كنت أتعامل مع كثير مما يقوله بوصفه مبالغات درامية لأديب مقموع، فقد حكي لي أنه كان يحضر ندوات "نادي القصة"، القريب من الأستديو وأنه عرض، مرة، قصصه على أحد مشاهير أدباء النادي، فنصحه بألا يعود للكتابة لأن "المشرحة مش ناقصة قتلى".. لكنني كنت أصدقه في كل ما يحكيه عن زوجته، ليس فقط لأن صوته كان يتهدج وقسماته تختلج كلما تحدث عنها، بل لأن نظرات عينيها إليه في كل تلك الصور التي كان يلتقطها لها ليلة عيد ميلادها من كل عام كانت وحدها تأكيدا لكل ما يحكيهكنت أقول لنفسي إنه ربما كان وراء محبته الغامرة قدْر من الامتنان لأنها لم تتركه، حين ثبت أنه لا ينجب، حتى أنها خاصمت في ذلك أهلها لسنين، قبل أن تثبت الأيام أن أخواتها اللواتي اخترن "عِزوة الخلفة" لم يكن حظهن سعيداً مثلها.. لكنه كان كلما حكى عنها يضيف أسباباً لمحبتها، مؤكداً في كل مرة أنه ليس كل ما يُعاش يُقال. وأسباب المحبة التي كان يسوقها في حكيه سمعتُ بعضها من آخرين أحبوا زوجاتهم، وعشت بعضها لحسن الحظ. لكن السبب الذي تفرّد به عم فريد هو أن منية النفس كانت وحدها، من بين النساء، تجيد ست وصفات مختلفة لعمل الرز بالشعرية. قلت ضاحكاً إن الرز بالشعرية له وصفة وحيدة، هي أن تضع الشعرية على الرز فوق النار، وإن تغيير السمن بالزيت خلال طبخ الرز بالشعرية ليس وصفة جديدة، بل طريقة طبخ مختلفة، وأنه لو فرضنا أنها أضافت إلى الطبق بعض الزبيب والمكسرات لأصبح طبقا مختلفا تماما، اسمه رز بالشعرية والزبيب والمكسرات.. فلم يرد وتجاهلني، كأنه عارف بالله يسمع هرطقة مُجدِّف حديث العهد. وحين كرر موضوع وصفات الرز بالشعرية بعد فترة، قلت له إن الحب أدخله في حالة فانتازية دائمة كالتي خاضها مجانين الحب القدامى، فقال غاضباً إنني قضمت للتو التفاحة التي حرمتني من دخول جنته، وإنه كان سيطلب من منية النفس دعوتي إلى وليمة تقدم فيها كل وصفات الرز بالشعرية دفعة واحدة ليطمئن قلبي. ورغم أنني كابرت واتهمته بالتهرب من إثبات ما يدّعي، فإنني اغتظت لأن نزقي حرمني من فرصة، ربما كانت حقيقية، لرؤية عش الحب الذي يجمع وليفين نادرين مثلهما. لم تكن "منية النفس" أجمل النساء بمقاييس الجمال السائدة في واجهات أستديوهات التصوير، والتي يعتبرها أصحاب الأستديوهات وسيلة مضمونة لـ"جرّ رِجل" الزبائن. كان عم فريد يرى في هذا التصرف غباءً منقطع النظير، لأن المصوراتي يرفع به سقف توقعات زبونه ويورط نفسه في مهمة لا يقدر عليها إلا الله وعباده المصطفون من أطباء التجميل، مهمة تحويل الفسيخ إلى شربات. يشير شارحاً فلسفته إلى صور جدران محله: "آديك شايف، كلها صور حلوة، مش عشان البني آدمين اللي فيها حلوين، عشان أنا عملت فيها شغل حلو، هو أنا اللي خلقت البشر عشان أقعد أدّيهم درجات في الحلاوة، الحلو أصّدره في الفاترينة، والمضروب أداريهْ، طب لازمتي إيه ساعتها".
بلال فضل كاتب وسيناريست مصري. من مواليد سنة 1974 م بالقاهرة حي منشية البكرى وعاش طفولته في الإسكندرية حيث كانت تقيم عائلته في حي محرم بك، تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة قسم الصحافة عام 1995. عمل تحت التمرين في عام 1994 في مجلة روز اليوسف التي كانت وقتها منبرا للمعارضة الليبرالية واليسارية في عهد مبارك، ثم تركها ليعمل سكرتيرا لتحرير جريدة الدستور أشهر الصحف المصرية المعارضة والتي بدأ صدورها في عام 1995 واستمر بها حتى إغلاقها بقرار رئاسي في مطلع عام 1998، وكان إلى جوار عمله كسكرتير للتحرير يكتب المقالات والتحقيقات ويشرف على صفحة بريد القراء. بعد إغلاق الدستور كتب في عدد من الصحف والمجلات مثل الكواكب وصباح الخير والمصور والهلال والأسبوع ووجهات نظر والاتحاد الإماراتية والوسط اللندنية وعمل معدا تلفزيونيا في محطة ِِART ثم نائبا لمدير مكتب محطة إم بي سي بالقاهرة لمدة عام. كما عمل محررا عاما لجريدة الجيل المصرية ثم شارك في تأسيس جريدة القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة مع الكاتب صلاح عيسى وعمل مديرا لتحريرها لعدة أشهر قبل أن يقرر ترك الصحافة نهائيا بعد خلافات مع رئيس التحرير. بعد تركه العمل في الصحافة عام 2000 قرر أن يتفرغ لكتابة السيناريو ويقدم أول أعماله في عام 2001 بعد محاولات دامت ست سنوات، وكان فيلم حرامية في كي جي تو من إخراج ساندرا نشأت وبطولة كريم عبد العزيز وقد حقق الفيلم وقتها إيرادات وصلت إلى 12 مليون جنيه. بعدها توالت أعماله السينمائية والتي وصل عددها إلى 16 فيلما، وكان من أبرزها: أبو علي ـ صايع بحر ـ الباشا تلميذ ـ واحد من الناس ـ سيد العاطفي ـ حاحا وتفاحه ـ خارج على القانون ـ خالتي فرنسا ـ عودة الندلة ـ في محطة مصر ـ وش إجرام. كما قدم فيلمين روائيين قصيرين ضمن فيلم (18 يوم) هما فيلم (خلقة ربنا) من إخراج كاملة أبو ذكري، وفيلم (إن جالك الطوفان) من إخراج محمد علي. كما قام بكتابة التعليق لفيلمين تسجيليين الأول عن القاهرة من إخراج المخرجة عطيات الأبنودي، والثاني عن يوميات الثورة المصرية في ميدان عبد المنعم رياض من إخراج المخرج علي الغزولي. حصل فيلمه (بلطية العايمة) من بطولة الفنانة عبلة كامل على جائزة أحسن سيناريو عن المهرجان القومي الخامس عشر للسينما المصرية، وهي الجائزة الرسمية التي تقدمها الدولة للأفلام السينمائية من خلال وزارة الثقافة، وكان يرأس لجنة التحكيم الأديب المصري جمال الغيطاني. استعانت به شركة روتانا للإنتاج السينمائي لكي يكتب أول فيلم سعودي هو فيلم (كيف الحال) مع الناقد اللبناني محمد رضا والمخرج الأمريكي من أصل فلسطيني إيزادور مسلم. عرضت له أربعة مسلسلات تلفزيونية، كان أولها مسلسل (هيمه أيام الضحك والدموع) عام 2008 والذي تعامل فيه مع الفنانين جمال عبد الحميد وسيد حجاب وعمار الشريعي وعبلة كامل وحسن حسني وغيرهم. مسلسله الثاني كان (أهل كايرو) الذي حصل في عام 2010 على جائزة أحسن عمل درامي عربي من مهرجان الدراما العربية في الأردن، وقد كان من بطولة خالد الصاوي وإخراج محمد علي. بعدها وفي عام 2012 عرض له مسلسلان تلفزيونيان أولهما (الهروب) من بطولة كريم عبد العزيز وإخراج محمد علي والذي كان يحكي قصة الظلم الذي يتعرض له المواطن المصري قبل الثورة وبعدها. أما المسلسل الثاني فكان (أخت تريز) الذي شارك في كتابته مع إثنين من أصدقائه والذي تعرض فيه لواقع الفتنة الطائفية في مصر. تعرض خامس أعماله التلفزيونية وهو مسلسل (أهل اسكندرية) من تأليفه وإخراج المخرج خيري بشارة للمنع من العرض والبيع، في عام 2014 بسبب مواقفه المناهضة لنظام عبد الفتاح السيسي، برغم أن العمل من إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي، والمسلسل من بطولة هشام سليم ومحسنة توفيق وبسمة وعمرو واكد وأسامة عباس ومجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات، وبعد منع عرض المسلسل توقفت عدة مشاريع فنية له، بسبب خوف المنتجين من تعرضها للمنع من العرض أو المضايقات الأمنية. للمزيد من المعلومات
بلال فضل بقي عامل زي ما يكون صديقي.. صديقي اللي بلجأ له لما أبقي زهقانة أو مضايقة.. صديقي اللي بحس إننا قاعدين علي الكافيه بنرغي وبنشرب قهوة بليل و بنتكلم في كل حاجة و أي حاجة.. صديقي اللي قلمه بيضحكني ساعات و بيخليني أبكي ساعات تانية بس دايماً بيكون ممتع و بيخليني في مزاج حلو..:)
طيب عرفتِ وصفة جديدة للرز بالشعرية بعد ما خلصتِ الكتاب؟ الصراحة لأ..بس عرفت حاجات أعمق و ألذ و أحلي بكتير من الرز اللي بالشعرية في هذه المجموعة القصصية:)
مجموعة قصصية جميلة. تُقرأ بمتعة خالصة. يغلب على قصصها الطابع الاجتماعي. أسلوب "بلال فضل" في قصصه كما في مقالاته وبرامجه ممتعٌ بديع. يجمع الفصيح إلى العامي، ويقترب من الناس بإنصات ويقتنص بحساسية وذكاء. أحببت العديد من القصص. و أحببت سلاسة أسلوب بلال فضل. ولفتتني قدرته على إقناعك بقصص تشبه المعايشات الشخصية. وكأنه يرويها من معايشاته وليست تأليفًا من خياله.
**** يقولون أن الصديق هو من نلجأ إليه وقت الضيق و هذا ما ينطبق على صديقي "بلال فضل" الذي لم أره وكتاباته التي صارت ملاذي الآمن و مدخل سروري المضمون من الكتب و الروايات.
**** "وصفة جديدة للرز بالشعرية" ثالث قراءاتي مع الكاتب و السيناريست العبقري "بلال فضل" بعد رائعة "أم ميمي" و "ماذا صنع الله بعزيزة بركات" و بالطبع لن تكون الأخيرة.
**** تكمن عبقرية بلال فضل في:
١- حكاياته من الشارع المصري و بالتالي تمس كل مواطن بسيط فمن منا لم يقابل شخصيات نقية على سجية أجدادنا مثل "صاحب حكاية الرز بالشعرية".
٢- يكتب ما يأتي على قلبه مباشرة دون فلترة؛ و بالتالي يقول ما نريده.... و ربما هذا سبب ظهور بعض الألفاظ الصادمة في ظاهرها و لكنها غير منفرة لي كقارئ أو كما أطلق عليه الكاتب "فن البذاءة الشعبية".
٣- موهبته كسيناريست مبدع تجعل منه القدرة على تذكر التفاصيل البسيطة و الحكي و السرد القصصي لمواقف عابرة بالنسبة لنا.
٤- تنوع أعماله و نشاطاته كصحفي و كاتب روايات و سيناريست و معارض سياسي محنك و صاحب مبادئ و معتقل سابق؛ بالإضافة إلى كونه كان طالباً نشأ في بيئة مصرية خالصة و ليست "ايجيبت"؛ جعل في جعبته العديد و العديد من القصص و الحكايات مع كل هذه البيئات التي تعامل معها.
٥- قادر على السخرية و التَّفَكُّه على أي تجربة مؤلمة وكلما زادت درجة المعاناة كلما زادت الكوميديا السوداء الموجودة فى السرد.
٦- كما أنه صاحب سيرة ذاتية دسمة تؤهله بجدارة لكتابة تلك السيرة فهو يعتبر حلقة وصل بين السياسة و الفن و الصحافة .
**** العنوان :
- كعادة "بلال فضل" فى معظم كتاباته يعطيك عنواناً يثير لديك انطباع معين و لكن المحتوى شيئاً آخر.
- "وصفة جديدة للرز بالشعرية " هو عنوان لا يَمُت بصِلة لمحتوى الكتاب إلا بقصة واحدة و ليست الرئيسية.
- لم يكتفِ الكاتب بعنوان الكتاب بل كانت عناوين القصص الفرعية الكثيرة يكتنفها الغموض و الفكاهة ؛و لا تفهم معناها إلا فى نهاية القصة مثل "أن تأتي متأخراً ".
**** السرد :
- القصص منفصلة و لا يوجد رابط بين أفكارها و هذا محل نقد للكتاب على عكس "ماذا صنع الله بعزيزة بركات" مثلاً.
- الكتاب يمكن تقسيمه إلى جزءين :
الأول : يشمل حوالي ست أو سبع حكايات رئيسية مليئة بالأحداث و شغلت عدد كبير من الصفحات بتفاصيلها و حرص الكاتب على جذب القارئ إلى داخل القصة
الثاني: هي مجموعة من الحكايات السريعة و التي لم يعشها الكاتب و عبر عنها بعنوان "قصص نحيلة" وبالتالي لم يستطع نقلها للقارئ؛ فقد كانت أحياناً لا تتجاوز النصف صفحة بل قد لا تتجاوز السطرين... مما أوصل عدد الحكايات إلى ما يناهز "المائة" و هو عدد مبالغ في وجوده بين طيات كتاب واحد.
**** نظرة عامة على الكتاب :
- هي مجموعة هائلة من القَصَص المتنوع ما بين الألم "مشبوه " و الضحك "بمقتضي وظيفته ".... ما بين الوفاء "وصفة جديدة للرز بالشعرية " و الخيانة "إنسانة خالصة ".... ما بين الكوميديا السوداء "أن تأتي متأخراً " و التراجيديا الخالصة "إنسانة خالصة ".
إجمالاً كتاب رايق يخرجك بسهولة_ كعادة كاتبه_ من دائرة الملل و سدة القراءة و يعيد شحن طاقتك الذهنية لاستمرار القراءة؛ و لولا "القصص النحيلة" و استسهال لم أعهده من الكاتب لاستحق العلامة الكاملة في التقييم.... كانت رحلة مسلية من كاتب رائع صاحب قلم ساخر مستخدماً لغة سلسة مبسطة.
الكتاب عبارة عن قصص قصيرة وكان مفاجأة لي على المستوى الشخصي. عنوان الكتاب او المجموعة ليس ما لفت نظري لأنه قد يتشابه مع كتب ومجموعات منشورة. اقتنيت الكتاب لأن لكاتبه مكانة ما في عقلي كرفيق غربة، ففي وقت مضى كان هذا الكاتب هو احد اربعة اسباب مقنعة لتحمل مشوار طويل واقتطاع مصروف لشراء مجلة (تستورد) في بلد قاري لمغتربين. لا اعرف الكاتب شخصيا ولكنه كان رفيق غربة لي ولغيري بمقالاته ، وعندما عرفت انه بدأ الكتابة لأعمال منتجة انقطعت اخباره وظننت ان عجلة الانتاج التجاري ستؤثر على كتاباته- ولم اعلم عن رحلته العملية وبرامجه الثقافية للاسف! هذا الكتاب مفاجأة جميلة ليس لانه وصل لكاتب او صحفي مميز ولكن لان مواضيع الكتاب وابعاده الإنسانية واسعة وبعض القصص كانت مثل صور فوتوغرافية مؤطرة بصوت الكاتب. وجدت الابعاد الانسانية والضراوة (Raw) التي عرضت في سياقها الافكار والأحداث وسعت نطاقات جديدة في القص المعاصر- من وجهة نظري. واجهتني صعوبة في قراءة الكتاب بالتسلسل الموضوع وتجاوزت القصة الاولى ثم قلبت الكتاب وقرأته بتسلسل عكسي وانساب معي بدهشة مشوقة. لا اعتقد ان الكتاب يدور حول الهم الاجتماعي ولكن هو يدور في مدارات انسانية ذات اصداء مصرية عربية اصيلة. هناك قصص كتبت من "منافذ الروح"الى المدى. ظننت ان تقييم خمسة الا معقول ولكن مع ما استحضرته هذة التجربة القرائية في لحظتها- تجعلني اتطلع لقراءة ثانية. نقطة اخيرة: ذكرت الكتاب والكاتب للبعض ويبدو ان لهم انطباع معين عن الكاتب من مواقف مختلفة ولكن اتمنى ان لا يمتنع احدهم عن تجربة قراءة ادبية وانسانية لسبب شخصي او متغير !!
#رحلات2022 #وصفةجديدةللرزبالشعرية مجموعة قصصية جميلة للكاتب بلال فضل� طابعها اجتماعي بشكل غالب، فيها لقطات حلوة قوي لقطها الكاتب ف قصص قصيرة جداً، فيها بعض الإسقاطات السياسية، ولكنها ف المجمل بديعة القصص الطويلة اللي فيها دافية بشكل غريب، القصة الرئيسية واللي المجموعة حملت إسمها "بديعة" بكل معنى الكلمة، الغلاف وهمي كشخص ليس من هواة القصص القصيرة أقدر أقول إني استمتعت جداً، كانت ختام جميل جداً لقراءات إبريل والمجد ل أبجد على حصرياته فعلاً #الكتابرقم39 #مجموعةقصصية #قراءاتأبجد 39/120 9-ابريل
كتاب عبارة عن قصص قصيرة استطاع فيها المعلم بلال فضل أن يستلقط قصص من الشارع بسيطة بمغناطيسه العظيم ليحكي قصص مدهشة. ان يكتب بلال فضل الكثير و الكثير لان لديه كثير من الحكي.
دايما كتابة بلال فضل محببة لقلبى,قصصه دايما من الواقع وليه اسلوبه الساخر اللاذع المؤلم اللى بيخلينى مع كل كتاب ليه بحس على حد قوله بالامتاع والمؤانسة وبحس كمان بصدمات من الالم ,الكتاب هنا مجموعة من قصص بدايتها قوية يمكن فى النصف الاخير بتقل فى المستوى بس مستوى بلال اللى متعود عليه موش المستوى الفنى عموما
قصص بلال فضل القصيرة تثبت صحة مقولة الكاتب الروسي الساخر جوجول اللي نقلها عنه ميلان كونديرا في كتابه ثلاثية حول الرواية: "إذا نظرنا بإمعان وبصورة مطولة إلي أي قصة مضحكة فإنها تصير بالتدريج حزينة". أو بتعبير بلال فضل نفسه ضحك مجروح!. قصص بلال فضل تثير الضحك والحزن أو الشجن في نفس الوقت؛ حدث معايا بصورة واضحة وقوية في قصة "شهيد التليفزيون" شعرت بحزن شديد بعد قراءتها رغم اني لم أتوقف عن الضحك وأنا أقرأها!. ورغم أن بعض القصص النحيلة كانت نحيلة في القيمة ولا تستحق أن يضمها كتاب وانما آخرها بوست علي الفيس بوك أو زاوية صغيرة في جرنال. لكن هذا لا يمنع أن هذه المجموعة القصصية تستحق الخمس نجوم.
� سنوات مضت منذ أن حدث ما حدث، ولا زالت نفسي اللوّامة تسألني كل ليلة: كيف أمكن أن تُلدغي من نفس الثعبان وفي نفس الجُحر بدل المرة ألف مرة؟ فأجيبها ساخرة منها ومواسية لها، أنني لم أعرف في حياتي مؤمناً إلا وكان زبوناً وفياً للجُحر الذي لُدِغ منه �
منذ قرابة الشهر أنهيت قراءة هذا الكتاب ولم أستطع الكتابة عنه بالقَدر والشكل الذي يستحقه، والذي أرغب أنا به، يوماً بعد يوم أحاول كتابة مراجعته ولا أنجح رغم كتابتي عن قراءات أخرى أنهيتها بعده، والآن بعد مرور الشهر وتأكُّدي من أنه - على الأقل حالياً - ليس من السهل بالنسبة لي كتابة مراجعة تفصيلية لمحتوى الكتاب نفسه، فسأكتفي بتوجيه الشكر - كما العادة - إلى العزيز جداً أستاذ بلال فضل.
يقول بلال فضل دوماً عن الفنان الجميل الراحل عمّنا العمدة صلاح السعدني: "أبي الذي لم تلده ستّي"، وأقول أنا دوماً عن بلال فضل أنه "صديقي الذي لم أقابله يوماً"، لم يجمعنا موعد ولا لقاء ولا صورة ولا طريق ولا عمل ولا مكان ولا حتى جيل ومرحلة عمرية مشتركة، ولكن جمعتني به تلك الصداقة الخاصة العابرة لحدود الزمان والمكان عبر صفحات الكتب وعبر الشاشات.
� وأصبحت أؤمن أن من حق كل إنسان أن يمتلك روايته الخاصة عما جرى له، دون أن يناقشه فيها أحد، وأن ما يضيّعنا كبشر هو أن لدينا من المحققين والمتشككين والمتثبتين، أكثر مما لدينا من المنصتين والمتعاطفين. �
ربما هو ليس فقط أحد أهم كُتّابي المفضلين وإنما أحد شخصياتي المفضلة عموماً من سكان كوكب الأرض لأكثر من سبب، ونيس ورفيق كافة الأوقات بلا استثناء، وله فضل ليس بقليل في تشكيل وعيي وذائقتي على مدار مراحل عمري المختلفة، أسعد كثيراً عندما أرشّح لأحد كتاب أو عمل فني أو فيديو أو برنامج له وينال إعجابه، وأفتخر عندما أكون سبباً بسيطاً جداً أو مجرد وسيلة لجعل أحدهم يصبح من مُحبّي بلال فضل بالمعنى الحرفي للكلمة، نعم، يستحق المَحبة الصادقة بلال فضل كإنسان أيضاً وليس فقط مجرد الإعجاب بأعماله، فأنقياء القلب أثرياء العقل وأصحاب الوجه واللسان والموقف الواحد نوادر، ومن يعرفه حقاً يعرف أنه أحد هؤلاء النوادر.
� تذكرت أنها قررت النزول فقط لأن زوجها زارها بالأمس في المنام مرتديا الملابس التي استشهد بها ولم يقل لها سوى عبارة وحيدة «لعن الله من أوصلنا إلى ما نحن فيه». غالبت أفكارها وواصلت المسير نحو التحرير. �
أما من الكتاب اللطيف للغاية، فأكثر القصص التي أعجبتني: وصفة جديدة للرز بالشعرية - إنسانة عادية (قصة جبارة!) - شهيد التليفزيون - من رسالة إلى المُشتهاة
ومن القصص النحيلة: خبز أمي - مظاهر خداعة - كأنها هي - حلول - انسحاق عاطفي - ساعة استجابة - في ختام الحلقة - المسألة بسيطة - زهرة الربيع - كارما الزبادي - والموت واحد - قتل الأب - سواحل
� هل سيزيد الموت من افتقادي لكِ، أم أن وجع غيابكِ عن الدنيا كلها لن يفرق كثيراً عن وجع غيابكِ عن دنياي �
بالمناسبة، في اليوم والساعة والدقيقة التي أنهيت فيهم آخر قصة بالكتاب كانت رائحة الطعام - الذي كان الأرز بالشعرية للمصادفة أحد أصنافه - تخرج من المطبخ لتُدفِئ باقي أرجاء المنزل في هذا النهار الخريفي الهادئ، نهضت لأتفقد النضج للمرة الأخيرة وأطفئ الموقد وأنا أتساءل في نَفسي: يا تُرى.. كيف يمكن أن تكون هناك وصفات أخرى للرز بالشعرية؟ ثم قررت أن أضم هذا التساؤل إلى قائمة الأسئلة والموضوعات التي ربما ستكون محور الحديث إذا شاء القدر وتحقق واحد من أحلامي وجمعتني يوماً ما جلسة حديث وحكايات وروايات وأشياء من هذا القبيل وخلافه مع صديقي بلال فضل، وليصبح بعدها: "صديقي الذي التقيته يوماً".
نجمة واحده فقط لثاني قصة أما بقية الكتاب فهي محاولات ناجحة لبناء قصص مملة لا جدوي منها قصص قصيرة للغاية تعلن عن إفلاس في الأفكار واضح وحشو غير مبرر لا انصح به ابدا وهذا شىء غريب لان عودنا بلال فضل علي الإبداع.. صدمت حقيقي في المحتوي بعد ما كنت قد منيت نفسي بقصص ممتعه
كتابة جميلة جدًا وممتعة لأقصى حد، خصوصاً القصص الطويلة الي في البداية، وأظن أن أغلب هذه القصص شخصية حدثت مع الكاتب ونقلها لنا كما هي، وطبعاً هي ليست بالبعيدة أو الغريبة عن عالم بلال فضل وقصصه وحكياته.
بلال فضل ينجح دوماً في ان يكون صديقي المقرب في نوبات الاكتئاب والعزلة ليس فقط لقدرته الساحرة على رسم الإبتسامة ولكن لسلاسة حكيه وصدقه. شكراً على تلك الصحبة.
بعد تعرفي على بلال فضل كسيناريست في عدة أعمال سينمائية ، هذا هو أول كتاب أقرأه له و طبعا لن يكون الأخير. مجموعة قصصية بروح المصري الساخر من الحياة تدور حول أناس قد تلتقي بهم في اي لحظة . القصص مختلفة في طولها بين الاقصوصة و تويتة (نسبة إلى تويتر) و كلها أحمل فكرة ورسالة محددة .
بعض القصص خصوصا في بداية المجموعة قوية جدا في تأثيرها وتتابع أحداثها، بينما جاءت القصص المتعلقة بشخصيات غير مصرية أقل تأثيرا فهي تبدو كمشاهد خارجية ليست بنفس العمق الذي يظهر عندما يكون الأبطال مصريون،وهو شيء منطقي، القصص النحيلة بعضها لطيف وبعضها يبدو أقرب لخاطرة أو مفارقة بسيطة أو افيه قصير
أستاذ بلال تحول من أديب بقرأ له كفاصل بين الروايات التي أفضلها في العادة لصديق حقيقي بسمع حلقاته و أنا سايقة دايماً أو و أنا بعمل أي مهمة منزلية و بقرأ كتبه بشكل نهم كأننا علي معرفة حقيقية فشكراً من القلب
تعودت مع قراءة بلال فضل إني يإما اضحك و غالباً اتحسر بعدها يإما أشوف حاجات من منظور تاني غير اللي متعودة عليه يإما يضيف لي فكرة جديدة ، الكتاب دا عمل ولا حاجة من دول و مكنتش حاسه إني بقرأ فعلاً لبلال فضل و إحقاقاً للحق في قصة أو اتنين افتكر إني استمعت بيهم لكن مفتكرش هما ايه لأنهم مش من النوع اللي يعلق بالذاكرة ") و بردو بلال فضل من أحب و أعز الكُتاب إلى قلبي 🥰
ندم شديد على اختيار هذه التحفة. حواديت القهاوي عند عم فهاوي� أنا آسفه لنفسي أن جعلتك تمرين على كل تلكم الصفحات. بخصوص الغلاف الذي ضاقت الدنيا ولم يجد غيره الذي سبق وغيوم ميسو استعمله من نفس اللوحة في رواية وبعد؟ فقر في الإبداع
كل القصص ��لقصيرة في المجموعة دي حلوة فشخ وتِسحل، إنما القصص (النحيلة) رغم إدراكي لصعوبة كتابة النوع ده، معجبنيش منها غير اتنين تلاتة، لإني على غير العادة حسيت الحس الساخر فيها قديم وبايخ. من ناحية أخرى، سعيد بقراءة كل الإنتاج القصصي والروائي لبلال فضل وفي انتظار القادم من أعماله الممتعة.
مجموعة رائعة من قصص قصيرة و قصص شديدة القصر أو"نحيلة" كما أسماها الكاتب. بعضها شعرت انه ذكريات شخصية حقيقية في مراحل مختلفة من حياة بلال فضل او هو محاكاة شديدة الواقعية لمجتعنا ككل. عجبتني جدا القصة الاولي"وصفة جديدة للرز بالشعرية" فيها كمية مشاعر صادقة و شجن بيوصل للقلب علي طول ببساطة، و" انسانة عادية" في حتة جديدة خالص و فيها حس تشويق . القصص النحيلة واضح فيها طبعا خفة دم بلال فضل التلقائية زي " ساعة استجابة" و "انسحاق عاطفي" و في بعضها فيها فلسفة و نظرة عميقة . من الكتب الي قرايتها ممتعة فعلا
مجموعة قصصية جديدة ولذيذة، أسلوب بلال فضل القصصي رائع وهذة أفضل مجموعة قصصية قرأتها له، كما أن أسلوبه الروائي في "أم ميمي" كان شيقاً ولغته رشيقة وطريفة أعتقد ان كتب ومقالات بلال فضل التي الأدبية تعجبني أكثر من كتبه الجادة ومقالاته السياسية ربما لأنها تتعلق بالشأن المصري وتتوغل فيه، لكن على العموم أسلوبه ممتع ولا يمل