ديوان يضم سير أغلب الصحابيات اللاتي اجتمعن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من بينهن راويات للحديث عن رسول الله أو مروى عنهن ، سواء كن مهاجرات او أنصاريات ، وكل منهن تعتبر في ذاتها قفزة هائلة من الجاهلية إلى الإسلام ، أي : من الظلام إلى النور، ومن التخلف إلى الحضارة. ويعجب المرء حين يحاول أن يتصور كيف عبرت المرأة العربية المسلمة هذه المسافة الحضارية، فقد كانت المرأة في الجاهلية متاعا يورث، فإذا هى في الإسلام بطلة تقاتل وتصنع من أولادها أبطالا، وتشارك في كل أعباء الجهاد، وإذا هى تحمل أمانة العلم بالقرآن ، ونقل السنة ، وإذا هى تجسيد لكل مبادئ الأخلاق داعية إلى مكارمها. لقد بلغت هؤلاء الصحابيات قمة في التقدم ، ودنها كل ما سجلته المرأة المعاصرة وكثيرات منهن لا تجد في قاموسهن الفاخر سوى العري والإباحية ، والانسلاخ من الفضائل ، محاكية ما تفعله المرأة الغربية ، وقد كان أولى بهن أن يسرن في موكب التقدم الأخلاقي الذي تسير في مقدمته أولئك الصحابيات والتابعيات اللاتي التأم جمعهنحول القرآن ، ونبى القرآن.. في هذا الكتاب حوالي مائة وأربعين سيرة ، كل سيرة منها نموذج فريد يحمل روعة التوجيه القرآني ، وعبق السنة المحمدية.
د. عبد الصبور شاهين (1928 - 26 سبتمبر 2010 17 شوال 1431 هـ)، مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي. خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا.
عمل أستاذاً بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فترة من الزمن. وله 65 كتابا ما بين مؤلفات وتراجم، أكبرها مفصل لآيات القرآن في عشرة مجلدات، وأحدثها مجموعة نساء وراء الأحداث 10 كتب. ويبقى مؤلفه الأشهر "أبي آدم" والذي أثار ضجة كبيرة ولا زال. أول من اشترك مع زوجته في التأليف،[بحاجة لمصدر] إذ أخرجا معًا موسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول" في مجلدين. وينسب له توليده وتعريبه لمصطلح حاسوب وهو المقابل العربي لكلمة كمبيوتر والذي أُقر من قبل مجمع اللغة العربية.
تراجم ل140 صحابية معظمهن لم أسمع بهن من قبل يبدأ كل فصل بذكر نسب الصحابية ثم المعلومات المتوفرة عنها وفي النهاية يورد الأحاديث التي روتها فهو كتاب غني بالمعلومات ومليء بالأحاديث بطبيعة الحال. من خلال قراءته تشكل لدي صورة أوضح عن زمن البعثة وعن دور ومكانة المرأة في ذلك العصر ولقد ساعدني على رؤية ذلك العصر من منظور أوسع فلطالما قرأت وسمعت عن الصحابة المشهورين فقط ولكن الواقع أن هناك الكثير والكثير من الصحابة والصحابيات الكرام غيرهم. لم يعجبني الأسلوب واللغة كانت صعبة بعض الشيء ولكن الجهد الضخم المبذول واضح فجزاهما الله كل خير وجعله في ميزان حسناتهما