمحكه في السلطة وإنسحاقه أمامها.

ويأتي ثاني أفضل وصف لشخصية في الرواية -بعد زكريا بن راضي- من نصيب سعيد الجهيني، الطالب الأزهري النقي تلميذ الشيخ ريحان المخدوع فيه والمعذب بحب إبنته سماح في صمت، المتعشم خيرا في الزيني قبل أن يكتشف حقيقته تدريجيا بفطرته السوية، الذي ترى فيه دولة البصاصين تهديدا لها فتعمل على تحطيمه بكل السبل، لنشهد إستسلامه المرير لها بعد مقاومة مستميتة ذكرتني بنهاية ونستون في رائعة أورويل 1984.

ويبقى مأخذي الرئيسي على هذه الرواية البديعة هو نهايتها المبتسرة التي أرى أن الغيطاني لم يعطها حقها للأسف، وخاصة ما يتعلق بنهاية الزيني الغامضة.
تقييمي المضبوط للرواية هو أربع نجوم ونصف، ولولا المآخذ القليلة التي ذكرتها لاستحقت الخمس نجوم بجدارة.
Profile Image for إسراء مقيدم.
120 reviews1,467 followers
August 21, 2011
حسناً..أنهيت الرواية
لا جدال انها من امتع ما قرأت على الاطلاق من حيث الحبكة والاحداث..خاصة النهاية
من حيث الابعاد السياسية : قمة الابداع ان تجد ادلة ثابتة عن ابدية نظام امن الدولة منذ مايقارب 500 عام او اكثر
والاروع ان تكتشف انه حتى الابدى قد زال بعد احداث الثورة
أما من حيث اسلوب الصياغة والسرد..فتلك رواية أخرى!
فاجئنى فى اول الامر اسلوب الغيطانى من حيث الجمود...اعنى بذلك قلة الحوار بين الشخصيات او لعلك تقول ندرته,غياب علامات الترقيم ,اعتماده فى السرد على الجمل المنفصلة دون اللجوء الى حروف العطف او الجر مما ادى لافتقار النص اليها

_لا اعرف افتقار النص لعلامات الترقيم وحروف الجر والعطف هو خطأ طباعة من دار النشر ام خطأ من الغيطانى ذانه! _

على كلِ كان لهذا جل الاثر فى تقييمى للرواية من حيث بلبلة الفكر وشعورى بخطأ ما..كما لو كنت اعيد ربط خيوط الرواية كلما طالعتها!
فتارة اجدنى فى كوم الجارح وتارة اجدنى مع زكريا بن راضى وكراهيته المبررة لبركات بن موسى
وتارة اجدنى قد ضللت مع سعيد الجهينى فى ملكوت "سماح"؛كل هذا مقبول ومستساغ ..ولكن ربط جميع الاحداث وتجميع الخيوط معا كان عسير نوعا ما ..

_ثانيا :قلة الحوار بين شخصيات الرواية
جميع احداث الرواية سُردت على لسان مجهول ;ومن ثم؛ لا يمكنك ان تجد حوار مكتوب يدور بين بركات بن موسى وزكريا بن راضى ..الا فيما ندر
مما جعلنى اتمنى لو كنت قرأت القليل مما ذُكر على لسان بركات بلسانه نفسه..وذلك كى اعرف..هل هو حقا حرباة متلونة منذ البدىء ؟ ام ان الكرسى انقلب كالعادة على صاحبه!
لغز يحتاج لتفسير بالنسبة لى!
(يغفر هذا ان الرواية عبارة عن سراديق مكتوبة ومحفوظة فى ديوان السر ولذا ؛فمن العسير نوعا ان تجد حوار قائم بين الاشخاص فى سرادق معنىُ بالمهم دون الترهات )

بقى امر اخير
أين انا من الرواية؟؟
لنرى..تمنيت ان اقابل الزينى ولم اقابله بين الصفحات
أُفاجأ دوما باحداث غير متوقعة
اتوه واضل بين الاحداث ثم لا البث ان اجد الطريق مرة اخرى
ان كان هناك شخص ما يمثلنى فى تلك الرواية فهو بلا ادنى شك الرحالة البندقى فياسكونتى جانتى الذى مر بمصرفى تلك الحقبة وكان شاهدا على كل شىء دون ان يشهد اى شىء.

كان هذا تقييمى للرواية من حيث الاحداث والصياغة ؛اما ان اُكون هذا الرأى عن اقتناع ثم اطالع اراء القراء لاجد النقيض تماما واجد مديح من الغالبية فى صياغة الرواية واسلوب سردها .
اذن هما اثنان لا ثالث لهما
اما ان الغيطانى فعلا تفوق على نجيب محفوظ أبو الرواية بل وتفوق على نفسه ايضا ..وانا لا افقه شىء
او انى قد قرأت رواية اخرى غير تلك التى قرأتموها ايها القوم :D
Profile Image for أشرف فقيه.
Author11 books1,726 followers
October 1, 2023
أعدتُ قراءة هذه الرواية بعد أكثر من عشرين عاماً من قراءتي الأولى، وبعد أكثر من خمسين عاماً من زمن تأليفها، وقد رسخ في وجداني الآن أنها من أعظم ما كُتب في الأدب العربي الحديث.
هذا الرأي المتطرف مبني على أكثر من عنصر روعة:
أولاً، فالطريقة التي أعاد بها جمال الغيطاني رحمه الله تخليق البيئة القاهرية في القرن السادس عشر أصيلة ونموذجية في فنيّتها، وتعد مثالاً لكل من يطرق مجال الرواية التاريخية. فمن ناحية الأصالة اللغوية، توظيف المفردات، استجلاب عناصر الزمان والمكان، والأهم من ذلك تكوين الشخصيات، كل ذلك خلق عالماً مكاملاً يحملك حملاً إلى ذلك العالم، بدون ابتذال ولا تكلف ولا خروج عن السياق.
ثانياً، إسقاط الحبكة التأريخية على الزمن المعاصر، والغوص في أقبية الدولة البوليسية بمفردات زمن المماليك، كل ذلك صنع حياة موازية تحتوي القارئ تماماً،تجعله معنياً بمعاناة الشخوص التخيلية، دامجاً ظرفه وهمه الذاتي بالأحداث المتصاعدة.
ثالثاً، ومجدداً، الشخصيات. إن هذا التنقيب البديع في نفسيات وعقليات «البصّاصين»؛ مخبري وجواسيس الزمن الماضي، مع إبقاء خيط السرد مشدوداً دوماً بين زكريا بن راضي، والزيني بركات، وسعيد الجهيني، بين أهالي القاهرة وفلاحي الصعيد ومجاوري الأزهر وأمراء المماليك وعسكر العثمانلي، كله تم سبكه في قالب حيّ بالغ التكامل.
رابعاً، فتح جمال الغيطاني بعمله ذاك الباب أمام نمط فريد في السرد، حاول الكثيرون تقليده بدون بالغ توفيق، يستحضر التراث خامة حية للحاضر، ويجعل اليوم امتداداً أصيلاً للأمس، ويقيم الإنسان ابن بيئته عنصراً متجدداً في المروية البشرية القابلة لإعادة الاستعادة والتخلق حتى في زمن الإنترنت، وإن اختلفت المرجعيات والهويات.
بعد خمسين عام من نشر الرواية، وسنوات من رحيل الغيطاني، سنستوعب أن الزيني بركات حيّ وموجود، منذ ظهوره المفترض في القرن السادس وعشر، وقبل ذلك. إنه بارع جداً في تغيير وجهه واسمه. وملم جداً بتفاصيل حياتك. إنه روح كل بصّاص، ظلك الذي لا يزول حتى بالليل. «الأخ الأكبر» كما سمّاه أورويل، وكما أخبرنا الغيطاني.
Profile Image for نوري.
870 reviews329 followers
February 5, 2017

إنه ما من إنسان في الدنيا يستعصي على البصاص المكين. لنمسك ظروف كل إنسان وحياته. وننفذ من خلالها إلى ما يمكننا من تطويع وتليين جامد فكره.
------------------------------
إستطاع الغيطاني بلغة قوية وحبكة متقنة نقل أحداث تاريخية حقيقية تبلغ من العمر فوق الخمسمائة عام نقلا عن مخطوطة المؤرخ المصري إبن إياس، وتحويلها إلى عمل روائي بإضافة بعض الحبكات لتعطينا صورة مبسطة عن هذا العصر وتشابهه مع تلك الفترة التي كتبت بها الرواية عقب هزيمة 67، وهي رسالة تحمل في باطنها أن الهزيمة الفعلية ليست هزيمة الحرب وإنما الهزيمة كانت واقعة بالفعل وما الحرب إلا ذلك القلم الذي سطر النهاية.
Profile Image for Mohammed Fathi Hozain.
226 reviews38 followers
December 14, 2020
لم اكن اعرف جمال الغيطاني , كنت اسمع عنه الكثير لكني لم اتجرأ واقرأ ما كتب , روايه الزيني بركات كنت اضعها على القائمه واوجل فيخا مره بعد الاخرى الى ان اخذت قرار بقراءتها .
الروايه مدهشه بحق رائعه , لم اتوقع ابدا ان تكون بهذا المستوى العالى , هنا خيال خصب هنا افق ممتد بعيد , هنا ارض لم يطأها احد , الروايه التاريخيه هى اكثر ما احب من الروايات , ولكن قليل جدا من الكتاب من يستطيعون ان يخرجوا لنا منتجا محترما , جمال الغيطاني من القلائل هؤلاء ,
انصحكم بقراءءه الروايه وبشده
Profile Image for Mohammed omran.
1,797 reviews186 followers
March 24, 2023
تتكئ هذه الرواية على بناء معماري دائري يبتدئ بالهزيمة وينتهي بالهزيمة ذاتها . وتتمثل البداية في استعراض مقتبس للرحالة الإيطالي يصور القاهرة بعد هزيمة المماليك على أيدي العثمانيين، أما المتن الداخلي فيتجسد في تعيين الزيني بركات واليا للحسبة في القاهرة بعد إعدام علي بن أبي الجود وممارسة وظيفته حاكما وبصاصا، ولقائه بالشهاب زكريا والاتفاق على التعاون بعد صراعهما الحاد حول التفرد بالسلطات وجلاء صورة الزيني الحقيقية بعد انكشاف المستور وسقوط القناع باعتباره ظالما متجبرا وخائنا للدولة المملوكية وواليا جديدا للعثمانيين. وتنتهي الرواية كذلك بنهاية مأساوية حينما يصور الرحالة الإيطالي القاهرة بعد هزيمة المماليك على أيدي العثمانيين.
فالرواية ذات منظور معماري دائري مغلق مشحون بالتوتر والدرامية والحزن والتشاؤم. وترتكز الرواية على محورين دلاليين متداخلين: محور الزيني بركات ومحور الحرب والهزيمة. ويلاحظ أن الأحداث غير متسلسلة منطقيا لتعدد السرادقات وتداخلها عبر تكسير خطية الزمن و تداخل الأزمنة. كما أن الأحداث الرئيسية في الرواية تاريخية ، لأن الهزيمة في معركة مرج دابق وقعت حقيقة كما هي مأخوذة من كتاب ابن إياس، والزيني بركات شخصية تاريخية معروفة في تلك الفترة ، و يعتمد الكاتب في ذلك على مؤرخين عرب آخرين مثل المقريزي والجبرتي في نقله للأحداث التاريخية و الحياة اليومية آنذاك. فقد تتوخى الغيطاني الدقة التاريخية ، و كان أمينا في تصوير حياة الناس في قاهرة المماليك ، من حيث عاداتهم وتقاليدهم ومشكلاتهم ( مثل احتكار بعض السلع الضرورية كالملح و الخيار ) و أفراحهم ، وإطلاق الزغاريد ، و ارتياد المساجد المقاهي و بيوت الخطيئة الخ. ولكن الدقة هنا لا يصاحبها الجفاف و الجمود ، بل تتحول إلى مادة حية يقدمها الكاتب في إيقاع يسرع و يبطئ وفقا لمتطلبات الموقف . وباختصار أقول: يحس القارئ بنكهة مصرية صرف تتخلل النص و نمتد أثارها إلى قاهرة اليوم 10 ". و معظم الشخصيات النامية و الرئيسية في النص تاريخية حقيقية تحمل أبعادا إنسانية و اجتماعية و أخلاقية و نفسية و تاريخية يمكن إسقاطها عل الحاضر. فالزيني بركات بن موسى " شخصية حقيقية في تاريخ مصر المملوكي . تولى بركات بن موسى حسبة وولاية القاهرة طوال أحد عشر عاما أثناء حكم السلطان الغوري . و لما سافر السلطان لملاقاة العثمانيين في حلب جعل من الزيني بركات متحدثا في جميع أمور السلطنة و عندما دخل العثمانيون مصر تعاون الزيني بركات معهم فاحتفظ بمناصبه العديدة، بل وزاد نفوذه حتى أصبح مدير المملكة و ناظر الذخيرة ، و صار � في قول ابن إياس � " عزيز مصر " . و يعتمد الغيطاني في رسمه لشخصية الزيني بركات على العديد من الفقرات التي وردت بشأنه في كتاب " ابن إياس " بدائع الزهور في عجائب الدهور " . و بركات بن موسى كما يصوره ابن إياس سيسعر اللحم و الدقيق و الخبز و الجبن خوفا من المماليك ثم يعود فيفرض الضرائب الباهظة ، و الناس حين يخفض الأسعار يدعون له ، و حين يرفعون يدعون عليه 11 "
و تتحدد البنية العاملة في الرواية من خلال المخطط التالي :
المرسل إليه
المرسل
دولة المماليك أولا، و العثمانيين ثانيا
الموضوع
الذات
السلطة
الزيني بركات
المعاكس
المساعد
الشيخ أبو السعود + سعيد الجهيني + الأمير طومانباي
زكريا بن راضي + البصاصون + عمرو بن العدوى + خيربك
و تقع أحداث الرواية في القاهرة المملوكية، قاهرة الاستبداد والقمع و الظلم كفضاء أساسي في الرواية، إلى جانب فضاء ثانوي هو فضاء حلب فضاء الهزيمة النكراء. و قد صوركل من الكاتب و الرحالة الايطالي القاهرة تصويرا مفجعا دلالة على المأساة التي تعرضت لها بسبب الاستبداد وهزيمة المماليك و اجتياح العثمانيين أراضي مصر حتى كأن القاهرة أصابها وباء و طاعون خطير يهلك الرعية و يقضي على أنفاس الأحياء :" تضطرب أحوال الديار المصرية هذه الأيام ، وجه القاهرة غريب عني ليس ما عرفته في رحلاتي السابقة ، أحاديث الناس تغيرت ، أعرف لغة البلاد و لهجاتها ، أرى وجه المدينة مريض يوشك على البكاء ، امرأة مذعورة تخشى اغتصابها آخر الليل حتى السماء نحيلة زرقاء ، صفاؤها به كدر ، ويؤكد سواد الطبيعة المأساة التي تنخز الشعب المصري والمصير المهول الذي يتجرعه الناس من شدة الظلم الذي آل إلى الهزيمة الشنيعة . وأضحت القاهرة عاصمة المماليك مقهورة مريضة بداء الذل و الانكسار و العار، تجر ذيول الخيبة و مرارة القهر و الظلم. وصارت المقاهي و المساجد و الزوايا فضاءات مخيفة خاضعة للمراقبة و البص و التجسس. إنه فضاء المخابرات البوليسية و القمع السياسي و البيروقراطية المميتة . إن فضاء (الزيني بركات ) فضاء تاريخي مغلق ببشاعة جهاز البص والمراقبة وتتبع الأنفاس الآدمية والأرواح البشرية، إنه فضاء العتبة حيث يتداخل فيه الداخل و الخارج و الأعلى و الأسفل . ويتقابل الحاكمون والمحكومون على مستوى نوع الحلول الفضائي تقابلا تراجيديا ، فالمماليك في بروج و قصور و قلاع عالية، بينما الرعية في أفضية عارية منبسطة يسهل كشف أسرارها بفوانيس البص و جس النبض
Displaying 1 - 30 of 442 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.