اليوم أوقن أنني لن احتمل!!اليوم أوقن أن هذا القلب مثقوب ومجروح ومهزوم وأن الصبر كل …وتحو� لجة حزني المقهور .. تكشف سوقها كل الجراح وتستهل هذا أوان البوح يا كل الجراح تبرجي ودعي البكاء يجيب كيف وما وهل زمنا تجنبت التقاءك خيفة.. فأتيت في زمن الوج لخبأت نبض القلب كم قاومتكم كابرتكم قررت ثم نكصت عن عهدي.. أجل ومنعت وجهك في ربوع مدينتي.. علقته
روضة الحاج محمد عثمان شاعرة سودانية من مواليد شرق السودان كسلا تعمل مذيعة في الاذاعة السودانية وفي قناة الشروق الفضائية السودانية حيث تقدم برنامج سفراء المعاني وهو حوار فكري ثقافي مع رموز الفكر والشعر والثقافة من السودانيين والعرب وشاعرة سوق عكاظ لعام 2012 ؛ وهي من الشاعرات اللواتي وضعن الشعر النسائي في مرتبة متقدمة. تمتلك لغة خاصة ورؤيا عميقة تجاه التعبير عن المرأة. يعتبر كثير من النقاد أنها من أهم الأصوات الشعرية الشابة في الوطن العربي. يمتاز شعرها بجودة ودقة الصور وبساطة وجمال المعانى وحداثة وموضوعية الأفكار وروعة وسلاسة الموسيقى. أحبت زوجها وأهلها ومدينتها وبلدها والأخلاق السامية والنضال والمرأة العربية فكانت تلك مواضيع كتابتها. مثلت السودان في مسابقات شعرية عربية فازت بالمركز الأول في كثير منها مثل منافسات أندية الفتيات بالشارقة عام 2002 ومهرجان الإبداع النسوى ومؤخرا المركز الرابع في مسابقة أمير الشعراء بفضائية أبو ظبي. كما فازت في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربى (السعودية) بالمركز الأول على مستوى الشاعرات العربيات للعام 2008
لها خمسة دواوين حتى الآن وهي : عش القصيد.صدر في ست طبعات بين عام 2000 تاريخ أول طبعة إلى 2011 آخر الطبعات في الساحل يعترف القلب. صدر في ثلاث طبعات الأولى عام 2001 والثالثة 2011 للحلم جناح واحد ثلاث طبعات في ذات التاريخ أعلاه مدن المنافى فاز بالجائزة الأولى لأبداعات المرأة العربية في الأدب من أندية الفتيات بالشارقة2000 ديوان ضؤ لأقبية السؤال وهو يمثل منعطفا مهما في تجربتها الشعرية ولها كتابان للاسهام بالتعريف بالمبدعات السودانيات هما كتاب شاعرات من السودان كتاب كاتبات من السودان وتستعد لأصدار الأعمال الكاملة الأولى
حصلت على لقب أفضل شاعرة عربية في استفتاء وكالة أنباء الشعر عام 2008 حصلت على الجائزة الذهبية كأفضل محاور من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 2004
ترجمت قصائدها إلى الفرنسية والانجليزية تعمل حاليا مذيعة بالهيئة السودانية للاذاعة وقناة الشروق الفضائية
إذا ما كتبت الشاعرة روضة الحاج قصيدة فاعلم أيها القاريء المتذوق للشعر أنك أمام كلمات لإنسانية مرهفة الحس يستلهمها كل ما يثقل قلبك كي تصوغ لنا قلائد تجمعها ومن ثم تنثرها لنا جميعا نحن النسوة اللاتي تناسين القوة والجمال ونخشى الاعتراف في خضم الحياة وتحدياتها.
هنا تكتبنا روضة فتثير فينا الطفلة بداخلنا وأذكر في معرض الرياض الدولي للكتاب حوارنا الممتع فمن فرط جمال اللقاء وتجليه، نسيت نفسي وعشت لحظاتي ولم أوثقها أو ألتقط صورة معها. تركتها تتحدث وقلبي ينصت فما أجملها من لحظة تكون فيها بقلبك وعقلك معا أمام إنسان يتحدث كأنما يحمل قلبه بين يديه ويقول لك: هاك هذا ما أشعر به بكل جوارحي وضعته اك في كتاب ،،،
ستجد في شعرها القوة والعذوبة تجتمعان قفلبها حقا على نون النساء فروضة تفهم روح المرأة جيدا حين تقول :
"يا أنتِ يا امرأة الزمان المر يا ابنةَ حرفكِ المعجون من ماء التمرد والقلق صُبي على الكلمات ما شاءت من الحُمّى إذن ولتكسري المعنى على صخر الكلام كما اتفق! قولي فوحدك أنتِ سيدة العبق! "
روضة الحاج ..شاعرة تكتب بقلبها وروحها .: لا بقلمها مما أحببت من جمالها : أوصدت هذا الباب من زمنٍ.. وغلقتُ احتمال العود ِ يوماً للوراء أمشي على أطراف ذاكرتي مخافة أن تُفيق مواجداً هدهدتهابعسى .. ولا بابان تدخل كل أوجاعي إلى رئتي جحيماً منهما أني ارتضيت العمر شعراً جامحاً قلِقاً وأني جئت من نون النساء قلبي على نون النساء *** لا شيء يوحِش مثل صوتٍ غاب في الضوضاء وازدحمت به النبرات ُ غادر سمعنا لكنه ملء العيون وأنا هناك *** فبات يرمم أحلامه يجرّ على الشوك أقدامه يخبئ في الصبر أسقامه *** عطشى وهذا البحرُ لي حيرى وأعرف كل نجم آفل في الأفق ضال *** وغلّق وراءك بابي أنا سأرتب فوضاك بي أعيد إلى أرفف العمر كل كتاب رديء الطباعة ثم أغير عنوانه لو أشاء نعم سأشد ملاءات وقتٍ بخيلٍ ترهّل بين الرجاء وبين الرجاء *** أرهَقنا الصبرُ حدّ الونى والضنى والشتات نُرتّق جُرحاً عصيّاً على البرء يعيي الأساة نسد عيون الذواكر سلوى نفرُّ إلى كان ..ليتَ..ولات ونخدع أعيننا بالسراب *** هي امرأة ٌ مثل كل النساء يغيّرن ماليس يمكن تغييرُه ييسِّرن ماليس يمكن تيسيره يفسِّرن ماليس يمكن تفسيره يجمّلن بالحب قبح الحياة *** اليوم أوقن أنني لن أحتمل اليوم أوقن أن هذا القلب مثقوب ٌ ومجروحٌ ومزومٌ وأن الصبر كل *** خطأي أنا أني لك استنفرت ما في القلب ما في الروح منذ طفولتي وجعلتها وقفاً عليك خطأي أنا أني على لا شيء قد وقعتُ لك فكتبتَ أنت طفولتي وأحبتي ومعارفي وقصائدي وجميع أيامي لديك اليوم دعنا نتفق أنا قد تعبت ُ ولم يعد في العمر ما يكفي الجراح أنفقتُ كل الصبر عندك والتجلد والتجمل والسماح أنا ماتركت لمقبل الأيام شيئاً إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا فسرّحتُ المراكب كلها وقصصتُ عن قلبي الجناح أنا لم أعد أقوى وموعدنا الذي قد كان راح فاردد عليّ بضاعتي *** فأنا تركتُ أحبتي ولديك أحباب وبيت وأنا هجرتُ مدينتي وإليك يا بعضي أتيت وأنا اعتزلتُ الناس والطرقات والدنيا *** هم يحسبونك مُترفاً يا حُسن ما ظنوا ويا بئس الذي حقاً طويت *** أرهقتني هذه الحمى وأعياني الدواء *** أفقدتني هذه الأعوام شيئاً كان غال *** ويحَ التي باعت ببخسٍ صبرها ثم اشترتْ شوقاً فما ربحت تجارتها وأعيتها الجراح *** الله حين تساوت ِ الأشياء في دمنا وقررنا التصالح وفق مقتضياتنا تبّاً لمن باعوا لنا الأشياء جاهزة ً وكان الفصل صيف *** كيف أعود وما هيأتني الطرُق ْ غريبان نبحثُ عنا زماناً وشاء اللقاء بأن نفترق *** حرصي على عينيك يمنعني البكاء الله لو تدري اجتهاد تبسمي لعجبت مما في الخفاء *** يا ليتني لما التقيتُك مااحتفلت *** توكأ عليك فقط يا صديقي أقِل عثرتك وقم مثل نسرٍ جريح سما تحمّل وطر ثم مُت موتَتَك ***
لو كان الأمر بيدي لجعلت روضة المتحدثة الرسمية باسم جميع النساء. ولو كان لقدّمتها أمام هذا العالم المسعور وصرخت: إنها امرأة مثل كل النساء غير أنها تعرِف كيف تقولنا.. كيف تحدد موضع الألم، تُفصح عن ينبوع المشاعر في قلوبنا، كيف نحافظ على كبريائنا ثم نستسلم للحب في عيون المحبوب
ولو كنت سأقتبس لما انتهيت، متعة خالصة، عذوبة طاغية ورقة عظيمة تُذيب جليد الأيام الصعبة حين ننسى أننا نساء نعيش ونحب ونتطلع للغد بجوار قلب يحن علينا لا أكثر!
أحب روضة الحاج جدًّا وأحب قصائدها لكن لم تعجبني سوى مختارات قليلة من أعمالها هذه.
وتبقى قصيدتها (وفي موسم المدِّ جزرٌ جديد) من أعذب ما كتبت:
"اليوم أوقنُ أنَّني لن أحتمِل اليوم أوقنُ أن هذا القلبَ مثقوبٌ ومجروحٌ ومزومٌ وأن الصبر كَلْ وتلوحُ لُجَّة حزني المقهور تكشفُ سوقَها كلُّ الجراحِ وتستهلْ هذا أوانُ البوح يا كل الجراح تبرَّجي ودعي البكاء يُجيبُ كيف وما وهل!! � اليوم دعنا نتَّفق أنا قد تعبت ولم يعد في العمر ما يكفي الجراح أنفقت كل الصبر عندك والتجلُّد والتجمُّل والسماح أنا ما تركت لمقبل الأيام شيئا إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا فسرَّحت المراكب كلها وقصصتُ عن قلبي الجناح أنا لم أعد أقوى وموعدنا الذي قد كان راح فاردد عليَّ بضاعتي بغي انصرافك لم يزل يُدمي جبين تكبُّري زيفًا يُجرِّعني النواح اليوم دعنا نتَّفق لا فرق عندك إن بقينا أو مضيت لا فرق عندك إن ضحكنا هكذا كذِبًا وإن وحدي بكيت فأنا تركت أحبَّتي ولديك أحبابٌ وبيت وأنا هجرت مدينتي وإليك يا بعضي أتيت وأنا اعتزلتُ الناس والطرقات والدنيا فما أنفقت لي من أجل أن نبقى وماذا قد جنيتْ؟ وأنا وهبتك مهجتي جهرًا فهل سرًّا نويتْ؟ اليوم دعنا نتَّفق دعني أوقع عنك ميثاق الرحيل مرني بشيء مستحيل قل لي شروطك كلها إلا التي فيها قضيت إن قلت أو إن لم تقل أنا قد مضيت �"
الشِّعر هو البسّتان الذي تستريح فيهِ الأرواح المتعبة، وروضة الحاج قلبها على كلِّ النّساء فجعلت لهنّ بستانًا يمدُّ أرواحهن بنعيم المعنى. قلب� على نون النساء مختارات شعريّة يطيبُ فيها المُقام
لستُ من المهتمين جداً بالشِعر ولكنّي ممن يُحب تذوق الجمال، ويرتوي عذب الكلام. وقد بُهرت بشعرٍ لامس قلبي رغم بساطة الكلمات لكنه جعلني أستشعر قوتها، وأستلذّ بمعناها وأستدفء في برد الشتاء بها.
❞إ� أمطرتْ نَهَضَتْ جميعُ معازفي غنَّتْ مع (السيَّابِ) أُغنيةَ المطرْ مطرٌ…� مطرْ وأنا ارتطامُ السُحْبِ بالسُحْبِ اشتياقُ الأرضِ عزفُ الريحِ سرُّ العطرِ في رئةِ الزَهَرْ إذ أمطرت ناديت مد مواجعي لو تغسلين جراحنا مثل الشجر لو تُنبتينَ الميْتَ من أحلامِنا مثل الشجرْ لو تُرجعينَ أحبةً رحلوا وأحباباً مضَوا مثل الشجرْ �
� هي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْ يُغيِّرنَ ما ليس يُمكنُ تغييرُهُ يُيسِّرنَ ما ليس يُمكنُ تيسيرُهُ يُفسِّرنَ ما ليس يُمكنُ تفسيرُهُ يُجمِّلنَ بالحُبِّ قبحَ الحياة �
� هي امرأةٌ مثلَ كُلِّ النساءْ على بابِها يقفُ الخوفُ منتظرًا دورَه في الأمانْ ويعتمرُ الصبرُ حكمَتها ويسيرْ ويستأذنُ الصدقُ ضحكتَها إذ يَمُرْ ومن تحتِ أقدامِها تخرجُ الشمسُ والبدرُ والنهرُ والأُغنيات �
� اليومَ أُوقنُ أنَّني لنْ أحتَمِلْ اليومَ أُوقنُ أنَّ هذا القلبَ مثقوبٌ ومَجروحٌ ومزومٌ وأنَّ الصبرَ كَلْ وتلوحُ لُجَّةُ حزني المقهورِ تكشِفُ سُوقَهَا كلُّ الجراحِ وتَستَهِلْ هذا أوانُ البوحِ يا كُلَّ الجراح تبرجي ودعي البكاء يجيب كيف وما وهل�
� اليومَ دعْنَا نتَّفِقْ أنا قد تعِبتُ ولم يَعُدْ في العمرِ ما يكفي الجراحْ أنفقتُ كُلَّ الصبرِ عندكَ والتَجَلُّدَ والتَجَمُّلَ والسمَاحْ أنا ما تركتُ لمُقبلِ الأيامِ شيئاً إذ ظننتُكَ آخرَ التَطوافِ في الدنيا فسرَّحتُ المراكب كلها وقصصت عن قلبي الجناح اليومَ دعنا نتَّفقْ لا فرقَ عندكَ إن بقينا أو مضَ��تْ لا فرقَ عندكَ إن ضحِكنَا هكذا كَذِباً وإنْ وحدي بكيتْ فأنا تركتُ أحِبَّتي ولديكَ أحبابٌ وبَيتْ وأنا هَجرتُ مدينتِي وإليكَ يا بعضي أتيتْ وأنا اعتزلت الناس والطرقات والدنيا فما أنفقت لي من أجل أن نبقى وماذا قد جنيت �
� أحتاجُ أن تبدو المدينةُ مَسكَناً ويعودُ للناسِ البريقُ العذبُ يَبتهِجُ الصِغارُ وتَرجِعُ الطُرقَاتُ في لونِ الوِصَالْ �
� يا أنتِ يا امرأة الزمانِ المُرِّ يا ابنةَ حرفكِ المعجونِ من ماءِ التمردِ والقَلقْ صُبِّي على الكلماتِ ما شاءتْ من الحُمَّى إذن ولتكسري المعنى على صخرِ الكلامِ كما اتفق قولي فوحدك أنت سيدة العبق�
رجعت إلى طبيعتي بعدما قرأت الشعر.. انصرفت عن الشعر فترة بحكم أشغالي، نبتت لي أظلاف وقرون وكدت أمشي على أربع.. أشعر أن الشعر يهذبني/ يقلّمني/ يؤطرني يجعلني تمساح بأجنحة من نور.. الشعر قادر على ضبطي/ كبحي.. يزيحني من الخريطة، يدخلني كهوف المعرفة.. أعترف: أنا مدمن شعر، أتعاطاه وأعاني من أعراض انسحابية إذا تركته.. أصب القصائد على حراشيفي فتذوب/ تنصهر تذهب بلا عودة.. أنا مدمن قافية، وأسير للموسيقى الشعرية.. مسجون في أتون الدواوين.. صلبوني على باب القصيدة وطاب لي المُقام.. تبعثرني الحياة ويجمعني الشعر.. إذا تغيرت على أهلي يقولون صبّوا عليه من البيان.. أغتسل بالقصيد، أتحلل وأصبح فكرة سامية.. القصائد تعيد إنسانيتي من جديد.. روضة الحاج أخذتني بيدي إلى الحياة مرة أخرى فهي تقول: (وأني جئت من نون النساء قلبي على نون النساء) يا عيني ويا قلبي ويا كل كلي.. (قد يريح قليل من الصدق) والكثير منه ممض.. (يحصي خطوط الحزن في وجهي) وأنا أحصي عدد أيام غيبتي عن الشعر، أعد الليالي ليلة وتعدني.. (هي امرأة مثل كل النساء على بابها يقف الخوف منتظرا دوره في الأمان) وأنا أقف على الباب انتظر دوري في البلاغة!! (صادرتني حتى جعلتك معلما فبغيره لا أستدل والآن يا كل الذين أحبهم عمدا أراك تقودني في القفر والطرق الخواء وترصّدا تغتالني انظر لكفك ما جنت وامسح على ثوبي الدماء أنا كم أخاف عليك من لون الدماء).. اسمها روضة وأعتقد أنها جنان لا روضة.. قطفت بيدي من جنة ديوانها (قلبي على نون النساء) ما أخجلني من القطف، وما صيّرني أداة عطف.. لم أكمل الديوان ولو أكملته أصابتني عدوى السحر، ويطاف بي في الأسواق ويقال: هذا من استزاد من الشعر.. بالصدفة أمس تقاطعت مع الشاعر/ أحمد بخيت، ضرب كتفي بكتفه.. شعرت لوهلة أن عرقا من ذهب قد لمسني.. أصبحت شاعرا الآن.. كان يمر من بين الجموع خفيفا كطيف عابر، لا أحد حوله، كالمبدعين تماما.. واليوم ضرب كتفي بكتف ديوان روضة أصبحت شاعرا مرتين.. من مثلي قلبي أو من مثل ساكنه الله يحفظ قلبي والذي فيه الله يحفظ المبدعين الذين يهبون لنا أسبابا إضافية للبقاء في هذه الحياة..
كتاب: قلبي على نون النساء التصنيف: مختارات شعرية دار النشر: رشم للنشر والتوزيع عدد الصفحات: ٢٣٩ صفحة الشاعرة: روضة الحاج يضم الديوان مجموعة من القصائد والمختارات الشعرية بقلم قوي وشاعري يحكي عن وجع النساء وحنين الأوطان بقلبٍ امتلأ حبًا وحزنًا وانتظارًا وإيثارًا.. اقتحمت شاعرتنا كلّ الأبواب الموصدة وطرقت "شبابيك" الأوجاع النائمة.. كانت كالمطر في عطائها وهمست في أذن القارئ: "سر في فضاء الله واهطل حيثما قررتَ أنت" حرفها في غاية الذكاء يقيس مساحات الشعور ويخطّطها سطرًا سطرًا فتجدها حينًا مكابرة ومرةً متكبّرة والأخرى تلملم أوجاعها وأخيرًا توقّع ميثاق الرحيل وتقول بملء قصيدتها وكأنها نقطة الكلام والشعور: "إن قلتَ أو إن لم تقُل.. أنا قد مضيت.." لغة الأستاذة روضة عظيمة ولا يشبهها أي شيء.. أعتب على تدقيق الكتاب قليلاً ولو أنّ بها بقي الكتاب كاملاً مكمِّلا، ولربما يُدقّق إملائيًا وتُزال بعض الأخطاء المطبعية في الطبعات القادمة�
كما عودتنا الشاعرة العظيمة روضة الحاج قصائدها المُسافرة دائمًا عبر المطارات والموانئ والطرقات البعيدة ، تلمس القلب بالمعنى و الرقة الوصفية الهائلة جدًا ، لا غيّب الله القصيدة