ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

Zaabalawi

Rate this book
يجلس الجبلاوي في بيته الكبير المحاط بالحدائق واﻷسوا� العالية ومن حوله أحفاده الذين يتنازعون للحصول على وقفه، ويقوم الفتوات بابعاد هؤلاء عن جنته اﻷرضية� حيث استقرت ذريته خارج أسوار البيت الكبير، وبالرغم من فقرهم الا انهم لم يكفو عن الدعاء بأن ينزل الجبلاوي اليهم ويترك عزلته ويوزع تركته ويخلصهم من بطش الفتوات فيسود الخير على الجميع، ويظهر في كل جيل هذا المخلص والذي يتعلق به الناس وينتفضو معه ضد الفتوات، ولكن الجشع والجهل يرجعهم في اخر المطاف الى ما كانت عليه الاوضاع ويبقى الفقر والمعاناة مصيرهم الذي لا مفر منه.
يصف محفوظ في هذه الرواية الرائعة القهر وشوق الناس إلى الخلاص من أنفسهم، وكيف ان المبادئ يمكن أن تتغير بتأرجح النفوس البشرية، وكيف ان الاعمال الخيرة تقع تحت يد الفساد والمفسدين.
تعد هذه الرواية من أشهر روايات اﻷدي� الراحل وأكثرها إشكالية وقد نوهت اﻷكاديمي� السويدية بها عندما منحت نجيب محفوظ جائزة نوبل للآداب.
4 people are currently reading
83 people want to read

About the author

Naguib Mahfouz

462books15.7kfollowers
Naguib Mahfouz (Arabic author profile: ) was an Egyptian writer who won the 1988 Nobel Prize for Literature. He published over 50 novels, over 350 short stories, dozens of movie scripts, and five plays over a 70-year career. Many of his works have been made into Egyptian and foreign films.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
43 (22%)
4 stars
65 (34%)
3 stars
69 (36%)
2 stars
9 (4%)
1 star
3 (1%)
Displaying 1 - 25 of 25 reviews
Profile Image for Lexi V.
417 reviews40 followers
April 28, 2017
Read for LIT 460

The first time I read this short story, I was absolutely baffled. I needed to write a 750 word essay about the influences of Islam and Western culture in the story, and all I could come up with was one sentence: "Alcohol is the only path to spiritual fulfillment."

However, the Norton anthology says that "the bureaucrats who depend on reason, technology, and businesslike efficiency seem least capable of encountering Zaabalawi, while the artists have a closer relationship with him," so I went through the story again, taking note of each person's surroundings and response to the mention of Zaabalawi.

Naguib Mahfouz is a masterful writer. Every sentence is chock-full of meaning, yet the story reads so smoothly that the meaning can easily be overlooked.
Profile Image for Yasmeen.
325 reviews49 followers
March 25, 2022
مفهمتش اوي
محتاجة أقرأ نسختها الورقية الاوديو مكانش أحسن حاجة ليها
Profile Image for Dania Abutaha.
755 reviews502 followers
March 10, 2022
يادي زعبلاوي ...هو مين ده الي مريح العالم ....المخلص!
اجمع الجميع انه مخلص!
ولي صالح؟
الرجل اللغز!
وظهر اخيرا بعد طول عناء،طول بحث في مجلس سيد ونس، مجلس السكر في حانه نجمه ،عند تلك اللحظه التي ذاب فيها عقله من اثر السكر 🤣🤣🤣🤣🤣 و ربت على راسه و بلله لعله يفيق...
ماذا اتاك و كنت نائما من اثر السكر منتشيا؟ جاء و ذهب و لم تستقبله؟
ماذا الان !هل انت مستعد لتكمل المسير و تبحث عنه ؟
لم لا تستعين بالعقل بدلا منه 😄😆😆😆
لا العقل في غيمه!
اخ منك يا زعبلاوي..
Profile Image for M Edi.
88 reviews2 followers
November 9, 2023
زعبلاوي .. الجبلاوي .. الله .. لافرق
الكل يبحث عن المخلص و الخلاص ولا يظهر المخلص الا بغياب العقل و ظهور الايمان به و هنا رمز الكاتب لغياب العقل بالسكر الكامل و الاحلام التي تريح النفس ..هذا هو الخلاص حقا
Profile Image for Dr.Abdulwahab Alnaif.
352 reviews13 followers
July 3, 2023
الزعبلاوي الرجل الذي يشفي كل العلل .. قصة رمزية في ظاهرها واقعية في باطنها نعيشها بين الفينة والاخرى ونرى كيف ان الناس يتاثرون بشخوص كالزعبلاوي وغيره فهل الزعبلاوي يشفي العلل ؟ وهل هو رجل صالح ! ام انه دجال كغيره ؟ ام انه صالح متهم بالدجل ؟ ام انه دجال متخفي بالصلاح ؟ قصة زمزية قصيرة لو قرأتها كقصة عادية فهي صفر على الشمال اما لو قرأتها كرواية مبطنه فإن معناها بثقل الذهب
Profile Image for عبدالرحمن.
117 reviews
July 20, 2019
أروع قصة قصيرة قرأتها علي الإطلاق �
رحمك الله يا شيخ الأدباء �

هاكم القصة :
اقتنعت أخيرا بأن عليٌ أن أجد الشيخ زعبلاوي.
وكنت قد سمعت باسمه لأول مرة في أغنية
الدنيا ما لها يازعبلاوي شقلبوا حالها وخلوها ماوي.
وكانت أغنية ذائعة علي عهد طفولتي فخطر لي يوما أن أسأل أبي عنه كعادة الاطفال في السؤال عن كل شيء، سألته: من هو زعبلاوي يا أبي؟
فرمقني بنظرة مترددة كأنما شك في استعدادي لفهم الجواب، لكنه قال:
فلتحل بك بركته، أنه ولي صادق من أولياء الله، وشيال الهموم والمتاعب، ولولاه لمت غما..
وفي السنوات التي تلت ذلك سمعته مرات وهو يثني أطيب الثناء علي الولي الطيب وكراماته.
وجرت الأيام فصادفتني أدواء كثيرة، وكنت أجد لكل داء دواءه بلا عناء وبنفقات في حدود الامكان، حتي أصابني الداء الذي لادواء له عند أحد، وسدت في وجهي السبل وطوقني اليأس، فخطر ببالي ما سمعته علي عهد طفولتي، وتساءلت لم لا أبحث عن الشيخ زعبلاوي؟!.. وذكرت أن أبي قال انه عرفه في بيت الشيخ قمر بخان جعفر، وهو شيخ من رجال الدين المشتغلين بالمحاماة الشرعية، فقصدت بيته، وأردت التأكد من انه مازال يقيم فيه فسألت بياع فول أسفل البيت، فنظر الرجل إليٌ باستغراب وقال:
الشيخ قمر! ترك الحي من عهد بعيد، ويقال انه يقيم اليوم بجاردن سيتي، وان مكتبه بميدان الأزهار..
واستدللت علي عنوان مكتبه بدفتر التليفون، وذهبت اليه من توي في عمارة الغرفة التجارية. واستأذنت، ثم دخلت الحجرة علي اثر خروج سيدة حسناء منها اسكرتني برائحة زكية كالسحر المخدر. استقبلني باسما، وأشار إلي بالجلوس فجلست علي مقعد جلدي فاخر، واحست قدماي رغم غلظ النعل بغزارة السجادة ونفاستها وكان الرجل يرتدي البدلة العصرية ويدخن السيجار، ويجلس جلسة المعتد بنفسه وماله، وينظر إلي بترحاب حار لم أشك معه في أنه يظنني زبونا، فركبني الحرج والضيق لتطفلي علي وقته الثمين، قال يستحثني علي الكلام
أهلا وسهلا!
فقلت لأضع حدا لموقفي الحرج.
أنا ابن صديقك القديم الشيخ علي التطاوي!
فمرت بنظرته رنوة فتور، لاالفتور كله لانه لم يفقد الامل كله وقال:
الله يرحمه، كان رجلا طيبا.
فتشجعت علي البقاء بقوة الألم الذي ساقني إلي المجيء وقلت:
كان حدثني عن ولي طيب يدعي زعبلاوي قابله عند فضيلتكم، اني ياسيدي أريده إن كان لايزال علي قيد الحياة.
استقر الفتور في العينين. ولم أكن لأدهش لو طردني أنا وذكري أبي معا، وقال بلهجة من صمم علي انهاء الحديث.
كان ذلك في الزمان الاول، وما اكاد اذكره اليوم.. فقمت لأطمئنه الي اعتزامي الذهاب وأنا أسأله:
أكان وليا حقا؟
كنا نراه معجزة.
فسألته وأنا أتحرك لازيد من طمأنينته:
وأين يمكن أن أجده اليوم؟
مدي علمي أنه كان يقيم بربع البرجاوي بالأزهر.. وأكب علي أوراق علي مكتبه بحركة قاطعة بأنه لن يفتح فاه مرة أخري فحنيت رأسي شكرا واعتذرت عن ازعاجه مرات، وغادرت مكتبه وأنا لا أسمع للدنيا صوتا من وش الخجل في رأسي.
وذهبت إلي ربع البرجاوي الذي يقوم في حي مأهول لحد الاكتظاظ فوجدته قد تآكل من القدم حتي لم يبق منه الا واجهة اثرية وحوش استعمل رغم الحراسة الاسمية مزبلة. وكان له مدخل مسقوف اتخذه رجل محلا لبيع الكتب القديمة من دينية وصوفية، وكان قميئا ضئيلا كأنه مقدمة رجل، فلما سألته عن زعبلاوي نظر إليٌ بعينين ملتهبتين ضيقتين وقال باستغراب.
زعبلاوي: ياسلام!، والله زمان، كان يقيم في هذا الربع حقا عندما كان صالحا للاقامة، وكان يجلس عندي كثيرا فيحدثني عن الايام الخالية، واتبرك بنفحاته ولكن أين زعبلاوي اليوم؟!
وهز كتفيه في أسي، وسرعان ما تركني لزبون قادم ورحت أسأل أصحاب الدكاكين المنتشرة في الحي، فاتضح لي ان عددا وافرا منهم لم يسمع عنه، وآخرين تحسروا علي ايامه الحلوة وان جهلوا مكانه والبعض سخر منه بلا حيطة ونعتوه بالدجل ونصحوني ان اعرض نفسي علي دكتور كأنني لم أفعلٍ ولم أجد بدا من العودة إلي بيتي يائسا.
ومضت الايام مثل عكارة الجو، واشتد بي الالم، فأيقنت بأنني لن أصبر علي هذه الحال طويلا، وعدت اتساءل عن زعبلاوي وأتعلق بالآمال التي بعثها اسمه القديم في نفسي. عند ذلك خطرت لي فكرة وهي أن أقصد شيخ حارة الحي، والحق أني عجبت كيف لم أفكر في هذا من أول الامر، وكان مكتبه عبارة عن دكان صغير غير أن به مكتبا وتليفونا، وكان يجلس الي مكتبه مرتديا جاكتة فوق جلباب مقلم، ولم يقطع دخولي حديثه مع رجل يجلس إلي جانبه، فوقفت انتظر حتي انصرف الرجل ثم نظر إلي ببرود، فقلت افض مغاليقه بالقواعد المتبعة فسرعان ما جرت البشاشة في وجهه، ودعاني إلي الجلوس وهو يسألني عن مطلبي،
فقلت:
اني في حاجة الي الشيخ زعبلاوي..
فرمقني بدهشة كما رمقني السابقون من قبل وابتسم عن اسنان مذهبة وهو يقول:
علي أي حال فهو حي لم يمت، ولكن لا مسكن له وهذا هو الخازوق، ربما صادفته وأنت خارج من هنا علي غير ميعاد، وربما قضيت الايام والشهور بحثا عنه دون جدوي.
حتي أنت لاتستطيع أن تجده!
حتي أنا! انه رجل يحير العقول ولكن أحمد ربنا علي أنه مازال حيا..
ونظر إلي مليا ثم تمتم:
الظاهر ان حالتك شديدة..
جدا..
كان الله في عونك.. لكن لم لا نستعين بالعقل؟
وبسط ورقة علي المكتب ومضي يخطط عليها بسرعة ومهارة غير متوقعتين حتي رسم للحي خريطة شاملة احياءه وحواريه وازقته وميادينه. نظر اليها بإعجاب ثم قال:
هذه مساكن، وهنا حي العطارين، وحي النحاسين، خان الخليلي، القسم والمطافيء الرسم خير مرشد وخد بالك من المقاهي وحلقات الذكر والمساجد والزوايا والباب الاخضر فقد يندس بين الشحاذين فلا يميز منهم أنا في الواقع لم أره من سنوات وشغلتني عنه شواغل الدنيا، وقد أعادني سؤالك عنه إلي أجمل عهود الشباب..
وجعلت انظر في الخريطة بحيرة. ودق جرس التليفون فرفع السماعة وهو يقول لي بأريحية:
خذها، ونحن في خدمتك..
غادرته وأنا أطوي الخريطة، ورحت أقطع الحي، من ميدان إلي شارع الي عطفة، وأنا أسأل من آنس فيه الماما بالمكان، حتي قال لي كواء بلدي:
اذهب الي حسنين الخطاط بأم الغلام فانه كان صديقه..
وذهبت إلي أم الغلام وجدت عم حسنين يعمل في دكان ضيق عميق الطول مليء باللوحات وحقاق الالوان، وتنبعث من اركانه رائحة غريبة هي خليط من رائحة الغراء والعطر وكان عم حسنين متربعا فوق فروة أمام لوحة مسنودة الي الجدار قد نقش في وسطها باللون الفضي اسم الله.. وكان مكبا علي زخرفة الحروف بعناية تستحق الاحترام فوقفت وراءه متحرجا من ازعاجه أو قطع فيض الالهام عن يده المنسجمة في ملكوته، وطال انتظاري واذا به يتساءل في لطف بلدي:
نعم..
أدركت انه كان علي علم بوجودي فعرفته بنفسي وقلت:
قيل لي إن الشيخ زعبلاوي صديقك وأنا أبحث عنه.. كفت يده عن العمل وتفحصني متعجبا ثم قال بنبرة تنهدية:
زعبلاوي! ياسبحان الله!
فتساءلت بلهفة:
هو صديقك، أليس كذلك؟
كان يا ما كان، الرجل اللغز! يقبل عليك حتي يظنوه قريبك، ويختفي فكأنه ما كان، لكن لا لوم علي الاولياء.
أنطفأ الامل كما ينطفيء المصباح بغتة لانقطاع التيار، وقال الرجل:
لازمني عهدا حتي خلت انني أرسمه فيما ارسم ولكن أين هو الي��م؟
لعله مازال حيا..
هو حي بلا ريب، وكان له ذوق لايعلي عليه، وبفضله صنعت أجمل لوحاتي.
فقلت بصوت يكاد يطمسه رماد الامل:
يعلم الله انني في مسيس الحاجة اليه وأنت أدري بالمتاعب التي يقصد من أجلها!
نعم.. نعم. شفاك الله، والحق انه رجل كما يقال عنه واكثر.
ثم وهو يبتسم مشرقا:
وفي وجهه جمال لايمكن ان ينسي، ولكن أين هو؟!
واقتلعت قدمي وأنا أصافحه ثم ذهبت. ومضيت أشرق في الحي وأغرب سائلا عنه من أنس فيه طول عمر أو خبرة حتي أخبرني بياع ترمس بانه قابله في بيت الشيخ جاد الملحن المعروف منذ زمن وجيز.. وذهبت إلي بيت الموسيقار التمبكشية ووجدته في حجرة بلد، انيقة، تتردد في جنباتها انفاس التاريخ، وكان يجلس علي كنبة وعوده الشهير منطرح الي جانبه منطويا علي أجمل انغام عصرنا، علي حين ورد من الداخل صوت هاون ولغط صغار، وحالما سلمت وقدمت نفسي اشعرني بحلاوة استقباله وانطلاقه علي سجيته بأنني في بيتي. ولم يسألني عما جاء بي سواء بالكلام أو الاشارة ولم أشعر بأنه يداري السؤال أو يضمره حتي عجبت للطفه وانسانيته، وقلت مستبشرا خيرا:
ياشيخ جاد، أنا من عشاق فنك، طالما طربت له في افواه المطربات والمطربين.
فقال باسما:
تشكر..
فقلت في حياء.
لامؤاخذة علي ازعاجك، قيل لي إن زعبلاوي صديقك وأنا في أشد الحاجة اليه..
فقطب في اهتمام وقال:
زعبلاوي! أنت في حاجة اليه؟ الله معك، تري أين أنت يا زعبلاوي؟
فتساءلت في لهفة:
ألا يزورك؟
زارني منذ مدة، قد يحضر الآن، وقد لا أراه حتي الموت!
فتنهدت بصوت مسموع وتساءلت:
لم كان كذلك؟
فتناول العود وهو يضحك وقال:
هكذا الأولياء والا ما كانوا أولياء!
ويتعذب عذابي من يريدهم؟
هذا العذاب من ضمن العلاج!
وأمسك بالريشة وراح يعابث الاوتار فينطقها نغمات عذبة فتابعته شارد اللب ثم قلت وكأنني أخاطب نفسي:
اذن ضاعت زيارتي سدي!
فابتسم وهو يلصق خده بجنب العود، وقال:
الله يسامحك، أيقال هذا عن زيارة عرفتني بك وعرفتك بي!
فخجلت أيما خجل وقلت معتذرا:
لاتؤاخذني، اخرجني شعور الخيبة عن حدود الادب.
لاتستسلم للخيبة، هذا الرجل العجيب يتعب كل من يريده، كان أمره سهلا في الزمان القديم عندما كان يقيم في مكان معروف، اليوم الدنيا تغيرت وبعد ان كان يتمتع بمكانة لايحظي بها الحكام بات البوليس يطارده بتهمة الدجل، فلم يعد الوصول اليه بالشيء اليسير، ولكن أصبر وثق بأنك ستصل..
ورفع رأسه عن العود، وانتظم العزف حتي صار مقدمة موسيقية واضحة، واذا به يغني:
أدر ذكر من أهوي ولو بملامي
فان أحاديث الحبيب مدامي
وعلي جمال اللحن والغناء تابعته بقلب غافل مكدود، ولما فرغ من الاداء قال:
لحنت هذه القصيدة في ليلة واحدة، واذكر انها كانت ليلة عيد الفطر، وكان هو ضيفي طوالها وهو الذي اختار لي القصيدة، وكان يجلس حينا بمجلسك هذا، وحينا يلاعب أولادي وكأنه احدهم، وكلما غلبني الفتور او استعصي علي الالهام لكمني مداعبا في صدري وضاحكني فيجيش قلبي بالنغم وأواصل العمل حتي اكتمل لي أجمل لحن صنعته، فتساءلت في دهش:
أله في الطرب؟
هو الطرب نفسه، وصوته عند الكلام جميل جدا، ما ان تسمعه حتي ترغب في الغناء، وتهيج اريحية الخلق في صدرك..
وكيف يشفي من المتاعب التي يعجز عنها البشر؟
هذا سره، ولعلك تظفر به عند اللقاء..
لكن متي يجيء اللقا؟! ولذنا بالصمت فعادت ضوضاء الصغار تملأ الحجرة. ومضي الشيخ في الغناء مرة أخري وجعل يردد 'ولي ذكرها' في الوان من طبقات النغم ومحاسنه حتي رقصت الجدران من سكرة الطرب. وأعربت عن اعجابي بكل جوارحي فشكرني بابتسامته العذبة، ثم قمت مستأذنا فأوصلني الي الباب الخارجي، وعندما صافحته قال لي:
سمعت انه يتردد هذه الايام علي الحاج ونس الدمنهوري، الا تعرفه؟
فهززت رأسي بالنفي، وانتفاضة أمل جديد تدب في قلبي فقال:
هو من الوارثين، ويزور القاهرة من حين لآخر فينزل في فندق ما، ولكنه يسهر كل ليلة في حانة النجمة بشارع الألفي..
وانتظرت الليل ثم ذهبت إلي حانة النجمة.. سألت نادلا عن الحاج ونس فأشار الي ركن شبه منعزل لموقعه وراء عامود مربع ضخم تقوم بأضلعه المرايا في كل جانب، وهناك رأيت رجلا يجلس الي مائدة وحيدا، وأمامه فوق المائدة زجاجة فارغة الي ثلثها، وأخري فارغة تماما، وعدا ذلك لايوجد شيء من مزة أو طعام فأيقنت انني حيال سكير خطير وكان يرتدي جلبابا فضفاضا حريريا وعمامة مقلوظة ويمد ساقيه حتي أصل العامود ناظرا الي المرآة في ارتياح وانسجام وقد توردت صفحة وجهه المستدير الوسيم رغم دنوه من الشيخوخة بحمرة الخمر. اقتربت منه في خفة حتي توقفت علي مبعدة ذراعين من مجلسه ولكنه لم يلتفت نحوي ولم يبد عليه انه شعر بوجودي، فقلت برقة مترددة:
مساء الخير ياسيد ونس، فالتفت نحوي بشدة كأنما أيقظه صوتي من سبات، وحدجني بنظرة انكار فقدمت اليه شخصي معتذرا عن ازعاجه وهممت بتوضيح السبب الذي جاء بي اليه لكنه قاطعني قائلا بلهجة شبه آمرة وان لم تخل من لطف عجيب:
تفضل بالجلوس أولا واسكر ثانيا!
ففتحت فمي لاعتذر لكنه وضع أصبعيه في اذنيه وقال:
ولا كلمة حتي تفعل ما قلت..
ادركت انني حيال سكران ذي نزوات فقلت اسايره حتي منتصف الطريق فجلست وابتسمت وقلت:
أرجو أن تسمح لي بسؤال واحد..
لم يرفع أصبعيه من اذنيه، وأشار إلي الزجاجة وقال:
في مجلس كمجلسي هذا لا أسمح بأن يتصل بيني وبين أحد كلام ان لم يكن سكران مثلي، والا خلا المجلس من اللياقة وتعذر فيه التفاهم.
افهمته بالاشارة أنني لا أشرب فقال بقلة اكتراث:
هذا شأنك وهذا شرطي.
وملأ لي كوبه، فتناولته في رضوخ وشربته، وما أن استقر في جوفي حتي اشتعل فصبرت عليه حتي الفت عنفه وقلت:
انه لشديد، وأظن أن لي أن أسألك عن.. لكنه أعاد أصبعيه إلي أذنيه وقال..
لن أصغي لك حتي تسكر..
وملأ الثاني فنظرت اليه مترددا، ثم تغلبت علي احتجاجي الباطني وشربته دفعة واحدة ما ان استقر في موضعه حتي فقدت إرادتي وعلي أثر الثالث ضاعت ذاكرتي، وعقب الرابع اختفي المستقبل ودار بي كل شيء ونسيت ما جئت من أجله لا أقبل علي الرجل مصغيا ولكني رأيته محض مساحات لونية لامعني لها وهكذا كل شيء بدأ ومر وقت لم أدره حتي مال رأسي إلي مسند الكرسي وغبت في نوم عميق، وفي اثناء نومي حلمت حلما جميلا لم أحلم بمثله من قبل حلمت بأنني في حديقة لاحدود لها تنتشر في جنباتها الاشجار بوفرة سخية فلاتري السماء الا كالكواكب خلال اغصانها المتعانقة ويكتنفها جو كالغروب أو كالغيم.. وكنت في غاية من الارتياح والطرب والهنا.. وجوقة من التغريد والهديل والزقزقة تعزف في اذني، وثمة توافق عجيب بيني وبين نفسي، وبيننا وبين الدنيا فكل شيء حيث ينبغي أن يكون بلا تنافر أو اساءة أو شذوذ، وليس في الدنيا كلها داع واحد للكلام او الحركة، ونشوة طرب يضج بها الكون ولم يدم ذلك الا فترة قصيرة فتحت بعدها عيني اخذ الوعي يلطمني كقبضة شرطي، ورأيت ونس الدمنهوري ينظر إلي باشفاق ولم يكن بقي في الحانه الا بضعة اشخاص كالنيام وقال الرجل:
نمت نوما عميقا لاشك انك جائع نوم..
فأسندت رأسي الثقيل الي راحتي ولكنني رددتها في دهشة ونظرت فيها فرأيتها تلمع بقطرات ماء، وقلت محتجا:
رأسي مبتل!
فقال بهدوء.
نعم، حاول صاحبي أن ينبهك..
أرآني أحد علي هذا الحال؟!
لاتغتم، انه رجل طيب، ألم تسمع عن الشيخ زعبلاوي؟
فانتفضت قائما وانا اهتف:
زعبلاوي!
فقال بدهشة:
نعم، مالك؟!
أين هو؟
لا أدري أين هو الآن، كان هنا ثم ذهب..
همست بالجري ولكن إعيائي كان فوق ما قدرت فما لبثت ان تهاويت فوق الكرسي وصحت بيأس:
ما جئتك الا لأقاه، ساعدني علي اللحاق به أو أرسل احدا في طلبه..
فدعا الرجل بائع جمبري وأمره بالبحث عن الشيخ واحضاره. ثم التفت إلي قائلا:
لم أكن أدري أنك مصاب، آسف جدا.
فقلت بغيظ:
لم تدعني أتكلم.
ياخسارة! كان يجلس علي هذا الكرسي إلي جانبك، وكان يتغزل طيلة الوقت بعقد من الياسمين حول عنقه اهداه اليه أحد المحبين، ثم عطف عليك فراح يبلل رأسك بالماء لعلك تفيق.
فسألته وعيناي لاتفارقان الباب الذي ذهب منه بائع الجنبري:
هل يقابلك هنا كل ليلة؟
كان معي الليل، وليلة أمس، ولم اكن رأيته منذ شهر!
فقلت وأنا أتنهد:
لعله يأتي غدا..
لعل..
أنا علي استعداد لاعطيه ما يريد من نقود..
فاق ونس باشفاق
العجيب انه لاتغريه المغريات ولكنه سيشفيك اذا قابلته..
بلا مقابل؟
بمجرد أن يشعر بأنك تحبه..
وعاد بائع الجمبري بالخيبة، وكنت قد استعدت بعض نشاطي فغادرت الحانة وأنا اترنح. وعند كل منعطف ناديت.
"يازعبلاوي" لعل وعسي ولكن لم يفدني النداء ولفت الي غلمان السبيل فتطلعوا نحوي بأعين هازئة حتي لذت بأول عربة صادفتني..
وساهرت ونس الدمنهوري الليلة التالية حتي الفجر ولكن الشيخ لم يحضر. وأخبرني ونس بأنه سيسافر الي البلد وبأنه لن يعود الي القاهرة حتي يبيع القطن. وقلت علي ان انتظر وان أروض نفسي علي الصبر، وحسبي اني تأكدت من وجود زعبلاوي، بل ومن عطفه علي مما يبشر باستعداده لمداواتي اذا تم اللقاء.. ولكنني كنت أضيق أحيانا بطول الانتظار فيساورني اليأس وأحاول اقناع نفسي بصرف النظر نهائيا عن التفكير فيه. كم من متعبين في هذه الحياة لايعرفونه او يعتبرونه خرافة من الخرافات فلم أعذب النفس به علي هذا النحو؟
ولكن ما ان تلح علٌي الالام حتي أعود الي التفكير فيه وانا اتساءل متي أفوز باللقاء ولم يثنني عن موقفي انقطاع اخبار ونس عني وما قيل عن سفره الي الخارج للاقامة، فالحق أنني اقتنعت تماما بأن علي أن أجد زعبلاوي نعم، عليٌ ان أجد زعبلاوي .
Profile Image for Nardjess.
103 reviews
April 8, 2022
قصة رائعة جدا مليئة بالرموز و العبر❤️
رجل سقيم سمع من والده أن هناك شيخا مباركا يشفي كل العلل فظل يجوب من منطقة الأخرى يبحث عن الشيخ الزعبلاوي و لكن دون جدوى كلما ظن أنه وصل اكتشف انه لم يصل الى شيء بعد! و ظل يواصل بحثه دون ان يدري ان زعبلاوي معه طول الوقت و هو رفيقه في السراء و الضراء فهو اقرب اليه من حبل الوريد و نفخ فيه من روحه، فكيف لا يكون هو الشافي الملك القدوس!
الزعبلاوي رمز يشير الى الله جل و على
Profile Image for Naziha Jahan.
17 reviews
April 15, 2024
April 14th, 2024
Wow I finished this short story in two days and ngl the ending kind of disappointed me, but when I examine it for the allegory it truly is, it's quite amazing. Weaving in modernity with the beliefs, experiences, and examples of the modern world is truly amazing.

Also I read this ENG 2850 (Great Works of Literature)/
Profile Image for Maryam.
146 reviews12 followers
November 27, 2019
Beautiful story with a beautiful meaning of finding meaning/love/the beloved in one's self. Eloquently sufistic in nature.
Profile Image for Mikaella Lee.
4 reviews6 followers
January 23, 2021
Modern society and it’s disconnect from spirituality and perhaps joie de vivre
Profile Image for Abdelrhaman Mohamed.
61 reviews5 followers
May 3, 2023
نهاية مفتوحة ودي حاجة مش مفضلة بالنسبالي بس في المجمل جيدة
Profile Image for الزبّال الرومانسي .
293 reviews2 followers
January 4, 2025
لا أعتقد أنها تستحق ما أثير حولها من ضجة ... مجرد قصة واقعسة لواحد من عشرات الالاف من الشر الذين ضلوا الطريق وساروا خلف سراب الوهم
كتاب صوتي - إسلام عادل
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Nahyan Ameen.
72 reviews4 followers
April 5, 2025
Lyrical writing with a great quest storyline. I wish there were more authors I was aware of from this culture.
Profile Image for Suzanne Abou Reslan.
126 reviews2 followers
November 14, 2024
الزعبلاوي، المخلص!!
قصة في البحث عنه...
بدأ بطل روايتنا بسؤال ابيه من هو الزعبلاوي ليجيبه اباه، ومن ثم يبدأ البطل بالبحث عن الزعبلاوي بين جميع شوارع بلدته!!
يتردد مراراً وتكراراً على الكثير من الاماكن ليعرف اين هو.
وفي نهاية المطاف يقابله وهو سكران!
نرى ان الكاتب يحاول ايصال فكرة عند غياب العقل يظهر الإيمان الحقيقي.
لم يكن البطل محتاجاً لرؤية الزعبلاوي ليشفيه من مرضه، بل كان بحاجة أن يؤمن به دون أن يلقاه!
قصة جميلة !
Profile Image for Omar Magdi.
110 reviews1 follower
March 4, 2021
(في الدنيا) سيعالج لك الله داءك و يمنحك عندما تحبة و تؤمن به، ولكن من مستحيل ان تجده.
(في الآخرة) سيجده كل الناس، و لكن المؤمنين به و محبينه في الدنيا هم الذين سينالو السعاده المطلقة.
137 reviews
June 26, 2010
Published in English as The Children of Jebelawad Alley, this allegory of the lives of Adam and Eve, Moses, Jesus and Mohammad is a simple but provocative treatment by one of the world's great writers. Not easy to find, but worth the hunt.
Profile Image for Menna Kh..
175 reviews64 followers
October 26, 2011
It's a quest to search for one's identity and the salvation of each one of us. It could be an allegory; as Zaabalawi could be the Godot of the Arabian literature.
Profile Image for Kelsey.
162 reviews17 followers
April 15, 2012
A story that reminds people to enjoy the journey.
Displaying 1 - 25 of 25 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.