What do you think?
Rate this book
مشكلات الحضارة
مذكرات شاهد للقرن
نبذة الناشر:
يتضمن هذا الكتاب قسمين ، يتناول الأول مرحلة طفولة المؤلف مالك بن نبي 1905-1930 ، ويتضمن الثاني مرحلة دراسيته في باريس 1930-1939 . وينقل إلينا شهادة بصر وبصيرة بالأحداث ، لجزائري خلف ستار، يجسد رؤيته الفكرية ، وقد امتد به عمق الحضارة الإسلامية إلى حدود الحضارة الغربية الحديثة ، فكان نقطة اتصال وتحويل لأجيال حضارة مندفعة تجتاج ما أمامها ، وحضارة أسلمت مقاليدها للتاريخ ، وغدت أجيالها في مهب الريح. ويرى في الجزائر التي استعمرها الفرنسيون عينة من عينات العالم الإسلامي ، الذي استقال من مهمته التاريخية ، وغدا تراثه أشلاء مبعثرة لا تصمد أمام طوفان الحضارة الغربية الحديثة ، وما ارسته من مصطلحات ومفاهيم تزري بمسيرة الإنسانية ، وهي تنشر ثقافتها وجيوشها ، في أرجاء العالم الإسلامي المتخلف والمغلوب منذ باية هذا القرن. ويبرز القيم الأساسية المجيدة التي ورثها رجل الفطرة من الأسلاف ، وتهافت المثقفين المنغمسين في ثقافة الغرب ، المنقلبين في حركتهم التقدمية إلى الوراء ، والمتخذين من السياسة سبيلا إلى قيادة تسير نحو العدم لافتقادهم سبيل الفعالية في المبادرة والاتجاه. ويكشف لنا هاجس المؤلف العميق في الحضارة ومشكلاتها ، ويضع الحلول لها ، ويبلغ شهادته في منعطفات التاريخ برؤية فكرية وروحية ، واضحة المعالم ، تشعل شرارة الإقلاع والنهوض.
يتضمن هذا الكتاب قسمين ، يتناول الأول مرحلة طفولة المؤلف مالك بن نبي 1905-1930 ، ويتضمن الثاني مرحلة دراسيته في باريس 1930-1939 . وينقل إلينا شهادة بصر وبصيرة بالأحداث ، لجزائري خلف ستار، يجسد رؤيته الفكرية ، وقد امتد به عمق الحضارة الإسلامية إلى حدود الحضارة الغربية الحديثة ، فكان نقطة اتصال وتحويل لأجيال حضارة مندفعة تجتاج ما أمامها ، وحضارة أسلمت مقاليدها للتاريخ ، وغدت أجيالها في مهب الريح. ويرى في الجزائر التي استعمرها الفرنسيون عينة من عينات العالم الإسلامي ، الذي استقال من مهمته التاريخية ، وغدا تراثه أشلاء مبعثرة لا تصمد أمام طوفان الحضارة الغربية الحديثة ، وما ارسته من مصطلحات ومفاهيم تزري بمسيرة الإنسانية ، وهي تنشر ثقافتها وجيوشها ، في أرجاء العالم الإسلامي المتخلف والمغلوب منذ باية هذا القرن. ويبرز القيم الأساسية المجيدة التي ورثها رجل الفطرة من الأسلاف ، وتهافت المثقفين المنغمسين في ثقافة الغرب ، المنقلبين في حركتهم التقدمية إلى الوراء ، والمتخذين من السياسة سبيلا إلى قيادة تسير نحو العدم لافتقادهم سبيل الفعالية في المبادرة والاتجاه. ويكشف لنا هاجس المؤلف العميق في الحضارة ومشكلاتها ، ويضع الحلول لها ، ويبلغ شهادته في منعطفات التاريخ برؤية فكرية وروحية ، واضحة المعالم ، تشعل شرارة الإقلاع والنهوض.
456 pages, Paperback
First published January 1, 2004
75 people are currently reading
2,980 people want to read
About the author
مالك بن نبي
52books3,538followersمالك بن نبي (1905-1973م) الموافق ل(1323 هـ-1393 هـ) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين
يُعدّ المفكر الجزائرى مالك بن نبي أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين
ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة
كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك.
وكان ابن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ"
يُعدّ المفكر الجزائرى مالك بن نبي أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين
ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة
كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك.
وكان ابن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ"
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 92 reviews
March 1, 2016
اخترتُ التعرف على عالم أفكار مالك بن نبي من أيسرِ طرقه؛
فبدأت بسيرته الذاتية لتكوين فكرة مبدئية عن نشأته الاجتماعية، وميوله المعرفية والعقدية ..
وعلى قدر ما في سيرته من كشفٍ لعلاقة المستعمِر مع المستعمَر وما بينهما من صراعِ تجاذبٍ ومقاومة ؛
بين رغبة المستعمِر في محو هوية المستعمَر وإذابة ثقافته وصمود المستعمَر أمامه ،
وما أظهرته من أثرٍ سيء لوجود المستعمِر من ازدواجية اجتماعية ولغوية يعاني منها المجتمع المستعمَر ..
وعلى قدر ما فيها من إظهار لمعاناة ذوي الفكر والفعالية في محاولاتهم الدؤوبة
للانعتاق من براثن حصار يطوق به المستعمِر حياتهم داخل البلاد المستعمرة وخارجها !
إلا أن أثرها (سيرته الذاتية) يتضاءل بشدة مقارنة بأفكاره التي تعرفت عليها بكتبه الفكرية التي قرأتها لاحقًا
ولن أنسى صدمة معرفية ملكت عليّ كل وجداني بل لا أبالغ إن قلت أنها أصابتني بالدوار !
حين قرأت له أول مقال -رغم أني لم أستطع إكماله بسببها- وبعد فترة هدوء نسبي عدت للبدء بالقراءة له ولكن بكتاب آخر !
ولعلّي تعجبت من عدم ذيوع أفكاره رغم ما تفتحه أمام العقل من مدارك ،
وتكسبه من قوة في الرؤية التحليلية المجتمعية ..
و قد خفَتَ تعجبي قليلًا حين قرأت وصفًا لأفكاره من المفكر :
"ولكن كثافة الحجب الموجودة على أعين المسلمين من جانب،
وصعوبة الأسلوب الذي اتَّخذه مالك من جانب آخر
هما اللذان حالا دون أن تُحدث كتاباته ذلك الأثر الذي كان ينبغي أن تحدثه ."
كتاب
ربما هي إذًا صعوبة توصيل أفكاره لعامة القرّاء؛
ممكن يركنون للقراءات السهلة أكثر مما يتجهون لقراءاتٍ تُجهد الذهن تفكيرًا .
وأحمدُ الله عز وجل أنّي أهوى القراءة بكتب علم النفس والاجتماع؛
فقد اكتشفتُ أنها مغنم يسَّر لي إدراك مقاصد مالك بن نبي واستفادة مُثلَى من أفكاره .
فبدأت بسيرته الذاتية لتكوين فكرة مبدئية عن نشأته الاجتماعية، وميوله المعرفية والعقدية ..
وعلى قدر ما في سيرته من كشفٍ لعلاقة المستعمِر مع المستعمَر وما بينهما من صراعِ تجاذبٍ ومقاومة ؛
بين رغبة المستعمِر في محو هوية المستعمَر وإذابة ثقافته وصمود المستعمَر أمامه ،
وما أظهرته من أثرٍ سيء لوجود المستعمِر من ازدواجية اجتماعية ولغوية يعاني منها المجتمع المستعمَر ..
وعلى قدر ما فيها من إظهار لمعاناة ذوي الفكر والفعالية في محاولاتهم الدؤوبة
للانعتاق من براثن حصار يطوق به المستعمِر حياتهم داخل البلاد المستعمرة وخارجها !
إلا أن أثرها (سيرته الذاتية) يتضاءل بشدة مقارنة بأفكاره التي تعرفت عليها بكتبه الفكرية التي قرأتها لاحقًا
ولن أنسى صدمة معرفية ملكت عليّ كل وجداني بل لا أبالغ إن قلت أنها أصابتني بالدوار !
حين قرأت له أول مقال -رغم أني لم أستطع إكماله بسببها- وبعد فترة هدوء نسبي عدت للبدء بالقراءة له ولكن بكتاب آخر !
ولعلّي تعجبت من عدم ذيوع أفكاره رغم ما تفتحه أمام العقل من مدارك ،
وتكسبه من قوة في الرؤية التحليلية المجتمعية ..
و قد خفَتَ تعجبي قليلًا حين قرأت وصفًا لأفكاره من المفكر :
"ولكن كثافة الحجب الموجودة على أعين المسلمين من جانب،
وصعوبة الأسلوب الذي اتَّخذه مالك من جانب آخر
هما اللذان حالا دون أن تُحدث كتاباته ذلك الأثر الذي كان ينبغي أن تحدثه ."
كتاب
ربما هي إذًا صعوبة توصيل أفكاره لعامة القرّاء؛
ممكن يركنون للقراءات السهلة أكثر مما يتجهون لقراءاتٍ تُجهد الذهن تفكيرًا .
وأحمدُ الله عز وجل أنّي أهوى القراءة بكتب علم النفس والاجتماع؛
فقد اكتشفتُ أنها مغنم يسَّر لي إدراك مقاصد مالك بن نبي واستفادة مُثلَى من أفكاره .
July 9, 2017
يا أرضا عقوقا تطعمين الأجنبي و تتركين أبناءك للجوع ، إنني لن أعود إليك إن لم تصبحي حرة
بهذه العبارة التي تختزل بين كلماتها معاني البؤس و الحرمان ينهي مالك مذكراته
مذكرات شاهد على على مختلف التغييرات التي طرأت على الجزائر بالقياس على المجتمعين القسنطيني و التبسي
مذكرات شاهد على تلك التحولات التي حركت عجلة العالم لتكتب لنا التاريخ الذي ندرسه اليوم
إنها ببساطة .. مذكرات شاهد للقرن
* * * *
و ربما يعجب أولئك المقثفون الذين أصبحوا لا يدركون لغة الشعب الجزائري المسلم، إنني لا أكتب هذه المذكرات من أجلهم و لكن للشعب عندما يستطيع قراءة تاريخه الصحيح
من مذكرات بجزئين .. الأول منها يحكي عن مالك الطفل و الثاني عن الطالب
يصور لنا الكاتب مشاهد من الجزائر العميقة ، جزائر الفلاحين الذين يضرب بهم المثل في كرمهم ، جزائر الطرق الصوفية ، جزائر العادات الفاضلة التي لم تدنسها أقدام الاستعمار ، جزائر المدنية الموسومة بآثار المستعمر المستدمر، جزائر موجة الإصلاح ... و غيرها الكثير
ستكتشف جزائرا غير الجزائر التي تصورها وسائل الإعلام و غير الجزائر التي نحكي عنها في صفوف المدارس ..
إنها باختصار تلك الجزائر التي نسمع عنها في حكايات أجدادنا
ستكتشف أيضا تلك الجوانب التي أخفوها عنا بخصوص مختلف الشخصيات .. الإصلاحية منها و الوطنية
* * * *
إن الاستعمار يستطيع أن يتمسك في بعض الحالات بمظاهر المشروعية ، لأن خونة من بين العرب و من بين المسلمين يتولون الأمر
ما بين أشواك زرعها المستعمر تارة و العرب و المسلمون تارة أخرى و ما بين خيوط نسجتها أيادي القدر ، تمضي أيام الكاتب و نمضي نحن معها نتأملها و نحن ننتقل من سطر لآخر بمشاعر جمة امتزجت فيما بينها لتنقلنا عبر التاريخ إلى زمان مضى .. إلى دروب قسنطينة و تبسة و إلى شوارع باريس ، إلى دار خالتي بهية التي كانت الشاهد على التحولات التي طرأت على المجتمع الجزائري ثم تعود بنا إلى أرض الواقع مخلفة وراءها هذا السؤال :
ما العمل ؟
نعم .. ما العمل ؟؟؟
بهذه العبارة التي تختزل بين كلماتها معاني البؤس و الحرمان ينهي مالك مذكراته
مذكرات شاهد على على مختلف التغييرات التي طرأت على الجزائر بالقياس على المجتمعين القسنطيني و التبسي
مذكرات شاهد على تلك التحولات التي حركت عجلة العالم لتكتب لنا التاريخ الذي ندرسه اليوم
إنها ببساطة .. مذكرات شاهد للقرن
* * * *
و ربما يعجب أولئك المقثفون الذين أصبحوا لا يدركون لغة الشعب الجزائري المسلم، إنني لا أكتب هذه المذكرات من أجلهم و لكن للشعب عندما يستطيع قراءة تاريخه الصحيح
من مذكرات بجزئين .. الأول منها يحكي عن مالك الطفل و الثاني عن الطالب
يصور لنا الكاتب مشاهد من الجزائر العميقة ، جزائر الفلاحين الذين يضرب بهم المثل في كرمهم ، جزائر الطرق الصوفية ، جزائر العادات الفاضلة التي لم تدنسها أقدام الاستعمار ، جزائر المدنية الموسومة بآثار المستعمر المستدمر، جزائر موجة الإصلاح ... و غيرها الكثير
ستكتشف جزائرا غير الجزائر التي تصورها وسائل الإعلام و غير الجزائر التي نحكي عنها في صفوف المدارس ..
إنها باختصار تلك الجزائر التي نسمع عنها في حكايات أجدادنا
ستكتشف أيضا تلك الجوانب التي أخفوها عنا بخصوص مختلف الشخصيات .. الإصلاحية منها و الوطنية
* * * *
إن الاستعمار يستطيع أن يتمسك في بعض الحالات بمظاهر المشروعية ، لأن خونة من بين العرب و من بين المسلمين يتولون الأمر
ما بين أشواك زرعها المستعمر تارة و العرب و المسلمون تارة أخرى و ما بين خيوط نسجتها أيادي القدر ، تمضي أيام الكاتب و نمضي نحن معها نتأملها و نحن ننتقل من سطر لآخر بمشاعر جمة امتزجت فيما بينها لتنقلنا عبر التاريخ إلى زمان مضى .. إلى دروب قسنطينة و تبسة و إلى شوارع باريس ، إلى دار خالتي بهية التي كانت الشاهد على التحولات التي طرأت على المجتمع الجزائري ثم تعود بنا إلى أرض الواقع مخلفة وراءها هذا السؤال :
ما العمل ؟
نعم .. ما العمل ؟؟؟
October 20, 2010
سيرة مدهشة لكاتب مختلف!
الكتاب ليس سرد لسيرة مالك فقط..بل هو سرد لنضال شعب ومحاولاته المستميته للحفاظ على عروبته على دينه وعلى وطنه أمام مستعمر يحاول جاهدا أن يفطع كل صلاته بماضيه وبهويته..
الكتاب يحتوي على تاملات ..أفكار..صراعات..تواريخ وأحداث يجب ان نتذكرها
هو ببساطة يشتمل على تاريخ نضالي وفكري ..يستحق أن يخلّد
أكثر ما أثر بي هو نهاية السيرة..عندما يمم وجهه شطر فرنسا تاركا الجزائر وراءه
""وعندما بدأت الأرض الجزائرية تغيب في الأفق,وجدت نفسي أقول وأنا متكيء على حافة الباخرة:
يا أرضا عقوقا!..تطعمين الأجنبي وتتركين أبناءك للجوع, إنني لن اعود إليك إن لم تصبحي حرة!..
"
ترى كم هي الأراضي العقوق التي تفعل بنا مافعلت الجزائر بمالك بن نبي ..ولكن دون ان تكون مستعمرة!
الكتاب ليس سرد لسيرة مالك فقط..بل هو سرد لنضال شعب ومحاولاته المستميته للحفاظ على عروبته على دينه وعلى وطنه أمام مستعمر يحاول جاهدا أن يفطع كل صلاته بماضيه وبهويته..
الكتاب يحتوي على تاملات ..أفكار..صراعات..تواريخ وأحداث يجب ان نتذكرها
هو ببساطة يشتمل على تاريخ نضالي وفكري ..يستحق أن يخلّد
أكثر ما أثر بي هو نهاية السيرة..عندما يمم وجهه شطر فرنسا تاركا الجزائر وراءه
""وعندما بدأت الأرض الجزائرية تغيب في الأفق,وجدت نفسي أقول وأنا متكيء على حافة الباخرة:
يا أرضا عقوقا!..تطعمين الأجنبي وتتركين أبناءك للجوع, إنني لن اعود إليك إن لم تصبحي حرة!..
"
ترى كم هي الأراضي العقوق التي تفعل بنا مافعلت الجزائر بمالك بن نبي ..ولكن دون ان تكون مستعمرة!
March 2, 2017
تنهيـــــــ طويــــــــــــــلة ـــــدة !!
Read
February 15, 2017يا أرضا عقوقا تطعمين الأجنبي وتتركين أبناءك للجوع ، انني لن أعود اليك ان لم تصبحي حرة .
و هكذا انتهت مرحلة الصديق الطالب وتمنيت أن لو أكمل الكتاب لجميع مراحل حياته وبهذا الأسلوب التاريخي الذكي .
المهم عشت مع مالك بن نبي من طفولته الى غاية 1939 حيث كشف فيها الشاهد عن الكثير من حياته وحياة من عاشوا معه.
أمه الحكيمة التي أظن أنه ورث منها الحكمة
وأبوه الرجل الذي كان سند له الى أن انهار بعد وفاة زوجته
أصدقاؤه الذين لم ينكر دورهم في صنعه سوى من الناحية الايجابية أو السلبية الذي بنت له فكرة .
وزوجه الفرنسية التي أعجبتني شخصيتها التأملية وأظن كان لها دور كبير في صنعه الى جانب صبرها عن ظروفه.
أما مالك بن نبي المفكر فكما ذكر ربما جدته هي التي صنعت قاعدة المبدأ الديني الذي أبى أن يحيد عنه رغم الصعوبات
كما من وجهة نظري أن ما صنعه بالاضافة الى شخصه التحديات التي واجهها حيث الى غاية نهاية الكتاب لم يكن له عمل وحرص المستدمر الفرنسي على أن يقطع له كل باب رزق يلج اليه - طبعا الرزاق الله -كما عزلوا والده عن العمل بسببه أو بسبب فكره ومحاضراته وتصديه لهم ...ولا انس الفشل المتتابع الذي لازمه سوى من سوء تدبيره أو دبر له ، وكذلك مطالعتة ما ينفع وينير البصيرة
و ما أضافه لي الكتاب أو أكده هو حقد الكفار عامة واليهود خاصة على الاسلام والمسلمين
وما آلمني كثيرا هو قدرة الاستدمار الفرنسي في التأثير على الكثير من الجزائرين وتخليهم على مبادئهم بل نظروا على أنه التطور هم والتخلف كما آلمني الخوف والذل والبحث على المصالح الشخصي -ليفتح لي مجالا لاستقراء واقعنا -ومنها أن فئات البشر واحدة فقط اختلاف الظروف أو عنصر الصراع الكائن في كل فترة
وفي النهاية العزيمة والاحساس بالمسؤولية اتجاه الآخرين والإيمان بأن الانسان له
رسالة و لم يخلق عبثا هي من تصنع كمالك بالنبي وكل حسب ما يسر له
هذا ما استطعت أن أكتب على الكتاب من وجهة نظري أو من منطلق ما كنت أبحث عليه منه
و هكذا انتهت مرحلة الصديق الطالب وتمنيت أن لو أكمل الكتاب لجميع مراحل حياته وبهذا الأسلوب التاريخي الذكي .
المهم عشت مع مالك بن نبي من طفولته الى غاية 1939 حيث كشف فيها الشاهد عن الكثير من حياته وحياة من عاشوا معه.
أمه الحكيمة التي أظن أنه ورث منها الحكمة
وأبوه الرجل الذي كان سند له الى أن انهار بعد وفاة زوجته
أصدقاؤه الذين لم ينكر دورهم في صنعه سوى من الناحية الايجابية أو السلبية الذي بنت له فكرة .
وزوجه الفرنسية التي أعجبتني شخصيتها التأملية وأظن كان لها دور كبير في صنعه الى جانب صبرها عن ظروفه.
أما مالك بن نبي المفكر فكما ذكر ربما جدته هي التي صنعت قاعدة المبدأ الديني الذي أبى أن يحيد عنه رغم الصعوبات
كما من وجهة نظري أن ما صنعه بالاضافة الى شخصه التحديات التي واجهها حيث الى غاية نهاية الكتاب لم يكن له عمل وحرص المستدمر الفرنسي على أن يقطع له كل باب رزق يلج اليه - طبعا الرزاق الله -كما عزلوا والده عن العمل بسببه أو بسبب فكره ومحاضراته وتصديه لهم ...ولا انس الفشل المتتابع الذي لازمه سوى من سوء تدبيره أو دبر له ، وكذلك مطالعتة ما ينفع وينير البصيرة
و ما أضافه لي الكتاب أو أكده هو حقد الكفار عامة واليهود خاصة على الاسلام والمسلمين
وما آلمني كثيرا هو قدرة الاستدمار الفرنسي في التأثير على الكثير من الجزائرين وتخليهم على مبادئهم بل نظروا على أنه التطور هم والتخلف كما آلمني الخوف والذل والبحث على المصالح الشخصي -ليفتح لي مجالا لاستقراء واقعنا -ومنها أن فئات البشر واحدة فقط اختلاف الظروف أو عنصر الصراع الكائن في كل فترة
وفي النهاية العزيمة والاحساس بالمسؤولية اتجاه الآخرين والإيمان بأن الانسان له
رسالة و لم يخلق عبثا هي من تصنع كمالك بالنبي وكل حسب ما يسر له
هذا ما استطعت أن أكتب على الكتاب من وجهة نظري أو من منطلق ما كنت أبحث عليه منه
May 27, 2017
ما العمل؟
April 24, 2011
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
.. حقيقة دائماً ما تكون قراءاتي حبيسه ادراجي ولكني أحببت مشارتكم بها هذه المره
لطالما جذبني المفكر مالك بن نبي - رحمه اللله - ليس لفكرته بحد ذاتها بقدر ما أن وضوحها هو ما يجذبني إليه
فعلياً وأنا أقرأ كتبه لا أشعر بأنني أقرأ كتباً من القرن الماضي .. يذكرني بـ غازي القصيبي رحمه الله
لديه قدره فائقه ومربكه على التنبؤ بالأحداث .. لديه قدره على أنه يعطي الموضوع رؤيه شامله تستطيع إسقاطها على الأحداث المشابهه حتى وإن إختلف الزمان
في مذكرات شاهد على القرن .. كان يحكي عن المجتمع الجزائري ابخصوصيه شديده جده وفي أكثر القاضايا التي انهكت الشعب الجزائري - الإستعمار
لكني لم أشعر حينها بأنه يحكي مأساة الشعب الجزائري في تلك الحقبه وحسب إنما يحكي حكااايات مازال الزمن يكررها حتى وإن تفاوتت الظروف
يميز مالك بن نبي بالإضافه إلى وضوح الرؤيه وشموليتها .. بأنه متزن إتزان شديد .. غير ثوري مندفع ولا مواريء خائف و، وهذا بالضبط ما أبحث عنه
بالإضافه إلى هذا أنني شعرت بحميميه تجاه تجربته وصراعه ي بدايه مشواره ويرهقني أنه يستطيع إختزال مشاعري في جمله واحده بطريقه مدهشه ! مدهشه
خصوصاً في موقفه من الأشخاص الذين يحبهم وكرهه لضعفهم وسلبيتهم وأنه يقابلها بالكثير من العنف بدافع حب شديد
وأيضاً حين يقول
" ففي الطور ��لذي يحدث فيه التغيير يصبح الإنسان متناقضاً فهو من جهة يهدم الماضي بيديه ومن جهة أخرى يستشعر في ذاته ضغط ذلك الماضي وأثره "
" إن الظروف السانحة وضعت العلماء أمناء على مصلحة الشعب فسلموا الأمانه لغيرهم لأنهم لم يكونوا في مستواها العقلي
وسلموها لمن يضعها تحت أقدامه لتكون سلماً يصعد عليه للمناصب السياسيه "
وكدت أُصعق حين قرأت هذه الأسطر
" وإذن لتبين لهذا الشباب أن السياسء الحقيقية التي تغير وجه الأشياء ووضع الشعب بشكل جذري ليست في المطالبة بحث وإنما القيام بالواجب والسؤوليه "
هذا بالضبط ما كنت أحاول قوله منذ فتره ! هذا بالضبط .. أؤ��ن بأن السياسة لعبة ولن تتغير ولكن الشعوب هي من ستتغير وأن التغيير يبدأ من قاعده الهرم وليس من رأسه !!
مالك بن نبي أعاد لي الكثير من التوازن .. الذي أفقددتني إياه الأحداث
رحمه الله
.. حقيقة دائماً ما تكون قراءاتي حبيسه ادراجي ولكني أحببت مشارتكم بها هذه المره
لطالما جذبني المفكر مالك بن نبي - رحمه اللله - ليس لفكرته بحد ذاتها بقدر ما أن وضوحها هو ما يجذبني إليه
فعلياً وأنا أقرأ كتبه لا أشعر بأنني أقرأ كتباً من القرن الماضي .. يذكرني بـ غازي القصيبي رحمه الله
لديه قدره فائقه ومربكه على التنبؤ بالأحداث .. لديه قدره على أنه يعطي الموضوع رؤيه شامله تستطيع إسقاطها على الأحداث المشابهه حتى وإن إختلف الزمان
في مذكرات شاهد على القرن .. كان يحكي عن المجتمع الجزائري ابخصوصيه شديده جده وفي أكثر القاضايا التي انهكت الشعب الجزائري - الإستعمار
لكني لم أشعر حينها بأنه يحكي مأساة الشعب الجزائري في تلك الحقبه وحسب إنما يحكي حكااايات مازال الزمن يكررها حتى وإن تفاوتت الظروف
يميز مالك بن نبي بالإضافه إلى وضوح الرؤيه وشموليتها .. بأنه متزن إتزان شديد .. غير ثوري مندفع ولا مواريء خائف و، وهذا بالضبط ما أبحث عنه
بالإضافه إلى هذا أنني شعرت بحميميه تجاه تجربته وصراعه ي بدايه مشواره ويرهقني أنه يستطيع إختزال مشاعري في جمله واحده بطريقه مدهشه ! مدهشه
خصوصاً في موقفه من الأشخاص الذين يحبهم وكرهه لضعفهم وسلبيتهم وأنه يقابلها بالكثير من العنف بدافع حب شديد
وأيضاً حين يقول
" ففي الطور ��لذي يحدث فيه التغيير يصبح الإنسان متناقضاً فهو من جهة يهدم الماضي بيديه ومن جهة أخرى يستشعر في ذاته ضغط ذلك الماضي وأثره "
" إن الظروف السانحة وضعت العلماء أمناء على مصلحة الشعب فسلموا الأمانه لغيرهم لأنهم لم يكونوا في مستواها العقلي
وسلموها لمن يضعها تحت أقدامه لتكون سلماً يصعد عليه للمناصب السياسيه "
وكدت أُصعق حين قرأت هذه الأسطر
" وإذن لتبين لهذا الشباب أن السياسء الحقيقية التي تغير وجه الأشياء ووضع الشعب بشكل جذري ليست في المطالبة بحث وإنما القيام بالواجب والسؤوليه "
هذا بالضبط ما كنت أحاول قوله منذ فتره ! هذا بالضبط .. أؤ��ن بأن السياسة لعبة ولن تتغير ولكن الشعوب هي من ستتغير وأن التغيير يبدأ من قاعده الهرم وليس من رأسه !!
مالك بن نبي أعاد لي الكثير من التوازن .. الذي أفقددتني إياه الأحداث
رحمه الله
January 5, 2018
Les memoires d'un témoin du siècle est une introduction intéressante à la pensée de Malek Bennabi. À lire dans les deux langues malgré la différence de qualité et de fidélité de description de Bennabi de la société algérienne. La présente édition à l'initiative de Noureddine Boukrouh qui y livre une excellente préface, contient une 4ème partie inéditée (Une autre version de Pourritures? ) en plus de la première partie originellement en français et la deuxième partie traduction de l'arabe, mon conseil aux algériens qui le peuvent, est de lire chaque partie dans la langue d'origine.
Dans la première partie (L'enfant), on découvre l'éducation d'un jeune algérien entre un milieu rural et citadin, leurs valeurs et codes respectifs, les origines de la réflexion de Bennabi, sa formation de "medressien" à Constantine. Ainsi que le regard de Bennabi sur cette société qui nourrit dans ses entrailles la résistance à son éradication morale après un siècle de colonisation, représentés par "l'islah" de Benbadis puis le "mouvement national".
Étant né en 1905, fait de Bennabi un témoin privilégié de l'intérieur du mouvement islahiste et sa relation avec le mouvement national en tant que phénomène intellectuel et politique d'un peuple à la recherche des outils de son salut.
La deuxième partie (l'étudiant), représente le choc qu' a représenté le passage de l'environnement du "colonisé" vers un l'environnement d'une société structurée et la naissance d'un questionnement qui ne le quittera plus jamais sur les composants et conditions de la "civilisation". Sa fréquentation des milieux culturels parisiens des années 30, l'expérience de l'adversité (notamment son mauvais rapport à Louis Massignon, orientaliste et théoricien du "colonialisme moral") et son incidence sur sa vie matérielle à Paris et bien après, lui permettent de dresser un tableau riche en détails émouvants, loufoques parfois, souvent révoltés, par moments plein de doutes ou de clairvoyance du phénomène "civilisation".
Cette partie du livre aussi est riche en détail sur la période de sa vie avec sa femme Khadidja (Paulette Philippon), ainsi que sa fréquentation du bouillonnement du "mouvement national" à Paris et son analyse sans concession dessus.
Entrer dans ces mémoires de Bennabi dans ces deux premières parties, c'est faire la connaissance d'un penseur qui s'est donné corps et âme à la résurrection des siens, et à leur donner les outils du fait "civilisationnel" dans une période charnière du dialogue entre le message originel de l'islam et de la civilisation occidentale.
Lecture qui permet de dissiper le halo de l'idealisation qui entoure souvent le nom Malek Bennabi et qui empêche d'entrer en contact avec sa pensée dans son humanité, faire sa critique et l'employer dans ce à quoi l'a destinée son auteur.
La dernière partie du livre (non éditée en arabe), met encore plus en exergue ses souffrances morale et matérielle avec ce qu'il appelle les forces du colonialisme et de la "colonisabilité", qui l'ont fait errant pendant des décennies sur trois continents, avec la difficulté de faire passer son message et l'impression -justifiée ou non- d'être persécuté et marginalisé, ce qui fait de lui un auteur plus que jamais digne d'intérêt tant que les questionnements qu'il a soulevé n'ont pas trouvé leurs réponses et qu'il faille un nouvelle réflexion pour reformuler "Les conditions de la civilisation".
Dans la première partie (L'enfant), on découvre l'éducation d'un jeune algérien entre un milieu rural et citadin, leurs valeurs et codes respectifs, les origines de la réflexion de Bennabi, sa formation de "medressien" à Constantine. Ainsi que le regard de Bennabi sur cette société qui nourrit dans ses entrailles la résistance à son éradication morale après un siècle de colonisation, représentés par "l'islah" de Benbadis puis le "mouvement national".
Étant né en 1905, fait de Bennabi un témoin privilégié de l'intérieur du mouvement islahiste et sa relation avec le mouvement national en tant que phénomène intellectuel et politique d'un peuple à la recherche des outils de son salut.
La deuxième partie (l'étudiant), représente le choc qu' a représenté le passage de l'environnement du "colonisé" vers un l'environnement d'une société structurée et la naissance d'un questionnement qui ne le quittera plus jamais sur les composants et conditions de la "civilisation". Sa fréquentation des milieux culturels parisiens des années 30, l'expérience de l'adversité (notamment son mauvais rapport à Louis Massignon, orientaliste et théoricien du "colonialisme moral") et son incidence sur sa vie matérielle à Paris et bien après, lui permettent de dresser un tableau riche en détails émouvants, loufoques parfois, souvent révoltés, par moments plein de doutes ou de clairvoyance du phénomène "civilisation".
Cette partie du livre aussi est riche en détail sur la période de sa vie avec sa femme Khadidja (Paulette Philippon), ainsi que sa fréquentation du bouillonnement du "mouvement national" à Paris et son analyse sans concession dessus.
Entrer dans ces mémoires de Bennabi dans ces deux premières parties, c'est faire la connaissance d'un penseur qui s'est donné corps et âme à la résurrection des siens, et à leur donner les outils du fait "civilisationnel" dans une période charnière du dialogue entre le message originel de l'islam et de la civilisation occidentale.
Lecture qui permet de dissiper le halo de l'idealisation qui entoure souvent le nom Malek Bennabi et qui empêche d'entrer en contact avec sa pensée dans son humanité, faire sa critique et l'employer dans ce à quoi l'a destinée son auteur.
La dernière partie du livre (non éditée en arabe), met encore plus en exergue ses souffrances morale et matérielle avec ce qu'il appelle les forces du colonialisme et de la "colonisabilité", qui l'ont fait errant pendant des décennies sur trois continents, avec la difficulté de faire passer son message et l'impression -justifiée ou non- d'être persécuté et marginalisé, ce qui fait de lui un auteur plus que jamais digne d'intérêt tant que les questionnements qu'il a soulevé n'ont pas trouvé leurs réponses et qu'il faille un nouvelle réflexion pour reformuler "Les conditions de la civilisation".
March 25, 2015
لا أعلم إن كنت ذكرت ذلك من قبل أم لا ولكني أحب وأحترم وأقدر جدا ذلك الكتاب الذي حينما تقرؤه لا يدعك في حالك ، فأنت مضطر لجعل هاتفك على مقربة منك لأنك ستحتاجه ما بين الفينة والأخرى ليس هروبا من الكتاب ولكن لإحالة الكتاب لك للبحث عن مؤلف أثنى الكاتب عليه أو حادثة حصلت في عصر ما فأثارك الفضول لمعرفتها أو كتاب نصحك به الكاتب فأردت البحث عنه والوسيلة لفعل ذلك عن طريق هاتفك وبالتحديد العم "قوقل" لا حرمنا الله منفعته :) وهذا الكتاب بالتأكيد أحدها!
ولا عجب فالكتاب نافذة لك كقارئ ، تطل من نافذة مالك بن نبي على قرن لم تعشه وهذا القرن من الأهمية بمكان ،وذلك لأسبقيته للقرن الذي تعيش فيه وبالتالي تأثيره عليه ومشاركته في صنعه،
وكذلك من هذه النافذة ستطل أيضا على عدة أمكنة تمثلت في الغالب في الجزائر وباريس ، فإذن لك أن تتخيل نوعية الإطلالة من هذه النافذة لا شك عظيمة بل ودسمة كيف لا والنافذة هي دماغ ذلك المفكر مالك بن نبي! والذي تعرفت عليه توا من هذا الكتاب وأعلنت إعجابي به ، وبالرغم من أني تمنيت أن لا أقرأ مذكراته قبل أن أعرف فكره ولكن ما أراده الله كان خيرا لي فالكتاب كان مذكرات وآراء ومعتقدات فكرية في آن واحد فقد جمعت بين الأمرين ولن أكتفي به بالطبع فالطمع قد نال مني بهذا الكتاب وسأتبعه بآخر بإذن الله..
قسم الكاتب مذكراته على مرحلتين زمنيتين : مذكرات الطفل ،مذكرات الطالب، والأخيرة قد شدتني أكثر.
وقد احتوى مواقف عديدة تستحق التعليق والتعقيب منها ما علقت عليه ومنها ما لا يتسع المجال لذكره ، ولكن أكثر ما نال استغرابي هو إعجاب مالك الشديد بـ"الوهابية" والتي الآن نالت كل سب وشتم ووصم بالتشدد وغيره، إذا بمالك يميل إليها ويعجب بها ومدار استغرابي أنني اعتدت على أن من يذكرها غالبا بخير هم أهل المملكة السعودية -أهل نجد تحديدا- ولم تطغ هذه المفردة على السطح إلا حديثا متبعة بوصفها بالتشدد وما يثير حنقي أن الوهابية في الحقيقة اسم لا معنى له سوى نسب الدعوة لابن عبدالوهاب والذي ببساطة أساس دعوته نبذ المظاهر الشركية من التبرك بالأشجار والقبور وغيره لذا فأجد في تعليقات من يسبونه أنهم بذلك يريدون نسبة تحريم هذه المظاهر له وكأن الإسلام قد سمح بها لذا لا أستبعد أن تحارب مبادئ إسلامية وذلك عن طريق اختزال أحكام تختص بعقيدتها بفلان وعلان من الناس حتى تستباح المظاهر الشركية شيئا فشيئا وذلك بنبذ كل مبدأ لتشدد صاحبه! ولا أعلم في الحقيقة سببا آخر قد يجعل فلانا من الناس يحارب منهجا لم يأت بجديد بل دعا لأصول التوحيد يستدعي أن تشتم ما تدعى بالدعوة الوهابية لأجله ،وإن كنت أتضايق من وضع المسميات على كل منهج يتخذ أو فعل يعمل به وأشعر بأن وضع المسميات عليها يشعرنا كمسلمين بالتفرقة، وتشعرنا بأن ما يدعو له فلان هو منهج فلاني إذن يجوز لي مخالفته بدلا عن البحث عما إذا كان ما يدعو إليه فلان أصلا موجودا من قبل في الكتاب والسنة إذن لماذا تنسب دعوته إليه وكأنه ابتدع أمرا جديدا!
حسنا أشعر بأني خرجت عن الموضوع قليلا ، بل كثيرا :) لكن ما أردت قوله بأن إعجاب مالك بالوهابية كما سماها أثار استغرابي فلم أعتقد أن لها صدى تعدى حدود المملكة السعودية وقد انعكس إعجابه على تصرفاته أيضا مثال ذلك: حينما عارض أباه على البناء على قبر أمه وذلك لكونها من وسائل الشرك..
ختاما الكتاب جميل كبير تغلب عليه الأحداث المؤلمة ولا عجب وذلك لأنه يطل على قرن مظلم من القرون التي مرت على المسلمين ، تحدث فيه وأسهب عن الاستعمار ومدى نضاله وإخوانه في مكافحته ومحاربته ، وكان هذا الموضوع ومحاولات مالك في كفاحه ووصف الألم بالمشاهدات التي تحصل ناتجة عنه هو السمة الغالبة على هذا الكتاب ..
عشت مع الكتاب لحظات رائعة قضيتها مشدودة منفعلة متعجبة متألمة مبتسمة مع مالك وزوجه خديجة والهرة لويزة :)
تنوعت تعابير وجهي حينا بالألم والبؤس وبالضحك والتبسم حينا وأعتقد بأن هذا ما سيحدث معك ..
إن كنت معجبا بهذا المفكر راغبا في التعرف على القرن السابق ورؤية الاستعمار عن قرب فأعتقد بأن هذا الكتاب خير نافذة لك ..
ولا عجب فالكتاب نافذة لك كقارئ ، تطل من نافذة مالك بن نبي على قرن لم تعشه وهذا القرن من الأهمية بمكان ،وذلك لأسبقيته للقرن الذي تعيش فيه وبالتالي تأثيره عليه ومشاركته في صنعه،
وكذلك من هذه النافذة ستطل أيضا على عدة أمكنة تمثلت في الغالب في الجزائر وباريس ، فإذن لك أن تتخيل نوعية الإطلالة من هذه النافذة لا شك عظيمة بل ودسمة كيف لا والنافذة هي دماغ ذلك المفكر مالك بن نبي! والذي تعرفت عليه توا من هذا الكتاب وأعلنت إعجابي به ، وبالرغم من أني تمنيت أن لا أقرأ مذكراته قبل أن أعرف فكره ولكن ما أراده الله كان خيرا لي فالكتاب كان مذكرات وآراء ومعتقدات فكرية في آن واحد فقد جمعت بين الأمرين ولن أكتفي به بالطبع فالطمع قد نال مني بهذا الكتاب وسأتبعه بآخر بإذن الله..
قسم الكاتب مذكراته على مرحلتين زمنيتين : مذكرات الطفل ،مذكرات الطالب، والأخيرة قد شدتني أكثر.
وقد احتوى مواقف عديدة تستحق التعليق والتعقيب منها ما علقت عليه ومنها ما لا يتسع المجال لذكره ، ولكن أكثر ما نال استغرابي هو إعجاب مالك الشديد بـ"الوهابية" والتي الآن نالت كل سب وشتم ووصم بالتشدد وغيره، إذا بمالك يميل إليها ويعجب بها ومدار استغرابي أنني اعتدت على أن من يذكرها غالبا بخير هم أهل المملكة السعودية -أهل نجد تحديدا- ولم تطغ هذه المفردة على السطح إلا حديثا متبعة بوصفها بالتشدد وما يثير حنقي أن الوهابية في الحقيقة اسم لا معنى له سوى نسب الدعوة لابن عبدالوهاب والذي ببساطة أساس دعوته نبذ المظاهر الشركية من التبرك بالأشجار والقبور وغيره لذا فأجد في تعليقات من يسبونه أنهم بذلك يريدون نسبة تحريم هذه المظاهر له وكأن الإسلام قد سمح بها لذا لا أستبعد أن تحارب مبادئ إسلامية وذلك عن طريق اختزال أحكام تختص بعقيدتها بفلان وعلان من الناس حتى تستباح المظاهر الشركية شيئا فشيئا وذلك بنبذ كل مبدأ لتشدد صاحبه! ولا أعلم في الحقيقة سببا آخر قد يجعل فلانا من الناس يحارب منهجا لم يأت بجديد بل دعا لأصول التوحيد يستدعي أن تشتم ما تدعى بالدعوة الوهابية لأجله ،وإن كنت أتضايق من وضع المسميات على كل منهج يتخذ أو فعل يعمل به وأشعر بأن وضع المسميات عليها يشعرنا كمسلمين بالتفرقة، وتشعرنا بأن ما يدعو له فلان هو منهج فلاني إذن يجوز لي مخالفته بدلا عن البحث عما إذا كان ما يدعو إليه فلان أصلا موجودا من قبل في الكتاب والسنة إذن لماذا تنسب دعوته إليه وكأنه ابتدع أمرا جديدا!
حسنا أشعر بأني خرجت عن الموضوع قليلا ، بل كثيرا :) لكن ما أردت قوله بأن إعجاب مالك بالوهابية كما سماها أثار استغرابي فلم أعتقد أن لها صدى تعدى حدود المملكة السعودية وقد انعكس إعجابه على تصرفاته أيضا مثال ذلك: حينما عارض أباه على البناء على قبر أمه وذلك لكونها من وسائل الشرك..
ختاما الكتاب جميل كبير تغلب عليه الأحداث المؤلمة ولا عجب وذلك لأنه يطل على قرن مظلم من القرون التي مرت على المسلمين ، تحدث فيه وأسهب عن الاستعمار ومدى نضاله وإخوانه في مكافحته ومحاربته ، وكان هذا الموضوع ومحاولات مالك في كفاحه ووصف الألم بالمشاهدات التي تحصل ناتجة عنه هو السمة الغالبة على هذا الكتاب ..
عشت مع الكتاب لحظات رائعة قضيتها مشدودة منفعلة متعجبة متألمة مبتسمة مع مالك وزوجه خديجة والهرة لويزة :)
تنوعت تعابير وجهي حينا بالألم والبؤس وبالضحك والتبسم حينا وأعتقد بأن هذا ما سيحدث معك ..
إن كنت معجبا بهذا المفكر راغبا في التعرف على القرن السابق ورؤية الاستعمار عن قرب فأعتقد بأن هذا الكتاب خير نافذة لك ..
June 10, 2011
كنت قد حصلت على هذا الكتاب هدية من أستاذنا الدكتور محمد الأحمري, وبقدرة قادر صادره أخي عمر الشنقيطي متعللا أنّه مهدى إليه!!
وقد حلّت القضية سلمياً, وخرج أخي عمر من قراءته للكتاب, وهو من أشد المعجبين بمالك بن نبي, أنّ سبب الإبداع الفكري إما أن يكون في اقتناء قطة أو الزواج بفرنسية, وكلاهما فعله بن نبي رحمه الله, أما أنا فرجّحت السبب في التدخين كما ابتلي بذلك أبوفهر محمود شاكر, أو شرب القهوة الأمريكية سوداء دون شيء معها كما يفعل أستاذنا, وإلى اليوم لم يُفصل في الأمر!!
حوت مذكرات بن نبي على مسيرة (فكرية) بكل ما تحمله الكلمة هذه من معنى, وبثّ ملاحظاته حول أوضاع العالم الإسلامي في سطور تسجل
مسيرته في هذه الحياة, لإيمانه أنّ الفكر والتفكّر فيما يحدث هما أولى خطوات الحلول الناجعة.
كما سجّل بن نبي شيئاً من صراع الهوية, من عواقب تصارع ثقافتين في عقل واحد, وقد أثبت بن نبي أنّ صلته بثقافته أمر فوق التساؤل أو التشكيك, وأنّ فكر بن نبي كان من أهم ما عرفه العالم الإسلامي في وقتنا المعاصر.....
ولا بأس بالزواج بفرنسية!!
وقد حلّت القضية سلمياً, وخرج أخي عمر من قراءته للكتاب, وهو من أشد المعجبين بمالك بن نبي, أنّ سبب الإبداع الفكري إما أن يكون في اقتناء قطة أو الزواج بفرنسية, وكلاهما فعله بن نبي رحمه الله, أما أنا فرجّحت السبب في التدخين كما ابتلي بذلك أبوفهر محمود شاكر, أو شرب القهوة الأمريكية سوداء دون شيء معها كما يفعل أستاذنا, وإلى اليوم لم يُفصل في الأمر!!
حوت مذكرات بن نبي على مسيرة (فكرية) بكل ما تحمله الكلمة هذه من معنى, وبثّ ملاحظاته حول أوضاع العالم الإسلامي في سطور تسجل
مسيرته في هذه الحياة, لإيمانه أنّ الفكر والتفكّر فيما يحدث هما أولى خطوات الحلول الناجعة.
كما سجّل بن نبي شيئاً من صراع الهوية, من عواقب تصارع ثقافتين في عقل واحد, وقد أثبت بن نبي أنّ صلته بثقافته أمر فوق التساؤل أو التشكيك, وأنّ فكر بن نبي كان من أهم ما عرفه العالم الإسلامي في وقتنا المعاصر.....
ولا بأس بالزواج بفرنسية!!
October 29, 2015
من أعظم المتع التي وجدتها في هذا الكتاب، إلى جانب ما يزخر به من معلومات مؤرخة لمرحلة مهمة في كينونة الجزائر بالطبع... هو كونه يتحدث في جزئه الأول على الأقل -و الذي لم أفرغ من قراءته بعد- عن قسنطينة (مدينتي الحبيبة)، يتجول بنا في شوارعها و أسواقها القديمة و يجلسنا في مقاهيها و مطاعمها... كثير من أسماء الأماكن و حتى الأشخاص حرفتها الترجمة و لم أكن أتعرف عليها سوى بطريق التخمين أو عند قراءتها مباشرة بالفرنسية.
قسنطينة و خلافا لمدن كثيرة كتبسة مثلا � و هذا ما وضحه الكاتب- عاشت تلك الحقبة بكل كيانها، كانت في قلب الحدث كما يقولون و قد صور الكاتب تحولاتها الاجتماعية و الاقتصادية و حتى الفكرية و السياسية كأبرع ما يكون التصوير و بعيون فرد جزائري يمكننا أن نثق في ملكاته الفكرية و في وعيه و قدرته على الملاحظة و التحليل.
ما أثار انتباهي أيضا و لم أملك تجاهله تلك الطريقة التي كانت بها تتطور شخصية الراوي، ذاك الحماس الذي كان يدفعه للاكتشاف و تغذية أفكاره... و رغم أن السلك التعليمي في ذلك الحين كانت تغلب عليه الصبغة الغربية و كان المجتمع غارقا في ظلال أفكارها التي أوجبها الاستعمار و لم يكن للآباء مثلا إمكانية مراقبة كل ما يطرأ على حياة أطفالهم التعلُّمية و لا حتى الوعي الكبير لإدراك ما قد يجره الإيمان بفكرة خاطئة... رغم كل هذا فالراوي لم يخن أبدا عقيدته الثابتة و كان استغراقه في المطالعات المختلفة دائما يعود به إليها و يولد في نفسه فخرا كبيرا بها خاصة عندما يراها بعيون المستشرقين
رحلته الأولى إلى فرنسا و التي منيت بالفشل كانت نموذجا صريحا لبدء معترك الحياة، الصعوبات التي يواجهها الجميع قبل أن يرو قبسا من النور ثم تطوعه في المحكمة و قد أثار انتباهي جدا ما كتبه واصفا رحلته مع عضو المحكمة لتنفيذ الأحكام في فلاحي المنطقة و كيف كانت طبيعة الكرم و حسن السجايا في هذا الأخير تتغلب على كل ما ينتج عن هذه المعاملة الرسمية المُدينة من ردود فعل.
"الاسلام قد صقل الانسان في شروط أقرب ما تكون إلى الحضارة" كما يقول مالك بن نبي و لعل هذا ما يزال ساريا حتى الآن في المناطق الريفية أو الصحراوية من الجزائر أين يعيش الرجل البسيط الذي أنصقل عبر القرون على حد قوله. أما في المدينة فإن هذه الشمائل الحضارية سائرة إلى الاندثار بسرعة رهيبة.
عندما أقرأ هذا و كذلك ما رواه عن إقامته في آفلو، عن أصالتهم الخام و حياتهم الطبيعية البسيطة في ذلك الحين أدرك كم كان للاستعمار و ما يزال من أثر على المجتمع الجزائري، على أخلاقنا و ثقافتنا و حتى لغتنا المشوهة.
الجزء الثاني من الكتاب يتحدث عن الراوي الشاب و هو فيما أرى و منذ بدايته زاخر بأخبار تلك المحطات الصغيرة لتي استقبلته في فرنسا و التي على أساسها اعتمدت ذاته الفكرية و الروحية بشكل كبير... في هذا الجزء تقترب أكثر شخصية "الصدّيق" من الكاتب الذي هو مالك بن نبي و يتجلى ولعه منذ الصغر واهتمامه العظيم بالنظر في مشاكل العالم الإسلامي و مناقشتها و تحليلها.
و إذ بلغت نقطة في القراءة تتحدث عن متجر للألبسة وصورة على جداره بكلمات مسيئة في حق رسول الله صلى لله عليه وسلم و كذا كتاب "الرسائل الجزائرية " الذي كتبه صاحبه المحامي الجزائري في المحاكم الباريسية بنقد يذم فيه شيئا من العادات و التقاليد الإسلامية تقربا إلى الآباء البيض، قلت: ما أشبه اليوم بالبارحة... هذه الحركات الاستفزازية الموجهة لكل ما يمت للإسلام بصلة ليست وليدة اليوم ولكنها قضية هرمة و هي بلا شك ستعمر طويلا جدا.
و لا أتقدم في القراءة سوى ليثبت لي مرة بعد مرة حقيقة لك العبارة التي قالها صدّيق في أول الرواية:
"كان مولدي في الجزائر عام 1905 م، أي في زمن كان يمكن فيه الاتصال بالماضي، عن طريق آخر من بقي حيا من شهوده و الإطلال على المستقبل عبر الأوائل من رواده.
هكذا إذن فقد استفدت بامتياز لا غنى عنه لشاهد، حينما ولدت في تك الفترة"
و يا له من إمتياز، امتياز معاصرة كلما ما يهتم العالم اليوم بدراسته، كل ما بنى عالم اليوم في الواقع.
الحربان الأولى و الثانية و حقبة مهمة من تاريخ العالم العربي و كذا مسرح لحوادث لامعة على الأصعدة الاجتماعية، الثقافية، العلمية و الاقتصادية.
كانا كتابا جيدا و لو أن مطالعته استغرقت وقتا طويلا.
قسنطينة و خلافا لمدن كثيرة كتبسة مثلا � و هذا ما وضحه الكاتب- عاشت تلك الحقبة بكل كيانها، كانت في قلب الحدث كما يقولون و قد صور الكاتب تحولاتها الاجتماعية و الاقتصادية و حتى الفكرية و السياسية كأبرع ما يكون التصوير و بعيون فرد جزائري يمكننا أن نثق في ملكاته الفكرية و في وعيه و قدرته على الملاحظة و التحليل.
ما أثار انتباهي أيضا و لم أملك تجاهله تلك الطريقة التي كانت بها تتطور شخصية الراوي، ذاك الحماس الذي كان يدفعه للاكتشاف و تغذية أفكاره... و رغم أن السلك التعليمي في ذلك الحين كانت تغلب عليه الصبغة الغربية و كان المجتمع غارقا في ظلال أفكارها التي أوجبها الاستعمار و لم يكن للآباء مثلا إمكانية مراقبة كل ما يطرأ على حياة أطفالهم التعلُّمية و لا حتى الوعي الكبير لإدراك ما قد يجره الإيمان بفكرة خاطئة... رغم كل هذا فالراوي لم يخن أبدا عقيدته الثابتة و كان استغراقه في المطالعات المختلفة دائما يعود به إليها و يولد في نفسه فخرا كبيرا بها خاصة عندما يراها بعيون المستشرقين
رحلته الأولى إلى فرنسا و التي منيت بالفشل كانت نموذجا صريحا لبدء معترك الحياة، الصعوبات التي يواجهها الجميع قبل أن يرو قبسا من النور ثم تطوعه في المحكمة و قد أثار انتباهي جدا ما كتبه واصفا رحلته مع عضو المحكمة لتنفيذ الأحكام في فلاحي المنطقة و كيف كانت طبيعة الكرم و حسن السجايا في هذا الأخير تتغلب على كل ما ينتج عن هذه المعاملة الرسمية المُدينة من ردود فعل.
"الاسلام قد صقل الانسان في شروط أقرب ما تكون إلى الحضارة" كما يقول مالك بن نبي و لعل هذا ما يزال ساريا حتى الآن في المناطق الريفية أو الصحراوية من الجزائر أين يعيش الرجل البسيط الذي أنصقل عبر القرون على حد قوله. أما في المدينة فإن هذه الشمائل الحضارية سائرة إلى الاندثار بسرعة رهيبة.
عندما أقرأ هذا و كذلك ما رواه عن إقامته في آفلو، عن أصالتهم الخام و حياتهم الطبيعية البسيطة في ذلك الحين أدرك كم كان للاستعمار و ما يزال من أثر على المجتمع الجزائري، على أخلاقنا و ثقافتنا و حتى لغتنا المشوهة.
الجزء الثاني من الكتاب يتحدث عن الراوي الشاب و هو فيما أرى و منذ بدايته زاخر بأخبار تلك المحطات الصغيرة لتي استقبلته في فرنسا و التي على أساسها اعتمدت ذاته الفكرية و الروحية بشكل كبير... في هذا الجزء تقترب أكثر شخصية "الصدّيق" من الكاتب الذي هو مالك بن نبي و يتجلى ولعه منذ الصغر واهتمامه العظيم بالنظر في مشاكل العالم الإسلامي و مناقشتها و تحليلها.
و إذ بلغت نقطة في القراءة تتحدث عن متجر للألبسة وصورة على جداره بكلمات مسيئة في حق رسول الله صلى لله عليه وسلم و كذا كتاب "الرسائل الجزائرية " الذي كتبه صاحبه المحامي الجزائري في المحاكم الباريسية بنقد يذم فيه شيئا من العادات و التقاليد الإسلامية تقربا إلى الآباء البيض، قلت: ما أشبه اليوم بالبارحة... هذه الحركات الاستفزازية الموجهة لكل ما يمت للإسلام بصلة ليست وليدة اليوم ولكنها قضية هرمة و هي بلا شك ستعمر طويلا جدا.
و لا أتقدم في القراءة سوى ليثبت لي مرة بعد مرة حقيقة لك العبارة التي قالها صدّيق في أول الرواية:
"كان مولدي في الجزائر عام 1905 م، أي في زمن كان يمكن فيه الاتصال بالماضي، عن طريق آخر من بقي حيا من شهوده و الإطلال على المستقبل عبر الأوائل من رواده.
هكذا إذن فقد استفدت بامتياز لا غنى عنه لشاهد، حينما ولدت في تك الفترة"
و يا له من إمتياز، امتياز معاصرة كلما ما يهتم العالم اليوم بدراسته، كل ما بنى عالم اليوم في الواقع.
الحربان الأولى و الثانية و حقبة مهمة من تاريخ العالم العربي و كذا مسرح لحوادث لامعة على الأصعدة الاجتماعية، الثقافية، العلمية و الاقتصادية.
كانا كتابا جيدا و لو أن مطالعته استغرقت وقتا طويلا.
Read
May 7, 2014مذكرات شاهد للقرن، كتبها مالك بن نبي في قسمين
القسم الأول: عندما كان طفلا وانتقاله بعد ذلك للدراسة في إحدى القرى المجاورة وعودته سنة بعد سنة، يتطرق في كل ذلك إلى ما يجري له أثناء دراسته وعودته بعد ذلك إلى قريته تبسه في عام 1925
يروي بعد انتهائه من المنحة التي مُنح إياها سفره لباريس وخيبة أمله فيها وعودته وعمله في محكمة آفلو.
هذا الجزء كتبه مالك نفسه بالفرنسية وترجم إلى العربية مرتين، والترجمة المتداولة والمشهورة ترجمة العنعني
القسم الثاني: رحلته إلى باريس ومحاولته الفاشلة للإلتحاق بمعهد الدراسات الشرقية وانخراطه بعد ذلك بمدرسة اللاسلكي ليتخرج مهندسا كهربائيا
يحكي بين ثنايا ذلك مرحلة تكوينه الفكري وزواجه بخديجة الفرنسية، ومن هنا بدأ يؤلف بعض كتبه ك “الظاهر� القرآنية� و”شرو� النهضة وغيره�
ثم انتقاله إلى القاهرة بعد قيام الثورة المسلحة وعودته بعد ذلك إلى الجزائر
هذا القسم ترجمه مالك بنفسه بعد أن اطلع على ترجمة القسم الأول، فرأى بأنها لم تقرأ ما كان يقصده فآثر أن يترجم القسم الثاني بنفسه
على الرغم من ذلك، رأيت القسم الأول ألذ وأجمل.
مذكرات لذيذة وأنصح لمحبي قراءة السير الذاتية قراءتها وسبر أغوارها فهي تستحق ذلك، نعم تستحق �
١٩ نوفمبر ٢٠٠٨
القسم الأول: عندما كان طفلا وانتقاله بعد ذلك للدراسة في إحدى القرى المجاورة وعودته سنة بعد سنة، يتطرق في كل ذلك إلى ما يجري له أثناء دراسته وعودته بعد ذلك إلى قريته تبسه في عام 1925
يروي بعد انتهائه من المنحة التي مُنح إياها سفره لباريس وخيبة أمله فيها وعودته وعمله في محكمة آفلو.
هذا الجزء كتبه مالك نفسه بالفرنسية وترجم إلى العربية مرتين، والترجمة المتداولة والمشهورة ترجمة العنعني
القسم الثاني: رحلته إلى باريس ومحاولته الفاشلة للإلتحاق بمعهد الدراسات الشرقية وانخراطه بعد ذلك بمدرسة اللاسلكي ليتخرج مهندسا كهربائيا
يحكي بين ثنايا ذلك مرحلة تكوينه الفكري وزواجه بخديجة الفرنسية، ومن هنا بدأ يؤلف بعض كتبه ك “الظاهر� القرآنية� و”شرو� النهضة وغيره�
ثم انتقاله إلى القاهرة بعد قيام الثورة المسلحة وعودته بعد ذلك إلى الجزائر
هذا القسم ترجمه مالك بنفسه بعد أن اطلع على ترجمة القسم الأول، فرأى بأنها لم تقرأ ما كان يقصده فآثر أن يترجم القسم الثاني بنفسه
على الرغم من ذلك، رأيت القسم الأول ألذ وأجمل.
مذكرات لذيذة وأنصح لمحبي قراءة السير الذاتية قراءتها وسبر أغوارها فهي تستحق ذلك، نعم تستحق �
١٩ نوفمبر ٢٠٠٨
January 19, 2015
من بين المذكرات التي قرأتها هذه إحدى أكثرها امتاعا
يحكي هنا مالك قصة الاستعمار ونضال شعب بعيونه حين كان طفلا إلى أن كبر
لهذه المذكرات قيمة تاريخية والعنوان كان موفقا فمالك شاهد يحكي عن قرن من الزمان بكل آلامه ومؤامراته ونضال شعبه كي يحافظ على دينه ولغته
المذكرات كانت مؤلمة ومحزنة بقدر ما كانت ممتعة
لا سامح الله الإستعمار وأعوانه
والمؤلم أن الوطن لم يتحرر بعد من استعمار فكري لا يزال ينخر فينا
كل ما كان يشكو منه مالك لم يتغير... تاريخنا البائس هو هو يعيد نفسه في حاضرنا
أعطيتها 4 نجمات لصعوبة الفهم على شخص لم يعش في تلك الفترة وتمنيت لو كانت
هناك شروح وافية في الهوامش
كان ممتعا أن أراه يذكر أسماء بعض من أجدادي أو قبائلي ولو بشكل عابر :)
وجدت الكثير من السلوى في تياهانه حين يقف في مفترق الطرق لا يدري أين المسير ويسأل:
"ما العمل"
وجدت نفسي في شخصيته الحالمة وهو يخطط لمستقبل بعيد وبث ذلك في قلبي الأمل فحتى الكبار كانوا يمرون بما نمر به في أوقات ضغفنا وقوتنا :)
يحكي هنا مالك قصة الاستعمار ونضال شعب بعيونه حين كان طفلا إلى أن كبر
لهذه المذكرات قيمة تاريخية والعنوان كان موفقا فمالك شاهد يحكي عن قرن من الزمان بكل آلامه ومؤامراته ونضال شعبه كي يحافظ على دينه ولغته
المذكرات كانت مؤلمة ومحزنة بقدر ما كانت ممتعة
لا سامح الله الإستعمار وأعوانه
والمؤلم أن الوطن لم يتحرر بعد من استعمار فكري لا يزال ينخر فينا
كل ما كان يشكو منه مالك لم يتغير... تاريخنا البائس هو هو يعيد نفسه في حاضرنا
أعطيتها 4 نجمات لصعوبة الفهم على شخص لم يعش في تلك الفترة وتمنيت لو كانت
هناك شروح وافية في الهوامش
كان ممتعا أن أراه يذكر أسماء بعض من أجدادي أو قبائلي ولو بشكل عابر :)
وجدت الكثير من السلوى في تياهانه حين يقف في مفترق الطرق لا يدري أين المسير ويسأل:
"ما العمل"
وجدت نفسي في شخصيته الحالمة وهو يخطط لمستقبل بعيد وبث ذلك في قلبي الأمل فحتى الكبار كانوا يمرون بما نمر به في أوقات ضغفنا وقوتنا :)
February 1, 2014
لا أملك الكثير من الكلمات لأعبر عن مشاعري تجاه سيرة حياة مالك بن نبي ويكفيني الكثبر مما تعلمته بين دفتي هذا الكتاب والعودة بالزمن الى الوراء لرؤية الاستعمار وجهاً لوجه والتعرف على قابليتنا له بكل موضوعية وصدق. أعترف أن ما ميز هذه الذكريات هو ذلك الجو التقليدي والحكايات التي بدأ بسردها وكأنني أجلس مع جدي ليحكي لي عن حياته إبان الاستعمار الفرنسي وفكره وطموحاته وأفكاره وإخفاقاته كلها بانسيابية وصدق.
أنصح بقراءته للمهتمين بفكر مالك بن نبي وكيفية تطوره وحمله لهم النهضة والحضارة والإصلاح في الفترة التي عاصر بها بن باديس.
رحم الله مالك بن نبي وجزاه الله عنا خير الجزاء.
بعض مما وجدته عن سيرة حياته:
أنصح بقراءته للمهتمين بفكر مالك بن نبي وكيفية تطوره وحمله لهم النهضة والحضارة والإصلاح في الفترة التي عاصر بها بن باديس.
رحم الله مالك بن نبي وجزاه الله عنا خير الجزاء.
بعض مما وجدته عن سيرة حياته:
June 7, 2011
من أسعد لحظات حياتي.. عندما تسنح لي الفرصة أن أقرأ كتاب سيرةٍ ذاتية لمؤلفٍ ترَك أثراً في نفسي وشخصي.. أذكر مشاعر السعادة التي اكتنفتني عندما اكتشفت أن نسخة من الكتاب موجودة عند أخي! لأن قراءة السيرة الذاتية عادةً ماتخلق رابطاً بين المؤلف والقارئ وتساهم في استنتاج الكيفية التي توصل بها إلى نظرياته وأفكاره بغض الطرف عن الفارق الزمني..
أحبُّ مالك بن نبي!
أحبُّ مالك بن نبي!
March 8, 2015
أجمل ما في كتب السيرة انك تتعرف على تجارب الشخصيات وتقلباتهم الفكرية ...
كتاب مقسم إلى فصلين : مذكرات الطفل ، ومذكرات الطالب
لا أدري هل لإختلاف الازمنة والمكونات الثقافية والرؤية السياسية دور لشعوري بالملل تجاه الكتاب أم لا ؟ حقيقةً لا أعلم .
ربما للتفاصيل الكثيرة التي احتوت الكتاب والتي ربما لا يتفاعل معاه الا من عاش تلك الفترة او في تلك المنطقة ...
الكتاب جيد لكنه دون المتوقع
كتاب مقسم إلى فصلين : مذكرات الطفل ، ومذكرات الطالب
لا أدري هل لإختلاف الازمنة والمكونات الثقافية والرؤية السياسية دور لشعوري بالملل تجاه الكتاب أم لا ؟ حقيقةً لا أعلم .
ربما للتفاصيل الكثيرة التي احتوت الكتاب والتي ربما لا يتفاعل معاه الا من عاش تلك الفترة او في تلك المنطقة ...
الكتاب جيد لكنه دون المتوقع
February 6, 2011
والله لا أملك شيء لأكتبه هنا ..
أرغب بالثرثرة حول هذا الكتاب بفمي لا بقلمي ، أرغب بجمع الناس والحديث عنه .. محاضرة .. كلمة .. أي شيء
لكني حقًا عاجزة عن الكتابة
رحمك الله يا والدي ، لم يعد بيننا مثلك والله :(
أرغب بالثرثرة حول هذا الكتاب بفمي لا بقلمي ، أرغب بجمع الناس والحديث عنه .. محاضرة .. كلمة .. أي شيء
لكني حقًا عاجزة عن الكتابة
رحمك الله يا والدي ، لم يعد بيننا مثلك والله :(
December 31, 2020
تمنيت ألا ينتهي الكتاب 450 صفحة لم تكن كافية لي لقد عشت مع الكاتب بكل تفاصيله تفاعلت مع أفراحه و أحزانه و يالعجبي لما رأيت تشابها بين أحلامي و أحلامه
كتاب عظيم كصاحبه
و بعد قراءته سيكشف لك التاريخ أحد أقنعته
كتاب عظيم كصاحبه
و بعد قراءته سيكشف لك التاريخ أحد أقنعته
March 31, 2021
-- مذكرات شاهد للقرن ما هي إلا وثيقة تاريخية و سيرة ذاتية و سجل حافل لمرحلة مهمة من تاريخ فيلسوف الحضارة في القرن العشرين ، و تاريخ الكفاح الفكري و الوطني للشعب الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي و خططه الفكرية و غاراته التغريبية .مع ما يلي ذلك من الذكريات الشخصية الممزوجة بروح الحنين إلى الماضي ، و التأسي على فراق الأحباء ، و فقدان الأعزاء .
هذه الوثيقة التأريخية تضمنت موجزا بالأحداث و الذكريات و المشاهد التي مرت واحدة بواحدة على ذهن المؤلف منذ أيام الطفولة و الصبا ، مرورا بزمن الشباب فالكهولة ، وصولا إلى أيام الشيب و الكبر . و غالبا ما تقترن كتابة المذكرات بالمشاهير من الأدباء العظماء و العباقرة الأفذاذ الذين تركوا أثرا ما في الحياة الأدبية أو السياسية أو النضالية عبر تاريخ حياتهم . و قد كان مالك بن نبي رحمه الله أحد هؤلاء الذين خطوا بفكرهم و نضالهم و جهادهم سطورا لن تمحى في تاريخ الحركة الفكرية و الإسلامية المعاصر . كتب مالك بن نبي عن المراحل و التحولات التي عاشها ، بتفاصيلها الصغيرة و بأحداثها الكبيرة ، و بلغة بسيطة تتضمن المعاني المؤثرة و الذكريات المميزة . و كل ما يتوجب عليك فعله لفهم جمال و مدى فاعلية هذا الكتاب المليء بأسرار الرجل و تاريخه ، هو أن تقرأه محاولا تقمص شخصيته ، و استشعار ما عاناه و ما لاقاه في سبيل أفكاره و من أجل يقظة الفكر الإسلامي و نهضة المسلمين .
-- استهلّ مالك بن نبي كتابه بمقدمة مميزة ، و هي عبارة عن قصة خيالية مفادها أنّ القدر ساق له الكتاب فوجده جاهزا بجانبه و هو يصلي بإحدى مساجد قسنطينة ليكون مرجعا تاريخيا لأبناء الجزائر في الحقبة بين1905سنة مولده و1935سنة انقطاعه عن الدراسة . و على العموم فإن القارئ سيعيش مع المؤلف طوال تأمله في هذه المذكرات مع أجواء الإستعمار و أخبار النضال و صولات الإصلاح و الدفاع .
-- قسم بن نبي مذكراته قسمين : قسم الطفل : و يمتد من سنة1905إلى غاية1930، و قسم الطالب : و يمتد هو الآخر من سنة1930إلى سنة1939. فتناول في القسم الأول طفولته و بداية نشأته في منزل عمه في قسنطينة ، و ذكريات صباه تحت رعاية مربيته السيد�� بهيجة في مدينة تبسة ( عند أخواله ) ، ثم دراسته و بداية طلبه للعلم و حفظ القرآن الكريم و تلقي دروس النحو و الصرف في المسجد ، ثم تأثره في المدرسة الثانوية الفرنسية بمعلمه السيد مارتن . ثم ما لبث أن جذبته الحركة الإصلاحية التي شيد صرحها العلامة عبد الحميد ابن باديس بتأسيسه لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و ذلك بسبب تأثره بالفكر الثوري منذ نعومة أظفاره . و كل هذا السرد الممتع يأتي في مشاهد متنوعة يصور فيها المؤلف بساطة الأسرة الجزائرية و دفء العائلة و تقاليد الآباء و الأجداد و التغيرات التي طرأت على الواقع الجزائري بفعل الإستعمار . و قد قضى ابن نبي أربع سنوات في مدرسة قسنطينة التي كانت تحت إدارة المستشرق الفرنسي ( دورنون ) الخبير بشؤون المجتمع القسنطيني و أحوال الأهالي . ليقرر المؤلف و هو ابن السادسة عشرة خوض تجربة لم يكتب لها النجاح ، و ذلك عندما سافر مع صديقه لفرنسا عبر البحر طلبا لتحصيل لقمة العيش ، ليصدم بقساوة العمل الذي حصلا عليه بين حمال لأكياس الإسمنت و حمال لفوارغ المشروبات الزجاجية ،في معيشة كان الجوع هو سيد المشهد فيها ، و هذه تعتبر تجربة فاشلة و نكسة بالنسبة للمؤلف . يقرر العودة بعدها إلى مسقط رأسه ليعمل كمساعد قاض في إحدى المحاكم ، حيث تسنى له أن يحتك بالفئات البسيطة من أبناء وطنه و ليتعرف أكثر على أحوال المجتمع و الأصداء و التفاعلات ، مما زاد في تفتح ذهنه و تحرر فكره .
أما القسم الثاني فجرى فيه المؤلف على نسق واحد في عرض ما تبقى من سيرته ، و انتقل فيه إلى الحديث عن سفره للمرة الثانية إلى فرنسا ، حيث ترك وراءه وطنه الأم و والديه و أصدقاءه و خلانه تحت وطأة الإستعمار الفرنسي لأجل الدراسة و التحصيل العلمي ، مدفوعا بعزيمة و همة عالية لتحقيق طموحه في الدخول إلى معهد الدراسات الشرقية ، حيث لم يسمح له كغيره من الجزائريين بالإلتحاق بها ، ليقرر الدخول إلى مدرسة اللاسلكي لدراسة الهندسة الكهربائية و التي تخرج منها فيما بعد ، و هنا يشاء له القدر أن يرتبط بالسيدة الفرنسية خديجة التي أسلمت و ارتضته زوجا و شريكا . و في فرنسا أيقن مالك بن نبي بأنه لا سبيل لتحضر الشعوب المستعمرة إلاّ إذا تخلّصت من الإستعمار و لا يمكنها ذلك إلاّ بالتخلّص من القابلية للاستعمار و هي ظاهرة أخطر في نظره من الإستعمار ذاته ، و لمحاربتها ينخرط المؤلف في العمل السياسي و النضال الفكري بين المغتربين و طلبة الشمال الإفريقي و في الجمعيات و النوادي ، ليسهم في بث الوعي و تنظيم الأفكار و دعم الإصلاح و إيقاظ الضمائر و إحياء شعور الوطنية في النفوس ، تهييئا لها للثورة و التغيير و الجهاد . و قد اهتدى أثناء ذلك إلى حصر المشكلة الحضارية للمجتمع الجزائري ( مشكلة التبعية الثقافية خصوصا ) لمجتمعه في قوله { إن كل مجتمع فقد حضارته يفقد بذلك كل أصالة في التفكير ، أو في السلوك أمام أفكار الآخرين } ، و كذا مشكلة القابلية للإستعمار و التي تحدث عنها بتفصيل في كتبه الأخرى .
-- و مما يميز هذه المذكرات ! اللمسة الشخصية لمالك بن نبي ، و دقة أوصافه لما عايشه من ذكريات ، و حسه الوطني في رسمه لمعاناة شعبه من الإستعمار و القهر . فهو هنا يؤسس لنفسه أسلوبا خاصا به دون تقليد أحد ! كونه يعبر عما بداخله و بلغة صريحة و عفوية ، مطلقا لنفسه العنان للفضفضة عن أفكاره و تأملاته ، و متحررا من جميع قيود الخجل و التردد ، و فاتحا لخزانة أسراره التي تتدفق منها شلالات من المشاعر الدفينة و المشاهد التاريخية و الوقفات الفكرية .
-- كان مالك بن نبي رجلا مؤمنا بقضية وطنه و دينه ، مجتهدا في دفع عجلة الإصلاح ما استطاع إلى ذلك من سبيل ، مفعما بالحماس و الشجاعة ، ذا قلب مليئ بالأحلام و الآمال . كما كان مثقفا و باحثا و قارئا نهما ، و كان يبالغ في قراءة الكتب الأدبية و التاريخية و الفكرية ، و من كل ذلك تشكلت ثقافته و نمت شخصيته و تخصبت أفكاره .
-- و من أهم ما ورد في هذا الكتاب ذلك النص الذي يبين الجهة التي ألف لأجلها مالك بن نبي هذه المذكرات ، حيث قال بالحرف الواحد : { و ربما يعجب هنا أولئك المثقفون الذين أصبحوا لا يدركون لغة الشعب الجزائري المسلم ، إنني لا أكتب هذه المذكرات من أجلهم ، و لكن للشعب عندما يستطيع قراءة تاريخه الصحيح ، أي عندما تنقضي تلك الخرافات التي تعرض أحيانا أفلاما كاذبة ، و التي سيكون مصيرها في صندوق المهملات مع مخلفات العهد الإستعماري } . و هي كلمات لها وقع خاص و دلالات معينة ، ربما بات الكثيرون يفهمون مغزاها بعد أن اتضحت العديد من الحقائق التي كانت غير مكتملة الصور في زمن كتابة هذه المذكرات .
-- إن هذه المذكرات تعتبر مزيجا رائعا بين الكتابة التاريخية التي تهدف إلى تدوين الوقائع العالقة بالذاكرة ، و السيرة الذاتية القائمة على التسجيل الوجداني للإنطباعات و التصورات الشخصية . أملاها الزمن على صاحبها ، و رسمتها على مسرح التاريخ أحداث عاشها مالك بن نبي يوما بيوم و لحظة بلحظة ، و هي خلاصة التجارب التي شهد عليها أمام محكمة الحق و التاريخ ، و من خلالها يبرز فكر الرجل الذي عاش حياته مفكرا وطنيا و مات حميدا فقيدا ! .
هذه الوثيقة التأريخية تضمنت موجزا بالأحداث و الذكريات و المشاهد التي مرت واحدة بواحدة على ذهن المؤلف منذ أيام الطفولة و الصبا ، مرورا بزمن الشباب فالكهولة ، وصولا إلى أيام الشيب و الكبر . و غالبا ما تقترن كتابة المذكرات بالمشاهير من الأدباء العظماء و العباقرة الأفذاذ الذين تركوا أثرا ما في الحياة الأدبية أو السياسية أو النضالية عبر تاريخ حياتهم . و قد كان مالك بن نبي رحمه الله أحد هؤلاء الذين خطوا بفكرهم و نضالهم و جهادهم سطورا لن تمحى في تاريخ الحركة الفكرية و الإسلامية المعاصر . كتب مالك بن نبي عن المراحل و التحولات التي عاشها ، بتفاصيلها الصغيرة و بأحداثها الكبيرة ، و بلغة بسيطة تتضمن المعاني المؤثرة و الذكريات المميزة . و كل ما يتوجب عليك فعله لفهم جمال و مدى فاعلية هذا الكتاب المليء بأسرار الرجل و تاريخه ، هو أن تقرأه محاولا تقمص شخصيته ، و استشعار ما عاناه و ما لاقاه في سبيل أفكاره و من أجل يقظة الفكر الإسلامي و نهضة المسلمين .
-- استهلّ مالك بن نبي كتابه بمقدمة مميزة ، و هي عبارة عن قصة خيالية مفادها أنّ القدر ساق له الكتاب فوجده جاهزا بجانبه و هو يصلي بإحدى مساجد قسنطينة ليكون مرجعا تاريخيا لأبناء الجزائر في الحقبة بين1905سنة مولده و1935سنة انقطاعه عن الدراسة . و على العموم فإن القارئ سيعيش مع المؤلف طوال تأمله في هذه المذكرات مع أجواء الإستعمار و أخبار النضال و صولات الإصلاح و الدفاع .
-- قسم بن نبي مذكراته قسمين : قسم الطفل : و يمتد من سنة1905إلى غاية1930، و قسم الطالب : و يمتد هو الآخر من سنة1930إلى سنة1939. فتناول في القسم الأول طفولته و بداية نشأته في منزل عمه في قسنطينة ، و ذكريات صباه تحت رعاية مربيته السيد�� بهيجة في مدينة تبسة ( عند أخواله ) ، ثم دراسته و بداية طلبه للعلم و حفظ القرآن الكريم و تلقي دروس النحو و الصرف في المسجد ، ثم تأثره في المدرسة الثانوية الفرنسية بمعلمه السيد مارتن . ثم ما لبث أن جذبته الحركة الإصلاحية التي شيد صرحها العلامة عبد الحميد ابن باديس بتأسيسه لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و ذلك بسبب تأثره بالفكر الثوري منذ نعومة أظفاره . و كل هذا السرد الممتع يأتي في مشاهد متنوعة يصور فيها المؤلف بساطة الأسرة الجزائرية و دفء العائلة و تقاليد الآباء و الأجداد و التغيرات التي طرأت على الواقع الجزائري بفعل الإستعمار . و قد قضى ابن نبي أربع سنوات في مدرسة قسنطينة التي كانت تحت إدارة المستشرق الفرنسي ( دورنون ) الخبير بشؤون المجتمع القسنطيني و أحوال الأهالي . ليقرر المؤلف و هو ابن السادسة عشرة خوض تجربة لم يكتب لها النجاح ، و ذلك عندما سافر مع صديقه لفرنسا عبر البحر طلبا لتحصيل لقمة العيش ، ليصدم بقساوة العمل الذي حصلا عليه بين حمال لأكياس الإسمنت و حمال لفوارغ المشروبات الزجاجية ،في معيشة كان الجوع هو سيد المشهد فيها ، و هذه تعتبر تجربة فاشلة و نكسة بالنسبة للمؤلف . يقرر العودة بعدها إلى مسقط رأسه ليعمل كمساعد قاض في إحدى المحاكم ، حيث تسنى له أن يحتك بالفئات البسيطة من أبناء وطنه و ليتعرف أكثر على أحوال المجتمع و الأصداء و التفاعلات ، مما زاد في تفتح ذهنه و تحرر فكره .
أما القسم الثاني فجرى فيه المؤلف على نسق واحد في عرض ما تبقى من سيرته ، و انتقل فيه إلى الحديث عن سفره للمرة الثانية إلى فرنسا ، حيث ترك وراءه وطنه الأم و والديه و أصدقاءه و خلانه تحت وطأة الإستعمار الفرنسي لأجل الدراسة و التحصيل العلمي ، مدفوعا بعزيمة و همة عالية لتحقيق طموحه في الدخول إلى معهد الدراسات الشرقية ، حيث لم يسمح له كغيره من الجزائريين بالإلتحاق بها ، ليقرر الدخول إلى مدرسة اللاسلكي لدراسة الهندسة الكهربائية و التي تخرج منها فيما بعد ، و هنا يشاء له القدر أن يرتبط بالسيدة الفرنسية خديجة التي أسلمت و ارتضته زوجا و شريكا . و في فرنسا أيقن مالك بن نبي بأنه لا سبيل لتحضر الشعوب المستعمرة إلاّ إذا تخلّصت من الإستعمار و لا يمكنها ذلك إلاّ بالتخلّص من القابلية للاستعمار و هي ظاهرة أخطر في نظره من الإستعمار ذاته ، و لمحاربتها ينخرط المؤلف في العمل السياسي و النضال الفكري بين المغتربين و طلبة الشمال الإفريقي و في الجمعيات و النوادي ، ليسهم في بث الوعي و تنظيم الأفكار و دعم الإصلاح و إيقاظ الضمائر و إحياء شعور الوطنية في النفوس ، تهييئا لها للثورة و التغيير و الجهاد . و قد اهتدى أثناء ذلك إلى حصر المشكلة الحضارية للمجتمع الجزائري ( مشكلة التبعية الثقافية خصوصا ) لمجتمعه في قوله { إن كل مجتمع فقد حضارته يفقد بذلك كل أصالة في التفكير ، أو في السلوك أمام أفكار الآخرين } ، و كذا مشكلة القابلية للإستعمار و التي تحدث عنها بتفصيل في كتبه الأخرى .
-- و مما يميز هذه المذكرات ! اللمسة الشخصية لمالك بن نبي ، و دقة أوصافه لما عايشه من ذكريات ، و حسه الوطني في رسمه لمعاناة شعبه من الإستعمار و القهر . فهو هنا يؤسس لنفسه أسلوبا خاصا به دون تقليد أحد ! كونه يعبر عما بداخله و بلغة صريحة و عفوية ، مطلقا لنفسه العنان للفضفضة عن أفكاره و تأملاته ، و متحررا من جميع قيود الخجل و التردد ، و فاتحا لخزانة أسراره التي تتدفق منها شلالات من المشاعر الدفينة و المشاهد التاريخية و الوقفات الفكرية .
-- كان مالك بن نبي رجلا مؤمنا بقضية وطنه و دينه ، مجتهدا في دفع عجلة الإصلاح ما استطاع إلى ذلك من سبيل ، مفعما بالحماس و الشجاعة ، ذا قلب مليئ بالأحلام و الآمال . كما كان مثقفا و باحثا و قارئا نهما ، و كان يبالغ في قراءة الكتب الأدبية و التاريخية و الفكرية ، و من كل ذلك تشكلت ثقافته و نمت شخصيته و تخصبت أفكاره .
-- و من أهم ما ورد في هذا الكتاب ذلك النص الذي يبين الجهة التي ألف لأجلها مالك بن نبي هذه المذكرات ، حيث قال بالحرف الواحد : { و ربما يعجب هنا أولئك المثقفون الذين أصبحوا لا يدركون لغة الشعب الجزائري المسلم ، إنني لا أكتب هذه المذكرات من أجلهم ، و لكن للشعب عندما يستطيع قراءة تاريخه الصحيح ، أي عندما تنقضي تلك الخرافات التي تعرض أحيانا أفلاما كاذبة ، و التي سيكون مصيرها في صندوق المهملات مع مخلفات العهد الإستعماري } . و هي كلمات لها وقع خاص و دلالات معينة ، ربما بات الكثيرون يفهمون مغزاها بعد أن اتضحت العديد من الحقائق التي كانت غير مكتملة الصور في زمن كتابة هذه المذكرات .
-- إن هذه المذكرات تعتبر مزيجا رائعا بين الكتابة التاريخية التي تهدف إلى تدوين الوقائع العالقة بالذاكرة ، و السيرة الذاتية القائمة على التسجيل الوجداني للإنطباعات و التصورات الشخصية . أملاها الزمن على صاحبها ، و رسمتها على مسرح التاريخ أحداث عاشها مالك بن نبي يوما بيوم و لحظة بلحظة ، و هي خلاصة التجارب التي شهد عليها أمام محكمة الحق و التاريخ ، و من خلالها يبرز فكر الرجل الذي عاش حياته مفكرا وطنيا و مات حميدا فقيدا ! .
August 4, 2012
أشعر بصداع طفيف بعد أن أنهيت المئة صفحة الأخيرة بنفس واحد و بكثير من الإضطراب والتوتر .. لم أخطط أن تكون مراجعتي على هذا النحو . لكن لم أرغب يوماً أن أنسى هذه اللحظة .. هذا الشعور و هذا الأسى الذي يتربع في صدري ! فبينما كانت مخطوطة الكتاب مرمية بجوار مالك بن نبي و هو ساجد في أحد المساجد .. شعرت لحظتها بالإحباط ، ظننت بأن هذه المذكرات التي سأقرأها ستكون مذكرات بن نبي الشخصية .. ولم أستوعب حتى بعد تجاوزت صفحات كثيرة أنها ليست مذكراته ظناً مني أن مالك سيفاجئنا على حين غفلة بين السطور أو أنه على الأقل يريد إيهامنا فقط بأنها ليست له بينما العكس هو الصحيح حيث يخفي عنا هذا لحاجة في نفسه لا ندكرها .. لكن
حينها لم أدرك بأن ينتظرني الكثير لأعرفه عن صاحب المذكرات : صدّيق .. وليس هو وحده بل كل ما كان يحيط به في المجتمع الجزائزي و العالم على السواء ، فلم يسبق لي أن عرفت على نحوٍ جيد فترة الإستعمار التي تعرضت لها الأوطان العربية ، كنت أعرف بأنها تعرضت وفقط و كأنه شيء عابر لا سبيل لتفصيله أكثر .. لم أدرك حينها أن لكل مُستعْمَرة آنذاك حكاية لتحكيها ، وقصص مؤلمة ترويها !
وكانت حكاية ( صديّق ) إحدى أول الحكايات و التي لن تكون آخرها عن وضع الجزائريين آنذاك وما تعرضوا له تحت وطئة الإستعمار الفرنسي من تهميش و تشويه لصورتهم لأنفسهم و للعالم .. ليس لأنهم جزائزين وحسب أو لأنهم مسلمون فقط .. بل لأن هذا بالفعل ما يحدث لكل ما يمكن أن يقع تحت مسمى ( أبناء المستعمَرات ) بغض النظر عن عرقهم و دينهم و أصولهم في فترة الحروب التي عمَّت الأرض آنذاك
مذكرات صديّق هذه جعلتني أنظر للعالم من عدة جوانب فأرى كيف كانت الحرب العالمية الأولى و الثانية بدورها بتأثيراتها تُرى بنظر الجزائرين فلقد كنت أكتفي أن أرها كحدث تاريخي فقط قد غيّر مجرى عالمنا لسبب أجهله و أدركه الآن بعض الإدراك .
يجب أن أسجل فقط بأن المذكرات التي بدأت بالطفولة ثم المراهقة في الجزائر حتى الشباب في باريس قد طبعت في نفسي شعوراً عاطفياً إتجاه ( صديّق ) فصرت أشعر بالحزن إذا حزن .. و بالسعادة إذ سعد و و بالغبطة و الإحتقار إذا فعل .. وليس هذا بغريب إذ أن شعوري بالعاطفة و الحُب الغير مبرر لكتبي وأصحابها شيء لم أعرف له تفسيراً إلى الآن .
حينها لم أدرك بأن ينتظرني الكثير لأعرفه عن صاحب المذكرات : صدّيق .. وليس هو وحده بل كل ما كان يحيط به في المجتمع الجزائزي و العالم على السواء ، فلم يسبق لي أن عرفت على نحوٍ جيد فترة الإستعمار التي تعرضت لها الأوطان العربية ، كنت أعرف بأنها تعرضت وفقط و كأنه شيء عابر لا سبيل لتفصيله أكثر .. لم أدرك حينها أن لكل مُستعْمَرة آنذاك حكاية لتحكيها ، وقصص مؤلمة ترويها !
وكانت حكاية ( صديّق ) إحدى أول الحكايات و التي لن تكون آخرها عن وضع الجزائريين آنذاك وما تعرضوا له تحت وطئة الإستعمار الفرنسي من تهميش و تشويه لصورتهم لأنفسهم و للعالم .. ليس لأنهم جزائزين وحسب أو لأنهم مسلمون فقط .. بل لأن هذا بالفعل ما يحدث لكل ما يمكن أن يقع تحت مسمى ( أبناء المستعمَرات ) بغض النظر عن عرقهم و دينهم و أصولهم في فترة الحروب التي عمَّت الأرض آنذاك
مذكرات صديّق هذه جعلتني أنظر للعالم من عدة جوانب فأرى كيف كانت الحرب العالمية الأولى و الثانية بدورها بتأثيراتها تُرى بنظر الجزائرين فلقد كنت أكتفي أن أرها كحدث تاريخي فقط قد غيّر مجرى عالمنا لسبب أجهله و أدركه الآن بعض الإدراك .
يجب أن أسجل فقط بأن المذكرات التي بدأت بالطفولة ثم المراهقة في الجزائر حتى الشباب في باريس قد طبعت في نفسي شعوراً عاطفياً إتجاه ( صديّق ) فصرت أشعر بالحزن إذا حزن .. و بالسعادة إذ سعد و و بالغبطة و الإحتقار إذا فعل .. وليس هذا بغريب إذ أن شعوري بالعاطفة و الحُب الغير مبرر لكتبي وأصحابها شيء لم أعرف له تفسيراً إلى الآن .
December 8, 2016
الحمدلله على التمام ..
وأخيرا أكملت مذكرات شاهد القرن وضمن #تحدي_القائمة أيضا ..
مصافحة أولى لمالك بن نبي المفكر الاسلامي .. وعودة من جديد لكتب المذكرات و السير ..
كتاب صور حياته كطفل وحتى الخامسة و الثلاثين من عمره .. تمنيت أنه امتد أكثر على الأقل حتى الثلاثين سنة الأخيرة التي تم فيها تأليف الكتاب ..
تحدث عن الجزائر و عن الاستعمار و الاستبداد ..
الجزائر كوطن عربي يحمل الكثير من العادات و التقاليد الأسلامية النقية و يتشابه كثيرا مع الأقطار الأخرى في عالمنا العربي و الاسلامي ..
تحدث عن التعليم آن ذاك وكيف تطور من الكتاب وحتى المدارس الانتظامية ومن ثم انتقاله لفرنسا ..
كان أكثر سؤال يحفر في قلبي خندقا عندما يسأل :
ماذا أعمل ؟
وكأنني هنا أشابهه بشكل أو بآخر ..
كيف استطاع أن ينجو في فرنسا من عدم الانصهار و الذوبان في الفكر الاوروبي وظل دائما متمسكا بعروبته و جزائريته و إسلاميته بالدرجة الأولى !
نضاله ضد المستعمر الذي أثر كثيرا على عائلته و والده بشكل أخص ..
أذاب فؤادي حينما أسلمت الحجة الروح لبارئها مع أن المرض كان يهد جسدها إلا أني ظننت لسذاجتي أنها ستعمر عمرا طويلا وترى فيه زوجه وذريته !
الأماني البسيطة التي تتعلق بها قلوب الأمهات !
أحببت الحجة من أعماق قلبي و وجدتها في أحيان كثيرة تشبه والدتي بحنانها و رقتها ومعرفتها للأمور قبل أن نتفوه بها ..
الكتاب يوجب أن أقرأ عن الحرب العالمية الاولى و الثانية حتى أفهم أكثر الواقع الذي يتحدث عنه ..
يؤسفني أنه بعد كل هذا الزمان لا يزال حال الأمة الاسلامية كما هو من الضعف و التشذرم !
في جعبتي الكثير ..ربما أعود لتدوينه بعد قراءة ثانية !
وأخيرا أكملت مذكرات شاهد القرن وضمن #تحدي_القائمة أيضا ..
مصافحة أولى لمالك بن نبي المفكر الاسلامي .. وعودة من جديد لكتب المذكرات و السير ..
كتاب صور حياته كطفل وحتى الخامسة و الثلاثين من عمره .. تمنيت أنه امتد أكثر على الأقل حتى الثلاثين سنة الأخيرة التي تم فيها تأليف الكتاب ..
تحدث عن الجزائر و عن الاستعمار و الاستبداد ..
الجزائر كوطن عربي يحمل الكثير من العادات و التقاليد الأسلامية النقية و يتشابه كثيرا مع الأقطار الأخرى في عالمنا العربي و الاسلامي ..
تحدث عن التعليم آن ذاك وكيف تطور من الكتاب وحتى المدارس الانتظامية ومن ثم انتقاله لفرنسا ..
كان أكثر سؤال يحفر في قلبي خندقا عندما يسأل :
ماذا أعمل ؟
وكأنني هنا أشابهه بشكل أو بآخر ..
كيف استطاع أن ينجو في فرنسا من عدم الانصهار و الذوبان في الفكر الاوروبي وظل دائما متمسكا بعروبته و جزائريته و إسلاميته بالدرجة الأولى !
نضاله ضد المستعمر الذي أثر كثيرا على عائلته و والده بشكل أخص ..
أذاب فؤادي حينما أسلمت الحجة الروح لبارئها مع أن المرض كان يهد جسدها إلا أني ظننت لسذاجتي أنها ستعمر عمرا طويلا وترى فيه زوجه وذريته !
الأماني البسيطة التي تتعلق بها قلوب الأمهات !
أحببت الحجة من أعماق قلبي و وجدتها في أحيان كثيرة تشبه والدتي بحنانها و رقتها ومعرفتها للأمور قبل أن نتفوه بها ..
الكتاب يوجب أن أقرأ عن الحرب العالمية الاولى و الثانية حتى أفهم أكثر الواقع الذي يتحدث عنه ..
يؤسفني أنه بعد كل هذا الزمان لا يزال حال الأمة الاسلامية كما هو من الضعف و التشذرم !
في جعبتي الكثير ..ربما أعود لتدوينه بعد قراءة ثانية !
June 13, 2021
«وعندما بدأت الأرض الجزائرية تغيب في الافق، وجدت نفسي أقول وأنا متكئ على حافة الباخرة:
- يا أرضاً عقوقاً .. تُطعمين الأجنبي وتتركين أبناءك للجوع، إنني لن أعود إليك إن لم تصبحي حرة!
بينما بدأ ظلام الليل يسدل ستاره رويدًا رويدًا على بحر هائج تتراكم أمواجه بعضها فوق بعض».
تلك كانت أخر كلمات مالك بن نبي في مُذكراته الرائعة ذات الأسلوب الأدبي الشائق واللغة العربيّة العذبة. هذه المذكرات الفريدة حوت سردًا تاريخيًا مهمًا؛ أولًا عن حياة مالك الشخصية وأحداث سيرته (خاصةً علاقته المؤثرة بوالدته) وتصوّراته عن الاستعمار والحركات الجزائرية والعربية المناضلة، كما أبان لنا ماهيّة أفكاره وكيف تشكّلت ومن أي نبع نهلت، وأبرز طبائع شخصيته وكيف أثّرت فيه؛ كالثبات على المبدأ والجرأة في الحق وقوة الشكيمة والتأثر الشديد بالمحن التي حلت بأمته.
وثانيًا؛ المذكرات تحوي سردًا مهمًا عن لحظات تاريخية حساسة من حياة الجزائر والجزائرين في الداخل والخارج إبان الاستعمار، فنشاهد تحولات الجزائر الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية بعد الاستعمار، ونرى صورًا من كفاح الجزائرين ومعاناتهم ونضال الأسماك الصغار المفترسة ضد شبكة الصيد الكبيرة كما يقول مالك بن نبي.
من أجمل ما قرأت من السير.
- يا أرضاً عقوقاً .. تُطعمين الأجنبي وتتركين أبناءك للجوع، إنني لن أعود إليك إن لم تصبحي حرة!
بينما بدأ ظلام الليل يسدل ستاره رويدًا رويدًا على بحر هائج تتراكم أمواجه بعضها فوق بعض».
تلك كانت أخر كلمات مالك بن نبي في مُذكراته الرائعة ذات الأسلوب الأدبي الشائق واللغة العربيّة العذبة. هذه المذكرات الفريدة حوت سردًا تاريخيًا مهمًا؛ أولًا عن حياة مالك الشخصية وأحداث سيرته (خاصةً علاقته المؤثرة بوالدته) وتصوّراته عن الاستعمار والحركات الجزائرية والعربية المناضلة، كما أبان لنا ماهيّة أفكاره وكيف تشكّلت ومن أي نبع نهلت، وأبرز طبائع شخصيته وكيف أثّرت فيه؛ كالثبات على المبدأ والجرأة في الحق وقوة الشكيمة والتأثر الشديد بالمحن التي حلت بأمته.
وثانيًا؛ المذكرات تحوي سردًا مهمًا عن لحظات تاريخية حساسة من حياة الجزائر والجزائرين في الداخل والخارج إبان الاستعمار، فنشاهد تحولات الجزائر الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية بعد الاستعمار، ونرى صورًا من كفاح الجزائرين ومعاناتهم ونضال الأسماك الصغار المفترسة ضد شبكة الصيد الكبيرة كما يقول مالك بن نبي.
من أجمل ما قرأت من السير.
June 4, 2017
الكتاب جيد جدا وهو ضخم نسبيا حجم الكتاب كبير والعدد ايضا كثير ويتكون من جزئين الاول مذكرات الطفل من1905-1930 ويحكي فيها طفولته وبعض المشاهد راصدا بعض الملاحظات حول الاستعمار في الجزائر وبعض التغيرات الاجتماعية .
والجزء الثاني 1930-1939 ويحكي فيها مذكرات الطالب بعد ان ذهب لباريس لاكمال دراسته روايا المصاعب التي واجهها وكل ذلك بسبب أنه ابن دولة مستعمرة! الاستعمار يدمر بلدك ويغير عادتها الجيدة ويحارب لغتك ودينك ويحرمك من حقوقك ويحاربك ايضاً! يالهذا الوجه القبيح من الحضارة الغربية!!!
والكاتب بحكم أنه من مواليد اوائل القرن العشرين فق عاصر احداث تلك الفترة من حروب وقيام دول وتغيرات اجتماعية والتطور التق��ي الهائل حاكياً منها مايتذكر بتفاصيل جميلة ....
الكتاب مليء بالمآسي والحزن والقليل من الافراح.
اعجبني كثيرا واسعدني حديثه عن الملك عبدالعزيز رحمهما الله.
والجزء الثاني 1930-1939 ويحكي فيها مذكرات الطالب بعد ان ذهب لباريس لاكمال دراسته روايا المصاعب التي واجهها وكل ذلك بسبب أنه ابن دولة مستعمرة! الاستعمار يدمر بلدك ويغير عادتها الجيدة ويحارب لغتك ودينك ويحرمك من حقوقك ويحاربك ايضاً! يالهذا الوجه القبيح من الحضارة الغربية!!!
والكاتب بحكم أنه من مواليد اوائل القرن العشرين فق عاصر احداث تلك الفترة من حروب وقيام دول وتغيرات اجتماعية والتطور التق��ي الهائل حاكياً منها مايتذكر بتفاصيل جميلة ....
الكتاب مليء بالمآسي والحزن والقليل من الافراح.
اعجبني كثيرا واسعدني حديثه عن الملك عبدالعزيز رحمهما الله.
December 5, 2012
مذكرات...سيرة عظيمة ومشرفة..مشرقة لمفكر مجتهد يفتنك ويجعلك تفكر وتتأمل في حياتك
وهذه المذكرات لجزء من حياته 34 عاما...يالله في هذه المرحلة من الوقت الحاضر لو تم عمل استبيان عن الشباب
لوجد أن أغلبهم مازال في مرحلة المراهقة أو جزء منها ولا أجد شيء يعبر عن مالك بن نبي سوى قول الشاعر:
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
الجزء الثاني من حياته غني بالمعلومات المستفادة من تجاربه التى مر بها، لكم تمنيت أن تطول هذه المذكرات ولا تنتهي
وأتمنى أن أكمل الباقي في حال وجودها. فهو شخص ذو مبادئ كان باستطاعته التحول عن مواقفه وآراءه لمساعدة نفسه
أولا في إيجاد وظيفة تقيه العوز والحاجة وكذلك لمساعدة والده لينتقل من عمله إلى عائلته ولكنه لم يتزحزح عن مواقفه بل
بقي ثابتا راسخا كالجبل، ومع ذلك لم ييأس فتراه يجتهد ويبحث وينتقل من مكان إلى آخر ويفكر بعمق ولا تملك إلا أن تحزن
لما مر به من محن ومصاعب في وقت مال المثقفين أمثاله عن مبادئهم وتفكيرهم وواجبهم نحو امتهم ومجتمعهم من أجل
الوصول لمصلحة دنيوية وغاية زائلة لكنهم زالوا من التاريخ وبقي هو...وفكره...كالمنارة يساعد الآخرين للوصول إلى الطريق
الصحيح.
كما نلاحظ أن أسلوبه سهل...سلس...وبسيط في إيصال المعنى للقارىء وفي نظري أن جميع مايقال فيه من مديح لايوفيه حقه.
اقتباسات
" لم أكن أعلم أن ذاك العمل الجماعي بما يفرض من تبعات ،إنما هو من المقومات التى فقدها المجتمع اﻹسلام� ثم لم يسترجعها بعد
خصوصا بين مثقفيه ".
" كنت أتأثر من هذه المحن التى بدأت تنصب على أهلي بسببي ،دون أن أغير سلوكي بسببها بل كانت اﻷحدا� نفسها تزيدني تصلبا وتحديا ".
" لم يكن ذلك ممكنا لإن الخبرة لا تأتي إلا من التجارب وحدها ".
" إن كل مجتمع فقد حضارته يفقد بذلك كل أصالة في التفكير، أو في السلوك أمام أفكار الآخرين ".
" فقمت أصلي ركعتين لله متحصرا متذرعا شاكيا من شر الإستعمار باكيا ، ولكنني كنت دوما على منهج الحديث )إعقلها وتوكل( . فأخذت ورقة وبدأت
أحرر خطابا مثيرا إلى سعادة سفير اليابان بباريس أتوسل لحكومته أن تساند ابن سعود في المعركة وتؤيده ".
" حز في نفسي خاصة أن الأسرة كلها اتفقت على بناء قبر فخم على جثمان والدتي وعجزت في هذه النقطة بالذات ، بينما كنت أقدم لوالدي تارة الدليل من الدين
وتارة من اعتبار المجتمع ".
" الله هو السبب، بلا سبب، لكل اﻷسبا� ".
" إن اﻹستعما� يستطيع أن يتمسك في بعض الحالات بمظاهر المشروعية، لإن خونة من بين العرب والمسلمين يتولون الأمر، للقيام بالدور الذي لا تسمح
له به كبرياؤه في تلك الحالات ".
" ﻷو� مرة في حياتي واجهت عملية توليد الفعل في مقالة اخترت لها عنوانا ..مثقفون أم مثقيفون ".
"بدأت هذه الملاحظات عن الإختزال الذي يطبع التكوين الفكري عندنا، تلفت نظري بالتدريج إلى الفارق الكبير بين التثقيف وااتعليم ".
" كثيرا ما لاحظت في حياتي أن المسلم المثقف مهما يكن نوع ثقافته، يخلق من نفسه المعوقات التي تحول دون العمل إن لم يجدها في طريقه ".
أخيرا قوله:
" وعندما بدأت الأرض الجزائرية تغيب في الأفق ، وجدت نفسي أقول وأنا متكىء على حافة الباخرة:
يا أرضا عقوقا !...تطعمين الأجنبي وتتركين أبناءك للجوع، إنني لن أعود إليك إن لم تصبحي حرة!..".
وهذه المذكرات لجزء من حياته 34 عاما...يالله في هذه المرحلة من الوقت الحاضر لو تم عمل استبيان عن الشباب
لوجد أن أغلبهم مازال في مرحلة المراهقة أو جزء منها ولا أجد شيء يعبر عن مالك بن نبي سوى قول الشاعر:
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
الجزء الثاني من حياته غني بالمعلومات المستفادة من تجاربه التى مر بها، لكم تمنيت أن تطول هذه المذكرات ولا تنتهي
وأتمنى أن أكمل الباقي في حال وجودها. فهو شخص ذو مبادئ كان باستطاعته التحول عن مواقفه وآراءه لمساعدة نفسه
أولا في إيجاد وظيفة تقيه العوز والحاجة وكذلك لمساعدة والده لينتقل من عمله إلى عائلته ولكنه لم يتزحزح عن مواقفه بل
بقي ثابتا راسخا كالجبل، ومع ذلك لم ييأس فتراه يجتهد ويبحث وينتقل من مكان إلى آخر ويفكر بعمق ولا تملك إلا أن تحزن
لما مر به من محن ومصاعب في وقت مال المثقفين أمثاله عن مبادئهم وتفكيرهم وواجبهم نحو امتهم ومجتمعهم من أجل
الوصول لمصلحة دنيوية وغاية زائلة لكنهم زالوا من التاريخ وبقي هو...وفكره...كالمنارة يساعد الآخرين للوصول إلى الطريق
الصحيح.
كما نلاحظ أن أسلوبه سهل...سلس...وبسيط في إيصال المعنى للقارىء وفي نظري أن جميع مايقال فيه من مديح لايوفيه حقه.
اقتباسات
" لم أكن أعلم أن ذاك العمل الجماعي بما يفرض من تبعات ،إنما هو من المقومات التى فقدها المجتمع اﻹسلام� ثم لم يسترجعها بعد
خصوصا بين مثقفيه ".
" كنت أتأثر من هذه المحن التى بدأت تنصب على أهلي بسببي ،دون أن أغير سلوكي بسببها بل كانت اﻷحدا� نفسها تزيدني تصلبا وتحديا ".
" لم يكن ذلك ممكنا لإن الخبرة لا تأتي إلا من التجارب وحدها ".
" إن كل مجتمع فقد حضارته يفقد بذلك كل أصالة في التفكير، أو في السلوك أمام أفكار الآخرين ".
" فقمت أصلي ركعتين لله متحصرا متذرعا شاكيا من شر الإستعمار باكيا ، ولكنني كنت دوما على منهج الحديث )إعقلها وتوكل( . فأخذت ورقة وبدأت
أحرر خطابا مثيرا إلى سعادة سفير اليابان بباريس أتوسل لحكومته أن تساند ابن سعود في المعركة وتؤيده ".
" حز في نفسي خاصة أن الأسرة كلها اتفقت على بناء قبر فخم على جثمان والدتي وعجزت في هذه النقطة بالذات ، بينما كنت أقدم لوالدي تارة الدليل من الدين
وتارة من اعتبار المجتمع ".
" الله هو السبب، بلا سبب، لكل اﻷسبا� ".
" إن اﻹستعما� يستطيع أن يتمسك في بعض الحالات بمظاهر المشروعية، لإن خونة من بين العرب والمسلمين يتولون الأمر، للقيام بالدور الذي لا تسمح
له به كبرياؤه في تلك الحالات ".
" ﻷو� مرة في حياتي واجهت عملية توليد الفعل في مقالة اخترت لها عنوانا ..مثقفون أم مثقيفون ".
"بدأت هذه الملاحظات عن الإختزال الذي يطبع التكوين الفكري عندنا، تلفت نظري بالتدريج إلى الفارق الكبير بين التثقيف وااتعليم ".
" كثيرا ما لاحظت في حياتي أن المسلم المثقف مهما يكن نوع ثقافته، يخلق من نفسه المعوقات التي تحول دون العمل إن لم يجدها في طريقه ".
أخيرا قوله:
" وعندما بدأت الأرض الجزائرية تغيب في الأفق ، وجدت نفسي أقول وأنا متكىء على حافة الباخرة:
يا أرضا عقوقا !...تطعمين الأجنبي وتتركين أبناءك للجوع، إنني لن أعود إليك إن لم تصبحي حرة!..".
January 1, 2023
مرحباً بي في عالمك!!
أول كتاب ل2022، بداية جد جد موفقة 😍
انهيت قراءة مذكرات مفكرنا الجزائري مالك بن نبي و متحمسة لكتابة مراجعة مطولة أفصّل فيها كل ما أفكر فيه.
اخترت أن تكون بدايتي مع مالك بن نبي "مذكراته" لأتعرف عليه عن قرب... طفولته، نشأته و حياته بصفة عامة و أنا مسرورة جدا لإختياري هذا. فقد زادني حماسا للتعرف أكثر على أفكاره و الإطلاع على أعماله الأخرى و مقالاته بعد أن تعرفت على شخصه كطفل و كطالب.
.... للمراجعة بقية.
أول كتاب ل2022، بداية جد جد موفقة 😍
انهيت قراءة مذكرات مفكرنا الجزائري مالك بن نبي و متحمسة لكتابة مراجعة مطولة أفصّل فيها كل ما أفكر فيه.
اخترت أن تكون بدايتي مع مالك بن نبي "مذكراته" لأتعرف عليه عن قرب... طفولته، نشأته و حياته بصفة عامة و أنا مسرورة جدا لإختياري هذا. فقد زادني حماسا للتعرف أكثر على أفكاره و الإطلاع على أعماله الأخرى و مقالاته بعد أن تعرفت على شخصه كطفل و كطالب.
.... للمراجعة بقية.
Read
December 12, 2011مذكرات سهلة الأسلوب عظيمة الفائدة
تصلح لكل من بدأ بدايات تخالف النمط السائد من الجد والاجتهاد وتحديد الهدف منذ البداية
وتناسب كل من بدأ بداية مثالية ثم تعثر
ومن بدأ بداية مثالية وظن أنه الأعرف
مذكرات غنية ثرية للمتأمل
تصلح لكل من بدأ بدايات تخالف النمط السائد من الجد والاجتهاد وتحديد الهدف منذ البداية
وتناسب كل من بدأ بداية مثالية ثم تعثر
ومن بدأ بداية مثالية وظن أنه الأعرف
مذكرات غنية ثرية للمتأمل
April 2, 2015
سرد مهم لجزء من تاريخ الجزائر، من كاتب لايجامل ولايتجمل ، يجب قراءة كتب المؤلف الأخرى كي تطلع على فكره الفريد
December 7, 2020
مذكرات مالك بن نبي، مذكرات شاهد يتحدث إلينا من خلف ستار، وهو يحاول أن ينقل إلينا تبصره بالأحداث، وما هذه التفاصيل التي يقصها علينا إلا ليجسد رؤيته الفكرية عبرها. فشاهدنا شاهد بصر وبصيرة معاً.
وهي بصيرة صاغتها أحاسيس رجل امتد به عمق الحضارة الإسلامية إلى حدود الحضارة الغربية الحديثة، فكان نقطة اتصال وتحول كما يقول في بداية شهادته.
فأجيال الحضارة تتناقل دائماً رسالة ذات رموز، ويحق لكل جيل أن يقرأ هذه الرسالة قراءة تختلف عن الجيل السابق، لأن لكل جيل مصطلحاً خاصاً يفك به رموز تلك الرسالة.
هكذا يقول بن نبي في شهادته، وكأنما يريد أن يمنحنا من جديد مصطلحات رموز هذه الرسالة، بعد أن افتقدنا هذا المصطلح، وباتت رسالة حضارتنا رمزاً لا نستطيع له إدراكاً يلج في أعماق جيلنا المعاصر.
هكذا ينقل إلينا مالك بن نبي صوراً من شهادته، فإذا ما صدقت على أجيال الجزائريين من أبناء جيله، فهي صادقة أيضاً على أجيال العالم الإسلامي، والعالم المتخلف بأجمعه منذ بداية القرن الماضي.
ولذا فهو شاهد أحداث القرن الماضي فيما يروي.
والشهادة هذه ليست شهادة معاناةِ مجتمع مغلوب على أمره، وهي ليست شهادة مجتمع على مجتمع لا يدرك لدفاعه فاعلية الوسائل فحسب، بل إنها أيضاً شهادة على ما أرست حضارة الغرب الحديثة من مصطلحات ومفاهيم ومنجزات تزري بمسيرة الإنسانية، وهي تنشر ثقافتها وجيشها.
فمالك بن نبي وهو يروي أدق التفاصيل لا يغفل عن إبراز القيم الأساسية التي ما يزال يحتفظ بها رجل الفطرة، وقد ورثها من أجيال سابقة حفظت التراث والقيم. وهو في الوقت نفسه يطرح أمامنا تهافت مثقفينا، الذين انغمسوا في الثقافة الغربية ومصطلحاتها ووقعها، فانقلبوا في حركتهم التقدمية إلى الوراء، واتخذوا من السياسة سبيلاً إلى قيادة تسير نحو العدم، لأنهم افتقدوا في ذلك الصخب الذي عانته مجتمعاتنا الإسلامية منذ بداية هذا القرن، سبل الفاعلية في المبادرة والاتجاه، ففاتهم قطار التاريخ.
هذا الكتاب يحمل إلينا دفء الأصالة، ويهزنا حين يروي لنا صفاء الراعي والبدوي ووفاءه للقيم، بما استقر في ضميره من تقاليد هي أقرب إلى روح الحضارة وأرسخ في خطا التقدم.
هذا الكتاب يكشف لنا مكنونات فكر بن نبي، وهاجسه العميق الذي رافقه طيلة حياته.
إنه هاجس الحضارة ومشكلاتها. وما كان ل بن نبي أن يروي لنا شهادته، لولا أنه قد رغب في تأصيل الأساس الفكري لنهضتنا، وآثر الحقيقة والتزم جانب الصدق والكفاح حتى أسلم الروح، لم تفتر له عزيمة في بيان، ولم يهن له عزم في كشف كل زيف، تروج بضاعته في أسواق الثقافة ومراكز التوجيه.
إنه شاهد قرن ومبلغ فيه لما شهد. والتبليغ في منعطفات التاريخ رؤية فكرية وروحية معاً. في صيغته وضوح المعالم، وفي حرارته شرارة الإقلاع.
This entire review has been hidden because of spoilers.
December 20, 2019
مالك بن نبي أو فيلسوف الحضارة لا أعرف لماذا اقترن اسمه بالنسبة لي مع رغد العيش، ربما لأنني لطالما قرأت بأنه من أسرة عريقة، لم يخطر ببالي يوما أن مفكرا مثله مر بكل هذه الصعوبات ، فمعركته مع الاستعمار لم تكن فكرية فقط بل و مست حياته و حياة عائلته ، و كان بأفكاره الدور الأول في بقاءه دون عمل،في خضم ما تمر به الجزائر الآن من معارك سياسية ضد الفساد و الاستعمار الغير مباشر من قبل فرنسا عن طريق الحركية نحن أحوج ما نكون إلى الفكر الإصلاحي، معركتنا الآن هي معركة فكر و لهذا نحتاج أن نقرأ و نعرف كتب و قيم مالك بن نبي ، لهذا رحلتي القادمة مع السيد مالك ستكون في كتاب "العفن" أنه لشرف لي أن أن شارك معه المدينة التي ولد بها و إن تتشارك معه في حمل هموم هذا الوطن و مشكلاته فهي أن تغيرت في ظاهرها لا تختلف في جوهرها . مشكلة حضارة و مشكلة فكر و مشكلة امم ترى أنها الأحق باستبعاد و نهب ثروات أمم أخرى الطريق طويل و صعب نحو الإصلاح لكن لا بديل عنه
This entire review has been hidden because of spoilers.
January 27, 2022
قرات أكثر من كتاب للمفكر الكبير مالك بن نبي، ولعل أبرز هذه الكتب وأكثرها أهمية هو كتاب: الظاهرة القرآنية، ومالك بن نبي في الججزائر كالعقاد في مصر، له قدر كبير وعظيم،
هذا الكتاب قبل أن أبدأ فيه توقعت أنه سيكون مثل قصة عقل أو قصو نفس للدكتور زكي نجيب محمود، الكاتب في هذين الكتابين استطاع أن يخبرنا بتفاصيل حياته النفسية والعلية دون أي تحرج ودون اي اعتبار لقيود.
لكن الكاتب تحدث فقط عن الحياة الاجتماعية دون سواها
الحياة الاجتماعية لاهل تبسة وبعض المدن المجاورة لها التي عاش فيها الكاتب
لمنري في لكتاب شيء عن مالك بن نبي المفكرولا شيء عن نفسه ومدي تطوره الفكري عبر الزمن
كنت أتمني أن اري ذلك
هذا الكتاب قبل أن أبدأ فيه توقعت أنه سيكون مثل قصة عقل أو قصو نفس للدكتور زكي نجيب محمود، الكاتب في هذين الكتابين استطاع أن يخبرنا بتفاصيل حياته النفسية والعلية دون أي تحرج ودون اي اعتبار لقيود.
لكن الكاتب تحدث فقط عن الحياة الاجتماعية دون سواها
الحياة الاجتماعية لاهل تبسة وبعض المدن المجاورة لها التي عاش فيها الكاتب
لمنري في لكتاب شيء عن مالك بن نبي المفكرولا شيء عن نفسه ومدي تطوره الفكري عبر الزمن
كنت أتمني أن اري ذلك
Displaying 1 - 30 of 92 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.