هذه ليست سيرة ذاتية تقليدية رغم المادة الذاتية المتمثلة في أوراق شخصية. هذه محاولة شخصية لمواجهة الذات وتحطيم الأساطير والأوهام, بغية التعرف الحق على الذات. وهي محاولة غاية في الذاتية يخوضها كل إنسان واع ولا يفصح عادة عنها, ولكن شاءت الكاتبة أن تشارك فيها قارءها إن الكاتبة هنا تطرق مجالا حيويا وجديدا, وتستكشف أشكالا فنية جديدة للتعبير عن هذا المجال. إن الأوراق التي كتبت في أزمنة متعددة وفي مناسبات متغايرة وبأهداف شتى, تتناقض وتتصادم وتتضارب على صفحات الكتاب لتنتظم في النهاية متسقة في وحدة تلقي الضوء على صراع رئيسي في حياة الكاتبة, وعلى انفراج هذا الصراع سنة 1981
كاتبة روائية، وأدبية، ومقال نقدي، وتحليل، وتقييم. امرأة أولت اهتماماً خاصاً لشؤون المرأة وقضاياها. ولدت لطيفة الزيات، في مدينة دمياط بمصر، في 8 أغسطس، عام 1923، وتلقت تعليمها بالمدارس المصرية، وحصلت على دكتوراه في الأدب من كلية الآداب، بجامعة القاهرة عام 1957.
شغلت مناصب عديدة، فقد انتخبت عام 1946، وهي طالبة، أميناً عاماً للجنة الوطنية للطلبة والعمال، التي قادت حركة الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني. تولت رئاسة قسم اللغة الإنكليزية وآدابها خلال عام 1952، إضافة إلى رئاسة قسم النقد بمعهد الفنون المسرحية، وعملها مديراً لأكاديمية الفنون. كما شغلت منصب مدير ثقافة الطفل، رئيس قسم النقد المسرحي بمعهد الفنون المسرحية 1970 - 1972، ومديرة أكاديمية الفنون 1972 - 1973.
كانت لطيفة عضو مجلس السلام العالمي، وعضو شرف اتحاد الكتاب الفلسطيني، وعضو بالمجلس الأعلى للآداب والفنون، وعضو لجان جوائز الدولة التشجيعية في مجال القصة، ولحنة القصة القصيرة والرواية. كما أنها كانت عضوا منتخبا في أول مجلس لاتحاد الكتاب المصريين، ورئيس للجنة الدفاع عن القضايا القومية 1979، ومثلت مصر في العديد من المؤتمرات العالمية.
أشرفت على إصدار وتحرير الملحق الأدبي لمجلة الطليعة، كما تابعت الإنتاج الأدبي بالنقد الأدبي، في برنامج إذاعي 1960 - 1972. ونالت لطيفة الزيات على الجائزة الدولية التقديرية في الآداب عام 1996.
نشر لها العديد من المؤلفات الأكاديمية، والترجمات، كما صدر لها مؤلفات إبداعية، منها:
· الباب المفتوح عام 1960.
· الشيخوخة وقصص أخر عام 1986ز
· حملة تفتيش - أوراق شخصية، وهي سيرة ذاتية، عام 1992ز
· مسرحية بيع وشراء عام 1994، صاحب البيت عام 1994.
· الرجل الذي يعرف تهمته عام 1995.
إضافة إلى العديد من الأبحاث، في النقد الأدبي الإنكليزي والأمريكي، وساهمت بالكتابة في المجلات الأدبية.
طيب الكتاب ده غريب و مختلف, لية بقى؟ اقولك يا سيدي هو سيرة ذاتيه بس مش سيرة ذاتيه أوي و رواية بس مش رواية اوي و مذكرات بس مش مذكرات اوي لطيفة الزيات في الكتاب ده طلعت كل اللي جواها بمختلف الأشكال الأدبية, شوية تبقى سيرة تتكلم فيها عن نفسها بضمير غائب كأن الأحداث دي كلها حصلت لحد تاني غيرها و هي بس بتسردها, و شوية تتكلم بضمير المتكلم . مُلاحظ جداً من أسلوبها سيطرة مشاعرها عليها بشكل شبه كامل, و انا بقول شبه لأنها قدرت رغم السيطرة دي تخرج نص سوي له معنى و مفهوم و محسوس, يعني أه الكاتبة شخص عاطفي جداً و لكن ده أفاد الكتاب و مانتقصش منه بأي شكل . فيه فصول خلال الكتاب تعتبر روائية شوية, و اتضح انها اجزاء من روايات او من نصوص لم تُنشر, ايه الفكرة من ايرادها هنا؟ الحقيقة ماعنديش اجابة محددة بس أعتقد انها حاولت خلال الأوراق الشخصية تطلع كل اللي عندها و كل الكلام اللي جواها و ده اللي خلاها تحط الاجزاء الروائية دي لأنها عارفة انها مش هتنشرها كروايات مستقلة . الكتاب يمتاز ايضاً بالجرأة الشديدة, جرأة بتفتقدها ستات كتير أوي دلوقتي, رغم ان الوضع اتغير من نشر الكتاب الى الأن, و رغم ان من المفترض ان البشر يكونوا أكتسبوا قدر أكبر من الحرية بحيث ينعكس ده على كلامهم و أفكارهم, الا اني لاقيت ان لطيفة الزيات في كتابها ده سابقة عصرها و عصرنا بكتير أوي, جرأه و صراحه تُحسد عليها . في النهاية أحب اقول الكتاب حلو و حجمه صُغير و يستحق القراءه .
سيرة ذاتية للكاتبة والمناضلة لطيفة الزيات كُتبت بأسلوب سهل وجميل.
اقتباسات
“أدر� الآن أني سعيت العمر لما هو مطلق، وأن المطلق قرين الموت، فلا ديمومة ولا ثبات في حياة شيمتها التغير الدائب. أدرك الآن أن حبّي كان ضياعًا في الآخر، وأن جريمتي لا تغتفر لأنني فعلت، فما من جريمة أفدح من جريمة وأد الذات، ويداي ملوثتان بدمي�.
“يعذبن� اختناق صوتي حين يختنق، ويحدوني رجاء لا يبين: أن أظل قادرة على قولة ـ لا ـ لكل مظالم الدنيا�.
“أنن� لا نتوصل إلى ذواتنا الحقيقة إلا إذا ذابت الذات بداية فى شىء ما خارج عن حدود هذه الأنا الضيقة�.
“أقس� أنواع السجن هو سجن الفرد لذاته، وأقسى أنواع القهر هو قهر الإنسان لذاته�.
“الإنسا� يفقد حريته تمامًا إذا ما خضع لرغبة تسيطر عليه وتحيله إلى عبد، والنزوع إلى التملك والمال والقوة التي تصاحب المال، والرغبة المجنونة في الاقتناء تحيل بعض شخوص مسرحية “بي� وشرا� إلى مجرد آلات مسلوبة الإرادة معدومة الحرية، وإلى عبيد لا تبقي ولا تذر، تضحي حتى بحياة الآخر على مذبح التملك ومزيد من التملك. ومثلما تعرض “بي� وشرا� لغريزة تملك المال تعرض لغريزة تملك البشر، تلك الغريزة التي تحيل الناس، المالك منهم والمملوك، إلى عبيد�.
كتاب جميل جدا من أدب السيرة الذاية صراحة لم اكن أتوقع ان يكون بهذا الجمال بقلم أستاذة الادب الأنجليزى و المناضلة السياسية اليسارية الراحلة لطيفة الزيات
يبدو أن الأدب الجميل أصبح هو الذى يلهث خلفى و لست انا من ألهث خلفه فبعد آخر الروايات وجدت عندى هذا الكتاب بقلم د. لطيف الزيات إبنة محافظة دمياط تحكى لنا ما مر بها من الاحداث خلال الايام و السنوات و تبلغنا ممن من اهلها من كان حى و من مات
بإسلوب مختلف و رقيق تحكى لنا ذكرياتها فى البيت الكبير فى دمياط و أيضا عن ايام حبسها فى السجن الكئيب بصراحة و بإسلوب أدبى قوى و مميز و محنك يليق بإستاذة للأدب و بسياسية و بإمرأة مخضرمة عركت الدنيا و عركتها الدنيا تحكى لنا عبر قفزات تاريخية فى التاريخ المصرى و العربى المعاصرعن احلامها و توجهاتها السياسية و حياتا الاجتماعية و كيف أحبت الوطن و العمل الوطنى من خلال أخويها و أستبدادات الأنظمة السياسية الفاسدة و بإسلوب أنثوى عاطفى و مؤثر تحكى عن أحزانها و صدمتها من نكسة خمسة يونيو و أنا تأثرت به رغم انى عرفته عبر اهلى و الافلام و الحوارات المتلفزة و لكن عرفته بطريقة اخرى عبرها او بطريقة اعمق و بطريقة اوضح
(لم أكن في موضع تغطية لأحداث حياتي،بل في موضع بلورة رؤيتي للمسار العام لهذه الحياة،ولم أكن في موضع تسجيل،بل في موضع البحث عن أرضية مشتركة مع القارىء،وفي موضع التغني بالمعاناة الإنسانية والمشتركة والتجاوز الإنساني المشترك). هكذا تُلخص لطيفة سيرتها الذاتية في هذا الكتاب،الذي لم يكن بسجلًا تاريخيًا منسقًا أو ملتزمًا بقواعد التدوين بل انطلق في سماوات الكتابة الإبداعية ليبدو كما لو كان رواية عن حياة الكاتبة. تحكي لطيفة عن طفولتها وبيتها القديم - بيت العائلة- في دمياط وعن المنصورة التي أقحمتها دون وعي طفلة الحادية عشرة سنة في النضال السياسي ضد الإنجليز وضد الملك بعدما شهدت بعينيها مقتل أربعة عشر شخصًا في مظاهرة لمساندة مصطفى النحاس وهي واقفة في بلكونة بيتها في العباسي. ثم تحكي عن وفاة والدها في أسيوط ووفاة أخيها الأكبر من السرطان ونضالها كشابة وإمرأة والذي بدأ منذ دخلت إلى جامعة فؤاد الأول (القاهرة) وكفاحها الداخلي والخارجي ضد السياسة والرجال والزواج وتجربتيها في السجن ورغبة لطيفة بأن تكون دائمًا جزءًا من المجموع وألا تترك فردًا وحيدًا في عزلته يتظلى. الجزر المنعزلة التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الوحدة الوطنية( والشعور بالانتماء.) تحدث عنها جلال أمين في رؤية كل جيل إلى قضية تشغله..فجيل جد جلال أمين كان مؤمنا بالدولة الإسلامية الكبرى رغم اهتمامه بنفسه وبمحيطه الصغير أما أبوه فكان مشغولا بالأمة العربية وجيل جلال أمين كان مشغولا بمصر أما جيل ابن جلال أمين مشغول بنفسه كما كان جد أبوه رغم عدم إيمانه بالقضية الوطنية ولطيفة تنتمي إلى جيل جلال أمين وترصد تحولات الجيل التالي وتؤكد رغبة لطيفة في وجود (المجموع) .
وتوضح سيرتها الذاتية معاني كتبها السابقة مثل الباب المفتوح،صاحب البيت،الشيخوخة وبيع وشرا.
سيرة ذاتية مميزة بحق ولطيفة تملكتني وأشركتني في رؤيتها للواقع وأينما كانت هي الآن أقول لها أنها ليست وحيدة ❤️
يحمل مزيجـًا من الأوراق الشخصيةللكاتبة لطيفة الزيات واعترافاتها الشجاعة.. وهي السيرة التي قال عنها الأديب اللبناني إلياس خوري إننا أمام تجربة مثيرة ومدهشة باعتبارها أول كاتبة عربية تُعرّي حياتا أمامنا. تكتب لا لأنها تعرف، بل لأنها تبحث. تروي الحكاية لأنها ستكتشفها.. وفي النهاية تبدو أمامنا تجربة إنسانية متوترة وقلقة وملتزمة في وقت واحد. ولأنها تكتب للبحث عن هويتها، فإنها تحكي عن فترات من حياتا لا تخضع للمسار التقليدي، ونجدها تمزج بين لحظات ومحطات الزمن المختلفة، فكان السرد ينتقل بين الماضي والحاضر، ماضي الأحداث وحاضر الكتابة، وماضي الألم والحاضر الواعي بالتفاصيل وبخفايا السلوك وأسباب القهر.
زواجها الأول والثاني، وحكاية طلاقها من رشاد رشدي، تقدم إضاءة كاشفة لهذه المرأة والمناضلة اليسارية التي قالت عن نفسها ذات يوم في إحدى شهاداتها الإبداعية: "أنا امرأةٌ، وهذا في يقيني عنصر مهمٌ جدًا للتعريف بالذات".
يمكن تلخيص حياة المناضلة لطيفة الزيات في كلمات بسيطة قالتها في هذا الكتاب "إننا لا نتوصل إلي ذواتنا الحقيقية إلا عندما تذوب الذات في شيء ما خارج عن إطار هذه الأنا الضيقة " من خلال كتاباتها تعلمت معني (الإنتماء) ومعني (التحرر من الأنا) أسلوبها شيق وصادق وبسيط فهي تعبر عن فكرتها البسيطة بأسلوب بسيط وأجمل الأشياء هي دائماً أبسطها
في نهاية الكتاب فهمت لماذا سمت لطيفة الزيات مذكراتها باسم "حملة تفتيش" ..
تجربة السجن أو بالأحرى تجربتين ، تجربة إنتشال الأصدقاء شهداء بعد الغرق في مذبحة كوبري عباس تجربة موت الأخ بسرطان ومعرفتها هي الوحيدة بطبيعة المرض وقرارها بعدم إخبار أحد حتى أخوها نفسه تجربتين من الطلاق ، رواية "الباب المفتوح " التي رأت النور و رواية الرحلة التي لم تراه .. أوراق لطيفة الزيات الشخصية جديرة بأن تدرس كما قالت لي صديقتي عنها .. في كل مرة كنت أجد في كلامها ما يمكنه أن يغير عالمي ، أو إجابة لسؤال وبالتأكيد العديد من العبارات الرنانة التي كنت أنتظر أن أقرأها أو أسمعها مش شخص ما ليتأكد رأيي أو ينتفي في كثير من المرات من شدة إعجابي كنت أذهب وأقرأ لأمي بعض السطور جهراً وأخبرها بأني أحب لطيفة الزيات وأتمنى لو أنها حية الآن لأذهب وأتكلم معها كثير ..
خرجت من الكتاب بالكثير لكن كان الأبرز هذه العبارة التي حفرت على روحي
لطيفة الزيات تروي مشهد وفاة عبد الناصر :
وقفت في شرفة بيتنا أطل على تجمع من نساء يولولن ، يلبسن السواد ومن رجال ذاهلين، وأطفال يصرخون صرخات طويلة تنعي عبد الناصر و هم يشقون الصدور . طفرت الدموع من عيني وأنا أقول بصوت مسموع : -لا يحق لفرد أيا كان ، أن ييتم شعباً .
ما أقسى النور في العينين !
أعلم أنا الآن أن على الإنسان أن يروي الشجرة إلى أن تخضر و دون أن ينتظر أن تخضر . رغم الإضضطهاد رويت الشجرة . رغم التقارير السرية و أدوات الإستماع يزرعونها تحت فروة رأسي و أجهزة التصوير يدسونها تحت جلدي ، أعلم أن على الإنسان أن يروي الشجرة في السنوات العشر الأخيرة لم أرد الشجرة تخضر . في أكتوبر 1973 رأيت النبتة تنبثق من الأغصان الخشنة والوعرة مرة واحدة وبكيت عمري وهم يقتلعون النبتة قبل أن تزدهر . وتعلمت أنه على الإنسان أن يروي الشجرة حتى لو لم تتح له فرصة من العمر ليرى الشجرة تخضر ..
هامش : بكيت كثيراً بعد قراءتي لمشهد وفاة عبد الفتاح أخو لطيفة هامش 2 : لا أعرف كيف سأعيد هذا الكتاب إلى صاحبته .. سرقته تغريني جدا ..
بسبب مقارنة عملتها إيمان مرسال في كتابها ونادية لطفي في كتابها كذلك عن رواية الباب المفتوح ورواية الحب الصمت لعنايات الزيات اللي اتكتبوا في نفس الوقت تقريبًا رغم تأخر نشر الأخيرة حبيت إني أرجع تاني للطيفة الزيات. بدأت في كتاب حملة تفتيش في القراءة الثانية، ورواية الباب المفتوح بس لسه مخلصتهاش وبرضه قراءة ثانية. الكتاب مذكرات شخصية وسياسية للطيفة الزيات، متناولش حياتا بالكامل بل مجرد لقطات مؤثرة في حياتا، زي بيت الطفولة، موت الأب، الطلاق الثاني، السجن المرة الأولى، السجن المرة الثانية. لقطات مكثفة جدًا مليانة دفقات مشاعر حذرة، كما لو أن الكاتبة مش عايزة تصرح بكل حاجة، أو مرغمة بشكل ما على كتابة الشهادات الخاصة بها عن حياتا. حذر شفنا عكسه تمامًا في رواية الباب المفتوح البسيطة اللي مليانة تصريحات بكل أفكار البطلة وحيرتها ومشاعرها، وده بيوضح قد ايه النص الأدبي الخيالي ممكن يكون السبيل الأمثل للتعبير عن أفكار الكاتب أكثر من المذكرات أو الكتابة الشخصية. *
بعض من الأوراق والمذكرات الشخصية للكاتبة لطيفة الزيات ، وهو كتاب قصير من عدة فصول توقفت فيها على مشاهد صعبة ومؤثرة في مسار حياتا تعرفنا في البداية على ماضي الأسرة، ثم الوالد قبل غيابه تماماً عن الزواج والطلاق والفقد والسجن، كل ذلك كتبت عنه لطيفة الزيات بصراحة شديدة مع النفس ما عاب الكتاب من وجهة نظري هو أسلوبه المعقد الذي لا يتلائم مع كتاب مذكرات السرد فيه أهم من التراكيب اللغوية المعقدة والتي تمتلك الكاتبة أسهل منها وقدمته في روايتها الشهيرة الباب المفتوح في النهاية الكتاب لطيف وقصير يعطيك لمحة بسيطة عن ماضي الكاتبة، وعن مشاهد تاريخية هامة في تاريخ مصر بصورة سريعة
"الصبية اللاهية لا تكف تجمع حبات البَرَد في طبق الصاج وهي تعرف أن البَرَد لن يلبث إلا ومضة ويزول، تجري في حديقة المنزل عارية القدمين عارية الذراعين، وثوبها المبتل لصق جسدها محمولة على الريح في وجه الريح، قدماها تعرفان الطريق في ظلمة الغيوم وانفراجتها، تطير في الهواء ترقص رقصتها المجنونة، وأمها متدثرة تنهاها من خلف زجاج الردهة للمرة الألف، تنذرها ألا فائدة من جمع حبات البَرَد للمرة الألف، ونواهي الأم وتنبؤاتها تضيع في صيحات فرح مجنونة تطلقها الصبية اللاهية لحظة تدق الأجراس الفضية والبَرَد يتساقط على طبق من الصاج، لحظة يضوي البَرَد كحبات الماس على شعرها الأسود، ويلف الكون أكمله بالبياض".
"ألمح حريتي مكتملة في آخر الطريق وتصالحي مع الذات بعد مشوار طويل، ولم تكن هذه الحرية بالحرية المبذولة ولا بالحرية النهائية. يتأتي على الآن وقد طعنت في السن، أن أعاود بالفعل الحر والهادف توكيد حريتي المرة بعد المرة، بفعل حر بعد فعل، سواء تمثل هذا الفعل في موقف أو كلمة".
هذا ليس لقائي الأول مع "لطيفة الزيات"؛ فقد كانت لي معها تجربة لا تُنسى في "الباب المفتوح" وجاء من بعدها "صاحب البيت" وها أنا ذا مع أوراقها الشخصية التي وللأسف كنت أتوقع منها الكثير لكني لم أجد جديداً!
ما لاحظته خلال تجاربي الثلاثة مع الكاتبة أنها تسعى للحرية بكل معانيها، تحاول تمثيلها بكل ما تستطيعه، بالرواية والسيرة والقصة والنقد!
الكتاب كان عبارة عن مقتطفات من حياة الكاتبة، تمثل طفولتها، وزيجاتها، وسجنها سياسياً، وأخيراً تتطرق إلى كونها كاتبة في حديث قصير عن أعمالها.
تجربة كنت أتوقع منها الكثير لكني لم أجده! لكن مجملاً، الكتاب جيد كمدخل للتعرف على الكاتبة وأعمالها. كتاب قصير أنهيته بجلسة واحدة.
الكتاب روعة يندرج الكتاب تحت تصنيف ادب السيرة الذاتية ولكنه ليس بالسيرة الذاتيه الكاملة او بالمعنى المعتادين عليه .. هو مفتطفات من حياتا .. انطلقت فيه لطيفة الزيات ما بين ازمنة مختلفة فى حياتا وبين اماكن متعدده ومحطات هامة .. واثناء السرد تنتقل ما بين الروى بلسان المتكلم تارة وتارة اخرى بلسان الغائب . وما بين تلك النقلات والتنقل بين الازمنة لا تشعر يأى استغراب او الفصلان بالعكس تعيش معها كل لحظة الكتاب اكثر من رائع
كتاب مليان مفاجآت مش بس من باب النميمة لكن من باب الجرأة والقدرة على مواجهة الذات لغة لطيفة الزيات، مميزة جدا. الجمل قصيرة، لكن ترتيب الكلمات غير معتاد واستخدام الضمائر سواء المتصلة او المنفصلة غاية في الرشاقة. مذهل بالنسبة ازاى في الفقرة الواحد بتتنقل من مواقع المتكلم لموقع الرواى بسلاسة فريدة الفصل الخاص بالسجن وحملة التفتيش على العنبر، هو أجمل ما قرأته عن أدب السجون. أتمنى ان أى من السجينات اللى كانوا معاه سنة 1981.. أمينة رشيد، عواطف عبد الرحمن يكونوا كتبوا عن الحبسة دى ندمان جدا انى اخرت قراءة لطيفة كل دا كاتبة فريدة، فنانة وأكاديمة في ذات الوقت أكتر جزء مزعج بالنسبة لى كان في الآخر لما بتحلل أعماله وتتكلم كل عمل كان عن ايه، بس قادر افهم دا في سياق دى الطريقة اللى كان ابناء وبنات جيلها بيفكروا بيها والسياق الثقافي عموما
الكتاب لا يعد سيرة ذاتية متكاملة عن لطيفة الزيات و انما القاء الضوء على احداث رئيسية بحياتا بالاضافة الى تجربتى السجن و تجربتى الزواج و الاشارة الى تجاربها مع الكتابة التى اجدها اكثر من رائعة فى دلالة كيف بدات رواية الباب المفتوح كمثال و التى تعد اشهر اعمالها و تم تجسيدها كفيلم بطولة فاتن حمامة اما ما لم افهمه ان الكتاب هو للطيفة الزيات و لكن فى بعض المواضع تتحدث عن نفسها بصيغة الغائب او كراوية لحياة امرأة اخرى و الانتقال بين الحالتين مما جعلنى اشك ان الكتاب هو لكاتبة اخرى و لكن تحكي اجزاء من حياة لطيفة الزيات هناك بعض الكلمات التى تكررت لا اعلم ان كنت سأجدها فى الباب المفتوح عند قرأتها ام لا مثل الى ما لا مدى و الى ما لاحد و التى كانت غريبة علي و لم اقرأها فى اى عمل سابق
الكتاب عبارة عن شذرات غير مراعية لترتيب زمنى من حياة لطيفة الزيات بالإضافة إلى نصوص لم تكتمل أو تُنشر عاب هذه الشذرات الكثير من التكرار وخاصة فيما يتعلق بتأثير الزيجة الثانية عليها فلقد تكررت هذه النقطة بالذات فى أكثر من موقع كما أذهلنى أنها لم تكن تعرف عن واقعة صلح الحديبية إلا عندما رواه توفيق الحكيم وبالتالى قامت ببناء أستنتاجات خاطئة نتيجة لعدم المعرفة أوالمعرفة المغلوطة ختاماً جاء هذا الكتاب مغايراً تماما لتوقعاتى العالية
كان مخططًا أن أقرأ هذا الكتاب في وقت لاحق لامتحاناتي التي لم تبدأ بعد وإن نت أستعد لها، ولكن كانت هنالك أسئلة داخلية عديدة وددت إسكاتها ولو باجابات مؤقتة، وفكرت في قراءة سيرتها الذاتية ربما دلتني بطريقة ما إلى إجابات، وقد كان.
قالت أول ما قالت: أجلس لأكتب، أدفع الموت عني فيم�� يبدو أنه سيرة ذاتية لايكتب لها الاكتمال.يموت أخي في مايو73، وتتوقف مع موته سيرتي الذاتية.وفيما يليما كتبت في تلك الفترة. ولأننا في مايو فلم أستطع ألا أتخيل أنني أقرأ الكتاب فور انتهائها من كتابته، ولو أن الجدير بالذكر أنني اكتشفت أن الكتاب من جزئين (أوراق شخصية) وهو ما كتبته من سيرتها الذاتية حتى عام 1973، و(حملة تفتيش)وهو ما كتب في سجنها عام 1981، ولا يمكن القول أن هذه سيرة ذاتية كاملة لأنها توفيت في 1996. وسيرة حافلة حافلة!
أسلوبها في الحكي ساحر،خلب لبي بالبساطة وجمال الرونق، لحتى ثنيت أغلب صفحات الكتاب لأنها تفيض إنسانية وجمال..
فتقول مثلًا عن الشاعر الهمشري: لساعات كنت أجلس، وأنا الانسانة القلقة التي لا تستقر في جلستها على وضع، مربعة الساقين معقودة الذراعين كتمثال بوذا، أرقب هذا الشاعر الوسيم في العشرين من عمره كما يرقب الانسان الشمس بعينين يغشاهما أغلب الوقت إشعاع الضوء. على مقعده المشمشي في الحجرة أو على مقعده القش تحت خميلة الياسمين في السطح يجلس، ببنطلونه الرمادي الفاتح، وبالبليزر الكحلي ذي الأزرار الذهبية يمد ساقيه الطويلتين يقرأ كتابًا أو يخط كامات في دفتره، أو يسرح مفكرًا.وفي كل مرة يخرج من عالمه الداخلي ليراني مربعة الساقين والذراعين يفاجئه وجودي، وقد نسيه تمامًا ، وتتعرف عليّ عيناه في لون العسل الرائق في حرج ،وكأنما يراني للمرة الأولى، وتمتد يديه إلى جبينه تعيد خصلة في لون حبة القمح إلى مكانها، ويتكلم كلمة أو كلمتين، ويعطيني قطعة من الحلوى من طبقه أو لايعطيني. ويغيب في عالمه الداخلي من جديد ليفاجأ بوجودي من جديد. ولم يكن يعنيني في شئ أن يحادثني أو لا يحادثني، أن يلحظ وجودي أو لا يلحظه، وربما أربكتني بعض الشئ ملاحظته لوجودي وقطعت علي لحظة التأمل التي كانت تنتهي أحيانًا بتجربة فريدة تضعني خارج أسوار الجسدوالزمان والمكانوتقطع علاقتي بكل ما هو نسبي ،فلا أعود أعرف من أنا.ولا من أين أتيت ولا إلى من أنتمي ولا إلى ماذا أنتهي. لاتعود أوامر أبي ونواهي أمي تزعجني، لا أسمع خطوات أبي متثاقلة على السلم، ولا صرخة التنبيه إلى الخطر من أمي، أتبخر من الوجود بسلاسة مدهشة، ولا شئ عاد يخيفني أو يربطني. ولم أكن أتأمل رجلًا جميلًا، ولا حتى إنسانًا جميلًا، كنت أتأمل الجمال في إطلاقه والكمال في إطلاقه، وفي لحظة فريدة يتناهى فيها التأمل إلى ضياعي، إلى فنائي، إلى موتي، أصل إلى التوحد مع الجمال على إطلاقه ومع الكمال على إطلاقه، وأتحرر من أسر الجسد ونسبية الزمان والمكان. وكانت هذه تجربة لم تكتمل لي من بعد مع إنسان، وإن كنت أدرك الآن أني سعيت العمر إلى اكتمالها.وكان الحب الكبير بالنسبة لي يتساوى والرغبة في التوحد مع مطلق من المطلقات، كان يساوي الرغبة المحرقة في الضياع في الآخر، في التواجد من خلال الآخر، في فقد الأنا وهوية الأنا والتحرر من جسد الأنا والتوحد مع الآخر، في السعي إلى ما هو مطلق أبدي في عالم يقوم على النسبيةوينطوي على قصورات التغير الدائب وفي الغضب الطفولي الجنوني حين لا يتحقق المستحيل وفي السعي الجنوني إلى تحقيقه.وكان سعيي إلى إملاء الديمومةعلى علاقاتإنسانية سمتها التغير، سعيًا مجنونًا إلى إملاء ما هو مكلق على عالم يتسم بالنسبية. وكانت وقتها في السابعة من العمر، والحقيقة أن هذه أول مرة أعرف عن هذا الشاعرالذي توفي في ريعانه إثر عملية الزائدة الدودية في الثلاثين من عمره.
أما عن الحادثتين اللتان أثرتا في لطيفة في مراحل عمرية مختلفة: -الأولى :شهدت من شرفة منزلهم في الحاية عشرة من عمرها على قتل 14 في ش العباسي بالمنصورة عام 1934 منعًا لمرور النحاس باشا في زيارته للأقاليم. - الثانية:عام 1946 على كوبري عباسفي مظاهرات الطلبةوسقوط الشباب عشرات إلى النيلينجو منهم من ينجو ويموت من يموت.. وما أذكره أن رضوى عاشور في ذكرت ذات الحادثة..
ويأتي سقوط الحكيم من نظري في حكيها عن اجتماع للجنة القصة بالمجلس الأعلى للآداب إثر النكسة : وتسود لحظة صمت حرجة، ويطرح السؤال ماذا بعد؟ويتوقع أهل اليسار ممن لم يفلتوا من حبائل الأوهام ،وأنا منهم ، فيتنام جديدة ، ويقترح الحكيم صلحًا كصلح الديبية، ويقول إن عبدالناصر ليس أفضل من الني عليه الصلاة والسلام، ويأسر الحكيم الموجودين وهو يحكي حكاية صلح الحديبية إلى أن تحين لحظة توقيع وثيقة الصلح/ والنبي محمد يتوقف عند التوقيع، فلا يوقع كما اعتاد أن يوقع محمد رسول الله، وإنما يوقع باسمه مجردًا: محمد بن عبد المطلب.ويأسرنا الحكين وهو يحكي،ولا أكتشف زيف الحكاية إلا وأناأواجه البوابة الحديدية للمجلس للأعلى للآداب، تصفعني حقيقة أن معجزة النبي هي الأمية،وأنه لم ييوقع على الإطلاق ، لا على هذا المنوال ولا على الآخر وأشعر بفداحة الخدعة... ولا أعرف هل أساءت لطيفة فهم الحكاية أن أنه سردها كما قالت فالثابت في صلح الحديبية هو: لما اتفق الطرفان على الصلح دعا رسول الله علي بن أبي طالب فقال له: " اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم ". فقال سهيل: أما الرحمن، فما أدري ما هو؟ ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب. فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فقال: " اكتب: باسمك اللهم " ثم قال: " اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله " فقال سهيل: والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال: " إني رسول الله، وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله ".
أما عن روايتها الباب المفتوح، فقد أشارت لها أكثر من مرة وحين كتبت عنها ضمن ما كتبت عن مشاريعها الأخرى، كانت تتحدث وتقول أن هي العمل التام الوحيد لها،ومما قالته في لقاء مع مندوبة الاذاعة البريطانية: -لماذا هذه الرواية بالذات في هذا التوقيت؟ وكانت تشير إلى الاتجاه المعادي للاحتلال البريطاني في الرواية وفاتتني الاشارة وأنا أقول: -أردت أن أمسك برؤيتي للحقيقة في فترة شبابي، ولو لم أفعل لأفلتت مني نهائيًا....وكنت أعلن على الملأ دون أن أعي وعيًا كاملًا ، تفضيلي للطريق الذي اختطته هي، على الطريق الذي اخترته أنا يوم أقبلت على زيجتي الثانية 1952.والإنسان في هذه الرواية لايجد نفسه حقًا ،ولا يستعيدها متكاملة، إلا إذافقدها بداية في كل أكبر من فرديته الضيقة.والباب المفتوح الذي يتيح الرضا الحق عن الذات هو باب الانتماء إلى المجموع، إلى الكل فعلا وقولا وحياة. خاصة وأن رأي زوجها الثاني وقتها في اللكتاب :عاطفي مسرف في عاطفيته ولذلك ترددت كثيرًا قبل أن تنشره،الجدير بالذكر أن الأعمال الأخرى التى ذكرت أنها لم تنشر في هذا الكتاب قد <رأت النور بالفعل فيما تلا صدوره ك
كانت تجربة سجنها شفيفة وقاسية أيضًا سواء الأولى في سجن الحضرة بالاسكندرية أيام حرب فلسطين، أو المرة الثانية في سجن القناطر لاعراضها على كامب ديفيد،وكانت فرصة جيدة لتخلو لذاتها وتحلل حياتا ونفسها،تحليلًا أظن كل فتاة في حاجة لقراءته ولولا وقوعه في صفحات عديدة لاقتبسته كاملًا هنا..
ولا أعرف لماذا لا يقرر تاب كهذا على الفتيات في مرحلة سنية بعينها هي المراهقة؟!["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>["br"]>
مكانش ليه لازمة أبدا نشر المقال الأخير. بس على كل كتاب رائع جدا وكاشف لحياة الأديبة النسوية واليسارية الأولى. أربكني جدا الجزء بتاع حملة تفتيش، وبشكل كبير أزعجني إن لغة كاتبات نسويات كتير جدا متأثرة بشكل مرعب بلغة لطيفة وكمان رضوى عاشور.. أتمنى إن يحصل ثورة عنيفة ضد اللغة دي لأن مرعب جدا التماثل ده.
سير ذاتية بأسلوب ادبى مفعم بالقوة والالم بضعف المراة وجسارتها فى نفس الوقت ,لايمكننى أن احكم على تجربة اديبة وناقدة بقيمة لطيفة الزيات فهى بنفسها ذكرت أنها كتبت ما كتبت لتكتشف ماهيتها ولتفكر فيما حدث لها وليس لتسجيل وقائع ,ولكننى أوكد أنى اسمتعت بكل كلمة كتبتها
ترددت على مكتبة الجامعة لأشهر طالبة النسخة الوحيدة -الغير معروضة- للإعارة، وأحصل على أجوبة مختلفة كان آخرها وآكدها التعذر لأنه لا يسمح بإعارته، ثم وجدته في معرض الكتاب بيسر، بعد أن أعيدت طباعته، وكذلك روايتها الباب المفتوح. الكتاب جمع فيه جزئين، الأول مؤرخ بعنوان ١٩٧٣م، والثاني بتاريخ ١٩٨١م، وفي الأخير مقالة عن تجربتها في الكتابة بتاريخ ١٩٩٤م لا يمكن أن يصنف الكتاب كسيرة ذاتية، لغياب كثير من التفاصيل، وعدم الترتيب، لكنه مقتطفات من سيرة ذاتية، وأحداث حرصت الزيات على توثيقها. تحدثت بداية عن تأثير البيوت عليها، كتبت بحنين وهي التي تنقلت بين أماكن وبيوت كُثر، خصوصا فترة نضالها وملاحقة الشرطة لها، لكنها حددت بوضوح بيتين، قالت عنهما أنها حين تفكر في البيت بمعنى البيت، تتبقى حقيقة أنه لم يكن لها سوى بيتين، بيت عائلتها في دمياط، والذي ولدت و وقضت فيه سنواتها الأولى، و الثاني بيت مطل الى البحر، اختبئت فيه من المطاردات مع زوجها الأول في سيدي بشر بالاسكندرية، ثم شمعه رجال المباحث ١٩٤٩م، وتحدثت كذلك عن الأشجار بين بيتيها، شجرة الجوافة العاقر في بيت دمياط، شجرة المشمش في بيت سيدي بشر، حديثها الشاعري عن البيتين مثير للشجن والحنين، وبالطبع ممتليء بالمرارة والحزن، وإن كان دون مبالغات أو غرق فيهما، قرأت هذا الجزء بعذوبة وشجن. أحببت فيه ربطها للعلاقة بين البشر وبيوتهم، انتماءً وتشكيلاً لهم، ففي بيت دمياط ك��ا قالت عنه هي فتاة مرتبطة بأبيها وبسلطته وبأوامره ونواهيه، و بالموت، موت مرحلة وحقبة زمنية انتهت بلا رجعة وليس الموت المادي، وفي بيت سيدي بشر هي المرأة الممتلئة بالحياة، المناضلة الغارقة في العمل السياسي، والمتحدية للسلطة. وفي آخره تحدثت عن حادثة غرق كوبري عباس ١٩٤٦م دون تفاصيل. الفصل الثاني كان عن طلاقها، و ربما هذا الجزء أشهر من سابقه في كثير من النصوص المكتوبة عن الكتاب، تم طلاقها في عام ١٩٦٥م، أي بعد اصدار روايتها الباب المفتوح بسنوات قليلة، وأنا أقرأ سطورها عن زواجها الثاني وفشلها فيه، ومشاعرها تجاه الزواج، وتجاه فشله فيما بعد، وتأثير هذا الزواج ثم طلاقها على شخصيتها وحياتا، تذكرت رضوى أسامة، وهي تكتب عن الطلاق كتجربة مرت بها، مع الفارق بينهما، فرضوى كتبت في مدونتها عن مشاعرها في وقتها، دون الحديث عن الشريك أو الإساءة له، إنما تحدثت عن مشاعرها وآلامها، وتجاربها للمقاومة، بينما الزيات كتبتها بعد سنوات طويلة تزيد عن ١٠ سنوات، لذا خلت لهجتها من الإنكسار، لكن الخيبة باقية، وكانت صريحة في مهاجمة طليقها دون إساءة، لكنها حملت نفسها المسئولية بشكل أساسي بداية من اختيارها، وأوهامها، و رغم أنها لم توجه له تهماً أو اساءات -سوى حديثها عن الخيانة الزوجية والذي أقحمته وسط حديثها عن طلاقها-، لكن فيما كتبته بصدق وشفافية من خيبتها ومشاعرها وتقييمها لفترة زواجها، كان زوجها الثاني ذو تأثير كبير على نفسها بداية، لم تقاومه رغم الاختلافات بينهم، فهو يميني مع السلطة والسياسي، وهي يسارية ثورية معارضة للسلطات، ولكن كما قالت أنها انجرفت مع مشاعرها وارتبطت به. من النادر جداً أن تكتب العربيات، أو العرب عن تجاربهم الحياتية المختلفة بتجرد وشفافية، خصوصا تجارب الأمومة والأبوة وكذلك الطلاق، و الترمل، و فقدان الأبناء، لهذا استحقت الزيات بذكرياتها، مكانة مهمة رغم انها لم تكتب سيرة حياتا، وتجاربها بتفصيل. تحدثت كثيراً عن الباب المفتوح، مشروعها الأول والأشهر، وحديثها عن روايتها والمعاني التي أرادت ايصالها بكتابتها جميلة، رغم أن الرواية كتبت بلهجة بسيطة ومباشرة، لكن معانيها حية وحاضرة. الجزء الثاني كتبته عام ١٩٨١م، كما توقعت بعد توقيع السادات لاتقافية كامب ديڤيد، وذلك عندما اعتقلت مرة أخرى وهي على مشاريف الستين لمعارضتها للاتفاقية، في حملة اعتقالات شملت عدداً كبيراً من المثقفين المعارضين، كتبت لطيفة الزيات نصاً شاعرياً بديعاً لامسني تقول فيه "و على مشارف الستين ها أنا أجلس مرتخية في هدأة الليل في مقدمة عربة شرطة، والضابط يبحث عن السجن ليودعني السجن، وما من أحد عاد يملك أن يسجنني، وحريتي تلوح لي في آخر الطريق كاملة غير منقوصة تنتظر مني أن أمد يدي لأحتويها، ودموعي التي لا تنفرط تنفرط، وحريتي تلوح لي في آخر الطريق." كان سجنها هذه المرة في سجن القناطر، وهو نفس السجن في رواية سجن النساء، لفتحية العسال، والتي تحولت لمسلسل تلفزيوني، تحدثت عن شجرتان على باب سجن القناطر، وشجرة ثالثة تتوسط ساحة السجن، قد وثقتها الفنانة التشكيلية انجي افلاطون بلوحاتها عن سجن القناطر -لم أجد أي صورة لتلك اللوحات في جوجل-. ارتباط ذكرياتها بالأشجار، شجرة الجوافة العاقر، وشجرة المشمش، ثم شجرة ساحة سجن القناطر وحديثها عنها يكشف شاعريتها الكثيفة، رغم انغماسها في العمل السياسي، وتأكيدها عليه في شخصيتها. في حديثها عن اعتقالها الأخير، استحضرت بعضاً من ذكريات اعتقالها الأول مع زوجها الأول في الاسكندرية، ثم تحدثت عن لطيفة الأنثى، وهي تلتحق بالجامعة تحمل معها شعوراً بالنقص تجاه الرجل، وإصراراً وتحدياً على إثبات المساواة بين الجنسين، ثم ذوبان هذا النقص بعد انغماسها في السياسة، وتركها لمهمة رسم صورتها الشخصية للناس والمحيطين واستسلامها لتلك الصورة، وتعود للحديث عن تجربتها في الزواجين الأول و الثاني. حملة تفتيش قصة واقعية حدثت للزيات في السجن، اختلط فيها الواقعي بالخيال، أعجبتني. تمنيت لو كتبت مذكراتها بتفصيل عن فترتي الاعتقال، وعن نشاطها الأدبي والثقافي، والسياسي أيضا بتفصيل يليق بحياتا الثرية.
هذه الأوراق الشخصية تندرج في معظمها بطريق مباشر أو غير مباشر في إطار صراع رئيسي في حياتي كنت واعية به وأنا أكتبها، وأن هذا الصراع الرئيسي هو ذات الصراع يتراوح بين الانبساط إلى الخارج واحتضان الحياة، وبين الإنطواء والتمحور على الذات، بين الإقبال والإحجام، بين الاختيارات الشخصية الحرة، واللواذ بالتواؤم مع الآخرين. الكتاب اقرب مايكون من السيرة الذاتية تحت بند ادب السجون منه الي الرواية كما اصرت الكاتبة ان تجعله رواية متحررة من قيود السيرة الذاتية لكنها جاءت سيرة ذاتية تحدثت فيها عن محنتها في السجن اول مرة رفقة زوجها الأول بعد سلسلة من التنقالات بين منازل مختلفة حتي لحظة اعتقالهم التي لم تكل ولم تمل من تكرار تفاصيلها والحديث عن التجربة المريرة في السجن الانفرادي قبل ان يطلق سراحها وتطلب الطلاق من زوجها الأول تم تنتقل الكاتبة للحديث عن تجربة زواجها الثاني من شخص من المعسكر المقابل حسب وصفها وهو النقيض لها في اكثر من جانب لكن مركب هذه الزيجة لم يستقر وتصف لنا شعورها بعد طلب الطلاق منه وهو ماشكل صدمة له ولم يتوقف عن تكرار جملة (لكنني انا صنعتك) كما زعم ، اعجبني صدقها وواقعيتها في طرح اختياراتها وتجاربها التي كانت مثيرة للجدل لدرجة الناس لم يتوقفوا عن سؤالها بخصوص زواجها الثاني: نحن لم نستغرب انك تطلقتي منه لكن لماذا تزوجته من الأساس؟ وكان ردها هي الجملة التي لفتنني وجعلتني اقرر ان اطالع هذا الكتاب للتعرف عن قرب على لطيفة الزيات رفيقة رضوى عاشور وزميلة نوال السعداوي في نفس عنبر السجن.
كان اختيارى للكتاب عشوائيا، دخلت دار الكرمة فى متاهات معرض الكتاب الجديد الملعونة، أعانى من الصداع وخيبة الأمل فى العثور على كتب جيدة باللغة العربية! .قررت ان أتوجه لقسم المختارات، رأيت كتابان للطيفة الزيات "الباب المفتوح" و "صاحب البيت" استبعدت الباب المفتوح لأننى اعرف القصة جيدا من الفيلم وقررت ان ابدأ بشئ مختلف، رشح لى أحد العاملين بالمكتبة ان ابدأ بأوراق شخصية، سيرة ذاتية للكاتبة. وجدت أنها بداية ملائمة لعالم كتاباتها. وعلي أن أقول أننى كنت قلقة من أننى سأجد اللغة والأسلوب قديما غير مستساغ لأن مختارات الكرمة تكون لأعمال قديمة يُعاد نشرها مرة آخرى، ولكن هذا العمل كان مفاجأة تامة لى، أسرنى منذ البداية، أسلوب لطيفة الزيات بديع ورائع. انتقلت معها من محطة لآخرى فى حياتا. "مذكرة تفتيش" صادمة وكاشفة، بينما كنت اقرأ عن تفاصيل حياتا، لم أدرك انها كانت مُعتقلة بحق. فلهذا صدمت مع قراءة مذكرة تفتيش، ربما أحيانا لا يجب علينا أن ننسي ونتجاهل الحقائق، بل نضع عينينا على الحقائق المؤلمة حتى لا نغفل أو نتغافل. واستمتعت بكتابة الاستاذة الجامعية التى تعلم جيدا كيف تكتب، كأنها تضع إطارا نظريا لمحاولاتها الكتابية كما اطلقت عليها. "القصة قصة فرد في انحدار، مزدهر في البداية ومحبوس فى قفص في النهاية، مزدهر من حيث هو ذاته، مفتوح القلب، معطاء حساس، متفتح على ما هو خارج عنه، ملئ بفرحة الحياة، ومتمتع بكل لحظة من لحظاتها، كريم متفهم، متسامح، لا تقليدى، ذو عقيدة، يؤمن بشئ ما أكبر وأهم من وجوده الفردى، ويحظى بالقدرة على أن يحب وأن يُحَب." أرشح هذا العمل بشدة
The Search: Personal Papers is kind of a biography about Latifah Zayyat the Egyption writer and political activist. I didn’t enjoy this book too much and I won’t be so judgmental because this is my first time to read a biography. I believe that Latifah Zayyat is one of the greatest Egyptian women who played a huge role in defending women and fighting for their rights. But reading this was so boring and didn’t satisfy my need to know more about this great personality.
الكاتبة هنا تطرق مجالا جديداً ، بغية التعرف على الذات. وتستكشف أشكالا فنية جديدة للتعبير عن هذا المجال. إن الأوراق التي كتبت في أزمنة متعددة وفي مناسبات متغايرة وبأهداف شتى, تتناقض وتتصادم وتتضارب على صفحات الكتاب لتنتظم في النهاية متسقة في وحدة . تلقي الضوء على صراع رئيسي في حياة الكاتبة, وعلى انفراج هذا الصراع سنة ١٩٨١