كتب الاستاذ الدكتور نجيب بلدي استاذ الفلسفة ومؤرخها الشهير الراحل في مقدمته لهذا الكتاب الهام : مما يلاحظه مؤرخ الفلسفة في العصر القديم اختلاف العبارتين "مدرسة الإسكندرية" و"فلسفة الإسكندرية" فالعبارة الأولي أشد إبهاما وأكثر لبسا من الثانية إذ بينما كان لافلوطين ممثل فلسفة الإسكندرية تاريخ محدد فيما يتعلق بحياته وتعاليمه وكتبه فلا يمكن تقرير ذلك عن مدرسة الإسكندرية فقد قامت بتلك المدينة أكثر من مدرسة واحدة: هناك متحف الإسكندرية أو معهدها العلمي ونصيب الفلسفة فيه كان ضئيلا ثم هناك عدة مدارس قامت لتعليم الفلسفة في الإسكندرية وتابعت مدة أربعة قرون ويضيف نجيب بلدي فضلنا أن نكتفي بتمهيد نعالج فيه الأحداث التي سبقت نشأة مدارس الإسكندرية من جهة والتحول الفكري الذي سبق فلسفة افلوطين وأعد قيامها من جهة أخري
الكاتب له اسلوب مميز سهل في القراءة استمتعت بالجزء الاول والخاص بتأريخ مبسط لحياة الاسكندر المقدوني ونشأة متحف ومكتبة الإسكندرية ولكن في الأجزاء اللاحقة أصبح الموضوع اصعب لأن تأريخ لفترة زمنية مهمة وفلسفات تلك الفترة سواء من الهرامسة أو افلوطين بهذا الشكل المختصر جعلت الأمر أكثر تعقيداً من كونه تمهيد لأن الشرح لنشأة فلسفاتهم لم يكن سردا تاريخياً ولا سردا تفصيلياً فجاء السرد عبارة عن شذرات من كل جزء لا يغني عن التعمق في كل فلسفة وكل موضوع