What do you think?
Rate this book
493 pages, Hardcover
First published January 1, 2003
المصدر المباشر لهذه الصورة السلبية للأخلاقيات اليهودية هو يهود اليديشية في مرحلة ضعفهم وتفسخّهم في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر حتى ثلاثينيات القرن العشرين، إذ تركّزت نسبة كبيرة منهم في تجارة البغاء حتى أصبحت شخصية القوّاد اليهودي والبغيّ اليهودية أمرًا شائعًا.
لم يكن هناك عباقرة يهود بين العرب إبّان فترات الانحلال في الحضارة العربية حين أُغلقت الحلقات الفقهية والمدارس التلمودية العليا في العراق بسبب انتكاس الحضارة العربية، بينما ازدهر الفكر العربي اليهودي في الأندلس بسبب ازدهار الحضارة العربية في الأندلس.
المستوطنون الأوائل في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا يتوحّدون تمامًا بالعبراينيين القُدامى. فهُم في خروجهم من أوروبا ودخولهم الأرض العذراء، كانوا يتصورون أنهم يشبهون العبراينيين القُدامى حينما خرجوا من مصر ودخلوا كنعان، وأن استيلائهم على أرض أمريكا العذراء وإبادة سُكانها يشبه استيلاء العبرانيين على المُدن الكنعانية وإبادة سُكانها (حسب الرواية التوراتية). ومن ثَم نجد أن أرض أمريكا كان يُشار إليها بوصفها صهيون الجديدة، وكان المستوطنون يشيرون إلى أنفسهم بأنهم أبناء العهد.
يُعتبَر ظهور محمد عليّ والقضاء عليه عام 1840 النقطة الحاسمة في تاريخ الصهيونية، إذ بدأت القوى الاستعمارية تكتشف خطورة وقوع المنطقة في أيدي قيادة محلية، الأمر الذي سيُفقد فلسطين حدوديتها، فسعت إلى توطين اليهود فيها باعتبارهم عنصراً حدوديًا وجماعة وظيفية استيطانية حتى تظل فلسطين دائمًا منطقة نفوذ غريبة.
المشروع الصهيوني هو في جوهره مشروع لمساعدة أوروبا على التخلّص من فائضها اليهودي.
صرّح بن جوريون أمام زعماء الصهيونية العالمية: "لو عرفت أن من الممكن إنقاذ كُل أطفال ألمانيا بتوصيلهم إلى إنجلترا، في مُقابل أن أنقذ نصفهم وأنقلهم إلى فلسطين، فإنني أختار الحل الثاني، إذ يتعيّن أن نأخذ في اعتبارنا، لا حياة هؤلاء الأطفال فحسب، بل كذلك تاريخ شعب إسرائيل.
سُئِل هتلر عن سبب مُعاداته لليهود، فكانت إجابته قصيرة بقدر ما كانت قاسية" لا يُمكم أن يكون هناك شعبان مُختاران. ونحن وحدنا شعب الله المُختار."
الفضيحة الأساسية التي تغطيها عملية أيقنة الإبادة النازية، هي الجريمة التي ارتكبتها الحضارة الغربية في حق الشعب الفلسطيني الذي طُرِد من أرضه بموجب وعد بلفور وقرار هيئة الأمم المُتحدة وبدعم كل دول الغرب.