قد يحلو للبعض تصوير الخلاف الشيعي السني وكأنه خلاف عقدي جذري وخالد لا يممكن معالجته إلى يوم القيامة، ولكني أعتقد أنه بالدرجة الأولى خلاف سياسي تجاوزه الزمن، وهو إن كان يتضمن معنى من معاني الخلاف السياسي في التاريخ السحيق، فإنه قد فقد مبرر وجود اليوم بعد حدوث تطورات هائلة في حياةالمسلمين. ولم يتبق منه سوى بعض الرواسب والمخلفات البسيطة التي لا تشكل مادة جدية للخلاف فضلاً عن التناحر بين المسلمين.
وإذا كان ينبغي التخلص من تلك الرواسب التاريخية فإنه يجدر أيضاً مقارنة تلك الخلافات بعوامل الاختلاف العديدة الأخرى التي تحفل بها حياتنا اليومية، والتي يجب أن نعمل سوية من أجل التخلص منها أيضًا من أجل بناء وحدة إسلامية متينة
يقول المؤلف " إن الشيعة والسنة مفتقون في العقيدة ومختلفون في التاريخ والسياسة، وأن الأزمة الطائفية التي نشاهدها أحيانا هنا وهناك هي وليدة الديكتاتورية وثمرة من ثمارها المرة...إن قراءة خاطفة لتاريخ المسلمين السياسي، تؤكد هيمنة الفكر الديكتاتوري على جميع المذاهب الاسلامية، وعدم وجود رحابة ديموقراطية كافية تسمح بالتعددية وقبول الآخر أو الاعتراف به... وإذا استطعنا اليوم تجاوز الفكر السياسي الشيعي الخاص، والمتمثل في ولاية الفقيه والتمسك بالفكر الديموقراطي (الشوري) ... فانه يمكننا التوصل إلى فكر سياسي مشترك يستطيع توحيد المسلمين، ويذيب ما بينهما من خلافات سياسية قديمة وميته"
أنصح المهتمين بفكرة الأخوة الدينية والتقارب بين المذاهب قراءته، وكذلك المعارضين للتقارب إعادة النظر في هذا الكتاب.
كتاب رائع وقيم ويستحق القراءة الجميل في هذا الكتاب أنه يقدم الأدلة من عند السنة ومن عند الشيعة ويوازن بينها وأيضا تم تنقية المذهب الشيعي من كل الشبهات التي تثار حوله بالأدلة بالاضافة الى انتقاد المذهب الشيعي وتوضيح الاخطاء التي وقع فيها التشيع مثله كسائر المذاهب
ينتهي الكتاب ليوصل رسالة ألا وهي أن التقارب والتعايش بين طوائف الاسلام ليس بالامر المستحيل وان للسياسة دور كبير في تعميق الفجوات بين المذاهب .. أما الاختلافات المذهبية والعقائدية فهي محل اجتهاد واخذ ورد لا تصل لمستوى التكافر وارقاة الدماء ..
يبدو أن النسخة الالكترونية التي قرأتها ناقصة فهي في حدود 100 صفحة و فيها جزء الدكتور محمد عمارة فقط من غير جزء احمد الكاتب عموما الموضوع مهم و شائك و أشكر الدكتور عمارة على طرحه المتزن احسست في بعض النقاط ان الدكتور عمارة يلقي باللائمة على الشيعة اكثر من غلاة السنة في ما يخص التوتر بين الفرقتين أنا من رأيي أن التقارب في العقائد غير ممكن لكن التعايش هو الممكن وهو المطلوب، بحيث يمارس اتباع كل مذهب حياتهم و عبادتهم من غير تدخل من الطرف الاخر بشرط عدم سب و انتقاص الرموز في كل مذهب المهم هو خفض صوت التعصب و التحريض و التكفير
أكثر ما أعجبني في هذا الكتاب هو ابتعاده عن التعصب الذي قلما نجده في اي كتاب أو مناظرة بين الشيعة و السنة، و كان عرض مواضع الاختلاف بين الطائفتين بأسلوب سلس و لغة واضحة و بالاستشهاد من الكتب و الشخصيات المعروفة و الموثوقة لكلا الطائفتين، و محاولة الوصول لأرضية مشتركة تجعلنا و أن لن نتفق في كل الأمور الفقهية نُقر ان كلنا مُسلمين و نبتعد عن محاولات الاجبار على الامتثال للاخر و نحترم هذا الاختلاف دون تكفير لأي طرف..
This entire review has been hidden because of spoilers.
هذا الكتاب القّيم يمثل محاولة جادة وحترمة لبناء جسر بين أكبر مذهبين فى الامه الأسلامية السنة والشيعة ،، والغريب ان محاولات الكاتب وغيرة من علماء السنة والشيعة الأجلاء لتذويب الفوارق بين المذهبين ووضعها فى اطارها الصحيح بدون تهويل وهو جهد يستحق الإشادة وإن كان غير كافي وسط طوفان الكتابات التى تحض على الكراهية المتبادلة بين السنة والشيعة ؟؟ حيث ان صوت مزامير التكفير بين المذهبين هي التى تطرب عشاق الكراهية ،، والأغرب ان الكتاب يقدم تحليل دقيق للنقاط الخلافية بين المذهبين وهي نقاط يمكن العمل عليها واحتوائها والتركيز على ان الجميع مسلمون ومؤمنون بمحمد والقرأن وما عدا ذلك فهو من فروع الإسلام ليس الأصول وإذا تجنبنا الغلاة من الطرفين وخاصة غلاة الشيعة انصار الطائفة الاخبارية والذي تصدي لهم انصار الطائفة الأصولية الشيعية فى اثبات غلوهم وخطائهم ،، كما ان تركيز الكاتب على دور السياسة فى تذكية النعرات المذهبية هي النقطةالأهم وهي مفتاح اللغز لأن اصل الخلاف سياسي وليس مذهبي لكن الحكام يجدون أن من مصلحتهم اللعب بالعواطف الدينية والمزايده على اصحاب الرؤي المستنيرة فى الدين خدمه لمصالحهم الضيقة .اخيراً هذا الكتاب قيم ويستحق الإحتفاء به وبأي كتابات غيره على نهجه.