" اذا استولى عليك شعور بان محاولاتك الادبية تعينك على رؤية نفسك ورؤية العالم رؤية اوضح , وان ما كتبتة يشحذ عزيمتك علي خوض غمار الحياة , ويجلو معدن ضميرك , فالزم مقام الادب , ولا يهم ان صرت كاتبا او لا , المهم ان ما كتبته سيصنع منك انسانا واعيا بقيمهته في الحياة , انسانا يقظا , حاد البصيرة . اما اذا اكتشفت ان كتابه الادب والاستمتاع بها ستقف حجر عثرة في مشوار حياتك ولو في اضيق الحدود , وانها ستغويك بسلوك طرق جانبية , نهايتها الغرور وتبلد المشاعر , فالق بكل القصائد والنصوص وكل ما كتبته , بل وكل ما كتبناه جميعا , وراء ظهرك
Many works, including Siddhartha (1922) and Steppenwolf (1927), of German-born Swiss writer Hermann Hesse concern the struggle of the individual to find wholeness and meaning in life; he won the Nobel Prize for literature in 1946.
Other best-known works of this poet, novelist, and painter include The Glass Bead Game, which, also known as Magister Ludi, explore a search of an individual for spirituality outside society.
In his time, Hesse was a popular and influential author in the German-speaking world; worldwide fame only came later. Young Germans desiring a different and more "natural" way of life at the time of great economic and technological progress in the country, received enthusiastically Peter Camenzind, first great novel of Hesse.
Throughout Germany, people named many schools. In 1964, people founded the Calwer Hermann-Hesse-Preis, awarded biennially, alternately to a German-language literary journal or to the translator of work of Hesse to a foreign language. The city of Karlsruhe, Germany, also associates a Hermann Hesse prize.
لم أقرأ سابقًا لـ"هيرمان هيسة". وقد أقرأ له لاحقًا إن شاء الله. جذب العنوان انتباهي، فقرأت الكتاب. نقرأ إجابات "هيسة" على رسائل وصلته. ونقرأ من خلال تلك الإجابات حكمة هيسة أديبًا وإنسانًا على السواء. حكمة تقرأها في ثنايا إجاباته، وخلاصة تجدها في عنوان الكتاب؛ "أنت جواب السؤال"! حيث يبتعد "هيسة" -كما يظهر هنا- عن تعالي الناصح العليم، ليشتبك مع صورة المحاور الحكيم لمن يسأله.
أتعرف هذا الشعور الذي ينتابك بعد قراءة عدد لا بأس به لمؤلفك المفضل فتعتقد أنك تعرفت عليه جيدا من شخوص رواياته وكتبه ؟ الشعور بأنك قريب جدا من شخصية ما خاصة بعد قراءة رسائل يخطها لمعجبيه وأصدقائه ، أوجد في نفسي هذا الشعور الحميمي الدافيء وأيضا شعورا مربكا قد يقودني للتخوف بعض الشيء فها أنا أقرأ كتابات كاتب أعرفه جدا في شخوص الروايات والآن أقرأ له بتجرد وحالة نفسي تردد " هل سوف يتكشف هيرمان عندما يكتب هذه الرسائل ؟ هل ستزول أوهامي عنه ؟ هل سأقتبس منه الحكمة المنشودة ؟ لكن القراءة لهيرمان هسه لها مذاق مختلف هذا الكتاب عبارة عن رسائل جمعها ابنه (هاينر ) بالتعاون مع دار النشر الالمانيه واستطاعوا استخلاص خمسة عشر ألف رسالة ، هي اجابات وتعليقات هسه على الخطابات المرسلة إليه وقد نشر رسائل منتقاة كما يشير العنوان
من خلال تتبعي لقراءة معظم الرسائل المدرجة لم أكن أعرف أنه كان في ردوده عطوفا إلى أبعد درجة و ودودا لنقاده أو اصدقائه أو لأولئك الاشخاص الذين كتبوا إليه سواء كانو طلابا يحاولون فهم أعماله أو القراء الذين يختلفون معه في رؤيته من خلال شخصيات كروايته “ذئ� البراري �
كانت رسائله مليئة بالصدق وتضمنت الكثير من أفكاره الشخصية إضافة إلى بلاغته التي احتوت على مهارة لغوية أنيقة نابعة عن أدب جم.
في رسائله قد يبدو لك ناصحا لكنه يعرض الخيارات المتعددة والمحتملة اذا ما اصابتك الحيرة في شئ ما .
هو لا يخبرك من انت وما تكون واي طريق تسلك هو فقط يشجعك على البحث والاطلاع والالتزام اذا ما احببت شيئا.
ستتعرف عليه عن قرب وتعلم انه لم يرغب في التمجيد والحصار ونبذ الحروب وأحب الطبيعة ويشعرك أن الحياة تستحق العيش والصبر عليها رغم ما بها من تحديات ومصاعب
هذه الرسائل كانت كبسولات مهدئة للذات المضطربة من شخص عاش قرابة الثمانون عاما ليطلعك من حكمته الكثير .
اقترح وبشدة اقتناء الكتاب فهو كنز على رف مكتبك
📌اقتباس "انت جواب السؤال تضع الحياة أمام كل واحد منا مهمة خاصة خُلقت من أجله "
You know that feeling that you get after reading a few books by a favourite author when you really think you got to know the author a little through his books? I always find it a little intimidating to try and read anything about the author because it might spoil my appreciation of, or my illusions about, that author. So, I have had this collection of Hesse's letters on my shelf for quite some time, because I really didn't want to spoil the idea that I had formed of him.
As it turns out, this collection of letters very much supports the ideas I had about Hesse from his books, except for one thing - I did not know he was as compassionate as he comes across in this book. In most of the letters included in this collection, Hesse tries to empathise with the people who wrote to him - be it friends, aspiring writers, students trying to understand his works, or readers who completely disagree with his point of view.
The only aspect that keeps me from giving this book a full 5 stars is that - as in any similar collection of letters - I would have wished for more information on what Hesse's letters were in response to. I understand that reprinting the original letters written to him may not be possible, but each of the letters could have benefited from an abstract on the questions or issues that were being discussed in the correspondence. This is not always clear.
تعرفت على هسه وأنا بألمانيا عندما قرأت له سيدهارتا ، حينها اذكر تماما ذهابي للمكتبات باحثة عن كتب له بالانجليزيه لكنني لم اجد ! هذه الرسائل منتقاة بحيث حوت فكر هسه على مدى عمره الطويل، اعني خلاصة تجاربه في الحياة الساحر بالكتاب انه مختصر ، يوفر لنا الزبدة وهذه الكتب لمن يتابعني يعرف انها مفضلتي :)
كتاب خفيف لطيف، يقرأ اكثر من مرة ففيه الكثير من روح هذا المفكر العظيم .
#أحكم الناس عندي من لايسعى وراء الانتصار لوجهة نظره، ومن ينشد طريق الحكمة ليستروح نسيمها العطر #ليس مهما ان تكون قد قرأت كثيرا وحصلت أكثر بقدر ماهو مهم ان يضفي عليك ماقرأته ( في حياتك وكلامك ومدى استمتاعك بالحياة وبالقراءة نفسها) بهجة وثراء روحيا #وراء كل معاناة شخصية تكمن حكمة سماوية إلهية تشرق من ورائها أنوار الحقيقة وتبرز بين جنباتها حياة جديرة بأن تعاش
الحقيقة لا أجد في اللغة كلمات قادرة على وصف جمال الرسائل وعذوبتها وخاصةً أنها موجهة للشباب من هم مثلي، والرسائل ليست لفترة زمنية معينة بل إنها عابرة للزمن. هيسه هنا يتقمص دور الحكيم المعتزل في أعلى الجبل مع أنه نبّه أنه لا يعظ ولا ينصح بنصائح عامة ومبتذلة، لكن في الحقيقة هو مثل جد يلجئ له حفيده ليستشيره في طريقة المضي في الحياة والخروج من نوائبها.
رسائل سرمدية، نبضت بضمير حي و قلب صادق. حملت لباقة و هدوء، مراعية بذلك رقة الارواح المرهفة، غضة العود، التي اثقلتها التساؤلات هماً خلال ابتداء رحلتهم في البحث عن الحقيقة و خوض ميدان الكتابة و التبحر في الأدب، فكان هيرمان خير عرّاب في تقديمه العزاء و السلوى و النصيحة من خلال الرد على رسائلهم.
رسائل في غاية التهذيب موجهة لقراء في الغالب من الشباب فيها توجيهات عامة لهم كنت اتمنى ان تكون اكثر تعبيرا عن اراء الكاتب الكبير حتى لو لم ترض هؤلاء القراء
أيقنت من محتوى الرسائل بأن مشاكل البشر وتساؤلاتهم هي ذاتها بجميع الأزمنة، شعرت بالاطمئنان بعض الشيء بعد ما أدركت ذلك، الرسالة الأقرب لقلبي هي رسالة الصبي الياباني.
شعرت أني بصحبة رفيق طيب، في جعبته الكثير من الحكمة ورجاحة العقل والقدرة على التفكير السليم. جدير بالذكر أني من أشد المعجبين بأدب الرسائل بشتى أنواعها. في هذا الكتاب الكثير من الأفكار والنصائح المقدمة لعدد من المقربين والأصدقاء والمعجبين.
⭐⭐⭐⭐
اقتباسات:
�"الحق لا يتغير، والحقيقة لا تتغير، مهما أطلت علينا بوجوه شديدة التباين"
�"أن نظل شبابًا يعني أن نحتفظ بما هو طفولي داخلنا، وكلما زاد حظنا من الطفولة، عِشنا بثراء وسط هذه الحياة الباردة"
�"لا تعتذر عن وسم نفسك ب"الجبن" فقد يقيك موقفك المتعقل الفطن من نوائب الحياة"
�"وراء كل معاناة شخصية تكمن حكمة سماوية إلهية، تشرق من ورائها أنوار الحقيقة"
�"فالعمل الفني يختار دائمًا جمهوره، ولا يجبر أحدًا على فهمه، بل يكفيه عشرة قراء أو عشرون"
الى #هيرمان_هسه مع فائق الاحترام لقد وقفت على كتاب قد أصدر لك مترجما للعربية من قبل :أحمد الزناتي يحمل بعض من ردودك على رسائل القراء الشباب في المكتبة قبل سنتين من الآن ولم أقتنيه، لكن أحسست بشيء ما يجذبني نحوه،و بعد أن قرأت روايتك دميان التي من خلالها تعرفت عليك للمرة الأولى، ذهلت من مدى رهافة حسك ،ومدى عمق فكرك، و لم أستطع البوح عنها أو التعبير ،كنت أستمع اليها واعيد بعض المقاطع مرارا كلما فقدت التركيز وأبحر خيالي بعيدا ، عدت الآن ووفقت لقراءة هذا الكتاب القصير المعنون بـ � #أنت_جواب_السؤال � الذي أجبت به بكل شفافية ووضوح عن أفكارك نحو الفن والأدب والحياة وضرورة الأخلاق والتفرد والأصاله في عالم الحداثة والاستنساخ ، ضرورة أن يكون المرء ذاته حتى يرضى ويشعر بمكانته الحقيقية ويؤدي رسالته ، أحببت حكمتك البالغة في تفهم القراء واللطافة في الرد ، أحببت اخلاصك وتفانيك في الاجابة المختصرة الشافية ،وعدم بخلك بما أورثته تجارب الحياة لك ، سيبقى هذا الكتاب مؤنسا ، لكل محب للفن والأدب ، لاتزال ترن بداخي عباراتك � كل موت داخل نفوسنا إن فهمناه حق الفهم ماهو الا ولادة جديدة � اعتقد بأنك أجدت وصف النضوج هنا ، حفزتني لقراءة لعبة الكريات الزجاجية واعتقد أني سأكون من فئة القراء الذين يعقلونها .. مع خالص تحياتي..
"لا أستطيع التنبؤ إن كنت ستصير شاعرًا بارعًا في غضون خمس سنوات أو عشر، لأن الأمر ليس مرهونًا أبدًا بما تكتبه اليوم، بل بما ستبدعه غدًا."
"لم تكن الوحدة يومًا مصدر راحة بالٍ لأي إنسان، لأن مشاعر الوحدة لن تكف يومًا عن تكرير شريط الذكريات القديم دون كابح أو عائق."
"وأنا شخصيًّا أومن بقوة الفكرة، فالفكرة عندي ليست وهمًا، بل حاسة سادسة وحدس بمستقبل الإنسانية."
خبَرتُ عن قرب في هذا المجال، وفي هذه البقعة الصغيرة، عبثية الحروب وويلاتها. سيّان عندي إن كانت الشعوب تتحمس في العادة لإذكاء وقود الحرب أو لا. طالما كانت الجماهير تتسم بالحماقة، ومتى خيرت الشعوب بين الإنصات إلى «يسوع المسيح» وبين سماع كلام «قاتل محترف»، فسيقع اختيار الشعب على البرابرة، وبمنتهى الحماسة، ولربما يقع اختيارهم دائمًا على البرابرة، لكني لا أرى في ذلك سببًا لمشاركتهم الاختيار."
"لم يعتد الناس إلَّا الصراخ والشكوى وإشاعة الضغينة. إن الناس في أيامنا... لم تبرع إلَّا في فن واحد مدمر، ألا وهو إدانة الآخر وتحميله المسؤولية، لندفع عن أنفسنا الإقرار بالذنب، وهذا هو ما أقف ضده بكل قوة، وهو ما أرميه بكل التهم."
"فثنائيات الإثم والبراءة، والحق والباطل، هي مجرد محاولات لتبسيط الأمور، ولا تعدو كونها مصطلحات صبيانية."
"للقاتل الساكن داخل نفسك شقيق يسكن داخل نفسي، ولن تتمكن من القضاء على هذا القاتل إلَّا إذا أنصت إلى صوته وأخليت له الساحة ليقول كلمته، لن تتمكن من القضاء عليه إلّا إذا حاولت فهمه."
"يقول مفيستو في مسرحية «فاوست» لجوته إنه «ابن القوة التي تسعى دائمًا وراء الشر، لكنها لا تصنع إلّا الخير». والعكس بالعكس أيضًا، فهناك عدد لا يحصى من البشر يسعون دائمًا وراء الخير لكنهم لا يصنعون إلّا الشر ولا يعرفون إلّا لغة العنف، ويفقرون بصنيعهم مملكة الرب الغنية. من بين هؤلاء الكهنة ورجال الدين."
"والحياة صعبة دائمًا على أمثالنا من البشر، ولا شك أنك تعرف ذلك. ورغم ذلك فإن نفوسنا عامرة بما يفتقر إليه غيرنا، أقصد من ولِدوا بفطرة مقبلة على الحياة. أما نحن فنأخذ أنفسنا مأخذ الجد، لأننا ننشد أن نخلق لحياتنا مغزى، وأن نضع لها هدفًا ساميًا نبيلًا، ولا يوقفنا في سبيل ذلك شيء رغم ظلمات الحياة."
يوم وراء يوم، يصير التعامل مع مشاعر الخشونة والحسد والشماتة والضغينة تجربة بشعة، رغم أننا نعي تمامًا أن هذه هي طبيعة البشر، وأن أغلب من نراهم في حياتنا اليومية ليسوا إلّا «نصف بشر»، بل إن أكثرهم أدنى مرتبة من ذلك. فخسة الطّباع تحاصرنا من كل ناحية، وتحيق بنا كما يحيق بنا خطر الموت. ولكن قد يرتبط خوفنا من هذه الأخلاق الدنيئة بأننا لا نستطيع مقابلة الشر بالشر، ولأننا ندرك أو ربما نحدس أن سبب هذه المشاعر هو الظروف المزرية لأغلب البشر حاليًا، وهي الظروف التي أفرزت دناءة الطباع وخسة الأخلاق، وأنه ليس أمامنا -رغم كل شيء- إلا أن نتعامل مع هذه الظروف البائسة بشيء من التهذّب والتحضر والمرونة."
"فالخط المرسوم بين السعي والوصول ليس خطًا مستقيمًا، ولا تكفي النوايا الحسنة ولا رجاحة العقل لخوض طريق الحياة."
"ففي سبيل عمله يضحي الفنان بسلوكه ويضحي بعلاقته مع المجتمع لصالح الفن، وهو ما لا يقدر عليه إنسان الشارع العادي."
جميعنا اليوم غارق في حالة يأس وقنوط، أقصد جميع البشر اليقظين لما يجري حولهم، نطوف بين قطبين هما الله والعدم، نشهق ونزفر بينهما، ونتأرجح وندور بينهما. تراودنا كل يوم رغبة في إزهاق أرواحنا، فتكف أيدينا قوة ما ورائية، سرمدية تسكن صدورنا. فما يلبث أن يتحول الضعف إلى شجاعة دون أن نكون أبطالا بالضرورة، منقذين بذلك قبسًا من شعلة الإيمان المخزونة فينا، ذخرا للأيام القادمة.
في نهاية هذا الكتاب شعرتُ أن هذه رسالتي لأنني منذ شهر تقريبًا أتحدث مع هيرمان وأناقشه في أفكاره أرفضها أحيانًا، وأحيانًا أخرى أوافقه الرأي، وأحيانًا يقنعني لكنني لا استطيع إقناعه لأنه ليس هنا، أقول لو كان هنا ربما كان سيكون لدي القدرة على إقناعه والاستفسار منه عن بعض الأشياء، وكيف كان شعوره تجاه هذه الرسائل الذي يستقبلها من مجاهيل أحيانًا عنه ويجيبهم بصدر رحب، بل كيف كان شعوره حين اصيبت زوجته بمرض عقلي وكذلك أبنائه ورفضه المجتمع لمعارضته السياسية وقتها حتى نجمَ عنها منع طباعة كتبه حتى زمن قريب، في العموم لدي أسئلة عديدة لكل كاتب أحبه. � إلى كل من سيرى هذا أقول له/ا "إليك/إليك عزيزي/عزيزتي اصبري على الحياة..". اصبر وما صبرك إلا بالله. 🌿
لطالما كنت أشعر بأن هيسه شخص متعجرف له برج عاج يقطنه يراقب الناس ويتحسف لى زمنه ويطلق أحكامه بلا هوادة ضد مخالفيه ولا يروق له أحد مهما حاول،، لكن في هذا الكتاب كل تصوراتي دحضت عندما وجدت أسلوبه الحكيم اللطيف ومحاولاته في استيعاب مشاعر قُرائِه بعيدا عن التهكم والسخرية أو الاستخفاف بما يشعر الواحد منهم فتجده يرد على الجميع من طفل مراهق في الخامسة عشر من عمره إلى من هو أكهل منه لا يعطي اجابات واضحة بقدر مايحاول أن يشرح السؤال ويحلله ويقود سائله إلى أماكن قد تفيده في البحث عن إجابات تساؤلاته ،، كتاب ممتع وعنوانه فلسفي عميق ،،
من أفضل ما قرأت هذا العام! بدأت هذه السنة برواية داميان لهيسه واتذكر أنها اعجبتني جدا وقتها وها أنا أختم العام بكتاب له أيضا! ماذا إذا كان بإمكانك إرسال رسالة لأحدهم فيخبرك ما هو حل مشكلتك وأيضا يبعث في نفسك الثقة والراحة وجدت في رسائله راحة غريبة كأنه صديق لي :")
الرسالة الاقرب إلي قلبي رسالة بعث بها هسّه إلى شابٍ (لم يُذكر اسمه)، يشكو فيها يأسه، واضطراب أفكاره (نُشرت في جريدة نيو زوريشير تسايتونج بتاريخ 21 سبتمبر 1919) ..
قال: تُخبرني في خطابكَ أن غارق في اليأس ولا تدري ما تفعل، لا تدري بِمَ تؤمن، ولا على أي شيء تعلّق أملك، لا تدري إن كان ثمّة إله أم لا. لا تدري هل لحياتكَ معنى أم إنها عبثية في المطلق، لا تدري إن كان ثمّة معنى للوطن أم لا، تقول إنك لا تعرف أيجدر بكَ تحصيل الزاد الروحي والفكري، أم الاكتفاء بملء بطنك بالطعام وكفى فالعالم ممتلئ بالشرور ولا سبيل لإصلاحه. أعتقد أنّ الإطار الذي تدور في فلكه روحك الآن هو الإطار الصحيح. أقصد كونك لم تعد تعرف إن كان ثمّة إله أم لا، وأنك صِرت لا تميّز الخير من الشرّ أفضل بكثير مما لو كنتَ على يقين من كل شيء، مُنفذًا ما كنتَ تعتقده “خيرًا� آنذاك، لكنك الآن تكتشف أن الخير الذي ارتكبته لم يكن خيرًا، وأن الله الذي آمنتَ به لم يكن هـو الإله الحقّ. أفهمتَ ما أقصد؟ تقول إنك تحبّ نيتشه. اقرأ السطور الأخيرة من كتابه “تأملا� في غير أوانها”� التي تتحدّث عن مساوئ التاريخ ومنافعه. ستتعلّم. لكن لا تقف عن نيتشه، ولا عند غيره من الأنبياء والمُصلحين. ليست وظيفتنا أن نلقن الشباب دروسًا، ولا أن نوفر عليهم مشقّة السعي وبذل الجهد لاكتشاف الحقيقة، ولا أن نشير عليهم أي طريق يسلكون. مهمتنا أن نذكّرهم أنّ هناك إلهًا في هذا الكون، وأن هذا الإله يسكن في قلوبهم، وأن عليهم البحث عنه، والحديث إليه�.
“يحاو� الله أن يقول لكل واحدٍ منا شيئًا محددًا، شيئَا مقصودًا، وسوف نصير أعداءه إن لم نحاول تقبّل ما يقوله لنا، وإن لم نساعده على تحقيق مراده مِنا..هذه حقيقة، نعرفها في أعماقنا، ونحن لها مُنكرون�.
ل� اتيح لي كتابة خطاب أو رسالة لكاتب اعبّر له فيها عن آرائي تجاه فلسفة شخصياته فسيكون هيرمان. فهذا الأديب الحكيم يكتب ليساعد قرائه في فهم الحياة، يقول لأحدهم: كل إنسان منا يخوض غمار الحياة وفقًا لشكل العصر الذي يحيا فيه، يجابه تحديات وصعوبات جديدة، صحيح أنها مؤقتة عابرة، لكنها رغم ذلك تمثل لنا مغزى الحياة بأسرها.
Hermann Hesse. Ein Autor, der nicht verherrlicht und belagert werden wollte; der sich dennoch die Zeit genommen hat, seinen Lesern, Kritikern, Freunden in Briefen zu antworten, die von unglaublich schöner Sprachfertigkeit strotzen und seine persönlichsten und ehrlichsten Gedanken beinhalten. Er hat sich kein Blatt vor den Mund genommen, blieb sich selbst treu und wert sich gegen Anschuldigungen und Kritik mit Sorgfalt und Einsicht. Immer wiederholt er die Wichtigkeit des ur-eigenen Weges, des Vertrauen auf das Höhere, das einen auf diesem Weg leitet und das uns, wenn wir auf dieses Innere hören, zu stark individualisierten Persönlichkeiten werden lässt, die sich in ihrem So-Sein der Welt offenbaren und die durch die Ehrlichkeit ihres Seins das Leben lebenswert und die Welt etwas besser werden lassen. Hesse erzählt von der Herausforderung und den Kämpfen des Lebens und kehrt doch immer wieder darauf zurück, dass es Sinn macht. Ein ermutigendes, bestärkendes Werk, das beruhigt, aufatmen und zustimmen lässt. Ein Schatz im Bücherregal.
على الرغم من معارضة هيرمان هسّه للنظام النازي، إلا أنه لم ير أي أمل في الأميركيين. وفي الواقع، تنبأ هسّه من قريته الهادئة في سويسرا أن صانعي العالم الجديد لن يكونوا أقل قسوة وهمجية من النازية.
ونراه يكشف ذلك في رسالة إلى أحد القراء، رغم اتهامات الصحافة الألمانية له بالخضوع والعزلة، قائلًا: «فطالما نذرتُ حياتي لغوث المضطهَدين والمطارَدين والمعذَّبين، وطالما امتلأتُ فخرًا بعداوة الطغاة والبرابرة، سواء كانوا «الوطنيين الألمان» حاليًّا أم النازيين أم الأمريكان».
لا عيب في المحتوى أو الشعور الي يبعثه هرمان هسه في نفس قارئه كما لو أنه يخاطبه على حدا، لكن النجمتين الناقصة للترجمة فقط، لم تعجبني صياغتها وفيه أخطاء لغوية ونحوية بالطبعة، ولولا أفكار الكاتب لما استطاعت الكلمات التماسك.
يملك هسه من الحكمة و الحدس و التعاطف- وفقاً لما تدل عليه آثاره- ما يؤهله ليكون ناصحاً و مرشدأ يستمع، يرشد و يُعين. و لحسن الحظ، كتاباته باقية ترشد جيلاً تلو تلو جيل.
لقد قيل ما يكفي من إشادة و تبجيل بحق هرمان هسه، و سيكون من العبث مني أن أغدق على كتاباته و مؤلفاته المزيد من المديح، و لذلك سأركز في مراجعتي هذه على نقطة بسيطة لاحظتها في أحدى الفقرات من الكتاب، و هذه هي:
" . . . منذ فترة طويلة لم أعد أميز بين الخير و الشر، بل صرت على يقين أن الحياة كلها خير، بما في ذلك ما نسميه نحن بالجريمة و بالدنس و بالأهوال، و قد كان دوستويفسكي على وعي بذلك أيضاً." ص ٦٦.
هذا مقطع من رد هرمان على رسالة من صديقه كارل زيليج، الذي كان يصارع خواطر عنيفة في دواخله و عن إدراكه لما يدفع المرء للقتل، و من الواضح أن هذا الموضوع جلب ذكرى دوستويفسكي لذهن هرمان، و بالتحديد رواية "الجريمة و العقاب" كما أخمن.
وقفت على هذه الفقرة لدقائق محاولاً فهم معناها، و على الرغم من إن الرسالة طولها ٤ صفحات إلا أني لم أجد فيها دلالة أفك بها فحوى هذه الفقرة، و لذلك تخطيتها و أستمريت في القراءة، حتى وصلت لصفحة ٧٥، و أعتقد أني وجدت بعض من التوضيح، و إليكم بعض من الفقرات التي تحويها هذه الصفحة:
" . . . قصدت أن أقول إن إرادة الرب شاءت وجود كليهما، العابث و الناسك سواء بسواء، بينما يعتقد صديقك اللاهوتي أن الرب لا يقبل إلا الصالحين الذين من بينهم رجال اللاهوت، و يطرد من مملكته الطالحين الذين يزدرون رجال اللاهوت أو لا يقبلونهم".
" . . . محـور تعاليمهـم كـان يـدور حـول إدراك وحـدة الحياة الإنسانية، وحول إدراك تبدل وتغير الأقنعة التي تطالعنـا بهـا الحـيـاة كـل يـوم، أدرك هؤلاء الحكـمـاء مـا عـجـز عن إدراكـه رجـال اللاهوت، أدركوا أن طـالـح الـيـوم قـد يـكـون صـالـح الـغـد، وأن الرجـل النبيـل وكـاهـن الكنيسـة قـد يتحولان إلى عشبة ضـارة وإلى سـم زعـاف".
"وجه الشبه بين الراهب المتنسك و العابث المتهتك أن كليهما يحمل مشاعر طفولية مفعمة بالورع و البراءة يقف وراءها الله، و أن كل شيء مقدر و مكتوب منذ الأزل، و أن سلوكنا الأخلاقي و آراءنا في الحياة لا تعبر بالضرورة عن جوهر قلوبنا، فالسلوك و الآراء إن هي إلا اسماء و مظاهر، تكمن وراءها مشيئة سماوية".
جيد، . . .، لكن، هل هذا هو ما توصل إليه دوستويفسكي؟، و أنا لا أدعي دراستي بتعمق لكتاباته، و لم أقرأ جميع ما كتبه (قرأت لحد كتابتي لهذه المراجعة ١٣ كتاب من كتبه)، لكن الذي فهمته من ما قرأته من كتابات دوستويفسكي عن هذا الموضوع هو هذه الخلاصة البسيطة، أن الإنسان لا يستطيع العيش بأخلاق جيدة بدون الإيمان بإله، و إنَّ ترك حبل الدين يؤدي إلى الإلحاد، و الإلحاد كما يراه دوستويفسكي (كما أعتقد) لا يؤدي إلا إلى العدمية، و العدمية لا يمكن أن تضع قواعد أخلاقية قويمة . هذا ما أنتهيت إليه من جميع ما قرأته لدوستويفسكي، كله ما عدا رواية "الجريمة و العقاب" التي (هذا إن لم تخني الذاكرة في إمدادي لتطورات أحداثها كما قرأتها حينها) تبدأ بهذه الصورة التي عرضتها، لكنها تعود و تُرْجِع البعض منه و ترفضه، فربما هذا ما قصده هرمان هسه بالقول بأن دوستويفسكي قد أوتعى لذلك؟، أي أن الشر و الخير متداخلان، و يبدلان بعضهما البعض؟.
و تيقنت من ظني عندما وصلت للصفحة ١٢٤، و قرأت هذه الرسالة التي أكمَلَت الصورة "الدوستويفسكية"، و لكونها قصيرة، سأعرضها بالكامل:
"آنستي العزيزة..
جميعنـا الـيـوم غـارق في حالـة يـأس وقنوط، أقصـد جميع البشر اليقظين لما يجري حولهـم، نطوف بين قطبين همـا الله والعـدم، نشهق ونزفـر بينهمـا، ونتأرجح وندور بينهما، تراودنـا كـل يـوم رغبة في إزهاق أرواحنا، فتكـف أيدينـا قـوة ما ورائية، سرمدية تسكن صدورنا، فـما يلبث أن يتحول الضعف إلى شجاعة دون أن نكون أبطالا بالضرورة، منـقـذين بذلك قبسـا مـن شعلة الإيمان المخزونة فينا، ذخرا للأيام القادمة." ص ١٢٤.
فيبدو بأن الله (الإيمان) و العدم هما حقاً ثقلي الموازنة الأخلاقية عند هرمان أيضاً كما عند دوستويفسكي!، و هذا ليس بالغريب، فكلى من هرمان و دوستويفسكي آمن بإله. هذه المراجعة مجرد بحث بسيط لا هدف منه سوى توضيح نقطة رأيتها مشتتة الوصال في محتوى الرسائل.