What do you think?
Rate this book
434 pages, Paperback
First published January 1, 2002
"رغم ان كل الحضارات، القائمة منها والمندثرة، قد حققت هاتين الثورتين في زمن ما من تاريخها، فإن علم الآثار الحديث يقرر اليوم ان الثورة النيوليتية والثورة المدينية قد حدثتا لأول مرة في تاريخ البشرية في منطقة الشرق الأدنى القديم، وهي المنطقة الوحيدة التي حققت ثورتيها بمعزل عن كل تأثير خارجي، جاعلة من نفسها نموذجاً اولاً للتحولات التالية في المناطق الأخرى"
“أن� الأول , وأنا الآخر
أنا البغي , وأنا القديسة
أنا الزوجة , وأنا العذراء
أنا الأم , وأنا الابنة
أنا العاقر , وكثر هم أبنائي
أنا في عرس كبير ولم أتخذ زوجاً
أنا القابلة ولم أنجب أحداً
وأنا سلوة أتعاب حملي
أنا العروس وأنا العريس
وزوجي من أنجبني
أنا أم أبي , وأخت زوجي
وهو من نسلي"
"في الحقيقة ان فهم الثقافة الأمومية ومبادئها وحق الأم السائد فيها، هو نقطة الإنطلاق لفهم الإلهة الأم التي كانت بالنسبة لإنسان تلك العصور الإلهة الأولى وربما الوحيدة"
"وقد كان سكان بلاد الرافدين يعتبرون تمام البدر يوماً تحيض فيه عشتار وتستريح من كل أعمالها. لذا فقد ارتبطت بهذا اليوم مجموعة من المحرمات، كالشروع في السفر، وأكل الطعام المطبوخ، وإشعال النار ... وقد دعي هذا اليوم بيوم "السباتو" أي يوم الراحة، ... وعنهم اخذ اليهود هذه العادة ايام السبي، فجعلوا يوم السبت يوم راحة للرب فيه استراح من عناء الخلق، ودعو ذلك يوم ال "سباث".
"غير ان الديانات الذكرية المتطرفة قد حاولت ان تجتث تماماً صورة الأم الكبرى من نظامها الأسطوري، كما هو الحال في ديانة العبرانيين بشكلها التوراتي المتأخر. فهنا لا نكاد نجد ما يذكر بالأم الكبرى سوى أثر باهت باق في شخصية حواء التي حولتها الأسطورة التوراتية من مبدأ للكون الى مجرد ام للجنس البشري. وحتى امومتها هذه ليست امومة اصلية، لأنها هي نفسها مولودة من الذكر آدم ومأخوذة من ضلعه".
ص115: "تظهر العناصر الرئيسية لقصة آدم وحواء والحية في الختم السومري الموضح في الشكل 38. في وسط الشكل تظهر الشجرة وقد تدلت منها ثمرتان يانعتان. عن يمينها ويسارها يجلس رجل وامرأة يمدان يديهما لإقتطاف الثمر، ووراء المرأة تنتصب الحية في وضع الهامس الموسوس في اذن المرأة. فهل يحكي هذا العمل قصة سقوط الإنسان قبل ألفي عام من قيام مؤلفي التوراة بتدوينها؟"
"الإله الابن في المعتقد والطقس السابق لعصور الكتابة، كان يموت على ثلاث مستويات متطابقة، يظهر بعضها بعضاً. المستوى الأول، غيبي، حيث يتم موت الإله في المجال المقدس غير المنظور. المستوى الثاني طبيعي، حيث يمثل القمح جسد الإله القتيل، وحيث ترفرف روحه في خزمة القمح الأخيرة. المستوى الثالث انساني، حيث يموت الإله من خلال جسد بشري من لحم ودم حلت فيه الروح المقدسة المستعدة للهبوط الى العالم الأسفل"
"وفي استراليا اعتفد السكان الأصليون ان البشر في مطلع عهدهم كانوا يتجددون كما القمر فيبعثون في اليوم الثالث لموتهم"
"ان طقس الإعتماد الذي كان معروفاً في الديانات السرية، يرجع في اصله الى عبادة اله الماء السومري "إيا" الذي يعني اسمه اله بيت الماء. وكانت طقوس الاعتماد بالماء تتم في معبده. وكان البابليون يرمزون اليه بحيوان خرافي نصفه الأعلى لجدي ونصفه الأسفل لسمكة"
"وقد نقل الجنود السوريون في الفيالق الرومانية الى الأرض الإيطالية عبادة هذه الآلهة ذات الأسماء المتعددة، ولكن تحت اسم موحّد هو "ديا-سوريا" اي الآلهة السورية. وهي التي حاول امبراطور روما السوري "اليجا-بالوس" احلال ديانتها كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية بأجمعها"
"كان تدمير قرطاجة الفنيقية، أهم نقطة تحول في تاريخ الإنسانية، لأنه قد نقل السيطرة على العالم من الشرق الى الغرب. لقد كان تدمير قرطاجة بلا شك، خسارة كبرى في المعارف والخبرات الإنسانية، ولكننا غير نادمين على ذلك لأن المبادئ الروحية الغربية قد انتصرت وقضت على الورثة الشرقية الى الأبد" باخوفن
"لا ادري اي رمز استلهم الفنان الفرنسي صانع تمثال الحرية العملاق المنتصب امام مدينة نيويورك في عرض البحر، ولكن اذا امعنا النظر اليه، الا نرى عشتار سيدة الشعلة المقدسة مؤكدة وجودها في قلب أعتى ثقافة ذكرية بطريركية عبر التاريخ؟"
هو وحدة التجربة الروحية للإنسان عبر الزمان واختلاف المكان، وأن كل دين ونظام ميثولوجي ليس إلا قطعة ملونة صغيرة في فسيفساء بديعة زاخرة بالأجزاء التي تبدو مستقلة عن قرب، متوحدة عن بعد، في نظام متكامل يعطي معنى لكل جزء من أجزائه، ويستمد معناه من هذه الأجزاء ذاتها.