الرجل منّا يدخل الصحراء وعمادُه ثلاثة: الجمال.. والماء.. والدليل.. الجِمال قد تموت ونترك أحمالها خلفنَا.. والماء قد ينفذ.. والدّليل قد يخدعه ظلُّه ويخونه في الظهيرة وعند الغسق، فيضيع.. لكن الثلاثة جميعها لا تُغني عن شيء آخر .. إنه الإيمان.. الإيمان الذي لا يتزعزع، فمهما يكن الذي قدّره الله أن يقع..سيقع.
كاتب، وروائي، وصحفي مصري، من مواليد 1992، حاصل على بكالوريوس الإعلام جامعة القاهرة، قسم الإذاعة والتلفزيون، ويعمل صحفيًّا ومُعد برامج في قناة دريم الفضائية، ومحررًا في شبكة روتانا، بالإضافة إلى عمله في عددٍ من الصحف المصرية والعربية من بينها: صحيفة "الوطن". صدر له روايتان، هما: «ما تبقى من الشمس» عام 2020، و«مكتوب» 2021، إلا أن الرواية الأولى قد فازت بالمركز الثاني بجائزة ساويرس الثقافية "فئة شباب الكُتَّاب"، وتعد رواية "مقامرة على شرف الليدي ميتسي" هي العمل الأدبي الثالث له.
" مكتوب .. كل شىء مكتوب " وآه من المكتوب 🙈 رواية خطفتني بلغتها الجميلة وأحداثها المتلاحقة ووصفها العبقري بكيت علي منصور وصفية وابراهيم وعلى شعور علي. أول رواية أقرأها لأحمد المرسى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة . كثرة الدموع لا تقل من الرواية بل تؤكد انها مؤثرة و دخلت القلب ❤️ شكرا ً لرواية اكثر من رائعة انتهيت منها سريعًا علي غير عادتي
تعبيرٌ مفادهُ انتهائي غصبًا عني من روايةٍ وددتُ لو طالت وما انتهت، في البداية.. قبل أن أُسدل تقييمي لرواية "مكتوب" للكاتب الشاب أحمد المرسي الحائز على جائزة ساويرس لعمله الأول "ما تبقى من الشمس" وقبل أن يعلم أحدٌ بفوزهِ كنتُ قد قرأتُ الرواية، ولمّا وجدتُها كيانًا أدبيًا مُتكاملًا تلقائيًا انتظرتُ غلطتهُ القادمة!
جودة العمل الأول قد تكون محضُ ضربةِ حظّ.. وهذا ما انتظرتُ ثاني أعمالهِ لأجله لأرى.. هل هو كاتبٌ أم هاوٍ محظوظ وانتهيتُ اليومَ من قراءة ثاني أعماله "مكتوب" لأتبيّنَ أنه كاتبٌ لا محظوظ، قلمهُ قد أجادَ ثاني أعمالهِ عن أولها..
أنا لا أريدُ عملًا عاديًا مثيرًا للملل، أريدُ أدبًا يُؤدّبُ ذائقتي القرائية.. لذلك حين تنهالُ الأعمال ضعيفة المستوى على مكتبتي المتواضعة سأعودُ سريعًا لـكاتب الشمس كما أطلق عليه أنا🤍
عن الرواية: هل قررتَ يومًا الذهاب للحج؟ ستستقلّ الجوّ أم البحرَ أم البرّ؟! أشكّ أنه تنامى لعقلك مخطط سيرُ الأولين وكيف وصلوا بلا وسائل المواصلات الحديثة، لن تُدرك يومًا أنهم صارعوا الصحراء بضواريها وتعرضوا للنهب والقتل والتنكيل ومنهم من لم يصل لمكّة من الأصل وأكلت الضواري لحمهُ بعرضِ الصحراء!! أرادَ الذهاب للحجّ فباتَ ليلتهُ في بطونِ النسور!!
لقد استطاع الكاتب أن يقوم بوصفِ الأحداث والمشاعر والشخوص كمن يقوم بعمل "zoom" التدقيق على الوصف كان مذهلًا، لم تمرّ تفصيلةٌ واحدة لم يقم بوصفها.. كان للوصف النصيب الأكبر من اهتمام الكاتب مما أدخلني في الأحداث رغمًا عني فكنتُ أتفادى الحر والقتالَ والتأخر عن الركبِ وأحسستُ بالرمال تخترقُ بشرتي!
اقتباس ثاني: "من قَتل يُقتل ولو بعد حين"
الشخصيات: قد تجد فيهم نفسك، خوفك.. ترقبك.. اندفاعك.. حزنك وهيامك، لقد أجاد الكاتبُ رسم كل شخصيةٍ بتفرّدٍ لكنّ أكثر ما أجادهُ هو شخصية "علي" من وجهة نظري برغم حبي لمنصور -الذي لن يضاهي أبدًا حبي لأمين بطل عمله الأول-
الأحداث: أكثر ما يميزهُ هو تفرّد أزمنة رواياته وأحداثها، لن تكون مع موعدٍ مع حدثٍ مكرر في عالمٍ روائيٍ آخر!
اللغة: كانت استعراضًا لقوّةِ بلاغته، ربما يعابُ عليها من محدودي الفهم لكنّي كنتُ مع ملحمةٍ لغويةٍ أحببتُها لميلي أنا للتعقيد اللغوي في العادة..
الحبكة: لم أتوقع أن تتعقد الأحداث عند هذه الحبكة، كنت أتوقع غيرها وخابت ظنوني، الكاتب الذي يُحابي توقعاتك كاتبٌ ضعيف!
الناية: لم تكن مُتوقعة بالنسبة لي، فاجئتني كباقي الرواية.. أنا التي لم أشرب لانتهاء الماء بقِرب الحجيج انتظارًا للبئر القادمة🙂
وأخيرًا لن يفيها تقييمي حقها لذلك سأتوقف عن تقييم أعماله، لقد حاز ثقة ذائقتي وهذا يكفيني.
ال له الشيخ: _طريق الله طويلة يا بني..طريق الله طويلة. ولكنه لم يأتِ لله. تدور أحداث الرواية في الصحراء مع القافلة المتجهة لمكة، لكن الشخصيات الرئيسية هدفها الذي يحركها هو الثأر، والتخلص من ألمٍ لا فرار منه إلا بالموت... إسم الرواية: مكتوب الكاتب: أحمد المرسي. عدد الصفحات: ٢٨٠. السرد والحوار: فصحى.
اللغة: استطاع الكاتب أن يستحوذ على العقل ويتحكم بمشاعر القارئ، من خلال لغته العميقة القوية، التي تخلو من المصطلحات المعقدة أو كلمات ركيكة....
الشخصيات: لم يترك الكاتب شخصية إلا وجسد صورة عنها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأجمل ما لفت انتباهي أن كل شخصية على حسب دورها أخذت نصيبها من الوصف -الخارجي أو النفسي والفكري- بطريقة منمقة وعميقة، جعلتني أعيش معهم وأشعر بما يشعرون💙
الصراع: احتوت كل جزئية على صراعها الخاص، الذي نقلني بدوره للحبكة الدرامية، التي تركت أثرها من الحزن بقلبي..
البداية: كانت موفقة وجذبتني لأعرف ماذا سيحدث، وكيف هو حال الترحال في الصحراء
االناية: أكثر من رائعة خصوصا بعد تبدل حال الشخصيات، ومقصدهم ونظرتهم للحياة والقدر، حتى أخر صفحة التي جعلتني ابتسم وأغلق الرواية في سلام.
الحوار: كان بموضعه أضاف للأحداث وكذلك في التعرف على الشخصيات، وما يشعرون.
السرد: تنقل بين الماضي والحاضر بطريقة، تأثر القلب خصوصا أن الكاتب كان يعرف متى يسترجع ويستبق ويأخذك معه حيثما يريد...💙💙
اغلقت الرواية ومازلت أنادي على "صفية" معهم..
فعلا صدقت حينما كتبت... " إنها الصحراء كالحياة، لا تتوقف حتى لتعطيك لحظة لكي تحزن".
-رواية مكتوب لـ أحمد المرسي ٢٠٢١ عمل جميل -رائع في الحقيقة بالنسبة لي-، رحلة طويلة وشاقة، وهتعيشها كلها كأنك جواها من دقة الوصف، ممكن تندمج لحد العياط عادي، هتنهج في مشاهد معينة كأنك أنت اللي جواها زي ما قولت فوق بسبب دقة الوصف. بُذل في الرواية مجهود بحثي عظيم، عظيم، عظيم، في رأيي إنك توظف كل هذا الكم من المعلومات في رواية من خيالك شيء صعب جدًا، ولكن نتيجته بكل سعادة وفخر "مكتوب". برشحها بقوة لأي شخص بيحب القراءة في فترات تاريخية مختلفة.