أخذت الثورة الإيرانية معظم الناس على حين غرة . فقد كانت الحكومات والجماهير تكتفي بأن تنظر إلى هذا البلد على أنه " جزيرة من الإستقرار " وسط منطقة يشوبها العنف وتتسم بالتفجر - وذلك هو الوصف الذي استعمله الرئيس الأمريكي السابق "جيمي كارتر " . وعلى ذلك فإن الإضطرابات التي أدت إلى إقصاء الشاه عن عرشه ، وقيام نظام إسلامي بعده بقيادة عدوه اللدود " آية الله الخميني " ، لم تكن ظاهرة منعزلة . وإنما كانت وببساطة ، كما أرجو أن أبين خلال هذه الصفحات ، آخر فصل في عملية تاريخية طويلة تعود جذورها إلى الميراث القومي والديني للشعب الإيراني ، تفجرت ثم أخمدت ، أثناء الأزمة التي نجمت عن قيام الدكتور " محمد مصدق " بتأميم صناعة البترول عام 1950 _ 1953 ، وعند ذلك أخذت شكلا سريا إلى أن انفجرت بشكل نهائي عام 1978 _ 1979 . من خلال هذا الشكل الأخير الذي عبر عن الثورة ، أصبحت شيئا يتخطى دلالاتها المحلية ، إذ أنها تضمنت العديد من العناصر التي تهيمن على العقد الذي بدأناه : وهي : البعث الإسلامي ، ومشكلة الطاقة ، والتوزيع الجديد لثروة العالم ، والتنافس بين القوتين الأعظم . كل هذه العناصر تضافرت لتحول منطقة الخليج إلى مركز الجاذبية في العالم . ولا شك أن ما حدث في إيران قد ترك أثرا علينا كلنا ، وقد لا يكون من قبيل المبالغة أن نطبق على إيران نفس كلمات نابليون التي أطلقها على مصر ذات مرة من أنها " أكثر البلاد أهمية "
أبرز الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين. من الصحفيين العرب القلائل الذين شهدوا وشاركوا في صياغة السياسة العربية خصوصاً في مصر. قام بتحرير كتاب فلسفة الثورة الذي صدر للرئيس جمال عبد الناصر. عين وزيراً للإرشاد القومي ولأنه تربطه بالرئيس جمال عبد الناصر صداقة نادرة في التاريخ بين رجل دولة وبين صحفي ـ يعرف تمسكه بمهنة الصحافة - فإن المرسوم الذى عينه وزيراً للإرشاد القومي نص في نفس الوقت على إستمراره فى عمله الصحفى كرئيس لتحرير الأهرام.
بقي رئيساً لتحرير جريدة الأهرام لمدة 17 سنة وفي تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم. رأس محمد حسنين هيكل مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم - الجريدة والمؤسسة الصحفية - ومجلة روز اليوسف. أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية ـ مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. إعتزل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي بعد أن أتم عامه الثمانين ومع ذلك فإنه لا يزال يساهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر وثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدماً منبراً جديداً وهو التلفاز حيث يعرض تجربة حياته فى برنامج أسبوعى بعنوان مع هيكل في قناة الجزيرة الفضائية.
الكاتب الصحفي الوحيد الذي تجد فى نهاية كتبه ملحق كامل بصور الوثائق. الكاتب السياسي الوحيد الذي يكتب بأسلوب أدبى ممتع دون الإخلال بالموضوع لأنه خبير بخفايا النفس البشرية. قال عنه أنتوني ناتنج - وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية فى وزارة أنتوني إيدن - ضمن برنامج أخرجته هيئة الاذاعة البريطانية : عندما كان قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه وعندما إبتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلى ما يفكر فيه. ساند الكاتب نجيب محفوظ عند مهاجمة روايته أولاد حارتنا.
حين قامت الثورة في تونس و فاز حزب النهضة بالأغلبية المقاعد في المجلس التأسيسي. تعالت الأصوات و المخاوف من تكرار الثورة الإيرانية. منذ تلك الفترة شدني الفضول لمعرفة أطوار هذه الثورة
و هل حق هناك وجه تشابه بين الثورة الإيرانية و الثورة التونسية؟ و هل هناك مبرر للمخاوف تلك النخبة؟ لذلك حين وجدت بالصدفة هذا الكتاب،كان كمن وجد كنزا و بدأت القراءة بآمال كبيرة. هذا الكتاب يتحدث عن إرهاصات الثورة الإيرانية و أنها لم نكن وليدة اللحظة بل كانت نتيجة ظروف معينة و سياسية الشاه. يحتوي الكتاب على 16 فصلا مع المقدمة و الخاتمة . و لو اقتصرت القراءة على المقدمة فقط التي تصف وصفا دقيقا إشكاليات كل الثورة و حتى العوامل التي تساهم في نجاحها لأستحق كل الثناء. من أفضل الفصول التي شدتني، * الفصل السادس: الذي وصف فيه الفرق بين السنة و الشيعة. وعاد الكاتب للظروف التاريخية لنشأة هذا الخلاف و الفروقات. و واقعة الإمام الحسين و الأهم فسر الطبيعة النفسية للشيعة * الفصل التاسع: شرطي المنطقة: في هذا الفصل ينقل لنا الكاتب لقاءه مع الشاه بعد 25سنة من لقاءه الأول و مدى التغير الذي طرأ عليه. و أقتبس من الكاتب: � بدأ الحوار بالاسترجاع ظروف اللقاء الأول قبل ربع قرن- إغتيال رئيس الوزراء، تأميم البترول و تحدي مصدق و المجلس له بشكل علني. و على إثر اللقاء الاول كتب الكاتب بعد عودته إلى القاهرة كتابه بعنوان " إيران فوق البركان". ام الآن "الشاه" في أوج قوته فقد أصبح شرطي المنطقة و زاد في ميزانية القوات العسكرية .و لقد قال الكاتب ذلك (لقد أحسست بالتغيير ليس من الناحية الجسمانية لكن من شاب حائر التقيت به في 1951 يتحدث بصراحة عن علاقته ب أبيه و اخواته و ضغوط الأنجليز و السوفيات،إلى رجل سلطة)�
و لقد أثمر ذلك ففي :
-نوفمبر 1971 : حل محل بريطانيا كحامٍ للمنطقة بشكل عملي. و إحتل 3 جزر صغيرة في الممرات العربية للمضيق "هرمز" -يونيو 1973: أرسل الشاه القوات الإيرانية لقمع ثروة ذات اتجاه الماركسي في "ظفار" و لقد حاربت القوات الإيرانية جنبا لجنب مع القوات سلطان "قابوس" . و قد بَرر ذلك بمحافظته على مصالح نقل البترول في مضيق هرمز -يناير 1974: ساندت القوات الإيرانية الأكراد في كردستان. * الفصل11: إنبعاث الإسلام: يفسر الظروف التي سمحت ببروز الإسلاميين . الإسلام كانت الإجابة بنسبة للعديد أمام تداخل الخطوط و المواقف؟ و كما يحدث في التاريخ دائم حيث تصبح الحركة إلى أمام مستحيلة تجد أن الشعوب تنظر إلى ماضي. * الفصل 12: الخميني يقود: في هذا الفصل يبحث الكاتب شئ من شخصية "آية لله الخميني" . أصل إسمه "روح الله الموسوي" خميني نسبة للقرية خمين في مدينة" قم". يعتقد آية الله الخميني أن الأئمة خلقوا من نور الله و لهم مكانة لا يمكن الحكام الدنيويون الوصول لها.
- في هذا الفصل تبين لي لم زعم بعض المثقفين التونسيين أن هناك تشابه بين الثورتين. لان الخميني في خطاباته كان يستخدم العبارات من القرآن و قد أكثر من إستخدام كلمتي " طاغوت" و " المستضعفين" و قد إستخدم كلمات قرآنية أخرى ليبين التناقض بين" المستكبرين" و "المحرومين ". و تلك العبارات انتشرت ذاك الوقت.
الخميني كانت له تقاليد الشيعية راسخة لكن مع أفكار تقدمية و لقد طرح ذلك في كتابه" الحركة الإسلامية". فهو يتحدث عن إستغلال النفوذ و الإمبريالية.
إضافة للكلمات القرآنية كان يركز في خطبه على موضوعين : عداء للولايات المتحدة و كراهية الصهيونية و إسرائيل.. * الفصل 13 : مواجهة الجيش. اعتمدت سياسية الخميني على "نزع سلاح الجيش" لا فكرة المقاومة المسلحة. و لتحقيق ذلك سعى في بداية 1977 إلى إرسال المكثف ل " إعلامياته" أي شريط كاسة مسجل بصوته فيها رسالة واضحة ( ينبغي ألا يخدموا الشاه ) و قد أثمرت رسائله نتيجة ففي خريف 1977 هرب الجنود من الخدمة. * الفصل 15: مدفعية بغير مشاة: في هذا الفصل يبرز صعوبات التي يواجهها الشعب في تشكيل النظام بعد نجاح الثورة، و قد عبر عن ذلك الكاتب بقوله اللخميني: 《أظهر� مقدرتك على إستخدام المدفعية بكفاءة عالية لكن بعد أن إنتهت مدفعيتك من أداء مهمتها ألست بحاجة إلى مشاة ليحتلوا المواقع التي تم إستيلاء عليها فهل أنت مستعد؟�.
ينتهي الكتاب بذكر أحداث الثورة في عامين الأولين فقط.
كتاب ممتاز بنسبة لي و أهم تبين لي الفرق بين ثورة تونس و الثورة الإيرانية .
هذا الكتاب من أقوى ما قرأت في التاريخ الحديث وهو ببساطة مرجع في موضوعه سمعت كثيراً عن الثورة وعن الخميني وبصفتي من أهل السنة فقد سمعت عجباً من أخباره التي لا يناسب المقام ذكرها، ولكن ما علمته من هذا الكتاب عن الثورة و عن الخميني أعانني على معرفة الشخص ومعرفة أهل فارس، والحق أني أصبحت أتعاطف مع العامة منهم لثورتهم على الظلم ولو بجهالة وأدعوا الله أن يهديهم للحق
يؤرخ الكتاب لأحداث الثورة الايرانية وما قبلها. ولن نجد أفضل من يكتب عن هذه الأحداث من هيكل فهو قد عايشها وقابل رموزها والثورة محتدمة وهو في قمة عطائه الصحفي والمهني. وعلى الرغم من حياده إلا إن هيكل لا يخفي عجبه من الثورة غير المتوقعة التي جاءت في زمن انتهاء الثورات. وواضح أن الثورة لم تكن على الشاه فحسب وإنما وبدرجة أكبر على الاستغلال الغربي لإيران ومواردها. ولهذا فقد أورد الكاتب تاريخ الامتيازات الغربية وتدخلاتها في إيران وردود الأفعال الشعبية وذلك قبل الثورة بمئة عام. وكانت أحداث 1952 مهمة لأنه بعدها وبدعم أمريكي قوي بدأ عهد الدكتاتورية الشاهنشاهية. وفوراً بدأ الصراع الخفي ثم العلني بين الدكتاتورية والثورة وبين الشاه والخميني الذي لم يكن شيخأً في الدين بقدر ما كان قائداً ثورياً في منتهى الخطورة. وبسبب الدكتاتورية المتسلطة بدأ الظلم بجميع الأشكال وبدأت الحالة الثورية المناسبة. واستغلها الخميني بخطبه القوية ومنطقه الشديد ضد الظلم فأطاعه الناس وعصوا حكومتهم. وتأثير الخميني على الناس كان سحرياً ولم يعد مهماً كونه في ايران او العراق او فرنسا. وازداد العصيان المدني والمظاهرات المطالبة بالحكم الاسلامي. واصبح الكل مضرباً عن العمل وتوقفت الدولة وفر الشاه
لعل ميزة الكتاب تكمن في الكتابة الصحفية الموثقة إلا اني تمنيت أن يكون فيه شيء من السرد التاريخي الذي يربط الأحداث ببعضها منطقياً. فمثلاً لم يذكر الكاتب شيئاً عن ماذا حدث للرهائن في السفارة الأمريكية وكأنه يفترض بنا أن نعرف ذلك. ذكر الكاتب الحالة الثورية ولم يذكر أمثلة كافية من مظاهرها ولم يوضحها كما وضح دور الخميني في استغلالها من خلال الاقتباسات الكثيرة لأقواله هناك الكثير من المعلومات القوية التي نقلها الكاتب مباشرة من الحدث مثل احتلال السفارة الامريكية والاسباب التي أدت اليه ، ومثل دور أمريكا المسالم والايجابي قبل منتصف القرن والتغيير الجذري بعده، ومثل سياسة الخميني مع الجيش الشاهنشاهي التي كانت غير عادية وفعالة بشكل عجيب
أذكر أن أحد أساتذتي في الكلية قد قال لنا قبلاً أن أستاذه محمد حسنين هيكل يشكل التاريخ بالنسبة له، لعبة الصورة المتناثرة أجزاءها، فيعيد تجميعها هو بنفسه بكل براعة ورشاقة ليكون منها اللوحة الواضحة للحدث، وهذا الكتاب القليل في عدد صفحاته ربما يدلل على مصداقية تلك الكلمات، فهيكل هنا يقدم بحثاً بين قوسين معاصراً عن الحالة الإيرانية، وحين أشدد على كلمة معاصر، فأنا أعني أن هناك الكثير من التحليلات في ذلك الكتاب والحقائق التي تتعلق بزمانها فقط، وبعد أربعين سنة من كتابة الكتاب، قد اختلف وضعها كثيراً، المم أن محمد حسنين هيكل كتابه يشكل وجهاً آخر يدلل على خصوصية التجربة التاريخية للدين والسياسة في إيران، وهو بنفسه يشير إلى خصوصية البيئة الإيرانية التي جعلت منها دائماً مسرحاً يختلف في أحداثه عن باقي المنطقة التي تحيط به، ويقدم محمد حسنين هيكل في مقدمة كتابه للطبعة العربية تعريف هام لمعنى الثورة، ومراحلها والأطور التي تمر بها وإلى ما تؤدي؟ وهي أشياء يبرع فيها الأستاذ هيكل كثيراً بخبرته وثقافته الشاملة، تتجلى براعة هيكل هنا في ذلك الكتاب الذي يقع في 16 فصلاً، أنه قد جعل كل منها مستقلاً تقريباً بشأن، وتتكامل تلك الفصول في النهاية حتى تعطي الشكل الكامل لتلك الوثيقة التاريخية عن إيران وليست فقط الثورة الإيرانية، فهيكل يبدأ في معالجة النفسية الشيعية والمجتمع الشيعي منذ معركة صفين، ويتحدث عن الصفويين والصبغة الدينية الشيعية التي صبغوها على إيران، ويمر مروراً على حكم أسرة آل كاجار ومقدمات الثورة في المجتمع الإيراني والإصلاح الدستوري للعام 1906، وصعود أسرة بهلوي، وملامح عن الشاه محمد رضا بهلوي صغيراً وشاباً، ثم شاهاً استرد حكمه بعد أن سلب منه، وبالضرورة يسلط الكتاب الضوء على ثورة الدكتور مصدق والإنقلاب المضاد عليها، وتغير المناخ السياسي في إيران، ونعاصر في ذلك الكتاب إيران بصفتها مسرح للصراع بين القوة الإمبريالية القديمة المتمثلة في روسيا وبريطانيا، وأشكال تدخلهم في السياسة الداخلية، بل وتقسيم إيران إلى معسكرات بينهما، ومتى تبدلت الأحوال ودخلت الولايات المتحدة بصفتها صديق وحليف لإيران يخلصها من القوى الإمبريالية القديمة، ومظاهر التدخل الأمريكي في إيران والمراحل التي مر بها، حتى وصل في النهاية إلى أزمة الرهائن وكون أمريكا الشيطان الأكبر، وهو ما ابتدء به هيكل كتابه بالمناسبة ويجعلني أشير إلى نقطة ممتعة في أسلوبه ككاتب بارع، فأنت تشعر أن كتابات هيكل فيلماً سينمائياً، السرد فيها لا يسير مرتباً صرفاً، بل مجموعة من الأحداث التي تتقاطع فيما بينها وتنقل الفيلم من ذروة إلى أخرى، ويسلط هيكل في كتابه الضوء بشدة في كتابه على إيران بعد الإنقلاب المضاد على مصدق، وكيف تحولت إلى دولة صاحبة يد طولى ونفوذ كبير وكلمة في المسرح العالمي، وكيف تزامنت كل هذه الأحداث مع صعود آية الله الخميني والنقم الذي صنعه في الشارع الإيراني والذي أشعل الثورة فيما بعد، ويختتم هيكل كتابه بسرد شبه يومي بأحداث الثورة والأيام الأخيرة للشاه، وعلاقاته المتوترة مع أصدقائه من الدول وهشاشة نظامه القوي وكيف لها أن تداعت بكل سهولة أمام مجموعة من المدنيين العزل، وينهي هيكل كتابه بفصلين معاصرين لزمن كتابة الكتاب، وهو تحليل للشهور الأولى من الثورة ومآلها ولماذا معرضة هي للفشل بشكل كبير ووضع الخميني منها ومن الحكومة ومن الجهاز السياسي المفترض أن يعقب نظام الشاه، وتحليل لموقف الخليج العربي من تلك المنطقة الساخنة، كتاباً على كثرة مواضيعه في صفحاته القليلة، حقاً لا يكتبه إلا هيكل
إذا سألني أحد من الذين يملون القراءة أو أحد من القراء النهمين عن كتاب يحكي تاريخ إيران الحديث وتاريخ ثورتها الإسلامية ويكون مضمنًا تحليلات عميقة ويتمتع بأسلوب سهل ولا يمكن أن يصيبك بالملل وأنت تقرأه، فبالتأكيد سيكون هذا الكتاب هو ما سأرشحه له
* هكذا وجدتني (( مدهوشا )) ب (( دراما )) الثورة الإيرانية. إنني لم أجد بديلا لتعبير الدهشة في وصف موقغي مما يجري على الساحة الإيرانية. فالدهشة ليست هي بالضبط الانبهار و ليست هي بالضبط الفضول! الدهشة شعور يفاجأ فيه الإنسان بما لم يكن يتوقع، ثم يقوده هذا الشعور إلى محاولة البحث و التقصي و المتابعة علّه يصل إلى سد الفجوة بين ما كان يتوقع، و بين ما وقع فعلا.
* اننا نتعلم لغة شعب من الشعوب لكي نستطيع أن نتكلم معه، و لكن علينا أن نتكلم تاريخه إذا كنا نريد أن نفهمه.
* و لطبيعة شخصية الشاه الضعيفة فقد عوض ذلك عن طريق التصرف بعجرقة متزايدة. فكان يشرح لمستمعيه ما سماه بالضعف المتأصل في المجتمعات الشرقية، و كم هي بحاجة لأن تحكم بيد حديدية . كان يقول: الشعب جاهل و هو قادر على فعل الخير إذا ما وجهته الدولة نحو هذه الغاية، و من وجهة نظره كان هو الدولة، لقد كان يعتقد حقا أنه صاحب رسالة، و هي أن يجلب الحضارة إلى شعب إيران.
الكتاب كتبه هيكل بالإنجليزية و نشر في إنجلترا ثم تمت ترجمته لينشر بالعربية. قام بالترجمة د. عبد الوهاب المسيري و الشريف خاطر، لذا فالترجمة جيدة. عادة ما تتميز لقاءات هيكل التليفزيونية بتشتت رهيب و عدم ترتيب بسبب كثرة معلوماته و تشابك الموضوعات التي يتحدث عنها، و لكن الكتابة تجعل أفكاره أكثر تنظيماً، أو علي الأقل هذا ما لاحظته من قرائتي لكتاب الإمبراطورية الأمريكية. للأسف هذا الكتاب ليس بنفس الدرجة من التنظيم، و يغلب عليه طابع التشتت المميز لحوارات هيكل التليفزيونية. بالإضافة إلي هذا فإنه يضيع عدد كبير من الصفحات في حكاية تاريخ إيران منذ الحرب العالمية الأولي، و هي فترة لا تهمني و ليس لها علاقة ضخمة بالثورة، و كان يمكن إختصارها أكثر من هذا بكثير، إلا أن الكتاب عموماً جيد و به كم لا بأس به من المعلومات الجديدة (علي الأقل بالنسبة لي).
الكتاب فى مجمله تأريخ جيد للثورة الإيرانية من إرهاصاتها وحتى فترة وجيزة تلتها وإن كان الكاتب تتغلب عنده روح الأديب على المؤرخ وهو ما يفتح عنده المجال لسرد أحداث فى اعتقادى أنها من مخيلته وبخاصة أن سمة عامة لمعظم كتابات هيكل هى كم الوثائق التى يردد دائماً أن وزراءداخلية وخارجية وزعماء وملوك ورؤساء مخابرات وحتى موظفى السفارات يهدونها إياه .ويسمحون له باإطلاع عليها
لكتاب بلا مبالغة ممتاز جدًا في العرض والسرد والطرح وتفنيد المعلومات والحقائق والخفايا ..لا أعلم إن كانت قدرية أن أقرأ هذا الكتاب في مثل هذه الظروف لأرى واقع حصل من 33 سنة يتكرر بالحرف في الثورة المصرية (حاكم ابله بعيد كل البعد عن الشعب يظن أنه الاعظم والأقوى وتحرك طوفان شعبي ضده يبدأ به في تقديم التنازلات التي صم عنها أذنه طوال فترة حكمه ولا يقبل الشعب إلا به مخلوعًا وقد كان في الحالتين) كما يكشف الكتاب عن الجانب القذر المحتم لكل من يمارس العمل السياسي فلا يغرنكم الكلام الديبلوماسي عن المبادئ والشرعية والمهلبية فالكل في النهاية مسألة مصالح أمريكا كانت مصلحتها مع الشاه وعندما شعرت به عبئًا عليها تخلصت منه وأقامت إتصالات مع الخوميني الذي خلعه !!...خلاصة القول كتاب جيد جدًا لهواة الكتب السياسية وأسلوب هيكل فيها لأول مرة بعيد عن المط والتطويل الذي يعشقه إلى حد السفه الخطأ الوحيد الذي لاحظته هو أنه وصف المرابطين بالمقاتلين المسلمين عند الثغور توقاً للفتوح ولكني أعتقد أن المقصود بها هنا هي دولة المرابطين الإسلامية التي قامت من المغرب وحتى السنغال وكانت دولة إسلامية قوية
مثل هذا الكتاب من الكتب التي لا تُقرأ مرة واحدة ، أولاً لغزارة المعلومات الواردة ، وثانيا للإحساس بالفن الذي يغمرك أثناء قراءته حتى يُخيّل لك وكأنك بصدد قراءة رواية وليس كتابًا يتناول تاريخًا سياسيًا مركبا كتاريخ إيران .
الكتاب تميّز كالعادة بالعرض البانورامي المُلم من هيكل كعادته في أغلب كتبه. والكتاب كُتب أصلاً باللغة الانجليزية، ولكن كان ثمة شيء لافت للنظر، وهو أنه بالرغم من أن الترجمة خيانة للنص بشكل أو بآخر، إلا ان مترجمي الكتاب (عبدالوهاب المسيري والشريف خاطر) لم ينجحا فقط في القيام بعملية ترجمة سلسة وذات صلابة لغوية واضحة، وإنما تجاوزا ذلك للنجاح في الحفاظ على "روح كتابة" محمد حسنين هيكل العربية ، بشكل يجعلك تنسى عندما تغرق في قراءة الكتاب بأن هذا الأسلوب هو أسلوب المترجمين وليس أسلوب هيكل.
كتاب أكثر من رائع ....أوضح الكثير من الامور التى يجب معرفتها لفهم كيف تدار السياسة الدولية وكيفية قيام التحالفات وسقوطها ...وكيف قامت الثورة الاسلامية فى ايران ...أوضح الكثير عن جوانب تلك الثورة بدء من مقدماتها من والد الشاه الاخير لايران وكيفيه وصوله للحكم مروراً بمحمد رضا بهلوى شاه ايران الذى خلعته الثورة ..حتى الامام الخومينى ...ويبدو انك فى الكتاب ومع مرور مايقارب من ثلاثين عام على الكتاب ترى ان التداعى الطبيعى للأوضاع قد تم...أستمتعت حقاً بهذا الكتاب
انا الل يهمني جدا بالكتاب ده اول فصل ومقدمة الكتاب فالراجل هنا بيقدم نمط نموذجي تقدر تطبقه على كل الثورات ومنها طبعا الثوره المصريه والاقيه مفيد بتوقع مسارات الثوره المصريه اكتر من حالات اميركا اللاتينيه او اسبانيا
إن دراسة الثورة الإيرانية بمختلف جوانبها تفتح مجالاً لفهم مكونات النظام الجار على البوابة عالشرقية للوطن العربي الآخذ بالتغير، هذا المكان الذي تجعله الأنظمة العربية والصهيوينة -للمفارقة- في موضع المتهم في المؤامرة على الوطن العربي، وتجعل منه هذا الأنظمة عدواً مصطنعاً ومختلقاً تبنيه على أسس طائفية ومذهبية، بتغذية أمريكية صهيونية تساعد الاثنتين على البعد عن المشهد كقوى امبريالية صاحبة المطمع الأكبر في المنطقة العربية.
هذا الكتاب، من الصحفي المخضرم وصاحب الصيت الغني عن التعريف، يعرض التسلسل التاريخي لأنظمة الحكم في الدولة الجارة، منذ بداية الحرب العالمية الأولى إلى ما بعد الثورة الإيرانية حين إصدار الكتاب، وهو يروي الكثير من مشاهداته الحية التي كان له فيها بعض الحوارات مع أصحاب القرار على اختلافهم.
على القارئ ألا ينخدع بعنوان الكتاب، والذي يلمح إلى أنه يتحدث عن الثورة وظروفها السياسية والاجتماعية وملامح تشكلها وتكتيكاتها، فإن موقع الكاتب كصحفي بارز يجعله يتحدث من موقعه في أروقة السياسة الإيرانية والأمريكية والقصور الشاهنشاهية، وهنا هو في موقع المتلقي للثورة وهو يشكل باروميتر هذه الثورة على الطبقة الحاكمة وآراء وتحليللات الاستخبارات الأمريكية، غير منكرين لعرضه قصة حياة الخميني مع الثورة منذ أن كان "أية الله " مدرساً في قم ونفيه ثم عودته قائداً وملهماً.
ما أريد الخلوص له أن أكثر ما يعرضه الكتاب هو الحركة السياسية الدائبة ما بين حكم الشاه "رضا" مروراً بابنه وحتى ال��ورة، ولا يمكن لهذا الكتاب إلا أن يلخص الثورة في مجال نظام الحكم وتغير رجالات الدولة والتحالفات العالمية التي تغيرت خلال المدة المذكورة، دون إنكار لهذا الجانب، ولكن الدارس للثورة الإيرانية وأحوالها في الشارع لا ينبغي له أن يرى هذا الكتاب إلا دليلاً مساعداً أو كتاباً فرعياً، وإن معرفة مؤلفات هيكل وأسلوبه في الكتابة التي تعتمد التجربة الشخصية مع الأحداث قد تدل القارئ على ما أريد أن أقوله، دون أن إنكار لأهمية الكتاب والكاتب
"مدافع آية الله .. قصة إيران والثورة" كتبه بالانجليزية محمد حسنين هيكل و كان من القائمين على ترجمته الدكتور المسيري ، ويحكي الكتاب قصة الثورة الإيرانية من بدايات عهد الشاه إلى نهاية تمكين الخميني من البلاد والعباد .. اقتضاء للحق فالكتاب من الناحية التوثيقية جيد للغاية ومن الناحية الصحفية فهو متعوب عليه، ويروي الرجل فيه وقائع هامة ولقاءات أهم، والكتاب من المراجع الأهم عن الثورة الإيرانية التي كُتبت باللغة العربية، وكان هيكل أخف كذبا فيه بكثير عن غيره الذي استمرء فيه الكذب كثيرا في التاريخ المصري ! للمهتمين بالقراءة عن الثورات أنصحهم أن يمروا على هذا الكتاب إذا أرادوا شيئا ذو قيمة عن الثورة الإيرانية !
كتاب مهم.. خاصة مقدمة الطبعة العربية منه، والتي يقدم فيها هيكل قراءة عميقة للثورات ومآلاتها.. زادني يقينا بأن هيكل هو العقل المدبر والمنظر الأكبر للثورة المصرية المضادة.. بداية من تعيين شفيق رئيسا للوزراء.. تطابق عجيب ومريب بين الأحداث.. إلا أن كلامه عن (الفتنة الكبرى) بين الصحابة رضي الله عنهم هو كلام مضلل ينبغي الحذر منه
في بداية القراءة .. أعترف لم أتوقع أن يكون الكتاب بهذه الروعة ، هيكل كاتب سياسي محترف .. يقدم دراسة متكاملة عن الثورة الإيرانية بها الكثير من المعلومات والخبايا التي يكشفها هيكل للقارئ .. مع ترجمة متميزة للمسيري
محمد حسنين هيكل كاتب وصحفي مخضرم وغني عن التعريف تمتاز شخصيته بالمقبولية عند جميع الأطراف لذا فهو على تماس مع كل أصحاب النفوذ وهذا ما جعل لكتاباته ذات قيمة أكبر، يعرض الكتاب تسلسل تاريخي لأنظمة الحكم في ايران مند الحرب العالمية الأولى وصولا لما بعد الثورة وكثير من فصول الكتاب عبارة عن مشاهدات وحوارات وتقارير صحفية لم تغب عنها لغة الأرقام والأدلة، عنوان الكتاب يشير الى الثورة وظروفها بشكل خاص ولكن الكتاب يتحدث بشكل أوسع في مجال نظام الحكم والتحولات والتغيرات في رجالات والتحالفات العالمية والتجربة الشخصية لمؤلفة وليس عن عمق الثورة، المؤلف لديه كتاب اخر عن إيران صدر سنة 1951 واسمه "ايران فوق البركان". يقول هيكل عن الخميني "هو رجل لا علاقة له بزماننا ولا بالأفكار المؤثرة والفاعلة فيه، هو كرصاصة انطلقت من القرن السابع عشر واستقرت في قلب القرن العشرين" هو " شخصية نت شخصيات الفتنة الكبرى في الإسلام، عادت الى الحياة بمعجزة لتقود معسكر (علي) بعد انتصار الامويين وبعد مصارع الشهداء من ال البيت" جاء في " عصر الصراع بين الشيوعية والرأسمالية والسباق على الأسلحة النووية والمنافسة على الفضاء وفض اسرار الخلايا الجينية والتحكم في الاليكترونات" ويشير هيكل أن الثورة الإيرانية ليست كالثورات السابقة فهي قد وجدتني مدهوشا بدراما الثورة الايرانية
(يبدأ هيكل بطرح أسالته)
متى تحافظ الثورة على طريقها.. ومتى يضيع منها الطريق؟.. وإذا أكلت الثورة أبناءها، أو أكلها أبناؤها فمن الذى يضع الأساس الجديد ومتى وكيف؟.. ومتى تنتقل الدول من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية؟ قدم هيكل هذا السؤال للسيد الخميني في لقائه بفرنسا "إذا استعملت تعبيراً عسكريا لتصوير الوضع الآن، فإنني أظن أنك بسلاح الدين تستطيع أن تقوم بدور المدفعية البعيدة المدى وأن تهدم نظام الشاه فوق رؤوس أصحابه. لكن ذلك لا يحقق النصر. تحقيق النصر فى الثورة كما فى الحرب يحقق بالمشاة الذين يحتلون المواقع ويتولون تطهيرها ويتحملون مسئولية المحافظة عليها. إننى أسمع دوى مدافعك، ولكنى حتى الآن لا أرى أثراً لمشاتك أن المشاة فى الثورة هم الكوادر السياسية، وهم جماعات الفنيين والخبراء القادرون على تنفيذ مهام الثورة وبرامجها". هيكل ذكر مجموعة تناقضات في الثورة الايرانية التناقض بين رجال الدين ورجال السياسة، التناقض بين فكرة الدين وفكرة الوطنية، التناقض بين الواقع الجديد فى إيران وبين الواقع الإقليمي، التناقض بين الأحلام والحقائق، التناقض بين الجماعات الثورية وبين المؤسسات الدائمة. يشير هكيل أن "كل ثورة تواجه سلسلة عقبات: تعيش مرحلة الاندفاع، مرحلة الحقيقة، رؤيتها أو الارتطام بها"
(قصة السفارة الامريكية)
يروي هيكل قصة السفارة الامريكية أنها بدأت من خلال عميل أسمه (حافظ) تواصلت معه السلطات الثورية سرا ووعدته بالأمان اذا قام بمهمة تسريب الوثائق من السفارة الأمريكية ووصلة هذه البرقيات الى مكتب وزير الداخلية في تلك الفترة (هاشمي رفسنجاني) وكانت هذه المعلومات هي التي أدت الى احتلال الطلبة السفارة في نوفمبر 1979 والتي بينت ان ذهاب الشاه الى أمريكا بداعي انساني كان مخطط له قبل سنوات من قبل الإدارة الامريكية وان الطلبة اعدوا الخطة للاستيلاء على السفارة بعد التفاصيل التي قدمها (حافظ) بخصوص كل شبر في السفارة ومكان الوثائق الأخرى وخلال ثلاث ساعات احتلت السفارة بالكامل ورغم ان آلات فرم الأوراق تعمل بشكل مستمر وحرق البعض الاخر ولكن دون جدوى فقد حصل المقتحمون على وثائق كثيرة، والمفارقة أن كل تلك الاحداث كانت في شارع كان يسمى سابقا فرانكلين روزفلت وحاليا باسم السيد محمود طالقاني. حسب هيكل أن الشباب المحاصر للسفارة لا زالت تسيطر عليهم ذكريات عام 1953 وعملية "آجاكس" والتي قام بها بصورة مشتركة الامريكان والبريطانيون وشاه إيران ضد حكومة مصدق. هيكل ذكر ان فريق الطلبة المحاصر للسفارة كان منظما جدا فهناك توزيع للمهام بين تزويد الرهائن من المؤن المعدة في السفارة للبقاء فيها لـ5 سنوات وفريق تولى مسئولية الاعلام وإصدار البلاغات والبيانات وفريق اللجنة السياسية الذي يتواصل مع المجلس الثوري.
(بداية التوغل الأمريكي في إيران)
تحدث هيكل عن التوغل الأمريكي في إيران في سرد تاريخي بعد معركة بيرل هاربر وهجوم اليابان على القاعدة الامريكية وإعلان أمريكا دخول الحرب العالمية الثانية فقد استفادت أمريكا من كره الشعب والحكومة الإيرانية والتجربة الغير مريحة مع الروس والانجليز في زيادة نفوذهم خاصة للموارد الضخمة النفطية لإيران وهو لب الصراع الأمريكي/الروسي على إيران وأيضا الموقع الجغرافي المتميز لها بالإضافة لتوافق الرؤية الشاهية والأمريكية في التعاون التام. عن التوغل الأمريكي في ايران ذكر هيكل ان هناك اكثر من 60 الف خبير ورجل اعمال امريكي في ايران وان حجم التبادل التجاري مع أمريكا وصل الى 400 مليون دولار سنويا.
(فترة حكومة مصدق)
تحدث عن تعاون مصدق وكاشاني في قضية تأميم النفط ووصول مصدق الى رئاسة الوزراء ومن ثم الانقلاب عليه عبر عملية "آجاكس" في أغسطس 1952، وعن اختباء مصدق في منزل أحد اقربائه وتسليم نفسه بعد سماعه بالأمر بالقبض عليه وتم إزالة منزلة بالجرافات في طهران واعدام حسين فاطمي وزير خارجية مصدق الذي ذكره هيكل بانه مفكر مثالي وبالغ العداوة للشيوعية وللغرب بنفس الدرجة حيث أعدم في الشارع. بين هيكل تفاصيل بعض عملية اجاكس وكيف سيطرت بعد ذلك المخابرات الامريكية على كل مفاصل الحياة في ايران وخاصة الجهات الأمنية منها وانشاء السافاك والتعاون بينه وبين الموساد الإسرائيلي وارسال 15 الف ضابط إيراني للتدريب في أمريكا. حسب هيكل الخميني قال " لقد ارتكب كاشاني بعض الأخطاء، لان هدفه كان يجب ان يكون الإسلام وليس البترول. لان كل ثمار الأرض بما فيها البترول، تدخل في نطاق الإسلام" الخميني قدم المساعدات لأسر ضحايا انقلاب "مصدق" وقدم رسائل لجميع رؤساء العالم الإسلامي ولم يستجب سوى عبدالناصر الذي ارسل مبلغ 150 الف دولار ولكن القي القبض على المبعوث في مطار طهران. الشاه ولضرب الخميني أرسل استفتاء للمراجع في قم يسألهم فيها عن رأيهم في زعيم شيعي مشهور على استعداد لقبول أموال من غير الشيعة؟ رد الخميني ان الأموال التي أرسلها عبدالناصر ليست مرسلة لي بل الى لجنة المساعدات للأيتام والارامل و أنني انتهز هذه الفرصة لأعلن نهاية "التقية". قوام السلطنة ولعبة امتيازات النفط: تناول هيكل بشيء من التحليل لعبة رئيس وزراء إيران آنذاك "قوام السلطنة" مع الثلاثي بريطانيا/روسيا/أمريكا بشأن امتيازات النفط وكيف خدع الروس للخروج من أذربيجان بحجة عمل انتخابات والانتخابات لا تكون الا بخروج القوات الروسية ورجوع القوات الإيرانية ومن ثم يصوت مناصريكم لصالح امتيازات النفط لروسيا وقد حدث عكس ذلك بالتمام!
(احتفالات البرسوبوليس)
كلف احتفال مرور 2500 من الحكم الشاهي في مهرجان برسوبوليس 120 مليون دولار من خزينة الدولة.
(من حراك سياسي لحراك مسلح)
تحدث هيكل عن كيف تحول الحراك السياسي الى حراك السلاح بعد القضاء على المعارضة في الانقلاب على مصدق والقضاء على كل صوت فكانت جماعتان واحدة منها باسم مجاهدي خلق مختلطة إسلاميا ووطنيا والاخرة فدائيي خلق الماركسية ووريثة حزب توده. هيكل التقى بالشاه مرتين مره عند توليه الحكم ومره بعد 25 سنة وكان الشاه صريحا مع هيكل حيث ذكر ان التعاون مع إسرائيل والموساد أكثر من أمنى فتوسع للتدريب وأكثر.
(السافاك والتعذيب)
ذكر هيكل انه بعد الثورة شاهد في موقع السافاك فلم تعذيب حقيقي لفتاة تجرد من ملابسها ثم يقوم المعذب بحرق حلمات الثدي بالسيجارة وعندما سال لماذا صور ذلك قيل له انه لتعليم افراد السافاك طرق التعذيب.
(التحول الإسلامي بعد نكسة سنة 67)
يشير هيكل ان بداية التحول للشعوب الإسلامية كان بعد نكسة 67 حيث بدا الناس بالبحث عن الماضي وحتى كتاب كبار أمثال طه حسين وهيكل والعقاد المتأثرين بالثقافة الغربية تحولت اهتماماتهم الى الموضوعات الإسلامية. وأيضا من الجانب الديني قام الشيخ محمود شلتوت بتشكيل لجنة لتقليل الخلافات بين المذاهب الإسلامية واعتبره الخميني اخر شيوخ الازهر العظام. ذكر هيكل ان كل العوامل كانت متهيئة لسخط الناس على الفساد والظلم الخ وكانت جاهزة لاستقبال شخص يشعل الثقاب.
(هيكل يتحدث عن الخميني)
وصف هيكل معيشة الخميني البسيطة وأشار الى ان ممتلكاته الدنيوية تنحصر في دوشك وصندوق للملابس وكتبه فقط. وأيضا وصف كيفية التفاف كل التوجهات حوله في فرنسا وكيف أن المستمعين له ينصتون اليه بصمت مطلق لكل كلمة تقوله شفتاه. ومن أوائل خطوات الخميني كما يذكر هيكل هو تحييد الجيش الذي قوامه 700 ألف عبر الخطابات الموجهة للجيش بابتعاد افراده عن الجيش واخذ أسلحتهم معهم وعليه بدا الألاف من الهروب من الجيش وشدد الخميني على عدم مهاجمة الجيش وقال " لا تهاجموا الجيش في صدره بل هاجموا قلبه" وعليه تمكن من تحويل الجيش لمجرد شبح وذلك للتهيئة للثورة والمعركة النهائية مع الشاه. وصف هيكل بشكل دقيق كل الظروف التي واجها الشاه والاضطرابات التي كانت تتسع مع كل بيانات الخميني وكيف ادار الخميني بحكمة الثورة وكيف التخبط في القرارات بين الشاه والامريكان، يعرج على شرح كيفية احباط الخميني لكل التفاف للشاه على حركة الشعب هيكل وكما هو حيادي يطرح ارقام الحكومة والمعارضة بالنسبة للضحايا الذين يسقطون يوميا لزيادة المصداقية.
(هيكل ولقائه بازركان)
هيكل وكعادته في لقاءات الشخصيات المؤثرة التقى بازركان وحصل منه على معلومات تبين فترات التفاوض مع الخميني بشان القبول بالحلول الوسط وكيف رفض الخميني كل حلول الوسط وقال هي خديعة بل وطلب من بازركان اعداد قائمة بالرجال الذين يمكن الوثوق بهم للاستفادة منهم بعد النصر!
(هيكل وسرد لفترة بختيار)
ويسرد هيكل وصول بختيار لمنصب رئيس الوزراء وكيف كان بختيار والامريكان يريدون سحب البساط من الخميني بإصلاحات شكلية والتهديد انه في حال لم يدعم الخميني بختيار فسيكون الانقلاب العسكري حتميا فرد الخميني ان حكومة بختيار غير شرعية وهي واجهة لانقلاب عسكري وإذا حدث سنعتبره بقيادة أمريكا وسنعتبر أنفسنا في حال حرب مع أمريكا وعليه أعلن عن تشكيل مجلس ثوري بديل عن حكومة بختيار الذي قال عنها ان من يطيعها فكأنه يطيع الشيطان وحتى قبيلة بختيار أعلنت تبرئها من بختيار وتأييدها للخميني. هيكل يصف الحال الذي وصل له الشاه يصف هيكل كيف وصل بالشاه من الاستحقار والانهزام وكيف ان حليفه الأمريكي لم يعطه أي قيمة ولم يستقبله وكيف بالأصدقاء مثل ملك المغرب يحاول الابتعاد عنه وكيف ألغيت جوازاتهم فكانت حتى المكسيك صعبة عليهم للوصول اليها الى ان وصل الامر بالملكة فرح بالاتصال بمفوضية اللاجئين في جنيف تتوسل ان تحصل لها على جوازات سفر لها وزوجها لتتمكن من السفر الى المكسيك.
(هيكل يصف فترة انتصار الثورة)
هيكل: عقدة (كربلاء والاستشهاد) هو الذي ضمن للثورة بالنصر. صور هيكل بشكل ساحر رجوع الامام الخميني بالطائرة وكل ما فعله فيها كأكل الزبادي والصلاة والنوم على دوشك وكيف نظر الامام حيث وجه انتباهه الى منظر المدينة من خلال نافذة الطائرة وبين ان الوضع وكأن الامام الغائب قد عاد حقا بعد 1200عام. وصور هيكل الحشود في استقبال الخميني حتى كان من الصعب الاستمرار واستدعيت المروحية لنقله الى مقبرة الشهداء وكيف رد الخميني على اعلان حظر التجول في قصاصة ورق نشرت على التلفزيون مكتوب فيها بخط الخميني " تحدوا حظر التجول بعون الله".
(ما بعد الانتصار)
انتهى الصراع بين بين الدين والامبراطورية وأصبحت سلطة الخميني مطلقة أكثر من الشاه. يتحدث هيكل ان الانفلات كان وليد الأشهر الأولى من الثورة وبخصوص التعامل مع الحرس القديم فقد قدم منهم 55 ألف للمحاكمة وأعدم منهم (350) وسجن المئات وبرئ الالاف منهم. وبعد ذلك ينتقل للحديث حول الوضع والتأزم الداخلي بين التيار العلماني والديني مرورا بالحرب العراقية/الإيرانية الى وضع الخليج بعد الشاه.
الثورة الإسلامية في إيران فضت على أكبر امبراطورية في العالم كتاب يتكلم عن القوة والضعف، قوة الشعب وضعف الحكومة ةالتدخلات الخارجية ونتيجتها السلبية على السياسة الداخلية المرحوم محمد حسنين هيكل فند في كتابه كل صغيرة وكبيرة ما يخص الثورة في إيران
طيلة قراءتي في الكتاب ، كان لابد رغماً عني أن أقارن بين الثورة الإيرانية و الثورة المصرية، أبحث عن الفرق ولماذا أدت كل منهما إلي ما أدت إليه ، وجدت فارقاً واحداً بارزاً مؤثراً لا يمكن التغاضي عنها ، ألا وهو الخميني نفسه، فالثورة المصرية لم يكن لها قائد ملهم ذو شخصية مسيطرة ملهمة كشخصية الخميني، ففي أول اختبار للجماهير لم تكن تعلم ماذا تفعل في وسط الآراء المختلفة لكل سياسي ولكل حزب علي حدي ، فكل في واد وكل يبحث عن مصلحته وكل له رؤية مختلفة، علي عكس الثورة الإيرانية ، التي كان الخميني كعبتها ، كلما شعروا بشىء من الخطر يهدد ثورتهم أو كلما واجهوا معضلةً سياسيةً ، توجهوا إلي قبلتهم السياسية مباشرة يطلبون منه النصيحة و الأمر ، حتي لو كان هو مترفعاً عن هذا (بحسب كلام هيكل نفسه).
وكان الخميني يعلم أثر كل خطوة يخطوها ،يعلم خطر الجيش علي الثورة ويعلم خطر تهور الجماهير علي جيشها ، وأن هذا سيؤدي إلي انقلاب مضاد بلا شك، يعلم نبض الجماهير و يعرف ما تريد لتهدأ وما تريد لتثور ، وهذه ميزة عظيمة علي بساطتها، لكن يفتقر إليها أغلب الساسة في مصر خاصة.
كما كانت أيدولوجية الثورة معروفة واضحة وضوح الشمس ، فأي طفل وقتها كان يعلم أن إيران ستقوم فيها جمهورية إسلامية شيعية ، لا علمانية و لا شيوعية ، بعكس الثورة المصرية لنفس سبب عدم وجود القيادة ، فلم يكن واضحاً ما سيجري في الأيام اللاحقة.
قال هيكل بالكتاب أنه نُشَر بالإنجليزية أولاً ، وكان من نشره رافضاً لهذا العنوان "مدافع آية الله" و أنا أتفق معه في هذا ، بل كان يجب أن يطلق عليه مدافع آية الله و طلقات شاه إيران مثلاً ، لعدة أسباب
أولها أن الكتاب في رأي منقسم إلي جزئين ، الأول متفرغ بشكل كبير لسرد مراحل تحول الشاه "محمد رضا" ، منذ تولي والده وتسليمه السلطة عندما كان شاباً يافعاً خائفاً ذو شخصية ضعيفة بلا كاريزما أو صفات قيادية ، حتي أصبح خبيراً بأمور السياسة و دهاليزها ،فكان يعلم من أين تؤكل الكتف
ولأن الخميني و الشاه شخصيتان مختلفتان إلي حد كبير، فالشاه كان دائم الضرب بسرعة في معارضيه بدون إعطائهم فرصة، ولكنها لم تكن ضربات قاضية أو مميتة ، فكان كلما قضي علي واحد ظهر غيره في مكان آخر وكلما قضي علي فئة من المعارضة ظهرت فئة أخري لها تحركاتها الخاصة ، علي عكس الخميني الذي كان صابراً لفترة كبيرة ينتظر الطعام حتي ينضج علي نار هادئة، حتي يضرب مرة واحدة بمدافعة الثقيلة، كانت بطيئة لكنها مؤثرة أيما تأثير
كما أن الشاه كثيراً ما قبل الحلول الوسط ، سواء مع الأمريكيين أو مع الروس ، أو حتي في محاولته لتهدئة المعارضة، علي عكس الخميني الذي كانت دائماً طموحاته تصل إلي أبعد مدي بلا تنازل أو حوار
طبعاً الكتاب مترجم علي يد الميسري و شخص آخر لا أتذكر اسمه، لم أشعر للحظة واحدة أنه مترجم و أن هذه ليست لغته الأصلية.
أعجبني في الكتاب إضافات هيكل عند سرد الأحداث ، فكان يزينها ببعض تحليلاته العميقة واللازمة لإعطاء بُعد آخر للقصة.
كنت أنتظر أن يستمر الكتاب حتي وفاة الخميني علي الأقل، لنعلم كيف أدار الأمور بعد ذلك لكن هذا لم يحدث للأسف.
كتاب جيد في مجمله ، أسلوبه سهل ،جيد كبداية للقراءة عن الدولة الإيرانية الحديثة.
دائما ما كنت اسمع عن ثورة إيران السلمية والتي تغيرت بسببها مجرى العالم من علاقات و ارتباطات بين الدول بعضها ببعض من اصبح صديقا فقد أمسى عدوا. وبعد قراءة كتاب هيكل اتضحت لي هذه الثورة العظيمة - سياسيا فقط بغض النظر عن المذهب أو الدين - فرجل واحد الخميني بحنكته وصبره قد قاد ثورة عظيمة غيرت الكثير من مجرى التاريخ السياسي في الشرق الأوسط وكيف انقلب على ملك البذخ والفساد الشاه ايران. نقل لنا هيكل كيف كانت ايران من بداياتها ومن بداية عصر البترول في زمان والد الشاه ايران وكيف تم ابعاده وتعيين إبنه ( محمد رضا بهلوي) كشاه لإيران والذي عاش في بذخ كبير جدا هو وعائلته، وذكر هيكل بالتفصيل الدقيق هذه الحقبة المليئة بالمناورات السياسية والخداع والبحث عن المصالح الوطنية و كيف كان القمع والإضطهاد يمارس على الشعب الإيراني وكيف بدأت شرارة الثورة من ظهور الخميني ومن ثم نفيه للعراق ورغم استخدام السلاح ضد الثوار الا كان يحثهم بكلمات عاطفية على الشهادة و العفو على من اعتدى عليهم. برأيي الشخصي عظمة هذه الثورة في أمرين هي أولا: سلمية هذه الثورة والانصياع بشكل كامل بلا تردد للخميني مما جعل الكثير من الجنود و العسكر ترك قواتهم والتوجه للثوار و انتحار الكثير من الجنرالات بعد أن فقدوا قواتهم خوفا من الإعدام والمحاكمات. ثانيا: تغيير مجرى التاريخ السياسي والعسكري في المنطقة من دولة صديقة للدول الخليج و أمريكا إلى دولة عدوة لها الكثير من الاستفزازات في المنطقة حاليا. وبرأي حيادي بعيد عن الطائفية فعلا ثورة إيران ثورة عظيمة تسطر بماء من ذهب واستمتعت كثيرا بالكتاب ومايحمله من حقائق صادمة عن منطقة الشرق الأوسط.
عندما بدأت بالصفحات الأولى لم أكن اتصور أني قادر على إنهاء الكتاب، البداية كانت رتيبة ومملة عن حادثة احتجاز الرهائن في السفارة الامريكية في طهران ومقابلة محمد حسنين هيكل للمتسببين في الاحتجاز. الكتاب يمتلئ بالمعلومات التاريخية سواءً عن ايران والدول المحيطة بها والعلاقات التي كانت تربطها بأمريكا واسرائيل. تبدأ من الانقلاب الذي قاده رضا بهلوي على حكم اسرة كاجار الحاكمة ليتوج نفسه شاهاً مروراً بنفيه إلى جنوب افريقيا. ثم يتلقى ابنه التركة الثقيلة من بعده، الشاه محمد رضا الذي وصف بضعف الشخصية مالبث حتى تملكه الغرور والغطرسة عبر تحالفه مع امريكا واسرائيل في المجالات العسكرية ووقوفه ضد للشيوعية.
فساد، مؤامرات، خيانات، غطرسة، ذل، نهاية مأساوية للشاه وقيام الثورة الايرانية بقيادة الخميني، تتغير الشخصيات والتاريخ يعيد نفسه.
هيكل صاحب قلم يأسر القارئ. هذا الكتاب عبارة عن سرد لقصة إيران بدايةً فترة نهاية حكم الشاه رضا بهلوي، مروراً بحكم الشاه محمد رضا وثم ينتهي بانتصار الثورة.
يمتاز قلم الكاتب بالتشويق ودقة الوصف، إضافةً إلى العديد من القصص يرويها الكاتب من خلال مقابلاته الشخصية مع كل أطراف الحكاية. لعل السلبية الوحيدة هي أن النفس العروبي الناصري المصري يظهر بين كلمات هيكل في مواقف قليلة.
بصراحة هيكل كما ذكرت صاحب قلم آسر ويستحق القراءة لثقل حصيلته المعرفية ونفوذ علاقاته بين جميع أطياف المجتمع السياسي في المنطقة والعالم.
لم أقرأ عن الفترة الزمنية التي تحدث عنها الكتاب من قبل ومن الرائع انني أقرأ عنها بقلم الاستاذ هيكل ** هذا كتاب يتحدث عن تاريخ صنع جزءا من الحاضر الذي نعيشه الان وربما جزءا من المستقبل أنصح به وبقراءته مرات عدة **
استمتعت كثير بقراءة هذا الكتاب الذي أعطاني منظور أخر للثورة الأيرانية خاصة من جهة الشاه. الكتاب خفيف وممتع وكأنك في جلسة خاصة مع هيكل يحكي لك بشكل عفوي ماجرى وحصل قبل وأثناء الثورة الأسلامية في إيران . لم يوفق في توصيف المذهب الشيعى من الناحية العقدية الكتاب ولاشك وثيقة هامة من رجل له اتصال بمراكز القرار في العالم وعاش فترة الثورة عن كثب سواء من الخارج أو الداخل الأيراني
و إن كنت أتحفظ على كتابات هيكل التاريخية فى بعض الأحيان لعلمى بتلاعبه بكثير من الوقائع التاريخية من أيام برنامجه على الجزيرة و من معرفتى بعلاقته بكل الأنظمة بدءا من نفاقه للملك و تحوله بعد ذلك لتأييد انقلاب يوليو و تأييد عبدالناصر ثم أخيرا و ليس آخرا كونه عراب انقلاب العسكر فى مصر ٢٠١٣ المم أننى وجدت الكتاب رغم ذلك يصلح أن يكون بداية جيدة لقرائتى عن الثورة الإيرانية
مقدمة الكتاب عن الثوارت و أهدافها و مآلاتها و صدامها بالواقع ...مقدمة رائعة جدا تكشف عن صحفى قارئ جيد للتاريخ (و منظر جيد لافشال هذه الثوارت أيضا :D المقدمة يجب أن تدرس للثوار )
الكتاب تكلم باستفاضة عن مايمكن أن نسميه الثورة الايرانية الأولى أو الثورة الأم ثورة تأميم البترول بقيادة السياسى و الخطيب المفوه مصدق ثم الانقلاب عليه بمعونة المخابرات الأمريكية العملية أچاكس المشابهة جدا لانقلاب مصر ٢٠١٣ (يجب أن يدرس الثوار فى مصر قصة مصدق و الإنقلاب عليه ضمن#معركة_الوعى )
الكتاب تكلم عن أسباب قيام الثورة الايرانية و عن فساد الشاه و حاشيته و وزراءه مما أتحفظ عليه فى الكتاب الإحساس أن هيكل كان موجودا فى كل لحظة فى الثورة الايرانيةاستحالة حدوث ذلك عمليا الا أن طريقة الكتابة و نقل و تلخيص الوثائق يوحى للقارئ بطريقة خادعة أن هيكل كان من المحضرين للثورة ذاتها و أنه كان يكتب رسائل الخمينى بنفسه !!!! الكتاب صور الثورة بأنها ثورة الخمينى و أفرط فى الحديث عن الخمينى و دوره فى الثورة لذلك لا يكفى فى الحديث عن الثورة الايرانية هذا الكتاب فمن الطبيعى أن كان هناك دور لكثير من الزعماء و الشباب و القادة فى الثورة الايرانية
اقتصر الكتاب على صفحات قلبلة فى الحديث عن الحراك الميدانى فى الشارع فى المدن و الأزقة و الحوارى و لم يستطرد فى التفاصيل و لم يحك لنا عن تفاصيل المظاهرات و المواجهات و الاحتجاجات و الاشتباكات بين الثوار و بين أجهزة الأمن و كيف تصدى الثوار لبطش و قمع الأجهزة الأمنية يتبع،،،،
ظل هذا الكتاب حبيس مكتبتى لفترة تصل الى 3 سنوات دون أن أقرأه لظروف خارجة عن إرادتى، ورغم اهتمامى به فإني لم أتخيل ان اعجب به الى هذه الدرجة الكتاب اسلوبه ممتاز فى السرد والتحليل، ولكنى لا أستطيع أن اجزم اذا كان هذا هو الاسلوب الطبيعى لمحمد حسنين هيكل حيث أنه كما قال بنفسه فى اول الكتاب، انه قد كتب هذا الكتاب باللغة الانجليزية وبأسلوب مناسب للغة ثم تمت ترجمته فيما بعد بالنسبة لمضمون الكلام فقد علمت منه عن تاريخ ايران وسياستها وفترة حكم الشاه ثم الثورة ما لم أعرفه من قبل واكثر كلمة اعجبتنى فى الكتاب هى "إننا نتعلم لغة شعب من الشعوب لكى نستطيع أن نتكلم معه، ولكن علينا أن نتعلم تاريخه إذا كنا نريد ان نفهمه" وبالفعل هذا الكتاب اوضح لى الكثير من الأمور لم تكن مفهومة لى من قبل احترت قليلا فى الاختيار ما بين اعطاءه 4 او 5 نجوم فى التقييم، ثم اخترت الخمس نجوم لسلاسته واهميته والفائده اللى خرجت بها منه وارشحه بقوة لمن اراد ان يعرف اكثر عن المنطقة
الكتاب يتناول بدايات الشاه الخجلة حتى نهاياته الباذخة , والتي رمته في مستنقع الهاوية و قيام بعده ثورة فريدة من نوعها غيرت ملامح وجه المنطقة الشرق أوسطية.
تميز هيكل في هذاالكتاب بحواراته الخاصة برؤوس النظام الساقط والقائم وجهاً لوجه دون الإنحيازية لطرف دون آخر
كان الكتاب الأول الذي أقرأه لـ الأستاذ هيكل و حتماً لن يكون الأخير ..
الكتاب ثري للغاية كمقدمة لفهم إيران الحديثة عموما.. ويرتكز فيما يخص الثورة على السنوات الثلاث الأولى أرشح أيضا كتاب "إيران من الداخل" لفهمي هويدي الذي صدر بعد كتاب الأستاذ هيكل بخمس سنوات كتتبع لسير الوضع الإيراني عقب الثورة