يتناول الدكتور المسيري في هذا الكتاب ما يُسمَّى «العقلية التآمرية» التي تنظر إلى العالم من خلال النموذج الاختزالي ذي البُعد الواحد، ومن ثَمَّ تسقط في العنصرية، التي تبسِّط الواقع، وتجعل التعامل معه والتنبؤ به مسألة صعبة.. إن لم تكن مستحيلة. ويطرح الدكتور المسيري مقابل هذا ما يسميه «النموذجَ المركَّب». وقد استخدم عدة حالات للدراسة، منها: البروتوكولات ـ التلمود ـ السحر ـ الماسونية ـ البهائية ـ الفرانكية ـ السبئية ـ الجاسوسية اليهودية ـ الجريمة اليهودية ـ اللوبي اليهودي والصهيوني. كما تناول الكتاب إشكالية العبقرية اليهودية واللوبي اليهودي الصهيوني. وقد ضم هذا الكتاب بعض المواد التي وردت في كتاب الجمعيات السرية في العالم (من إصدار دار الهلال ـ القاهرة 1993) بعد إعادة صياغتها وتطويرها والإضافة إليها. وأضاف الدكتور المسيري إلى الكتاب ملحقاً به دراسة تفصيلية عن النموذج الاختزالي والنموذج المركب، وعن المؤشر الاختزالي والمركَّب
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 � 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 � 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 � 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).
ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال
قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية � في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره
لا يوجد أفضل من عبدالوهاب المسيري في التحدث عن اليهود وفضح دورهم في الكثير من المؤامرات العالمية والتحكم في متخذي القرار حول العالم، وإن شعرت أنه يكرر بعض كلامه من كتبه السابقة مثل موسوعة اليهود ومن هم اليهود
يتناول الكتاب دراسة في الحركات اليهويدية والصيونية والأحزاب المتشكلة سريا أو علنيا .. يتحدث عن أسباب نشأتها والظروف التي دفعتها .. يتناول الكتاب في كثير من سطوره النفسية اليهودية وتحليل لها ان صح التعبير.. أريد أن ألفت انتباهكم لبعض النقاط التي أجد أنه من المهم معرفتها قبل قراءة الكتاب : ١- يفضل جدا ان لا يكون هذا الكتاب أول كتاب تقرأه للمسيري بشكل عام. قد تحتاج بداية أن تقرأ سيرته الفكرية. شعرت أني قمت بعمل جيد عندما بدأت فيها أولا.. تسنى لي فهم العديد من النقاط والاستفادة من الكتاب بشكل كبير بسبب نظرتي للمسيري نفسه ومعرفتي فيه.
٢- يفضل أن يكون لديك معلومات سابقة عن اليهود والصهيونيه . هذا الكتاب لا يستحسن أن يكون اول قراءاتك في هذا الموضوع. لأنه لا يعرض معلومات موسوعية أو سرد لمعلومات تخص الحركات.. فلذلك انصح بقراءة كتاب موسوعة اليهود المصورة للسويدان قبل. ثم هذا الكتاب. لانه يتحدث عن حركات وأحداث وكتب اليهود كانها معرفة مسبقا، فبالنسبة لمن ليس لديه معلومات -الا بسيطة وسطحية- فمن الضروري أن يقرا معلومات عن اليهود حتى يعرف ماذا يقصد الكاتب بالمصطلح الفلاني او � الخ. أيضا انصح بقراءة تاريخ فلسطين المصور عندها ستستفيد اقصى الاستفادة من هذا الكتاب ان شاء الله.
٣- هذا الكتاب في سنه ٩٨ يعني قبل ١٢ سنه من الآن . طرأت اشياء وتغيرات كبيرة وحركات يهودية نشطت وحركات ماتت وتطورت الماسونية و،و و الكثير من التغيرات. فالذلك أرى ان هذا الكتاب ليس مرجع كافي لانه قديم وسيكون من المفيد لو اطلعت على دراسات حديثة في هذا المجال.
٤- يفضل أن تقرا الكتاب من اخر فصل اولا لكي تعرف ماذا يقصد ببعض المصطلحات مثل نموذج اختزالي ونموذج تركيبي او مركب ومطور. بعدها بامكانك أن تقرأ الكتاب من أوله.
شخصيا : أنا احب المسيري رحمه الله جدا جدا احب منهجه الشمولي والتحليلي .. ميزة هذا الكتاب انه لا يقوم بجمع المعلومات التي قد تكون قرأتها الف مره.. على العكس من ذلك، فهو يورد بعض المعلومات ويحللها من وجهة نظره هو ويقدم لك حجج وبراهين بشكل معتدل .. الكتاب مكتوب بطريقة ذكية كعادته المسيري رحمه الله. الشيء الجميل انه من الناس ومن الكتب اللي تكلمت عن نظرية المؤامرة بشكلها الواقعي لازيادة ولانقصان .. ما أقصده هو وجود الكثير من المبالغات من بعض الناس بخصوص المؤامرة! والبعض الاخر لا يعترف فيها إطلاقا وتعتبرها خرافة.. وكل هاتين النظرتين فيها تطرف .. نظرية المؤامرة من وجهة نظر المسيري جدا رائعه ! وانا اوافقه الرأي وارى انه نحن قمنا باستغلال المؤامرة من أجل أن نبرر ضعفنا و نبرر عجزنا وانهم أقوى منا بينما العكس صحيح .. اسرائيل دولة تُهزم لكن ليس بضعفنا! الخلاصة: نظرته للمؤامرة تستحق القراءة والتمعن. وانا اوافقه فيها تماما.
- ٣ نجوم يعني اعجبني وتمنيت يكون ٣ نجمات ونص بس مافي نص نجمة بالقود ريدز : ] - نهاية: الكتاب قديم بعض الشيء! من الممكن لو قرأته قبل ٧ سنوات كنت سأستفيد اكثر .. أيضا بعض الحركات تناولها بشيء من السطحية بينما كنت أتطلع لأن يتناولها بشكل أعمق ولا يتناول ظواهرها ومحافلهم بقدر ماكنت أتطلع أن أقرأ عن الأهداف و و و . الكتاب من النوع الثقيل! تحتاج وقققققت تقرأ وتتأمل. لكنه جهد جميل وتخليلي شمولي رائع الله يرحمك يا دكتور عبد الوهاب.
كتاب أهديه لعشاق نظرية المؤامرة و المهووسين بالطرف الثالث! أعطيه ٣ نجوم فقط لأن الكتاب برأيي تفرّع وتشعّب إلى موضوعات تفصيلية وهامشية.
زبدة الكتاب في بدايته ونهايته.
بعد قراءة هذا الكتاب سيتبين لك عزيزي القارئ(ة) أن المؤمن بنظرية المؤامرة هو بحد ذاته جزء من المؤامرة، فإعطاء العدو أكبر من حجمه يبث روح الهزيمة في النفس وبالتالي ينتصر العدو دون الحاجة إلى خوض أي معركة.
شخصيا اعتبر أي شخص يؤمن بنظرية المؤامرة مجرد شخص يرفض مواجهةالواقع وتحمل المسؤولية، فالتخطيط ضد الآخر أمر طبيعي ومتوقع، أما الاستسلام والخضوع له فهو مما يعجب له المرء
النظرة أحادية البعد والإختزالية هي السبب في قصور نظرنا، ويدعو المسيري إلى استبدالها بالنظرة المركبة التي تحيط بالأمر من جميع النواحي وتأخذ كل العوامل في عين الاعتبار. يتضمّن الكتاب عدة أمثلة ومعلومات تدعم الفكرة الأساسية.
واصل المسيري في هذا الكتاب مهمته التي عمل عليها لأكثر من ثلاثة عقود، منذ عمله مستشارا للجامعة العربية في نيويورك وأكاديميا ماركسيا في الجامعات الأميركية، ثم مؤلفا متخصصا في اليهودية والصيونية، والتي تتلخص في إعادة قراءة التاريخ والفكر والسياسة من منطلق التماس العذر والبراءة لليهود. منهج المسيري في هذا الكتاب يقوم أولا على مسلّمة مفادها "نفي وجود المؤامرة"، فهو لا يشتغل على نفيها ومناقشتها، بل يفترض مسبقا أنه لا توجد مؤامرة وأن دور الباحث يجب أن ينصب فقط على إبداع نموذج تفسيري مركب ومتماسك لفهم البديل عن المؤامرة. وبما أن المسيري يملك الأدوات الفلسفية والأدبية والنقدية الجيدة، فمن الطبيعي أن يقتنع كل قارئ غير متخصص بهذا الطرح، دون أن يلحظ أصلا المغالطة المنطقية التي قام عليها المنهج كله، وهي الانطلاق من فرضية غير مسلّم بها أصلا، لا سيما وأن المؤلف يرى أنه كلما تعقد المنهج وتراكمت أو تراكبت مكوناته فإنها تبدو أكثر إقناعا، لأن "التفسير المؤامراتي" ليس سوى منهج اختزالي بسيط كسول –ف� رأيه- ما يعني بالضرورة –وف� رأيه أيضا- أنه خاطئ! التفصيل يتطلب وقتا وجهدا، قد نوفق إليه لاحقا بعون الله.
بدايتي الحقيقية مع عبد الوهاب المسيري في محاولة لفهم اليهود والعدو الصهيوني .. ينسف المسيري نظرية المؤامرة من أساسها لأنه يرى أنها نموذج إختزالي وليس مركباً لا شك أن مثل هذا الكتاب فتح لي آفاقاً لا قبل لي بها (في هذة المرحلة العمرية على الأقل) ويغير نظرتي للأمور تماماً وهو ما يستحق مني خمس نجوم دائماً لكن .. بسبب الحذلقة اللغوية ونحت الكلمات (يحوسل = يحول إلى وسيلة) وتركيبها وترجمتها بطريقة حرفية (سكندرية = ثانوية !) وتعمد التعقيد لاسيماً في الفصل التاسع والذي يتحدث فيه عن الإختزال والتركيب الذي اعتمد فيه على هذه الدراسة والمفترض فيه توضيح كافة المفاهيم التى اعتمد عليها الكتاب أعتقد أن شخص كالمسيري يمكن بسهولة توضيح أفكارة لكنه تعمد تعقيدها، وكما قال زكي نجيب محمود من قبل في كتابه أفكار ومواقف في ص 188
"إذا كانت الفكرة مضطربة في رأس صاحبها، فلا بد أن تجئ عبارته عنها بالدرجة نفسها من الإضطراب"
كتاب دسم للغاية يحتاج لمجهود ذهني وفير ولا أنصح به إلا في حالة يقظة ذهنية متاحة لعدة أيام متتالية ولا أنصح به كبداية للمسيري
رحم الله المسيري وجعل كل ما كتب في ميزان حسناته يارب. الكتاب صوت وحيد حقيقي وسط أصوات كثيره مزيفه و مبالغ فيها صوت يبحث عن التركيب في عالم من البساطه و يبحث عن الحقيقة في عالم من الزيف. لاشك إن الاساطير أحيانا ما تكون أساطير و حسب لكنها أيضا يمكن أن تكون مجرد لغز مبهم اكتفينا بكونه اسطوره فلم نبحث حول ماوراءه! هنا يواجه المسيري الأصوات العليا التي تري إن بروتوكولات حكماء صهيون تحدد مسار العالم وأن لا فائده من المقاومة فاليهود دوما أكبر و اغني و أكثر سيطره علي مقاليد الأمور و يذكرنا اننا إن صدقنا الاسطوره أكثر من اللازم تحققت! لاشك إن من المريح جدا تصديق هيمنه اليهود علي كل شئ بلوبيات خفيه و ظاهره و بمال لايري بدايته من نهايته لكن اين نحن من تغيير تلك الحقيقة ؟ أو لم يكن إليهود ذات يوم من الضعف والمهانه بمكان ثم جعل الله لهم الكره علينا و وجعلهم أكثر نفيرا؟ أليست تلك سنه الله في الارض؟ يرينا المسيري إن ركوننا إلي "الحقائق" المريحه لن يصل بنا إلي نتائج مختلفه و يحاول أن يشرح ان كل ما يتعلق باليهود هو نتاج مركبات مجتمعيه و سياسيه و جغرافيه لا،نتاج اليهود لسحر ما فيهن يعاملهم كوحده خارجه عن القوانين الطبيعيه المال اليهودي هو نتيجه لكيف سرت الأمور في اوروبا،في حقبه من الزمن والماسونية هي نتيجه لعلمانيه شامله عالميه اصابتهم كما اصابتنا فاستفادوا من البروباجندا الخاصه بها كما يفعلون دوما.
الكتاب قديم نسبيا و لاشك إن حقائق كثيره تغيرت و تطورت لكن لا شك في أن مصاص الدماء كانت أسطورة في وقت لم يعرف فيه الناس مرض Porphyria فاسطوره اليد الخفيه لليهود وراء كل صغيره و كبيره في العالم إن هي إلا نتاج لوقت لم يعرف فيه العرب بعد إنهم قادرون علي مقاومه الصهاينة "عدونا ليس الأفعى اليهودية الخيالية الميتافيزيقية التي لا يمكن الإمساك بها لأنها خفية رغم أنها في كل مكان وهذه دعوة مقنعة للاستسلام) وإنما هو العالم الغربي الذي يدافع عن مصالحه الإستراتيجية التي يمكن تعريفها والتصدي لها"
الكتاب به بعض التكرار - لهذا نقص النجوم في التقييم- لكن أفكار المسيري تحتاجه فه�� أفكار مركبه ليست مباشره. لاينصح به كبداية لفكر المسيري لكنه منهم في وقتنا الحالي الذي أرانا فيه المجاهدين رأي العين ان إسرائيل خدعه وما علينا إلا أن نصدق و ندعم تلك الحقيقه فهم - لابسي الحفاضات- قابلين للهزيمه لو أنا دخلنا عليهم الباب...
سدد الله خطو حماس المقاومين في غزة و في كل مكان و أيدنا بنصر مؤزر علي بني صهيون عاجلا غير أجلا.
اذا كنت من محبى الأفكار المختزلة المطلقة اذا كنت ممن يؤمنون بنظريات المؤامرة اذا كنت تتوقع كتابا تقليديا يتحدث عن اليهودى الشرير ذو الأنف الطويل و الصوت الأخنف فلا تقرأ هذا الكتاب
الكتاب هو من روائع الدكتور المسيرى رحمه الله .. خليط من الفلسلفة و التاريخ و علم الأديان و السياسة .. يدهشك كم المعلومات المفيدة الكتاب رغم أسلوبه الصعب فى بعض الأحيان و دسامته و لكننى كنت اقرأه يوميا بجنون و افكر فيه و انا خارج المنزل و اتأمل فى ما يطرحه المسيرى
نصيحة مهمة جدا .. ستوفر على نفسك الكثير من العناء اذا بدأت القراءة بالفصل الأخير
إذا كنت من المؤمنين بأن اليهود يتحكمون في العالم و انهم وراء كل مصيبة في هذه الدنيا فهذا الكتاب يضع النقاط فوق الحروف في هذه المسألة و يورد العديد من النقاط البديهية و التي بشكل أو بآخر لاتنفي عن اليهود تكوينهم لما يسمى بجماعات الضغط أو اللوبي.
رائع كعادتك يا د.عبد الوهاب ان ملخص الكتاب ببساطة ان اليهود ليسو تلك الكائنات الاسطورية التي في خيالنا انهم جماعة طبيعية تتميز في امور وتتخلف في اخرى وان اليهود ليسو جميعا كتلة واحدة في جميع الاماكن ومختلف الفترات الزمانية انهم جماعات طبيعية تؤثر في محيطها وتتأثر بما حولها من ظروف يجب علينا ان نخلص عقولنا من تلك الطريقة الاختزالية في التفكير انصح بقرائتة بشدة
" ان لم يجد العقل الانساني نموذجا تفسيريا ملائما لواقعة ما , فانه يميل الى اختزالها وردها الى ايد خفية تنسب اليها كافة التغيرات والاحداث . فالاحداث _حسب هذا المنظور_ ليست نتيجة تفاعل بين مركب من الظروف والمصالح والتطلعات والعناصر المعروفة والمجهولة من جهة و ارادة انسانية من جهةاخرى , وانما نتاج عقل واحد وضع مخططا جبارا وصاغ الواقع حسب هواه , مما يعني ان بقية البشر ان هم الا ادوات .. "
" هذا هو السر الحقيقي للنجاح الصهيوني في الغرب , فهو لا يعودالى سيطرة اليهود على الاعلام , او لباقة المتحدثين الصهاينة , او الى مقدرتهم العالية على الاقناع والاتيان بالحجج والبراهين , او الى ثراء اليهود وسيطرتهم المزعومة على التجارة والصناعة , وانما يعود الى ان صهيون الجديدة جزء من التشكيل الاستعماري الغربي , والى انه لا يمكن الحديث عن مصالح يهودية وصهيونية مقابل مصالح غربية , والى ان الاعلام و اللوبي الصهيوني يمثلان اداة الغرب الرخيصة: دولة وظيفية عميلة للولايات المتحدة تؤدي كل ما يوكل اليها من مهام بنجاح وتنصاع تماما للاوامر , ولا توجد سوى مناطق اختلاف صغيرة بينها وبين الولايات المتحدة . وتنصرف هذه الاختلافات اساسا الى الاسلوب والاجراءات لا الى الاهداف النهائية .. "
" ان توافق المصالح , وتوافق الادراك الغربي والصهيوني , هو سر نجاح اسرائيل الاعلامي ومصدر قوةاللوبي الصهيوني وليس العكس , وهي العوامل التي تحدد في نهاية الامر السلوك الغربي . فالاعلام واللوبي الصهيوني لا يستمدان قوتهما من كفاءة الصهاينة وانما من ان اسرائيل وجدت لنفسها مكانا داخل الاستراتيجية الغربية ولانها جعلت نفسها اداة طيعة رخيصة كفئا لتحقيق هذه الاستراتيجية . وتحديد القضية على هذا النحو يعني اننا لا نقلل من اهمية اللوبي الصهيوني او من مقدرته على تعبئة الراي العام الامريكي لصالح اسرائيل او من فعاليته في التاثير على صانع القرار الامريكي . ولكننا مع هذا لا نفسر كل سلوك الغرب على اساسه اذ تظل الاولويات الاستراتيجية التي حددها صانع القرار الغربي هي التي تفسر سلوكه .. "
كعادة كتب د\عبدالوهاب المسيري مليئة بكم معلومات غير عادي عن تاريخ اليهودية والصيونية بتنم عن اجتهاد بحثي عظيم .. الكتاب بيناول فكرة المؤامرة اليهودية الكبرى ومدى مصداقيتها, حاول يفسرالنفسية اليهودية والصهيوينة في اطار النموذج المركب اللي بيطالب وضعها في نسقها التاريخي والاجتماعي والنظر الى اليهودكجماعات وظيفية مختلفة لكل جماعة ظروفها وقرارتها المختلفة عن الاخرى , وهذا النموذج المركب بيعتمد على فكرة ان البشر ولدوا على الفطرة وان عوامل الشر تم اكتسابها من خلال الظروف المحيطة في مقابل النموذج الاختزالي اللي بيفسر شرور اليهود على انه شئ متاصل فيهم ولدوا عليه .. الكتاب برده بيحاول يفرق بين اليهودية كدين وبين الصيونية كجزء من المشروع الامبريالي الغربي .. لكن اعتقد ان الشخص الغير مطلع على اعمال د \المسيري او لديه فكرة عن موقفه من الصيونية هايقع في لبس وهايتهم الكاتب بالتحيز ناحية اليهود وكذلك بانه نفى كل الشبهات عنهم وهايشعر بان بعض الافكار في الكتاب غير منطقية .. في النهاية على الرغم من اقتناعي بالفكرة اللي بيقدمها الكتاب لكن كشخصية عربية مسلمة معنديش مشكلة اني اصدق في فكرة العقل التامري الصهيوني ضد العرب والمسلمين وده مع اعتقادي ان اغلب اليهود في النهاية تحولوا الى صهاينة ..
اذا كنت من المؤمنين بأن اليهود يتحكمون في العالم و انهم وراء كل مصيبة في هذه الدنيا فهذا الكتاب يضع النقاط فوق الحروف في هذه المسألة و يورد العديد من النقاط البديهية و التي بشكل أو بآخر لاتنفي تكوينهم ما يسمى بجماعات الضغط أو اللوبي,، الا انهم لا يملكون تلك التعاويذ السحرية لاخضاع هذا العالم وفق رؤيتهم أو مخططاتهم.
بسبب التشدد الديني كانت لديهم اعتقاد انهم افضل من باقي البشرية و يتضح هذا في ادعائهم انهم شعب الله المختار. ومع هذا ينفي الكاتب مثلا نظرية كتاب بروتكولات حكماء صهيون أو ان اليهود عموما يمتلكون القوة الخارقة أو السر الأعظم لادارة العالم حسب أهوائهم. فقط هي لغة المصالح المشتركة مع السلطة مرة و مع الحركات السرية الانفصالية مرة.
فعلا يستحق وقتكم!!
Merged review:
ذا كنت من المؤمنين بأن اليهود يتحكمون في العالم و انهم وراء كل مصيبة في هذه الدنيا فهذا الكتاب يضع النقاط فوق الحروف في هذه المسألة و يورد العديد من النقاط البديهية و التي بشكل أو بآخر لاتنفي تكوينهم ما يسمى بجماعات الضغط أو اللوبي,، الا انهم لا يملكون تلك التعاويذ السحرية لاخضاع هذا العالم وفق رؤيتهم أو مخططاتهم.
بسبب التشدد الديني كانت لديهم اعتقاد انهم افضل من باقي البشرية و يتضح هذا في ادعائهم انهم شعب الله المختار. ومع هذا ينفي الكاتب مثلا نظرية كتاب بروتكولات حكماء صهيون أو ان اليهود عموما يمتلكون القوة الخارقة أو السر الأعظم لادارة العالم حسب أهوائهم. فقط هي لغة المصالح المشتركة مع السلطة مرة و مع الحركات السرية الانفصالية مرة.
أعتقدُ أنّ هذا الكتاب ينبغي أن يدرسهُ طلبة الثانويّات في مختلف البلاد العربيّة. لأنّه يقدّم تحليلاً لـ"الظاهرة" اليهودية. هذا التحليلُ يعتمدُ المنطقَ والاستنباط والتاريخ. ويبتعدُ عن المنحى الأسطوريّ الذي ارتبط باليهود وبروتوكولاتهم المزعومة والماسونية، وغيرها من المواضيع الصّالحة للكتب الصّفراء.
الكتابُ يدرسُ مفاهيمَ مستقرّة في أذهان معظمنا عن الجماعة اليهودية، يدرسُها الواحد تلوَ الآ خر، يبيّن الضعف التفسيريّ للنموذج المطروح على أرض الواقع.
الصعوبة الوحيدة هي في استرجاع معاني بعض المصطلحات التي يستخدمها الكاتبُ، لذا وجدتُني دائم الرجوع للفصل الأخير للاستذكار.
معالجة الدكتور المسيري لموضوع الحركات الهدامة ومن ضمنها السبيئة والماسونية أعجبتني , فيها تجريد وموضوعية .. وقراءة وفق منظور الواقع .. لا الهوى او الإيديولوجيا .. كان موفقا جدا
لا استطيع ان اقول اني لم استفد من هذا الكاتب ولكني لم افهم منه إلا شيء بسيط جدا، ولا اعيب الكتاب او الكاتب بل اعيب نفسي لاني لا املك اي خلفية عن هذه الدراسات اليهودية.
من أعمق وأكثر الدراسات موضوعية قراتها في حياتي كلها .. دراسة شاملة وعقلانية حول مادة شديدة الحساسية لكثير من الناس .. حول اليهودية والفكر اليهودي ! .. لم يقدم د . عبد الوهاب المسيري كتاباً ساذجاً يتحدث فيه عن نظرية المؤامرة وكيف أنّ اليهود يطمحون إلى حكم العالم .. لم يقع في سذاجة الكثيرين ممن بتناولون هذا الموضوع .. لقد بيّن المسيري بالمنطق والحيادية العلمية التامة حقائق واقعية وتحدث عن اليهود كجماعات إنسانية يجري عليها ما يجري على باقي الجماعات والأقليات في العالم .. لقد بيّنت هذه الدراسة القصور والسذاجة الكبيرين اللذان يتم فيهما دراسة هذا الموضوع بالذات عادةً .. بالنسبة إلي - عدا عن أنّ هذا الكتاب قد وسّع أفقي أكثر وأمدني بكم هائل من المعلومات - لقد خرجت بفهم وافٍ عن النظرية الحلولية والمبدآن الاختزالي والتركيبي في الحكم على الأشياء.. هذه النقاط رائعة جداً و"تنوّر" الإنسان فعلاً ! الكتاب من العيار الثقيل جداً ويحتاج لأن تكون " مصحصح " جداً مع الانتباه إلى عدم فقدان كلمة هنا أو هناك لئلا تختلط عليك الأمور .. لقد طالت فترة قراءتي له لأنّه نادراً أن يجتمع الوقت المناسب + التركيز الذهني + المزاج للتفكر في هذه المواضيع وخصوصاً بالنسبة إلى شخص ليكره العلوم السياسية ! أتمنى فعلاً أن تكثر مثل هذا النوع من الدراسات الموضوعية عند العرب خصوصاً و أن يتمتع الناس بهذه العقلية والقدرة على التحليل التركيبي في أمور الحياة عامة .. إنّ من بعض الأهوال التي نعايشها في مجتمعاتنا العربية هي النظرة القاصرة إلى الأمور وسيادة الجانب الأحادي في الحكم على الأشياء .. شكراً عبد الوهاب المسيري ..
دراسة عظيمة للمسيري تنم عن موسوعية الرجل التي عكستها قدرته الفائقة على الالمام بالموضوع و عرض أدق تفاصيله بعيدا عن تناول اليهود بالصيغ "الاختزالية" المعتادة التي هاجمها المسيري في الفصل الاخير من الكتاب. بروتوكولات حكماء بني صهيون،التلمود،المصالح اليهودية،الحركات اليهودية الهدامة عبر التاريخ،الثورة الاشتراكية اليهودية،الاباحية الجنسية اليهودية،الجريمة اليهودية،العبقرية اليهودية،الهيمنة اليهودية على السياسة و الاعلام،كل هذه و غيرها من المواضيع و الأنماط الاختزالية التي تروج لليد الخفية اليهودية تناولها المسيري في عرض تفصيلي علمي و تاريخي هادف إلى بيان سقوط نظرية المؤامرة المستمرة منذ ظهور اليهود و المستمرة حتى اليوم بحسب دعاة هذه النظرية الساذجة المتجاوزة للواقع و الانسان! يحاول المسيري الموازنة بين تاريخ اليهود كأتباع لدين سماوي عريق و بين دورهم كجماعة وظيفية أحاطت بها شبهات عديدة و ما تزال،من خلال تحليل الظروف الاجتماعية و السياسية التي أحاطت بتاريخ اليهود الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي،دونالتغافل عن الأدوار الهدامة لبعض من هؤلاء اليهودة في التاريخ كما كان غيرهم من مجاميع بشرية تفاعلت مع واقعها و مجتمعها و غيرت جزء من صيرورته عبر الزمن.
الكتاب مفيد جداً به معلومات قيمة جداً للمهتمين بتاريخ اليهود والحركات والجماعات المحسوبة عليهم. يعيب الكتاب فقط الاسترسال الشديد في طرح القضايا ولكن هذا لا ينقص من قيمة الكتاب العالية. وجهة النظر التي يطرحها الكاتب جديدة بالنسبة لي وأعتقد أنها وجهة نظر جديرة بأن يقرأها الجميع من أجل فتح آفاق جديدة في معرض الحديث أو تحليل القضايا المتعلقة باليهود والجماعات اليهودية كما يسميها الكاتب. رحم الله عبد الوهاب المسيري.
ليس سهلاً علي أن أمنح 4 نجمات فقط لكتاب من كتب الدكتور المسيري , فهو كتاب رائع لا شك وبه ملحق يعد إحدي نوافذ فكر الدكتور المسيري , ولكن بسبب عدم وحدة الموضوع وأحياناً الإقلا وأحياناً الإكثار -من وجهة نظرى المتواضعة- جعلنى اشعر بشيئ من الملل بعد أن تجاوزت أكثر من نصف الكتاب بقليل وراودتني تلك الفكرة السيئة بأنني عليى أن أنهى هذا الكتاب بأسرع ما يمكن... ما دمت لن أستمتع به جداً S:
عبد الوهاب المسيري يتميز بموضوعية شديدة تندر ان تجدها في اي كتابات. وتحليل علمي تأصيلي عميق يجعلك تتعامل مع كتابتاته بسهولة كمرجع يمكن الركون اليه والبناء عليه. الامر ليس فقط قاصرا على الجزء المعلوماتي من كتابته ولكن ايضا تحليلاته واستنتاجاته. كيف كانت رؤيته المتجرده هذه لو كان بيننا فى هذه الايام
جاذبية النماذج الاختزالية -كما فهمت- مصدرها السرعة(نمط العيش - الوصول للعلم - الأعلام) و الوهم (وهم الوصول لحقيقة يقينية ثابته لكل شئ حولنا و الذي يؤدي بدوره لوهم التحكم في كل شئ)
يتناول ويفند نظرية المؤامرة اليهودية الصيونية الكبرى التي يؤمن بها ويتبناها العديد من المفكرين والمحللين السياسيين والاجتماعينن عند تحليل أو تفسير أي ظاهرة لها ارتباط باليهود. ونظرية المؤامرة اليهودية الكبرى تدعي أن هناك خطة أو مؤامرة حاكها اليهود منذ قديم الأزل، وأن هذه الخطة لها أهدافها ومراحلها التي يتم تنفيذها على مر الزمان بواسطة اليهود حول العالم. وتفترض هذه النظرية أن يهود العالم ما هم إلا كيان واحد يتحرك بشكل جماعي ومتشابه ويجمع هذا الكيان وحدة الهدف ألا وهو تدمير العالم والبشرية ونشر الرذائل والشرور بين بني الإنسان. حيث يؤكد المؤلف أن اليهود على مر التاريخ ما هم إلا جماعات إنسانية تتميز بسمات وصفات كأي جماعة أخرى. ويعرض الكتاب لنا تاريخ اليهود ومراحل انتشارهم في دول العالم وتشرذمهم وتحولهم إلى أقليات، ويؤكد أن جماعات اليهود المنتشرة حول العالم يجب دراسة سلوكياتهم وأفعالهم في سياق الزمان والمكان المتواجدين فيه. ويسوق لنا د. عبد الوهاب المسيري عدد من الأمثلة من خلال فصول الكتاب.
الجريمة اليهودية فنجده في أحد الفصول يتناول أسطورة الجريمة اليهودية والتي تنسب صفات إجرامية خارقة إلى اليهود، فنجد أنه إذا ارتكب أمريكي يهودي مثلا لجريمة قتل يعمم الناس فورا صفة القتل والجريمة على كل اليهود متناسين العديد من العوامل والاعتبارات الأخرى مثل ما هي نسبة المجرمين بين يهود أمركيا بالنسبة للعدد سكان أمريكا ككل، وما هي الدوافع التي أدت إلى جريمة القتل هذه، .. الخ. الصيونية من أهم الموضوعات التي يتناولها الكتاب أيضا الصيونية وأرض صهيون أو أرض الميعاد، ويؤكد الكاتب أن وعد بلفور الذي أعطى اليهود حق إنشاء الدولة الصيونية في فلسطين لم يكن بسبب حب بلفور لليهود، ولكن لأنه يريد الخلاص منهم. ويؤكد الكاتب أن المساندة الأمريكية المطلقة لإسرائيل والصيونية ما هي إلا وسيلة لخلق قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تحاول أمريكا من خلال إسرائيل فرض وجودها في المنطقة حفاظا على مصالحها وليس إلا. ونجد أنه على مر التاريخ لم تكن مساندة حكام الدول الغربية لليهود وإسرائيل إلا للخلاص من مشكلة اليهود كأقليات منتشرة في العديد من البلدان وتصدير تلك المشكلة إلى الشرق الأوسط والعرب.
اللوبي الصهيوني يناقش الكتاب أيضا موضوع اللوبي الصهيوني وهيمنة اليهود على السياسة والإعلام الغربيين، ويؤكد أن من يروج لهذه الإدعاءات هم اليهود أنفسهم ويسوقون الأدلة والروايات غير الحقيقية في كثير من الأحيان لتأكيد مدى تاثيرهم في صناع القرار في أمريكا بالذات ويعض دول أوروبا بوجه عام.
النموذج الاختزالي والنموذج المركب ويتناول الكتاب في آخر فصوله ما يسمى بالنموذج الاختزالي والنموذج المركب وخصائص كل منهما، حيث يتسم النموذج الاخ��زالي بالبساطة الشديدة ويفترض أن الظواهر الإنسانية ما هي إلا سبب ونتيجة ومثال على ذلك تفسير أي جريمة أو مؤامرة تحاك ضد العرب على أنها بسبب الخطة الصيونية الكبرى وأنه لا حيلة لنا فيما يحدث حولنا. أما النموذج المركب فهو على العكس من ذلك، (هو النموذج الذي يحوي عناصر متداخلة مركبة (أهمها الفاعل الإنساني ودوافعه) بحيث يعطي الإنسان صورة مركبة عن الواقع ولا يختزل أيا من عناصره أو مستوياته المتعددة أو تناقضاته أو العوامل المادية والروحية، المحدودة واللامحدودة والمعلومة والمجهولة التي تعتمل فيه).
الكتاب غزير المعلومات كعادة المسيري في المسألة اليهودية وتاريخهم .. موسوعة حقيقية عن الأمور الماسة بالمؤامرات اليهودية .. ممتع ويستحق القراءة بلا جدال .. لكن .. المشكلة الرئيسية أن المنطلق الذي يبدأ منه المسيري تفسير التاريخ اليهودي وبالتالي دحض كل (مرة أخرى :كل) الشبهات الدائرة حولهم هو منطلق علماني بحت .. بل ويظهر تحيز غريب من الكاتب لصالح اليهود عند وضع رأيه في دستويفسكي مثلاً(العنصري من وجهة نظره لأنه أساء لليهود) ثم تبرئة دزرائيلي رئيس وزراء انجلترا الذي كان يتفاخر بتاريخه اليهودي (بينما يؤكد المسيري أنه لم يكن يقصد شيئاً بهذا التفاخر !!) وفي هذا انعدام حيادية غريب بل ودفاع مستميت عن نفي (قذارة) اليهود بصورة مثيرة للعجب ! منطلق الكاتب المعلن أوافق عليه بشدة طبعاً وهو : عدم عزو كل شئ في العالم الى (نظرية المؤامرة اليهودية الكبرى) وهي نظرية خاطئة طبعاً كما قال وفي هذا أتفق معه .. لكن الكاتب أصبح شديد التطرف في نفي كل شئ ! كل شئ متعلق بقذارة اليهود أو تآمرهم ينفيه بحماسة بالغة ! والغريب أن بعد سنوات قليلة من كتابة هذا الكتاب كانت أمريكا والعالم على موعد مع وصول فكر (المحافظين الجدد) وهو فكر صهيوني - صليبي (مشيحاني) متعصب ، الغالبية العظمى من قادته الأوائل هم يهود صرف ! بل وهذه الافتراضية تكذب سياسي مثل (بول فندلي) وغيره ممن أكدوا على الدور المرعب الذي يلعبه اليهود في (تربية وتصفية وتزكية) السياسيين الأمريكان (والغريب أنه ذكر الأخير وذكر معلومات كبيره عظيمة عن دور الايباك مثلاً وبرغم ذلك ينفي تحكمهم!)! ومسيرة الكتاب (خصوصاً تاريخ المارانو) تؤكد بوضوح على أن اليهود امتلكوا (شبكة اقتصادية داخلية عالمية في وقت مبكر من التاريخ المعاصر بينما العالم لم يكن يدري شيئاً عنها) وهي العبارة المناقضة تماماً لفرضيته الأولى ! بل والمدارس التلمودية والدراسات التلمودية الموجودة في اسرائيل تنفي افتراضية (انعدام الاهتمام بالتلمود عند اليهود وانكارهم لشواذه) برغم أن هناك حاخامات معروفين بالاسم عندهم (كيف) في سب المسلمين والأمم بافتراضات تلمودية متعصبة ، ومع ذلك لا أحد يعتبر أقوالهم (شاذة) الا نحن ! أربع نجوم للمعلومات الغزيرة والرؤية التي ترفض هيمنة نظرية المؤامرة وبعض الفصول الممتازة من حيث التوثيق وأهمهم توثيق خرافة البروتوكلات .. ونجمة ضائعة بسبب التطرف الفظيع (نفي الاختزالية بنظرية اختزالية معاكسة!) في نفي المؤامرات وتبرئة اليهود من كل شئ والاصرار على النظر لليهود بطريقة (علمانية) تفصل بين اليهودية (الدين) والصيونية (السياسة) .. عامة .. لا يقرأ هذا الكتاب الا بجوار أحد الكتب التي تخصصت في شرح شخصية اليهودي وطباع مجتمعهم كي تستقيم الأمور .. وبهذا يتحقق لك الكمال (كمسلم) في الرؤية الواسعة لليهود .. أخيراً : الماسونية المعروضة في هذا الكتاب هي أفضل فصل على الاطلاق وأفضل رأي قرأته عنها .. بعيداً عن الخزعبلات الغير منطقية .. ومبهر للغاية ذلك التوقع الذي صدق فيما بعد من المسيري بأن الاتجاه الصهيوني سيتحد مع الجمهوريين ويدعمهم وهو ما حدث فيما بعد بوصول فكر المحافظين الجدد متحداً مع الجمهوريين الى البيت الأبيض !