"فِكَر ومباحث" كتاب للعلامة السوري الدمشقي علي الطنطاوي ، يقع هذا الكتاب في 262 صفحة من القطع المتوسط (14×21سم)، وهو يضم خمساً وعشرين مقالة نحو نصفها مما نُشر في الثلاثينيات، أي أنها من أوائل ما نشر علي الطنطاوي في الصحف.
أقدم مقالات هذا الكتاب مقالة عنوانها "كيف تكون كاتباً"، نُشرت سنة 1932، أي أن صاحبها كان -حين نشرها- في الثالثة والعشرين من عمره! وقد بسط فيها الطريقة الصحيحة المنهجية للكتابة ومراحلها: الجمع، والاصطفاء، والترتيب والتصنيف، واختيار الأسلوب. وقريبٌ من هذه المقالة في مضمونها ومنهجها "مقالةٌ في التحليل الأدبي" التي نُشرت أول مرة سنة 1934 (وكان مؤلفها في الخامسة والعشرين يومذاك)، وهي طويلة في أربع عشرة صفحة، وقد نشرها مفردةً في أوائل ما نشر من كتابات. وفيها حديث عن الأدب والنقد، وعناصر التحليل الأدبي، والعوامل التي تعمل في تكوين الأديب (كالزمان والبيئة والثقافة والوراثة)، وفهم النصوص وتحليلها من ناحيتي اللفظ والمعنى. فكأنها أطروحة مختصرة للماجستير.
وفي الكتاب أمثالٌ لهذه الأبحاث العميقة، منها: "بين العلم والأدب" و"الملَكة والثقافة" و"في النقد" و"الأدب العربي في مدارس العراق". وفيه مقالات في وصف الأدب وواقعه (أضحت اليوم ذات قيمة تاريخية فضلاً عن قيمتها العلمية والأدبية) منها "الحياة الأدبية في دمشق" و"أدب إقليمي" و"الترجمة والتأليف". كما أن فيه دراستين نفيستين؛ واحدة عن "الأبيوردي" الشاعر نشرها في مجلة الرسالة عام 1936 (وعمره سبع وعشرون سنة)، وفيها تحليل لنفسية الشاعر وشعره ودراسة لزمانه، وقد كتبها بمناسبة مرور ثمانية قرون على وفاته. أما الدراسة الثانية فهي وصف وتلخيص لنسخة ثمينة من كتاب مفقود هو "تعبير الرؤيا لابن قتيبة"، نُشرت عام 1935.
ومن مقالات الكتاب الطويلة: مقالة "من غزل الفقهاء"، وفيها كثير مما رُوي من شعر الغزل والحب عن الفقهاء والقضاة. ومنها مقالة "من شوارد الشواهد"، وهي طويلة حافلة بالأبيات التي تدور على ألسنة الناس وعلى أقلام الكتّاب، وقد عُزي كل شاهد إلى صاحبه وذُكرت مناسبته وجُلي غامضه. ومنها مقالة "القضاء في الإسلام"، وهي -كما كُتب في مطلعها- قطعة من محاضرة ألقيت عام 1942 وضاعت تتمتها، وقد كتب المؤلف هامشاً في آخرها قال فيه إنه أضاع أوراقها وعجز عن العودة إليها وإكمالها. ولو أنه صنع أو أن المحاضرة وصلتنا كاملة لكان فيها بحث من أفضل ما أُلّف في هذا الموضوع.
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سب
مقالات ثرية في شؤون الأدب والحياة ومشكلات اللغة والأدب في العالم العربي في القرن المنصرم مصاغة بلغة دافئة وعاطفة جياشة وأسلوب عذب فريد، ومواضيع أدبية أخرى شيقة تدخل في حيز هذا الكتاب ، كل ذلك بقلم الأديب الشيخ الذي أحبه وأحب قلمه وفكره جداً وأعشق كل ما يكتبه، شيخنا القدير علي الطنطاوي رحمة الله على روحه الطاهرة..
علي الطنطاوي � رحمة الله � كاتب ولا كل الكتّاب ، من أفضل الكاتب بالنسبة لي ، يجتمع معه روعة الأسلوب وسهولة الكلمة وقوة الحجة وخفة الظل ورقّة الإحساس . أنا لا أطنب في مدحه فهو فوق مدحي أو ذمي وما أنا إلا تلميذٌ في مدرسة . علي الطنطاوي لي معه وقفات كثر ، أجد أغلب افكاري تتوافق معه ولكن أفكاره ناضجةٌ منقحة . في كتابة الكثير من الأقتباسات التي أقتبستها لإعجابي بها . علي الطنطاوي كالبحّار لا يعرف بحراً الا وقد خبر أسراره . إن جئت للدين فهو عالمٌ به خبيرٌ فيه ، وإن جئت إلى الشعر فقد ألقى قصيدة أمام الملك سعود لا يكتبها أفصح الشعراء ، وإن جئت للترجمة فقد ترجم و بإتقان مرثية غراي والتي تعتبر من أفضل ماقد تُرجم كشعر أجنبي ، وإن جئت للرحلات فهو كإبن بطوطة كثرٌ هي الديار التي زارها وفي ذكرياته أخبار الديار التي زارها ، وإن جئت للإعلام فهو من أوائل المذيعين في المنطقة العربية ، لله درك ياشيخي . طبعاً هذا كله لم يأتي من فراغ ، بل أتى من شخصٍ كان في صباه يقرأ 300 صفحة يومياً . عموماً أعتذر عن الأستطراد والإستهاب في الحديث عن المؤلف . بشكل مبسط هذا الكتاب أوجده الطنطاوي للأدب والأدباء سواء المبتدئين أو المتقدمين . وضحت الغيرة للطنطاوي على الأدب واللغة العربية في هذا الكتاب . أعجبني جداً موضوع ( الملكة والثقافة ) حيث تحدث الشيخ عن إذا ماكان مثلاً الشعر مَلَكَة أم ثقافة . بمعنى هل من الضروري لكي تكون شاعراً أن تكون موهوباً فقط؟ أم مثقفاً بالشعر من غير الموهبة ؟ أم كلاهما ؟ ولو كانت الإجابة بكلاهما مالذي يطغى على الأخر ليخرج لنا شاعر رائع ؟! . أكثر ماشد إنتباهي هو موضوع ( كيف تكون كاتباً ) ربما شدّني لأني أريد أن أكون كاتباً أدبياً لا يُشق له غبار وعلي أن أنهل من نصائح هذا الأديب الحاذق أو ربما لأن الطنطاوي تكلم في هذا الموضوع عن شيءٍ يهمني وهو كيف تكتب القصص ( والروايات ايضاً تنطبق عليها نفس الأشياء ) . سأورد لكم شيئًا مما أقتبسته في هذا الموضوع : " وخير سبيلٍ لإنماء هذه الملكة ( مَلَكة الكتابة ) عند الطلاب هو أن يقرؤوا الأدب القديمة ليتعلموا منها الأسلوب العربي ، ثم يقرؤون لأهل البيان من كتاب العصر ، ثم يقرؤوا روائع الأدب الغربي لتعينهم على إتقان الأسلوب الفني " . وأنا أعتقد أن خطأي يكمن بالضبط هنا في هذا الإقتباس ، فأنا لم أقرأ الأدب العربي القديم ، بل أنتقلت مباشرة إلى الأدب الغربي ، فاختل الميزان . وأيضاً عندي له لإقتباس عن طرق بداية القصة لأفضل الكتاب : " كثيرٌ من الكتّاب يبدؤون بعرض أبطال القصة أولاً وبعضهم يبدأ بالزمان والمكان،أو بالحادثة " أما مقالته التي حمّستني ووافقت تفكيري هي ( بين العلم والأدب ) . فلطالما دافعت عن الأدب أمام من يستخف بالرواية والقصة والشعر أو يعتقد أنهم ماوجدوا لشيءٍ إلا للتسلية أو لتكون ( إستراحة محارب ) !! . علي الطنطاوي وافق فكري وأكد لي أهمية الأدب وأنه شيءٌ نادر الوجود وكامل الأوصاف ، لمن يقارن بين الأدب والعلم ويقول أن العلم أفضل من الأدب ( أو حتى العكس ) أهدي لهم هذا الإقتباس : " ومتى كان بين العلم والأدب مقاربة ، حتى تكون بينهما ( مقارنة )، ومتى كان بينهما ناضلة، حتى تكون بينهما مفاضلة؟ وهل يفاضل بين الهواء (الأدب) الذي لا يحيا حيّ إلا به، وبين الذهب (العلم) الذي هو متاع وزينة وحلية، ولو كان الذهب أغلى قيمة، وأعلى ثمناً، وأندر وجوداً ؟" أما إقتباسي هذا الذي سأوروده لكم فهو من أفضل الكلام الذي قرأته على الإطلاق ( ولا أجامل في ذلك ) أسميت هذا الإقتباس بإقتباس المُثل العليا : " المثل العليا كلها تجمعها أقطاب ثلاثة: الخـير و الحقيقة و الجمـال . فالخير تصوره الأخلاق، والحقيقة يبحث عنها العلم، والجمال يظهره الأدب. فإذا رأيت الناس يميلون إلى الأدب أكثر من ميلهم إلى العلم فاعلم أن سبب ذلك كون الشعور بالجمال أظهر في الإنسان من تقدير الحقيقة ... " حسناً ، مارأيكم أن نُفرق بين العلم والأدب من الناحية النفسية ( السيكولوجية ) ؟ ،لكم هذا الإقتباس : " إننا نعلم أن العلم يبحث عن الحقيقة فهو يستند إلى العقل. أما الأدب فيتّكِئءُ على الخيـال. فلننظر إذن في العقل والخيال: أيهما أعمّ في البشر وأظهر ؟ لا شك أنه الخيال. فكثير من الناس تضعف فيهم المحاكمات العقلية، ولا يقدرون على استعمال العقل على وجهه. أو تكون عقولهم محدودة القوى، ولكن ليس في الناس من لا يقدر على استعمال الخيال، وليس فيهم من يعجز عن تصور حزن الأم التي يسمع حديث ثكلها ، أو لا يتخيل حرارة النار، عندما يسمع قصة حريق، بل أن الخيال يمتد نفوذه وسلطانه إلى صميم الحياة العلمية فلا يخرج القانون العلمي حتى يمر على المنطقة الخيالية (الأدبية) ولا يبنى القانون العلمي إلا على هذا الركن الأدبي ". في الكتاب الكثير من الكلام الذي لا تمله ولا تكل تكراره بصراحة ، تستطيع أن تقول أن هذا الكتاب هو أستعراض عضلات أدبية لا يقدر عليها الا الطنطاوي ، هنالك مواضيع كثير شدتني في الكتاب لا يسع المكان ( الوقت في الحقيقة ) لإستعراضها منها ( في النقد ) و ( الترجمة والتأليف ) وغيرها . علي الطنطاوي ، حقاً إن من البيان لسحرا .
كتاب الطنطاوي هذا رغم قِدَم مقالاته نسبيا، إلا أن أثرها مستمر باقٍ متجدد المعنى، وحيثما وجدت كاتبا يتجاوز الزمنَ بحروفه فاعرف انه ذو نظر بعيد وذهن متقد. مواضيع متفرقة تلك التي ضمتها دفّتا هذا الكتاب المتوسط الحجم، يغلب عليها حديث (الأدب) والأدباء، وإن كان بعضها في القانون والآخر في الحياة المدنية والسياسية وغيرها.. ما يميز الطنطاويّ رغم موسوعيته وكثرة مطالعاته -كما يظهر مما يكتب ومن سيرته- هو أنه ذو حرف متواضع بسيط سلس غير متكلف، وهذا ما وصف به نفسه ايضا في مقال «كيف تكون كاتبا» : "إني كلما تقدمت شعرت من نفسي بميل الى انتقاء أسهل العبارات واقربها إلى اللغة المألوفة، ونفور من زخرفة الجمل والعناية بالألفاظ، وقد كانت هذه الزخرفة أكبر همي أولا حتى لقد كنت احسب البراعة في الكتابة بمقدار ما فيها من رنة موسيقية لا بمقدار ما فيها من أفكار، ولا أبالي بنقد الناقدين لهذه الطريقة اللفظية الجوفاء ولا اقيم له وزنا.." كذلك، وجدتُ فيه اعتدالا في طرح المواضيع وبُعدا عن كل ما من شأنه الغلوّ في مسألة ما، واكثر ما أحب أن اقرأ لشخص يقول بلسان حاله أو مقاله: أنا لا ارضى بالقوالب الجامدة! ولقد صرح الطنطاوي بذلك في أكثر من موضع منتقدا أسلوب معلّمي العربية والأدب والشعر والنقد، صارخا في وجه المؤسسات العربية باطيافها، واقفا في صف النبوغ والثقافة والجَمال.. وهو في ذلك يذكرني بأسلوب بيجوفيتش في كثير من سطوره، وفي هذه النقطة بالذات لاحظتُ أنه كما لبيجوفيتش ثنائيته المعروفة، فإن للطنطاوي ثلاثية خاصة به هي "الحقيقة، الخير، والجمال" حيث تمثل الحقيقة عنده العلم، ويمثل الاخلاقُ الخير، والجمالُ الأدبَ والثقافة والخيال والانسانية.. ثم هو مع كل ذلك متشبع بروح دينية هدفها الأسمى هو (الأمّة)، لذا نجِد تنوع الاساليب في مقالاته لغرض لفت الانتباه إلى أسباب التقدم، فتارة ينتقد الشرق كله وتارة يفرّق بين بلدانه فيذكر ميزة هذا وخطأ ذاك بناء على تجارب ومواقف وقراءات.. ويبيّن من جهة أخرى أمجاد الأمة الغابرة ليحيي الضمائر ويبرز روح الاسلام الحق الذي غفل عنه الكثيرون.. لذلك، أجد أن من افضل المقالات في كتابه هذا : «القضاء في الاسلام»، فقد ناقش فيها مسألة القضاء بشكل ماتع في جولة خفيفة بين نماذج القضاء الإسلامي، بيّن فيها أحوالهم بينهم وبين انفسهم في ميزان الشريعة واحوالهم مع خلفاء عصرهم، مع إشارات لطيفة إلى الفروق بين ذلك وبين حال القضاء في الزمن الذي كُتبت فيه المقالات. أفضل اقتباس خرجتُ منه من أفضل مقال في نظري هو التالي: "هل يجب أن يموت النابغ لأنه نابغ، ويعيش الأغبياء والجاهلون؟ أم يجب عليه أن يميت نبوغه ليعيش، ويبيع عقله وذكاءه برغيف من الخبز؟" من مقال (سؤال)، وهو آخر مقال في الترتيب، والاقتباس آخر سطر في الكتاب. لله درّه رحمه الله!
كتب الطنطاوي كأنها حكايا الجد، مليئة بالقصص والمواقف والمتعة والفائدة، ما يميز المقالات في هذا الكتاب تعتبر من أقدم مقالات الطنطاوي، وستلاحظ معها التغير في الأفكار مع السنوات.
"أن الكتابة شيء لا يكون بالتعليم، فهي شيء فطري في الإنسان والكاتب كما قالوا يولد كاتبا، كما يولد الإنسان ذا صوت جميل، أو جسم قوي، ولكن الصوت الجميل يبقى ناقصا إذا لم يدرس صاحبه الموسيقى ؛ والجسم القوي لا يستكمل قوته ، ما لم يره صاحبه التربية البدنية، والملك الكتابية لا تكمل ولا تنتج الآثار البارعة ما لم تنضجها الدراسة الأدبية العميقة، ، ويضع لكل مقال مقدمة جدابة يكون فيها براعة استهلال، وخاتمة مؤثرة، فيها حسن الاختتام ." كل موهبة يتم استثمارها والعمل على تطويرها تصبح قوة يمتلكها صاحبها ودعم يعينه وهدف عظيم حققه...
رائع رائع رائع !! بل و اكثر من رائع .... لا ادري هل اعجابي بالكتاب لاني عدت لقراءة كتب الطنطاوي بعد مدة طويلة من الغياب ام ان هذا الكتاب يتميز عن بقية كتبه . لاحظت في الكتاب ان معظم المقالات قديمة ( ١٩٣٢ - ١٩٤٦ ) تقريبا . و لاحظت انها اطول و اعمق من مقالاته المعتادة - رحمه الله اثنان من مقالات هذه الكتاب نشرت مستقلة كمطوية و هما مقال ( من غزل الفقهاء ) و مقال ( من شوارد الشواهد ) ء
عدة مقالات عجبتني وهي : * العقيدة بين العقل و العاطفة ( و فيها يثبت ان الدين لا ياتي بالعقل فقط و لا بالعاطفة وحدها . و ان خير دليل للوصول الى هذا الدين هي الطريقة التي استعملها القرآن الكريم ( الجمع بين الاثنين ) و في المقال قصة لقائه اول مرة بالشهيد سيد قطب ). * من غزل الفقهاء ( مقال يرد فيه على من يقول ان الفقهاء لا ينبغي لهم ان يتكلموا في الادب و الحب ) *بحث في الوظيفة و الموظفين ( دراسة جميلة جدا جدا جدا عن الوظيفة - الحكومية - و عن طريقة اختيار الموظفين من ناحية شرعية و قانونية ) *الحجاب ( ليس حجاب المرأة و انما الحاجب الذي يضعه الامراء ) * الفتح الاسلامي ( عن الفتوحات الاسلامية في جميع المجالات ) * النفقات و التكافل الاجتماعي *سؤال ( عن ان انشغال العالم بطلب الرزق يشغله ان الدراسة )
عدة مواضيع جذبت انتباهي في هذا الكتاب و منها : * ان الطريقة الحالية لتدريس النحو لا تقيم لسان الدارس و هي طريقة ممللة و متعبة و لا تفيد ( هذا كان على ايام الشيخ اما الآن فتقريبا كل التخصصات تواجه نفس المشكلة ( * ان التعليم لا يهيء الطالب الا لبيئة الوظيفة و لا يشجعه على العمل الحر * الفقه الاسلامي يمكن ان يستنتج منه ( كل شيء ) !!!!!! حتى قوانين الاحوال المدنية
رائع لدرجة مجنونة ^_^" !! كعادة كتب الطنطاوي .. تنوع المواضيع يعطيك شعورًا بالتجدّد وكأنك تقرأ كتاباً جديدًا كل ما انتقلت لمقالةٍ جديدة !! ومواضيع الكتاب ممتازة! أعجبتني مقالة "من غزل الفقهاء" على وجه الخصوص وذبت هياماً بمقالة " آفة اللغة هذا النحو" لأنها كانت موضوعًا جديدًا لم أقرأ من قبل ما يضاهيه شرحًا وتفسيرًا لظاهرة كره اللغة !! كان وكأنه أصاب الصميم من بعض تساؤلاتي ^^" .. كل المقالات الأخرى رائعة .. و"لغتكم أيها العرب" تستحق القراءة بجدارة.
.هذا الكتاب كان نقطة تحول لي بالنسبة للأدب العربي أزال كل رواسب والصورالنمطية التي علقت برأسي من أيام الدراسة بما يتعلق بالادب وجماليته واشعل عزيمتي ورفع همتي لقراءة ما تبقى من كتبه ومقالاته رحمه الله.
للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله أسلوبه الأدبي والفكري اللطيف. في هذا الكتاب يطرح الكاتب عدداً من القضايا المهمة في الأدب والشريعة والمجتمع. ويعالج هذه القضايا بأسلوب نقدي جيد.
كتاب يتحدث عن الأدب والعوامل الذين تؤثر في الأدب والأديب كمستوى ثقافته، بيئته ومستوى معيشته.
ينصحك الكتاب أن تقرأ في الأدب العربي قبل أن تقرأ في الأدب العالمي لأن اللغة العربية تكون أدق في الكتب العربية.
ينصحك الكتاب أن تحافظ على اللغة العربية وتسعى في تطوير نفسك فيها من حيث البلاغة والبيان والنقد.
وأخيرا ينصحك بتشجيع الآخرين الذين يملكون مهارة الكتابة وعندهم قدرة في صياغة المفردات وأن لا تشجع شخصا بمجرد أنه صاحب نفوذ أو له مكانه في المجتمع.
فقرة من الكتاب: العربية في خطر يا أيها العرب، العربية في خطر يا من يعتز بالقومية، إن اللغة هي ركن القومية الركين، ولقد عملت في بناء حضارتنا عوامل مختلفات منذ عهد العباسيين، ودخلت فيها (في الفكر وفي العادات)، عناصر أجنبية يونانية وفارسية وهندية، ولكن بقي الدين أسلامياً خالصاً، وبقيت اللغة العربية خالصة، فملكنا نحن هذا كلَّه ولم يملكنا وكان من أبناء هذه الشعوب غير العربية، علماء في ديننا، وأئمة في لغتنا وأدباء: شعراء وكتاب، في لساننا، ولم يخل عصر من العصور، من أئمة في اللغة وحفظة لها من عصور الانحطاط، التي توالت علينا منذ القرن الثامن الهجري إلى أن أشرق فجر النهضة الجديدة. وفي هذه العصور ألفت أكبر المعاجم اللغوية، (لسان العرب) و(شرح القاموس) وهذه أول مرة تتعرض فيها العربية إلى هذا الخطر، وهو أن تفقد الإمام اللغوي. ومن ظن أني أتشاءم أو أبالغ، فإني أعود فأسأله أن يدلني على إمام في العربية ضليع فيها، يخلف هؤلاء النفر الباقين من شيوخ الأدب في مصر؟
ان اردت ان تكتب فلابد من المرور على المراحل الآتية: -اولا:عملية الجمع : جمع الأفكار و الصور من المشاهدات في الحياة و المطالعات في الكتب -ثانيا:عملية الاصطفاء : اصطفاء الصور و الحالات التي توافقه و تلذه. - ثالثا:عملية الترتيب (أو التصنيف) : وذلك بان يضع كل صورة او فكره في المكان الملائم لها ، و ليس هناك قاعدة صحيحة للبداءة بالقصة ، بل ذلك منوط بذوق الكاتب ، و كثير من الكتاب يبدؤون بعرض ابطال القصة اولا و بعضهم يبدأ بالزمان و المكان ، او الحادثة. �> بعد استكمال الجمع لوجوه الزمان و المكان المختلف ، اختار مثلا احدى الحالات : ليلا - السماء ماطرة- الوقت برد ، ذلك لان الحادثة التي تريد وصفها هنا فاجعة و لا يصلح لها الا هذه الظروف
- رابعا:عملية اختيار الاسلوب :الاسلوب يختلف باختلاف الموضوعات ، فلا تكتب المقالة الوصفية بالاسلوب الخطابي و لا المذكرات باسلوب القصص المسرحية. -خامسا : وضع مقدمة جذابة لكل مقال و يكون فيها براعة استهلال وخاتمة مؤثرة فيها حسن الاختتام.
أما الألفاظ فالاحسن الميل الى انتقاء أسهل العبارات و أقربها الى اللغة المألوفة و الاهتمام بمقدار الأفكار لا بزخرف الجمل. —� الطنطاوي-مباحث و افكار
ترددت في تقييم هذا الكتاب باربع نجوم لكونه من ما يصعب تقييمه وليس هذا لتعقيد في المادة ولكن لكونه مكون من عدة مقالات كتبت على فترات متباعدة لم يستحق بعضها هذا التقييم بسبب استهدافه لجمهور معين من القراء وهم طلبة كلية الادب والمتخصصون ولكن في نفس الوقت حوى هذا الكتاب بعض من اجمل مقالات الطنطاوي هي اقلية في مجمله ولكنها دفعته لاستحقاق هذا التقييم
في هذا الكتاب، ٢٥ مقالة كتبها الشيخ علي الطنطاوي في فترات مختلفة، معظمها من أوائل ما نشر، ويمكن أن نُدرِج أي مقالة في هذا الكتاب تحت أحد هذه المباحث الثلاثة، و هي: ١-اللغة و الأدب: مثل مقالة "الأدب الإقليمي" ٢-الفكر و الفلسفة: مثل مقالة "العقيدة بين العقل و العاطفة" ٣-القانون و المحاماة: مثل مقالة "القضاء في الإسلام"
مفيد في موضع الأدب وفنونه وبيان أثره ومهمته في كو�� الإنسان إنسان، إذ أن كل ما يشعر به المرء ويثير عواطفه ماهو إلا من ناتج تأثير الكلمة وتناسقها مع شعور وإحساس قلبه ومايفسر لنا أثر تلك الحالة سوى الأدب لأنه مختص بخفقان القلب إثر تلقيه لـ جمال الكلمات ووقع سحرها عليه
مضمونا لا أستطيع أن أقول كلمة واحدة في العملاق الطنطاوي رحمة الله عليه ، كل فصل يُمتعك فيه. إنما لم أستسغ تنوع و تفرق مواضيع الكتاب و عدم إرتكازه على موضوع أو محور معين، شتتني ذلك بعض الأمر.لكن لا يمكن الإستغناء عن قرائته بأي حال من الأحوال
"feker wa mabahith " a thought and studies an Arabic book by the jurist , the writer and the Syrian judge Ali-Al Tantawi. The book includes twenty-five various informative and enjoyable articles. In most of the articles, the writer discusses literature, the correct way of literary writing and the factors working together to make a writer. some of the articles show an analysis of a poet and his poetry and some old Arabic love and yarn poetries. This book highlights the need for more concern to improve teaching methods of Arabic language and literature. It mentioned different topics such as judiciary, translation, syntax and encouragement. The writer presents solutions and ideas for different problems faced by the Arabic language and literature.
يستحق الكتاب أكثر من ٣ نقاط، وأقل من الأربعة بصراحة .. لا أستطيع أن أعد الكتاب عبارة عن فكر ومباحث، أعتبره "في أروقة اللغة العربية" وأتوقع بأن هذا يصف غالب مقالاتها. في البداية أحب أن أوضح بأن كلمتي عن الكتاب بالعموم قد لا تبدو منصفة بشدة لأنني لا أحب كتب المقالات، لكن الكتاب بالعموم كان لطيفاً وأكثر من رائع. أفادني خصوصاً مقالة "كيف تكون كاتباً" .. ،في النهاية؛ أنا أنصح بكتب الشيخ علي الطنطاوي لكل مبتدئي القراءة، لأنها في نظري تصنع نوعاً متيناً نوعاً ما من الأساس الذي يقومون عليه :)
رائع كعادة الأديب العبقري الشيخ الطنطاوي، جميع المقالات مشوّقة ومفيدة أُعيب فيه شيئاً وهو العنوان، تمنّيت لو أنّه أُضيف إلى كتابه الآخر فصول في الثقافة والأدب لكي يصبح متكاملاً لأن عنوانه فكر ومباحث ليس دقيقاً بما يتضمن الكتاب فالمقالات أغلبها أدبية وثقافية، لا أعرف على أي مقال أُعلّق فجميعها تحتاج وقفات ولكني طبعت مقال من شوارد الشواهد ووضعته في سيّارتي كي يتسنى لي قراءته دائماً رحمك الله