ي كيف أقنع هذا الصغير أنها مهمةٌ شاقة جدًا أن يكون الإنسان على ما يرام".. إحدى العبارات الكثيرة التي علقت في ذاكرتي من هذا الكتاب العظيم: #على_عتبات_العمر خُلاصة تجارب مليئة بالحب والجراح فكما يُقال عن الكاتب: "قلبه مثخن بالجراح والطعنات، ولا يكاد يلتفت إليها ربما اعتيادًا عليها أو لأنها ضريبة الحياة". #خالد_إبراهيم_الجريوي هو الذي وصف والدته بالحصن الوحيد في الحياة وحين حاول الكتابة عن والده أصابه الضعف والعجز ف"كيف له أن يجمع السماء بامتداداتها في نصٍّ صغير؟!". ثم يحملنا الكاتب معه في رحلة مع الحياة، فالحياة كما يصفها: "قطارٌ سريع.. العمر فيه محطات". و"لا أحد يعلم في أي محطةٍ سيركب قطاره الأخير" وعند "انتظار الأجمل" يشعُر "أن الحياة حرب، كلما انتهت معركة اشتعلت أخرى حتى آخر نفس تزفره".. ولا تستمر الحياة بانسيابية إن كنت لا تتقن فيها "فن التغافل" فينصحك أن تتقمص دور الأعمى حينما ترى زلة شخص تحبه حتى لا تخسره "لأن تكرار الأخطاء ربما لا ينقص الحب لكنه بالتأكيد يبني الحواجز ويجعلك تشعر بالاختناق". ثم يذكرك الكاتب العظيم أن تهتم لراحتك حين تدرك "أن بعض الناس يجب أن يبقوا في قلبك لكن ليس في حياتك"! وبين الابتسامة والدمعة، والفرح ومشاعر الوجع يصف الكاتب بدقة متناهية المسافة الفارقة التي في أحيانٍ كثيرة تكون أدق من الشعرة وفي أحيانٍ أخرى تكون أكبر من تلمسها.. فالفقد بالنسبة له ثقبٌ أسود يبتلع كل لحظات الفرح القديمة التي دسستها بداخلك.. والاشتياق قيد، يُكبلك بالذين تشتاق لهم وبأيامهم وضحكاتهم.. والكبرياء مرآة صافية قابلة للكسر السريع.. وهكذا تستمر رحلة الكاتب في الكتاب بين مشاعر مختلفة ومناطق كثيرة فتارة يحملك إلى تضاريس ذاكرته وأخرى يعطيك ال"بوصلة" لتتخذ قرارك و"تقف مع الأشخاص الذين فقدوا طريقهم في الحياة". ومن فخ دوستوفيسكي إلى طنطورية رضوى عاشور ومن قرية العراقي بدر السياب إلى مرارة الأديبة المغربية فاتحة مرشيد، يعلمك الكاتب كيف أنه "بإمكان الكلمات أن تصيب وتدمي وتجرح، وقد تقتل أحيانًا!". كتاب عظيم لا تكفيه قراءة واحدة، فهذا الكتاب من النوع الذي تُعاد قراءته