What do you think?
Rate this book
116 pages, Paperback
First published January 1, 2002
يكاد يلامس زر الجرس
فإذا الباب في مهل لا يُصدِّقْ يأخذ في الانفراج
ويدخل
**
يخطو إلى باب غرفته
حيث صورته بجوار السرير الصغيرِ
وحيث حقيبته المدرسية ساهرة في الظلام·
يرى نفسه نائماً بين حلمين أو علمينِ
يدقُّ على غرفِ البيت
يوشكُ ـ
لكنه لا يدقُّ
فيستيقظ الكلّ في ذهل:
عاد!
والله عاد!
يصيحون
لا يسمعون لصيحتهم أي صوت
يمدون أذرعهم لاحتضان محمدَّ
لكنها لا تلامس أكتافَهُ
**
ودّ لو يسألُ الكلَّ عن حالهم تحت
قصف المساءات
لم يجد الصوتَ
**
قالوا كلاماً
ولم يجدوا الصوتَ!
**
يدنو ويدنون
مَرَّ· ومروا· استمروا ظلالاً تمرُّ خلال
ظلال ولا تلتقي!
**
أرادوا السؤالَ إذا ما تعشىّ
أيبرد في الليل؟ أم أن سُمْك الغطاء الترابيِّ يكفي؟
وهل أخرج الطبُّ من قلبه طلقة الخوف؟
أم أنه لم يزلْ خائفاً؟
ثم
هل حلّ مسألتيَّ الحسابِ
لئلا يُخيب آمالَ أستاذِهِ في الصباحِ
ول···
**
وهو ودّ بكل بساطته أن يقول
أتيتُ "أطل" عليكم
لكي أطمئنّ
وقلتُ أبي سوف ينسى كعادته حَبّة الضغطِ
جئت أذكّره مثلما اعتدتُ
قلت مِخَدّة رأسي هنا لا هناكَ
**
وقالوا···
وقال
ولا صوت:
**
لا جرسٌُ الباِب رنَّ!
ولا كان زائرُهم نائماً في السرير الصغيرِِ
ولا هُم رأوهُ!
**
وعند الصباحِ
تهامَسَ أهل الجِوارِ بأنّ الروايةََ
محضْ خيال
فهذي حقيبته المدرسية مثقوبة بالرصاص
على حالها
ودفاتره غيرّتْ لونَها
والمعزّونَ ما فارقوا أمَّه
ثم
كيف يعودُ الشهيدُ إلى أهله هكذا
ماشياً رائقاً
تحت قصفِ مساءٍ طويلْ !
أكاد أصيحُ: تعرّف إلى غيرنا أيّها الموتُ..
إبحث على الفور عمن يجود عليك بمأوى سوانا..
ودع غير أطفالنا يمسكوا بذراعك..
عبر ازدحام الطرق..
منذُ دَهرٍ نؤدي لك الواجبات ونرعاك..
نحن انشغلنا بشغلك فاذهب ولكن ..
إلى أين تذهب في مثل ليل كهذا...
تدفأ ونم جيدا أيها الموت حتى نواصل أثناء نومك أشغالنا..
أكاد أصيح: تعرّف إلى غيرنا أيها الموت..
أنت تجاوزت كل سياجٍ..
وطاب لك المكث فينا..
أغلطتنا أننا كرماء لتأخذ من تنتقي ثم نعطيك من يرتقي بك..
نحو السمو الذي تشتهي..
آن أن تنتهي من طموح يديك...
أما فاض موسمك المر عن حاجتك؟..
اخسر الشوط حيناً...
ربما لو ذهبت سنكتب شعرا عن الإنس والجن والجنس..
والشبق الصلب..
نغشى الملاهي..
ونسكب شاي المقاهي..
بطيش أصابعنا... أكاد أناشدك الابتعاد..
ولكن إلى أين..
يا من صفاتك تمشي معك؟..
هل ألفناك؟..
هل لا طريق لنبعد عنك سوى الإقتراب الجنوني منك..
أأنت الطريقُ..
أم أنك قاطع هذا الطريق؟..
أتمشي الجنازة فينا؟ أم أنّا نسير ونبحث من حولنا عنك فيها؟..
نرى النعش والسائرين..
ويا موت لسنا نراك..
ففي أي زاوية تختفي حينذاك..
أكاد أصيح: تعرف إلى غيرنا أيها الموت..
لكن إلى أين تذهب في مثل ليل كهذا..
تدفأ ونم جيدا..
ثم واصل مع الفجر شغلك حتى نواصل بعد رحيلك أشغالنا