ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

ماكيت القاهرة

Rate this book
في روايته الجديدة ينقل طارق إمام القارئ إلى القاهرة 2045. والمشروع إنجاز ماكيت للعاصمة المصرية السابقة قبل ربع قرن، جوهره إحياء ذاكرة المدينة. ولأن السؤال لا ينجي من تقاطع واقع - مصيره المحو، مع خيال - يجتاح الأمكنة التي تخلق قاطنيها؛ ستبحث عن ذاتك في مرايا الحكاية. ماذا يحدثُ لو اكتشفت أنك مجرد شخصية روائية تتحكم في مصيرها شخصية روائية أخرى؟ تعيش في ماكيت أكبر من ماكيت اعتبرته، لسنوات طويلة، مدينتك؟ ستكون حتمًا إما أوريجا أو نود أو بلياردو، وستمضي في قراءة روايةٍ هي ماتريوشكا من المدن المتطابقة، كلَّما فضضت مدينة واجهتك مدينة مضادة.وللقارئ أن يتساءل عن شرط الوجود القاسي: ألهذه الدرجة يمكن لمكان متخيل أن يمحو مكاناً حقيقياً؟
من الكتاب:
بدأ محاكاة القاهرة بالورق. في الطفولة يتساوى بيتٌ من ورق وبيتٌ من الخرسانة، وفقط عندما يكبر الناس، يكتشفون أن البيوت تُصنَع من الموادِّ التي تجعلها قادرةً على حماية نفسها وليس الدفاع عمَّنْ يقطنونها.
فيما كان أقرانه يصنعون مراكب وطائرات كان هو آخذاً بتشييد بيوت بيضاء تقطعها خطوط الورق المسطَّر، يضع عليه توقيعاً بدائياً سيظلُّ يطوّره استناداً لأصله الطفولي حتَّى يمنحه أخيراً هذه الهيئة: أوريجا.
لكنه لن يلبث أن يكتشف أن المدينة تحتاج موادَّ أقوى، وألواناً أخرى، فلا وجود لمدينةٍ بريئةٍ إلى هذه الدرجة.
مُطوِّراً من ولعه، سيكتشف أن المُدُن، حتى لو كانت غير حقيقية، خُلِقت لتبقى، بينما لم يُخلَق الإنسان نفسه إلَّا ليموت. كانت المراكب الورقية تغرق في مياه الحمَّامات، والطائرات تحلِّق لسنتيمترات، ثمَّ تنتحر على خشب الدكك الوعر أو تحت الأحذية، وحتَّى لو وجدت لنفسها مكاناً في السماء الواطئة خارج شبابيك الفصول، سرعان ما كان يبتلعها رمل الفناء. مدينته أيضاً كانت تدهسها الأقدام مع رنين جرس المغادرة. كان يفكِّر، يمكن لطائرةٍ أن تسقط ولمركب أن يغرق، إن هذا يحدث في الواقع أيضاً، لكنْ، لا يجب لمدينةٍ أن تختفي لمجرد أن جرساً أطلقت صرخته يدٌ ما، كأن الوجود محض يومٍ دراسي.

406 pages, Paperback

First published June 30, 2021

144 people are currently reading
2,740 people want to read

About the author

طارق إمام

15books406followers
مواليد 12 / 8 / 1977
حاصل على ليسانس آداب - قسم اللغة الإنجليزية � جامعة الإسكندرية

صدر للكاتب:
---------------
- طيور جديدة لم يفسدها الهواء - قصص - دار شرقيات القاهرة - 1995

- شارع آخر لكائن - قصص - الهيئة العامة لقصور الثقافة القاهرة - 1997

-ملك البحار الخمسة - قصص للأطفال - كتاب قطر الندى - القاهرة - 2000

- شريعة القطة - رواية - دار ميريت - القاهرة - 2003

هدوء القتلة - رواية - دار ميريت - القاهرة - 2007

الأرملة تكتب الخطابات سراً - رواية - دار العين - القاهرة - 2009

حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها - قصص - دار نهضة مصر - القاهرة - يناير 2010



حصل على خمس جوائز أدبية مصرية وعربية
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
_ جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، عن رواية (هدوء القتلة) 2010

ــ جائزة ساويرس في الرواية،2009،عن رواية هدوء القتلة

ــ الجائزة المركزية الأولى لوزارة الثقافة المصرية، عامي 2004و
2006
عن مجموعتين قصصيتين مخطوطتين

ــ جائزة سعاد الصباح للإبداع العربي لأفضل مجموعة قصصية، عام 2004

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
175 (19%)
4 stars
235 (25%)
3 stars
222 (24%)
2 stars
138 (15%)
1 star
135 (14%)
Displaying 1 - 30 of 297 reviews
Profile Image for Pakinam Mahmoud.
990 reviews4,699 followers
December 8, 2024
هل أنت متأكد إن كل ما تراه حقيقي ومش وهم؟
هل العالم الذي نعيش فيه ممكن يكون ماكيت صغير لعالم أكبر إحنا مش شايفينه؟
هل يُمكن للحقيقي أن يتحرَّك داخل الافتراضي، أو العكس؟
أسئلة مجنونة مش كدة؟كل اللي حتعمله نا
إنك تقرأ ..تفكر ..تستمتع ..و أهم حاجة..
أبتسم..أنت في ماكيت القاهرة:)

ماكيت القاهرة ..الرواية التي دخلت القائمة الطويلة لترشيحات البوكر للكاتب المصري طارق إمام..

تبدأ الرواية في القاهرة عام ٢٠٤٥ حيث يتقدم أوريجا لنيل منحة في جاليري في وسط المدينة وتم إختياره ليقوم بتفيذ ماكيت للقاهرة وهو مشروع يهدف لتشييد نسخة مصغرة طبق الأصل من القاهرة ولكن في ٢٠٢٠...
من خلال ٣ شخصيات رئيسية ولكن في أزمنة مختلفة حياخدنا الكتاب في رحلة غريبة- ولكن ممتعة في نفس الوقت- للتعرف علي أوريجا،نود وبلياردو..

في هذه الرواية ستجد من يقتل أباه بأصبعه ومن تحب رجلاً موجود فقط في المرآة و من يعثر في الشارع علي عين بشرية ويضعها في جرافيتي بعين واحدة!
حكايات كلها غريبة و العامل المشترك في كل القصص هي مديرة الجاليري(المسز) وكتاب واحد يقرأوه جميعاً وهو كتاب للكاتب منسي عجرم!
كتاب يمكن لأيِّ قارئ أن يجد فيه نفسه وكإنه كتابين وليس كتاباً واحداً، أحدهما كتبتْهُ يدُ الكاتب والآخر كتبتْهُ يدُ القارئ...!

الرواية حجمها كبير وقراءتها مكانتش سهلة ونقدر نصنفها علي إنها رواية فانتازية فلسفية..
أفكار الكاتب كلها برة الصندوق و حسيت شوية بروح هاروكي موراكامي في أجزاء كثيرة...
ربطه لشخصيات الرواية مع بعض كان عبقري ولكن الأفكار كانت كتير ومتشعبة ودة حيخليك تشعر بإرتباك في أوقات كتير أثناء القراءة ..
اللغة كانت قوية بس حسيتها جافة شوية وأحياناً متكلفة بس دة لا يمنع إنك حتلاقي نفسك بتقف أمام الكثير من الجمل العميقة للتفكير فيها...
الحوارات معظمها فلسفية وفي أجزاء منها مكانتش مفهومة بالنسبة لي بجانب إن الفصل الأخير في الرواية حسيته كان زيادة وكان ممكن الإستغناء عنه...

علي الرغم إن في حاجات معجبتنيش ولكن
الصراحة طارق إمام كاتب ذكي جداً و مجنون:)والجنان في الأدب بيكون نوع من أنواع الإبداع و معتقدش إن في أي كاتب مصري أو حتي عربي قدر يتجنن زي طارق إمام في ماكيت القاهرة...:)
كم الجهد المبذول في هذه الرواية غير عادي ومش متخيلة كيف إستطاع الكاتب أن يكتبها بهذه البراعة..
أنا عن نفسي وانا بقرأها كنت حاسة إني عاوزة أرسمها و أعتقد إن الكاتب رسمها أولاً في خياله ثم رسمها علي الورق وبعدين بدأ يكتبها:)

نحن أمام كاتب ذكي ،موهوب جداً..عمل إستثنائي ..
رواية تستاهل تكون في القائمة الطويلة و أتوقع إنها حتوصل للقائمة القصيرة و كمان عندي إحساس إنها حتكون الرواية الفائزة بالبوكر السنة دي..والله أعلم بقي:)
كل التوفيق لإبن بلدنا المصري المبدع طارق إمام وحقيقي كلنا لازم نرفع له القبعة علي هذا العمل الرائع 😍
Profile Image for د.سيد (نصر برشومي).
325 reviews666 followers
March 25, 2025
قالت لي روضة: الموضوع المحوري لرواية ماكيت القاهرة هو
الجوائز الأدبية
لم تعد الروايات عملا فنيا جماليا فكريا خالصا يكتبها المبدع كما يريد
الإبداع الآن جوائز وأموال
تتحكم فيه مؤسسات رأسمالية تبحث عن دعاية لها
وتحاول ترسيخ وجودها ومد نشاطها
واكتساب أرضية شاسعة
في السوق الكبير
ناك معايير محددة للمشاركة في المسابقات
وناك توجهات ضمنية تتحكم في الجوائز
طارق إمام يعالج موضوع رواية الجوائز في رواية ماكيت القاهرة
يكتب طارق إمام عن سياق الجوائز الذي يحيط بالجيل
وأخطبوط الرأسمالية بأطرافه القوية المتعددة
الذي يتحكم في الحركة الإبداعية
هذا هو موضوع الرواية نفسه
ناك نوع من السخرية بصدد أدب الجوائز في رواية ماكيت القاهرة
لكنها سخرية ذكية خفية لا تكاد تبين للوهلة الأولى
ماذا تريد الجائزة من المبدع؟ وكيف تملي عليه موضوع إبداعه؟ وما الأفكار غير المعلنة التي تضعها أمامه ليتبناها؟ هذا ما أراه في رواية ماكيت القاهرة
قلت لها: أيا كان الأمر من حق المبدع أن يسعد بعمله
فحين ينتهي من قصيدة
غرس فيها هويته
وتركها في حديقة الخالدين
ينام مثل المتنبي حالما بنقاده
يمعنون النظر فيها
وكل منهم يحاول أن يكتسب هوية
من ناتج تأويله لها
أما طارق إمام فقد استحضر النظرية الأدبية لفضاء مدينته وأطلق الرصاصة على أصوات معلمي النقد المدرسي المنهجي ومستوردي كراسات الحداثة ليقول من داخل ماكيت عاصمته إضافة يرتاح إليها القارئ المرهق من معايشة المبنى الروائي وهو يتحدد ويتأسس ويعلو أمام مخيلته المتشبثة بمرجعية تذوب في آتون الخيال الشرس لصانع السرد الذي يمضي إلى غايته دون مهادنة تقع في فخ الاستسلام لشروط التواطؤ الجمالي الذي يلزم المرسل والمستقبل بمراعاة درجة من التطابق بين المشبه المرجعي والمشبه به الذي سينوب عنه في حجرة المعيشة الثقافية بالعقل الكلي لسياق الإنتاج الرمزي، لكن ذاك التأويل الداخلي الملحق بالبناية لم يكن سوى صيحة خفير الدرك التي تمنح المتلصص شعورا وهميا فيحذر من الاقتراب أكثر لعالم يستتر بعاصمة مشيدة في كشكول صفحة وصفحة بين تخوم الوهم والواقع، عاصمة تمنح مبدعها هوية دائمة لمنتجي مدن الجمال في المعمار الروائي
ماكيت القاهرة.. عملية إنتاج الوجود العميق في
ضوء معطيات السياق المحيط
لكل قاهرته
نفسه المتحركة بين مثالية التصور وحتمية التاريخ
وكلما وعي جوهر وجوده وأدرك سمات سياقه.. سيفهم كيف يتسع بأبجدية المتاح في كتابة هويته
المدن جين في خلية ثقافية يولد في زمن كل مبدع من جديد بشكل تتجلى فيه سمات العصر، قاهرة طارق إمام تنطلق من قلب ثمانينيات القرن العشرين من جيولوجيا اتجاه العمران الشرقي لثقافة الغرب في فضاء العاصمة التي احتفظت باسم الخديوية، ووصلت لموسيقى حميد الشاعري عند جيل اتخذ من البساطة إيقاعا لحياة منطلقة بسلاسة تجمع الفلكلور العربي في روح متصلة متجددة، لكن دورة الحضارة أطاحت بعين حلمه التي ظل يغني لها "عيني.. نفسي ومنى عيني" واضعا جرحه في ماكيت مدينته التي تصنعه ثقافة المبدعين
وتطلقه في الذاكرة الجمعية التي تفسح طبقاتها الجيولوجية لتحتوي ألوان الإبداع عبر الأجيال
المدينة مروية جمالية لمرور المبدعين في جدران الزمن ليصنعوا الماكيت الروحي الذي يتخيلون فيه عالمهم الحر الجاري في مخيّلتهم، وهكذا انضم طارق إمام لرواة سيرة القاهرة بعين وضعها في يده وتجوّل بها في قلب مدينته، وفي تيار زمنه الممتد من ثمانينيّات القرن العشرين إلى حلم يستشرف منتصف القرن الحالي، تراه عين ابنة افتراضية مولودة في خياله
رواية ذكية تجمع إشارات مرجعية التاريخ القريب وتمتد في مجرة المتخيّل لنقطة مستقبلية
ليست بعيدة تجذب فضول شباب الأمس، وتضيف اسم طارق إمام لمبدعي العواصم
فيتخذ مكانه بجوارهم داخلا القاهرة من باب اللوق عله يلحق نجيب محفوظ الذي دخلها من الباب الكبير
باب النصر الذي يفتح مرة كل أعوام طويلة لاستقبال أصحاب الجوائز العالمية
مرجعية الرواية هي القاهرة الخديوية
باب اللوق وعابدين ومعمار وسط البلد
المصمم على النسق الأوروبي
الإيطالي والبلجيكي والفرنسي
الحاضن لتجلّيات الإيقاع العربي
المحفوظ في عيون الهوية المصرية
تقول روضة ماكيت القاهرة هي الصورة الثقافية لزمن عالق من أيام التنوير الليبرالي،وناطق بثمانينيات التحولات الرأسمالية ونغمة جيل شاب أصابه الهرم المبكر، وتمر على أنقاض فترة صعبة أضاعت نصف الرؤية في خماسين ربيع عاصف، تلك الصورة ستظل في ذاكرة تومض في المستقبل محاولة أن تضيف للقاهرة المحفوظية امتدادا مازجا بين التسجيلي والفانتازي في لوحة لم تنطو من أيام الخطط المقريزية
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author2 books4,838 followers
March 6, 2024
ماكيت القاهرة.. انتصار الخيال على الواقع!

"يتذكّر أوريجا انه كان طفلًا حين قتل أباه بهذه الطريقة: ألصق اصبعًا بجبهته، متخيلًا انه مسدس، وأطلق دويًا من فمه: بوم."
بهذا الإستهلال يفتتح طارق إمام نصّه الغرائبي، ليضع القارئ مباشرةً في اللامعقول كنقطة إنطلاق للرواية، من هذا اللامعقول ستنسج القصة نفسها عبر ثلاث دوائر زمنية تمشي متوازية حينًا ومتقاطعة أحيانًا، في حيّز جغرافي يتأرجح ما بين القاهرة كمدينة والماكيت كمجسّم عنها. من نا يتضح لنا حجم اللعبة الذهنية التي نحن بصدّها في فكّ شيفرات هذا العمل الصعب والمرهق في حينه والممتع بعد الإنتهاء منه.

لا يمكن تصنيف هذا النص - او لا يمكن حصره - تحت نوع أدبي محدد، فالرواية في اجزاء كبيرة فانتازية، وفي بعضها فلسفية، وفي بعضها الآخر سياسية واجتماعية وفلسفية وواقعية-سحرية، وكل ذلك قبل الدخول في التأويل والرمز. النص يمكن تأويله لأكثر من وجه، و "أكثر" لا أعني بها ثلاثة او خمسة اوجه فقط.

عظمة هذا النص هو الأسلوب، وهذا الأسلوب صعب ان يكتب به وصعب ان يقرأ بذات الوقت، لأن إمام لم يكتف بخلق ثلاث شخصيات وتوزيعها على ثلاثة أزمنة فقط، بل قاطع ما بين هذه الأزمنة الثلاث وجعل الشخصيات تؤثر على الحدث في لعبة المكان-الماكيت ولكن في زمانٍ آخر: فعلى صعيد المثال لا الحصر، تقوم "نود" (في زمن المستقبل) برؤية ذاتها في الماكيت (في زمن الحاضر، وبحجم أصغر) تقوم بما قامت به من فعل في زمنٍ ماضٍ وتتقدم لتغيّر او تعدّل الحدث (نقل بلياردو الى امام شقّتها) وهذا الحدث يكون قد مرّ قبلًا دون ان نعرف كيف حصل فيتم تفسيره.
هل اكتفى إمام بهذه اللعبة السردية؟ بالتأكيد لا، بل أضاف اليها ما يعرف بالمسالك المتشعبة حيث ان الحدث ذاته قد يتغيّر طبق زاوية الرؤية، وأيضًا على سبيل المثال: يقتل أوريجا بلياردو، وفي مكان آخر تكون "نود" هي التي قتلته بإستخدام "أوريجا" وفي مكان ثالث يكون "بلياردو" هو من أراد الموت واستعمل "أوريجا" لذلك. هذا الأسلوب أعطى قيمة أدبية وفنيّة عالية للرواية.
هذا فقط؟ أيضًا لا، فقد زاد إمام الرواية تعقيدًا حين لعب على مفهوم الإرجاء وكان يرسم الحدث والشخصية بشكل متتابع طيلة الرواية ويعود ليشكك في هذا البناء ذاته او ليزيده او لينقصه.

اذا تكلمنا عن الأفكار، فيجب الإشارة الى ان الأفكار كانت ضمن بنية النص دون إقحام او افتعال، ولا شك ان فكرة العود الأبدي كانت حاضرة بقوة واذا سمحت لنفسي بتقسيم العمل الى قسمين فالأجزاء الثلاثة الأولى هي تكرار التاريخ على شكل مآساة والجزء الرابع على شكل مهزلة. وقد تنوّعت الأفكار بين أسئلة وجودية وفلسفية وحياتية ودينية واجتماعية كما تم عرض العديد من الثنائيات كالواقع والخيال (وأيهما أسبق وأهم وأبقى) المتن والإطار، الأسبقية والتبعية، الكلام والصمت، العمى والبصيرة، النظام والثورة، الكثيف واللطيف، المادي والروحاني، ... كما تمّ عرض حالات انسنانية (بشكل سلس ومختصر) كاليتم وتأثيره على الشخص والتنمّر الذي يعانيه، السجن وتأثيره النفسي.. بالإضافة الى تلميحات وتنبؤات (أمل ألا تصحّ) سياسية. كما تمّ توظيف فكرة الدولة العميقة او المحرّك او حتى الإله (في شخصية المسز) وكتاب الأقدار (كتاب منسي عجرم). كما تجدر الإشارة ايضًا الى تلميح موجع ورد عدّة مرات وهو إبداع الشخص بعيدًا عن وطنه، انكان مهاجرًا او مهجّرًا!

بالنسبة للغة فقد كانت على مستويات مختلفة، بعض الأجزاء كانت بلغة فصيحة رفيعة، وبعضها بلغة شاعرية وبعضها بلغة شاعرية وبعضها بلغّة عامية وبعضها بلغة مهجّنة وبعضها بلغة غير عربية. هذا أدّى بطبيعة الحال الى تفاوت في تذوق العمل الأدبي، فحين تقرأ جملة مثل "ان الطريق الى اليتم أقصر من عبور ممر بين غرفتين." وما تثيره من شجن او جملة "ناك أشخاص يعرفون كيف يمنحون الصمت وقته، كي ينطق." وما تثيره من أسئلة ستكفر باللغة عندما ترى الكاتب يستعمل بدل الفعل "يبحث" "يسرتش" وسأعود لهذا في الختام.

سلبيات الرواية:
1- الإعتماد على الكلمات الأجنبية كما نقولها في العامية في السرد (وبإستعمال الراوي العليم) لكلمات مثل: نيكنيم، باسوورد، المسز، فونط، بولد، انترفيو/ تي-شيرت، وايد الى تله فوتو، منديل وايب، البارتشينز، لودرات، سيلوتب، ترند... (أكثر من 140 كلمة تقريبًا). برأي الشخصي هذا قلل من قيمة النص، كما انني ارى فيه اتجاهًا انا ضده قطعًا. لو كانت كل هذه الكلمات على لسان صوت المتكلم (الشخصية ذاتها) لربما كانت مقبولة بعض الشيء.

2- استعمال مفردات باللغة الإنجليزية لها مرادف عربي واضح ومفهوم مثل "ضد" او "بمواجهة" او "بمقابلة"، فما سبب استعمال
VS??

3- الجزء الرابع المعنون "تعقيب"، أعتقد انه لزوم ما لا يلزم خصوصًا ان هذا الجزء يلخّص القصة ويشرحها، لا أعرف لماذا يريد الكاتب ان يشرح ما كتبه؟

4- بعض الحشو في النص في مقاطع لو اسقطت لما أثّرت على المعنى (مثل مقطع بلياردو مع الرسم الحضري بين الصفحتين 385 و392 حسب نسخة موقع أبجد)

ختامًا، رواية صعبة بكل تأكيد، تطرح الكثير من الأسئلة وتعرّفنا على قاهرة إمام القاتمة، لكنها ممتعة حين تبدأ بتفكيك شيفراتها ورمزياتها وطبقاتها المتعددة. وأتمنى التوفيق لكاتبها في "البوكر"

أختم المراجعة بهذا الإقتباس المقصود:

"كانت رائحة الثورة القديمة هي الهواء الوحيد الذي يمكن استنشاقه الآن: هواء خانق، تمنّت "نود" رغم ذلك لو انها ظلّت تتنفسه"


التقييم الفعلي: 3.5

ملاحظة: استضفنا الكاتب في نادي صنّاع الحرف، وقد كان حضوره لطيفًا وتقبّل النقد والملاحظات بصدر رحب، وترك النص للقارئ، وهذا يحسب له
Profile Image for محمد خالد شريف.
997 reviews1,163 followers
July 27, 2024

"مر الربع قرن، لكن شيئاً لم يتغير، حتى الحاكم لم يتغير. كُل ما حدث أن بنايات سقطت ونهضت غيرها، أن القاهرة فقدت تصميمها، وانسحبت خطوة للوراء، لتُصبح العاصمة الثانية، فيما بقي التاريخ مُجرد رقم يتبدل على نتيجة الحائط."

رواية "ماكيت القاهرة" هي رواية فانتازية غرائبية، ورغم ذلك تمس الواقع، تُحاول أن تتنبأ بالمُستقبل، الذي أصبح واضحاً من الحاضر المُظلم المُتجه إلى ظلمة أكبر. من خلال ثلاث شخصيات يستعرض "طارق إمام" حكايته، أو فلنقل حكاياته؟
الأسماء التي حملتها الشخصيات في منتهى الغرابة، "بلياردو"، و"نود"، و"أوريجا"، وحتى "المسز"، شخصيات بدأت حكاياتها بشكل فردي، حتى تشابكت بشكل لا تستطيع أن تفصل حكاية كُل شخص فيهم، عن الأخرين.
ومن خلال ثلاث أزمنة مُختلفة اختيارهم كان عبقري؛ عام (2011) بداية الثورة المصرية من القاهرة، الأمل الذي انتشر في جميع البقاع، لتكون رائحته أقوى من رائحة الفساد -الذي لم يكن حجمه هيناً-، عام (2020)، عام الكورونا، ونهاية هذا الأمل، لم ينتهي الأمل في هذا العام بالتحديد، ولكنها تتبعات جعلتنا نُدرك، أن ذلك الأمل لم يصبح له أي آثر، وأن حتى القاهرة لن تكون العاصمة مرة أخرى. عام (2045)، يتخيل الكاتب المُستقبل للعاصمة، التي لن تكون موجودة في هذا الوقت. أهو مُجرد تخيل، أم واقع نتجه إليه بدون رحمة؟

من المواضيع الهامة التي تناولتها الرواية بكل تأكيد كان الفن بأشكاله الحديثة، مثل: الأفلام القصيرة ذات التمويل الذاتي، الكوميكس، الجرافيتي، وصُنع المُصغرات بكل تأكيد. وعند نقطة الفن هذه وجدت نفسي في حيرة، أحياناً كان يتكلم الكاتب بشكل جدي، وتشعر أن الحديث عن الفن مُمتع وثقيل في نفس الوقت، وفجأة تشعر أن الكاتب يسخر من التعقيد الذي أصبح يلازم الفن، وتأويله، فيخترع مثلاً أسماء لفنانين، بشكل ساخر تُشبه أسماء لاعبي كرة قدم، ومُطربة حسناء. حتى أنني وصلت إلى نقطة أن كُل ذلك الحديث عن الفن وطبيعته وكُنهه هو فخ، بمُجرد أن تشعر أنه حقيقة، يُفاجئك الكاتب أنه يسخر من كُل ذلك التعقيد والتأويلات الغريبة للأعمال الفنية المُختلفة. وأن أحياناً الكاتب قد لا يقصد أن يكون أي شيء على الإطلاق في نطاق الرمزية، ولكن تجد متناولي العمل الفني، يأولونه، أن الفنان كان يقصد كذا وكذا وكذا، في حين أن الفنان، كان فقط يرسم لوحة ما، أو يكتب جملة ما، بدون أي قصد على الإطلاق.

ولكن هذا العمل، لا يخلو من الرمزيات، السياسية كانت واضحة ومُستترة، تستطيع أن تستشف السخرية المريرة من ما وصلنا إليه، الفكرة في أساسها مبنية على أن القاهرة لم تعد قاهرة، بسبب أنهم سيتخذوا عاصمة جديدة، وما سيحدث لها بعد ذلك. ولكن ناك رمزيات عديدة لم أستطع أن أفكها أو حتى أفهمها، شخصية "المسز" وما تُمثله، تحمل تأويلات كثيرة، كتاب "منسي عجرم"، وغيرهم، رُبما قد تكون تلك الحالة أشبه بما أخبرتك عنه في الفقرة السابقة، أن الكاتب كتب كُل ذلك من أجل الغرائبية، وأن حللناها أكثر من اللازم لن نستمتع بهذا النص، فهذا النص أن حاولت أن تفهمه، قلت متعته، يُشبه أعمال "هاروكي موراكامي"، فأنت مع "هاروكي" تقرأ ولا تفهم ولكنك مُستمتع، ونا بشكل كبير، كانت هذه الحالة جلية.

ولكن، الفارق بين هذه الرواية وبين روايات "موراكامي"، أن هذه الرواية كانت شديدة التكلف في الخيال، وفي الألفاظ، فصنعت جدارين خلفهم المُتعة الكامنة في النص، لو كانت الألفاظ أقل تكلفاً مع الخيال الجامح، أظن أن المتعة كانت ستكون أكبر بكثير، وخصوصاً أن الخيال هُنا شديد القوة، صنع الكاتب نُسخ عديدة من حكايته داخل حكاية واحدة، وتلك الفكرة المجنونة، كانت مُمتعة، إلى الدرجة أنك بعدما تصل إلى أواخر الأحداث، ناك أحداث بعينها كنت تعرفها لأنها سُردت من قبل، ولكنك ما زلت تستمع بالحكاية، لأنها من منظور آخر، أعلى من المنظور الذي قرأته منه، أو أسفله، لعبة مجنونة، صنعها الكاتب، كالماكيتات.

ختاماً..
رواية "ماكيت القاهرة" من أكثر الروايات (جناناً) وروشنة، قرأتها مؤخراً، رواية مُمتعة، ومُستفزة، ومُربكة، ولكن ستظل تقرأها، برمزياتها التحذيرية من مُستقبل نخشى أن نقع فيه، أو فن أصبح الحديث عنه شديد التكلف، أو حتى حيواتنا الشخصية، التي أصبحت مُعقدة ومشوهة. رواية بها خيال جامح وسرد لفظي جيد، أحياناً كان شديد التكلف، ولكنها ما تزال، من أجمل ما قرأت.
Profile Image for Amani Abusoboh.
505 reviews333 followers
April 11, 2022
العمل الثاني الذي أقرأه لطارق إمام. مشكلة هذا العمل في لغته والتي رغم عدم تعقيدها إلا أنها متحجرة ومتكلفة جداً لدرجة شعرت أنها وضعت حاجزاً متيناً بيني وبين النص، فجاء العمل جامداً جداً ولم أشعر أن له روح. حتى الفانتازيا التي أراد أن يقدمها، شوهها تحجر لغته فلم تصلني!
فالغرابة وحدها ليست سبباً كافياً لصنع أدب جيد ما دامت اللغة متعثرة والأسلوب غير ملائم!
Profile Image for Odai Al-Saeed.
930 reviews2,814 followers
March 17, 2022
عادة ما تكون الفكرة الرائدة التي يخطوها الكاتب بخطى استباقية لفكرة ما مجازفة تحسب لصالحه او عليه.اما هذا العمل من وجهة نظر شخصية فهو محسوب عليه جملة وتفصيل.

ناك كلفة واضحة تبتغي التبهير …رواي� كثرت فيها التشعبات التي كانت مسالكها متاهة وشتات� لم ترق لي البتة
Profile Image for Yara Yu.
595 reviews696 followers
Read
June 9, 2022
بالرغم من عدة محاولات مع الرواية لم أستطع إكمالها
ولأن لم أستطع إكمالها فلن أحكم عليها بشكل عام
لكن الرواية غير مفهومة ولو أطق صبرا علي تحمل المزيد من الغموض
العمل الذي أخرج من صفحاته لا أفهم ماذا أقرأ لا أستطع إكماله
لا نحتاج الي الكتابة بكل هذا التعقيد
والفلسفة ليست معقدة بالنسبة لي البساطة هي الاصعب
أن تصل للقارئ من اول كلمه تكتبها وهيفهم ما تريده منه
هذا هو التحدي الذي يجب أن يصل له الكاتب
أعتقد أنه رواية جيدة جدا لمن قراها وان طارق أمام كاتب موهوب بالرغم من اني لم أقرأ له من قبل
Profile Image for Omar Kassem.
570 reviews156 followers
October 9, 2023
ان صح لهذا الكتاب ان يُطلق عليه اسم رواية فهي بالتاكيد رواية خالية من روح و تعابيير النص الروائي المقبول وليس الجيد حتى!
والله لا نحتاج للكتابة بكل هذا التعقيد و التكلف ، اهم تحدي يواجه الكاتب هو ان يصل إلى القارئ ببساطة ومن اول سطر يكتبه.
اللغة متحجرة ، جامدة ، لا يصل من خلالها اي مشاعر او عواطف
الحوار حاول ان يكون فلسفيًا فخرج باردًا ، لا علاقات بين الشخصيات و لاهم يحزنون ، كل شخصية لها مونولوج ذاتي طويل...
رواية لا تقرا وخاصة في الشتاء ، لانه�� ستصيبك بالقشعريرة أكثر وتجمّد اطرافك وتسيل انفك من شدّة برودتها!!
Profile Image for Aliaa Mohamed.
1,170 reviews2,359 followers
May 27, 2022
هذا ليس ماكيت القاهرة، إنه ماكيت الجنون، ماكيت العبث، ماكيت اللا معقول.

من الصعب وصف تلك الرواية الفانتازية، فأي تعبير عنها لن يكون جديًرا بها.

نحن أمام عمل داخل عمل داخل عمل إلى ما لا نهاية، يجسده ثلاث شخصيات رئيسية، أوريجا، نود، بلياردو.

في البداية نجد أن لكل شخصية من هؤلاء خيط بمفرده يسير به، ولكن بمرور الصفحات نكتشف أن خيوط الشخصيات الثلاث مترابطة لدرجة التعقيد ومن الصعب فك العقدة.

التعقيد ليس على صعيد الشخصيات فقط، بل السنوات التي يجسدها العمل، فنحن أمام 2011 و2020 و2045، وفي الوقت نفسه تنصهر الأعوام الثلاثة في ماكيت واحد! كيف هذا؟ لا أعلم حتى الآن، فمحاولة فهم تلك الرواية هو ضرب من الخيال.

ورغم أنني اعترف بكامل إرادتي الشخصية أنني لم استوعب ما جاء في هذا العمل بدرجة تصل حد الكمال، إلا أنني شعرت بأحداثها وتوحدت مع شخصياتها وهذا يكفيني.

وأود أن أدرج تنويهًا نا لأي قارئ بألا يستعجل فهم ما يحدث، فما يدركه في البداية سيكون مختلفًا عن المنتصف، وبعيدًا تماما عما سيأتي في النهاية.

وكما قالت إحدى شخصيات هذا العمل "الأمكنة تخلق ساكنيها .. إن نشأت نسخة جديدة من بيت، ستنشأ نسخة جديدة من ساكن".

آخر ما سأذكره نا هو أنني مشفقة على كاتب تلك الرواية، لا أعلم كيف صمدت أعصابه وذاكرته أمام هذا الجهد الذي يحتاج لمس من الجنون حتى يستوعبه!

وأخيرًا، هذه الرواية ليست للفهم العقلي، هي لإشباع نهم الجنون ليس إلا.

3 نجوم للرواية، ونجمة لجنون كاتبها!

تهانينا لوصول الرواية للقائمة القصيرة لجائزة البوكر 2022
Profile Image for Mohamed Metwally.
775 reviews120 followers
April 5, 2025
قرأت هذه الرواية ضمن مشروعي لقراءة الرواية الفائزة بجائزة بوكر ل2022 والروايات المنافسة التي وصلت للقائمة القصيرة، ده أول كتاب فيهم
اللي أنا فهمته من القصة، ان الجاليري هو مكان خارج حدود الزمن، يذهب اليه البطل في سنة 2045 ليصنع ماكيت لقاهرة 2020، الماكيت ده بقا بتدب فيه الحياة وبالتحديد فترة ما أمه دخلت الجاليري (اللي في الماكيت) لتصنع فيلم عن ماكيت اخر لقاهرة 2011 اللي بدوره تدب فيه الحياة لنقابل أبوه اللي راح الجاليري علشان مسابقة جرافيتي
ماكيت جوا ماكيت جوا ماكيت يحكي قصة جوا قصة جوا قصة وزيادة في التعقيد أن صنع البطل للماكيت هو المسبب للتسلسل الزمني من الماضي للحاضر، وال3 قصص بيتم سردهم بالتوازي لتتلاقى كل الخيوط في النهاية، الماضي مع الحاضر والمستقبل. القصة ليها طابع فلسفي عن حقيقة الواقع وما يفصله عن الخيال ومفهوم الأصل من المحاكاة أو التقليد، بس في بعض النقاط التي لم أفهم رمزيتها مثل:
- موضوع الصباع اللي بيقتل بالرصاص، هل ده بيرمز لأن الفكرة ممكن تقتل زي السلاح بالضبط؟
- مانجا قالت ان بلياردو هو أبو أوريجا، يعني هو الراجل اللي في المراية؟ وايه قصة المراية دي أصلا
- ايه الهدف من كتاب منسي عجرم؟

عامة هو الكتاب محتاج مجهود فكري في قراءته، عامل زي أفلام المهرجانات اللي ناس كتير مش بتفهمها بس بتاخد جوايز برضه.

MiM
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,653 reviews4,341 followers
March 21, 2024
� ابتسِمْ .. أنتَ في ماكيت القاهرة 2011. �

بالأمس كانت لدينا قاهرة المعز و الأن صار لدينا أيضا قاهرة الماكيت

يبدأ المشهد بطارق امام متحيرا في عمل يود له الخلود لكنه موقن أن الرواية ستفنى يوما ما. إذا فلتكن جرافيتي يزين حائطا ضخما على مشارف البلدة و لكن من يضمن بقاء البلدة ناهيك عن الحائط مهما بلغت ضخامته. فلتكن إذا ماكيتا مصغرا للواقع و لكن هيهات للواقع أن يبقى فما بالك بمجسمات صغيرة. جاءته فكرة الخلود مجسدة في فيلم على كاميرا محمولة بيد واحدة تماما كهذا العالم الذي لا يعرف الفناء طالما بقى الإله ممسكا بالكاميرا في يده. بعد ان انفرجت أساريره تذكر أن الإله نفسه وعد بدمار هذا العالم يوما ما و لم يضمن له الخلود أبدا و نا قرر أن يدير ظهره للإله و يجعلها قصة مصورة على هيئة المانجا اليابانية التي لا تعترف أصلا بأي إله و تؤمن بتناسخ الأرواح في دورات لا نهائية من الحيوات و قبل أن يهنيء طارق إمام نفسه على الفكرة و بروح الفنان المرهف بداخله أيقن من لا يقينه و أدرك تهافت فكرته و شك في ذاته شكا لا فكاك منه و نا تجلت عبقريته و اتخذ قراره المجنون. لن تكون رواية و لا ماكيتا و لا فيلما و لا جرافيتي و لا حتى مانجا.
ستكون كل ذلك.


� رغم ذلك كان على يقين أنه سيموت في عَرَاء أحد هذه الشوارع التي اختارها بيتاً، عاجزاً عن التكهُّن إن كان ثمَّة مَنْ سينحني عليه ليلتقطه، أم سيُترَك حتَّى تتفتَّت عظامه تحت أقدام العابرين. �

� عاصمةً خالية، لن تحصل أبداً على فرصة أن يعيش فيها أحد أو أن تختصر وطناً في اسمها لتُغذِّي كبرياءها. �

� المتاهة خلية مركزية، تتكرَّر عدداً غير نهائي من المرَّات، هذا التماثل هو عينه رعب الإنسان الذي يشكِّل مفهومه للأمان استناداً إلى نفي التطابق، بدءاً من اللغة، فلا دلالة دون حروف مختلفة، تشكِّل كلمة، ثمَّ كلمات مختلفة تشكِّل جملة، ثمَّ جُمل مختلفة تشكِّل كلاماً أو نصَّاً. والقانون نفسه يمتدُّ، ليشمل الموجودات والزمن والمكان .. تخيَّل لو أن الأشخاص جميعهم أنتَ أو كلّ البيوت بيتكَ. رعب المتاهة هو نَفْي اللغة. �

� لكنْ، أين المدينة؟ وأين هو منها؟ إنه نا، نا فقط، يفصله جدارٌ من فولاذٍ شفَّاف عن مدينتَيْن، إحداهما صَنَعَتْهُ، والثانية صَنَعَهَا، واحدة منهما داخل الأخرى، مثلما يشعر هو الآن أنه شخصٌ داخل شخص. �

� إنها ذاتٌ معروضة فقط، لكنْ، لا وجود لها إلَّا كموضوع للتلقِّي مثل مجسَّم بيت. ولو أنها قرصَت نفسها لتتأكَّد إن كانت حقيقية، فلن تشعر بشيء. �

� لم يفهم أبداً طبيعة الخطر الذي يمثِّله على المدينة. إنه أضعف من أيِّ شخص فيها، لا يملك مسدَّسات الشرطة وهَرَاوَاتِها، لا أسلحة الجيش ولا مطاوي البلطجية ولا منابر المشايخ. مجرَّد شخص هشِّ البنيان، وبعين واحدة. أيُّ رعدة يمكن أن تجتاح جسد مدينة كالقاهرة لمرأى شخص مثله. �

على الهامش
تحية خاصة للغائب الحاضر: منسي عجرم.
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
هامش أخر:
لينك قصيدة مضاجعة الواقع لعلي طاليباب
تجدا
اقتباسات أخرى

� كانت نود زائرة يومية لكرنفال فعالياته الضجيجية والمفتوحة: مهرجان «الجاليري ميدان»، ملتقى «شغل كوميكس»، حفلات موسيقى الأندر جراوند، وعروض الفيديو آرت، ومعارض التصوير المفاهيمي، وأسبوع الكُتُب الممنوعة، فضلاً عن فعاليات السينما البديلة، والمسرح الفقير، وجرافيتي القاهرة العنيف، وغيرها من فنون الهامش والاحتجاج. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� اكتشف أوريجا، بينما يمزِّق الشهادات الهشَّة جميعها التي لا يملك حائطاً يرصُّها عليه، أن مسرحه الوحيد هو المدينة، لا ليُزيِّنها، لا ليضيف الرتوش اللازمة لوجهها المستعار، لكنْ، ليُعرِّي ذلك الوجه. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� لقد أدركت نود أنه الشيء الوحيد الأصيل في حياتها، حبرها السرِّيُّ، والقطعة الأصلية اليتيمة في عالمها المؤلَّف من كلِّ ما هو مقلَّد، هي التي لم تلمس أبداً شيئاً أصلياً، بدءاً من زجاجة البرفيوم وحتَّى وجهها نفسه، الذي جاء محاكاةً رديئة لتعاسة شخصَيْن. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� ظلَّ يرى أيَّ شخصٍ مزدوجاً، فيما يتخيَّل نفسه أيضاً شخصَيْن في حدقَتَي محدِّثه. كان يسأل، أيّهما الأصلي وأيّهما المقلَّد؟ أيّهما يمثِّل محاكاة للآخر؟ وبالمنطق نفسه، كان يسأل نفسه: أيّ العينَيْن ترى الحقيقة، وأيّتهما ترى الخيال؟ �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� لقد أدرك مبكِّراً أن طريقته الوحيدة ليواجه العالم هي أن يُشيح بوجهه عنه. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� كلاهما كان الزجاج وسيطه لاستنطاق شخصٍ يستحيل أن ينطق أو يغادر زنزانته، كلاهما منحتْهُ المدينةُ الشبقَ تجاه أشخاصٍ ينتمون لعالمها، لكنْ، لا يخضعون لشروط إنسانيَّتها. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� كان يسأل نفسه: هل كان قتل الأب ضرورة، كي يعرف هو أيّ يدٍ يملك؟ هل اليُتم سبيلٌ وحيدٌ لمَنْ قرَّر ألَّا يكون صورةَ شخصٍ آخر؟ في نهاية المطاف _ كان يجيب نفسه _ يستحقُّ الآباء جميعُهم من الكراهية قَدْر ما يستحقُّون من الحُبِّ. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� كم هي خطرةٌ اللغة إن لم نفهمها، وكم هي خطرةٌ إن فهمناها. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� استغربت نود أن هذه القُصاصة القادمة من الماضي تخصُّ فعاليةً تنتمي للحاضر، وتحمل توقيعاً مؤرَّخاً بالمستقبل، وكأنها تجمع الأزمنة الثلاثة بجرَّة قلم. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� وتساءل: هل تُكرِّر الغرفُ نفسها خلف هذه الأبواب، بالأحجام المتدرِّجة للمسز نفسها خلف كلِّ مكتب؟ أتكون حَيَّةً لا تزال في بقية الغرف أم يكفي موت أحد أجسادها لتموت جميع نسخها؟ �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� فمع اليوم الأخير للعرض سنفتح مزاداً لبيع ماكيت القاهرة لأعلى سعر .. وفور أن يرسوَ على المشتري، سيُدمِّر الماكيت نفسَهُ بنفسِهِ أمام الجمهور. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� الآن، في اللحظة ذاتها، يُطلُّ أوريجا على نود، وتُطلُّ نود على بلياردو، مثل قاطني بناية واحدة، يحيا كلٌّ منهم عُزلة زمنه. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� فهذه المرأة لم تكن مجرَّد إنسان، إنها سلطة، سُلطة نهائية وتامَّة، لا سبيل للنظر في عينَيْها، ولا يمثِّل جسدها، صغر أم كبر، سوى غلاف رقيق وهشٍّ لتوحُّشها العميق القادر على ابتلاع العالم في قدرته على الخَلْق والبناء والتدمير والمَحْو. �
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
� فوق ذلك، فإن منسي عجرم يحظى بأنصار، يصعب حصرهم، يملك كلٌّ منهم صورته المتخيَّلة له، فضلاً عن أعداء سيُرحِّبون بتجديفٍ كهذا، لأسبابٍ لا علاقة لها بالفنِّ، فالتجسيد، في بعض الحالات، لا يكون فحسب نوعاً من الاستفزاز، لكنه قد يغدو أحد أشكال الإنكار .. �
Profile Image for يـٰس قرقوم.
343 reviews550 followers
March 22, 2022
حسنًا، هذه رواية بديعة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى..
جاءت قراءتي تزامنًا مع رحلتي إلى القاهرة، ورغم رمزيّة العمل فإنّ الرحلة جعلتني أتذوّق العمل بمنظور أقرب، وأن أعيش تفاصيل الرواية والتواءاتها. هُنا الكتابة الإبداعيّة في أسمى حالاتها، هُنا لغة وفكرة، وسرد يدور بين ثلاث شخصيّات غرائبيّة، سرد يبتلع حكاية داخل حكاية داخل حكاية، كأن تنظر إلى فنّانٍ يلوّن لوحته عن قرب، ومن ثم تخرج إليك اللوحة كاملة. أتمنى وصول الرواية إلى القائمة القصيرة والفوز بالجائزة، وحتى إن لم تفعل، يكفي أنّنا تعرّفنا إليها وابتلعتنا داخل عوالمها الأخّاذة.
Profile Image for Abir Oueslati.
222 reviews167 followers
May 12, 2022
لو كان الخيال رواية فإنه سيكون "ماكيت القاهرة".
رواية فريدة من نوعها. مختلفة جدًّا.
هي تلك الرواية التي تصعب مراجعتها لأنها ليست رواية نقرأها بل تجربة نعيشها.
فيها تتخبط الشخصيات حرفيّا في الديكور و كاميرا طارق إمام ترصدها و تسجّل صفحة بعد صفحة انغلاق الفخّ على الجميع.
فالرواية محاكاة لواقعٍ كابوسيّ. السرد فيها ثعبان يأكل ذيله.
في ماكيت القاهرة، البعض من ثورة يناير، البعض من القاهرة و الكثير من طارق إمام.
هو الذي خلق عالمًا مجنونًا لم يهمل فيه أيّ تفصيل.
جاءت روايته متكاملة متماسكة و جميلة.
Profile Image for Shady.
18 reviews3 followers
March 22, 2022
لو أنه تم استبدال جملة هذا العمل بجملة واحدة هي "كلب يطارد ذيله" لكان أكثر مدعاة للتقدير
dog

في كل سطر تشعرك الرواية بإنها تحاول جاهدة إبهارك، ولهذا فإنها تفقد ترابطها، وإن المحاولة بإفراط ليست سوى استلابا للإبداع من عين جافة

ثمة فقدان للموضوعية في اعتراضيات الرواية المتفلسفة، بل السفسطائية بامتياز، حتى إذا استغلق على المرء المعنى ليقرأ الجملة مرة ثانية، يجد أن استغلاقه الأول لم يكن سوى محاولة عقلية لمنع تمرير الوهم على أنه منطق، فالرواية تمتليء بمحاولات متكررة وبشكل مبالغ فيه من التذاكي بحيث يتماهى الواقع مع المتخيل ويتساوى المعدوم مع الموجود في حين أن كل تلك المحاولات، لو تم تدقيق النظر فيها، لا تتعدى جمل مفرغة من أي معنى موضوعي.

من الأساليب التي تستخدمها الرواية للإبهار تمرير بعض الأفكار الإلحادية نا وناك لا غرض منها سوى توهم التيه والتخبط، إن الأمر أصبح بمثابة شخص يصنع متاهة، فيضيع فيها، ليقول أنا تائه

نجمتين لأني أدركت مبكراً أن هذا العمل يصلح قولبته في فن المانجا اليابانية، لأجد في النهاية أن الكاتب يتفق معي بشكل ضمني.
Profile Image for Nadia.
1,325 reviews456 followers
March 10, 2022
ثلاث فصول و ملحق هو مساحة العمل بشخصياته التي تعيش في عالم من الفانتازيا داخل و خارج الماكيت الذي يمكن اعتباره بطلا أساسيا للحكاية او الحكايات اذا اردنا الدقة أكثر ،العمل بجوه الكابوسي و قصصه ذات طبع "سيزيفي" عبثي هو عمل عن الفن و دوره في الحياة اليومية أيضا خصوصا على مستوى سؤال : الأصل و التقليد .
تقنيا العمل موزع زمنيا على سنوات محددة : 2011/2020/2045 و مكانيا في القاهرة و "ماكيتاتها" و فكريا عبر كتاب "منسي عجرم" الذي لا نعرف عنه إلا ما يقرأه شخوص الرواية ، عبر هذا المعطى الزمكاني ننتقل مع الشخصيات: أوريجا و نود و بلياردو و الميسز(أسماء مستعارة) في خطوط منفصلة متصلة متداخلة و متقاطعة و مع كل شخصية نكتشف تلك العبثية التي تتكر في كل مرة و دائما مع الجاليري و الماكيت باعتبارهما عنصرين ثابتين في كل الخليط المتغير و المتكرر لينتهي العمل أو ليبدأ مع مشروع جديد مع " مانجا" رسامة الكوميكس.
الرواية لها حضور درامي خانق بشكل كبير و هو ما يتناسب مع عالمها السردي .
اول تجربة لي مع طارق إمام و لن تكون الأخيرة.
Profile Image for طارق سيد.
Author5 books2,008 followers
January 7, 2022
أول مراجعة في 2022 واول خمس نجمات.
طارق امام يكتب بالرسم، أو يرسم بالكلمات.
رواية من أصعب و أمتع ما قرأت، تستحق موقعها في أفضل روايات 2022.
للمزيد من التفاصيل بدون حرق للاحداث شاهد الفيديو

#منشوراتالمتوسط
#طارقإمام
#كوكبالكتب
#العراف


Profile Image for نورا ناجي.
Author17 books1,788 followers
September 6, 2021
ما الفنان إن لم يكن لصَّاً؟ وما الفن إن لم يكن نشلاً لشيء ما من محفظة العالم، حكاية أو صورة، يعتقد أصحابها أنها ملكية شخصية، قبل أن يجرَّدوا منها، لتصبح حكاية أيّ أحد؟
Profile Image for هبة الحارس.
Author1 book69 followers
January 1, 2022
ثمة صدمة كبيرة بالفعل، حين تجد قارئًا لا يقرأ روايات الأدب الواقعي الغرائبي.
تعرف أن من السهل على الكاتب أن يروي قصة واقعية بطريقة ذكية وأسلوب لغوي ممتع، ليكون كل ما يشغل باله في كتابتها هو تغيير أسماء الأشخاص الحقيقيين مع تحييد القصة من زمانها وحاضرها ووضعها في إطار زمني أخر.
لكن عبقرية الأدب تتجلى في الخلق الروائي لأشياء من المستحيل أن تحدث، ثم تسترسل في حكايتها بإسقاط تفاصيل الواقع عليها. فنا حقًا تكمن العبقرية الحقيقية.
.
ثمة شعور غامر بالرعب، لا يضاهيه سوى الشعور بالدهشة، قد يسيطر على القاريء أثناء قراته لهذه الرواية.
المفارقة التي بثت رعبًا على رعب، هو تذكر حلم ما كان يدور حول المرايا، وانتهى بالاستيقاظ فزعًا على إثر رؤية وجه غريب أقرب شبهًا لوجه الحالم وقد ظهر متجليًا في المرايا. تجد نفسك تحاول فعل كل شيء لتنسى تفاصيل الحلم المرعب، بينما تثير الفكرة شخصًا أخر فيكتب رواية قوامها المرايا وشخصيات المرايا.
وما زاد من الدهشة، أنه في القراءة الأولى للرواية، سوف يحدث أن تستيقظ في منتصف الليالي باحثًا في ظلمة الغرفة عن المرايا. لتحاول النوم مصارعًا أفكارك الشخصية متسائلًا عن المدى الذي يمكن ان تصل إليه الأحداث داخل هذه المرايا؟!
.
بالحديث عن المرايا، وكنظرة عامة على الرواية، فإنه من المثير للدهشة الاستخدام المحكم للمرايا كتقنية في السرد وكأداة تنعكس عليها تفاصيل حياة جميع الموجودات والشخصيات في الحكاية. إن ما يزيد من تميز هذه الرواية وتفردها هو استخدامها لتقنية الإنعكاس التي يقوم على أساسها صنع المرايا. حيث يستخدم السرد تقنية المرايا ليعكس الأحداث على ثلاث فترات زمنية محددة هي 2011 و 2020 و 2045 أي الماضي والحاضر والمستقبل. لتبرز قصة كل بطل من الأبطال الثلاثة الرئيسيين كفلاش أو ومضة سريعة لإنعكاس ضوء مبهر على المرايا. هذا الفلاش الذي ينعكس بدوره على الكتابة، فطول الحدث الواحد يمتد بطول صفحتين او ثلاثة على الاكثر في كل مرة.
كذلك، فإن استخدام المرايا كأداة متأصلة في حياة الشخصيات، لتعمق دون أدنى شك، أن الشخصيات الثلاثة مثلما يجمع بينهما وجع الفقد لشيء ما (بلياردو فقد عينيه، أوريجا فقد أبويه، ونود فقدت حياتها المستقرة كإبنه ومجددًا كأم) إنما يجمع الشخصيات أيضًا انعزالهم وغربتهم عن بعضهم البعض، كل منهم مغتربًا بطريقته وكل منهم منعكسًا على ذاته، مكتفيًا بنفسه.
رُبما إختيار الأسماء يبروز جزءًا من عبقرية التغريب أيضًا. نود التي يمنحها معنى إسمها (العُري) رمزية واضحة، تمثل المرأة العصرية بكامل إغترابها باكتفاءها الشديد بنفسها، وباعتمادها الكبير على ذاتها وهو الأمر الذي جعلها منعزلة وجعلها تدور حول الأحداث ولا تدخل فيها، هاربة من الاسترسال في الحديث أو الاندماج في أي من الأحداث حتى لو كان حادث موت زوجها على يد طفلها الوحيد. وبلياردو الكرة الذي يمثل لا الرجل فقط، وإنما الإنسان المعاصر حين تتلاعب به الثورات ومبادئها وأهدافها المجهضة. وأوريجا الطفل الذي لم يكبر. الذي إن بحثنا عن معنى إسمه، سنجد ان معنى كلمة (ريجا) في القاموس الوجيز أنه الاستغلال الحكومي، أو السلطوي لبعض المشروعات. وهو المعنى الذي إن كان الكاتب يعنيه فعلًا فهو يؤكد رمزية استغلاله في الرواية كقاتل ومرة اخرى كعضو فاعل في تشييد ماكيت القاهرة.
أما عن استخدام الألوان، والأشكال الهندسية، سوف تبرز للقاريء على الفور وجود علاقة قوية بين الكاتب وبين الألوان وهذه الأشكال الهندسية، الأمر الذي قد يوحي بكونه مهندسًا معماريًا وليس كاتبًا روائيًا. أضف إلى ذلك، فلسفته الشمولية ونظرته المتعمقة للأمور. فبعيدًا عن الأسئلة الفلسفية الكبرى التي يحاول الكاتب طرحها داخل النص، لم يكن الكثير من الناس ليلتفت إلى فلسفة اقتطاع ورقة أخيرة في كشكول ما، ولا إلى التفاصيل الخفية لتجارة وصناعة المانيكانات، ولا إلى أسماء المقاهي الغريبة وعلاقاتها بأفرادها ومالكيها، أو أن يتم سرد تفاصيل الفن والتصوير الفوتوغرافي والرسم بهذه الطريقة المبهرة إلا أن يكون كاتبها شخصًا قد جُبّل على حب الفن واللغة والتواصل الجيد مع شتى التفاصيل الجمالية في الحياة.

.
أما عن اللغة، فعند القراءة الأولى للرواية يظن القاريء أنها رواية مترجمة.
ولهذا أسباب عدة. يتلخص أولها في الاستخدام المتقن للغة العربية الفصحى والتي جعلت النص يبدو كنص مترجم وليس أصيلًا. خاصة وأن معظم الخيال الوارد في الرواية يشبه إلى حد كبير روايات عالمية أخرى أذكر منها على سبيل المثال رواية (عالم رائع جديد) لألدوس هكسلي. وكذلك تشابه الكاتب الكبير في أسلوبه وخلقه لعالمه السحري مع المبدع غابرييل ماركيز، وكذلك الأديب الإنجليزي نيل جايمان. بالاضافة إلى تشابهه مع خورخي بورخيس في استخدامه للمتاهات والمرايا، وراي برادبوري ��ي رواية 415 فهرنهايت حيث الكتب هي الأصل والأساس والمنقذ الوحيد للوجود الإنساني.
أما عن الفكرة التي قد تجعل القاريء يسقط فكه دهشة ورعبًا، هي فكرة العين الكبيرة الساقطة من جرافيتي في وسط القاهرة. هذه التفصيلة الروائية قرأتها منذ وقت قريب في مجموعة قصصية صغيرة كتبها أوسكار وايلد. كانت القصة تسمى The Happy Prince وفيها يضطر تمثال ضخم لأمير ما أن يضحى بعينيه من أجل شعبه الجائع. وهي من التفاصيل الصغيرة والكثيرة التي تجعل القاريء يشعر بإقتناع تام أن هذا النص مترجمًا، ولا يمكن أن يكون مصريًا أو عربيًا.
الأمر الأخر، هو اللغة الحوارية، والتي جاءت مقتضبة على طول الرواية. وهو أمر بالغ التفوق والتميز أن تقرأ رواية بهذا الحجم لا تكثر الجمل الحوارية فيها وتظل بالرغم من ذلك مستمتعًا بالسرد لغرائبيته وجماله.
في النهاية، أحببت أن تكون الرواية كلها بلغة عربية فصيحة، وأن يتجنب الكاتب ذكر مصطلحات باللغة الإنجليزية دون ترجمتها خاصة وأن لها ترجمات عربية موازية. إلا أنني عدلت عن هذا الرأي. فرواية مكتوبة عن الماضي والحاضر بإشارة إلى المستقبل، لابد لها أن تتقبل المصطلحات الإنجليزية الالكترونية منها بشكل خاص المعبرة بصدق عن حال العصر المكتوبة فيه ولأجله.
.
وأخيرًا.. سوف تصيبك رواية ماكيت القاهرة بالحيرة. منها أنها تتخذ من عام الثورة 2011 انطلاقًا لأحداثها، فيتخيل القاريء أنها رواية تاريخية سوف تصول وتجول في أحداث الثورة المصرية، وهو الأمر الذي نجح الكاتب أن يتجنبه. ليتفاجيء القاريء بوجود قاهرة موازية للقاهرة، وشخصيات تعكس شخصيات أخرى كل منهم هو سلطة فوق الأخر، وأحداث تشرح أحداث أخرى، وماكيت كبير لقاهرة كبرى نعيش فيها ولا نفهمها.
Profile Image for fathi esam.
606 reviews26 followers
August 28, 2021
** الامكنة تخلق ساكنيها... إن نشأت نسخة جديدة من بيت ستنشأ نسخة جديدة من ساكن **

ماكيت القاهرة... هي رواية اشبه بدمية الماتريوشكا الروسية متعددة الطبقات قد تجعلك تشعر بالصداع ولا يوجد فيها حدود للغرابة ولا للخيال....

طارق أمام كاتب مصري شاب تعرفت على كتاباته العام الماضي ووقعت في شباك قلمه من العمل الأول الذي قرأته له ( مدينة الحوائط اللانهائية) تلك المجموعة القصصية السريالية التي كانت تجربة جديدة بالنسبة لي وقت قرائتها... ثم كانت محطتي الثانية مع روايته ( ضريح أبي) ليستمر هذا الكاتب في جذب انتباهي وعقلي بموهبته في خلط الخيال بالواقع وخلق عوالم غريبة الأطوار تجعلك تتسائل طوال الوقت وانت تقرأ عن نوع المخدر الذي يتعاطاه الكاتب لكي يصل إلى هذا الحد من مزج الخيال وتطويعه....

ثم كانت المحطة الثالثة ( ماكيت القاهرة)... تلك الرواية الكبيرة المرهقة التي جعلتني اتباطئ كثيرا في قرائتها كي لا اخسر انتباهي وتركيزي أمامها... الرواية اجوائها وطبقاتها المتعددة ذكرتني بأجواء فيلم inception لتجد نفسك وأنت تصل إلى النهاية تتمنى لو تكون هذة الرواية مجرد حلم يستيقظ منه الكاتب لتجد تفسيرا منطقيا لتلك الغرابة المعششة في صفحاتها....


تدور أحداث الرواية في مكان ليس ببعيد عن المكان الذي اجلس فيه حاليا... وسط البلد ( جاليري شغل كايرو)... الزمان قد يكون ٢٠١١ او ٢٠٢٠ او ٢٠٤٥...الشخصيات التي ستظل تشكك في وجودها طوال الرواية اوريجا ونود وبلياردو شخصيات غريبة الأطوار يجمعها عالم واحد وبيت واحد وجاليري واحد ولكن تختلف الماكيتات... الرواية اشبه بلعبة الميكانو ... انت تحتاج ان تخلق عالم داخل العالم الذي يسكن عالما اخرا وبداخله عالم آخر... وشخصية المسز التي تتنقل بين كل الماكيتات وموجودة في كل العوالم وكأن الحياة عبارة عن دوائر من التكرار والاعادة التي لا تنتهي....

رغم كونها رواية مرهقة في الرواية ولكن كم المجهود الذي بذله الكاتب ليجعل هذا العالم الغريب متماسكا أمامك كقارئ حتى النهاية دي نقطة تحسب له لا عليه... ربما ما كان ينقص تلك الرواية هو مرساة تربطها بارض الواقع تجعل شطحاتها لا تخبط في سقف الكتابة... ولكن مجددا طارق أمام كاتب لا يتوقف عن ابهاري بأفكاره وفلسفته والغرائبية التي يكتب بها ويخلق بها شخصيات مختلفة في التفاصيل ولكن تجمعهم غرابة الأطوار والفانتازيا....

⭐⭐⭐⭐
1 review2 followers
December 1, 2021
بصراحة رواية خذلتي ، لا تستحق كل هذا المدح والشهرة . القصة بالنسبة لي أرى أنها سخيفة ، الكاتب دائما يحاول يستخدم التشبيه بشكل متكرر ويحاول تضخيم العبارات ، والحشو في الرواية ملحوظ وممل . وحتى لا أظلمها كانت فيها عبارات جميلة وأفكار جديدة تستحق التأمل . عدا عن ذلك لن أنصح أي شخص يقرأها اقرأ الاقتباسات في تويتر .
Profile Image for Hala.
223 reviews146 followers
July 28, 2021
ما هذا الجمال! ❤️
Profile Image for Dania Abutaha.
755 reviews502 followers
April 17, 2022
قويه ،صعبه ،مرهقه ...تحدي للجنه البوكر !
تستحق البوكر ،بثقل ...استحضر ايتالو كالفينو...
لا اصدق اني انهيتها!!!
ولي عود!
13.2

هل انت جاهز لتنظر للقاهره من الاعلى...كنظره اله، المكان واحد هو القاهره ،فعلا ؟ اهو مكان واحد ؟ هل المكان ثابت لا يتغير !!داخله مكان متعدد الطبقات كرقاقات ستنفذ له ببطء ذهاب و عوده في ازمنه متخيله ام حقيقيه...ستلصق عينك لترى حاذر ان تقع او يقتنصها غيرك...عند عبورك الزمني داخل تلك المتاهه ...ستغوص ،تذكر خارجه هو عدم حقيقي ولكن ربما داخله كذلك ..
و لي عود مع مونولوغات داخليه حقيقه لابطال من ورق 🙃🙃🙃 هم انا و انت...هل نتمايز عنهم...ام جميعنا ابطال من ورق ...في روايه داخل روايه داخل روايه!

حيره و تساؤلات ! هم و انا ! و انت ! ثلاثي الروايه وواحد احد...

في خلق،بعث،قيامه لانهائيه و مخاض عسير لمدينه ابديه ،في سلسله لا نهائيه و عبثيه... يعود سيزيف يحملها من جديد ليرفعها قائمه على راسه قبل ان تسقط و يعود في كل مره كاول مره!!
15.2
روايه فلسفيه مميزه بتساؤلاتها الوجوديه بين التمايز بين الحقيقه و الوهم ،كيف يمكن للوهم ان يمحو الحقيقه و يسوده،هل ما تؤمن به حقيقه او وهم و كيف لك ان تدرك ايهما حقيقه و ايهما وهم..
دستوبيا قاهره كتبت في لوح منسي...سلطه قويه تخلق و تهدم ..تكرار بلا نهايه ...متى تحدث المعجزه لترى ؟ هل تحدث عندما تقتل تلك السلطه لتظهر الحقيقه ...حقيقه اخرى خارج ما نعرف!!
قيامه....شريط عابر قبل النهايه
اين هي الحقيقه!
16.4.2022و قراءه ثانيه اخيره

كاتب رائع....يستحق البوكر بجداره منقطعه النظير ....و هو فعليا استبق الحقيقه و في الخيال استحقها،يظل تطابق الخيال مع الواقع 👌✌✌✌✌✌✌✌✌✌✌✌✌✌✌👌
Profile Image for Hagar Badran.
160 reviews27 followers
June 26, 2022
الرواية كلها رمزية وفن كتابة بين السطور، بتبسط لما بلاقي فانتازيا في كتابات عربية أو مصرية تحديداً
رواية ثقيلة وصعبه وطويلة بعض الشئ
Profile Image for سارة درويش.
Author7 books5,604 followers
June 18, 2022
خيال مبهر بلا شك، والكثير من الفلسفة، كانت عميقة جدًا في بعض المواضع، ولكنها لا تناسب ذائقتي على الإطلاق. بالنسبة لي أفرغت المبالغة في الخيال والفلسفة الرواية من أي معنى. وقعت في غرامها في الصفحات الأولى، ثم تعثرت في قرائتها، بسبب الجدل حولها قررت أن أعيد المحاولة، وتعثرت ثانية. حين نشر تطبيق ستوريتل النسخة الصوتية ابتهجت لأن المهمة صارت أسهل، ولكنني تعثرت حتى في متابعتها مسموعة. تركت في نفسي شعورًا ثقيلاً ومزعجًا بالدوار، شعورًا يشبه الوقوع في براثن كابوس ثقيل يتكرر. دون معنى أو أحداث كبيرة ولكنه رغم ذلك يجعلك تشعر بالانزعاج وتستيقظ من نومك وقد فسد يومك بالكامل على اثره.
أعجبتني بعض التعبيرات والأفكار في الرواية لكنها ككل لم تعجبني على الإطلاق. لم أنسجم حتى مع اسماء الشخصيات التي لم أبتلع فكرة أنها، حتى لو كانت أسماء مستعارة، لشخصيات في رواية مصرية تحمل عنوان ماكيت القاهرة. الكثير من الحوارات مع المسز كانت بالنسبة لي مقعرة ومملة جدًا ولم أحبها. لم أجد اتساقًا في شخصية بلياردو. لم أتعاطف مع شخصية واحدة رغم أن قصصهم كانت جديرة بالتعاطف، ولكن كان ناك دائمًا ذلك الحاجز بيني وبين الشخصيات.
Profile Image for David Mamdouh.
316 reviews42 followers
May 2, 2022
هاروكي موراكامي بالعربي 😅😅
Profile Image for Nagwan  Maher.
50 reviews134 followers
September 5, 2021
صباح الخير
كنت محتارة ابتدي مراجعتي للرواية ازاي بعدما انتهيت من قرائتها يوم 23 اغسطس كلما هممت في محاوله لكتابه رآيي أري الرواية تتلاعب معي و تهرب مني احاول امساك بطرف خيط في الكتابه عنها و كآن المسز " احدي بطلات الرواية " تقف حائلا بيني و بينها لاخراج المراجعة بصورة تليق بالرواية 🙈😃
"أي حد يفصل بين المعني الحرفي لعبارة و نظيره المجازي ؟ما الذي يجعلنا نتلقى عبارة ما بأعتبارها الحقيقة و عبارة اخري بأعتبارها صورة ما للحقيقة ؟ لماذا نعبر سطح جملة ما ملتقطين المعني الملقي ببساطة على الشاطيء بينما نضطر في جملة اخري للغوص كي ننتشل المعني الغارق فى الاعماق مهددين بالغرق رفقته ؟ و هل تظل اللغة نفسها في الحالتين؟"
لما كانت فعاليات معرض كتاب القاهر2021 مقامة أول ما عرفت بوجود الرواية رصدتها و ترصدتني و كان بيننا حديث هامس قلت الكتابات اللي فاتت حاجة و آنتي حاجة تانية خالص اقلبها في يدي بسعادة غامرة ان ناك مغامرة جديدة توشك علي الحدوث قرآتها اثناء سفري و استشعرت جمال النص و فتنته في غرائبيته و هو يوثق فيها الكاتب رؤيته للقاهرة تلك المدينة اللعوب ما بين ماضي 2011 و حاضر 2020 و مستقبل 2045 بالاضافة الي مستقبل أبعد ايضا في سرد سلس متقن بصورة متوازية عبر التنقل بين الشخصيات المحورية للعمل شعرت مع بداية العمل اني سادخل لعبة و اغرق فيها و معها لا ا أدري
دخلت اللعبة و انا موقنة بالاستمتاع فالرواية تبتعد عن النمط التقليدي و المباشرة في وصف احوال العاصمة المصرية و دخلنا معها في بحور خيالية و فانتازيا تستطيع ان تستشف منها الكثير من القضايا و الموضوعات الشائكة دون الحكي بتلك الصورة الاعتيادية و بعيدا عن الكلاشيهات التي طالما تصيبنا بالملل من تكرارها .. كانت قصص الف ليلة و ليلة لها الاثر البليغ في كتابات طارق امام و انا اقرآ تلك الرواية شعرت كثيرا اني عدت اللي مدينة الحوائط النهائية و انها كانت يبدو لي الاارهاصة
الجميل في الرواية ان الكاتب تطرق للكثير من الفنون بآسهاب و خبرة فنان متمكن من أدواته و هذا ما ظهر جليا علي لسان ابطال روايته و خاصة المسز التي كانت لها حضورا و القا غريبا كانت تعمل علي ماكيت القاهرة كمشروع استعادي جوهره احياء ذاكرة المدينة .كنت امشي مع احداث الرواية رويدا رويدا و انا مستمتعة و انشد الفخر اني استطعت ��ن اتفهم اسلوب الكاتب 😅 حتي وصلت الي منتصفها كآنني وقعت في الفخ ثقل الامر فجآة علي و شعرت ان اللعبة تتوقف لتقف المسز تشير إلي بعصاها 😳 لانتقل الي الخطوة الاكثر صعوبة بآسلوبها و صوتها الحيادي كما وصفت و بتقول لي " مش بسهولة هتفهمي انتي دخلتي الماكيت و لن يمكنك الخروج منه بالسهولة اللي متوقعاها " 🤔
" الكلمات تصبح اكثر رعبا عندما لا يكذب الصوت معانيها العارية حتي اللغة تحتاج الي قدر من التكذيب حين تنطق و تعبيرات المسز كانت اقرب ما تكون لعبارات مكتوبة تتري بجفاف كلمات مصفوفة يطالعها الجالس معها و يصبح عليه ان يضفي عليها الصوت الملائم و الانفعال المناسب النابعين من داخله هو كقاريء "
عدت مع الرواية مرة اخري احلق معها بشيء من التروي الي ان انتهيت من قرائتها و قلت كيف لكاتب ان يوثق رؤيته عن مدينة ماضيها ليس ببعيد و الجميع عاصر احداثها بلا استثناء مع سبر اغوار نفوس بشرية بها الكثير من التعقيد
كل هذا تم باسلوب خيالي مجنون فانتازي لا سقف له
الواقع فيه يمر مرورا عابرا
مجهود بذل فيه بأتقان لنص بديع سيكتب له الحضور لسنوات
Profile Image for Eman.
321 reviews99 followers
June 7, 2022
خرجت من الماكيت، غادرت تلك المتاهة مرهقة متقطعة أنفاسي جراء اللهاث خلف المعنى الذي يقود إلى لامعنى ..حكاية يبنيها الخيال ليقوض الواقع ويهدمه ..ويتركنا نتساءل في حيرة ..ماذا لو كانت كل الحكايات غطاء لحكايات أخرى وكنا جميعاً نخون الحكاية ؟

ثلاث شخصيات في ثلاث أزمنة مختلفة تحدث في ذات اللحظة ! كيف ؟ الماكيت هو الإجابة..

قراءة هذه الرواية كانت تجربة صعبة رواية مرهقة تتحدى قارئها أحياناً كان يفلت مني خيطٌ الحكاية وأفشل في تعقبها تماماً كما في الحياة حين يحدث كل شيء أمامنا ، ومع ذلك يفوتنا ، وبعد حين ندرك تماماً جوهر تلك اللحظة ومفادها.

شخصيات هذه الرواية حاول كل منهم أن يفهم الواقع من خلال الخيال من خلال صورة هذا الواقع كما يراها ..أوريجا من خلال فن المصغرات..نود من خلال الكاميرا..بلياردو من خلال الرسم (الجرافيتي)..كانت هذه وسائلهم في رحلة بحثهم المضنية عن تساؤلات كبرى حول المدينة التي توحشت وصارت تبتلع إنسانها وفي أحسن الأحوال تطمس هويته..تجعله مجرد نسخة أخرى مكررة وتسلب منه فرادته التي هي قيمته الجوهرية. فأيهما هو الإنسان حقا؟ تلك الذات الباهتة المتوارية؟ أم تلك الصورة التي تؤدي دورها في الحياة؟ أي نسخة فينا هي الأصل وأيها الصورة ؟! وعليه هل يكون واقعنا حقيقة أم مجاز؟! حينها سيكون كل شيء ..كل شعور.. كل وجود هشاً ومضطرباً..فلا الواقع يمثلك تماماً..ولا الصورة تشبهك تماماً !

نا تختلط الحدود الافتراضية مع الحدود الواقعية الجاليري الذي هو مسرح الرواية كان معادلاً لمسرح الحياة ..فيه ستصلك التعليمات ثم تبدأ مهمتك لإبتكار معنىً ما لوجودك..تتضاءل مفاهيم كالموت والحياة مقابل قيمة أكبر هي الديمومة على هذه الحياة أن تمضي وتستمر..سيكون كل شخص حينها مجرد كيان عارض ومؤقت في متاهات المدن التي نبنيها لتمحونا .

افترض لو أن طارق إمام طرح فلسفته عن الواقع والخيال والمدينة والهوية في قالب روائي عادي فحتماً لن يكون لها الأثر القوي والصادم كما هي في هذا القالب الغرائبي الذي يربك وعي القارئ وينفضه ليُسقط عنه أوهام الزيف ..فهذه الرحلة المرهقة للوصول إلى ثمرة الحقيقة المرّة كفيلة بتثبيت الفكرة في ذاكرته كوسم لا يمحى.
Profile Image for Salma Elshinawy.
96 reviews5 followers
May 19, 2022
ملخص رواية طارق إمام المسرودة في حوالي الـ ٦٠٠ صفحة جملتين، الأولى أقتبسها من الرواية نفسها، و الثانية أقتبسها من مراجعة أحد القرّاء.
‏❞ فالأمكنة، كما يقول منسي عجرم، تخلق قاطنيها .. إن نشأَت نسخة جديدة من بيت، ستنشأ نسخة جديدة من ساكن. �
" رواية طارق إمام عاملة زي الماتريوشكا"
هي ماتريوشكا بالفعل! عالَم داخل عالَم داخل عالَم، و كل عالَم يأتي بقاطنيه، لا يدري أيٌ منهم أنه نسخة مصغرة في عالم مصغر و ينطبق عليه زمان يتناسب و أبعاد العالم الذي يسكنه.
للرواية أربع شخصيات رئيسية، أوريجا و بلياردو و نود و المسز، و شخصية ثانوية و هي " منسي عجرم " الحاضر بغيابه!
قرر إمام أن يسرد روايته في ثلاثة فصولٍ و متن، و المتن في حد ذاته قد يكون بداية لعوالم أخرى في أزمنة أخرى تُركت لخيال القارئ.
لا أفضل الروايات ذات الطابع الفانتازي، و نادرًا ما أقرأها، و رواية إمام غارقة في الفانتازيا و هذا سبب كافٍ حتى لا أحبها، إلا أن لدي المزيد من النقد؛ بدايةً لغة السرد متكلفة جدًا و بها من الغموض ما ينافس غموض القصة نفسها، الحوار يحمل طابعًا فلسفيًا جافًا خالٍ من المعنى و الحميمية. الشخصيات على الغموض الذي يلفها إلا أن الأبعاد النفسية لكل شخصية كانت مهملة، لا علاقات، لا شخصيات سوى ما ذكرتهم من قبل، كل شخصية تنفرد بمونولوج طويل من الحكي و رثاء الذات أو حوار مبهم مع المسز.
الرواية مملة و جافة بشكل لا يوصف!
أعلم أن لولا إختلاف الاذواق لبارت السلع، و لكن بحق الله كيف لرواية تخلو من " روح النص الروائي" أن تصل للبوكر!!
Profile Image for Habiba Ashraf.
207 reviews30 followers
December 20, 2022
الرواية حلوة؟...جدًا
فكرتها جديدة؟ ...مبتكرة وفريدة ومميزة
اللغة جيدة؟...بل وأضافت قيمة للكتاب
هل الكتاب فيه رمزية؟... الكتاب عبارة عن رموز تجبرك تبتسم من مدى ذكائها
تستاهل تترشح للبوكر؟...تستاهل وتستاهل

طب ايه مشكلتها؟... ال400 صفحة دول كانوا حرفيًا المفروض يبقوا 200
في جمل كتير موجودة بس عشان تشرح الجمل اللي قبلها عشان تدي نفس المعنى عادي جدا وده لا يليق بفكرة الكتاب القائمة أصلا على الرمز والديستوبيا.

في المجمل استمتعت بيها
Profile Image for شيماء هشام سعد.
Author9 books2,199 followers
February 19, 2024
الكثير من التكرار دون حاجة، تكرار الأفكار، تكرار التعابير، وتكرار الشخصيات بتشابه ألسنتهم وانبرائهم بمنتهى السهولة في حوارات فلسفية لم تكن ذات هدف مفهوم في أغلب الأوقات، نفس الألسنة والأدمغة إلى درجة أني قلت لنفسي في مواضع كثيرة: هذا لسان الكاتب ودماغه مهيمنان على النص، الشخصية ضعيفة ومسلوبة الإرادة أمام هيمنته. أحب أن يتحكم الكاتب في شخصياته ويرسمها كما يريد ويحركها كما يبتغي، لكنني لا أحب أن أرى الخيوط، في هذا النص رأيتُ من يمسك الخيوط لا الخيوط وحدها. ما من شخصية حية، كلها دمى جامدة في مسرح عرائس رأيت الكاتب يحركها، وكالطفل الذي يرى محرِّك العرائس فيُدرك أنها لا تتحرك وحدها ولا تتكلم من تلقاء نفسها فيكف عن التصديق لم أصدق أيضا.

لم تكن اللغة المُوحَّدة التي تتكلم بها الشخصيات وأفكارها المتشابهة إلى حد كبير وحدهما ما أراني الكاتب في نصه، وإنما أيضًا اجتماع مصادفات كثيرة غير مقنعة، أبرزها أن كل الشخصيات مصابة باضطرابات جنسية، إما اشتهاء التماثيل أو اشتهاء الألم أو اشتهاء الجمادات أو اشتهاء التلصص أو السادية أو المازوخية، كل شخصية تعاني نوعًا مختلفًا من الشذوذ الجنسي، ولم أفهم ما يُراد قوله من ذلك. ومن المصادفات كذلك أن الشخصية الوحيدة المتدينة ظاهرًا هو أب سادي يضرب ابنته بالخيزرانة ويستمتع برؤية علامات الضرب على جسدها، والمحجبة الوحيدة مصابة باشتهاء التلصص وإدمان *** في مكان عملها.

أخيرًا لا توافق الغرابة من أجل الغرابة ذوقي، ولا العدمية والدوران في حلقات مفرغة دون هدف، ولا شيطنة المتدينين على طول الخط.
Displaying 1 - 30 of 297 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.