رواية شعرية بإمتياز، ولا أقول شاعرية، بل هي نصوص شعر محكية في قصة محبوكة بخيوط من المجازات والخيالات الشعرية استمتعت بقراءة هذه الرواية الخفيفة التي ذكرتني لغتها بروايات (افونسو كروش)، أقول استمتعت رغم كل الألم والإكتئاب الذي عانى منه الشاعر في الرواية والذي انتج هذا النصّ البديع
استمتعت بقرائتها وبقوة وجمال الكتابة و لغة الكاتب الشاعرية، سرد رائع للذات بين الحقيقة والخيال ولا يمكن إلا ان تتألم مع الشاعر الذي يقوده ألمه لإدراك عميق للحياة والذي يتجلى أكثر وضوحًا في النص الشاعري الذي ختمت به الرواية. متشوقه للعمل القادم.. :)
العقاد يقرأ؛ لأن حياةً واحدةً لا تكفي، بينما يقرأ آخرون؛ لأن يُزجوا هذه الحياة الواحدة، ومع أنني أقرب للانضمام مع رأي الفريق الثاني مني مع رأي العقاد، فحياة واحدة كثيرة جدًا عليّ، إلا أن لي رأي ثالث، وهو أنني أقرأ لأُلقي بتعويذة سحرية على المشاهد واللحظات والأماكن؛ فتخرج من رتابتها التي تأخذها للنسيان، وتدخل في عالم الفرادة الذي يهبها الخلود. وهذا ما حدث لي مع الشاعر والقرصان، فبينما أنا مسافرة عبر الطائرة، إذا بخنصرِ يدي اليمنى يتعرض لحادثٍ بسيط جراء خطأ غير مقصود من المضيف، انتفخ إصبعي واخضر قليلًا، مما جعل المضيف يُبدي أسفه، ويزودني بكمادات باردة وأخرى دافئة مرة بعد الأخرى، وما إن هدأ إصبعي وبدأ يعود لطبيعته، أخرجت الشاعر والقرصان وبدأت بقراءة الإهداء، كانت هي ذات اللحظة التي بدأت فيها دموعي بالتساقط واحدة تلو الأخرى، استمر تساقط دموعي ما إن بدأت بقراءة المتن، ومع أنني أغلقت الستار الخاص بمقعدي إلا أن المضيف عاد ليسألني إن كنت بحاجة إلى شيء، بدى على وجهي أثر البكاء، مما جعل المضيف يُبدي المزيد من الأسف، ويحضر المزيد من الكمادات. كيف لي أن أُخبره بأن إصبعي لم يعد يؤلمني، وأنني أبكي لأن والد الكاتب مات مبطونًا في ليلة من ليالي شعبان، كيف لي أن أُخبره بأنني ذهبت إلى أبعد من كلمات الإهداء، ورحت أتخيّل رمضان الكاتب الأول بلا والده، كيف لي أن أخبره أن اختفاء القرصان أثر فيّ، وأنني أنا أيضًا رحت أفكر في أسوأ الاحتمالات بشأن ذلك الاختفاء، كيف لي أن أخبره بأنني أنا أيضًا أملك قرصانًا يختفي فيُعيني بحثي عنه، تُعيني الاحتمالات، وتشظيني الأسئلة. تلك المشاعر غير العادية التي لا يمكن مشاركتها إلا مع كتاب، بل لا يمكن مشاركتها إلا مع كتابٍ خاص جدًا، تلك هي التي تهبني سببًا وجيهًا للقراءة. الشاعر والقرصان تقاطعت معي في أماكن، بينما تعارضت معي في أماكن أخرى، تمامًا كما وصف الكاتب شعور بطلها، لا يمكن وصف شعوري معها دون أن أتناقض. أُتابع حمزة كاشغري في تويتر منذ زمن، أُدرك أن الإبداع من خلال الكلمة ليس بغريبٍ عليه، ولكنني أدركت أيضًا في بعض المطارح من الرواية أنه قادرٌ على ماهو أفضل. في المجمل يمكنني أن أقول عن الشاعر والقرصان إنها لطيفة حساسة وقادرة على معانقة جزءٍ قصيٍ من الروح، وإن كنت لا أحترم رأيها في بعض المواقف، كما أنني شعرت بأن الكاتب تعمد الزجَّ ببعض الكلمات التي يُخبرنا من خلالها أنه لا يختلف مع فئة معينة، لم يرقني ذلك البتة، حتى أنه أثر في تقيمي وفي شعوري العام تجاه الشاعر والقرصان.
رواية شاعرية، سلسة، وعذبة، قد تبدو متفرقة أو مشتتة أو أشبه باليوميات، لكن آخرها مترابط مع أولها بشكل دائري، كما هو الاقتباس المفضل عندي في الرواية: الزمن ثعبان يلتقم ذيله
قرات هالروايه ايام معرض الكتاب طلبتها من اختي وجاتني هديه واجلت كتابه الريفيو عنها شهر تقريبا لانه كانت جديده وتوها نازله بصراحه ما حبيتها وما عجبتني ممكن فكرتها البحث عن الذات و القرصان كان ذاته او روايه بسيطه جدا ما اعرف ما وصلتني الفكره واضحه وبشكل عام توقعت اقرا شي افضل
أيكفي لقط عابر أن يثير في رأس شخص وحيد زوبعة من المشاعر والأفكار؟
عمل سردي فريد فأنا في داخل رأس هذا الشاب الذي كان يعمل كمختص في الآثار بالإضافة لعمله في شركة انتاج ناشئة بمدينة الرياض وكأي أخطبوط تمتد يده للعمل حتى يجد نفسه في دفة تقودها العجلة وينهار فجأة ومن ثم يأخذ اجازة لمدة شهر ويلتقي بأخته الصغرى بمدينة جدة وعلاقتهما المميزة ببعضهما.
ثم نأتي لمنتصف القصة وهنا بدأت أكون ملامح شخصيته المتأثرة بصخرة سيزيف وحشرة كافكا إنه يمضي في الحياة مصابا بالخيبات والخسائر وعبث الحياة ولكنه يمضي كما النهر تماما ليقرر لاحقا الاستقالة من اعماله ويكون طوافا بعربة يزور مناطق مختلفة ومن ثم يصبح شاعرا بارزا في الأوساط الثقافية حتى يتلقفه موت شخص عزيز ويعيده لدائرة العدمية والأسى تبتديء القصة بملاقاته للقط الذي أسماه "قرصان" لتنتهي بملاقاته ويطلق قصيدة بديعة تتمثل فيها الحياة كدولاب عجائب نراه بعين هذا الشاعر المفتقد لرفقة دافئة وجدها مع قط ينتظره بمحاذاة شارع يبحثان عن شجرة ويجلسان تحتها لتبدأ الحوارات …نع� إنها الوحدة وما تفعله بنا نحن البشر نستوحش الحياة ونتجه للطبيعة، للعزلة، وللقطط.
هكذا كنت أتصور الشاعر ورحلته عبر هذه الصفحات وربما نحن نقرأها من حيث ما نستشعر فقدانه إنها رحلة الصعود والهبوط وتكراره
لم أكن لأعرف هذه الرواية لولا أن قارئة كريمة رشحت لي قراءاتها. لذلك قررتُ قراءاتها دون أي أفكار مسبقة أو تصورات.
تقع أغلب أحداث الرواية في السعودية (الرياض وجدة)، ولا نعرف اسم البطل ولكنه يعرّف نفسه بـ(الشاعر). الرواية أستطيع أقول أنها أدب ديستوبي؛ مليئة بالغربة والخمر والحشيش والعنف والعلاقات الجنسية العابرة، كما تنتسب إلى الأدب الرومانسي وكثرت تغنيه بالطبيعة، وفيها شيء من السيريالية.
تمر عليك في الرواية كثير من أسماء وأعمال أعلام من الغرب والشرق؛ كافكا، أمل دنقل، سارتر، ألبير كامو، نيشته، نزار قباني، ماركيز، أوريل، كما أرى صدى لرواية موراكامي "كافكا على الشاطئ" ولا أدري هل ديوان البطل -الشاعر- المسمى بـ(لاعب الشطرنج) صدى لرواية ستيفان زفايغ؟
رأيي في الرواية؟ ضعيفة على الصعيد اللغوي والمعنوي والسردي، رواية مراهقة بطلها ناقم على المجتمع والحضارة كلها، يرغب في الانعزال عن كل شيء والخلو بذاته في الطبيعة، وبصرف النظر عن رأيي الشخصي في أفكار الكتاب، إلا وأنه -للأسف- يبدو أن أدبنا لم يتجاوز بعد الأفكار التي يتباكى عليها من دهور. لم تعجبني لغة الكاتب؛ مليئة بالتكرار -لا أعلم كم مرة كتبَ دولاب- ومليئة بالتشبيهات والاستعارات التي ازعجتني حقًا ولم تطربني. لم أتعاطف مع أي شخصية في العمل، ناهيك عن سطحية نشوء العلاقات بينهم.
اشتريت هذه الرواية ضمن روايات سعودية أخرى، وهذه ثاني رواية سعودية اقرأها بعد رواية مخيبة، وأنا ممتنة لهذا الكاتب لأن انطباعي تغير تماماً عن الرواية العربية بعد هذه الرواية التي يعيبها قصرها الشديد فقط، ساقرأ أي عمل قادم لهذا الكاتب صاحب اللغة البليغة والافكار الاكثر عمقاً
هل هذه رواية أدبية أم فلسفية ؟ هل حمزة يحاول أن يكون روائيا ؟ أم أنه فيلسوف يحاول كتابة الرواية، لو كنت سأقيم الرواية فقط كعمل أدبي فكنت سأنقصها نجمة بالتأكيد. 4 نقاط أو 3 حتى للرواية، ولكن النجوم الخمسة الكاملة للأفكار الفلسفية واللغة الشعرية العالية التي تفتح نافذة لعقل هذا الكاتب الفذ. والذي يجب عليه أن يكتب أكثر حتى نعرفه أكثر.
من أفضل الأعمال الأدبية السعودية التي قرأتها، إلا أنها ليست رواية بالمعنى الكامل للرواية، ولكنها تستحق القراءة، وربما الدراسة من الباحثين في نظرية تقاطع الأجناس الأدبية، فالرواية ذات أجناس أدبية متداخلة وذات رؤى فلسفية ضمنية وعميقة جدا في الرواية رغم لغتها السلسة
كلما اقترب النصّ (أو كاتبه) من تقاطعات حياتك، صار التفكير فيه أصعب. هكذا، ودون قرارٍ واعٍ، التهمت المخطوطة في لحظةٍ من زمانٍ فجائيّ... وكأن شيئا ما قبضني وغمسني في عوالم وشخوص وكتب، أحسستُ أني -للحظة- فقدتُ القدرة على التنفس والبصر، إلى أن بلغتُ (... الدنيا دولاب غرائب يا قرصان)