في "أطلس الخفاء" نجد أنفسنا في رحلة داخل عقل مراد؛ بطل الرواية المثير للحيرة والتساؤلات. نقترب من حياته وهواجسه، ونقرأ تدويناته متسائلين عن الحدود التي ينتهي عندها الواقع كما نألفه لتبدأ تخوم المخيلة، كما نتساءل عن تعقيدات العقل البشري وقدرته على الإفلات والارتحال صوب المُفارِق وغير المألوف. ففي المسافة المراوغة بين الواقع والخيال، نتابع تجليات مراد وإشراقاته في فضاءات تحمل القارئ إلى حيوات متعددة ومشاعر إنسانية معقدة رغم بساطتها الظاهرية. "أطلس الخفاء" رواية عن بطل وحيد، لكنّ ذاكرته مرآة تنعكس عليها شخصيات أخرى تَقَاطَع معها سواءً في حياته أو استبصاراته. هي أيضًا عن مأزق أن نكون وحيدين ومسكونين بالأماكن والناس في الوقت نفسه، ربما لهذا يمكن لكلٍ منا أن يرى لمحة من ذاته في مراد.
بحب قلم منصورة عز الدين جداً بس مقدرتش أحب هذه الرواية...!
تدور أحداث الرواية حول مراد وهو رجل مطلق ..ليس لديه أبناء .. يعيش وحيداً ..أحيل علي المعاش و وجد نفسه فجأة لا يوجد شاغل يشغله ولا عمل يغرق فيه..
"الصمت هو اللغة الوحيدة المسموعة في شقته، منذ طلاقه.."
الرواية مقسمة إلي جزئين جزء يدور في حياة مراد الحالية اللي هي تقريباً مفيهاش أي أحداث و أي شئ مهم يذكر غير انه بيأكل سندويشات طعمية في عيش فينو وبيقرأ مجلات.. والجزء التاني -ودة الجزء اللي قفلني من الرواية- وهو عبارة عن تخيلات و ذكريات لمراد عن حياته الماضية..مقدرتش أفهم إيه دي بالضبط وهل هي مجرد تهيؤات ولا جزء منها كان فعلاً حقيقي ..
علي الرغم إن اللغة قوية بس الرواية جاءت من غير روح..من غير حبكة..من غير أحداث..من غير أي تشويق كمان! طبعاً الهدف من الرواية واضح وهو إن الكاتبة عاوزة تتكلم عن الوحدة وتأثيرها السلبي علينا وعلي حياتنا خصوصاً مع التقدم في السن..بس الصراحة الرواية كانت عادية جداً ومملة أيضاً.. لم تعجبني!
"الوحدة لها مؤثرات جسيمة على الإنسان ، تشغل عقله بكثير من الأفكار و الذكريات المغلوطة التي مزجت بالخيال ..مثل الحلم ، ترواد الشخص ليعيش عالم خيالي يفصله عن آلام الواقع �
يشك المرء أحيانا� في وجوده ، عندما يقل مصالح الناس معه ، حدث ذلك مع مراد خلال تنحيه عن عمله أو بالأحرى تقاعده . تبدأ الرواية بمشهد حول ما يدور بالعقل الباطن لفؤاد ، بكونه متخبط بين الواقع و الخيال، هل هو موجود؟ أم أصبح شبح منسي بسبب المعاش ؟
أحلام كثيرة تتسلل داخل عقل مراد ، أراد تحديد الحقائق عبر شرائه “دفتر� ليضع كل شيء بداخله ، بهذا يكون فرق بين الحقيقة و الخيال ( الوهم) . تعرض مراد لصدمة التقاعد (المعاش) فجعلته يفقد وجوده (نفسه) . حاول التطلع للمرآة ليرى وجهه الحقيقي و لكنه فشل في ذلك . الشجرة في ص١٠ ، هي أصل وجوده “أص� حياتي و مبررها � ، المقصود هنا الشغل كل حياته بعد تقاعده أصبح لا وجود له . “عكس� رأس نمر بدلا� من وجهي" ص١٣ و هي رغبته لرؤية نفسه على هيئة حيوان شجاع .
لغة الرواية قوية متماسكة ، مليئة بالصور الجمالية . ذكرت الرواية مساوئ الوحدة التي يتعرض لها الشخص ، و من المؤكد سوف تتأثر بها في موقف أو أكثر ، إذا عانيت بالوحدة في مرحلة من حياتك ، أو مازلت تعاني منها .
الخط الخيالي ممزوج بآلام الواقع و رغبة في التحرر منه .أثناء قراءتي لهذا الخط ، أعطاني مشهدية السقوط . رمزية : تدل على تعثراته في حياته بعد طلوعه المعاش و البحث عن ذاته .
جاءت النهاية لتختم الخطين معا� بتجميعهم في نقطة واحدة ،بمنتهى العبقرية كما عودتنا أستاذتنا منصورة . استمتعت بها و تقييمي ٤ من ٥ .
للعزلة رائحة خاصة تميزها، وسمات لا يفهمها البشر العاديين، ولا يشعر بقيمة العزلة إلا من اعتاد عليها وتذوق طعمها. ولازلت أندهش من شعور البشر بالشفقة تجاه الشخص المنعزل. على الرغم من أن العزلة اختيار وليست إجبار، يختار الإنسان عزلته بكامل إراداته، ليتوغل فى عالمه الموازي، الذي يشعر فيه بحريته، يفعل ما يريد فى الوقت الذي يحدده، يخلق لنفسه حياة أخرى، يكتب قصة هو بطلها الأوحد، بل يستطيع القيام بكل أدوار روايته التى اختلقها. كلما تعمقت داخل النفس البشرية وما تخبئه من صفات، كلما أدركت مدى تقبلي للاختلاف.
تحررت كل أفكاري ومعتقداتي القديمة عن الشخص المنعزل، وذلك بعد انتهائي من قراءة رواية " أطلس الخفاء". هذه الرواية حررت عقلي من أفكار مستبدة متحجرة عن الشخص المنعزل، زرعت بداخلي مفهوما جديدا عن العزلة، وضحت لى الفرق بين الوحدة والعزلة، جعلتني أحلق فى سماء الوجود، رسمت لي خريطة مبسطة ومعقدة فى نفس اللحظة عن الخفاء، حددت لى معالم الطريق البديل. ما أروع أن تفهم جغرافيا النفس البشرية، وتفتش بداخلها عن أسرارها الدفينة لتفهم الآخر، ولتفهم نفسك، وتتفهم مدى قابلية كل شخص واستقباله لما يدور حوله.
اختلف شعوري نحو بطل رواية " أطلس الخفاء". أحيانا اتعاطف معه، وأحيانا أخرى أرفض ما يفعله ثم أقبله، ثم اتسائل مع نفسى لماذا يفعل كل هذا بنفسه؟! وأحيانا كثيرة أشعر تجاهه بالغضب، وأن بداخلي بركان هائل أود أن ينفجر أمامه. تبدو شخصية مراد شخصية مركبة ومعقدة نوعا ما من الخارج، ولكن من الداخل هو شخص سلس بسيط، يقدر جمال الحياة، يتحسس كل شئ حوله، يدرك المعنى الخفي وراء الأحداث، لا يرتبط بالواقع، يتصل بالماضى، لا يكترث بالحاضر، يرسم خريطته ويربطها بمستقبله ويحدد احداثياتها.
وعى الرغم ما تحمله شخصية مراد من عقد وتركيبة خاصة، إلا أنني تعاطفت معه، و أحببته. أصبح مراد بالنسبة لي نموذج للإنسانية يحتذى به.
وقعت فى غرام اسلوب الكاتبة والروائية المبدعة " منصورة عز الدين". عشقت وصفها الرائع للأماكن و الأشجار والنباتات، فقد انتقلت معها إلى زمن مختلف، حياة جديدة تماما علي. أحببت الارتحال بسبب كتابتها، ووصفها الساحر والموزون. رواية أطلس الخفاء جعلتني أخلق عالم موازي خاص بي، امتلك كل تفاصيله، أرسم خريطة هذا العالم بنفسي، أضيف إليه ما أريد، واحذف منه ما يزعجني. من خلال رواية أطلس الخفاء رأيت الجانب الخفى للشخص المنعزل، أدركت أن العزلة قرار يختاره الإنسان وقتما يريد، وقد تجبره الظروف عليها.
استبصارات مراد وكتاباته انارت بصيرتي، أرشدتني إلى الطريق الصحيح، اظهرت لى جماليات الحياة، خلقت أطلس بمعالم مستقبل أفضل، ومن هنا تبدلت رؤيتى للحياة. قد تبدو بعض معالم الحياة خفية لمن أراد أن يعيشها على وتيرة واحدة، لكنها مرئية فقط لمن يبحث ويفكر عن كل متغير فى حياته، ويسأل عن وجود تلك المتغيرات، فيخلق عالم لا حدود له، ولا نهاية لسقف أفكاره وتطلعاته واستشراقاته.
أحببت هذه الرواية لان جزء من شخصية ( مراد ) تشبهني وكأن الكاتبة تتحدث عني ، عن عزلتي و ابتعادي عن العالم و المحيط الملغوم و النفاق الاجتماعي الذي نراه في كل شي ،، اشكرك يا منصورة فقد شعرت بأن السماء انزلت رحمتها علي ّ و طيبت خاطري
حواري مع الأديبة منصورة عز الدين عن روايتها "أطلس الخفاء" في جريدة القاهرة -------�-------------------- تبتكر الأديبة منصورة عز الدين دائما عالمين داخل الرواية الواحدة في معظم أعمالها.. ففى "متاهة مريم" تحكى عن عالم حقيقي وآخر وهمى، وفي "وراء الفردوس" تسرد ذاكرة حقيقية وذاكرة زائفة، وفى "بساتين البصرة" تكتب عن شخصيات حقيقية وشخصيات خيالية، بينما فى رواياتها الأحدث "أطلس الخفاء" تروي عن "مراد" الذى يعمل موظفا فى قسم الأرشيف بإحدى المؤسسات الصحف القومية، ويعيش وحيدا ومنعزلا ولا يرغب أن يتفاعل مع الأخرين، ويشاهد أماكن خيالية غير موجودة فى حياته الواقعية، ولا يراها أحد سواه فقرر أن يدون ما شاهده فى هذا العالم داخل دفتر، تحدثنا مع صاحبة "وراء الفردوس" عن روايتها الجديدة فى السطور التالية: في معظم رواياتك تتفاعل الاحداث من خلال استدعاء عالمين متوازيين بينما فى روايتك الأحدث "أطلس الخفاء" يصنع "مراد" بطل الرواية عالمه الموازي بنفسه رغم عزلته... كي�� نجحت في تشكيل عالم روائي كامل داخل ذات معزولة إلى هذا الحد؟ - لو تأمل كل منا جماع الأفكار والخواطر واللمحات التي ترد على باله أو ينشغل بها خلال يوم واحد، سوف يندهش من غزارتها وتشتتها ومن الروابط الواهية التي تربط بين بدايتها ومنتهاها. يتضاعف هذا مرات في حالة الوحدة، لأن الاندماج مع الآخرين قد يلهينا عن أفكارنا الداخلية وسيل وذكرياتنا، كما أنه يقلل منها لصالح الأفعال والكلام والانشغال بمن نتفاعل معهم. في حالة مراد هو يعيش عزلة شبه كاملة، ويحيا داخل أفكاره وتخيلاته، هذا بخلاف أن ذهنه نشط ويغالي في تمحيص كل تفصيلة ممكنة وخياله جامح، لذا من الطبيعي أن يكون عالمه الداخلي ثريًا بل صاخبًا، بحيث ينطبق عليه وصف الشاعر الإسباني رفائيل ألبرتي: "أنت في وحدتك بلد مزدحم". من ناحية أخرى طمحت خلال الكتابة تشكيل عالم روائي يكاد يخلو من الأحداث الخارجية، ويعتمد بالأساس على ما يدور في ذهن بطل الرواية وعلى تفاصيل حياته اليومية الممزوجة بتجلياته وخيالاته. مثَّل هذا تحديًا لي، لكن أظن أن مثل هذه التحديات جزء أساسي من متعة الكتابة. ما ساعدني أن الشخصية بسماتها وتاريخها الشخصي وخلفيتها الاجتماعية والنفسية والثقافية كانت واضحة في ذهني منذ البداية، لأنها ذات علاقة بروايتي السابقة "بساتين البصرة"، وبعض الشخصيات الهامشية في "بساتين البصرة"، مثل الأخت ليلى والجدة خديجة، تطل على القارئ في ذكريات مراد وتجلياته. هذا الخيط الخفي بين الروايتين كان عاملًا مساعدًا أيضًا، كما أنه مفتاح رئيسي من مفاتيح "أطلس الخفاء". ما سبب اختيارك شخصية موظف أرشيف ليكون بطل روايتك وهل أفادتك خبرتك كصحفية في بناء شخصيات الرواية؟ - استفدت طبعًا من خبرة العمل في الصحافة، فمع أن الشخصية متخيلة تمامًا، إلّا أن المعرفة الشخصية بهذا العالم مفيدة جدًا في رسم تفاصيله الدقيقة. بالنسبة للجزء الأول من السؤال، فالسبب يعود إلى أن هذه المهنة تحديدًا مناسبة تمامًا لشخصية مراد كما تخيلتها، فهو يؤرشف كل شيء في حياته. حتى ذكرياته وأفكاره وتجلياته هي في جوهرها نوع من الأرشفة، وتوجد جمل في الرواية تدل على هذا. هذه المهنة التي قد تبدو روتينية أو مملة من وجهة نظر البعض، رغم أهميتها الشديدة، هي أسلوب حياة وملاذ آمن لشخصية انعزالية تحيا داخل ذاتها مثل شخصية مراد. مراد يشاهد عالم خيالى لا يراه أحد سواه، رغم أنه لا يعاني مرضا نفسيا.. هل استعنت بقراءات متخصصة أم اعتمدت على الخيال فحسب ؟ - يسعدني أنه قد وصلك أن مراد لا يعاني من مرض نفسي ما، على الأقل حتى قرب نهاية الرواية، فالمسألة لها علاقة بخلق عالم بديل على مقاس رغباته وتفضيلاته، خاصة أن كثير من التجليات أقرب إلى استعادات لمشاهد وتفاصيل من ماضيه كأن في الأمر دمجًا لثنائية التذكر والتخيل في قالب واحد. والمسألة أيضًا ذات صلة وثيقة بفكرة الاستبصار بمفهومه الميتافيزيقي، فإن كان هشام في "بساتين البصرة" يؤمن بأن له حياة سابقة في البصرة القديمة، فمراد يعتقد بأنه يرى ما لايراه غيره، ويبتكر عالمًا موازيًا لعالمنا، هذا الابتكار يضع الرواية بالأساس في منطقة التخيل والاعتماد على الخيال أكثر من غيره، أما القراءات المعمقة فتركزت في مناطق أخرى من العمل، خاصة بجزئية الطوفان مثلًا أو رمزية الماء والإيحاءات الميثولوجية المختلفة. طور مراد مهارته فى إلغاء وجود الآخرين متى أراد، هل يمكن أن يحدث ذلك فعلا وما دلالته؟ - لنتفق أولًا على أن مراد شخصية غير نمطية وأنه مفارِق للمألوف، إذ يحيا في نسق ووفق مجموعة قواعد وقوانين صارمة تخصه وحده ويهدف منها إلى تأمين عزلته، وإحدى طرق هذا أن يصد محاولات الآخرين للتطفل على عالمه ويقيم الحواجز بينه وبينهم، والمقصود بالآخرين هنا القلة القليلة التي يضطر للاحتكاك بها بحكم العمل وإملاءاته. وهذا له علاقة بملامح الشخصية شبه الكارهة للبشر والراغبة في الابتعاد عنهم، كأن عالم الواقع كله يمثل عبئًا عليه وعقوبة عليه الرضوخ لها مع الحرص على حماية روحه منها في آن. خطر لمراد أن قرين النيل مختبئ فى جغرافيا تجلياته، هل يمكن اعتبار عالمنا الافتراضى مخبأً للأقران؟ - ميزة الرواية، والسرد التخييلي ككل أنه يجعل كل شيء، بما في ذلك أكثر التخيلات شططًا، ممكن الحدوث بقوة الخيال، إذ أنه بمثابة توسيع للواقع وإعادة ابتكار له مرة تلو الأخرى. والأهم هنا، أن هذا التخييل موظف لفهم الواقع وتفكيكه. قال مراد أنه سيلقى التاريخ كله فى أقرب صندوق قمامة، ما سر هذه الإدانة للتاريخ؟ - كثير من آرائه الخاصة بالشأن العام وبالعالم الواقعي تنم عن ارتباك ومحاولة هروب، خاصة في النصف الثاني من الرواية، حيث يتبنى فكرة ما، ثم سرعان ما يتبنى فكرة نقيضة لها. غير أنه أيضًا لا يعترف كثيرًا بمجريات الواقع المحدود، ويرتبك أمام الصخب وكل ما يبعده عن عالمه الداخلي. صدر لك مؤخرا ترجمات بلغات مختلفة لعدد من رواياتك.. هل تعتقدين أن الرواية المصرية نالت ما تستحق من اهتمام خارج الحدود العربية؟ - في رأييّ من المهم قبل أن نطرح سؤالًا مماثلًا أو نحاول الإجابة عنه، علينا أولًا أن نتساءل: هل يوجد دعم مؤسسي من أي نوع لترجمة الأدب المصري؟ لا أتكلم هنا عن اختيار أعمال بعينها وترجمتها ونشرها محليًا ليتم تخزينها لاحقًا في المخازن، بل عن الدعم على طريقة دول أخرى تسعى لترويج أدبها، وتشجع دور النشر العالمية على ترجمته ونشره دون تدخل في اختيارات هذه الدور. في ظل عدم وجود هذا الدعم المؤسسي، فالاهتمام الحالي جيد، وينبع في كثير من الحالات من حماس المترجمين الأجانب لأعمال قرأوها ونالت إعجابهم ورشحوها للنشر، أو من اهتمام الناشرين بهذا الكاتب أو ذاك. نلت مؤخرا جائزة ابن بطوطة في أدب الرحلات عن كتابك الذي سجل رحلتك في الصين، هل تفكرين في تكرار التجربة.. وأي البلاد ترغبين في استكشافها؟ - أعتز كثيرًا بهذه الجائزة بسبب اهتمامي بأدب الرحلات ولأنها تحمل اسم أحد أعظم الرحالة على الإطلاق. الحقيقة أن خطوة كتابة كتاب عن رحلة من رحلاتي خطوة تأخرت كثيرًا، بالنظر إلى سفري لبلاد عديدة بعضها بعيد جدًا وينتمي لثقافات مغايرة تمامًا لثقافتنا، كنت أكتب مقالات متفرقة عن هذه الرحلات، ولم أفكر في جمعها في كتاب، حتى جاءت إقامتي في شنغهاي لفترة كتبت فيها يوميات منتظمة، وعدت بعدها للصين مرة أخرى لكن لزيارة بكين وجوهاي بدعوة من مركز مويان الدولي للكتابة الإبداعية، وهو ما حمسني لجمع اليوميات مع ما تلاها من تدوين لوقائع رحلتي الثانية للصين، ولولا هذا ربما لما فكرت في نشر الكتاب. أما الآن، بعد فوزه بالجائزة وردود الأفعال الإيجابية التي وصلتني عنه من قراء ينتمون لدول عربية عديدة، أفكر في إعادة التجربة مرة أخرى، ومن الدول التي أحب أن أقيم فيها لفترة وأن أكتب عنها اليابان، كوريا الجنوبية والأرجنتين وكذلك صربيا والمكسيك وهما دولتان زرتهما من قبل بالفعل، لكن لفترة قصيرة نسبيًا.
زيارة روائية لعقل المدعو مراد بين أروقة الواقع والشك والحيرة والخيال. الكاتبة #منصورة_عزالدين رواية #أطلس_الخفاء صادرة عن دار الشروق لسنة 2022 مكونة من 127 صفحة
في عالم ازدادت فيه وسائل الاتصال للربط بين الناس، إلا أن بعض الناس لم يعرف لذاك التواصل سبيلا...في رحلة نفسية تطوف بنا الكاتبة في عقل مراد المنعزل عن الناس، أو الذي أختار الانعزال ركنا آمنا له بعيدا عن فضول الآخرين. فتتنقل برشاقة بين صور عقلية متباينة اشتملت على صور عمل مراد وزملاء العمل ومديره، صورة البيت وأمه واخته وجدته ووردة؛ البنت التي أحبها ورفض أهله زواجه بها. توالت الصور في عقل مراد والتي كانت نسيجا من الواقع والخيال والذي أسماها بدفتر الإشراقات والتي عرف منها ما آلت إليه حبيبته وكل من احبهم.
جلس مراد وحيدا في رمضان بلا طعام أو أهل رفض دعوة الإفطار وآثر وحدته وانعزاله.. وصل لسن ال ٦٥ وأحيل للمعاش بعد مد ٥ أعوام.. انسحب من حياته العملية في هدوء وحيدا بحثا عن حرية جديدة بالمشي في أحياء القاهرة التي لم يمش بها رغم انتقاله إليها من أكثر من أربعين عاما...
الجزء اللافت لي هي علاقة مراد بمديره الذي كان يطلب منه اخذ الإجازات فور مرضه حتى لا تصبه العدوى، ذكرني بأحد المدراء الذي كان يحرص على أخذ الإجازة فور أن يعرف بمرضي ويتركني انا أعمل!! كل مدير حريص على صحته ولكن لكل مدير طريقة 😃
لم تجذبني الرواية، لكن الحقيقة أن سهولة لغة الكاتبة وبلاغتها دفعاني لاستكمالها.
واللافت ايضا هو وصفها النباتات والأشجار... فمما ذكر المانجو، الباوباب، والصمغ والياسمين والحلفاء وزهر الليمون وغيرهم..
رواية للكاتبة "منصورة عز الدين" وقد قرأت لها من قبل رواية "بساتين البصرة".
بطلنا "مراد" والذي يعمل بالأرشيف والذي لا يمتلك محمول ولا يهتم بالتكنولوجيا ويكره الأجازات لما يصيبه فيها من ملل والذي يجد ضالته دوماً في تخيلاته وأحلام يقظته قرر أن يكتب عن الأماكن التي يراها في خياله والتي يسرح في أروقتها خاصة أنه يقترب يل بالفعل تم إحالته على المعاش!
لا أدري ولكنها لم تجذبني كما كنت أعتقد! بل ولم أفهم معظم تجليات مراد وماذا أرادت الكاتبة بالضبط من أحلام اليقظة تلك التي لم أشعر بأهميتها! بل أنني أجزم أن الرواية ستستمر طبيعية من غيرها مع بعض التعديلات بالطبع! أفكار غير واقعية لأماكن غير موجودة فلم أستطع فهم فلسفتها أو موقعها من الإعراب! كما أنني فشلت في فهم الرواية ككل! فهي عن رجل أسير لذكرياته، عاش وحيداً ومات وحبداً، لم بحقق أحلامه ببساطة لأنه لا يمتلك أي حلم! حتى من أحب لم يستطع أن يحصل عليها!
القصة كلها تدور في هذا فلك: مراد وذكرياته!
كتبت بلغة فصحى سرداً وحواراً وقد استمعت إليها على تطبيق ستوريتيل وهي موجودة على أبجد!
اقتباسات
"لو له أن يفخر بشيء في حياته، فسوف يفخر قطعًا بقدرته على تقدير الوقت اللازم بالضبط لإعداد قهوته. لا ثاني� زائدة أو ناقص�."
"يفكر لماذا لا تكو� الغرف مثلثة أو دائري�! المثلث محكوم بـأضلاعه الثلاثة، ولن يُشعِره بالغربة مثل المربع والمستطيل، لأنه يعشق الرقم ثلاثة، أما الدائرة فحنون لخلوها من الزوايا والحواف الحادة."
من بين تلال الأوراق في غرفة الأرشيف الصغيرة يصطحبنا البطل مراد معه إلى عالمه الخفي حيث يجد سلواه في جغرافيا مغايرة لما يحيط به...يجد متنفسه بعيدا عن المقالات والدفاتر في أطلس خفي لا يراه غيره ولا يشعر به سواه. يحدثنا عنه ويصطحبنا معه في جولة بين نباتات الغاب والحلفاء وحليب الشوك البرية. نصعد معه التلال ونهيط المنحدرات ونشاركه رحلته بين أشجار الباوباب والجازورينا والكافور ووالصنوبريات والياسمينة والسيكويا والتنوب والعرعر!! تأخذنا منصورة عزالدين في رحلة غرائبية يختلط فيها الماضي بالحاضر والخيال مع الواقع بلغة جزلة محكمة التراكيب والعبارات التي دغدغت حصيلتى اللغوية وأنا أبحث عن معنى مسرنم وخلاسي ومزنر ومخاتل... مراد بطل وحيد (يستمتع بالتدقيق اللغوي لأنه يعيد إلى العالم المختل بعضا من اتزانه.) في عالمه الخاص يبحث مراد عن مراده هو ومراد الحياة ذاتها.. (ففي تجلياتي تأتيني المعارف طوعا؛ أحدس بها لكنه حدس أقرب إلى اليقين بل هو اليقين في أقوى حالاته يقينية. جغرافيا الخفاء أرض المعرفة الباطنية.) .رواية لا تشبه غيرها.
من يهوى القراءة سيجد فى عالم مراد الموازى لعالمنا ملجا وملاذ وحياة ...وسيعقد المقارنات والموازنات لان بدايات العزلة ..فى بدايات الحياة و منتصفها قد تبدو الوحدة خلابة ولكن فى مرحلة مراد العجوز هناك حيث يعيش وحده مع ذكرياته وتخيلاته ياكل وحده يسير وحده يموت وحده تبدو الحياة قاسية ......رحلة شيقة لمنصورة عز الدين فى حياة منعزل اخرج الجميع من حياته بما فيهم شخصه هو وذلك لان طيفه فقط ما كان موجود بيننا ويعيش معنا ...طيف مراد
الخيال حاضر دومًا في كتابات منصورة عز الدين، يأتي ممتزجًا مع الواقع � هذه الرواية ذكرتني بالمجموعة القصصية "مأوى الغياب" ، حينها لم اتمكن من الامساك بتلابيب ما ارادته الكاتبة ، الى ان طالعتها مرة ثانية
# هناك جغرافيا أصلية للعالم، مخفية في بقاع الغفلة، وتتخفى خلف آلاف الصور والأقنعة المنتشرة في شتى انحاء المعمورة
الرواية عن مراد القريب من التقاعد ، حياته، ذكرياته، نسائه والأهم عزلته المتفردة الواضحة في كل تفاصيل ما يعيشه . مرة اخرى يحضرني بطل بوهوميل العجوز الذي يعيش عزلة صاخبة يجمع فيها كتب ومخطوطات بدلا من انلافها !
هل هي رواية عن العزلة؟ ام عن العمر الضائع؟ ام عن التجليات ؟ "ففي تجلياتي تأتيني المعارف طوعًا احدس بها كنه حدس اقرب الى اليقين، بل هر اليقين في اقوى حالاته يقينية"
نوڤيلا على قدر بساطتها وقصرها ، وجدت فيها غموضًا ، فكرتها ملغزة لم تتضح لي كما احب .. بعد نقاشات عديدة للكتب مع كُتابنا ، ادركت أن الوجه والمغزى الحقيقي للكتاب يبقى في قلب الشاعر اي الكاتب ، مالم يفتح للقارئ ما عناه وما اراده
بالطبع قيمة ماتكتب الاستاذة منصورة يتجلى في لغتها واسلوبها ..
أعود لمطالعته بالتأكيد
▪️متى خلا العالم من البؤس؟ ومن بإمكانه إضفاء معنى على المعاناة والرتابة
يعيش مراد حياة مزدوجه ، حياته الممله المنعزلة عن جغرافيا الناس و حياته الخياليه المليئة بالأحداث المتداخله و الغريبة تحس كأنها أحلام نومة العصر، تعاطفت مع شخصية مراد، انطوائه و ميله للعزلة و الصمت يعيش في عالمه الخاص و يتصارع مع مشاعر حبه الأول ورده رغم أن ظاهره يوحي بأنه إنسان منعدم الإحساس.. غير أني لم أتمكن من استيعاب الفكرة اللتي أرادت الكاتبه إيصالها لنا عن حياة مراد من خلال تجلياته هذا إن كانت هناك فكرة في الأصل! لكن الأسلوب و الوصف جميل و لذيذ يجعلك لا تحس بالملل و أنت تقرأ عن حياة شخص أقل ما يمكن وصفها به هو أنها مملة.