ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

حجرة

Rate this book
بعد قراءة هذه الرواية، نظرتك تجاه بعض الأشياء ستتبدل. فالشعور الذي تتركه في النفس لا يتوارى بسرعة. أبطال هذه الرواية أشخاص عاديين جداَ، ربما نلتقيهم كل يوم، وفي كل مكان، لكننا لا نلمس الأرواح القلقة التي في داخلهم، ولا الصراعات التي تشكلهم بالصورة التي يحاولون تجميلها أمامنا. في روايتها الرابعة تحاول أمل الفاران سبر أغوار النفس البشرية المعقدة، لا تقدم وصفات جاهزة أو دليل ارشادي لفهمها. لكن تشرّحها بجمل قصيرة وصادمة وكأنها تريد أن تقول هذا ما نحن عليه حتى وإن سعينا إلى تجميله.


أمل الفاران قاصة وروائية سعودية، حازت روايتها ”روحه� الموشومة به� بجائزة الشارقة للإبداع العربي 2004. كما وصلت روايتها

”غواصو� الأحقاف� لجائزة الشيخ زايد. صدر لها عن دار أثر مجموعة قصصية بعنوان ”الفتا� التي لم تعد تكبر في ألبوم الصور�. كذلك أصدرت رواية ”كائنا� من طرب� و”وحد� في البيت - قصص�.

86 pages, Paperback

First published January 1, 2021

1 person is currently reading
104 people want to read

About the author

أمل الفاران

6books52followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
10 (13%)
4 stars
28 (37%)
3 stars
25 (33%)
2 stars
8 (10%)
1 star
4 (5%)
Displaying 1 - 30 of 32 reviews
Profile Image for محمد خالد شريف.
998 reviews1,168 followers
August 28, 2024

"موت أمي يختلف.. شعرت أن أحداً استل شعرة من قلبي.."

الرواية القصيرة "حجرة" للكاتبة السعودية "أمل الفاران" لديها ميزة هامة، وقد يجدها البعض عيباً في نفس الوقت، وهي أن الرواية ببساطة ما لا تقوله أكثر بكثير مما قالته، ولكنك على الرغم من ذلك تخرج منها فاهماً للتفاصيل الأوسع والأكبر من مجرد حجرة، فالحجرة على ضيقتها تحتوي حياة كاملة.

فعلى سبيل المثال، تفاصيل مرض "مريم" سواء كان جنون أو خبل، أو انفصام في الشخصية، لم تُذكر أسبابه، ولكننا نستشفه من طريقة تفكيرها وأفعالها، وقلة اهتمامها بنفسها حتى العدم، شعرت أحياناً أنني مثل الكاميرا الطائرة، أتحرك في المنزل مع شخصياته، وفجأة أطير إلى الحجرة، وفي النهاية وجدت نفسي أعلى الصورة، وأشاهدها كاملة، لأجد أن الرواية على قصرها -86 صفحة- قالت الكثير دون أن تقوله، ناقشت الكثير دون أن تذكره، وعرضت العديد من الأحداث الحزينة دون التطرق إليها تفصيلاً، إلا فقط حادث الموت بداية الرواية، وحتى ذلك جاء مُقتضب.

لغة الرواية مبذول فيها جهد كبير، فالجمل القصيرة كانت تُشبه الرصاصات، كل رصاصة تحتوي حياة، وكل حياة فيها شخصية ما، نتتبع أثرها، في البداية، ستكون الحيرة مُسيطرة على كل شيء، وربما ستظل تلك الحيرة والتشويش عاملاً مهماً للرواية، فربما كان عن قصد من الكاتبة، كناية عن طريقة تفكير "مريم"، وأقول "ربما" كثيراً لأن الرواية خلقت جو كثيف من الحيرة والتشويش، لن يخفت إلا بعد النهاية، وربما لا.

رواية "حجرة" واحدة من الروايات الغريبة المُثيرة للاهتمام، سردها مُميز ومختلف، رغم أننا نتفق أن السرد ما قاله أقل بكثير مما فهمناه، وهذه لعبة الرواية الأولى، بالإضافة إلى حكايتها بالطبع.
Profile Image for Raya راية.
833 reviews1,586 followers
July 1, 2022
قرأت هذه الرواية، ضمن نادٍ للقراءة، وقبل انعقاد النادي بوقت قليل، كنت أتناقش مع بعض الزميلات وأخبرهم: ستكون هذه المرة الأولى التي نتفق فيها على أن الرواية لم تعجبنا كلنا، لكن حال اجتماعنا وبدء الحديث عنها ومناقشتها تبيّن لنا العكس، وجدنا فيها الكثير، وربما هذه من حسنات نواد القراءة.

وجدنا فيها الحديث عن العزلة والمرض النفسي ورفض المجتمع للمختلف، ومحاولته أن يقحم نفسه في حياة الفرد الخاص.

جميلة ولغتها قوية جداً.
Profile Image for Mohamed Gamal.
703 reviews101 followers
October 21, 2022
التجربة الاولى مع أدب أمل الفاران
رواية جيدة وشخصيا متشوق للمزيد من أدبها
Profile Image for بيان أبو دية.
21 reviews3 followers
June 17, 2022
يكتب الإنسان لأجل أمرين؛ التغيير والتقبُّل.
ومع كلّا النقيضيّن ينتج أدبًا يميّز الفترة الزمنية ويعد انعكاسًا واضحًا وجليًّا للشخوص الروائية في الحياة الواقعية.

بعد الانتهاء من هذه الرواية القصيرة، تبدأ بتحليل ما لم يُقرأ، ولم تتعمد الكاتبة ذكره، على الرغم أنّ الشعور خلال القراءة بالانزعاج والضجر، بدى الأمر على النقيض تمامًا عند قراءة ما أراد العمل قوله من خلال الشخصيات، وإسقاط فترة زمنية بعيدة في المجتمع ومحاولة رصد كمّ التغيير الحاصل في الحاضر، لنجد أنّ العالم وإن تغيّر حاله وإطاره الخارجيّ، هناك أمورًا تبقى متأصلة، متجذرة لا يمكن للزمن إحداث فارقًا جليًّا عليها.

تروي الكاتبة السعودية أمل الفاران في الحُجرة حكاية "مريم" الصبيّة التي لا يعلم القارئ ما الذي جرى وأوصلها لاكتئاب شديد وانفصام في الشخصية، والتشخيص هنا يُعد عارًا في المجتمعات العربية، فيهروّل لتبرير هذا التشتت النفسي، بمسٍ أو جنون، لتبدأ الأحداث بعد ذلك بممارسة تأثيرها على مريم.

لغة الفاران والسرد المتسلسل بين لاوعي مريم والأحداث المتتالية في فترة زمنية قصيرة _ عامين وعدة أشهر وعشرة أيام _ متقن بشدة. أجادت الفاران جذب القارئ للحجرة والتفاعل مع كلّ متغير، والاحتفاظ بالشعور ذاته طيلة الرواية دون أن تصفعه المفاجأة أو تهوي به في حفرة عدم الفهم.

وحُجرة مريم هي السّر الذي حاولت الحفاظ عليه، والهلاوس صوتها الداخليّ الذي يدفعها للحجرة. والحُجرة في القرن الواحد والعشرون، هي الغرف المغلقة في عقول أفراد المجتمع، والمنزل النفسيّ الذي يحبس المرء نفسه فيه، هربًا من قيود ورغبة في التحرر، فكلّ منّا لديه حجرة، وليس بالضرورة أن تكون من طين، قد تكون من أفكار ومشاعر وتقاليد!

أعتقد أنّ مهمة الأدب، جذب القارئ من عنقه ليغيّر أمرًا في محيطه، أو أمورًا في نفسه أقل تقدير، وأمل الفاران في هذا العمل استطاعت أن تقول صمتًا، بأنّه ولو كان الغرض من المجتمع أن يقوّل الأفعال، فلندعه يقول، الأهم هو حماية ذواتنا من شره في نبذ المختلف ودفعه للهاوية أو في تعبير آخر "الحجرة".
Profile Image for Amani Abusoboh.
506 reviews333 followers
February 2, 2024
رواية قصيرة لكنها متخمة بالوجع والألم. جملها قصيرة لكنها محملة بالمعاني والمشاعر التي ستترك ثقلاً على قلبك وأنت تقرأ. رواية ستتركك في حالة من الهلع والبلبلة وأنت تقرأها وبعد الانتهاء منها. عمل سيحفر نفسه في ذاتك طويلًا!
34 reviews1 follower
January 6, 2022

كيف يبدو شكل العالم من وراء عقل مشوّش، تسبح في أوعيته كائنات هامسة باستمرار، أو خطوات متقطعة تحاول اللحاق بنهاية حلم قبل أن تقطعه صرخة من الجسد المتعرق؟ في رواية "حجرة" تكتب أمل عن العوالم الكثيرة التي تغرق فيها مريم في حجرتها الجافّة. غمست أمل قلمها قبل الرواية في الطين وغسلته ببئر القرية متتبعة أسراب النمل بين الشقوق على الجدار الطيني.
تأخذنا أمل إلى أحداث من الزمن الغابر في رحلة وعرة تبدو بعضها غارقة في الضبابية كهلوسات مريم وقد تسطع أحيانًا كالنور فنغمض أعيننا من الدهشة كالفاجعة التي قسمت أجزاء الرواية إلى تواريخ بعد حدوثها.
معظم وجوه الشخصيات مبهمة ولم تحمل أسماء. كان لمريم الاسم ولقلة من الأشخاص التي تلاحقهم في ذهنها كأمها حصة وأختها موضي. لم يظهر صوت مريم الخارجي إلا في حوارات قليلة بينها وبين ابني موضي اللذان جاءا لرعايتها من الوادي. لم تعطيهم أمل أسماء، بل تركتهم يحلقون في ملكوت مريم ويقدمون لها يد النجاة مع محاولات حثيثة من بنت موضي لجرّ خالتها لدائرة المجتمع.
"مريم الجزء الناتئ في حلقة النساء.. النقطة التي توشك الدائرة أن تنفقئ فيها.. متنحية عن الأجساد المتقاربة.. بعيدة عن الحديث.. عن البكاء.. عن الضحك.. الضيفات طوال ساعة يعطين الفتاة ألسنتهن وترصد أعينهن خالتها.. تشفق البنت على مريم.. لو كانت مكانها ما احتملت نظراتهن."
تصور أمل حياة القرية، طرقها ونخيلها وكيف تحيك البيوت أستارها نحو الأسرار الدفينة فتقول عن خروج مريم في آخر الليل: "عاد بها قبل الفجر.. لم يلمحهما غير رجل واحد.. رجل واحد في البلدة قد يعني الناس جميعا." وبذلك تحكي تفاصيل عن العادات والتقاليد في القرية في أوقات خروج النساء، كما أنها نقلت مسميات بعض الملابس والأواني المنزلية المستخدمة في ذلك الوقت. قد يواجه بعض القراء صعوبة في فهم المسميات إلا أنه قد يتضح مضمونها لهم من السياق.
أيضًا، تحدثت في بعض المشاهد عن طقوس الأعراس والتجهيز لها من ملابس وصنع البخور للعروس وحجرتها.
مريم المصابة بعلة عقلية، تجد سلوتها في تأمل الأشياء البسيطة كشرب القهوة مع ابنة موضي وتأملها وهي تصنع البخور: "تحب رائحة البخور الطري.. تعد حباته التي تدحرجها البنت في الصحن.. تتابع رص حلقاته في الصحن.. تبدأ من محيطه للداخل.. تزعجها الكرات غير متسقة الحجم مع البقية.. تقاوم رغبتها في عجنها لتعيد البنت تشكيلها.. تخفي فرحتها.. لا يجوز أن يراها أحد.. لا تجرؤ على سؤالها إن كانت قد رأته ولا متى سيقام العرس.. تلاحظ البنت تقلقل خالتها.. تخبرها أن الأنفار سينتهون قريبا ترفع كرة مضمخة بالطيب.. تعدها بأن تهبها ملء علبة حين يجف.. تبهت مريم.. سيسرقون بخورها أيضا؟ تشد قدر البخور.. تضحك البنت.. تصحح وعدها: علبتين؟ أبشري!"
مريم لا تكف عن التيه في حجرتها، وابن وابنة أختها لا يكفان عن البحث عن حلول تعيدها للحياة، والمجتمع مترصدّ للأخطاء والهلاوس مستمرة بالتواجد في عقل مريم، مما يجعل الأحداث في الرواية لا تنحدر في اتجاه واحد نحو النهاية، بل تعيدك بعضها الى مواقف سابقة تتفشى في الذاكرة كبقعة حبر.
تعد "حُجرة" الرواية الرابعة للقاصة السعودية أمل الفاران، حازت روايتها روحها الموشومة به بجائزة الشارقة للإبداع العربي ٢٠٠٤، كما وصلت روايتها غواصو الأحقاف لجائزة الشيخ زايد. صدرت لها عن دار أثر مجموعة قصصية بعنوان الفتاة التي لم تعد تكبر في ألبوم الصور. كذلك أصدرت رواية كائنات من طرب و وحدي في البيت-قصص.

كتبت المعاينة هيفاء المحمادي
ونشرت المعاينة في العدد الثالث لمجلة سرد أدبي

This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Salam Nasrallah.
65 reviews5 followers
May 15, 2022
هنا، فيما فهمت، نافذة فريدة على الجنون. فريد أن الجنون المقدم في النص، جنون لا ينقض وجود هيكل ذهني عام في ذهن المجنون وأحيانا يكون متسقا، وكأنه يمده بشعور من الترابط في حياته. لست متأكدا من أن الجنون هكذا، وأظن أن كثيره على الأقل ليس كذلك.

هنا الجنون الذي قد ينزع اعتبار الآدمية عن المجنون، خصوصا مع فقدان المحي��ين به الأمل بمؤقتيته. هذا الجنون الذي لا يقتصر أثره على المجنون بل يتعدى، ويسوغ للمجتمع القتل الاجتماعي للمجنون وعائلته.

ولا يفوت أن أذكر إتقان الكاتبة في تسخير معرفتها الثرية عن التراث المحلي ببراعة لتشكيل هيكل النص.



Profile Image for Sara Slim.
110 reviews42 followers
November 11, 2022
مقالي عن رواية "حجرة" للكاتبة السعودية أمل الفاران..
....
يقول الكاتب اليمني وجدي الأهدل إن «تقييـم الـروائي لا يـكـون بموضوعـات رواياته، مهما كانـت هـذه الموضوعـات سـامية وإنسـانية، ولكـن بمهارتـه فـي اسـتخدام تقنيات الكتابة». ولعل في عبارته من الدقة ما يجعلنا ندرك تماماً أن الرواية الجيدة هي تلك التي نلمس فيها مهارة استخدام تقنيات الكتابة، فأي موضوع مهما كانت قيمته الإنسانيّة لن يصنع نصا، لذا فالروائي الجيد هو ذلك الذي يوظف موهبته الأدبية في نقل أي شيء بطريقة، وحده الأدب قادر على التعبير عنها. فمقولة الأهدل تحاول أن تمنح للقارئ فكرة عن كيفية قراءة الرواية كفن أدبي، وليس كحكاية عادية يمكن أن يقولها أي واحد فينا دون أن يكلف نفسه عناء التفكير في الطريقة التي سيقولها بها.
ولن أبالغ إن قلت إن أول عمل عربي خطر على بالي حين قرأت عبارة وجدي الأهدل، هو رواية “حجرة� للروائية السعودية أمل الفاران.
هذه الرواية تحديدا لا يمكن أن تقول عنها إنها تحدثت عن هذا الموضوع أو ذاك، إذ تشعر أنك أمام عمل أدبي لا يقول لك ما يجب عليك أن تسمعه، ولا يحكي لك الحكاية كما ألفت أن تقرأها، ولا ينظر عليك بما سمعته مرارا، بل يجعلك تصمت طويلا قبل أن تفكر في التعبير عن الأثر الذي تركه فيك. ولعل فكرة الكتابة عنه بعد الانتهاء من قراءته ظلم بحقه، فحجرة أمل الفاران تنتقل إليك طواعية لتتشكل داخلك، وتبدأ بالتوغل شيئا فشيئا حتى تصبح بشكلها النهائي، بعد ذلك تشعر أنه بإمكانك الكتابة عنها. قد لا تؤول ما أوحت به الكاتبة لمريم بطلة روايتها، التي لا نعرف هل هي مصابة بهلوسات قهرية أو لديها قرين، ولماذا حدث كل هذا التغيير في شخصيتها؟ بل تكتب عن المساحات التي تفرض عليك التأويل لا القراءة. فحين تقول: «في لهيب هاجرة صيفية.. مريم تحت عشة في وسط النخيل.. تحتها بساط وبري أسود.. تعبث به ريح عاتية.. يمتد طرفه سوطا شيطانيا ليلطم وجهها.. تسمع صراخاً.. تحاول تمييز الجهة التي يأتي منها.. تجري صوبه.. أقدامها حتى الظنابيب تنغمر في رمل حار.. تجد سيارة تالفة غاطسة في كثيب.. بابها مخلوع.. في السيارة أطفال.. طفل منهم يصرخ.. آخر يوشك على الموت أو مات.. يرفرف ثالث بيديه: ومعنا كلب»؛ فإنها لا تمنحك إجابات جاهزة، بل تحرك الأسئلة داخلك.
وكوجهة نظر خاصة، أعتقد أن أي المواضيع الروائية التي يستخدم فيها المؤلف مهارات الكتابة، يمكن أن يضيف شيئا للمتلقي، فكثرة الأخبار على مواقع التواصل، جعلتنا دائماً في موضع تلقي أي خبر دون أن نكلف أنفسنا عناء التفكير في صحته، ليأتي خبر آخر ينسينا الذي قبله، لذا وجد الأدب « لتمثيل الوجود الإنساني.» كما عبر عن ذلك تودوروف.
نلحظ أيضا أن الكاتبة تركت بعض شخصياتها الروائية دون أسماء، والأكيد لم تقم بهذا لمجرد الرغبة في فعل ذلك، بل للقول إنه ليس مهما التقيد بأسماء معينة، للتعبير عما نريد قوله، فالحكاية في كل مكان وإن اختلفت المسميات. حتى الزمن الذي تناولته الفاران هو زمننا الآن، وإن لم تصرح، بل لمحت فقط، فيما يبدو أنها تريد القول أن ماضينا هو حاضرنا، لا شيء تغير، إذ نعثر على مالم تذكره أمل ليكون الشاهد الأكثر حضورا عن حجرتها التي تطل على عالم يتجاوز تلك الجدران. فحجرة أمل ليست فقط الجدران، بل الفكر، المجتمع وكل ما يأتي معه من صراعات قد تقتل الواحد منا في عز الحياة، لذا كتبت بالعنوان حجرة بدون ألف ولام، وهنا كان اختيارها للعنوان ذكيا، إذ أن «حجرة» عرفت نفسها دون ألف ولام التعريف، بتعريف غير ما تعبر عنه حروف الكلمة أو يتجاوز «الحجرة» أي الغرفة، إذ لا نستطيع التعبير عما عبرت عنه أمل في حجرة. فهي تمارس على القارئ لعبة سردية لا تعتمد على التكثيف فحسب حين تعبر عن الأشياء، ولكنها تمارس الكتابة التي ترمز، فحين تقول الرواية إن: «مريم الجزء الناتئ في حلقة النساء.. النقطة التي توشك الدائرة أن تنفقئ فيها.. متنحية عن الأجساد المتقاربة.. بعيدة عن الحديث.. عن البكاء.. عن الضحك.. الضيفات طوال ساعة يعطين الفتاة ألسنتهن وترصد أعينهن خالتها.. تشفق البنت على مريم.. لو كانت مكانها ما احتملت نظراتهن»؛ فهي لا تصف مريم ولا أشباه مريم، بل تصف حالة من يعيش محكوما بشيء يجعله دائما محتارا ومشككا في الجميع وكأن ماضيا ينغص عليه حاضره.
وكما ذكرت سابقا، الحكاية تتجاوز الحجرة، تتجاوز المكان المذكور بالرواية والذي يحيل أيضا إلى أن القيد لا يمارسه المكان علينا، بل القيد هو التفكير المتحجر الذي نحاول أن نتخطاه أو نركض بعيدا عنه لكن لا نفلح، لأنه يحتل كل الأمكنة. إذ تقول الرواية: «لا تعرف إن كان يريدها أن تنقذ الكلب أو تحذر منه.. تحصي الصغار الواقفين مرصوصين في المقعد الخلفي.. تبحث عن الكلب.. لا مختلف بينهم إلا طفلة.. طفلة أقصر منهم قليلاً وأغمق بشرة بدرجتين.. خداها السمينان مشعران.. ترفع مريم البنت/ الكلب.. مع أن صراخهم تلاشى تركض بها.. تركض لتنقذها.. تركض في الرمل.. تركض في الحجرة.. تركض في البيت."
وتتجلى في عملها أصالة الفكرة وأصالة التجريب، حتى أنها استخدمت تيار الوعي لتتمكن من القبض على صوت بطلتها، وطبعا من يكتب بهذه الطريقة لا يمكن إلاّ أن يكون ملما بأدواته السردية، فليس سهلا القبض على الأصوات التي اختلقتها الكاتبة لتكون إلى جانب صوت مريم.
وفي حوار معها نشرته على مدونتها الشخصية، علقت الفاران على حجم روايتها، فقالت: «شكلت كتابة هذه النوفيلا تحدياً لي على أكثر من مستوى: التحدي الأول أن أكتب رواية قصيرة بعدد شخصيات قليل، وهو أمر لم أفعله أبدا في رواياتي السابقة. هذا كان فعلا مقصودا تماماً. أما التحدي الثاني غير المقصود فقد جاء نتيجة محاولة كتابة مريم من الداخل». وأضافت: «هل تتذكر الأمير ميشكين أبله دوستويفسكي؟ كان مريض صرعٍ، طيب القلب، لو كتبه دوستويفسكي من الداخل لأنهى حكايته في خمس صفحات ولما سيطر على تفكيرنا. كان يجب أن نراه من مسافة لنتشكك مثل أبطال العمل ونعيد التفكير ورسم الحد ببن البلاهة والطيبة. كان لا بد لي أن أكتب مريم من الداخل في مواضع كثيرة، لكنها لم تكن كتابة سهلة إذ كيف تكتب من داخل شخص منفصل عن محيطه والكل يعتقد أن به مساً في حين هو مصاب بعلّة لا يعرفها. في مواضع كثيرة كنت أكتب وأبكي، لأن الالتباس في داخل مريم جاء صعباً ومؤذياً نفسياً».
ولكن الفاران في "حجرة" لا تتكلم عن المرأة وإن كان موضوع الرواية المرأة، ولا تتحدث عن القرية وكل ما تحمله القرى من خصوصية ما، ولا تستحضر الموروث وكل ما يخص البيئة المتحدث عنها روائيا، لم تفعل الفاران كل هذا وإن ذكرته، بل ما قامت به هو أنها كتبت رواية ذكية، بالطريقة التي نحب أن نقرأ بها الأدب. رواية تقول عن الإنسان العادي ما نلحظه ولا نلقي له بالا، فهي تقترب منا في أمور نشعر وكأننا نراها للمرة الأولى، مجردة من أي شيء كان يمنع عنا الرؤية، وفي هذه اللحظة تحديدا يبدأ مفعول الرواية التي ننهيها ببداية جديدة تمنح للتأويل فرصة قول ما شاء. فأفكار «حجرة» تنطبق على أي بيئة، أو امرأة، ففي الرواية خيط رفيع لا يمكن شرحه ولا الإمساك به، بقدر ما نشعر به بطريقة ما، فحجرة أمل الفاران أوسع من الألف و اللام.
الفاران كاتبة سعودية أصيلة، لها أعمال أخرى منها: مجموعة قصصية بعنوان «وحدي في البيت «، 1999؛ وروايات «روحها الموشومة به»، التي حصلت على جائزة الشارقة للإبداع العربي سنة 2004؛ و«كائنات من طرب»، 2008؛ و«غواصو الأحقاف» 2016؛ والمجموعة القصصية «الفتاة التي لم تعد تكبر في ألبوم الصور»، 2019.
رابط المقال:


#روايةحجرة
#أملالفاران
#دارأثرللنشر
Profile Image for ابتسام المقرن.
230 reviews121 followers
November 12, 2024
أمل الفاران كاتبة متمكنة ، ولغتها رااائعة وتوظيفها للحياة الشعبية بأوانيها وملابسها وكل تفاصيلها ذكي وجميل
الرواية قصيرة لكن عميقة ، تتحدث عن "حجرة" مريم التي تعاني من مرض ما هل هو الاكتئاب أو الوسواس أو الانفصام أو الجنون لسنا متأكدين؛ مَن يستطيع الجزم بمثل هذه المجتمعات التي لا تعترف بهذه الأمراض وتشخيصها بدقة
الرواية لم تقل لنا ما هو المرض لأن لا أحد يعرف؛ ما يعرفونه أنهم يريدون اقتحام حياتها وجعلها تعيش مثلهم فإن لم يقدروا على ذلك اختاروا عزلها
الرواية تتحدث عن تفاصيل دقيقة في هذه المجتمعات فيما يتعلق بالأكل واللباس والحياة الاجتماعية والزواج وعاداته والقبيلي والحضري وغير ذلك من تفاصيل المجتمعات الصغيرة التي تجعل من الجارة عالمة بكل تفاصيل البيت وكأنها إحدى قريباتهم
والفتاة التي لم تعد فتاة تشعر أنها كبرت قبل وقتها لهول ما رأت ، وخشيت أنا أن تصاب بما أصيبت به الخالة مريم بسبب وجودها بهذه البيئة الخانقة المملة والروتينية


تابعت عمل الزاهرية على شاهد وأعجبت بما تكتب أمل الفاران وصدقوني هي قلم يستحق الالتفات له
Profile Image for Dina Kameel  دِينا.
188 reviews63 followers
September 1, 2024
أضحى البيت منتهكا أكثر .. شعور الانتهاك يلطخ روحها.. يدب في أحشائها..



أولئك الذين لا تحبينهم يعرفون.. تبينين ذلك بوضوح.. لم تحاولي إخفاء قلبك.. هل هذه أفعال مجانين؟ هل تخيفينهم لأنك تفعلين ما لا يستطيعون فعله ؟
Profile Image for أمل النائلي.
31 reviews6 followers
August 11, 2023
رواية «حُجرة»، للكاتبة السعودية «أمل الفاران».
تجربةٌ أولى وانبهار عظيم!

تستلّ هذه الرواية القارىءَ من نفسه وتسحبه إلى الداخل العميق مباشرةً دون تدرّج، سيجد نفسه فجأة داخل عقل "مريم"، سيفكر مثلها، وسيشعر بها، وسيلهث مِن هلاوسها حتى تنقطع أنفاسه، لكنه لن يقوى أبداً على إطلاق أحكامه عليها، لأنه مهما قرأ وتأمل في حال الحكاية، سيكتشف أن لهذا النّص أبعاداً غامضة تجعله مهيباً. نصّ متحفّظ جداً، بإمكانهِ منحك شعوراً أو تلبّساً بحالة، أو قدرة على وصف حدث، لكنه أبداً لا يفضح نفسه، لأنه موغل في العمق دون ثرثرة.. فبعد أن يأخذك من نفسك ويدخلك رأس "مريم" سيتركك لخيالك المطلق لتفهم ما تريد من زاويتك أنت، وهذا ��ي نظري إبداعٌ لا حدود لهُ.
-لغة الكاتبة قوية، واعتمادها على الجمل القصيرة المتفرقة كان في منتهى الجمال، حيث استطاعت بهذه الحيلة أن تجسّد "الهلاوس والوساوس" في صورة نصّية.
-اختيارها للعنوان حُجرة دون (ال) التعريف، يولّد تساؤلاً: أي حجرة تقصد؟ وكأنها تومئ للقارىء بأن عليه أن يكتشف ذلك، وهذا موضع آخر لبراعتها.

كان هروباً موفقاً من الأعباء! وسأحبّ تَكرار التجربة مع عمل آخر لأمل الفاران.

أرشّحه وبشدّة🌷
Profile Image for خالد المخضب.
194 reviews26 followers
November 19, 2021
استطاعت الكاتبة أمل الفاران في رواية حُجرة، المزج بين الواقعية ومراسي الخيال الغرائبية في نصها، مبتعد عن الجدليات الاجتماعية، لتدخلك إلى الأرواح القلقة والأنفس المعقدة، برغم بساطة الحياة، الانفصال والوسواس أو القرين يحضر في حياة مريم المعطوبة، وبرغم تطفل المجتمع على خصوصية الفرد، وفرض إيقاعه عليها، الا أنها تنبذ نفسها عنهم، وهنا تظهر براعة الكاتبة وبلاغتها في وصف تلك المشاعر العميقة، مرة بكثافة تكدر الاستيعاب، وأحياناً صافياً بسيطاً ولكن بلغة ذات مستوى عال من التحليق معجونة بفلسفة الكاتبة الخاصة، وماضي تراثها الغني.
تعمدت الكاتبة تبسيط القصة لتغوص بالقارئ في معارك المجموعة الداخلية للإنسان، يظهر تحديدا ومباشرة في صراع الإنسان مع نفسه المحطمة، وفقدان وعيه، فالوهم والوسواس جزئيات تصغر وتكبر، لتكشف لنا رحى ذلك التناقض، حتى تصبح مريم غير قادرة على إكمال ذاتها، حتى تصل إلى أن تقتل الإنسان، هذا ما تجسده بطلة هذه القصة مع القرين، الذي يتحرك ويتجول ويسير على الجدران، وكذلك صوته الذي يعلو وينخفض تبعا لحماسة الموقف، فقط هو من يعرف هذا، وهي من يسمعه، والعالم كله أصم أبكم مع هذا الحدث، ربما لأنها فقدت أمّها، أو ربما لأنها ترغب في الزواج من رجلاً ما.
كاتبة الرواية لم تختر المواضيع المثيرة أو المدهشة، بل استبدلتها بتقريب الصورة إلى تفاصيل الحياة اليومية العابرة لشخوص عادية، في بيئة ريفية قصيه عن التحضر و المدنية، مما اظهر قدرة الكاتبة أمل الفاران وتمكنها من تحديد تلك المشاهد وتذكرها وتعريب بعض مصطلحاتها الدارجة إلى نحوية مفهومة ومتسقة مع سرد الحكاية وتفردها عن غيرها، كما استطاعت من خلال نصها أن ترصد أعمق المشاعر الإنسانية بلغة راقية وهادئة، ليصبح عميقاً ومبهراً، وتجعل نظرتنا للأشياء تتبدل وخصوصاً عن تلك الأرواح القلقة، مهما حاول من يحيط بها أن يداريها عن أعين الآخرين أو مسايرتها بالين تارة أو بالعنف تارة أخرى. لتقول لنا الكاتبة وبعبارات صادمة بأن هذه الفئة المعذبة موجودة ولا يمكن تجاهلها أو أخفائها من حياتنا. فشكراً للكاتبة أمل الفاران على حسها الإنساني أولاً وعلى أبداعها الأدبي ثانياً.
"مريم تتبعهما... عند باب غرفة حصة تقف... يدخلان وترتد لحجرتها... يرمي القبيح الصغير نفسه في فراشها... تقعد مستندة للجدار بجوار النافذة... تشرعها قليلاً... تلمح بطرف عينها حصة في الباحة... ترد ضلفة النافذة الخشبية ببطء... تسير هي في الباحة... تقطع أرضاً تجهلها... عشبها رقيق السيقان مسفوع... للهواء رائحة برسيم محزوز... فجأة تهوي... تهوي بجوار جرفها الصخري المعهود... تهوي بلا أمل حتى في ارتطام... يجب أن تصرخ لتصحو ويتوقف السقوط."
Profile Image for Maryam   Same.
634 reviews191 followers
June 2, 2023
ما حبيت الروايه ابدا
قرات سابقا غواصوا الاحقاف وكانت افضل
اخذتها من معرض لتبادل الكتب و عرفت ليه تمت مبادلتها
تقريبا ٨٠ صفحه بس ثقيله علي لين انهيت قرائها
و برجع استبدلها بفعاليات التبادل
Profile Image for Nora Khalid.
133 reviews8 followers
January 6, 2023
لا ينبغي للرواية أن تكون طويلة حتى تغطي الجوانب الفنية من الرواية وتنال استحسان القارئ
مع هذه الرواية القصيرة يمكنك أن تغرق في بحر من التفاصيل العظيمة.
من ذلك النوع من الروايات التي تعلق معها في لحظات يومك، لا تشعر إلا وأنت تفكر بشخصياتها وما يحدث معهم وتترقب اللحظة للعودة إليها وإكمالها.
حقا أبهرني قلم أمل الفاران ولن تكون المرة الأخيرة.
Profile Image for أشرف فقيه.
Author11 books1,726 followers
November 15, 2023
أمل هي أحد أهم الأصوات الروائية السعودية حالياً. عمل جدير بأكثر من قراءة.
Profile Image for Wafaa Elbehery.
15 reviews23 followers
Read
February 5, 2024
مش هقيمها لإنى مقتنعة انى مستوعبتهاش بشكل كافى
Profile Image for هيڤا نبي.
Author3 books45 followers
September 25, 2023
لا يمكن لقارئ رواية الصخب والعنف لوليم فوكنر أن يكون قد مرّ بشخصية "بنجي" دون أن يكون قد توصّل إلى أن هنالك عوالم أخرى تحيا فينا وبيننا وأن عَجزنا عن إدراكها يعود إلى إغلاقها بابها دوننا. مع بطله "المعتوه" بنجي يدفع فوكنر باب العُته/الجنون قليلاً فندرك من خلفه أن العالم هو ما نراه من العالم؛ حقيقة شائكة ومُربكة، ليس لمن عَبَرَ الباب، بل لمن تُرك خارجه.
في الفصل الأول من رواية الصخب والعنف، وهو الفصل المروي بلسان بنجي، يُدخلنا فوكنر إلى عالم من الظلال؛ كل شيء حقيقي وغير حقيقي في نفس الوقت. المثير للإرباك والدهشة في هذا العالم هو شكله الظلّي، شيء شبيه بعالم الظلال في الكهف الافلاطوني. على مدى الفصل الأول من الرواية يتحكم بنجي برؤيتنا، هو المنظار الوحيد الذي من خلاله وبواسطته يمكننا أن نطل على عالم اعتقدنا طويلاً أننا نعرفه. في عمل أمل الفاران الباهر المعنون "حجرة" والصادر عن دار أثر 2021 تقوم الروائية بما قام به فوكنر سابقاً، تسحبنا بهدوء إلى ما خلف باب حُجرة بطلتها. هناك نغدو ظلالاً لواقع ظلّي... ثم إنها تحشر هذه الظلال في فم العالم المعتل الذي اختارته لبطلتها، إما أن نؤكل أو نؤكل. لا شيء خلف الباب سوى الظلال والأفواه. ليس غريباً إذاً أن يكون عنوان الرواية "حجرة"، فالعُته إنغلاقٌ، ولا سبيل إلى فهمه حتى لو فتحنا له الأبواب.
ورد في لسان العرب عن "جنّ" و "الجنون" ما يلي: "جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك... وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه."
الجنون إذاً حجب، لكن عمّن؟ عن الآخر؟ عن "العاقل" أم عن نفسه؟ إن كان عن الآخر فعالم المجنون هو إذاً المحجوب، ولا تهمّ نفسه وما يُحجب عنها وما يظهر لها. الجنون إذاً لا يخص المجنون نفسه بل المحيطين به، كالموت تماماً، وما الجنون إلا موت مرمّز بالنسبة للعقلاء.
فإن لم يكن حجباً عن الأخر فهو إذاً اختفاء المجنون نفسه عن البصر، فيُغيّب بسبب علّته بعد أن كان موجوداً. لقد خرج من الوضوح والضوء والرؤية وصار في عتمة لن يصلها سواه، لذا فقد احتجب.
ولأن الجنون حجب واستتار وإختفاء فقد حُوكم المجانين بالحجب والاستتار والاخفاء طويلاً: نعالج الجنون بحجبه، فما لا نراه و ما لا نفهمه وما يُحجب عناّ غير موجود. فإن كان موجوداً حقيقةً، سنُخفيه، نعزله أو نقصيه، فإن زاد في حجبه وغيابه عنّا قتلناه. ولهذه الغاية أقيمت السجون ودور المجانين، وفي مجتماتنا كان الحبل والوثاق والحبس في الغرف بعض أهم الحلول لمواجهة الجنون.
هذه هي بالمختصر سياسة العقلاء لمواجهة أزمات المجانين. لكن قاعدة المجانين كبيرة وتكبر تبعاً لخوف العقلاء من تهديداتهم، فقد يكون أي فنان أو شاعر أو حكيم أو خارج من الملة أو غريب أطوار أو معلول مجنوناً.... كل ما لا يُفهم وفي عدم فهمهِ تهديد لمنطق "العقلاء" فهو مجنون.
في هذه الرواية المجنونة - وأقول مجنونة لأؤكد الترابط المُتقن فيها بين الشكل والمضمون، وهو تأكيد عبثي على كل حال، لأنه لم يثبت أن هناك رواية جيدة بمضمون جيد وقالب غير جيد، ولا بقوالب جيدة مع مضامين فارغة- الشكل صدى للمضمون وانعكاس له وبالعكس. هنا تطرح الروائية أمل الفاران أزمة جنون امرأة تدعى مريم، وتنخرط في تعقيد ردود الأفعال حيال الجنون متمثلة بآراء وأفعال ابني أختها موضي اللذين تحجم الرواية عن ذكر أسميهما.
لكن هل هذا العمل عن الجنون حقاً؟ هل ما تفعله مريم وقرينها القزم وأفكارها واحساسها المختلف بالعالم من حولها هو انزياح للعقل؟ ألا يمكن أن يكون الأمر برمته هروباً متنكراً؟ تترد الكاتبة في تسمية حالة بطلتها بالجنون وتنقل هذا التردد على لسان بطليها اللذان بعد جدال يتخذان وجهتي نظر متناقضتين اتجاه مريم، أو اتجاه الجنون، لأن مريم -كما يريدها النص- لا شيء خارج جنونها.
يقول ماتيو بيتلو صاحب كتاب "الجنون والاستضافة: طريقة أخرى لاستقبال الأشخاص ذوي الاضطرابات النفسية":
"لا يعاني المريض النفسي من اضطرابه ، بل على العكس، يبادر إلى اللجوء إلى الجنون ليجنّب نفسه وضعاً لا يمكنه تحمله. إنه قرار يهدف إلى تسخير الحالة أو تجاوزها، وذلك للهروب من وضع لا يمكن التعايش معه [...]. هذا الملاذ قد يتحول إلى سجن، وهذا القرار يصبح لا رجعة فيه عندما يؤمن المجنون بالمسرحية التي يقوم بها ويتورط فيها، وعندما يختار المصاب بالهستيريا أن يصبح مصمتاً اتجاه الواقع."[ ]
لنتذكر أن هذا الاقتباس هو رأي عقلٍ يحاول فهم الجنون، ولنتذكر أن الباب مسدودٌ أمامه كما أمامنا جميعاً. على من هم في الداخل -داخل الحجرة- أن يحكموا على صدق الكلام من زيفه. ولكن لنتناسى أن العقل يحاكم الجنون هنا ونكمل. فإن اتفقنا مع ماتيو بيتلو- وهذا الرأي ليس بعيد تماماً عن نظرة فوكو لمفهوم الجنون الذي يرى أنه ليس عطباً عقلياً يستوجب العلاج، بل نمط وجود أصيل تتضمن نظرة الفرد نفسه للعالم- أقول إن اتفقنا مع بيتلو فهل يكون المجنون هو الأصدق بيننا؟ هل هو صدقه الذي يبدو لنا جنوناً؟ هل يكون جنونه بالفعل رؤية مختلفة للعالم لا يمكننا تقبّلها لفرط ابتعادها عما اعتدناه وتعاملنا معه؟ في محاولة ابنة موضي، ابنة اخت مريم، معرفة أحوال خالتها تتوصل إلى أن جنونها ما هو إلا محاولة لتمثيل ذاتها كما هي، لا كما يُتوقع منها. تسأل خالتها التي لا تجيب:"هل بعقلك شيء فعلاً؟! راقبتك مذ أتينا.. تفعلين ما تريدين.. تأكلين حين تجوعين.. تنامين حين يغلبك النعاس.. تخرجين متى شئت...... أولئك الذين لا تحبينهم يعرفون.. تبينين ذلك بوضوح.. لم تحاولي إخفاء قلبك.. هل هذه أفعال مجانين؟ هل تخيفينهم لأنك تفعلين ما لا يستطيعون فعله؟ .... تخيلي أن أفعل مثلك؟ ألا أعتني بالبيت.. ألا أعد لعرس أخي القريب.. ألا أصنع بخوراً لحجرته الجديدة" [ ]
لكن تساؤلات ابنة موضي حول جنون/سلامة خالتها لا تقاوم كثيراً أمام اجتياح الصور النمطية للسليم/المجنون. لذا تستسلم لكون خالتها مجنونة، وهنا تقدم الرواية وجهتي نظر مختلفتين للتعامل مع الجنون. الأولى هي وجهة نظر الشاب، ابن اخت مريم، وتتمثل في هروبه من حقيقة اعتلال خالته، إذ يتغاضى عنه، يقمعه بما يتوفر عليه من وسائل، ينكره، ثم حين يقرر الاعتراف به يكون الوقت قد فات على أي تفهم واحتواء لمرض الخالة. الانكار المستمر والاعتراف المتأخر هما ما يدفعانه في نهاية الرواية إلى تغييبها. عليك قتل ما انكرته وإلا ستكون قد اعترفت به طوال الوقت. الإنكار لا يخفي الحقائق، بل يجعلها اعنف، إنه يولّد العنف. الإنكار عنفٌ دموي.
في المقابل تقر البنت بجنون خالتها، أو خروجها من المألوف، وهذا الإقرار يمنحها صبراً على الخالة، تتحمّلها وتحمل عنها وحتى تؤكد انتماءها لها وتعدِها -وهي العاجزة تماماً- بحمايتها.
في قصة بعنوان "الغرفة" وردت ضمن مجموعة "الجدار" للفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، نقرأ حكاية مماثلة عن زوج مسلوب يصارع وحوشاً غير مرئية بينما يسير ببطء وإصرار نحو الجنون. حوله تحاك ردود أفعال مشابهة لما في رواية "حجرة". في تشخيصة لحالة المريض يقرّ الدكتور فرانشو المعالِج أن المجانين كلهم كاذبون وأن المرء سيضيع وقته لو أراد تمييز ما يحسّونه حقيقةً عما يدّعون أنهم يحسّونه. لكن قصة سارتر أقل ولوجاً لعالم المجنون من رواية "حجرة"، وهذا التحدي يكتب لرواية الفاران استثنائيتها. صحيح أنها لم تنقل للقارئ العالم من وجهة نظر مريم، إلا أنها نقلت عالمها المفكك كما هو، نقلت حواراتها مع قرينها وما ألح عليها من وساوس وما فعلته بينما يفلت العقل منها شيئا فشيئاً. كشفت لنا الكاتبة- وهي بذلك لا تناقض الجنون ذاته - بعض ما يظهر لمريم في عالمها المنغلق عليها. أدركت الفاران أن الوضوح العقلي سيُخرج جنون بطلتها من لاعقليته، لذا أبقت عالمها مغلقاً رغم اقترابها منه، فلا صوت من ذلك العالم الآخر، لا تفسير، لا كلام، لا شيء غير العتمة والصمت. اللامرئي يحكم ويتحكم بتحولات الروح، أما المرئي، أقصد الجسد، فيتحرك ككل المرئيات مطالباً بقِسمته البهيمية من العالم؛ طعام، شراب ، نوم...
ولكي تحافظ على انغلاق عالم مريم على نفسه اكتفت الكاتبة بإضاءات لعالمها المرئي واللامرئي بطرق رمزية. فكان المرئي من عالم مريم على الشكل التالي: "عين مريم مصوبة نحوه.. في الزاوية يقلد أبها وهو يرقع ميقعة مكسورة.. تدرس كل حركة منه.. تامل أن يخطئ في حركة أو ينسى تفصيلاً.. تصفق بيديها وهي تنبهه وتنتقده.. يغضب جداً.. يرمي الميقعة المتخيلة.. يتبول على فراشها.. يغرق مخدتها.. يقترب حبواً فتكف ساقيها الممدودة.."
أما اللامرئي من عالمها فكان كما يلي: "تطفو في الفضاء وجوه متعددة.. وجوه مجوفة كأقنعة.. أقنعة نحاسية براقة مشغورة الاعين والافواه..تقترب منها.. يرتطم بها بعضها.. تهشها بيد تنملت.. تعود بأعداد كبيرة.. تدخل مريم غابة الوجوه.."
في قصة سارتر، تقرّر الزوجة، ما أن ترى اللعاب يسيل من فم زوجها أن تغيّبه. حتى في الحب على المجنون أن يختفي عن نظر العقلاء، فتُقسم زوجته على أن تقتله قبل أن يتشوه. في "حجرة" يتم تغييب مريم على مراحل تبعاً للمواقف، ثم عندما تتحول لحيوان تُغيب لمرة واحدة وإلى الأبد. وهنا يُغيّب المجنون عن كره وعجز لا عن حب.
لا عجب أن الجنون مرهون في العملين بالانغلاق، بحُجرة، ما يحدث يحدث داخل حجرة، لا يمكن له أن يحدث وسط الناس، في الحقول، وسط المدن أو الوديان أو القرى، ما يحدث يحدّده الانغلاق، فمن منهم كان الأسبق؟ الحجرة أم الجنون؟ هل كانت هناك حجرة داخلية في مريم ألزمتها بحجرة خارجية؟ هل كان بها جنوناً خفياً أظهرته على السطح قيود مجتمعٍ مجنون؟ هل تم تصنيع الجنون أصلاً عندما حُشِرت مريم في الحجرة وأُلزِمت بالإنغلاق؟ لا تعطي الرواية أي تبرير لجنون مريم ولا تفسيراً لارتباطها بالحجرة، لكن الارتباط بين جنونها ولجوءها للحجرة واضح وضوح الشمس. قَدَران؛ واحدهما يبرر الآخر ويسوغه.
في "ثوب أزرق بمقاس واحد" كتبت بطلة روايتي لتربط بين اعتلالها النفسي وحُكم إلزامها بالداخل تقول: " أفترضُ أن عالم الداخل هو استعاضة عن فقداننا للعالم الخارجيّ. القاعدة تنصّ على أن نعيش في الخارج وللخارج، أن نفكّر ونحن نسير، أن نتأمل ونحن نتحرك، أن نبني حياتنا ونحن نتفاعل مع أشيائها ببساطة، مع الحجر والشّجر والعشب والخشب والحديد، مع الأرصفة والأبنية والناس المختلفين. أمّا الاستثناء فهو أن نضطرّ لاستعاضة ما نُحرم منه في الخارج بالعالم الداخلي؛ عالم الجدران المغلقة والأفكار والخيالات والهُلام الممتد. ولذا يُسجن المذنبون. لو لم يكن الداخل حرمانًا لما عُوقب المذنبون والمجانين والمعتوهون والمشوهون به. كلّ ما نود دفعه إلى الخلف نحتجزه ونغلق عليه..."
في "حجرة" تعيش البطلة هذا الاستثناء بالذات، استثناء كالقدر يتحكّم بحياة الكثيرات من النساء. لذا يصبح جنون الخالة ذنباً فاضحاً ما إن تتخطى باب بيتها، الجدران المغلقة تجعله أكثر الفة، منسياً تقريباً. لكنها هي الجدران ذاتها التي تفتح باب الجنون. فلا عجب إذاً أن تكون اللحظات التي تشعر فيها ابنة موضي باقترابها من الجنون هي لحظات انغلاقها في حجرة الجدة. لذا أحبت باحة الدار وأحبت الناس أياً كانوا، أرادت اناساً حولها، أرادت فتحاً.
الجنون الذي لا يعقل نفسه في هذا النص يؤكد على أنه دفعٌ إلى الحدود القصوى، حرّضته على ذلك سلسلة من الممارسات القمعية القائمة على نفي، إخفاء، إقصاء وحتى إنهاء حياة المختلف، غير المألوف. وفي الرواية بعض السمات القمعية ظاهرة وإن لم تطرحها الكاتبة بشكل مباشر. فمثلاً في عمق حيرته من حالتها، يلعن الشاب، ابن اخت مريم، النساء جميعاً. ليس هناك في الرواية اية إشارة أخرى للنظر إلى الجنون كعلة تخص جنساً دون آخر، لكن هذه الإشارة الوحيدة تلمع في قلب الرواية كضوء كاشف. ألم تكن تعقيدات عالم النساء هي التي حاول الجنس المسيطر على الدوام التحكم بها؟ بل ألم يُجعل ذلك العالم معقداً ليسهل التحكم به؟ ألم يكن عجزهم عن فهم عالم النساء هو ما سهّل عليهم إطلاق الأحكام عليهن وعلى عوالمهن؟ لنتذكر الهستيريا التي ارتبطت بالنساء وبأرحامهن طويلاً فأعتُبرت حتى الرغبة الجنسية من ضمن أعراضه المرضية. أخيراً ألم تسهم الأحكام الجائرة مضافة إلى الكسل في الاحتواء في جعل الاعتلال النفسي من نصيب النساء أكثر؟
تتجنب الكاتبة بذكاء كل مباشرة في ذكر أو تعداد أو إعادة سرد لمآسي الاختلاف. الكتابة هنا تسلط الضوء على نتائج الاختلاف وأعراضه. أما عن القيود المجتمعية القامعة للذوات الجامحة فقد قيل الكثير. هنا نحن متلقّين للضربة ومنهكمين بآثارها. نطالع النتائج وإحداها كائن مشوه، غير نفّاذ، وغير حاضر بأي شكل.
أما نتائج الضربة فنحن لا نتلقاها كقرّاء من خلال فنون الجنون فحسب، بل كذلك من خلال سحر الكتابة السردية. فما يجعل هذا العمل الصغير ساحراً هو لغته السردية البارعة.
في مستهل عرض ميشيل فوكو لاطروحته حول الجنون قال: "لكي نتحدث عن الجنون، علينا أن نمتلك موهبة شاعر". أعتقد أن الأمر ينطبق تماماً على هذا العمل؛ ما كان دخولنا لعالم جنون مريم ممكناً لولا الموهبة الشعرية/السردية للكاتبة والتحكم البارع بلغتها بحيث تبلغ وتكثف الحدث دون زيادة أو نقصان. فمن خلال جملٍ قصيرة، متلاحقة، يرشقنا النص بشظايا من عالم مريم، شظايا تصيب كل محاولات فهمنا وتفسيراتنا لجنونها. في نصٍ يُبهِر بدقة لغته ومرونة حركتها بين عالم العقل واللاعقل، لا نجد سوى القليل من نقاط الوقف (.) وأقل منها الفواصل (،) أو الفواصل المنقوطة (؛). فالكتابة بدأت لألا تنتهي إلا وهي تقول لنا ما حصل وما حصل "بعد كل شيء".
اللافت في نص الفاران السائل هو النقطتان المتتاليتان. هذ الاختيار شيء غير اعتيادي في استخدام علامات الترقيم، ولذا فتفسير حلولها في النص يتوقف علينا كما يتوقف علينا فهم جنون بطلتها وعالمها الخفي.
النقطتان المختارتان لتشبيك جمل هذا العمل كاملاً تنسحبان من المألوف من استخدام النقط في النصوص. فالنقط هي عادة إما ثلاث -وهي نقاط تتابع أو الحذف (...)-، أو نقطة التوقف الواحدة (.). ما يربط جمل هذه الرواية لا هي هذه ولا تلك، بل نقطتان تنسجان بلامعهوديتهما ولا ألفتهما ثوب الرواية كاملة. النقطتان لا تفيدان التتابع إذاً ولا الحذف، لأن الجمل مقطوعة، كل واحدة تقول ما تقوله على حدى وعلى دفعة واحدة. ولكنهما لا تفيدان التوقف أيضاً: فالنص سائل، يسيل بلا توقف، يسيل كأن الوقوف سيزيّفه أو يرخي الحبل الذي تشده الكاتبة حول عنق القارئ الغارق بجنون شخصيتها، مريم.
ربما في زمان ما، في مكان ما، كنا نألف الجنون إلى درجة لا نجد داعياً لتسميته، كنا نحياه ونراه ونتعامل معه خارج تصنيفات العقل/اللاعقل. ربما لو أعدنا صورة الكمال قبل الفصل، ربما سننفي بضربة واحدة كل السياسات القمعية التي تتحكم بحياتنا، من أصغر تفاصيلها إلى أكبرها:

هيڤا نبي/في صحيفة العرب
/بين "غرفة" سارتر و"حجرة" الفاران: الجنون والأبواب المغلقة/
Profile Image for L7xm.
460 reviews33 followers
July 19, 2023
"تقبل يدي مريم: أنت خالتي و أمي .. أنا أحق بكِ!. تدني برقعها على وجهها وتخرج. "

هذه الرواية رغم قصرها إلا أن ما تحكيه يتجاوز ما سرد ، منذ البداية تضع المؤلفة القارئ في منتصف الأحداث وترفض أن تقدم له تسلسل زمني منطقي ، تتعمد أن تجعل هلوسات الشخصية الرئيسية مريم تمتد إلى البنية السردية فلا تتوقف عن القراءة حتى تكتمل الصورة أو تدرك على الأقل أهذا واقع أم خيال؟ .
هي حكاية امرأة مصابة بهلاوس تشوش عليها إدراكها للحقيقة و الوهم ، تبقى في حجرتها الصغيرة تمزقها انفعالاتها النفسية ، لا يمكنك أن تثق بما تقوله مريم وتتذكره وكذلك لا يمكنك أن تصدق أقوال الناس عنها فهي حتماً ليست مجنونة .
" تحك مريم منابت الشعر تحت ضفيرتها .. عيناها تتبع حركته في الحجرة .. تلح البنت: صفيه .. من يشبه؟
- يشبه نفسه ..
بعد لحظة تستدرك : أحيانا يأتي بآخرين .. يشير لها غاضباً بأن تخرس .. يمتزج في صدر الفتاة رعب بحزن .. تنسحب متمتمة بالتعاويذ التي تستطيع تذكرها."

المرأة .. الحجرة .. العريس .. الجنون ، رغم أن المؤلفة تطرق أبواب قضايا مختلفة لكنها لا تقتحم فالرواية تقف عند عتبات كثيرة تمنيت لو انها تجرأت وتبنت تلك القضايا في البنية الروائية ، كما أني تمنيت رؤية تأثير حالة الخالة في تطور شخصية ابنا موضي ، فلا تكفيني رؤية مزاجية المراهق المسؤول! و توتر الشابة الحاد كتطور لهما ، والحديث عن تطور الشخصيات يدخلني في العيب الوحيد في الرواية وهو صعوبة الترتيب الزمني في ذهن القارئ ، فهناك أحداث لم تسرد كان لها دور و هناك أحداث من الماضي تسرد في خط الحاضر ، لا يجب أن ترتب المؤلفة الأحداث لكنها ي��ب أن تعطيني حبلاً استطيع به الترتيب باطمئنان .
مع ما سبق كله تبقى أمل الفاران اكتشاف مفرح فهذا قلم نسائي خليجي سعودي ثقيل يدخل قائمة قراءاتي .
Profile Image for nouf abdullaziz.
101 reviews87 followers
April 9, 2022
هناك روايات تشعر أنك تعيشها، بل وتتفاعل معها بإندماج حتى تنسى ما حولك، حدث هذا لي مرتين..
في البداية يستولى علي الصمت لأني لم أستوعب بعد ما حدث للبطل وأعيد قراءة المقطع مرتين وثلاث، وحين أفهم أصرخ كملبوسة بصوت عالٍ، ثم يسكنني التأثر لعدة أيام، وأظل أفكر لو كان بيدي عكس واقع بطل الرواية وجعل حياته أفضل .. لهذه الدرجة أتفاعل، وهذا التفاعل لم يكن ليحدث لولا راوي يمتلك قدرة جبارة على نقل الحدث بجدارة وتمكن.
واجهت هذا الأمر خلال قراءتي لروايتين طيلة مسيرتي في القراءة:
الأولى رواية خالد حسيني عداء الطائرة الورقية، والثانية رواية حجرة لأمل الفاران.
انتهيت من رواية حجرة منذ عدة أيام، لكن كان يصعب علي الحديث عنها، الرواية كانت مؤلمة بالنسبة لي لأنني شعرت بحجرتها وبتفاصيلها كما رأيتها في واقعي، كنت أفهمها جيدًا، مريم .. واقعها رأيته لدى نساء من حولي، ثلاث نساء، أتذكرهن دائمًا وأدعو لهن.
لذا لم تكن الرواية فقط قصة من نسج الفكر، بل واقع ثُبِّت ودُّوِن من قبل انسانة رحيمة وراوية قديرة .. التي قد تكون قصة شخصية "مريم" - المرأة الملقاة على هامش الحياة- استفزت قلمها فرأته مستحقًا للخلود.
تشدني دائما مثل هذه الروايات، التي تستشعر وجع فئة مهمشة من النساء وكيفية تفاعل المجتمع من حولهم معها.
حُجرة رواية لا تستحق أن تكتب فقط، بل تخلّد.
ولأجل مريم ومثلها من النساء اللاتي فقدن صوتهن، أقول لكم: اقرؤوا حجرة.
Profile Image for Arij Mohammed.
155 reviews3 followers
October 28, 2022
مصافحة أولى للروائية أمل الفاران
ولن تكون الأخيرة بلاشك ..
سرد سلس متخم بالصور والأخيلة
التي تسحبك معها حتى النهاية ..
واضح أن الكاتبة تمتلك مخزون لغوي هائل
يخولها للكتابة بكل هذه الثقة والبراعة!

(مريم وحجرتها) كانت الاستفهام الأكبر
الذي ظل يكبر ويكبر حتى نهاية القصة
ويكتب تفاصيل وحقائق مجرد استيعابها مؤلم..!

شدني جدًا الغوص العميق في متاهات الجنون لدرجة الغرق .. الذي يأخذ معه كل شيء ولا يعطي شي ..!

ربما كنت بحاجة للفتة تفائل أو حتى بارقة أمل
لكن الواقع ليس بالضرورة أن يكون دائمًا وردي ..!

جميلة...
Profile Image for منار أحمد.
97 reviews3 followers
August 5, 2023
ما في هذه الروايه ينطبق عليه قول "ما خفي كان أعظم "
٨٨ صفحة من التخبيط علي القلب بشكل مباشر، تشعر كان الكلمات تنخر قلبك.
طريقة الكتابة تشبه تكسرات قلب تم تجمبعه بحيث اهملت الاحداث المحوريه وركزت علي أثرها وكأن الفراغات بين الجمل تخفي بقية القصة المجهوله
Profile Image for Salma.
44 reviews7 followers
September 5, 2023
لم أفهم مغزى الرّواية، ظننتها أولًا تحكي قصّة فتاةٍ مصابة بالوسواس القهريّ، ثم اتّضح معي أمرًا أشبه بالجنون.
شخصيًا، تزعجني الجمل القصيرة بدون روابط، كما أنني لم ألمس في الرواية بحثًا عميقًا في النّفس البشريّة أبدًا.
Profile Image for Ammar Ahamd.
17 reviews1 follower
October 13, 2022
ولا فهمت اي شيء .. قوية لغوياً كلماتها كانت صعبه عليا لدرجة الملل
Profile Image for Fatima.
35 reviews1 follower
October 31, 2022
مرعبة بطابع خليجي، يعيبها بعض الأوصاف البذيئة التي برأيي لا تضيف للنص بل تقلل من قيمته الأدبية
Profile Image for صلاح القرشي.
Author6 books105 followers
December 31, 2022
كعادتها أمل الفاران روائية رائعة ومتمكنة ،الفكرة ، التكنيك ، الشخصيات النابضة بالحياة ، اللغة ، رواية تضاف لأعمال أمل الفاران الجميلة
Profile Image for Salma Alghanmi.
41 reviews
August 21, 2023
رواية تتركك بشعور مهلوع، شعور لا تعلم إن كان صادم أو حزين.. لكنه يوقفك للحظة وأكثر بعدها. رواية قصيرة في ٨٦ صفحة، عادية جدا في كتابتها كبيرة فيما تنتهي إليه.
Displaying 1 - 30 of 32 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.