كثيرًا ما يحبس الإنسان نفسه داخل قوقعة من الخوف والقلق تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، إما لموقف مؤلم مر به أو خشية فقد حبيب أو خشية تكرار الموقف المؤلم الذي مر به من قبل، ليكتشف بعد ذلك أنه قد أضاع حياته في ذلك الخوف دون أن يشعر، أضاع معنى الحياة وهو ما زال على قيد الحياة، لا يعرف أن الخوف والقلق قد يدمران صاحبهما، قد يحولانه إلى كائن شفاف يعكس على شخصيته كل معاني الانسحاب والاستسلام والانهزام والانعزال عن العالم فاقدًا الرغبة في الاستمرار بالحياة، وقد يؤدي به في النهاية إلى طريق واحد وهو الجرم في حق نفسه وإنهاء حياته البائسة بنفسه