What do you think?
Rate this book
حبر الغراب
منهم من يعتبر أن الاستماع لي بينما أعيد التأكيد على حقيقة بناء المكتبة إنما هو نوع من الخيال الشفوي لرجل فشل في أن يكتب رواية. ومنهم من كان يبتسم لي كي يقول لنفسه: ولكن أين الدليل؟ ففي كل الأحوال لم أستطع طوال السنوات الماضية أن أعثر على كتاب واحد من كتب تلك المكتبة، وبعضهم الآخر يردد أنني مجرد شخص يريد أن يبني حكاية، بينما يرى الواقع يتقدم ضد الحكايات.
وهكذا فقد صارت بالفعل مكتبة خيالية لم يكن لها وجود قط من قبل. غير أن العثور على كتاب الشوقيات كاملا، كان أمراً يفوق الخيال بالنسبة لي، فبعد أن فقدت الأمل في إثبات وجود تلك المكتبة، يظهر من العدم تقريباً واحد من كتبها، على رصيف تنتشر فوقه الشتائم والصرخات وقشور البرتقال والموز وصيحات الباعة، بعيداً عن مكان وجودها واختفائها أكثر من عشرين كيلومتراً!
وهكذا فقد صارت بالفعل مكتبة خيالية لم يكن لها وجود قط من قبل. غير أن العثور على كتاب الشوقيات كاملا، كان أمراً يفوق الخيال بالنسبة لي، فبعد أن فقدت الأمل في إثبات وجود تلك المكتبة، يظهر من العدم تقريباً واحد من كتبها، على رصيف تنتشر فوقه الشتائم والصرخات وقشور البرتقال والموز وصيحات الباعة، بعيداً عن مكان وجودها واختفائها أكثر من عشرين كيلومتراً!
- GenresNovels
239 pages, Kindle Edition
Published March 1, 2021
5 people are currently reading
518 people want to read
About the author
ممدوح عزام
17books143followersممدوح عزام كاتب وروائي سوري امتاز بسلاسة كتاباته وتشويقها وبأسلوبه الروائي الساحر يشد القارئ إلى عالمه فيعتبر من الروائيين المؤرخين للعصر الحديث في سورية بكتاباته الأدبية ولد في عام 1950 في محافظة السويداء اشتغل في التعليم مدرساً في نفس المحافظة وهو عضو في جمعية القصة والرواية السورية.
صدر له من مؤلفاته:
•نح� الماء، مجموعة قصصية، 1985 .
•معرا� الموت، رواية، 1987 . حوّلت إلى فيلم سينمائي بعنوان
«اللجاة »، من إخراج رياض شيّا، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما
.1993
•قص� المطر، رواية، 1998 .
•جها� الجنوب، رواية، 2000 .
•الشراع� مجموعة قصصية، 2000 .
•أر� الكلام، رواية، 2005 .
•نسا� الخيال، رواية، 2011 .
•أروا� صخرات العسل، رواية، 2018 .
صدر له من مؤلفاته:
•نح� الماء، مجموعة قصصية، 1985 .
•معرا� الموت، رواية، 1987 . حوّلت إلى فيلم سينمائي بعنوان
«اللجاة »، من إخراج رياض شيّا، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما
.1993
•قص� المطر، رواية، 1998 .
•جها� الجنوب، رواية، 2000 .
•الشراع� مجموعة قصصية، 2000 .
•أر� الكلام، رواية، 2005 .
•نسا� الخيال، رواية، 2011 .
•أروا� صخرات العسل، رواية، 2018 .
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 27 of 27 reviews
August 2, 2021
أن تبني مكتبة في بلدة لا تقرأ يعني أن تزرع نبتة في صحراء قاحلة، لكنه كان حلمًا، وكان صاحبه مؤمنًا بقدرته على تحقيقه. يتحقق الحلم وتُبنى المكتبة، والمفاجأة أن البشر يقرأون، يقرأون بشغف وتتغير حياتهم.
لكن الحزب الجديد عدو للثقافة ولا يحب المعرفة، فليس هناك أخطر من شعب يقرأ. تصبح المكتبة الجديدة كيان عدو يجب تدميره بأي ثمن، وهذا ما يحدث.
تُدمر المكتبة، وكعرَض جانبي يموت شاب قرر أن دمار المكتبة سيكون "على جثته"
نحن أمام جريمتين، ولا نعلم أيهما أكثر بشاعة.
في حبر الغراب يعيد ممدوح عزام فتح القضية، وذلك من خلال شخصيتين، أب وابن، يكتب كلاهما عما حدث، ويتتبعون بدقة أحداث الجريمتين كي يصلا إلى مرتكبيها.
يتتبع الكاتب في الرواية رحلة الكتب الضائعة، كيف نُهبت من المكتبة، وإلى أين رست في النهاية، ومن خلال هذه الرحلة نتعرف على مجموعة من الشخصيات التي وجدت في القراءة ضالتها، شخصيات كانت تنتظر، طوال حياتها، حدث ما، دافع ما، سبب ما، كي تعيش مصيرها المكتوب منذ ولادتها.
لكن الكاتب لا يكتفي بتعريفنا بهذه الشخصيات، وإنما يقدم نظرة شاملة على حياة تلك الشخصيات، وكيف وصل إلى كل منهم واحد من كتب المكتبة، وكيف تغيّرت حياة كل منهم بناءً على الكتاب الذي في يديه. لدينا شخص كان ثائرًا طوال حياته لكنه لم يكن يعرف كيف يعبّر عن نفسه، فكانت رواية "الأم" دليلًا كافيًا كي يتعلّم منه. لدينا رجل تزوّج من حبيبته بعد معاناة، لكنه يجد سببًا للشك بعد أن وجد في واحد من روايات المنفلوطي رسائل توجهها زوجته إلى شخص آخر. هناك أيضًا رجل يسعى للسلطة، وفي أحد كتب طه حسين، يجد توجيهات يظن أنها تساعده على الوصول.
كل فصل من الرواية هو قصة حياة واحدة من تلك الشخصيات، وكل فصل مكتمل وممتع ويصلح كقصة عن الصعود أو الانحدار.
في الحقيقة، لا يحاول الكاتب حل لغز الجريمتين، وإنما يستعرض من خلال الجريمتين ما يحدث في سوريا في ذلك الوقت، أي بعد انتهاء سنوات الوحدة العربية. نرى حزب البعث وهو يفرض سيطرته على سوريا بأكملها ويحكم البلد بقبضة من حديد.
لم يخيّب ممدوح عزام توقعاتي، كالعادة.
رواية ممتعة وعذبة أرشحها للجميع.
لكن الحزب الجديد عدو للثقافة ولا يحب المعرفة، فليس هناك أخطر من شعب يقرأ. تصبح المكتبة الجديدة كيان عدو يجب تدميره بأي ثمن، وهذا ما يحدث.
تُدمر المكتبة، وكعرَض جانبي يموت شاب قرر أن دمار المكتبة سيكون "على جثته"
نحن أمام جريمتين، ولا نعلم أيهما أكثر بشاعة.
في حبر الغراب يعيد ممدوح عزام فتح القضية، وذلك من خلال شخصيتين، أب وابن، يكتب كلاهما عما حدث، ويتتبعون بدقة أحداث الجريمتين كي يصلا إلى مرتكبيها.
يتتبع الكاتب في الرواية رحلة الكتب الضائعة، كيف نُهبت من المكتبة، وإلى أين رست في النهاية، ومن خلال هذه الرحلة نتعرف على مجموعة من الشخصيات التي وجدت في القراءة ضالتها، شخصيات كانت تنتظر، طوال حياتها، حدث ما، دافع ما، سبب ما، كي تعيش مصيرها المكتوب منذ ولادتها.
لكن الكاتب لا يكتفي بتعريفنا بهذه الشخصيات، وإنما يقدم نظرة شاملة على حياة تلك الشخصيات، وكيف وصل إلى كل منهم واحد من كتب المكتبة، وكيف تغيّرت حياة كل منهم بناءً على الكتاب الذي في يديه. لدينا شخص كان ثائرًا طوال حياته لكنه لم يكن يعرف كيف يعبّر عن نفسه، فكانت رواية "الأم" دليلًا كافيًا كي يتعلّم منه. لدينا رجل تزوّج من حبيبته بعد معاناة، لكنه يجد سببًا للشك بعد أن وجد في واحد من روايات المنفلوطي رسائل توجهها زوجته إلى شخص آخر. هناك أيضًا رجل يسعى للسلطة، وفي أحد كتب طه حسين، يجد توجيهات يظن أنها تساعده على الوصول.
كل فصل من الرواية هو قصة حياة واحدة من تلك الشخصيات، وكل فصل مكتمل وممتع ويصلح كقصة عن الصعود أو الانحدار.
في الحقيقة، لا يحاول الكاتب حل لغز الجريمتين، وإنما يستعرض من خلال الجريمتين ما يحدث في سوريا في ذلك الوقت، أي بعد انتهاء سنوات الوحدة العربية. نرى حزب البعث وهو يفرض سيطرته على سوريا بأكملها ويحكم البلد بقبضة من حديد.
لم يخيّب ممدوح عزام توقعاتي، كالعادة.
رواية ممتعة وعذبة أرشحها للجميع.
August 6, 2024
قرأت أكتر من نصف الكتاب و مش حقدر أكمله!
تدور أحداث الراوية حول إختفاء مكتبة بكل ما تحتويه من كتب ومقتل عامل المكتبة من قبل مجهولين و يحاول بطل الرواية أن يعرف من هم المتورطين في قتله ولماذا....
الرواية كانت ممكن تكون ممتازة ولكن وجود كم هائل من الشخصيات وقصص متشعبة كتير جداً حتخليك تحس إنك بتقرأ رواية مش متماسكة و حتي القصص لم أشعر إن ليهم علاقة ببعض أو الكاتب مقدرش يربطهم ببعض...معرفش بالضبط..
تجربة أولي مع الكاتب و تعتبر تجربة سيئة ومع ذلك قلمه مميز واللغة جميلة وأكيد يستاهل مني محاولة تانية في كتاب آخر...
تدور أحداث الراوية حول إختفاء مكتبة بكل ما تحتويه من كتب ومقتل عامل المكتبة من قبل مجهولين و يحاول بطل الرواية أن يعرف من هم المتورطين في قتله ولماذا....
الرواية كانت ممكن تكون ممتازة ولكن وجود كم هائل من الشخصيات وقصص متشعبة كتير جداً حتخليك تحس إنك بتقرأ رواية مش متماسكة و حتي القصص لم أشعر إن ليهم علاقة ببعض أو الكاتب مقدرش يربطهم ببعض...معرفش بالضبط..
تجربة أولي مع الكاتب و تعتبر تجربة سيئة ومع ذلك قلمه مميز واللغة جميلة وأكيد يستاهل مني محاولة تانية في كتاب آخر...
November 23, 2022
الرواية تكملة لأحداث رواية أرض الكلام. ويمكن أن تقرأ منفصلة.
جريمة قتل ومكتبة مختفية.. واتفاق شعبي على التجاهل والسكوت، يشبه اتفاق الموت المعلن لماركيز.
يبدأ توفيق الخضرا رحلة البحث عن المكتبة وعن ضروف مقتل فارس أمين هذه المكتبة.
وفي رحلته يجد بعض من هذه الكتب المنهوبة متفرقة هنا وهناك، نرى في كل فصل شخصية نتعرف على قصتها وعلى تأثير كتاب معين على حياته/ا ومع تجميع القصص يصل توفيق إلى حقيقة موت فارس والمكتبة.
سرد قمة في الجمال عن الكتب والكتّاب وعشاق الكتب وحتى أعداء الكتب. خرجت من الرواية بأكثر من 50 عنوان قد ذكرت فيها.
جريمة قتل ومكتبة مختفية.. واتفاق شعبي على التجاهل والسكوت، يشبه اتفاق الموت المعلن لماركيز.
يبدأ توفيق الخضرا رحلة البحث عن المكتبة وعن ضروف مقتل فارس أمين هذه المكتبة.
وفي رحلته يجد بعض من هذه الكتب المنهوبة متفرقة هنا وهناك، نرى في كل فصل شخصية نتعرف على قصتها وعلى تأثير كتاب معين على حياته/ا ومع تجميع القصص يصل توفيق إلى حقيقة موت فارس والمكتبة.
سرد قمة في الجمال عن الكتب والكتّاب وعشاق الكتب وحتى أعداء الكتب. خرجت من الرواية بأكثر من 50 عنوان قد ذكرت فيها.
September 9, 2022
عم أكتب خلال دموعي يلي مش قابلة توقف، وقلبي يلي رح يطلع من مكانه من الوجع.
أكثر عملين أثّروا فيي من زمن طويل. أرض الكلام وتكملة أحداثها بحبر الغراب.
يا الله شو عشت مواقف خلال هالقراءات، وشو حسيت، وشو فكرت، وشو كتبت.
القراءة كانت كثير غنية بالمشاعر بأنواعها المختلفة ومزيجها المدهش، والمُتعب.
أكثر شي كان مُلفت بالعملين هو الشخصيات وقُربها منّا.
ممدوح عزام بيحكي عن كل واحد فينا، عن حبنا ووجعنا، خيبتنا وحسرتنا وانكسارنا ورقّتنا وفرحنا.
أكاد أجزم إنو أي حدا بيقرأ أعماله إلا ما يلاقي حاله أو حدا بيعرفه جوا هالأعمال.
شيء آخر ملفت وسبب لانجذابي الكبير لأعمال ممدوح عزام هو أسلوبه السردي، يلي بيحلل وبيشرح فيه الشخصيات وبيقربك منها ومن أفكارها وخيالاتها ومشاعرها وأحاديثها الداخلية، هالتيار يلي بيخليك -بشكل مدهش إنت نفسك بتستغربه- تتفاعل مع كل ذرة مشاعر عم تعايشها الشخصية، سواء كان طفل، شاب، فتاة، امرأة أو ختيار، إلخ..
دموعي خلصوا حرفيا وعيوني تعبت كثير خلال قراءة هالعملين، لكن بنفس الوقت، فكّي تعب من لحظات الابتسام الكثيرة على طول العملين يلي كانوا بينرسموا على كل ملامحي وحتى أطرافي، بعد أشكال الرقة يلي شكّلها ممدوح أو استوحاها بشخصياته.
عملين ما رح أنساهم، أو ما رح أنسى كيف عشت معهم وكيف سهرت ونمت وصحيت ولولو وكمال وفارس وفيصل وفؤاد ومسعود وإبراهيم وصباح وحاتم ونجوى وزمرد معلقين ببالي وما بيفارقوني، بالإضافة لكثير شخصيات كمان، كنت بعد كل فصل أعلق أنا وإياهم بزاوية بعقلي وأضل ألف فيها طول اليوم وما اقدر أطلع منها.
.......
عالهامش: علاقتي بالكتب وإن كانت مميزة وإلها مكانة فريدة بقلبي واستثنائية من قبل، يلي تطوّرت عبر السنين من أول كتاب قرأته بإرادتي، فهي الآن وتحديدا بعد "حبر الغراب" تحوّلت لمعنى مختلف، جديد، مش كليًّا، لكن المعنى القديم لهالعلاقة صار إله مذاق أعمق، مذاق تشرّبته كل ذرة فيي، وخصوصا بعد تفكيري المطوّل فيها على مدار قراءتي لهالأعمال.
أكثر عملين أثّروا فيي من زمن طويل. أرض الكلام وتكملة أحداثها بحبر الغراب.
يا الله شو عشت مواقف خلال هالقراءات، وشو حسيت، وشو فكرت، وشو كتبت.
القراءة كانت كثير غنية بالمشاعر بأنواعها المختلفة ومزيجها المدهش، والمُتعب.
أكثر شي كان مُلفت بالعملين هو الشخصيات وقُربها منّا.
ممدوح عزام بيحكي عن كل واحد فينا، عن حبنا ووجعنا، خيبتنا وحسرتنا وانكسارنا ورقّتنا وفرحنا.
أكاد أجزم إنو أي حدا بيقرأ أعماله إلا ما يلاقي حاله أو حدا بيعرفه جوا هالأعمال.
شيء آخر ملفت وسبب لانجذابي الكبير لأعمال ممدوح عزام هو أسلوبه السردي، يلي بيحلل وبيشرح فيه الشخصيات وبيقربك منها ومن أفكارها وخيالاتها ومشاعرها وأحاديثها الداخلية، هالتيار يلي بيخليك -بشكل مدهش إنت نفسك بتستغربه- تتفاعل مع كل ذرة مشاعر عم تعايشها الشخصية، سواء كان طفل، شاب، فتاة، امرأة أو ختيار، إلخ..
دموعي خلصوا حرفيا وعيوني تعبت كثير خلال قراءة هالعملين، لكن بنفس الوقت، فكّي تعب من لحظات الابتسام الكثيرة على طول العملين يلي كانوا بينرسموا على كل ملامحي وحتى أطرافي، بعد أشكال الرقة يلي شكّلها ممدوح أو استوحاها بشخصياته.
عملين ما رح أنساهم، أو ما رح أنسى كيف عشت معهم وكيف سهرت ونمت وصحيت ولولو وكمال وفارس وفيصل وفؤاد ومسعود وإبراهيم وصباح وحاتم ونجوى وزمرد معلقين ببالي وما بيفارقوني، بالإضافة لكثير شخصيات كمان، كنت بعد كل فصل أعلق أنا وإياهم بزاوية بعقلي وأضل ألف فيها طول اليوم وما اقدر أطلع منها.
.......
عالهامش: علاقتي بالكتب وإن كانت مميزة وإلها مكانة فريدة بقلبي واستثنائية من قبل، يلي تطوّرت عبر السنين من أول كتاب قرأته بإرادتي، فهي الآن وتحديدا بعد "حبر الغراب" تحوّلت لمعنى مختلف، جديد، مش كليًّا، لكن المعنى القديم لهالعلاقة صار إله مذاق أعمق، مذاق تشرّبته كل ذرة فيي، وخصوصا بعد تفكيري المطوّل فيها على مدار قراءتي لهالأعمال.
January 1, 2023
المرّة الثانية على التوالي التي يستمّد فيها ممدوح عزام إحدى التراكيب من قصيدةٍ لمحمود درويش ويجعلها عُنوانًا لكتابه بعد رواية لا تُخبِر الحصان،وفي المرّتين قد وفِق في ذلك
تتشابك الأحداث بفرعين سرديين..الاول
يحاول فيه توفيق الخضرا ان يُحقق ويصل إلى معلوماتٍ يقينيةٍ بشأن ما حصل لمكتبة السمّاقيات بعد مرور عشرين سنة من تدميرها ومقتل صاحبها فارس أبو اللوز -مُتابعًا أحداث نهاية روايته ارض الكلام..التي نشرت في بداية الالفية فالزمن بين الكتابين تقريبًا هو عشرين سنة أيضًا كأحداث الرواية،ولا اعلم إن كان ذلك صُدفة أم أتت عن خطةٍ مُسبقة مُدبرة- مدونًا ماحصل معه في هذه الرحلة ضمن روايةٍ سمّاها"المكتبة البيضاء"
والثاني يسرد فيه ابنه فيصل تفاصيل حصوله على مسودّ الرواية مع اضفاء مشاعره و انطباعاته عن تلك الفترة التي كان فيها طفلًا...
يُريك قدرة الكتب على التأثير بنفوس البشر من خلال عدد من الشخصيات،ليكوّن في كل فصلٍ قصة يمكن فصلها وجعلها قصة منفردة على حدى مع ماتتضمنّه مع صعود وانحدار.
يتراوح في الخلفية التاريخية للرواية،الأحداث السياسية التي كانت تتدخل بشكل غير مباشر في صراع الأحداث..دكتاتورية الشيشكلي،صعود حزب البعث للسلطة كقوةٍ غاشمةٍ لا سبيل لِردعها،تدني الأحوال المعيشية لغالبية السُكان
اللغة عند هذا العبقري قادرة على تحويل أبسط الاشياء لمعجزاتٍ فنّية..لكنّني أحسست بأنّه قد بتر الأحداث او استعجل في الانتهاء منها وكأن هذا الكتاب مُجرد عبءٍ فقط ويريد التخلص منه
الفصل الاخير،حزين ومُبهج..قاتم وسوداوي وفي الوقت ذاته يبعث على الابتسام،يُشعرك بأنّه مازال هناك من يميز المسائل الاخلاقية ويتمسك بما يُحبّ،مسالة شرف..لحظات فارقة في الحياة كلها،أمرٌ متعلق بالرأس نفسه، إما أن تُبقيه مرفوعًا او تُنكسه للابد، والفرق هو مسافة بسيطة تصل بين الذقن والعنق..بضعة سنتيمترات هي التي تصنع الذُلّ او الكرامة.
كان لفارس ابو اللوز رائحة الصابون!!
تتشابك الأحداث بفرعين سرديين..الاول
يحاول فيه توفيق الخضرا ان يُحقق ويصل إلى معلوماتٍ يقينيةٍ بشأن ما حصل لمكتبة السمّاقيات بعد مرور عشرين سنة من تدميرها ومقتل صاحبها فارس أبو اللوز -مُتابعًا أحداث نهاية روايته ارض الكلام..التي نشرت في بداية الالفية فالزمن بين الكتابين تقريبًا هو عشرين سنة أيضًا كأحداث الرواية،ولا اعلم إن كان ذلك صُدفة أم أتت عن خطةٍ مُسبقة مُدبرة- مدونًا ماحصل معه في هذه الرحلة ضمن روايةٍ سمّاها"المكتبة البيضاء"
والثاني يسرد فيه ابنه فيصل تفاصيل حصوله على مسودّ الرواية مع اضفاء مشاعره و انطباعاته عن تلك الفترة التي كان فيها طفلًا...
يُريك قدرة الكتب على التأثير بنفوس البشر من خلال عدد من الشخصيات،ليكوّن في كل فصلٍ قصة يمكن فصلها وجعلها قصة منفردة على حدى مع ماتتضمنّه مع صعود وانحدار.
يتراوح في الخلفية التاريخية للرواية،الأحداث السياسية التي كانت تتدخل بشكل غير مباشر في صراع الأحداث..دكتاتورية الشيشكلي،صعود حزب البعث للسلطة كقوةٍ غاشمةٍ لا سبيل لِردعها،تدني الأحوال المعيشية لغالبية السُكان
اللغة عند هذا العبقري قادرة على تحويل أبسط الاشياء لمعجزاتٍ فنّية..لكنّني أحسست بأنّه قد بتر الأحداث او استعجل في الانتهاء منها وكأن هذا الكتاب مُجرد عبءٍ فقط ويريد التخلص منه
الفصل الاخير،حزين ومُبهج..قاتم وسوداوي وفي الوقت ذاته يبعث على الابتسام،يُشعرك بأنّه مازال هناك من يميز المسائل الاخلاقية ويتمسك بما يُحبّ،مسالة شرف..لحظات فارقة في الحياة كلها،أمرٌ متعلق بالرأس نفسه، إما أن تُبقيه مرفوعًا او تُنكسه للابد، والفرق هو مسافة بسيطة تصل بين الذقن والعنق..بضعة سنتيمترات هي التي تصنع الذُلّ او الكرامة.
كان لفارس ابو اللوز رائحة الصابون!!
October 21, 2023
بأمانة وقفت لحد نص الكتاب
القصص متشعبة وشبه بقرأ وأنا مش فاهمه.
القصص متشعبة وشبه بقرأ وأنا مش فاهمه.
August 1, 2021
أجمل رواية قرأتها بتتكلم عن الكتب والمكتبات، وشغف القراءة، وازاي الكتب بتأثر علينا وعلى تفكيرنا كقراء. من خلال قصة سرقة ونهب مكتبة بطريقة مريبة ومن أشخاص مجهولين، وتكتم الناس على الجريمة دي اللي اتقتل فيها العامل في المكتبة والشخصية المحورية "فارس". شخصيات الرواية كتير، وقصصهم مختلفة، بس اللي بيجمعهم هو المكتبة وحب القراءة.
August 31, 2021
حبر الغراب
تجربتي الرابعة مع ممدوح عزام، و كالعادة يبهرني🖤
تبدأ القصة بحرق مكتبة في مدينة السماقيات، هذه المدينة كانت في رواية أرض الكلام، و تعتبر حبر الغراب إمتداداً لأرض الكلام. حُرقت المكتبة و تم ارتكاب جريمة قتل، فمن الذي ارتكب الجريمة، و لماذا، و كيف تم التعتيم على المكتبة.
ينتقل ممدوح عزام الى نوع جديد نسبياً عليه، و هي الرواية التي للمرة الأولى تظهر على كونها بوليسية أو ما شابه، و لكن الكاتب وجد وصفة رائعة. يبدأ الكاتب بسرد عن الشخصية الرئيسية التي تُروى الرواية على لسانها، و كيف حاله و كيف صار بعد السماقيات، بعدها مصادفة يحصل على ورقة بشكل ما فيها بعض الاحتمالات لمن لهم علاقة بشكل ما بالمكتبة. و يأخذنا هنا في منحنى مختلف، نبدأ البحث عن كل شخصية بعدها نتعرف الى قصتها و ما صار إليها من بعد المكتبة، و بعض من التفاصيل عن حياته، و بعدها ما علاقة المكتبة بكل هذا. نمشي على هذا النهج إلى نهاية الرواية، و كان هذا بالفعل من أجمل الأفكار لهذه الرواية. تتعرف الى الكثير من الشخصيات، تأخذ فكرة أفضل عن السماقيات و حياتهم، تأخذ فكرة عن فترة حزب البعث في سوريا، و نبذة عن كيفية ظهوره، و كيف كان الوضع حينها، و اعجبني ذلك كثيراً، إذ لم أكن أعلم أي تفاصيل عن هذه الفترة من التاريخ.
من أجمل الأجزاء، الجزء الذي يتكلم عن الكتب نفسها، و عن القراءة، و عن فارس، الشخص الذي كان يدير المكتبة، نتعرف الى عالم جميل، عالم خالي من المبالغة في وصف القراءة و لكن بواقعية شديدة، نتعلم عن كتب مختلفة، و رحلات القراءة، نرى قيمة المكتبة و ما تخلفه في النفس، نرى الشغف في الكتب، و كذلك كل قصة تقريباً يوجد فيها رواية معينة او كتاب، و يُظهر لنا كيف تأثر أولائك الأشخاص بالكتب، و كيف قد تكون غيرت حكاياتهم، نتعرف في قصصهم إلى شخصيات هذه الكتب، من رواية الأم، للعبرات للمنفلوطي، للشوقيات، الى رواية البؤساء و غيرها الكثير. أعشق الكتب التي تتحدث عن القراءة و عن الكتب و المكتبات حقيقة، أستمتع بها كثيراً.
و بالنسبة الى تكوين الرواية نفسه فهو رائع، السرد و الشخصيات، و الانتقال الزمني، و اللغة، و كل شي تقريباً لا املك أي تعقيب عليه، بل يسعدني ان الكاتب خلط موضوع الكتب و المكتبة بشكل كبير وسط قدرته على السرد بأسلوبه المتميز. ممدوح عزام بالنسبة لي له أسلوب قاسي قليلاً، و لكنه معبر عن هذه الفترة بالفعل، له قدرة متميزة على الحكي لهذه الفترة، و عن التعبير عن الأوضاع السياسية و الاجتماعية و كذلك يمتعني بالتحدث عن فترة و عن مكان لا اراه يتكرر في كثير من الروايات.
كالعادة مع ممدوح عزام لي تعقيب واحد لا أحبه الا هو وجود بعض من الأمور التي لا أفضلها ولا ارى لها حاجة في الرواية من مشاهد و غيره، أحس أن بدونها كانت ستكون هناك نفس القيمة في وصف القصص
عموماً أحببتها كثيراً، و حبي لأسلوب الكاتب يجعلني أتخطى الأمور التي لا أحبها، فهي في النهاية بسيطة جدا مقارنة بباقي جمال الرواية
تجربتي الرابعة مع ممدوح عزام، و كالعادة يبهرني🖤
تبدأ القصة بحرق مكتبة في مدينة السماقيات، هذه المدينة كانت في رواية أرض الكلام، و تعتبر حبر الغراب إمتداداً لأرض الكلام. حُرقت المكتبة و تم ارتكاب جريمة قتل، فمن الذي ارتكب الجريمة، و لماذا، و كيف تم التعتيم على المكتبة.
ينتقل ممدوح عزام الى نوع جديد نسبياً عليه، و هي الرواية التي للمرة الأولى تظهر على كونها بوليسية أو ما شابه، و لكن الكاتب وجد وصفة رائعة. يبدأ الكاتب بسرد عن الشخصية الرئيسية التي تُروى الرواية على لسانها، و كيف حاله و كيف صار بعد السماقيات، بعدها مصادفة يحصل على ورقة بشكل ما فيها بعض الاحتمالات لمن لهم علاقة بشكل ما بالمكتبة. و يأخذنا هنا في منحنى مختلف، نبدأ البحث عن كل شخصية بعدها نتعرف الى قصتها و ما صار إليها من بعد المكتبة، و بعض من التفاصيل عن حياته، و بعدها ما علاقة المكتبة بكل هذا. نمشي على هذا النهج إلى نهاية الرواية، و كان هذا بالفعل من أجمل الأفكار لهذه الرواية. تتعرف الى الكثير من الشخصيات، تأخذ فكرة أفضل عن السماقيات و حياتهم، تأخذ فكرة عن فترة حزب البعث في سوريا، و نبذة عن كيفية ظهوره، و كيف كان الوضع حينها، و اعجبني ذلك كثيراً، إذ لم أكن أعلم أي تفاصيل عن هذه الفترة من التاريخ.
من أجمل الأجزاء، الجزء الذي يتكلم عن الكتب نفسها، و عن القراءة، و عن فارس، الشخص الذي كان يدير المكتبة، نتعرف الى عالم جميل، عالم خالي من المبالغة في وصف القراءة و لكن بواقعية شديدة، نتعلم عن كتب مختلفة، و رحلات القراءة، نرى قيمة المكتبة و ما تخلفه في النفس، نرى الشغف في الكتب، و كذلك كل قصة تقريباً يوجد فيها رواية معينة او كتاب، و يُظهر لنا كيف تأثر أولائك الأشخاص بالكتب، و كيف قد تكون غيرت حكاياتهم، نتعرف في قصصهم إلى شخصيات هذه الكتب، من رواية الأم، للعبرات للمنفلوطي، للشوقيات، الى رواية البؤساء و غيرها الكثير. أعشق الكتب التي تتحدث عن القراءة و عن الكتب و المكتبات حقيقة، أستمتع بها كثيراً.
و بالنسبة الى تكوين الرواية نفسه فهو رائع، السرد و الشخصيات، و الانتقال الزمني، و اللغة، و كل شي تقريباً لا املك أي تعقيب عليه، بل يسعدني ان الكاتب خلط موضوع الكتب و المكتبة بشكل كبير وسط قدرته على السرد بأسلوبه المتميز. ممدوح عزام بالنسبة لي له أسلوب قاسي قليلاً، و لكنه معبر عن هذه الفترة بالفعل، له قدرة متميزة على الحكي لهذه الفترة، و عن التعبير عن الأوضاع السياسية و الاجتماعية و كذلك يمتعني بالتحدث عن فترة و عن مكان لا اراه يتكرر في كثير من الروايات.
كالعادة مع ممدوح عزام لي تعقيب واحد لا أحبه الا هو وجود بعض من الأمور التي لا أفضلها ولا ارى لها حاجة في الرواية من مشاهد و غيره، أحس أن بدونها كانت ستكون هناك نفس القيمة في وصف القصص
عموماً أحببتها كثيراً، و حبي لأسلوب الكاتب يجعلني أتخطى الأمور التي لا أحبها، فهي في النهاية بسيطة جدا مقارنة بباقي جمال الرواية
June 21, 2024
أحيانًأ أرغب في قراءة عمل ما، يؤنس وقتي، ويقدّر قلبي وعقلي، لحظتها لا أكون في مزاج الرغبة بالمغامرة كما العادة، بل أميل باحثًا عن منطقة آمنة، احتمي بها، لأداري خوفًا أو قلقًا، وأحفّز منطق سعادة مختبئ. وهذه "العجنة" مقاديرها؛ عمل لممدوح عزام.
ممدوح في عادته بالبحث عن الإنسان وداخله، بحثًا متجددًّا غير مكرور، حيث لا مكان لإدعاء أو تظاهر أو كلمة زائفة.
يكتب عن مكتبة السماقيات للمرة الثانية (بعد رواية أرض الكلام التي أنصح بقراءتها قبل هذا العمل) عن نهبها وقتل أمينها، حدثٌ أساسيّ تسير على خطاه الرواية، تُعقَد التحقيقات التي ليست كالتحقيقات، والاستجوابات التي تداري زيفها واستثنائية تواطئها الفاضح.
مكتبة اُبتلعت وأمين قتل!
كم تحمل هذه القصة من دلالات! فلماذا يقتلُ الأمين؟ ولماذا تتفرّق الكُتب وتُشرّد، هل هو الثأرُ من الكلمة؟ أم أنه مجرد حدث عشوائي طارئ يجعله كغيره؛ كومة من أشياء في طريق المحراث الجارف لأي رغبة في الحياة.
وجه الجدوى والعدالة، يتتبع (توفيق الخضرا) أو يحاول أن يتتبع مصير ومسار تلك الكتب المفقودة، فيصل إلى العديد من الإجابات عن مصير بعض هذه الكتب، وهنا مكمَن الرواية؛ أيّ في مصير العناوين
نجد بعضًا من هذه الكتب، وقد تحصّل عليها بعضًا من أهل المكان إما عمدًا أو صدفةً، رغبةً بالكتاب نفسه أو بأي كتاب أو بأي شيء. عندما نبحر في مصائر هذه الكتب، تتشعّب القصة، ويتوضح -مرة أخرى- كم يعرف ممدوح عزام أبناء بلاده، حيث أن شكل الوصول والرغبة في الكتاب، يحكي الكثير عن علاقة هؤلاء البشر بالمخلوق المسمى "كتاب".
فيسرد لنا حكايات إنسانية ملؤها الدهشة، والطرافة، والخذلان، والندم، وغيرها من المشاعر التي كانت الكتب بطلًا أساسيًّا فيها بشكل أو بآخر. لقد استطاع ممدوح عزام وبروايته هذه مقاربة علاقة القارئ العربي بالكتاب، العلاقة التي شغلت المثقفين والمستثقفين والمستشرقين ومُجريي الأبحاث التشريحية دون القدرة على الاقتراب من حقيقة هذه العلاقة المريبة والاستثنائية والجميلة والمتناقضة. وهنا تتجلى قدرة الأدب، فلا هو يدّعي الحكمة -ولو أنه وباعتقادي يملكها طوال الوقت- ولا هو يُملي نظرية بمقاس واحد ابتغى على الجميع ارتداؤها والتظاهر بتناسقها مع جسمه المختلف حتمًا.
شكرًا للفن الحق، لأنه بات "تقريبًا" الشيء الوحيد القادر على إلقاء ما يشبه النظرة الأخيرة على إنسانيتنا وتفردنا وخصوصياتنا المختلفة.
ممدوح في عادته بالبحث عن الإنسان وداخله، بحثًا متجددًّا غير مكرور، حيث لا مكان لإدعاء أو تظاهر أو كلمة زائفة.
يكتب عن مكتبة السماقيات للمرة الثانية (بعد رواية أرض الكلام التي أنصح بقراءتها قبل هذا العمل) عن نهبها وقتل أمينها، حدثٌ أساسيّ تسير على خطاه الرواية، تُعقَد التحقيقات التي ليست كالتحقيقات، والاستجوابات التي تداري زيفها واستثنائية تواطئها الفاضح.
مكتبة اُبتلعت وأمين قتل!
كم تحمل هذه القصة من دلالات! فلماذا يقتلُ الأمين؟ ولماذا تتفرّق الكُتب وتُشرّد، هل هو الثأرُ من الكلمة؟ أم أنه مجرد حدث عشوائي طارئ يجعله كغيره؛ كومة من أشياء في طريق المحراث الجارف لأي رغبة في الحياة.
وجه الجدوى والعدالة، يتتبع (توفيق الخضرا) أو يحاول أن يتتبع مصير ومسار تلك الكتب المفقودة، فيصل إلى العديد من الإجابات عن مصير بعض هذه الكتب، وهنا مكمَن الرواية؛ أيّ في مصير العناوين
نجد بعضًا من هذه الكتب، وقد تحصّل عليها بعضًا من أهل المكان إما عمدًا أو صدفةً، رغبةً بالكتاب نفسه أو بأي كتاب أو بأي شيء. عندما نبحر في مصائر هذه الكتب، تتشعّب القصة، ويتوضح -مرة أخرى- كم يعرف ممدوح عزام أبناء بلاده، حيث أن شكل الوصول والرغبة في الكتاب، يحكي الكثير عن علاقة هؤلاء البشر بالمخلوق المسمى "كتاب".
فيسرد لنا حكايات إنسانية ملؤها الدهشة، والطرافة، والخذلان، والندم، وغيرها من المشاعر التي كانت الكتب بطلًا أساسيًّا فيها بشكل أو بآخر. لقد استطاع ممدوح عزام وبروايته هذه مقاربة علاقة القارئ العربي بالكتاب، العلاقة التي شغلت المثقفين والمستثقفين والمستشرقين ومُجريي الأبحاث التشريحية دون القدرة على الاقتراب من حقيقة هذه العلاقة المريبة والاستثنائية والجميلة والمتناقضة. وهنا تتجلى قدرة الأدب، فلا هو يدّعي الحكمة -ولو أنه وباعتقادي يملكها طوال الوقت- ولا هو يُملي نظرية بمقاس واحد ابتغى على الجميع ارتداؤها والتظاهر بتناسقها مع جسمه المختلف حتمًا.
شكرًا للفن الحق، لأنه بات "تقريبًا" الشيء الوحيد القادر على إلقاء ما يشبه النظرة الأخيرة على إنسانيتنا وتفردنا وخصوصياتنا المختلفة.
September 27, 2021
تُمحى المكتبة من المكان، ومن الذاكرة. تُنهب كتبها، ويُقتل حارسها. هذا مصير المكتبات في زمن العسكر والانقلابات والدكتاتورية.
لكن الكتب تبقى! وتمارس سرّها وسحرها في حياة هذا وهذه، وتلك وذاك. تنتقل فيهم وبين أيديهم. تغيّرهم أو تتحداهم.
قصصٌ تتشعّب وتتداخل في بعض مفاصلها. لكنّها ظلت مشتتة ولم يفلح الكاتب، وربما لم يحاول جمعَ شتاتها. كما أنّ شخوصها كانت كثيرة إلى حدّ الإرباك، وهذه مآخذي على الرواية.
لكن الكتب تبقى! وتمارس سرّها وسحرها في حياة هذا وهذه، وتلك وذاك. تنتقل فيهم وبين أيديهم. تغيّرهم أو تتحداهم.
قصصٌ تتشعّب وتتداخل في بعض مفاصلها. لكنّها ظلت مشتتة ولم يفلح الكاتب، وربما لم يحاول جمعَ شتاتها. كما أنّ شخوصها كانت كثيرة إلى حدّ الإرباك، وهذه مآخذي على الرواية.
August 8, 2022
هذه الرواية تعجز الكلمات في الكتابة عنها ملحمة المكتبة المختفية، والقلوب النقية المسلوبة، والصداقة المتمثلة بالوفاء مرة وبالخيانة مرة، لا تعرف ثمنها حتى تغلقها، إذا لم تترك فيك صوت أبطالها وأنينهم وحنينهم واشتياقهم فأعد قراءتها.
كل اسم في الرواية أعطاه ممدوح عزام حياة في الحياة لا دور وحوار وزمكان روائي، الرواية التي أتمنى أن تثابر دار النشر وتوزعها واسعا وستكون حية تشبه أعمال الخالذين.
كل اسم في الرواية أعطاه ممدوح عزام حياة في الحياة لا دور وحوار وزمكان روائي، الرواية التي أتمنى أن تثابر دار النشر وتوزعها واسعا وستكون حية تشبه أعمال الخالذين.
August 7, 2021
إن الكتاب هو الجليس الذي لا ينافق، ولا يمل، ولا يعاتب إذا جفوته ولا يفشي سرك. تتحدث الرواية عن تخريب ونهب مكتبة السماقيات بسوريا وقتل واحد من مؤسسي المكان.
تدور أحداث الرواية في سوريا خلال فترة الإنقلاب العسكري في ستينيات القرن الماضي، ونفور الحزب الحاكم ( حزب البعث) من القراءة، فهو عدوًا للثقافة والمعرفة. وهكذا يتم التخطيط لتدمير المكتبة وملاحقة من له صلة بأي ٍمن بوابات المعرفة.
تُسرد الرواية عن طريق شخصين، أب وولده، يحاولا تتبع أثر الكتب الضائعة من المكتبة، وكيف نُهبت وأين أنتهى بها المطاف. ومن خلال فصول الرواية نتعرف عن بعض الشخصيات التي احتفظت ببعض الكتب، إما عن طريق السرقة، أو الصدفة، أو الاقتناء قبل حدوث الكارثة. تتأثر حياة كل شخص بقراءة تلك الكتب، منهم من يجد ضالته ويقارن نفسه بأحد شخصيات الكتاب، منهم من يساوره الشك في حياته.
يتفنن ممدوح عزام في وصف وسرد حياة كل شخص بكل فصل من فصول الرواية، صعوده أو هبوطه خلال رحلته في قراءة الكتاب.
رواية ممتعة جدًا، تستحق العلامة الكاملة.
تدور أحداث الرواية في سوريا خلال فترة الإنقلاب العسكري في ستينيات القرن الماضي، ونفور الحزب الحاكم ( حزب البعث) من القراءة، فهو عدوًا للثقافة والمعرفة. وهكذا يتم التخطيط لتدمير المكتبة وملاحقة من له صلة بأي ٍمن بوابات المعرفة.
تُسرد الرواية عن طريق شخصين، أب وولده، يحاولا تتبع أثر الكتب الضائعة من المكتبة، وكيف نُهبت وأين أنتهى بها المطاف. ومن خلال فصول الرواية نتعرف عن بعض الشخصيات التي احتفظت ببعض الكتب، إما عن طريق السرقة، أو الصدفة، أو الاقتناء قبل حدوث الكارثة. تتأثر حياة كل شخص بقراءة تلك الكتب، منهم من يجد ضالته ويقارن نفسه بأحد شخصيات الكتاب، منهم من يساوره الشك في حياته.
يتفنن ممدوح عزام في وصف وسرد حياة كل شخص بكل فصل من فصول الرواية، صعوده أو هبوطه خلال رحلته في قراءة الكتاب.
رواية ممتعة جدًا، تستحق العلامة الكاملة.
March 22, 2022
مقدمة :
هناك كُتّاب كثيرون يكتبون بلغة ذات إيقاع يمنح ذلك السرد بهاءً و ألقاً ، لكن هذا الرجل يكتب يسرد بلغة ذات نغم تجعل النفس مليئة بالإشفاق والشجن. لم يكن في الرواية شعر و إنما كان فيها بحور. فن العَروض يجب أن يخترع في العربية إن كان السرد البديع يُساق بهكذا نغم.
—ĔĔĔĔĔ�
هذا الكاتب ، ينبش في قلبك كلَ موضعٍ للرقة، يشعرك بالوجد ويجبرك على خفض جناحك. تتوحد مع كل شخصية .. لا أقول تشعر بما يشعرون بل تشعر بدلاً عنهم. يجعل فؤادك فارغاً من الشجن، لا تبكيك الأحداث و المُلمات إنما السرد نفسه هو عزفٌ شجي، اللغة ذاتها و إيقاعها تبعث الوجدان من مرقدها.
—ĔĔĔĔĔ�
هذه رواية عبارة عن رحلة بحث بعد ١٠ سنوات عن مكتبة أُحرقت وُكتبها نُهبت وضاعت وتفرقت رحلة بحث عن مجهول قتل أمين المكتبة الشاب فارس. بعضُ من الكتب قد وجدت عند أهالي القرية الذين خرجوا منها ولكل منهم رواية أو كتاب قد استوطن في نفسه وشكل حياته ومصيره. ( البؤساء ، السراب ، بول و فيرجيني ، قادة الفكر ، سجن العمر ، زهرة العمر ، قصص تشيخوف �. الخ )
هذه رواية عن علاقتنا نحن البشر بالكتب والمكتبات عن عشقنا لها و عدائنا لها كذلك. عن فِعل القراءة نفسه كيف يغيرنا عن ما نجده في الكتب من الحب بين طياتها وعن الأسى بين ثناياها.
راقت علي كثيراً .
هناك كُتّاب كثيرون يكتبون بلغة ذات إيقاع يمنح ذلك السرد بهاءً و ألقاً ، لكن هذا الرجل يكتب يسرد بلغة ذات نغم تجعل النفس مليئة بالإشفاق والشجن. لم يكن في الرواية شعر و إنما كان فيها بحور. فن العَروض يجب أن يخترع في العربية إن كان السرد البديع يُساق بهكذا نغم.
—ĔĔĔĔĔ�
هذا الكاتب ، ينبش في قلبك كلَ موضعٍ للرقة، يشعرك بالوجد ويجبرك على خفض جناحك. تتوحد مع كل شخصية .. لا أقول تشعر بما يشعرون بل تشعر بدلاً عنهم. يجعل فؤادك فارغاً من الشجن، لا تبكيك الأحداث و المُلمات إنما السرد نفسه هو عزفٌ شجي، اللغة ذاتها و إيقاعها تبعث الوجدان من مرقدها.
—ĔĔĔĔĔ�
هذه رواية عبارة عن رحلة بحث بعد ١٠ سنوات عن مكتبة أُحرقت وُكتبها نُهبت وضاعت وتفرقت رحلة بحث عن مجهول قتل أمين المكتبة الشاب فارس. بعضُ من الكتب قد وجدت عند أهالي القرية الذين خرجوا منها ولكل منهم رواية أو كتاب قد استوطن في نفسه وشكل حياته ومصيره. ( البؤساء ، السراب ، بول و فيرجيني ، قادة الفكر ، سجن العمر ، زهرة العمر ، قصص تشيخوف �. الخ )
هذه رواية عن علاقتنا نحن البشر بالكتب والمكتبات عن عشقنا لها و عدائنا لها كذلك. عن فِعل القراءة نفسه كيف يغيرنا عن ما نجده في الكتب من الحب بين طياتها وعن الأسى بين ثناياها.
راقت علي كثيراً .
January 20, 2022
بدأت بداية رهيبة وجميلة جداً ثم لاشيء للأسف
January 15, 2022
رواية" حبر الغراب".. غواية إخفاء المعنى
ينفتح المشهد الأول في رواية ممدوح عزام "حبر الغراب" (دار سرد 2021) على لعنة، على رجاء مشوب بالأمل من رجل حانق ومقهور، اسمه توفيق الخضرا إلى إله كلي القدرة، يتوسل فيه عبر الكلمات والأدعية بأن يلقي بصاحبه الذي لم يعد بصاحبه، لقمان لقمان خارج رحمته الإلهاية، أن يصيّره عصفًا مأكولًا، عدما كليًا. ليسدل ستارته على مصافحة صقيعية بين رجلين يتبدا فيها الأول نبيًّا محزونًا فيما الآخر مجرد أفّاق ومتآمر، وكيف لا يكون وقد ساهمت رذائله المشينة؛ الإدمان على شرب العرق والدعارة في طمس حقيقتين؛ نهب مكتبة السماقيات التي كان شريكًا في تأسيسها ومقتل مقيمها الشاب فارس أبو اللوز؟
كان يمكن لتوفيق الخضرا أن يواصل حياته اليومية بالاعتيادية، التي دأب عليها منذ حصول مذبحة الكتب الكبرى، أن يقيم في السويداء ويظل قلبه معلقًا بالسماقيات، قانعًا بنصيبه اللئيم من المنفى (العيش على تخوم الناس، على مقربة لصيقة من حواسهم المتبدلة، وبالضد من تصوراتهم الساذجة عن الحياة)، ليربح بذلك لقب الحكيم الزاهد ولنخسر بدورنا ألق الحكاية؛ حكايته مع الناس وحكايتهم مع المكتبة. لكنّها مشيئة الصوت، صوت لقمان المشروخ ذاته ومن ثم يده الحائرة بين صوتين؛ الإمساك عن قول الحقيقة "فيك تنسى؟!" والإصرار على إعلان قيامتها "يمكن تساعدك ع التذكر!"، هي التي سيكون لها الكلمة الفصل في إخراجه من الصمت، إدماجه في نار الحكاية ولهيبها.
ثمة اعتقاد راسخ لدى النقاد والقرّاء على حد سواء بأن النص الأدبي مغوٍ، وأن غوايته أو سر جاذبيته يكمن في متعة قراءته ذاتها، عبر التعامل معها كنوع من الكشف أو القبض على جملة العناصر الشكلية أوالبنائية (الزمان والمكان والشخصيات وعدالة مصيرها والحَبكة والمحور أو المعنى العميق والإسلوب وطرق السرد وغيرها الكثير) التي تشكل نسيجه الحي. فإذا ما كانت متعة الكشف عن طبيعة العدالة المتحققة لشخصيات العمل الأدبي وفقًا لنظام العقوبات والمكافآت تظل أسيرة الانتهاء من قراءة العمل الأدبي، فالأحرى أن تكون متعة القارئ موجهة إلى البدايات، إلى لحظة الكشف عن الحَبكة وعن المسار الذي ستسلكه، خاصة إذا ما تعاملنا معها على كونها اللبنة الأولى في تشيكل البناء أو المعمار الروائي وتحديد معالمه.
الحَبكة في العمل الأدبي أو الروائي أكثر تحديدًا أو تقنينًا مما يعتقد البعض، فهي ليست ذلك النسيج الحكائي المحكم لجميع أحداث النص وشخصياته على اختلاف أنواعها ومكانتها، رئيسية كانت أم ثانوية وحتى هامشية، بقدر ما تتجسَّد في العلاقة الجدلية المتفردة بين طرفين؛ البطل أو الشخصية الرئيسية من جهة، والمهمة التي سيلزم نفسه بها من جهة أخرى. ولمّا كانت ثمة مسافة مكانية وزمانية بين لحظة اكتشاف البطل لمهمته ومدة انجازها الفعلي، ولمّا كانت عملية الإنجاز ذاتها أمرًا غير مفروغ منه أو هينًا، بقدر ما يتطلب نوعًا خاصًا من المكابدة والعناء نظرًا لطبيعة العقبات التي ستعترض طريقه، صار لزامًا علينا أن نتعامل معها كمسار أو سيرورة لثلاث ذرى رئيسية؛ ففيما تحتل لحظة الاشتعال التي تدفع البطل للتحرك صوب المهمة ذروة البداية، تمثل رحلة كفاحه للوصول إلى الهدف، ذروتها الصاعدة، التي ستمهد بدروها للحظة الإنجاز، الذروة الهابطة بكل ما يتخللها من مشاعر بالفرح والحبور ناتجة عن عملية التفريغ النفسي، في حالة الانجاز البطولي والفذ أو مشاعر الإحباط والحزن في حالة الفشل أو الإخفاق.
يمكن القول إن حَبكة "حبر الغراب" لا تقنّع نفسها ولا تخفيها، ولمَ قد تفعل مادام القبض على شرطَيْ الحبكة الرئيسيين؛ البطل ومهمته، هما الدافع الجوهري لذهابنا مع الرواية إلى نهايتها، وما دامت تصوراتنا عن الخط العام للحكاية، التي تتولى الرواية تقديمها لنا لا تخرج عن تصوراتنا العامة لها كـ"بطل في مهمة". فهوية البطل في نسيجها واضحة لا لبس فيها، إنّها شخصية توفيق الخضرا، ذلك أنها تظهر نفسها من خلال المهمة التي قررت إنجازها بعد تلقيها لائحة الاتهام من لقمان لقمان، والمتمثلة بالبحث عن قتلة أبو اللوز كما الأشخاص التي ساهموا في نهب المكتبة التي كان قيمًا عليها. وإذا كنا سنتوقف عن الذهاب مع حبكة الرواية إلى نهايتها، فما ذلك سوى رغبة منا في ترك مهمة الكشف عنها، ومن ثم الحصول على متعتها أمرًا خاصًا بكل قارئ على حدة.
قد يبدو من نافل القول التصريح بأن أصحاب العمل الأدبي ما هم إلا أصحاب أفكار أو مشاريع أفكار كبرى، ذلك أن عملهم الرئيس غالبًا ما يكون موجهًا للكشف عن القيم الكبرى التي يحيا بموجبها الإنسان كالحرية والكرامة، الفروسية والعدالة، أو عمّا يضادها كالحسد والغيرة والأنانية والانحطاط والسفالة والتسلط وغيرها. وهم في انخراطهم هذا أقرب ما يكونون للفلاسفة أو علماء الاجتماع والنفس، بفارق وحيد هي الطريقة التي يلجؤون إليها لنقل تلك التصورات والأفكار إلى حيز الواقع، والتي غالبًا ما تكون منصبة على الحكاية وطرق عرضها. من هنا تصبح عملية البحث عن المعنى الذي يستبطنه النص الأدبي، شأنًا متعويًا أو سارًا بامتياز، الأمر الذي يرفع عملية البحث عنه إلى مستوى التدريب الجمالي الخالص المكتفي بذاته، الذي لا علاقة له من قريب أو بعيد بأية أهداف تربوية أو متعوية أخرى.
في ذهاب قارئ "حبر الغراب" مع الحَبكة بقصد التوصل إلى المعنى، الفكرة أو جملة الأفكار التي يرغب عزام بتوصيلها، سيقفز إلى ذهنه مباشرة أنه أمام رواية بوليسية، وأن موضوعها الرئيسي الكشف عن طبيعة لغز ما، هو في حالتها الراهنة الكشف عن الدوافع التي أدت لفعلي النهب كما القتل. ولمّا كان الكشف عن الطريقة التي تم فيها تنفيذ الفعلين، ليس أمرًا مغريًا بذاته، على اعتبار أن شخصية توفيق الخضرا لا تتطابق مع شخصية المحقق كونان أو شرلوك هولمز، لربما انصرف ذهنه إلى معاينة طبيعة الفعل الجرمي الذي تسبب بحدوث كل من الواقعتين، عبر مقاربة ذلك الفعل الجرمي بمدى احتوائه على ركن الجريمة الأساسي، أي النية أو القصد، من عدمه.
فما الذي يبقى من الفعل الجرمي ما دام مرتكبوه لم يدر في خلدهم أثناء الإقدام عليه إيقاع الضرر بالقيّم عليها الشاب أبو اللوز، ولا نهب المكتبة بقصد الإبادة والمحق؟ وإن كل ما حدث هناك حدث فجأة وعلى نحو غير متوقع وأقرب للعبث، أو أقرب ما يكون لردة فعل الشخص الذي وجد نفسه مخدوعًا ومحبطًا فقرر في لحظة عجزه تلك التنفيس عنها باللجوء إلى النهب. ثم ما الذي يبقى من هوية الفاعل الإجرامية، إذا كان فعله في قرارة أنفسنا لا يخرج عن فعل الشخص المغرر به، العاجز عن إدراك ذاته كأداة في ملعب غيره، كما العاجز عن إدراك مقاصد من يتلاعب به؟ ألا ينصرف موقعه في مثل هذه الحال من موقع المجرم الخسيس إلى موقع الضحية، فيما ينصرف موقع المحرض الخبيث الممسك بخيوط اللعبة إلى موقع المجرم الحقيقي؟
لا شك أن سؤال الحقيقة ذاتها هو ما سيطفو على ذهن القارئ، حين يتساءل ما هي وعمّ تكون؟ هل هي واضحة بمثل كل هذا الوضوح أم ملتبسة ونسبية؟ وإلا كيف نقيم الحد الفاصل بين سلوكين ومسؤوليتين؛ سلوك ومن ثم مسؤولية الشخص المغرر به، وسلوك ومسؤولية الشخص المتآمر؟ وكيف لنا أن نميزبين نهبين؛ نهب كان بقصد تدمير المكتبة ومحقها من الوجود، ونهب أفضى إلى إبقائها حية بين الناس؟ أليس هذا ما يتساوق مع فكرة الحقيقة والتباسها كما يظهر في الاقتباس الذي ينقله عزام عن درويش "الحقيقة بيضاء فاكتب عليها/ بحبر الغراب/ الحقيقة سوداء فاكتب/ بضوء السراب"؟ وإنّ وجوده، أي الاقتباس، بمثل هذا الوضوح الملغز، ما هو سوى إشارة للدخول إلى النص الروائي واستجلاء معاني الحقيقة التي يرغب عزام إشراكنا بمعاينتها وتأملها.
تنبع فكرة البحث عن المعنى الجوهري للنص الروائي، فيما يتجاوز المعنى الظاهري الذي تقدمه لنا الحَبكة، في الافتراض القائل بأن المعنى المبثوث في الروايات هو أمر سري وخفي بما يتجاوز إمكانية البوح به من خلال الحبكة أو على نحو أدق من خلال مهمة البطل التي تتضمنها. لذا فإن بحثنا هذه المرة سوف يتركز على معاينة الفكرة المطروحة في ثنايا الفصل الخامس، التي تذهب إلى فكرة وجود علاقة مقدسة بين المكتبة أو الكتب و صاحبها تصل لدرجة اعتبارها "معنى للحياة" عند الأستاذ سليم الراضي، وسببًا كافيًا للموت في سبيلها عند فارس أبو اللوز، وعناء يستحق مغامرة البحث وإعادتها إلى مكانها الطبيعي كمصدر للتنوير عند توفيق الخضرا.
أليس هذا ما تريد الكشف عنه الرواية، علاقة القداسة بين الكتب وصاحبها، تاركة لنا تفسير ذلك عبر الافتراض القائل بأن سبب العلاقة يعود إلى طبيعة الواقع شديد التغير الذي يرغب القارئ أو صاحب المكتبة بالقبض عليه وتجنب مصائبه عبر محاولة السيطرة عليه، وأن الطريق إلى ذلك يمر عبر مسلك فريد هو الكتب، التي تحتوي بين دفتيها تجارب الناس وخبراتهم. وهكذا يصبح فقد الكتب بهذا المعنى فقدًا أو خسارة لقدرتنا على فهم الواقع، كما فقدا لقدرتنا على تلمس سبل النجاة فيه. ألا تعبر الصيغة المجازية "الكتب أنوار العقل" عن إيماننا بقدرة العقل البشري المتجسدة في الكتب على إضاءة الواقع وإزالةالغموض أو الظلمة التي تخترق جوانبه؟ أليس هذا ما توحي به صورة الغلاف التي صمّمها تمام عزام للرواية، علية من حبق تطل على ساحة تشع بنور عقلها على قاطنيها في فضاء من الظلمة الدامسة؟
تصر "حبر الغراب"، كما غيرها من روايات ممدوح عزام، على اختراق الحدود الفاصلة التي تحاول السلطة ترسيمها بين زمنين؛ زمن الكتابة الروائية وزمنها السلطوي، حيث نجد أنفسنا في بداية الزمن التأسيسي لحزب البعث 1963 عندما كان يقيم علاقته الخاصة مع الحقيقة. وهي تتطابق إلى حد كبير مع معنى الحقيقة وأثرها التي عادة ما تقيمها سلطة منتصرة مع أخرى مهزومة، حيث تفتتح سلطتها الزمانية بالسطو على ثرواتها المادية عبر تقنيتي التقنين والمصادرة وتحت ستار من الدفاع عن الصالح العام، وتنتهي بالقضاء على رأس مالها الرمزي، المكون من التعددية الحزبية والفصل بين السلطات، حرية الصحافة والنقابات، وأخيرًا أيديولوجيتها المبثوثة عبر الكتب.
الكتب هي عدوة السلطة الوليدة، ذلك أن علاقتها بها لا تتم إلا عبر الإبادة أو التطهر بالنار وفق تصورات لطفي الجمل أو حزبه عن التأسيس. فالحقيقة إما أن تكون أحادية في نظر الأحزاب الشمولية أو العقائدية أو لا تكون، ذلك أن تعدد مصادرها يعني تهديدًا لوجود معقولية سلطتها على أرض الواقع، التي ترغب بتأسيسها على أرضية معرفية مضادة، عنوانها الأيديولوجيا. ففي الأيديولوجيا تصبح كل معرفة مضادة لتصور السلطة الجديدة عن نفسها كممثلة للخير العام، بمثابة هرقطة تستدعي التهميش والإقصاء والعقاب، في الوقت الذي يصبح فيه كل صاحب تصور حر عن المعرفة أو الحقيقة تهديدًا لحقيقتها المطلقة عن الذات، التي تستميت لترسيخها عبر الشعارات المبسترة تارةر، وعبر المنطلقات النظرية الرمادية تارة أخرى. من هنا فإن رحلة توفيق الخضرا للبحث عن الكتب المغيبة تعتبر بمثابة مغامرة للكشف عن الوجه الآخر للحقيقة، على الضد من الأيديولوجيا المنتصرة التي تدعي امتلاكها لفكرة الصلاح الكوني.
ملاحظة : هذه القراءة في رواية" حبر الغراب" جزء من مقال بنفس العنوان تم نشره في موقع " ألتراصوت" الالكتروني. وذلك في حال رغب أحد ما في قراءة المقال كاملا ( 3200) كلمة.
مصلح المصلح
ينفتح المشهد الأول في رواية ممدوح عزام "حبر الغراب" (دار سرد 2021) على لعنة، على رجاء مشوب بالأمل من رجل حانق ومقهور، اسمه توفيق الخضرا إلى إله كلي القدرة، يتوسل فيه عبر الكلمات والأدعية بأن يلقي بصاحبه الذي لم يعد بصاحبه، لقمان لقمان خارج رحمته الإلهاية، أن يصيّره عصفًا مأكولًا، عدما كليًا. ليسدل ستارته على مصافحة صقيعية بين رجلين يتبدا فيها الأول نبيًّا محزونًا فيما الآخر مجرد أفّاق ومتآمر، وكيف لا يكون وقد ساهمت رذائله المشينة؛ الإدمان على شرب العرق والدعارة في طمس حقيقتين؛ نهب مكتبة السماقيات التي كان شريكًا في تأسيسها ومقتل مقيمها الشاب فارس أبو اللوز؟
كان يمكن لتوفيق الخضرا أن يواصل حياته اليومية بالاعتيادية، التي دأب عليها منذ حصول مذبحة الكتب الكبرى، أن يقيم في السويداء ويظل قلبه معلقًا بالسماقيات، قانعًا بنصيبه اللئيم من المنفى (العيش على تخوم الناس، على مقربة لصيقة من حواسهم المتبدلة، وبالضد من تصوراتهم الساذجة عن الحياة)، ليربح بذلك لقب الحكيم الزاهد ولنخسر بدورنا ألق الحكاية؛ حكايته مع الناس وحكايتهم مع المكتبة. لكنّها مشيئة الصوت، صوت لقمان المشروخ ذاته ومن ثم يده الحائرة بين صوتين؛ الإمساك عن قول الحقيقة "فيك تنسى؟!" والإصرار على إعلان قيامتها "يمكن تساعدك ع التذكر!"، هي التي سيكون لها الكلمة الفصل في إخراجه من الصمت، إدماجه في نار الحكاية ولهيبها.
ثمة اعتقاد راسخ لدى النقاد والقرّاء على حد سواء بأن النص الأدبي مغوٍ، وأن غوايته أو سر جاذبيته يكمن في متعة قراءته ذاتها، عبر التعامل معها كنوع من الكشف أو القبض على جملة العناصر الشكلية أوالبنائية (الزمان والمكان والشخصيات وعدالة مصيرها والحَبكة والمحور أو المعنى العميق والإسلوب وطرق السرد وغيرها الكثير) التي تشكل نسيجه الحي. فإذا ما كانت متعة الكشف عن طبيعة العدالة المتحققة لشخصيات العمل الأدبي وفقًا لنظام العقوبات والمكافآت تظل أسيرة الانتهاء من قراءة العمل الأدبي، فالأحرى أن تكون متعة القارئ موجهة إلى البدايات، إلى لحظة الكشف عن الحَبكة وعن المسار الذي ستسلكه، خاصة إذا ما تعاملنا معها على كونها اللبنة الأولى في تشيكل البناء أو المعمار الروائي وتحديد معالمه.
الحَبكة في العمل الأدبي أو الروائي أكثر تحديدًا أو تقنينًا مما يعتقد البعض، فهي ليست ذلك النسيج الحكائي المحكم لجميع أحداث النص وشخصياته على اختلاف أنواعها ومكانتها، رئيسية كانت أم ثانوية وحتى هامشية، بقدر ما تتجسَّد في العلاقة الجدلية المتفردة بين طرفين؛ البطل أو الشخصية الرئيسية من جهة، والمهمة التي سيلزم نفسه بها من جهة أخرى. ولمّا كانت ثمة مسافة مكانية وزمانية بين لحظة اكتشاف البطل لمهمته ومدة انجازها الفعلي، ولمّا كانت عملية الإنجاز ذاتها أمرًا غير مفروغ منه أو هينًا، بقدر ما يتطلب نوعًا خاصًا من المكابدة والعناء نظرًا لطبيعة العقبات التي ستعترض طريقه، صار لزامًا علينا أن نتعامل معها كمسار أو سيرورة لثلاث ذرى رئيسية؛ ففيما تحتل لحظة الاشتعال التي تدفع البطل للتحرك صوب المهمة ذروة البداية، تمثل رحلة كفاحه للوصول إلى الهدف، ذروتها الصاعدة، التي ستمهد بدروها للحظة الإنجاز، الذروة الهابطة بكل ما يتخللها من مشاعر بالفرح والحبور ناتجة عن عملية التفريغ النفسي، في حالة الانجاز البطولي والفذ أو مشاعر الإحباط والحزن في حالة الفشل أو الإخفاق.
يمكن القول إن حَبكة "حبر الغراب" لا تقنّع نفسها ولا تخفيها، ولمَ قد تفعل مادام القبض على شرطَيْ الحبكة الرئيسيين؛ البطل ومهمته، هما الدافع الجوهري لذهابنا مع الرواية إلى نهايتها، وما دامت تصوراتنا عن الخط العام للحكاية، التي تتولى الرواية تقديمها لنا لا تخرج عن تصوراتنا العامة لها كـ"بطل في مهمة". فهوية البطل في نسيجها واضحة لا لبس فيها، إنّها شخصية توفيق الخضرا، ذلك أنها تظهر نفسها من خلال المهمة التي قررت إنجازها بعد تلقيها لائحة الاتهام من لقمان لقمان، والمتمثلة بالبحث عن قتلة أبو اللوز كما الأشخاص التي ساهموا في نهب المكتبة التي كان قيمًا عليها. وإذا كنا سنتوقف عن الذهاب مع حبكة الرواية إلى نهايتها، فما ذلك سوى رغبة منا في ترك مهمة الكشف عنها، ومن ثم الحصول على متعتها أمرًا خاصًا بكل قارئ على حدة.
قد يبدو من نافل القول التصريح بأن أصحاب العمل الأدبي ما هم إلا أصحاب أفكار أو مشاريع أفكار كبرى، ذلك أن عملهم الرئيس غالبًا ما يكون موجهًا للكشف عن القيم الكبرى التي يحيا بموجبها الإنسان كالحرية والكرامة، الفروسية والعدالة، أو عمّا يضادها كالحسد والغيرة والأنانية والانحطاط والسفالة والتسلط وغيرها. وهم في انخراطهم هذا أقرب ما يكونون للفلاسفة أو علماء الاجتماع والنفس، بفارق وحيد هي الطريقة التي يلجؤون إليها لنقل تلك التصورات والأفكار إلى حيز الواقع، والتي غالبًا ما تكون منصبة على الحكاية وطرق عرضها. من هنا تصبح عملية البحث عن المعنى الذي يستبطنه النص الأدبي، شأنًا متعويًا أو سارًا بامتياز، الأمر الذي يرفع عملية البحث عنه إلى مستوى التدريب الجمالي الخالص المكتفي بذاته، الذي لا علاقة له من قريب أو بعيد بأية أهداف تربوية أو متعوية أخرى.
في ذهاب قارئ "حبر الغراب" مع الحَبكة بقصد التوصل إلى المعنى، الفكرة أو جملة الأفكار التي يرغب عزام بتوصيلها، سيقفز إلى ذهنه مباشرة أنه أمام رواية بوليسية، وأن موضوعها الرئيسي الكشف عن طبيعة لغز ما، هو في حالتها الراهنة الكشف عن الدوافع التي أدت لفعلي النهب كما القتل. ولمّا كان الكشف عن الطريقة التي تم فيها تنفيذ الفعلين، ليس أمرًا مغريًا بذاته، على اعتبار أن شخصية توفيق الخضرا لا تتطابق مع شخصية المحقق كونان أو شرلوك هولمز، لربما انصرف ذهنه إلى معاينة طبيعة الفعل الجرمي الذي تسبب بحدوث كل من الواقعتين، عبر مقاربة ذلك الفعل الجرمي بمدى احتوائه على ركن الجريمة الأساسي، أي النية أو القصد، من عدمه.
فما الذي يبقى من الفعل الجرمي ما دام مرتكبوه لم يدر في خلدهم أثناء الإقدام عليه إيقاع الضرر بالقيّم عليها الشاب أبو اللوز، ولا نهب المكتبة بقصد الإبادة والمحق؟ وإن كل ما حدث هناك حدث فجأة وعلى نحو غير متوقع وأقرب للعبث، أو أقرب ما يكون لردة فعل الشخص الذي وجد نفسه مخدوعًا ومحبطًا فقرر في لحظة عجزه تلك التنفيس عنها باللجوء إلى النهب. ثم ما الذي يبقى من هوية الفاعل الإجرامية، إذا كان فعله في قرارة أنفسنا لا يخرج عن فعل الشخص المغرر به، العاجز عن إدراك ذاته كأداة في ملعب غيره، كما العاجز عن إدراك مقاصد من يتلاعب به؟ ألا ينصرف موقعه في مثل هذه الحال من موقع المجرم الخسيس إلى موقع الضحية، فيما ينصرف موقع المحرض الخبيث الممسك بخيوط اللعبة إلى موقع المجرم الحقيقي؟
لا شك أن سؤال الحقيقة ذاتها هو ما سيطفو على ذهن القارئ، حين يتساءل ما هي وعمّ تكون؟ هل هي واضحة بمثل كل هذا الوضوح أم ملتبسة ونسبية؟ وإلا كيف نقيم الحد الفاصل بين سلوكين ومسؤوليتين؛ سلوك ومن ثم مسؤولية الشخص المغرر به، وسلوك ومسؤولية الشخص المتآمر؟ وكيف لنا أن نميزبين نهبين؛ نهب كان بقصد تدمير المكتبة ومحقها من الوجود، ونهب أفضى إلى إبقائها حية بين الناس؟ أليس هذا ما يتساوق مع فكرة الحقيقة والتباسها كما يظهر في الاقتباس الذي ينقله عزام عن درويش "الحقيقة بيضاء فاكتب عليها/ بحبر الغراب/ الحقيقة سوداء فاكتب/ بضوء السراب"؟ وإنّ وجوده، أي الاقتباس، بمثل هذا الوضوح الملغز، ما هو سوى إشارة للدخول إلى النص الروائي واستجلاء معاني الحقيقة التي يرغب عزام إشراكنا بمعاينتها وتأملها.
تنبع فكرة البحث عن المعنى الجوهري للنص الروائي، فيما يتجاوز المعنى الظاهري الذي تقدمه لنا الحَبكة، في الافتراض القائل بأن المعنى المبثوث في الروايات هو أمر سري وخفي بما يتجاوز إمكانية البوح به من خلال الحبكة أو على نحو أدق من خلال مهمة البطل التي تتضمنها. لذا فإن بحثنا هذه المرة سوف يتركز على معاينة الفكرة المطروحة في ثنايا الفصل الخامس، التي تذهب إلى فكرة وجود علاقة مقدسة بين المكتبة أو الكتب و صاحبها تصل لدرجة اعتبارها "معنى للحياة" عند الأستاذ سليم الراضي، وسببًا كافيًا للموت في سبيلها عند فارس أبو اللوز، وعناء يستحق مغامرة البحث وإعادتها إلى مكانها الطبيعي كمصدر للتنوير عند توفيق الخضرا.
أليس هذا ما تريد الكشف عنه الرواية، علاقة القداسة بين الكتب وصاحبها، تاركة لنا تفسير ذلك عبر الافتراض القائل بأن سبب العلاقة يعود إلى طبيعة الواقع شديد التغير الذي يرغب القارئ أو صاحب المكتبة بالقبض عليه وتجنب مصائبه عبر محاولة السيطرة عليه، وأن الطريق إلى ذلك يمر عبر مسلك فريد هو الكتب، التي تحتوي بين دفتيها تجارب الناس وخبراتهم. وهكذا يصبح فقد الكتب بهذا المعنى فقدًا أو خسارة لقدرتنا على فهم الواقع، كما فقدا لقدرتنا على تلمس سبل النجاة فيه. ألا تعبر الصيغة المجازية "الكتب أنوار العقل" عن إيماننا بقدرة العقل البشري المتجسدة في الكتب على إضاءة الواقع وإزالةالغموض أو الظلمة التي تخترق جوانبه؟ أليس هذا ما توحي به صورة الغلاف التي صمّمها تمام عزام للرواية، علية من حبق تطل على ساحة تشع بنور عقلها على قاطنيها في فضاء من الظلمة الدامسة؟
تصر "حبر الغراب"، كما غيرها من روايات ممدوح عزام، على اختراق الحدود الفاصلة التي تحاول السلطة ترسيمها بين زمنين؛ زمن الكتابة الروائية وزمنها السلطوي، حيث نجد أنفسنا في بداية الزمن التأسيسي لحزب البعث 1963 عندما كان يقيم علاقته الخاصة مع الحقيقة. وهي تتطابق إلى حد كبير مع معنى الحقيقة وأثرها التي عادة ما تقيمها سلطة منتصرة مع أخرى مهزومة، حيث تفتتح سلطتها الزمانية بالسطو على ثرواتها المادية عبر تقنيتي التقنين والمصادرة وتحت ستار من الدفاع عن الصالح العام، وتنتهي بالقضاء على رأس مالها الرمزي، المكون من التعددية الحزبية والفصل بين السلطات، حرية الصحافة والنقابات، وأخيرًا أيديولوجيتها المبثوثة عبر الكتب.
الكتب هي عدوة السلطة الوليدة، ذلك أن علاقتها بها لا تتم إلا عبر الإبادة أو التطهر بالنار وفق تصورات لطفي الجمل أو حزبه عن التأسيس. فالحقيقة إما أن تكون أحادية في نظر الأحزاب الشمولية أو العقائدية أو لا تكون، ذلك أن تعدد مصادرها يعني تهديدًا لوجود معقولية سلطتها على أرض الواقع، التي ترغب بتأسيسها على أرضية معرفية مضادة، عنوانها الأيديولوجيا. ففي الأيديولوجيا تصبح كل معرفة مضادة لتصور السلطة الجديدة عن نفسها كممثلة للخير العام، بمثابة هرقطة تستدعي التهميش والإقصاء والعقاب، في الوقت الذي يصبح فيه كل صاحب تصور حر عن المعرفة أو الحقيقة تهديدًا لحقيقتها المطلقة عن الذات، التي تستميت لترسيخها عبر الشعارات المبسترة تارةر، وعبر المنطلقات النظرية الرمادية تارة أخرى. من هنا فإن رحلة توفيق الخضرا للبحث عن الكتب المغيبة تعتبر بمثابة مغامرة للكشف عن الوجه الآخر للحقيقة، على الضد من الأيديولوجيا المنتصرة التي تدعي امتلاكها لفكرة الصلاح الكوني.
ملاحظة : هذه القراءة في رواية" حبر الغراب" جزء من مقال بنفس العنوان تم نشره في موقع " ألتراصوت" الالكتروني. وذلك في حال رغب أحد ما في قراءة المقال كاملا ( 3200) كلمة.
مصلح المصلح
This entire review has been hidden because of spoilers.
December 31, 2021
" ان كل شخص يصل الى البسطة ويتجول فيها لايبحث عم الكتب، بل عن شئ آخر عن الاوهام التي يريد ان تمنحه اياها الكتب "
October 5, 2021
سرد عظيم ، ورح تبقى للرواية معزة بقلبي بما أنه أول عمل بشتريه لممدوح عزام
December 7, 2024
ان تُنشئ مكتبة في مكان يعج بالجهل، امرٌ قد يتسبب بقتلك، و بسبي كتبك گما كان يُسبى الاعداء، فذاك جنون مطبق، لا مكان حتى للخيال فيه.!
وان تقضي عمرك وانت تلاحق تلك الكتب لتعرف من وراء ما حصل ولمَ حصل فذاك جنون آخر..
في " السماقيات" حيث الناس البسطاء، يعيشون على حافة العالم منتظرين عطاء الله من المطر لتكتمل حياتهم، يُنشئ فارس مكتبته العامة محاولاً نشر الثقافة في ارض مجدبة، ليصبح هدفاً لمن لا يريد لسلطته ان تتأثر، فالمعرفة عدوة الجهل والتسلط، فيُقتل على يديّ المتسلط وتسبي كتبه، دون ان يعلم أحد هوية القتلة
فيِكمل رفيق دربه المشوار باحثاً عن الكتب لعله يكتشف فاعلي الجريمة..
رواية غارقة في تفاصيل الكتب، في رواية القصة اللامنتهية بين الجهل والمعرفة، عن تبعات الجهل، والخوض في غمار السلطة في ستينيات القرن الماضي حيث تحول الجهل الى سلاح مسخر لتثبيت اركان الاستبداد، فمنذ الأزل المعرفة عدو الاستبداد الاكبر..
هي قراءتي الاولى ل ممدوح عزام، وتقييمي ثلاثة نجوم ونصف ⭐⭐⭐⚡
#ابجدي
وان تقضي عمرك وانت تلاحق تلك الكتب لتعرف من وراء ما حصل ولمَ حصل فذاك جنون آخر..
في " السماقيات" حيث الناس البسطاء، يعيشون على حافة العالم منتظرين عطاء الله من المطر لتكتمل حياتهم، يُنشئ فارس مكتبته العامة محاولاً نشر الثقافة في ارض مجدبة، ليصبح هدفاً لمن لا يريد لسلطته ان تتأثر، فالمعرفة عدوة الجهل والتسلط، فيُقتل على يديّ المتسلط وتسبي كتبه، دون ان يعلم أحد هوية القتلة
فيِكمل رفيق دربه المشوار باحثاً عن الكتب لعله يكتشف فاعلي الجريمة..
رواية غارقة في تفاصيل الكتب، في رواية القصة اللامنتهية بين الجهل والمعرفة، عن تبعات الجهل، والخوض في غمار السلطة في ستينيات القرن الماضي حيث تحول الجهل الى سلاح مسخر لتثبيت اركان الاستبداد، فمنذ الأزل المعرفة عدو الاستبداد الاكبر..
هي قراءتي الاولى ل ممدوح عزام، وتقييمي ثلاثة نجوم ونصف ⭐⭐⭐⚡
#ابجدي
August 19, 2022
قصة الروايه واول صفحاتها مختلفه تمامًا عن مابعدها طننت في البدايه انها ستتحدث عن جريمة القتل والمكتبة بشكل رئيسي ولكن وجدت المكتبه كانت مجرد بدايه وحبل يصل بين الشخصيات الروايه كانت في الحقيقه تتحدث عن شخصيات الحاره و طريقه تفكيرهم واحلامهم وقصة حياتهم ومع من ينامون مع ان المقدمه لم تكن توحي بذلك ابدًا، اظن لو ان الكاتب كان مجموعه قصصيه على نهج حكايات حارتنا وجعل قصة المكتبه مجرد قصه بين القصص ولم يعرها القدر الكبير من الاهتمام كان ممكن ان تكون تجربتي مختلفه،لا انكر ان قلم الكاتب جميل وطريقة سرده كذلك
Read
August 19, 2022اي رواية محورها مكتبة فهذا سبب كافي لقراءتها.
ولكن للاسف لم اصل حتى لمنتصف الكتاب ولم يجذبني اسلوب الكتابه واحسست ان هناك الكثير من التنقلات بين الازمنه والاشخاص وشوشتني هذه التنقلات، او ربما كان عقلي مشوش ولم استطع التركيز.
وايضاً من احد الاشياء التي لا افضلها هي وجود حوارات عامية، ربما الغرض منها اضافة الواقعيه على النص لكني لا احب وجود اللهجه العاميه بجميعها فالروايات وافضل اللغه الفصحى.
عموماً لا استطيع تقييمها بالنجوم ولذلك امتنع.
ولكن للاسف لم اصل حتى لمنتصف الكتاب ولم يجذبني اسلوب الكتابه واحسست ان هناك الكثير من التنقلات بين الازمنه والاشخاص وشوشتني هذه التنقلات، او ربما كان عقلي مشوش ولم استطع التركيز.
وايضاً من احد الاشياء التي لا افضلها هي وجود حوارات عامية، ربما الغرض منها اضافة الواقعيه على النص لكني لا احب وجود اللهجه العاميه بجميعها فالروايات وافضل اللغه الفصحى.
عموماً لا استطيع تقييمها بالنجوم ولذلك امتنع.
September 10, 2022
تدور أحداث الرواية عن محاولة شخص لإنشاء مكتبة في بلدة لا تهتم بالقراءة قبل أن يقتل هذا الشخص في جريمة. يتسرب كل كتاب إلى فرد في البلدة لتغير جزءا من حياته ولتظهر الكتب استمرار اثرها رغم مقتل صاحب المكتبة وتدميرها، لتكون شأن الكلمة هي الأعلى كما قال يوسف شاهين في فيلمه المصير: "الكلمات لها أجنحة. لا يستطيع احد منعها من الطيران"
اسلوب مميز في رواية القصة من خلال استعراض كتب مختلفة من الأدب العربي والعالمي وربطها بقصص شخصيات من البلدة.
اسلوب مميز في رواية القصة من خلال استعراض كتب مختلفة من الأدب العربي والعالمي وربطها بقصص شخصيات من البلدة.
September 10, 2023
فكرة جميلة جدا أن يؤثر الكتاب على حياة الناس بهذه القوة، كل كاتب يتمنى أن تكون حقيقية،
الرواية تتبع حياة شخصياتها من خلال تتبع مصير كتب مكتبة كانت في قرية نائية وسرقت بفعل فاعل عند حضور سلطة الدكتاتور الذي من يقيم أساس حكمه على تغييب الوعي ومصادرة الفكر
رواية لطيفة تستأنف رواية أرض الكلام وتبني على بعض أحداثها وشخصياتها دون أن تكون بصراحة جزءا ثانيا لها
أحببت أرض الكلام أكثر ففيها كان أشد وضوحا أسلوب الكاتب المميز في تشريح النفس البشرية عبر الشحصيات والخوض في منحنياتها لاستخراج كنوزها
الرواية تتبع حياة شخصياتها من خلال تتبع مصير كتب مكتبة كانت في قرية نائية وسرقت بفعل فاعل عند حضور سلطة الدكتاتور الذي من يقيم أساس حكمه على تغييب الوعي ومصادرة الفكر
رواية لطيفة تستأنف رواية أرض الكلام وتبني على بعض أحداثها وشخصياتها دون أن تكون بصراحة جزءا ثانيا لها
أحببت أرض الكلام أكثر ففيها كان أشد وضوحا أسلوب الكاتب المميز في تشريح النفس البشرية عبر الشحصيات والخوض في منحنياتها لاستخراج كنوزها
November 16, 2024
تجربتي الثانية مع ممدوح عزام
الرواية افضل من جهات الجنوب تسير بسرد قصصي من منظور رالراوي ومذكرات والده
يتم اقتحام مكتبة في بلدة السماقيات بريف السويداء
ونهب محتوياتها وقتل امينها فارس ابولوز
وهنا تبدا رحلة البحث عمن نهبوا وساهمو بهذه الحادثة
يعثر الراوي على عدد من الكتب بحوزة بعض الاشخاص
وببراعة يربط الكاتب بين سيرة حيتة كل شخصية مع احداث الكتب التي وجدت بحوزتهم
الرواية افضل من جهات الجنوب تسير بسرد قصصي من منظور رالراوي ومذكرات والده
يتم اقتحام مكتبة في بلدة السماقيات بريف السويداء
ونهب محتوياتها وقتل امينها فارس ابولوز
وهنا تبدا رحلة البحث عمن نهبوا وساهمو بهذه الحادثة
يعثر الراوي على عدد من الكتب بحوزة بعض الاشخاص
وببراعة يربط الكاتب بين سيرة حيتة كل شخصية مع احداث الكتب التي وجدت بحوزتهم
October 31, 2021
لو كانت هذه الرواية هي أول ما قرأت سأكون واثقة بأنني سأكره القراءة إلى الأبد.. مملة لدرجة غير طبيعية و الكاتب يتحدث عن كتب و يفترض أنه من البديهي ان يكون القارئ ملم بها.. قراءة هذه الرواية كانت كواجب ممل أجبر نفسي عليه.
November 9, 2024
رواية دافئة
في البداية كانت اشبه باللغز عن الرجال و الكتب
وعن القراءة التي تغير مصائر الرجال في الجغرافية المحدودة و تمنح طعما لقصص حبهم
ثم في الاوراق الاخيرة كانت المفاجاة
رواية تقرا على دفعات
في البداية كانت اشبه باللغز عن الرجال و الكتب
وعن القراءة التي تغير مصائر الرجال في الجغرافية المحدودة و تمنح طعما لقصص حبهم
ثم في الاوراق الاخيرة كانت المفاجاة
رواية تقرا على دفعات
June 23, 2023
يخليك ودك تسكر كتابه وتفتح الكتب الثانية الي يتكلم عنها، رائع
May 3, 2024
قصص جميلة جداً تتضمنها هذه الرواية، وشخصيات كثيرة تمسُّك وتتفاعل معها بسهولة وتلقائية، مع قدرة باهرة لممدوح عزام على وصف الشخصيات وتحليلها. أعجبتني حقاً.
Displaying 1 - 27 of 27 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.