What do you think?
Rate this book
133 pages, Paperback
First published January 1, 1987
إن الانسان يجد متعة حينما يستمع إلى الناس وهم يتحدثون عنه، حتى إن كان يجلس على مقاعد المتهمين
ومهما يكن من أمرٍ، فنحن دائمًا مخطئون بعض الشيء.
إننا دائما ما نكوّن صوراً مبالغاً فيها عما نجهله من اشياء
من نحن أيها السادة ؟ ماذا نفعل ؟ ماذا نريد ؟ لماذا نحن ؟
كانت القضية كلها، قبل أن يكتشفها القضاء، وبعد أن أصدر حكمه فيها، فوق قدراتنا جميعًا ووراء منطقنا، ولذلك ارتضيت كل دقائقها صامتًا كما تعلمون.
ببساطة... شيء آخر قتل ليلى الحايك، شيء لم يعرفه القانون ولا يريد أن يعرفه. شيء موجود فينا، فيكِ أنتِ، فيّ أنا، في زوجها، وفي كل شيء أحاط بنا جميعًا منذ مولدنا... لقد صمتُ حين اكتشفت الحقيقة فجأة ووجدت نفسي في الفخ، ولذلك قررت أن أصمت، وأن أترك كل شيء يأخذ مجراه الذي سار فيه دون إرادتنا وسيظل يسير فيه بصرف النظر عن إرادتنا!
إن الجريمة بالنسبة للقضاء هي قصة مُسطّحة، فيما هي في الحقيقة قصة ذات ثلاثة أبعاد، مثل كل شيء في هذه الحياة. إنها مجرد حلقة واحدة من قصة لا يمكن تمزيقها.
هل ترغب أن تقول الحق، كل الحق ولا شيء غير الحق؟
وأجبت -في أعماقي- من الذي يعرف الحق كل الحق ولا شيء غير الحق؟ أنا نفسي لا أعرف حتى حصتي من الحق، فكيف أستطيع أن أعرفه كله
فما هي الحقيقة أيها السادة؟ هل هي مجموعة براهين؟ هل هي مسألة حسابية؟ إن القانون لا يعترف بالنيّة، إلا حين يفترضها هو، وهو لا يفترضها إلا على ضوء سلسلة من البراهين، ولكن إلى أي حد توجد علاقة بين البراهين والنيّة؟ بل إلى أي حد تكون البراهين حقيقية؟
إن القانون لا يقبل أن يقوم رجل غاضب بارتكاب جريمة، ولكنه كي يعاقبه: يقتله، وكأنه هو ذاته هذا القانون رجل غاضب!
إن المسألة كلها هي مباراة في البراعة، وأن براءتي تتوقف على أن يكون محاميّ أبرع من الاتهام بغض النظر عن الحقيقة؟
ما هو الواقع أيها السادة؟ إنه -في اعتباركم- المعقول والمنطقي، ولكن كم من الأحداث الواقعية بين معقول ومنطقي؟ وما هي العلاقة بين الواقع والمعقول؟ هل الحرب مثلًا واقعية أم معقولة؟... أترون؛ إننا نلعب على بعضنا، إننا نزوّر العالم كي نفهمه. يا للتعاسة.
إنني لا أدّعي الشجاعة، ولكنني أعترف بالعجز.
ستواجهها بعض مصاعب في هضم كثير من المصادفات، لكن الحياة عبارة عن عقدة متشابكة من الخيوط أغلبُها غير مريّئ، لذلك لا نقدر أن نعرف كيف تشابك بعضها مع بعض. لكنّ كلّ شيء ملموس، فالأحداث كُلّها يرتبط بعضها ببعض بهذه الخطوط. وعندما أروي هذه الحكاية فإن ما أفعله هو أنّي أُبرز ما أراه واضحًا وأعتبره ذا صلة بالموضوع. أترك الكثير من الأشياء الأخرى التي لا أعتبرها مهمة والكثير من الأشياء الأخرى التي لا صلة لها بالموضوع وغير المرئية بالنسبة لي. لهذا السبب تُشبه هذه القصص، قصص الحياة، معجزات القدر الكبيرة، لأننا نُنقّيها من كل ما هو غير مهم ولا يضيف لنا شيئًا، إننا نبرز ما هو جوهري ليس أكثر.
غادة.. يقولونَ إنّ علاقتنا هي علاقة من طرف واحد، وإنّني ساقطٌ في الخيبة، قيلَ إنّني سأتعبُ ذاتَ يوم من لعقِ حذائك البعيد.. يُقال إنّك لا تكترثينَ بي، وإنّكِ حاولتِ أن تتخلّصي منّي، ولكنّني كنتُ مِلْحاحاً كالعَلَق.. يشفقونَ عليّ أمامي، ويسخرونَ منّي ورائي، ويقرأونَ لي كما يقرأونَ نماذجَ للشاعر المجنون.
كُفي عن تعذيبي فلا أنا ولا أنتِ نستحق أن نُسحق على هذه الصورة ، أما أنا فقد أذلني الهروب بما فيه الكفاية ولست أريد ولا أقبل الهروب بعد ، سأظل ولو وُضع أطلس الكون على كتفيّ وراءكِ ومعكِ .. أعطيكِ العالم لو أعطيتني منه قبولكِ بي ، فأنا أيتها الشقية أعرف أنني أحبك وأعرف أنني إذا فقدتك فقد فقدت أثمن ما لديّ ، وإلى الأبد
أنتِ في جلدي وأحسُّك مثلما أحسُّ فلسطين، ضياعهما كارثة بلا أي بديل!