ماذا يقول الكتاب؟ بعد مقدّمة تاريخيّة وعقديّة متواضعة حاول رصد مظاهر التفاهة في السياسة والإعلام، والألعاب، والأدب، والفنّ وأثرها على المجتمع في التعليم والأسرة، والشباب، والمرأة، والإلحاد واقترح علاجين هما الوعظ والوعي واقترح 16 سببًا للوقاية في التربية المنزليّة، الأخلاقيّة، الدينيّة، الجادّة وتنمية العلم والموهبة والثقة بالدين والنفس وترشيد تصفّح شبكات التواصل وتقييدها
ما هي "التفاهات" في رأي الكتاب؟ تلاوة محمد صلاح وأوزيل للفاتحة في الملعب وسجودهم عند الفوز وانتصارهم لمسلمي الأيغور وأطروحات مفكّرين مثل الجابري ودريدا وليوتار وشعر التفعيلة والتركيز على الجنس والتعدّي على المقدّسات المجتمعيّة والتلاعب بالمفاهيم والمصطلحات والتركيز على جمع المال وكلّ الألعاب الإلكترونيّة -باستراتيجيّاتها القتاليّة-
طيّب ما الأعمال العظيمة والحقيقيّة؟ روايات أجاثا كريستي ونجيب محفوظ وأطروحات أرسطو وسقراط وأفلاطون ورواية كوخ العم توم وقرندايزر وفلونة
.
أقترح يكون العنوان الفرعيّ: أشياء لا تعجبني بدلًا من: التفاهة من السفسطائية لما بعد الحداثة حتّى لا يقع غيري أيضًا في فخّ العناوين الضخمة ولا تُكتب مراجعة مستاءة -كهذه- بسبب وعد لم يُنجز
تمنّيت لو نصحني أحدهم بقراءة نظام التفاهة للدكتور آلان دونو والاكتفاء به عن هذا الكتاب
وفق مفهوم "التفاهة" السائل في الكتاب فقد يُقال بأنّ الكتاب يقدّم معالجة تافهة للتفاهة
رأيي اجتهد في محاولة الربط بين السفسطة والتفاهة ولا أراه نجح، ولا أفهم لم احتاج للربط أصلًا
لو عاد بي الزمن؟ لم أدفع عليه 3 ساعات و37 ريالًا
(شكر وتقدير) لكلّ محاولات التفكير لكلّ محاولات فهم الظواهر لكلّ محاولات علاج المجتمعات لكنّها لا تغني عن العمق والأصالة والمنهجيّة بالذات مع ظواهر مؤلمة كالتفاهة، أو الهشاشة
**** يقال أن الكتاب يُعرف من عنوانه... فإن كنت ممن يؤمن بتلك المقولة ويختار الكتاب من عنوانه فتأكد أنك ستقع في شَرَك الخديعة كما سقطت أنا فيها.
**** "رحلة الدجال الناعمة قصة التفاهة من السفسطائية إلى ما بعد الحداثة" بقلم "عبد اللطيف عمر المحيمد" كتاب ذو عنوان براق يوحي بمحتوى دسم خليط بين الفلسفة لوجود لفظة "السفسطائية"؛ و علم الاجتماع من كلمة "الحداثة"؛ كما أنه يوحي بجرعة ما ورائيات مكثفة بطعم نظريات المؤامرة الكبرى من وجود كلمة "الدجال".... و لكن للأسف تجد أن المحتوى ليس به من عنوانه شئ سوى كلمة "التفاهة".
**** كتاب يسلط كشافاً على لب المشكلات و فتن العصر جامعاً كل الفتن في كلمة واحدة أطلق الكاتب عليها "التفاهة".
**** بالرغم من خدعة العنوان المستفزة إلا أن ترابط الأفكار و الخط السردي الذي التزم به الكاتب لإيصال فكرته و تحذيره من التفاهة يشفع له في المراجعة.
**** عرَّف الكاتب "التفاهة" بأنها ثورة تخديرية تدعو إلى التفكير برخاوة و رمي القناعات في القمامة.... و كان الكاتب يحتاج لتوضيح أكثر عن معنى "التفاهة" و تحديدها أكثر من ذلك فليس من المعقول وضع سياسة "ترامب" في بلاده و تهديده لاقتصاديات العالم في نفس البوتقة مع فيديوهات التيك توك مثلاً .
**** ما أعجبني في الكتاب :
١- صبغ الكتاب بالصبغة الدينية و هذا يرجع لأهمية العودة للدين الإسلامي لمواجهة ظاهرة التفاهة و هذا بالفعل أساس العلاج.
٢ - أعجبني لمسه لجرح "التفاهة في الأدب و الشعر" و نعيه لحال حاملي لواء أدب الرواية حالياً من بعد عظماء الأدب العربي أمثال "نجيب محفوظ" و "طه حسين" و "العقاد".
٣- أعجبني أيضاً هجومه على ما يسمى "الشعر الحر" أو "التفعيلة" الذي لا يلتزم بوزن و لا قافية؛ و سرني أكثر هجومه بلسان الأديب "على طنطاوي" الذي سخر من شعر الحداثة قائلاً هل سوف يظل الحدث حدثاً و لا ينضج أبداً.
**** ملاحظات عامة على الكتاب :
١- استسهال الكاتب في مصادره التي أخذ عنها فغالبية تلك المصادر هي مجرد مقالات فلسفية على صفحات و منتديات على الإنترنت
٢- بالرغم من خوض الكاتب في معترك التفاهة و شرح أسبابها و تأثيراتها و طرق علاجها من وقاية و علاج... إلا أنني لم أصل إلى معنى و تعريف واضح لكلمة التفاهة التي أرادها الكاتب.
٣- بعض الكلمات الغير لائقة ظهرت في الكتاب مثل "شعرت بالقرف" و "كمية القرف" التي وجدها الكاتب _على حد قوله_ من متابعته لمئات الفيديوهات على "سناب شات" و "تيك توك" و غيرهما... و يبقى السؤال لماذا يشاهد الكاتب تلك الفيديوهات بدلاً من تجنبها أو على الأقل التقليل منها!!! .
٤- ذكر الكاتب في فصل "الوقاية من التفاهة" حوالي أربعة عشر بنداً و فكرةً للعلاج ... و لكنها تبقى أفكار عامة تدور جميعاً حول التمسك بالدين و القيم و الأخلاق و هذا من البديهيات التي لا نحتاج لشرح و إسهاب فيما يعادل خمسين صفحةً.
٥- رؤية الكاتب أن "ترامب" حالة عارضة على الشعب الأمريكي و كأن هذا الشعب قد خُدِعَ في هذا الرئيس و تفاجئوا من سياسته "التافهة "مع التحفظ على هذا المصطلح فالولايات المتحدة الأمريكية تتحرك سياساتها وفقاً لرؤية خبيثة من منظمة أعمق و أخطر من "ترامب" بدليل انتخاب "ترامب" مرتين رئيساً .
٦- صفحة (٤٩) يتحدث الكاتب باستنكار عن جلوس المثقفين حالياً حول الزعيم أو الرئيس الأقل منهم كفاءة و سناً ينتظرون منه الأوامر..... و هذا و إن كان من أسباب التفاهة بالفعل إلا أنه كان منتشراً في العهود الإسلامية الأولى أيضاً و ليس وليد العصر الحديث؛ فكم من خليفة عباسي و فاطمي جلس على الحكم و لم يبلغ الحلم أصلاً و لنا في "الحاكم بأمر الله" و "المنصور ابن أيبك" عبرة.
٧ - في فصل "التفاهة في السياسة" ذكر الكاتب أمثلة ضعيفة متناً و روايةً و لا يصح عقلاً قبولها مثل: أن "قراقوش" حكم بتطليق امرأة من زوجها و تزويجها ممن ضربها؛؛ و قصة الخديوي "إسماعيل" عن شرائه لقصر في باريس و إهدائه لابنة صاحبه كدليل على إسرافه و نحن لا نحتاج لهذا الدليل الواهي كإثبات على سفهه و توريطه للبلاد بتفاهته.
٨- مرة أخرى نقد رئيس مثل "جمال عبد الناصر" و إدخاله في زمرة التافهين بقصة واهية أخرى أنه أراد تسمية شهر يوليو باسمه ناصر؛ رغم أنه كان يمكن إبراز اهتمامه "بأم كلثوم" مثلاً و جعلها سيدة مصر الأولى كدليل على "التفاهة".
٩- إقحام الكاتب لنظرية "الأرض المسطحة" في معترك "التفاهة" ليس من الموضوعية في شئ و فيه مصادرة على رأي نسبة لا بأس بها من الناس؛ بل وفيه إيمان و تصديق في المطلق بكل ما يقوله الغرب عن شكل الأرض أو رحلات ناسا للفضاء.
١٠- ما ذكره الكاتب في فصل "التفاهة في الفنون التشكيلية" كان مقززاً من ذكر أمثلة مقرفة لا يصح ذكرها هنا في المراجعة.
*** إجمالاً كتاب جيد يصف واقع صادم و يعطي لمبة حمراء عما يستهدف أبناءنا مصاغاً بطريقة بها ترابط و سلاسة للأفكار و لغة عربية سلسة مبسطة.. نجح الكاتب في عرضه لأسباب و أعراض التفاهة و فشل في عرض علاجها.
في عالمٍ يتقاطع فيه الفكر الفلسفي مع شؤون الحياة اليومية، ويعيد فيه الإنسان التفكير في كل شيء من المبادئ الأخلاقية إلى الحتميات العلمية، برزت إشكالية التفاهة كمعضلةٍ فكرية واجتماعية تصوغ وجه الحياة الحديثة. وفي خضم هذه السجالات الفكرية، يأتي كتاب "رحلة الدجال الناعمة: قصة التفاهة من السفسطائية إلى ما بعد الحداثة" بقلم المفكر عبد اللطيف عمر المحيمد ليُقدّم استقصاءً معمّقًا حول جذور التفاهة وسيرورتها عبر التاريخ الفكري والفلسفي. ينظر المحيمد إلى هذه الرحلة ليس فقط باعتبارها ظاهرة ثقافية، بل كتحول جذري في بنية الإدراك والوعي البشري. الكتاب يأخذ القارئ في رحلة تبدأ من السفسطائية، التي تمثل أولى بذور النسبية الفكرية، حيث تخلّى الإنسان عن البحث عن الحقيقة المطلقة لصالح براعة الجدل وإتقان فنون الإقناع، بغض النظر عن صحة الحجج المطروحة. السفسطائيون، وفق المحيمد، هم النواة الأولى للظاهرة التي يصفها لاحقًا بالدجال الناعم؛ دجال لا يعتمد على العنف أو القوة، بل على الغواية الفكرية واستخدام الكلمات كسلاح ناعم لخلق واقع زائف. ومن ثم، يربط الكتاب بين السفسطائية وبين التيارات الفلسفية التي برزت في عصر ما بعد الحداثة، حيث يتعمق في نقد الفكر الذي يفكك المعاني ويزعم أن الحقيقة ما هي إلا بناء اجتماعي نسبي. يستعرض المحيمد أفكار مفكرين مثل ميشيل فوكو وجاك دريدا، الذين كانوا روادًا في تحطيم الأسس التقليدية للمعرفة، مما أدى إلى إضفاء الشرعية على ثقافة التفاهة بوصفها انعكاسًا لانهيار السرديات الكبرى. المحيمد لا يكتفي بالنقد الفكري، بل يدمج تحليلاته بأمثلة من الواقع المعاصر، فيناقش كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون أدوات رئيسية لنشر التفاهة، حيث يتم الترويج للمحتويات السطحية والفارغة بدلًا من الأفكار العميقة والجوهرية. وهو يُشير إلى أن التفاهة الحديثة ليست مجرد عَرَض جانبي للتحولات الاجتماعية، بل أصبحت استراتيجية هيمنة ثقافية واقتصادية. يتسم أسلوب عبد اللطيف المحيمد بالسلاسة الممزوجة بالعمق الفكري. فهو يستخدم لغة فلسفية راقية دون أن يفقد التواصل مع القارئ العام. تتناغم في نصه التحليلات الدقيقة مع الإشارات الأدبية والاستطرادات التاريخية، مما يجعل القراءة رحلة معرفية ممتعة. يحمل الكتاب رسالة تحذيرية واضحة: التفاهة ليست مجرد تسلية بريئة؛ إنها شكل من أشكال السيطرة الناعمة التي تهدد القيم والمعايير الفكرية والاجتماعية. ويُقدّم دعوة صريحة إلى مقاومة هذا التيار من خلال العودة إلى قيم البحث عن الحقيقة والمعرفة الرصينة.
يُعد كتاب "رحلة الدجال الناعمة" مساهمة فكرية قيّمة تلقي الضوء على التحولات الثقافية والفكرية التي شكلت عالمنا الحديث. وهو يدعو القارئ إلى التأمل النقدي ومساءلة الأفكار السائدة، مما يجعله قراءة لا غنى عنها لكل من يبحث عن فهمٍ أعمق لعصر التفاهة.
من الكتب اللطيفة التي يؤلّبك الموضوع والواقع لقرائتها. رغم إعجابي بمادة الكتاب وتقسيم الفصول وفهرستها، وتبسيط الكتاب بصورةٍ يفهمها القارئ العام (وهو شيءٌ لو تعلمون عظيم)؛ فإن الكتاب يغرق كثيرًا في الإحالات بشكلٍ يغيّب صوت المؤلف!، والتي لولاها لفرغ الكتاب من نصفه. يصلح أن يكون مقدمةً لموضوعٍ كالتفاهة، ولكنه لا يقدم حلولًا وافية.
كتاب ممتع ولطيف .. حلو العبارة سلس الأفكار ، وبرغم عنوانه الضخم وبعض النظرات التي تستحق مراجعة ونقاش إلا أنه كتاب مفيد يلقي الضوء على شيء من تفاهة الحداثة في هذا العصر القميء و يقدم حلولا من وحي ثقافتنا العربية والإسلامية � ربما تختلف معه في نقاط كثيرة خصوصا في النصف الأول من صحائفه وربما لا يعجبك شيء من تسطيحه في طرح بعض الإشكاليات إلا أنه يبقى كتابا مفيدا جيدا يحتاج إليه الانسان العربي المسلم لعله أن ينير له شيئا من عتمة التفاهة وشذوذات الحداثة ..ولله في خلقه شؤون�
النظر في الحياة والواقع اليوم يجعلنا ندرك أن الناس يُحرّكون بطريقة مدروسة، بإرادتهم بادئ البدء ثمّ يُغيّبون عن الواقع فيستمرون في طريقهم بغير وعي.
بإستخدام وسائل عديدة كلّ عصرٍ حسب ما يناسه وكل فئة حسب المعطيات الحساسة لديها، ولأنّ الإنسان يميل للأسهل والأبسط والأقل جَهدًا وللتسلية والبعد عن الجدية تمثّلت هذه الوسائل بالمسرح " قديمًا"، بالتلفاز وما يُبثّ عليه من برامج للأطفال والكِبار وأخيرًا بوسائل التواصل الاجتماعي التي صيّرت الأرض إلى كوكبٍ رقمي يتسوّده أصحاب المزحة الأفضل لا العقل المتنور.
هذا الكتاب يصفُ تلك الرحلة النّاعمة " للدجال" التي خاضها في سبيل تغيير راديكالي للمنظومة القيمية في المجتمع الإنساني . . ويحاول أن يضع تأصيل تاريخي حول هذه الرحلة بداية في السفسطة اليونانية التي بيّن تهافتها سقراط وأفلاطون وأرسطو، إلى زمن ما بعد الحداثة والدور الذي لعبه بعض الفلاسفة في إعادة السفسطة للسطح وكيف تم تجريد الأشياء من معانيها وسيطرة العدمية على مجالات الفن والإبداع والحياة بشكل عام. ويبين أثر هذه الحركة على المجتمعات بشكل عام، وأهم أطيافها "الشباب والطفل" وعلى المرأة.
ولكن هل نجح الكتاب فعلا ؟ عند النظر إلى العنوان الأساسي " رحلة الدجال الناعمة" توقعت أن يوضح الكاتب ما دور الدجال الحقيقي في ترسيخ أنظمة التفاهة، وما غايته من ذلك؟ أعتقد أن المؤلف نجح في بسط مآلات رحلة الدجال لكنّه لم يجبني على تلك الأسئلة.
أمّا عند النظر إلى العنوان الفرعي " من السفسطة إلى ما بعد الحداثة " يتوقع أن يوجد تأصيل تاريخي مكين يبين العلاقة الوثيقة بين السفسطة اليونانية وتيار ما بعد الحداثة وكيف ساهمت بتوثيق عرى التفاهة في المجتمعات بشكل عام والمجتمع الإسلامي بشكل خاص.
أمّا عما صنّفه المؤلف في كتابه "تافه" وغير " تافه" وجدته يقحم رأيه وتوجهاته دون أخذ اعتبار للموضوعية وكان ميزانه الذي كال به " يعجبني أو لا ؟!".
ولكن! هذا الكتاب يتّسم بالصيغة الإنذارية التي تدق ناقوس الخطر في قلب اليقظ حول إسلوب حياتنا والأشخاص الذين نتابعهم وعن الطريقة التي نفكر بها بشكل عام حول المعطيات الإعلامية حولنا.
الكاتب لم يذكر تعريفا جامعا مانعا للتفاهة بل اعتمد على معنى الكلمة نفسها من حيث اللغة والاصطلاح
الكاتب تحدث عن كثير من الامثلة للتفاهة وبدى انه غير ملم جيدا بما يقول. ففي الفقرة التي تحدث فيها عن افلام الكارتون والالعاب الالكترونية كان الكلام فضفاضا بل هو نفسه ما يقوله اغلب صناع المحتوى على النت حين يقارنون ما كان يشاهده الجيل القديم مع الجيل الجديد. كلام بدون قيمة حقيقية
وصف الكاتب تصرفات بشار الاسد بالتافهة ووصف شراء الخديوي لقصر في فرنسا بالتفاهة ايضا فلم افهم كيف استطاع الكاتب اسقاط مفهوم التفاهة على جرائم بشار. وهذه مشكلة كبيرة جدا في الكتاب فتجد أمثلة متفاوتة جدا في حدتها وبعضها لا يمكن تقبله. ارى ان هذه المشكلة سببها عدم وجود تعريف وضاح للتفاهة، فالكاتب ربما لديه مفهوم ما لكن لم يعرضه او يؤسس له بشكل جيد.
الكاتب اسهب جدا في الكلام وضرب الامثلة ففي كثير من مواضع الكتاب احسست بتكرار الكلام وبالملل ايضا. الكتاب كان يمكن ان يكون اقل من ١٠٠ صفحة ولن ينقص منه شيئا.
في النهاية هذا ليس كتاب تخصصي او حتى يناقش فكرة ما بل هو مجرد استعراض وتعليق على الكثير من الامثلة، وفي نهاية الكتاب توصيات محمودة .
هذا الكتاب ممتاز جدا للمراهقين المبتدئين في القراءة او من يريد ان يقرا كتابا دون عناء كبير فهو بسيط وسهل الفهم .
الكاتب صرح في بداية الكتاب انه كتبه للشباب لكنني لم استوعب مقصده بالشباب حتى انتهى الكتاب
أول انطباع عندي لما قرأت العنوان أن الكاتب سوف يتحدث عن الدجال وفتنة خروج الدجال وماقبل خروجه لك� ما وجدته أنه يتحدث عن مقدمات دون أن يتحدث عنه شخصياً وأننا الأن نعيش مايشبه فتنة الدجال لكن فتنة ناعمة مقارنةً بفتنة خروج الدجال التي هي أعظم فتنة تحَدث عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي ستكون فتنة خشنة وقانا الله منها، وسوف أورد بعون الله بعض ماذكر في الكتاب في هذه المراجعة البسيطة.
قال الكاتب في مقدمته : فإن كانت بعض الميليشيات المتطرفة هنا وهناك تقاتل وتقتل الأبرياء من الناس في سبيل خروج مهديهم ومنتظرهم المزعوم من سردابه، فإن ميليشيات الإلحاد والعلمنة والحداثة وما بعدها تفتن جاهدة في سبيل إخراج الدجال من دهاليزه وحضيضه، ليبتلع العالم المؤمن والمتدين بكفره وزيفه وباطله، وبقواه الناعمة في إضلال الخلق عن خالقهم.
وقال أيضًا : شعرت بالقرف وأنا أركض بين مئات مقاطع الفيديو للتافهين والتافهات في الفيسبوك، واليوتيوب، والتليغرام، وتويتر، وسناب شات، والتيك توك، والكتب، وعالم السوشل ميديا بشكل عام، وكمية (القرف) الذي تحتويه، والذي تحول لظاهرة شغلت المفكرين والكتاب.. أخجل وأنا أكتب سطوراً في ضياع البشرية وانحطاطها..
اختيار عنوان الكتاب ذكي جدا، فليس هناك فتنة أكبر من فتنة الدجال، و رحلة الدجال تبدأ من التفاهة في عصرنا! الكاتب تحدث عن أشكال التفاهة في أمور كثيرة مثل الأدب و التعليم و الأسرة، أعجبني فصلي " تحرير المفهوم" و "التفاهة في السياسية".
لكن هناك أمور أقحم فيها التفاهة رغم أنها ليست السبب الرئيسي، لم أفهم مثلا علاقة التفاهة بقضايا المرأة أو الإلحاد أو بالشعر الحر ؟!
و الأمثلة التي ذكرها الكاتب أنها تدل على الجدية و النفع للشباب ( باعتبار الجدية عكس التفاهة) وضعها تغير الآن! و إن دققت النظر في بعض هذه الأمثلة؛ ستجد أنها لا أمثلة يُقتدى بها و لا يحزنون..
على العموم هو كتاب خفيف لم يُضف لي الكثير، ربما لأني سمعت كثيرًا عن التفاهة. أنصح به لشخص أول مرة يتعرض لهذا الموضوع..
مشكلة الكتاب الرئيسية هى غياب تحديد تعريف معين للتفاهة فمن ثم حدث خلط وتوسيع كبير للأمر ، فجعل كل مصادر الفساد في الأرض تفاهة. فجعل كل ما هو شاذ كاللواط تفاهة ، جعل الحاكم المستبد تافه، والحاكم المتطرف في فكره تافه، الممارسات الاستعمارية الإجرامية تفاهة، وسفه الحكام و تبذير الأموال تفاهة، وحتى تقاتل ملوك الطوائف بينما العدو يحاصرهم من التفاهة.!وحركات النسوية و الإباحية ، وعموم الحداثة بمخرجاتها والفكرية فى القلب منها دخلت في التفاهة. ذكرنى بكتاب نظام التفاهة. الخلاصة أن عنوان الكتاب لا يعبر عن مضمونه، فالمؤلف شرق وغرب، وما لامس صلب الموضوع إلا قليلا!
لم يتم عرض اشكالية التفاهة بالشكل الكافي الوافي ،كما أن اللغة التي تكلم بها الكاتب كانت لغة سطحية نوعاً ما ومعظم الكلام كان كلاماً مرسلاً إنشائياً ،لكن على كل هو كتاب جيد وأظنه مناسب لفئة معينة من القراء.
كتاب جيد جدا؛ جديد في طرحه ،حيث تم تداول هءذا الموضوع بشكل مفرق في مقالات ومقاطع مرئية. أسهب كثيرا في شرح التفاهة وأسبابها ودوافعها وأوفى في سرد الموضوع. لو فصل الكاتب الحديث كثيرا عن العلاج ومحاربة التفاهة بدلا من الاختصار لكان أفضل.