إن مفهوم الإيديولوجيا ليس مفهوماً عادياً يعبّر عن واقع ملموس فيوصف وصفاً شافياً، وليس مفهوماً متولداً عن بديهيات فيجد حداً مجرداً، وإنما هو مفهوم اجتماعي تاريخي، وبالتالي يحمل في ذاته آثار تطورات وصراعات ومناظرات اجتماعية وسياسية عديدة. انه يمثل "تراكم معانٍ"، مثله في هذا مثل مفاهيم محورية أخرى كالدولة أو الحرية أو المادة أو الإنسان... من يستطيع اليوم أن يعطي للدولة تحديداً شكلياً أو قطعياً بدون رجوع إلى التاريخ والاجتماع والاقتصاد والنظريات السياسية؟. وهكذا يستلزم كل نقاش حول مفهوم الأيديولوجيا الاطلاع على أصله وصيرورته وبالتالي على المذاهب الفلسفية المتعلقة به. وضمن هذه المنهجية حاول الباحث في دراسته هذه رسم الخطوط العريضة لخلفيات المفهوم متوخياً توضيح المعاني المضمنة فيه والتي تستولي على ذهن كل من يستعمله اليوم، حتى ولو لم يكن داعياً بها. وغاية الباحث التمكن عن استعمال مفهوم الأيديولوجيا في الحدود اللائقة به، إن لم يكن بالإمكان الاستغناء عنه بالمرة.
الدكتور عبد الله العروي (م 1933م)، مفكر وروائي مغربي، من أنصار القطيعة المعرفية مع التراث "العربي/الإسلامي"، وضرورة تبني قيم الحداثة "الغربية" باعتبارها قيم إنسانية، يدافع عن التوجه التاريخي باعتباره معبرا عن "وحدة" و"تقدم" الإنسانية، وعن الماركسية في صورتها الفلسفية الحداثية. ولد الدكتور عبد الله العروي بمدينة أزمور. تابع تعليمه بالرباط ثم بجامعة السوربون وبمعهد الدراسات السياسية بباريس. حصل على شهادة العلوم السياسية سنة 1956 وعلى شهادة الدراسات العليا في التاريخ سنة 1958 ثم على شهادة التبريز في الإسلاميات عام 1963. وفي سنة 1976 قدم أطروحة بعنوان "الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية: 1830-1912" وذلك لنيل دكتوراه الدولة من السوربون. يشتغل حاليا أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
عرض مجمل لمفهوم الايديولوجيا كمفهوم بعيدا عمّا يصفه المؤلّف بالاستخدام الخاطئ و السخيف له في الكتابات العربيّة , و هو يحاول هنا ان يضع منهجيّة و خطوطا عامّة لتناوله بين المدارس الرئيسيّة في صيرورة استخدامه تاريخيّا ليسحّح هذا الاستخدام بشكل رئيسي يتعرّض العروي هنا لمفهوم الايديولوجيا باستخدامه السياسي و باستخدامه كرؤية للكون و بمقابلته للعلم , المقابلة بين الأيديولوجية و العلم عبر المدارس المختلفة كانت أهمّ ما قدّمه لي الكتاب , و هو يعرض لهذا المفهوم ما بين فلسفة الأنوار إلى الهيغليّة إلى ماركسو تفسير لوكاتش و ألتوسير له فيما بعد إلى فايبر و مانهاين , و الجدل و الاختلافات الرئيسيّة بينهم , وهو ذكيّ حقّا في استنباط هذه التمايزات , و في قدرته على إجمال المناهج و تقديمها بسطور قليلة مكثّفة . مفيد حقّا و يحتاج منّي إلى إعادة مراجعة لبعض فصوله خاصّة لفصل لوكاتس و ألتوسير ..
أغلب المعلومات والأفكار المطروحة هنا مررت عليها منذ فترة، وأزعم بأنني هضمتها جيدًا، لكن ثمة شيء مميز في أسلوب تقديم العروي المُيسّر لهذه الأفكار وتعميقها بتفاصيل مهمة ربما لا يلتفت لها إلا من له فكرة عامة سابقة عن موضوع الكتاب.
الكتاب واضح من عنوانه. هو بحث في "مفهوم الإيديولوجيا" من منظور تاريخي. يتتبع الكاتب تاريخيا ظهور هذا المصطلح والمفاهيم المتعدّدة التي حمّله إيّاها الكثير من الفلاسفة وعلماء الإجتماع.
ليست قراءة هذا الكتاب ممتعة ولا سهلة..... ولكنها بالطبع مهمة ومفيدة. من أراد أن يفهم فليتعب نفسه.
منشأ الكلمة ومن أين كان اشتقاقها كانت هي أفضل ما تعرفت عليه في هذا الكتاب ... انه من الكتب التي تطرح الأفكار بطريقة فلسفية معقدة من غير ترتيب فهي تشتت بذلك من هم دون التخصص ..... مما لا شك فيه أن علم الكاتب مشهود له ولكن المشكلة كانت في طريقة توصيل المعلومة
لا أنكر أنها المحاولة الأولى للقراءة في فِكر المُفكر المغربيّ "عبدالله العرويّ"، رغم أنني قد سبق ليّ وأن قرأت له ترجمته عن كتاب "دين الفِطرة" لروسو. في تلك المرة، ومع كتابه "مفهوم الأيديولوجيا"، ثمة رغبة للنظر والوقوف مع العروي في أعماله المفاهيمية الأخرى.
مع كتابنا هذا، والذي يبدو من عنوانه أنه يُعرّف مفهوم الأيديولوجيا تعريفًا مفاهيميًا واصطلاحيًا، لكن فاجئني العروي بعرض تجديدي في التناول؛ حيث قام بوصفه من خلال النظر في تطبيقاته في الواقع والتاريخ. فالذي ينهي من الكتاب لا يُمكن أن يخرج منه بتعريف مُعجميّ، بل يخرج منه بتحليل ثقافي للمفهوم من خلال تحايثه مع تعيُّنِه في الواقع.
الكتاب جيّد، وعميق التحليل رغم صغر حجمه، وصعب علىّ عرضه كاملًا، أحسب أنني قد وجدت بغيتي منه.
لقطات سريعة من الكتاب : مفهوم الأيديولوجيا / العروي ص٩ يرادف معنى الايدلوجيا في العلوم الإسلامية لفظ ( الدعوة) في الاستعمال الباطني اصل كلمة ايدلوجيا فرنسي ويعني لغويا (علم الأفكار ) ثم استعارها الألمان وضمونها معنى الآخر ، ثم رجعت للفرنسية مختلفة عن مضمونها الأصلي للكلمة . ويقابلها في العربية (منظومة فكرية-عقيدة-ذهنية الخ..) "الادلوجة هي منظومة كلامية سجالية تحاول رغبة ما ان تحقق بواسطتها قيمة ما باستعمال السلطة داخل مجتمع معين" -كيف تؤثر في ذهننا الأفكار المجهولة الاصل ؟! بهدف هذا السؤال الي تحرير المجتمع من سلطة الموروث الذي لا يعرف له أصل عقلي. ويتمثل هذا المجهول في التقليد الذي يعتمد عليه الطغيان. ص٤٩ اخر تعبير ص ٥٢ الرسم البياني التأسيسي لعلم الاجتماع السياسي ص٥٩ يجب الفصل بين عالم السياسة وما فيها من نقد متبادل ودعوة ومراوغة وبين علم السياسة الذي يستهدف الحكم الموضوعي على المشاركين في اللعبة السياسية.* ص٦٦ الادلوجة قناع لمصالح فئوية اذا نظرنا إليها في إطار مجتمع اني،وهي نظرة إلى العالم والكون اذا نظرنا إليها في إطار التسلسل التاريخي. يطال� هردر المؤرخ ان ينتقل بذهنه إلى وسط الثقافة التي يدرسها عوض ان يترجم كلام تلك الثقافة إلى منطق زمانه. النقد لا يتشخص في تنظيم ملموس دائم،كذلك لا يستطيع الفكر النقدي ان يفهم الماضي.لابد من تجاوز الموقف النقدي في البحث التاريخي ص٧٣ القاعدة المنهجية ان المؤرخين الذين يسجلون فقط الوقائع الكبرى،من أحداث سياسية وحروب دينية يشاطرون رغماً عنهم أوهام الحقبة التي يؤرخون لها-ماركس ص٩٤ النسبية المطلقة
الكتاب يتكلم عن مفهوم وكلمة أيدلوجيا، وظهورها التاريخي، على آراء بعض الفلاسفة المؤثرين في تشكل هذا المفهوم، مثل نيتشه وماركس وغيرهم. بدأ بأنه رسم استعمالات الكلمة، التاريخ المؤثر في تشكيل الكلمة والآراء الفلسفية والخلاف الحاصل أيضًا .. أعجبني الكتاب جدًا، تأليف الكتاب وبهذا الشكل لم يكن بالسهل أيضًا
مبهر في قدراته التحليلة واستيعابه الكبير للإنتاج الفكري الغربي بهذا الشكل , وصعب الهضم لما يتطلبه من دراسة مسبقة لمدارس فسلفية عديدة مثل فلفسة الأنوار , الهيغلية , الماركسية , نيتشة , اعمال التوسير ولوكاتش وفرويد وغيرهم
الكتاب يحاول يبين حدود الأدلوجة في دراسة مفهوم الايدولوجيا , محاولة في تجنب الاستخدام المفرط الخاطئ لها في الادبيات والانتاجات العربية , والابتعاد عم حمى تسطيح المفاهيم , فلذلك يضع لنفسه منهجا في دراسة تطور هذا المفهوم ابتداءً من "ما قبل المفهوم" وسبب غيابه , وبعدها في نشوءه , وهو يقسم دراسة لهذا المفهوم على ثلاث مستويات , مستوى الادلوجة\ القناع وما يختص بالسياسات , الادلوجة\رؤية كونية وما يختص باجتماعيات الثقافة , وآخيرا الادلوجة\علم الظواهر وما يختص بنظرية المعرفة (الابستمولوجي ) والكائن وعلاقتها بالعلم , أي الادلوجة كمقابل للعلم
يحتاج مني الكتاب لمراجعة لاحقة بالتأكيد , كونه في كثير من الأبواب كانت تفلت مني بعض الجوانب الرئيسة لفهمه نظرا لقلة معرفتي بالمدارس الفكرية التي يتكلم عنها
تعبت كثيرا مع هذا الكتاب رغم صغر حجمه، يبهرني العروي في ترتيبه للأفكار وتلخيصها بهذه الفقرات الصغيرة إلا أنني أحيانا لا أستوعب الأفكار خلف الفقرات المكثفة. يحتاج الكتاب إلى (انفوقراف) لفهم تفاصيله واستيعاب نظرته المجملة.
دعوته وغرضه من هذا البحث أتمنى أن يلتزم بها الدارسون والباحثون في أي مجال، وعند استخدامهم لأي مفهوم يشترك مع الأيديولوجيا..
توقعت ما هو أفضل مما وجدته في هذا الكتاب من عبدالله العروي. لم أجد مبررا لتغيير الترجمة العربية لكلمة "أيديولوجيا" إلى كلمة "أدلوجة"، فقط لجعلها على وزن معروف عربيا "أفعولة"! ثم يستعمل كلمات غريبة أخرى أيضا من قبيل "أدلوجياء"! ولم أجد المناقشات المطروحة في الكتاب لمفهوم الأيديولوجيا بالقوة التي كنت أتوقعها، بل كانت مشوشة وملتبسة كثيرا.
دي أول تجاربي مع العروي . دايمًا بفضل الكاتب إلي بيحترم القاريء و بيتدرج بالموضوع لحد ما يشمل كل جوانبه . العروي يسعي لتحرير مفهوم الأيدلوجيا و ايضاح اللغط في استحدامه في عالمنا العربي . " إن عدم وضوح المفاهيم خطر كبير علي استقامة الفكر دي النقطة إلي سعي ليها العروي بدأ بتمهيد لما قبل ظهور المصلح _ الدخيل _ ثم انتقل لشرح استخدامه في الغرب و شيوعه بين المفكرين العرب و ينهي الكتاب ب خاتمة تنقد ذلك . و كما ينهي كتابه : مفهوم الأيدلوجيا : أولًا مفهوم مشكل يجب إذن استعماله بحذر ، بل يتحتم الاستغناء عنه في أكثر الحالات ب��كس ما يقع عندنا حاليًا .
ثانيًا : مفهوم غير بريءيحمل في طياته اختيارات فكرية يجب الوعي بها لكي لا يتناقض صريح الكلام مع مدلوله الضمني .
ثالثًا : مفهوم قد يصلح أداة للتحليل السياسي و الاجتماعي و التاريخي ، لكن بعد عملية فرز وتجريد لكي يبقي كل باحث وفيًا لمنهج المادة التي يبحث عنها .
إن وضوح المفاهيم المستعملة لا يوصل بالضرورة إلي إدراك الواقع ، لكن ، علي الأقل تخل الباحث من التساؤلات الزائفة
كتاب منظّم ومكثّف المحتوى بشكل كبير.. يتناول بشكل متدرج نشأة المفهوم وتطوراته عبر التاريخ السياسي ومعانيه المختلفة عبر المدارس الفكرية المتنوّعة. لن أدّعي أنّي قد أصبت فهْما كاملاً للمحتوى الذي تخلله الكثير من الإشارات إلى نظريات ومفاهيم أخرى سياسية وفلسفية في بعض الأحيان. يتّضح لي مع الوقت أن مفاهيم العرويّ يلزمها مفاهيم شارحة أكثر بساطةً ووضوحاً لمن هم ليسوا من أهل التخصصّ. وما زال البحث عن أساس أكثر تبسيطاً لترسيخ فهم السياسية ونظرياتها ولو على سبيل الإحاطة بالشيء جارياً.. والله المستعان
أو لعلها الايديولوجيا "الأدلوجة" من منظور ماركسي! على الرغم من محاولات العروي تناول الايديولوجيا كمفهوم تاريخي فلسفي و اجتماعي من عدة مناظير و أطر،إلا أن انتماءه الماركسي جعل هذا الانتماء طاغيا على الشكل العام لدراسة مفهوم الأدلوجة،الذي ربما لو كان التناول له شموليا غير موجه لكان العمل مرجعيا و هاما في هذا المجال. رغم كل هذا يقدم العروي نقدا هاما للإطارات الفلسفية و العلاقات السياسية الاقتصادية التي ارتكزت عليها عدد من الايديولوجيات الغربية،بدءا من فلسفة عصر الأنوار انتقالا للفلسفة الاجتماعية الالمانية وصولا الى الماركسية. ينهي العروي تناول المفهوم عبر دراسة واقعه الاجتماعي الحالي في الغرب و في العالم العربي من خلال تناول مؤلف هربرت ماركوزه "الانسان الاحادي" و مؤلف نديم البيطار "الايديولوجيا الانقلابية"و مؤلفه هو نفسه (أي العروي) : الايديولوجيا العربية المعاصرة! محاولا اضفاء شيء من الواقعية على التناول الموضوعي للمفهوم.
كتاب جيد، وجودته مردها إلى أسلوب عبدالله العروي الذي يبسط ويجمل ويسلسل وينسق الأفكار، مما يسهل تلقيها وهضمها على القارئ، وإن كان هذا أحيانا على حساب هذه الأفكار نفسها. هذا بالإضافة لموسوعية العروي، وإحاطته بموضوع درسه، وربطه النظريات والمعارف التي يبحثها بعضها ببعض، مما يسهل ثباتها في الذهن. ولكن الكتاب يعيبه شيء من الإيجاز والتجاوز في مواضع لا تحتمل ذلك. وإن كان هذا مفهوما ومتوقعا وقت العلم بأن مادة الكتاب جهزت أصلا من أجل محاضرة ألقاها العروي في واحدة من الجامعات، إلا أن ذلك خلف في نفسي بعضا من الحسرة على مواضيع كنت أريده أن يسهب ويفصل فيها. على كل حال، مع كل كتاب للعروي تترسخ القناعة بأن كل ما يكتبه هذا الرجل واجب القراءة.
الكتاب مجملاً صعب الفهم، أطلت في قرائته على غير المعتاد.. لكن العروي يدرك صعوبته ويقوم بتلخيصات نهاية كل فقرة وتجميع الأفكار مع بداية ونهاية كل فصل. لماذا ثلاث نجمات؟ لأني لم أفلح في استيعاب نصفه، بعد قليل من القراءة حول الفلسفة الغربية سأعيد قرائته، هذا مؤكد، يحتاج منك الكتاب قرائتين لا واحدة.
الكتاب يهدف الا تحرير مفهوم الايديوجيا و في هذا السياق كانت فائدة الكتاب محدودة لي شخصيا ... لكن الكتاب كان مثريا لي في تصور طبيعة تشكل المفاهيم .. العروي جاد جداً و يحترم قراءه كثيرا ..
الكتاب يحتاج لمعرفة سابقة.. صعب الإستيعاب لغير المتخصص/ القارئ لفلاسفة الغرب، تحتاج البحث كثيراً اثناء القراءة للفهم، البداية جيدة في شرح الأدلوجة وأصلها ونشأتها.
بالرغم من أن الشخص أحيانا يتيه بين السطور إلا انه سرعان ما تتضح له رؤية الفصل الذي تاه فيه والكتاب يقدم لمحه عن تطور مفهوم الإديولوجيا وعن صيرورته التاريخية
يعرف الكاتب الإيديولوجيا و يعرج على مفاهيم كثيرة في المدارس الفلسفية الغربية، اختصاراً، لقد كان الكتاب رغم قصره مليء بالمصطلحات السياسية المفاهيمية التي يجب على القارىء غير المتخصص فهم تاريخها قبل قرأة الكتاب. نجح العروي في شرح تاريخ المصطلح و استخداماته و عرض لنا المؤاثرات و الأحداث التي شكلت لنا المصطلح. على أية حال، انصح القراء غير المتخصصين بقاموس الفكر السياسي الغربي ليكون بجانب هذا الكتاب للإطلاع على المصطلحات الذي يجدها جديداً عليه لتسهل عليه فهم الأطروحات الفكرية التي يضعها العروي بين طيات كتابه.
تقييمي لهذا الكتاب جاء في ثلاث نجوم لأن العروي لم يسهب في شرح تاريخي للمصطلح في العالم العربي و لم يخصص وقتاً لكي يعمق بحثه في إيجاد الطابع الإسلامي الذي اُختزل في هذا المصطلح. كنت أطمح لأن يتحدث عن الإستخدام السياسي العربي للمصطلح.
هنا في هذا الكتاب، نجد مفهوم الإيديولوجية وقد تحوّل إلي مجال بحث في تاريخية المفهوم، وفي دلالاته الواسعة انطلاقا من فلسفة الانوار، هيغل وحتي ماركس ونيشته وفرويد، ويستعمل العروي ذكر آخر وهو "الأدلوجة"، كرفض منه ربّما، للإستعمال المعرّب للمفهوم. وأستغرب أيضا كيف وصف البعض هذا الكتاب بأنّه صعب، إذ لاتوجد طريقة أخري للتفصيل في هذا المفهوم. اللغة كانت سهلة، لكن بحكم خوض العروي في فكر بعض المفكرين الأوروبيين عن الإيديولوجية، أصبح للفهم شرط أن يكون القارئ أدرى بقليل عن هؤلاء من تطرّق لهم العروي في كتابه.
منذ أن وضعت هذا الكتاب هدفاً لقراءته توقعت أن أخرج منه بفائدتين الفهم الصحيح للمصطلح وكيفية ومواضع إستعماله وهذا الكتاب هو اجتهاد واضح لتحقيق الهدف من ورائه وهو ايصال فكرة هذا المفهوم بدراسة مفصلة تاريخية وأخرى فلسفية بغرض الاستعمال الصحيح له لقد انتقد العروي البيطار في كتابه الايديولوجيا العربية المعاصرة بان عنوان الكتاب مخالف للمضمون وهذا ما يريدنا العروي من تجنبه بإختصار عدم استخدامك للمصطلح أفضل في كثير من الأحيان كتاب مفيد جداً .... "إن وضوح المفاهيم المستعملة لا يوصل بالضرورة إلى إدراك الواقع لكن على الأقل تخلص الباحث من التساؤلات الزائد وما أكثرها في ميدان نقد الذهنيات !"
تظل قراءة العروي هامة لمن يريد أن يتعامل نقديًا مع الواقع العربي وفي المجمل يمكن أن اقتبس من الكتاب المقولة اﻷخير� فيه "إن وضوح المفاهيم المستعملة لا يؤدي بالضرورة إلى إدراك الواقع ، لكن على اﻷق� تخلص الباحث من التساؤلات الزائفة. وما اكثر التساؤلات الزائفة في ميدان نقد الذهنيات!
كتاب مميز كمدخل لفهم الأدلوجة ومنطلقات نشأتها وأبرز مفكريها يأتي ذلك في جزء كبير من الكتاب على هيئة بحث نقدي يوضح الملابسات التي شهدها عبدالله العروي في هذا الحقل عربياً؛ هل بالإمكان قرأته وفهمه لشخص لم يسبق له الدخول في علم الذهنيات؟ نعم، في حال كان لديه الرغبة الجادة للفهم والاستيعاب