يؤيِّد جيرالد هوتنج في هذا الكتاب الرَّأيَ القائلَ إنَّ ظهورَ الإسلام كانَ مديناً بالكثير للمناقشات والمناظرات بين التوحيديين أكثر من الجدال مع المشركين، ويحاجج في أنَّ "المشركين" الذين هُوجِموا في القرآن، كانوا موحِّدين، حُكِمَ على معتقداتهم وممارساتهم أنَّها لم تكن ترقى إلى التَّوحيد الحقيقي، وتمَّ تصويرها، على نحو جدليٍّ، بوصفها عبادة أصنام، أما في تفاسير القرآن والأدب التقليديِّ الآخر، فقد تمَّت قراءة هذا الجدلِ حرفياً، وتمَّ التعرف إلى "المشركين" بوصفهم عرباً معاصرين، مشركين ووثنيين، وجيراناً لـمحمد. نظراً لتبَِّني المنظور الدِّيني المقارن، فإنَّ المؤلف يجد أنَّ الدِّراسات الحديثة كانت على استعدادٍ لقبول الصورة التقليدية للمشركين في القرآن، وهو يناقش الطَّريقة الَّتي استخدمت بها فكرةُ الوثنيَّة في الإسلام واليهوديّة والمسيحيّة، ويشكِّك في القيمة التّاريخية للرِّوايات التَّقليدية للدّين العربيِّ ما قبل الإسلام، ونتيجة للآثار المترتِّبة على هذه الحجج في الطَّريقة الّتي نفكِّر فيها بأصول وطبيعة الإسلام، يجب على هذا العمل أن يحثّ على مشاركة الطُّلاب والعلماء، على حدٍّ سواء، وتحفيزهم.
مُترجِمٌ سوريٌّ، عملَ في مجالِ ترجمة البحوث والمقالات والمراجعة اللغويَّة، ونقلَ إلى العربيَّةِ كتباً في ميدانِ العلومِ الاجتماعيَّةِ والدّينِ المُقارنِ وتاريخِ المنطقةِ العربيَّة قبل الإسلام، صدر منها: المشركون والمسيحيّون اليهود في القرآن، مكَّة قبلَ الإسلام، الكنيسةُ في ظلّ المسجِد، الألوهيَّة والقبائل: دراسةٌ في الأدبِ الدينيّ عند العربِ قبل الإسلام، خفايا الإسلام وبداياته: إعادةُ قراءةٍ في النقوش والمسكوكات، الجِنْـس والشَّـبقيَّة في أدبِ بلاد ما بين النَّهرين، مفهومُ الله وأنداده عند العرب قبل الإسلام، فكرةُ الوثنيَّةِ وظهور الإسلام، معاوية بن أبي سفيان من الجزيرة العربيَّة إلى الإمبراطوريّة، شفق الديمقراطية، وغيرها.