وبين الرواية والروائية عالم فائض بأسئلته الحارقة، لا يستحق أكثر من خلود ما في لجة الكتابة وسحرها الإنساني المغامر في منتهى الموهبة، حين تصير الموهبة هي السؤال، و هي الإجابة، و هي المحرض على الآتي من الأسئلة والإجابات في علاقة مشتبكة مع كل ما نؤمن به من قيم، و ما نتوارى وراءه من ضرورات، وما نمنح وجودنا تحت وطأته المستمرة من شرعية الغياب المفترضة لكينونتنا المفترضة.
تشتبك بثينة العيسى في هذه الرواية، إذن، مع العالم بأكمله، عبر لغة مفرطة في رهافتها إلى حد أن تكون أغنية موزعة في معمار موسيقي يتراكم تدريجياً ما بين المتن والهامش ، فتفيض العذوبة ذهولاً وبكاء، ولكنها قاسية أيضاً إلى حد الوجع المقيم في تلافيف الروح منذ أزمان سحيقة لا بدّ أن بثينة عاشتها بتفاصيلها الدقيقة قبل أن تصير تاريخاً مشاعاً بين نساء الكرة الأرضية وهوية سرية لرجالها.
هنا إذن امرأة باهية تكتشف بداياتها مرسومة على هامش من نسغ الكون بكل تجلياته، وروائية عريقة الخبرة بحرفتها، رغم أنها لم تغادر بعد الثانية والعشرين من عمرها (لا أدري بالضبط ما العلاقة المفترضة بين حجم الموهبة وعمر الموهوب؟!!)، و هي بهذه الخبرة تحاول أن تعيد صياغة العالم كله وفقا لما ترتب لديها من علائق جديدة بين الكائنات في معنى الكتابة و تاريخها أيضاً، و هي تنجح كثيراً في تلك المهمة لأنها تجيد اكتشاف الحياة عبر اكتشافها لذاتها الذاهبة في منتهى الشغف الروائي بجلد كتابي واثق من تفاصيل سيره وصيرورته، وحيل أنثوية موروثة في سبيل رسم نهاية للبقاء خلوداً في الدهشة وما تؤدي إليه.
"سعار" نص روائي لا يريد أن يكتمل، لأنه نص مفتوح على أسئلة تدور في فضاء من القلق الوجودي الفادح في سوداويته، و لكن الفاضح في تعريته لكل ما نحاول أن نخبئه تحت ركام من الإرث الإنساني النفسي.
ورغم أن "سعار" هو النص الروائي الثاني لكاتبته بعد نصها الأول، الجميل والمدهش بدوره، "ارتطامٌ .. لم يسمع له دويّ"، إلا أنني وقد كنت على تواصل مع الكاتبة وهي تكتبهما واحداً بعد الآخر، وقرأتهما، بعد ذلك مخطوطين، أرى أنها في "سعار" بالذات تضع سؤالها الروائي الأول بحكمة مكتسبة وذكاء فطري.. وموهبة تتألق بينهما باضطراد عبر أحداث تتنامى في أجواء خالية من الحدث التقليدي، و هي تسجل كل ذلك برصانة لغوية رغم السخرية السوداء التي نادراً ما تلجأ إليها الروائيات في ثقافة الرواية العربية الراهنة، مما أكسب هذا النص إضافة لصالح المتعة في القراءة واللذة في تتابعهما.
هذه ليست مقدمة، ولكنها إشارة إلى هذه الرواية الناجحة .. وهذه الروائية الناجحة جداً .
صدر لها : 1- ارتطامٌ .. لم يسمع له دوي ( رواية ) عن دار المدى - سوريا 2004 2- سعار ( رواية ) عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر - بيروت 2005 3- عروس المطر ( رواية ) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2006 4- تحت أقدام الأمهات � رواية، عن الدار العربية للعلوم 2009 5- قيس وليلى والذئب - مجموعة نصوص، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2011 6- عائشة تنزل إلى العالم السفلي - رواية، عن الدار العربية للعلوم ناشرون - بيروت 2012 7- كبرت ونسيت أن أنسى - الدار العربية للعلوم 2013 8- بين صوتين؛ فنيات كتابة الحوار الروائي، الدار العربية للعلوم 2014 9- خرائط التيه (رواية) - عن الدار العربية للعلوم 2015 10- أسفل الشجرة أعلى التلة (أدب طفل) عن دار أروى العربية 2016 11- حاء (مقالات) - عن الدار العربية للعلوم، بيروت 2016 12- كل الأشياء - رواية، عن الدار العربية للعلوم 2017 13- ماذا نفعل عندما نشتاق؟ - قصة أطفال، عن دار أروى العربية للنشر. 14- الحقيقة والكتابة - الدار العربية للعلوم ومنشورات تكوين 15 - حارس سطح العالم - رواية، عن الدار العربية للعلوم ومنشورات تكوين. 16- السندباد الأعمى؛ أطلس البحر والحرب - رواية عن منشورات تكوين 17- دار خولة - نوفيلا عن منشورات تكوين 2024
حائزة على جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها "كبرت وسين أن أنسى" 2013/2014
حائزة على جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها " سعار " 2005/2006.
وصلت روايتها كل الأشياء إلى القائم القصيرة لجائزة الشيخ زايد.
حازت روايتها حارس سطح العالم على جائزة الشارقة لأدب المرأة 2022.
تأهلت روايتها حارس سطح العالم في نسختها الأمريكية إلى القائمة القصيرة في جائزة الكتاب الوطني الأمريكية، فرع الأدب المترجم 2024.
تأهلت روايتها حارس سطح العالم وخرائط التيه في نسختهما الإنجليزية إلى قائمة World Literature Today للأدب المترجم لعام 2024.
تأهلت روايتها حارس سطح العالم بطبعتها الإنجليزية لقائمة مجلة التايمز عن أهم العناوين التي ينبغي قراءتها في 2024.
تأهلت روايتها خرائط التيه بنسختها الإنجليزية لجائزة سيف غباش لترجمة الأدب العربي 2024.
- مؤسسة مكتبة تكوين في الكويت (منصة الكتابة الإبداعية). Takweenkw.com
مقدمة لا علاقة لها بالرواية، يمكنك تجاوزها إن أحببتَ الدخول في الموضوع مباشرةً.
في المعتاد، عندما أقرأ رواية غير جيدة � من وجهة نظري � لكاتبٍ ما، أميلُ إلى تأجيل تجربتي التالية معه لفترة طويلة، وطول هذه الفترة يتوقف على درجة سخطي وتبرّمي من التجربة السابقة معه. منذ شهرِ تقريبًا كانت لي تجربة غير موفقة مع بثينة العيسى وروايتها " عائشة تنزل إلى العالم السفلي "، كانت تجربة غير موفقة بالمرة، لدرجة أني لم أكملها للنهاية و قررت بعدها ألّا أقرأ لها مرة أخرى إلا بعد شهور عديدة؛ ولكن، بعد شهر واحد فقط وجدتُ الصديقة العزيزة لينا العطار تعرض عليّ قراءة رواية " سعار" معًا، والمفاجأة أني لم أتردد للحظة وواحدة ووافقت على الفور، مما جعلني في حيرة من أمري ومن بثينة!، هل أنا أحب قلمها أم أكرهه؟، لأعترف في النهاية أني أحب أسلوب بثينة في السرد، أحب تشبيهاتها، أحب فلسفتها عندما تكون في حدود المعقول، وكان كل هذا كافيًا لتكوين دافع لمزيد من التجارب معها مهما كانت تجربتي مع "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" سيئة ومحبطة.
تعليقات القراء المنتقدين لقلم بثينة العيسى لا تخلو من التبرّم من "وَلْوَلتها" النسائية المفرطة، والمبالغة في رسم مشاعر الأنثى تجاه أحداث قصصها، وكنتَ للأمانة قد اقتنعت بعض الشيء بهذا الرأي بعد تجربة" عائشة تنزل إلى العالم السفلي"، ولكن بعد لقائي معها في " سعار" اكتشفتُ أن هذا الرأي فيه بعض الظلم لها. قد تبدو بثينة عاشقة للسوداوية والكآبة، وعندما تجتمع سوداويتها مع كآبة بطلاتها الإناث يصبح الأمر غير محتمل للبعض بمن فيهم أنا، ولكن على الرغم من ذلك، يُحسب لها التجديد في المواضيع، ففي رواية " ارتطام لم يُسمع له دويّ " تناولت قضية "البدون" في الكويت بشكل بسيط وسلس، وفي "عائشة تنزل إلى عالم السفلي" تناولت الأزمة النفسية التي تتعرض لها الأمهات إثْرَ فقدان الأبناء، وهنا في " سعار" نجد موضوعًا عاطفيًا بحتًا تتناول فيه عاطفة الأنثى المحبة العاشقة التي جُرحت من حبيبها فقررت الانتقام بطريقتها؛ هذا التنوع، بجانب الأسلوب العذب، يضمنان لبثينة أرضية ثابتة تتيح لأمثالي التفكير مرارًا وتكرارًا قبل اتخاذ القرار بعدم القراءة لها مجددًا. يمكنك بدء المراجعة من هنا:-
نأتي للحديث عن " سعار"، الرواية تتكون من قسمين، القسم الأول بعنوان ( الهامش)، والقسم الثاني بعنوان ( المتن). في الجزء الأول من الرواية نشاهد "مشعل"، الشاب العاشق، الساذج، المتعلق بأنثى لا تعطيه ردًا واضحًا وصريحًا على حبه، فتارةً تجاريه في حبه، وتارةً ترفضه بأدب، أوتقطع اتصالاتها معه نهائيًا لفترة طويلة، حتى تعود بعد حين لتقابله وتخبره أنها على استعداد للزواج به، لتكون المفاجأة!، ويدور عقل "مشعل" الطيب الساذج المستسلم للحب، والتارك لقلبه حرية التصرف في ردود أفعاله، وكأن الحب بلّورة سحرية من عالم الأفلام ما أن تنظر لها حتى تأسرك ولا ترى في العالم كله سواها. ينتهي الجزء الأول وبداخلي تساؤلات عديدة، لماذا تُعِذب" سعاد" "مشعل" بهذا الشكل؟، ولماذا "مشعل" مستسلم لها بهذا الشكل المستفز؟، هل يُعقل أن يفعل الحب كل هذا؟، هل يُعقل أن يسلب الحب إرادة الرجل بهذا الشكل ويجعل الأنثى قاسية بهذا القدر؟. لندخل في الجزء الثاني بحثًا عن الإجابات، والإجابة هي: "جرح قديم"!، لا والله ؟!!، يا للسذاجة، ويا للفكرة المستهلكة المهروسة حتى صارت ماسخة يا بثينة. يتضح أن كل ما يعانية "مشعل" سببه أن " سعاد " أحبّت رجلًا من قبله ثم خزلها،أحبت رجلًا حاول إقناعها بمبادئ عجيبة كالتحرر الجنسي وتقليدية الزواج، أحبت رجلًا ملحدًا يرى القرآن مجرد كتاب عادي مثله مثل أي رواية يقرأها، أحبت شخصية مستفزة للقارئ ومستفزة للبطلة نفسها، فانتهت العلاقة بمأساة سببت لها عقدة دفعتها للانتقام بطريقتها الخاصة.
إضافة إلى ما سبق، الرواية مفككة، تائهة، غير واضحة الأهداف. مواضيع عديدة أتى ذكرها وسط السطور بلا معنى، كحرب الخليج، وتدخلات أمريكا في الوطن العربي، وصدام حسين، وغيرها من المواضيع التي لم أفهم علاقتها بالنص وبالعلاقة التي ترسمها بثينة. طبعًا لا تخلو الرواية من نظرة دونِية للرجل الشرقي المٌحطِم لأحلام النساء، المُقيد لحرياتهم، المتعصّب لعادات وتقاليد المجتمع، المزدوج المعايير، إلى آخره . لا أنكر أن كل هذه الكوارث الأخلاقية موجودة بالطبع، ولكن المشكلة في طريقة عرض وجهة النظر نفسها التي لا تخلو من مبالغة غير منطقية تجاه مساويء الرجل الشرقي في مقابل البراءة المُطلقة والسذاجة المبالغ فيهما أيضًا عند الأنثى الشرقية، أي أن الرجل الشرقي ذئب، والأنثى الشرقية حَمَل وديع.
يعني بوجهٍ العام، وإذا ما حاولنا تلخيص كل هذا الكلام، نجد أن مميزات الرواية تتلخص في أسلوب بثينة الممتع وبعض الفلسفة الحياتية المنطقية من حين لآخر، أما عن القصة فكانت مستهلكة، والشخصيات مستفزة في ردود أفعالها، والحبكة مفككة، والصدمة مبالغ في تصويرها. على ذِكر الصدمة، اكتشتف توًا وأنا أكتب المراجعة أن مشكلة بثينة يمكن تلخيصها في نقطة واحدة، أنها تعتمد بشكل رئيسي على "عاطفة" القارئ، فإذا تعاطفت مع القصة أو الشخصيات ستنبهر حتمًا بالرواية، وإن لم تفعل صارت أي رواية لها بالنسبة لك لا تٌحتمَل. يبقى رأيي في بثينة وقلمها كما ذكرتُ في البداية، وهذا الرأي قابل للتغيير بالإيجاب أو السلب في المستقبل بالتأكيد، ولكن حتى الآن أعتقد أني لم أكره قلم بثينة للأسباب التي ذكرتها، ومازال لدي فضول لقراءة روايات أخرى لها على أمل أن أجد موضوعًا "أتعاطف" معه بالقدر الكافي لجعلي أصرخ قائلًا: أخيرًا، أبهرني قلم بثينة العيسى.
"إنها من ذلك الصنف من النساء الذي لا يُمكن أن تُحب بعده أبداً، وكأن لا شيء يوازي العمق والألم اللذين تهبهما له بعفوية، إنها تأتي لتكون الأخيرة، ومهما كانت المرات التي عشقت فيها من قبل، تُشعرك ببساطة بأنها الأولى."
التجربة الثانية لي مع "بثينة العيسى" وما زلتُ مُلتزماً بالقراءة لها وفقاً لترتيب أعمالها، فبعد تجربة جيدة في "ارتطام لم يُسمع له دوى"، جاءت تجربة دعني أقول عنها إنها لم تكن موفقة، لم ترضيني مُجملاً. رغم أن لغة الكاتبة مُمتازة وأوصافها وتشبيهاتها. ولكن القصة، يتخللها العديد من المشاكل. حتى الشخصيات نمطية لأبعد الحدود، مشعل، الساذج الحساس الذي يهيم بـ"سعاد" ومهما تلعب به وتفعل فيه سيظل يحبها ويُقدسها رغم أنه يرى أذنيه تُصبح كالحمار، ولكنه مُستمر بشغف، وبلا كلل. و"سعاد"، رُبما هذه أكثر شخصية أنانية قرأت عنها، لا تهتم إلا بنفسها، مرت بتجربة حُب فاشلة، فقررت أن تجعل مشعل عوضها، فاستباحات لنفسها أن تؤرق لياليه، لا تجعله مرتاحاً في حياته أبداً، يُقاطع أخيه، بل ووصل الأمر إلى أنه حول تخصصه من "الهندسة" إلى تخصص "إدارة الأعمال"، وحتى النهاية الكرتونية قليلاً، وهي لا تزال تلعب بمشاعره وتراه من سيعوضها عن كُل خيباتها، ومشعل لا تزال أذناه تتحول إلى أذنا حمار!
في أحد المرات قرأت تعليقاً للكاتبة على الإنستجرام لمُتابع يسألها: هل سيُعاد طباعة سُعار مرة أخرى؟ قالت الكاتبة: لا. تعجبت حينها، ولكن بعد قراءة الرواية فهمت تقريباً سر الرفض.
أحببت الجزء الاول من الرواية فيما يتعلق ب(مشعل)... أما القسم الثاني ف يمكن القول انه خيب أملي في الرواية.. على كل حال استمتعت بقراءة الرواية وارجو ان أقرء كتاباً آخر للكاتبة بثينى العيسى..
عندما أجدني مأخوذاً بلغة الكتاب، أتغاضى عن المحتوى، بل ويجيء كاعتبار ثانوي، أنا هكذا، تغويني اللغة بافتنانها العذب، هذا ما جرى عليّ، عندما أشرعت في قراءة العمل الذي أغواني وفتنني بجزءه الأول، لفرط الحماسة، كان من الممكن أن أكبس على الخمس نجوم -دون رادع- لو أكتمل الكتاب بنفس القدر الذي جاء فيه " الهامش"، الانتقال الكبير الذي حدث في الجزء الثاني " المتن" عندما أختفى صوت الراوي، وحلّ محله صوت "المذكرات"، أخمد حماستي، ليجيء اعتباري الأول محط اهتمام " المحتوى/الفكرة/الموضوع"
- عندما يزج بك القدر في مكان لا يشبهك ستحاول أن تذيب نفسك بكامل تفاصيلك وحماقاتك فيهذا المكان..
- لا أشتاقُك ولكنني أفتقدك على مضض...
- أريد أن أعيش افتتاني بك عن مسافة كافية لترتيل تفاصيلك...
- ألم اليوم أقل قسوة من ألم امس ...
- الكتابة حلٌ معقول ، إنها تجعلني أتواجد بشكل حقيقي، أشعر بي أنسلخُ عني، أستحيل ريحاً، أتجرّد من أهدابي وشفتيّ و أنفي، أشعر بي أنا، أملكُ العالم كله بين قبضتي، أحاصره في تلك المسافة الضئيلة من الفراغ ما بين الطرف المدبب للقلم البنفسجي، والورق الموحش فيبياضه..
- تلك اللحظات التي تسبقُ أي شيء هي أجمل من الشيء ذاته، أن الانتظار هو قمّة اللذة، لأنه قمّة الألم..
-إنني بقدر ما أرغب بالتملص من الماضي أعرفُ بأن ذلك مستحيل وأكف .. أنا ببساطة كومةٌ قديمة مني...
- يجب أن ينتظرها في مكان تكون فيه وحدها ، وحدها تماماً....... يُحييها كما يليقُ بِشوقهِ وكما يليقُ بسحرها...
- يلائمها أن تكون وحدها ، هي التي تشغلالعالم...
- تكفي أحيانًا لحظةٌ واحدة للتورط في حالة عشق متناهية، وقد تمضي سنون على رجل ،امرأة تحت سقف واحد دون أن يقعا في الحب...
- اللافعل هو ما ينبغي اقترافه لأجل حياة آمنه...
- لا تنظري في الحفر العميقة، فبقدر ما تملك القدرة على ابتلاعكِ تملكين أنت القدرة على ابتلاعها، ستصبحين عميقة وضائعة...
- كان يحن إلى كثير من العتمة ، يشتهي عدماً تاماً..، انطفاء خالصاً للحواس..
- اللعب بالنار ألذ من الاحتراق في أتونها...
- وهو اكثر من يعرف بأنه ماثل في حضرة أنثى يسهل الانجراف إليها ، و ليس بالضرورةمعها...
تبللت عيناي طول وقت قرائتي لهذه الرواية الرائعة فقد عشت قصتها بالم وانا اقرا روعة النص وابداع الخيال وبراعة الوصف . اقل ما يمكن وصف الكاتبة هو الابداع والتميز والرقي بالسرد.تحية عطرة لهذه الكاتبة وشكرا لهذا الوقت الممتع التي منحتيه لي خلال قراءة روايتك الجميلة.
اكانت هذه الرواية صفعة ام حلم؟ صرخة أم هتاف انتصار؟
وجع أم تحرر؟
لست ادري فقط اشعر ان عقلي توقف عن العمل بمجرد أن انتهيت منها
بداية الجزء الأول من الرواية لم يعجبني النصف الذي يخص مشعل ذاك البليد المحب بكل صدق والغبي بكل ماللكلمة من معنى
يصف لنا تلك الفتاة التي وقع في حبها والتي جعلت بغرورها وتناقضها واستفزازها حبه مستنكرا وإهانة لكرامته كمحب صادق وكرجل
ثم اتانا الجزء الثاني من الرواية بكل وحشية وشغف ومتعة وابداع
بقلم تلك المجنونة ذاتها سعاد....او سعار تصف مشعل من وجهة نظرها تصف الجانب الآخر من الحكاية تصف الرجل الذي عشش في قلبها والذي حرمها الحق بأن تحب غيره حتى لو كان عاشقا بكل هذا العطاء مثل مشعل
احبته برغم انها عرفته على حقيقته من قبل ان تحبه وفقدت مشعل حين رمته باسم حبيبها ذاك
الفكرة تبدو بسيطة عادية لكن لغة الكاتبة بثينة العيسي جعلت منها رواية رائعة الوصف والكلمات شئ لا مثيل له
ربما نعثر علي مصائرنا التي تريدنا أثناء بحثنا عن مصائرنا التي نريدها ، ثم تضخ فينا شحنة سماوية غريبة بأن هذا هو أفضل ما يمكن أن يحدث لنا .. ربما قابلت هؤلاء الأشخاص ولربما كنت واحدة منهم .. قصة تحدث ألف مرة في اليوم ولكن بثينة العيسي عبَّرت عن تزاحم الأفكار واختلاط المشاعر الفوضوية بسبب الحب هذا الشعور الغامض المحير ... وصفت الحب ووصفت ردود أفعال المحبين وصفت المتشبث بقشة بضحكة ووصفت المتمردة المجنونة وصفت العنيد الذي يحاول الوصول لهدفه مهما كلف الأمر ... تمتلك فيضا من الكلمات المعبرة وسيلا من المشاعر الجياشة فقد حولت قصة روتينية إلي تحفة فنية بأدق تفاصيها ... فقد تحولت سعاد من طفلة إنطوائية إلي سعار المجنونة بسبب الحب ...
رواية فيها موصفات فنية عالية الجودة، اختيار الأسماء (سعاد ومشعل وشعلان)، اختيار الفصول (الهامش والمتن)، الهامش وهو الفصل المختص بمشعل، ذلك الشاب العاشق، الخجول، البليد، والمتن وهو الفصل الذي تكشف فيه سعاد عن حقائقها القديمة والحالية مبررة تصرفاتها. الترنح بين الضعف والقوة، الحب والرغبة في الاستقرار، الانتقام من الآخرين عبر آخرين.
القراءة الرابعة لبثينة العيسي .. وحقا أنا أحب قلمها جدا .. ولكن ،،
هناك شئ ما مختلف في هذا الكتاب .. لقد اندمجت كثيراً مع روايتها كبرت ونسيت أن أنسي .. واندمجت مع عروس المطر وأحببت للغاية قيس وليلي والذئب ..
ولكن ما أعجبني في سعار .. ليس الرواية .. أو الفكرة .. أو الأحداث .. بل الاقتباسات التي وردت فيها والتي تجعلك تتوقف في الصفحة الواحدة عشرات المرات لتعيد التفكير في اقتباسات معينة تري كثيراً منها مُجسداً في حياتك أو حياة من حولك .. ربما لم أندمج مع الرواية كرواية .. ولكن الاقتباسات تستحق القراءة بكل تأكيد
هناك أعمال نقرأها لمجرد القراءة .. وَ هناك أعمال نقرأها لنعيشها لحظة بلحظة وَ سعار واحد من هذة الأعمال ! الحقيقة .. هي المرة الأولى التي أقرأ لبثينة و بإذن المولى لن تكون الأخيرة و كما كنت متوقع فلغة بثينه لم تكن مُخيبة لتوقعاتي أبداً , بل فاقتها بمسافات غير مرئية .. لغتها جميلة , رشيقة , عذبة مُوغله في أدق التفاصيل .. و العمل قد لا يكون جديد بفكرته إلا أنهُ مؤكد كان جديداً بشكله و لغته قصةُ حب مليئة بالعُقد .. و تراكيب مبهمه ! أحببت العمل فعلاً ..
ما هي الدهشـة التي ترافقك بعد أن تنهي كتاباً؟ هي أن تشعـر بأن شيئاً منكَ مُختزلٌ بين الصفحـات. شيءٌ يشبـه مزاجكَ العاصفُ في حياةٍ أخرى، يُشبـه مخططاتكَ اللذعة التي تفسد. اللغـةُ هنـا مُذهلة، السـردُ رشيق. لن تكون الأخيرةِ التي اقرأ فيها لـ الجميلة جدًا بثينة.
لو لم يكن هذا هو الكتاب الرابع الذي أقرأه لبثينة العيسى لما صدقت أنها كانت في الثانية والعشرين عندما نشرته.... فهذه الرواية � وإن لم تكن أولى رواياتها � تنم عن موهبة فذة عبقرية في السرد الروائي... ولعل كتابات بثينة العيسى هي من أصدق ما قرأت من حيث التعبير عن ما تفكر به المرأة دون تنميق أو تكلف.. وفي هذه الرواية بالتحديد.. تتمكن الرائعة بثينة من إدخالنا في عقل تلك الفتاة المراهقة التي تدعى سعاد... سعاد.. تلك الفتاة التي كانت ضحية الإهمال... تحول اسمها إلى "سعار" على يد حبيبها الذي لم يحبها يوما... تلك الفتاة التي تقاذفتها ظروف الحياة ورمت بها في بئر الوحدة.. مصيبة عندما يحس المرء بأنه أصبح وحيدا فجأة.. أن يهجره أو يفارقه أقرب الناس إليه... يحس بالخو�� فيكشر عن أنيابه ويستعد لمجابهة القادم المجهول... تفقد سعاد أمها ومن ثم جدتها.. ولا يسعفها وجود والدها الذي يسرع في الزواج بأخرى.... وتقع سعاد فريسة للإهمال والوحدة... كتبت هذه الرواية في خضم عدة أحداث حرب الخليج...وبرأيي أن حرب الخليج فجرت العديد من طاقات الشباب المكنونة...وألهبت مشاعر الوطنية لديهم...كما عاصرت الرواية بدايات انتشار الانترنت.. والذي سهل كثيرا في تبادل رسائل الحب والغرام بين العشاق... قسمت بثينة العيسى الرواية إلى قسمين؛ الهامش والمتن... في الهامش ما تبدو عليه حياة العشق وكل ما يرافقها من شوق وشك ..وبطلها شاب رماه حظه التعس تحت قدمي سعاد فأحبها.. وأما المتن فهو حقيقة مشاعر سعاد التي لا يعملها إلا الله.. تصف فيها معاناتها مع الوحدة والألم . ومشاعرها نحو من تحبه هي ونحو من يحبها... أعود وأقول إن بثينة العيسى هي خير من يصف لك ما تفكر به الفتيات... وكل ما يمررن به من ألم وحنين وعشق وكره وغضب وتذبذب في المشاعر .. ورغبة في الانتقام.... وفوق ذلك فهي ترتقي بمستوى الأدب الأنثوي المعاصر الذي شابته لوثة العري الفاضح والخدش للحياء باسم الحداثة والتجديد في الأدب.. رواية قصيرة وممتعة أكملتها في جلسة واحدة..
انتهيت منها سريعا .... اول رواية اقرأها لبثينة العيسى.... رائعة جدا..... سلسة ومعقدة في آن واحد..... سهلة وممتنعة.... واضحة جدا وغريبة جدا..... رواية تدمج بين الحب والانتقام ..... بين قصة حب غير متكافئة وواقع العراق..... بين سقوط الفتاة في براثن طاغية يريدها لإشباع رغباته لا اكثر وبين سقوط حكم صدام.... بطريقة غاية في البراعة.... رواية تدفعك للشك في صدق نوايا من هم حولك.... فمن يضمن ان احبك احدهم فهل هو يحبك حقا.... ام يريد الانتقام بسبب اخر خذله.... قصة فتاة مجنونة..... هجرت من احبها.... لتلحق بمن يريد استغلالها .... وفي النهاية تعود جارة اذيال الخيبة .... فلا هي استطاعت ان تحول الطاغية الى حمل وديع.... ولا هي استطاعت ان تتأقلم مع قلب نقي احبها بصدق....
كم غريبه هي حكايات العشق والغرام نحب ونعشق ونقابل بالغدر , و نثأر لمن احببناه بحب اخر ينقذنا فما نفعل الا ان نظلم انفسنا والذي احببنا بصدق . . هـــي :تثأر لرجل اراد تشكيلها علي هواه بتشكيل آخر علي هيئته
هـــو:يحب دون مبرر,بكل جوارحه وبكل خليه في جسده يحب دون مقابل, يذوق العذاب ويموت من اجلها كل يوم
راااائعه حد الوجع هذه اول قرائتي( لبثينه )والاكيد انها ليست الاخيره بأذن الله اسلوبها عميق وفريد يهز كل من يقرأ لها من اول وهله
ياه يالله ! مشعل كان كالهامش تماماً , وسعاد كانت المتن , أحببت المتن أكثر , ربّما لإنه يتحدث عن مشاعر أنثى ! والأكيد هو ذلّ مشعل في الهامش وسلبيته , كان كـ حمار فعلاً :| بثينة تحبّ الجدات وتحببّنا فيهنّ أكثر , أحب روحها الوطنية والأسرية , أحبّ أسلوبها وطرحها أيضاً ليته لم ينتهي , ليته كان أطول سأقرأ لبثينة مابقيت تكتب بإذن الله ()
.تميزت "سُعار" بجمال اللغة ومُتعة النص، على الرغم من أن القصة لم ترُقني بفكرتها الضمنيّة كما بدى لي وجدت نفسي أمام روائية ذكية ، مع لغة قوية وسردٍ ماتعٍ إلى حدٍ كبير. نالَ الشطر الثاني من مقتطفات مذكرات سُعاد أغلب اهتمامي .. أما البداية فأردت أن تمر الصفحات الاولى بسرعة لأعرف الخلاصة بإيجاز خاصة فيما يتعلق ببداية التعارف في تلك الإجازة ..
لم ينل استحساني فكرة الحب بشكليه اللذين وردا في الرواية ، وجدته سطحياً هشاً لزجاً من كافة الأطراف .. كنت لأعطيها النجمات الخمس في رفّ مكتبتي لو كانت الفكرة أعمق من مجرد لهو فتياتٍ عابث مع طرف ضعيف، ليُلهى بها بعد ذلك من رجل آخر يستقوي عليها، فهذه الفكرة بنظري مُبتذلة ومُجهدة التكرار إلى حدٍ بعيد. بالإضافة إلى أن الصفة الحيوانية التي التصقت بمشعل أجدها نشازاً عن رُقي السرد في القصة (لم ترُقني )
وجدت البعض ينتقد بعض العامية التي وردت في النص، وأجد الامر عادياً بل قاربني للواقع أكثر ! ومعظم الروائيين العرب تتخلل نصوصهم لهجتهم المحلية ولا يخدش ذلك من نقاء النص والفكرة .. وأعتقد ان الصيغة التي وردت بها كتابة سعار كانت تتطلب ذلك!
لو أمكن أن تتجسَّد بعض المعنويات وتتخذ شكلاً مادياً ملموساً، لتجسَّد السُّخف والابتذال على شكل كتلةٍ من ورقٍ ومداد، تحمل عنوان (سعار) وتسمَّى - زوراً وبهتاناً - رواية!
تجربتي الثانية مع الكاتبة ولم تقلَّ سوءاً عن الأولى، ولن تكون الأخيرة لكني سأريح نفسي من غثائها بعض الوقت! وما هي إلا كما وصفها أحد النقاد في عنوان مقاله: "سردٌ ثرثار... لا يقول شيئاً!"
وليس يدهشني إلا ما تكاثر في تعليقات القراء - والقارئات خصوصاً - في موقع الـ goodreads، من القول بأن الرواية رغم ابتذالها وتفاهتها إلا أنها تتمتع بجمالية اللغة، وأن لغة بثينة قويةٌ ومتألقة!
وإني أجزم قاطعاً أن من أثنى على (لغة) هذه الكاتبة فهو لم يقرأ شيئاً بعد، وما زالت تفصله أميالٌ متطاولةٌ عن تذوق اللغة الروائية تذوقاً سليماً، بشقَّيها الكلاسيكي والحداثي معاً.
هي روايةٌ كتبتها مراهقةٌ أقلُّ من مبتدئة، ويستحيل أن تعجب إلا من كان أقلَّ من مبتدئٍ في القراءة الروائية...
من افضل الاشياء التي حصلت معي هذي السنة هي "اكتشافي" لبثينة العيسى..
استغرب لماذا لا يوجد لمثل هذه المبدعة صدى اعلامي؟ لماذا يقتصر الاعلام على البعبعة بإمعات الحداثة العربية الذين يطلقون على أنفسهم "ليبراليون".. وينسون مثل هذي المبدعة الرائعة..؟؟
إشتريت الرواية وأنا في رحلة سياحيّة، وبمجرّد أن أصبحت ملكي حتى وجدت نفسي في مقهى ستاربكس أقرأها، مع قهوة أمريكية كبيرة الحجم.. بعض الروايات لا تحتمل التأجيل إلى أن أعود من السفر..
لا تهمّني القصّة أو الحكاية بقدر ما تهمّني الأفكار وحتماً هذه الرواية مليئة بالأفكار الرائعة المدهشة الغريبة..
بَقيَ أن تطلب " سعـــاد " من " مشعل " أن يُناديها " سعار " لتستطيلَ أذناه أكثر و ينمو من خلفه ذيل و يصرخ بقوّة أكبر هذه المرّة : " حمـــار " .. " حمــــار " .. " حمــــار " ..
رهيبة انتِ يا بثينة العيسى ! رهيبة :"))
اقتِباسة :~~ إنّ الذين يزعمون بأنّ الأيام كائنات زائلة سذّجٌ للغاية ! وحدُنــا نزول .. نترهلُ و نفنى .. و لكنّ الأيام حيّة .. تغفو في أعماقنا و تهبّنا إضاءات غامضة للمضيّ .. أنا - ببساطة - كومةٌ قديمـــةٌ منّي !
ثاني رواية أقرؤها لبثينة العيسى، ووجدتُ الأولى أفضل بكثير وكانت ارتطام لم يسمع له دوي. لم تعجبني أحداث الرواية كثيراً ربما لأنها رواية عاطفية عادية جداً. ولكن الأسلوب هو الشيء الوحيد الذي جعلني أكمل الرواية.