أنا العاجز المرعوب، رغم صوت ضحكاتي العالية. لا أضحك، لكني أسمع صوت ضحكاتي التي تُرعِبني أكثر من جنون دنيا. جُنَّت دنيا، وتريد قتلي. جُنَّت وتريد دفعي نحو الجنون. كنتُ أضحك حين استيقَظتُ. وصَلتُ إلى نهاية الحلم، ولم ينتهِ النَّفق. يُعمي ضوءُ الشمس عيني التي لم تتخلَّص بعدُ من أثر الظلام، ويبدو أن الرعب استفزَّ حواسِّي، ودفعني للقفز من الميكروباص، واستعادة الحيوية التي اعتَصَرها المرض، قبل أن أركب تاكسي في اتجاه السيدة زينب.
سمر نور روائية وصحفية وتعمل الآن كرئيس قسم الأدب في جريدة الأخبار صدر للكاتبة من قبل مجموعة قصصية وتشكيلية بعنوان "معراج" عن سلسلة إبداعات بالهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2004، ومجموعة قصصية بعنوان "بريق لا يحتمل" عن دار ملامح للنشر عام 2008، ورواية بعنوان "محلك سر"عن دار النسيم للنشر عام 2013، ومجموعة قصصية بعنوان "في بيت مصاص دماء" عن الهيئة العامة للكتاب عام 2016 والتي حصلت على جائزة ساويرس في القصة القصيرة فرع كبار الكتاب دورة عام 2017، ورواية بعنوان " السِّت" عن دار العين للنشر، وشاركت بقصة "حفلة بينوكيو" في كتاب مختارات قصصية صدر بمناسبة ذكرى نجيب محفوظ عام ٢٠١٢ بمشاركة مائة كاتب مصري، وسبق لها نشر قصة "أحزان فرح" في الكتاب الفضى الصادر عن نادى القصة بمناسبة حصول نفس القصة على جائزة نجيب محفوظ عام ١٩٩٩، ونشرت قصصها في العديد من الجرائد والمجلات المصرية والعربية مثل جريدة أخبار الأدب وجريدة الحياة اللندنية، ومجلة الدوحة وغيرها. ترأس سمر قسم الأدب في جريدة أخبار اليوم منذ عام 2018 والتحقت سمر بجريدة الأخبار منذ عام ٢٠٠٩ و كما تعمل كمدير تحرير سلسلة 3 حواديت للأطفال الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، وسبق لها العمل في جرائد ومجلات مصرية وعربية منذ عام ١٩٩٨، وحصلت على جائزة التفوق الصحفي فرع الصحافة الثقافية من نقابة الصحفيين المصرية عام ٢٠٠٨ للتواصل: [email protected]
إنها قصة رمزية عن دنيا الغائبة عن الرواية منذ بدايتها حتى نهايتها الجميع يتحدث عنها ويفتقدها لكنها لا تظهر، والجني الذي يحاول اقتفاء اثر صانعته دنيا محتقرًا عمر الإنسي الذي يحاول مقاومة مرضه الغريب.
بين الواقع والخيال، والمرئي والغير مرئي، المنقول والمُعاش تأتي الكثير من التأويلات في هذه الرواية يمكن وضع اسقاطات نسوية او دينية او سياسية حسب توجهات كل قارئ.
أجمل ما في تماثيل الجان هو أسلوب ولغة الكاتبة، والأفكار المضادة لعادات وتقاليد باليه في المجتمع.
عمر شخصية حقيرة جدًا ومستفزة لأبعد درجة بينما الجني كان طيب ويمتلك ولاء وبحث مستمر عن الحقيقة.
سمعنا صوت الانسي (رجل) وسمعنا صوت الجني (رجل) لكننا لم نسمع صوت دنيا رغم أن الرواية تدور عنها من البداية والنهاية.
أول مرة أقرأ للكاتبة سمر نور ولا أظن انها ستكون الأخيرة.
اقتباسات:
� نفس الأفكار الحمقاء، التي تحيلنا إلى جسد يحمل حيوانًا مَنَويًّا، وجسد يحمل حاوية الحيوان المنوي، ليولد طفلٌ تعيس آخر في هذا العالم. �
� التخلِّي في البدايات رصاصة رحمة لمن تُغَلِّفهم تلك الهشاشة، فلا تحميهم، أرغب في كتابة لافتة كبيرة تُعلَّق على مداخل مطار القاهرة الدولي، وعلى بوابات القاهرة، "فَلْتَئِدوا هشاشة بناتكم، قبل أن تلقوهن إلى الحياة". �
❞ أمثالها مجرد بُلَهاء في نظره، مثالية لا تملك القدرة على التخلِّي، بينما الحياة ذاتها تتخلَّى عن البشر كل يوم، � � � كائن خَفِيٌّ يُلاعِبُك، ويوقف حياتك حين يشاء يمنع عنك أشياء، بإيعاز من شخص يكرهك يستعين بإنسيٍّ مُتَّصِل بتلك العوالم الخفية رجل تَقِيٌّ يؤدِّي خدماته لوجه الله، أو ساحر يخرق العهد، ويستغل قدرته في أذى البشر لا أؤمن بما لا يمكن لمسه إنك توقن بوجود ما تملك إدراكه بحواسِّك، أمَّا تلك العوالم الخفية فلا يمكن أن يدركها عقلي، إذًا فهي غير موجودة بالنسبة لي، �
رواية تماثيل الجان بتنقلك لقلب الغموض وتخليك تقلب صفحاتها بشكل محموم وتسأل سؤال ورا التاني عشان تكشف اسرار شخصياتها اللي على الرغم انهم يبدوا اشخاص عاديين إلا انهم غير عاديين بالمرة. أنصح بقرائتها اكتر من مرة لإن كل مرة بكتشف فيها اسرار جديدة.
رغم أنني لا أصدق العوالم الميتافيزيقية، أوالحديث حول الماورائيات بشكل عام.. إلا أن التزاما وضعته لنفسي _بمحاولة قراءة كل ما لا أميل نحوه، وكل المختلف عن تفضيلاتي_ جعلني أقرر البدء في قراءة الرواية منذ يومين.. 😌
لكن (تماثيل الجان) لم يعجبها ذلك، فقررت عفرتة😉 يومي وشغلي بالجري والأحداث، حتى أخضع بكل إرادتي لإفراغ وقتي، وتقرير قرائتها مهما حدث..
وقد كان.❤️
الرواية أقل ما يكتب حولها، أنها جديدة، جديدة بالمعنى الحرفي للمفردة، فطرح الروائية لعالمها المصنوع على يديها، لم أقرأه من قبل. ليس عالماً تقليدياً مثل عوالم ألف ليلة وليلة مثلاً ،عن الجن أو المخلوقات الشفافة كما سيتوقع القارئ من العنوان، لكنه عالم جديد، مختلف، عالم خاص بسمر نور.
طرحت وناقشت الرواية العديد من المشاعر الإنسانية الداخلية، والتكوينات المتفردة للأبطال، لكن جن الثورة لم يكن ليغيب عن صلب النص الروائي المميز.
فثورة 25 يناير، بإرهاصاتها المبكرة، وبأحداثها التي لا تفارق قلب كل من شارك فيها أو تعلق بها، لا يبدو أنها ستعبر دون ترك بصمتها شديدة الوضوح، في نصوص جيلنا الفنية. وهو ما يبدو _حتى_ بين السطور الخفية للرواية.
الرواية متماسكة كقبضة يد، متلاعبة كألعاب الفيديو جيمز، رهيفة كنظرة مراهقة نحو حبيبها الأول، مثقلة بهم المجتمع وهم الفن في كل سطر.
إن الحرفية الواضحة في مزج الأسطورة بالواقع، في مزج عالم ألعاب الفيديو بعالم الأضرحة، في مزج القديم بالحديث، لهو دليل جلي على القدرة المهارية الكبيرة لسمر، وعلى انشغالها بكل حواسها بالفن الذي تمارسه..
الرواية التي تحمل داخلها كل هذا، بالإضافة للمتعة وتشويق القارئ في كل سطر حتى يقفز للسطر التالي، هي رواية تستحق القراءة والإشادة.
تتبقى ملاحظة مهمة.. هل من يفرقون بين الأدب الأنثوي والأدب الذكوري يستطيعون تخمين أن الرواية كتبتها أنثى، إذا قرأوها دون معرفة اسم الكاتبة؟ بكل تأكيد لن يستطيعوا ذلك، وهو ما يجعلهم_ربما_ يراجعون تصنيفاتهم الفاسدة.
في بداية حابب أعبر عن مدي سعادتي بقرائتي للرواية دي اللي بتحسسك بمشاعر وأحاسيس مختلفة، وسط البلد بالليل، جلسات أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، أفلام عاطف الطيب والميهي ومحمد خان، والاستماع والاستمتاع بحديث وكلام سعيد صالح، ريحة وذكريات التمانينات اللي عرفتها من الأفلام وحياة اللي حواليا، ثم التسعينيات اللي عيشتها، رغم أن مفيش ترابط بينهم وبين الرواية غير أنها بتوصلك نفس المشاعر والراحة النفسية.
أول جملة قريتها لأستاذة سمر نور في مجموعتها القصصية "في بيت مصاص الدماء" خليتني من أشد المعجبين بكتاباتها، أسلوب في الحكي والسرد مختلف تمامًا عن اللي موجودين في الساحة حاليًا، أسلوب جاي من زمن الادباء العمالقة.
لكن رواية "تماثيل الجان" حالة مختلفة، لأنها قدرت بمنتهي السلاسة تكتب عن حاجات عصرية بشكل كلاسيكي، ودمجت العصري مع الأساطير بشكل حرفي عظيم، فبتتكلم عن ربط حياة المصريين بالخرافات والجن والاسحار.
هتلاقي فلسفات لقضايا كتير في مجتمعنا مكتوبة بوجهات نظر مختلفة عن اللي مطروحة أو اللي ظاهرة بشكل قوي -التريند- ومفروضة علينا من خلال الحكايات أو السوشيال ميديا.
القضية الأساسية للرواية هي قضية المرأة مع المجتمع لكن علي لسان مُريدينها وعُشاقها -أنسي أو جني- اللي محبوسين ومتعلقين في شباكها سواء كانت أم، أخت، حبيبة أو حتي صديقة، إذا كان الرجل هو أول مخلوق بشري، فإن المرأة هي الأساس، أنا ولا فمينيست ولا نسوي ولا نيلة، بس بقدر قيمة المرأة وأهميتها في بناء مجتمع سوي نفسيًا وقوي حضاريًا.
والرواية بتطرح فكرة محتملة في المستقبل -القريب أو البعيد- وهي ظهور مخلوقات من الحديد بعد مخلوقات النار والنور ومخلوقات الماء والطين. وده يعتبر إسقاط عن إنغماس المجتمع داخل الحياة الافتراضية.
الرواية بتوضح بعض الصراعات زي:-
الصراع الأزلي بين المجتمع الشرقي والمرأة -الصراع ده كان في الغرب بردوا- الصراع بين بني البشر وبني الجن الصراع بين العلم والخرافات الصراع بين الخوف من المجهول والمغامرة
أحب كتابتك يا سمر كما أحبك فهي مرآة لكِ أو صورة عنكِ ليست الحكاية كما يظنون دائما بل الكتابة نفسها، روح الكلام ترانيم اللغة، نظرتك للعالم
تماثيل الجان التي صاحبتك كل تلك السنوات وجاءت إلينا أخيرا تزخر بالتناقضات، أو دعيني أقول جمعها، الخرافة والعقل، الماضي والمستقبل، ملكوت السماوات وملكوت الأرض، الطفولة والنضج، الجد واللعب، الخيالات والواقع، طبقات لنسيج ثمين، يبدو بوضوح كم أجهدك العمل عليه ليصل إلي هذه النتيجة، يحتاج لمرات قراءة لأن واحدة لا تكفيه، وفي كل مرة سيجد القاريء رواية أخرى غير تلك التي قرأها من قبل ..
كلنا نبحث عن دنيا ودنيا وعاء امتزجت فيه أربعة عوالم الواقع و الاسطورة و الڤيديو جيم والفن التشكيلي بتتجسد هذه العوالم في رسم شخصيات الرواية اللي بعضهم بيمثل أحد هذه العوالم بصورة صريحة و بعضهم يعتبر حلقة وصل بين هذه العوالم رواية جديدة صنعت الكاتبة فيها صورة مغايرة للجني المألوفة، ففي العادة نقرأ أعمال تشيطن البشر أما هنا فقد أنسنت الكاتبة الجني فوضعتنا أمام جني عاشق مهموم بصورته أمام الآخر ويقلقه الفزع على وجوه من يراه من البشر ويحاول وضع تصور عن نفسه، جني يتحدث بلغة شاعرية في مقابل الإنسان الغارق في الواقعية و المخاوف