What do you think?
Rate this book
96 pages, Paperback
First published January 1, 2004
أنس بن مالك رضي الله عنه كان يبكي كلما تذكر فتح "تستر"
و"تستر" كانت مدينة فارسية حصينة حاصرها المسلمون سنة ونصف بالكامل، ثم سقطت المدينة في أيدي المسلمين، وتحقق لهم فتحًا مبينًا.. وهو من أصعب الفتوح التي خاضها المسلمون..
فإذا كان الوضع بهذه الصورة الجميلة المشرقة فلماذا يبكي أنس بن مالك رضي الله عنه عندما يتذكر موقعة تستر؟!
لقد فتح باب حصن تستر قبيل ساعات الفجر بقليل، وانهمرت الجيوش الإسلامية داخل الحصن، ودار لقاء رهيب بين ثلاثين ألف مسلم ومائة وخمسين ألف فارس، وكان قتالاً في منتهى الضراوة.. وكانت كل لحظة في هذا القتال تحمل الموت، وتحمل الخطر على الجيش المسلم..
موقف في منتهي الصعوبة.. وأزمة من أخطر الأزمات!
ولكن في النهاية –بفض� الله- كتب الله النصر للمؤمنين.. وانتصروا على عدوهم انتصارًا باهرًا، وكان هذا الانتصار بعد لحظات من شروق الشمس!!
واكتشف المسلمون أن صلاة الصبح قد ضاعت في ذلك اليوم الرهيب!!
لم يستطع المسلمون في داخل هذه الأزمة الطاحنة والسيوف على رقابهم أن يصلوا الصبح في ميعاده
ويبكي أنس بن مالك رضي الله عنه لضياع صلاة الصبح مرة واحدة في حياته.. يبكي وهو معذور، وجيش المسلمين مشغول بذروة سنام الإسلام.. مشغول بالجهاد.. لكن الذي ضاع شىء عظيم!
يقول أنس: وما تستر؟! لقد ضاعت مني صلاة الصبح، ما وددت أن لي الدنيا جميعًا بهذه الصلاة!!