ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

الزحف المقدس: مظاهرات التنحي وتشكل عبادة ناصر

Rate this book
يناقش شريف يونس في كتاب "الزحف المقدس" أحداث 9، 10 يونيو 1967، حينما خرج الملايين من المصريين إلى الشوارع، مطالبين جمال عبد الناصر بالتراجع عن قرار التنحي. ويشير الكاتب إلى وجهتين للنظر في تحليل هذه المظاهرات، الأولى ترى أنها كانت مدبرة من قبل أجهزة الدولة، والثانية تعتبر أنها كانت مظاهرات عفوية. ويعتقد يونس في عفوية المظاهرات، لكن تلك العفوية كانت تعكس شعورًا ووعيًا متراكمين عبر 15 سنة، من حكم جماعة الضباط الأحرار، ومن ألحق بهم من المدنيين والعسكريين الآخرين. ومن ثم فإن أحداث 9 و10 يونيو يجب تفسيرها في ظل أوضاع سياسية وأيديولوجية متراكمة شكلت بالفعل أذهان الناس وعواطفهم وتوجهاتهم باستخدام تعبئة أيديولوجية متواصلة، وكانت نتيجتها هي تحرك الناس على هذا النحو الفريد في تاريخ الهزائم الكبرى للدول. ويعبر مفهوم الزحف المقدس عن فكرة وردت في كتاب فلسفة الثورة، ترى الشعب المرغوب فيه شعبًا مفتتًا إلى عناصره الأولية، يسير أفراده ومؤسساته وراء الضباط كرجل واحد، كما هو الحال تمامًا في الاستعراضات العسكرية.

ولا يسع من يقرأ كتاب الزحف المقدس إلا أن يبدي إعجابه بالبراعة والعمق، اللذان تميز بهما تحليل النصوص، وخاصة تحليل خطاب التنحي. لكنه في الوقت نفسه تجدر الإشارة إلى ملاحظة أساسية تعد مصدر خلاف مع الطرح الذي يقدمه الكتاب، وهي الحجم الذي أعطاه الكاتب للعامل الأيديولوجي أو الدعائي في تشكيل شعبية جمال عبد الناصر. حيث أن الانطباع الذي يعطيه الكتاب، هو أن شعبية عبد الناصر هي في أساسها صنيعة الدعاية التي قامت باللعب على الانتصار السياسي في معركة تأميم القناة، والتضخيم من المكاسب التي حققتها في الأساس الطبقات الوسطى (لا الفقيرة)، من أجل تصوير النظام باعتباره نظام الفقراء والكادحين. غير إنه يصعب تصور أن تكون الأيدلوجيا أو الدعاية هي العنصر الأساسي في شرعية أي نظام. بل أنه في الحقيقة، إذا كانت كافة النظم الديكتاتورية تعتمد على الدعاية وقمع الرأي الآخر في إخضاع الناس واكتساب ولاءهم، فإن الكثير من هذه النظم يفشل في اكتساب الولاء ما لم يكن هناك أساسًا على الأرض يمكن الاستناد إليه. من ناحية أخرى، فإنه يمكن ملاحظة أن الطرح الذي يقدمه الكتاب به درجة من الاستعلاء إزاء الناس، كما لو أنهم كالقطيع الذي يمكن سوقه بلا وعي. فلو كان الأمر كذلك، لا يمكن فهم الحركات الواسعة التي قام بها الطلبة والعمال بعد أقل من عام، حينما صدرت الأحكام المخففة ضد المسئولية عن الهزيمة.

209 pages, Paperback

First published January 1, 2005

20 people are currently reading
1,148 people want to read

About the author

شريف يونس

18books314followers
مدرس جامعي للتاريخ الحديث والمعاصر؛ كاتب سياسي وعضو مؤسس بهيئة تحرير «البوصلة: صوت ديمقراطي جذري» 2005- 2011؛ مترجم. مهتم بالتاريخ والفكر السياسي والإيديولوجيا. تشمل كتبه: «سيد قطب والأصولية الإسلامية» (1995)؛ «سؤال الهوية: الهوية وسلطة المثقف في عصر ما بعد الحداثة» (1999)؛ «الزحف المقدس: مظاهرات التنحي وتشكُّل عبادة ناصر» (2005)؛ «استقلال القضاء» (2007). ويعد كتابه هذا (نداء الشعب) ثمرة مساره كمؤرخ للإيديولوجيا وككاتب سياسي.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
67 (32%)
4 stars
94 (45%)
3 stars
35 (16%)
2 stars
8 (3%)
1 star
3 (1%)
Displaying 1 - 30 of 57 reviews
320 reviews430 followers
December 30, 2018
لطالما عامل الضباط هذا الشعب على أنه رضيع يحتاج من يرعاه ويتكلم نيابة عنه ويحرسه من أخطاؤه ويدافع عنه من القوى المعادية للضباط أنفسهم والمنادية بالديمقراطية ولطالما نصب نفسه وصياً على الشعب يحميه من أن تغرر به الأحزاب والتيارات الفكرية المختلفة
هذا هو ما فعله الضباط طيلة حكمهم لهذه البلاد من الثالث والعشرين من يوليو 1952 وحتى الآن، قاموا بحل الأحزاب وإلغاء الدستور تارة وتعطيله تارة أخرى وتعديله تارات وأعلنوا الأحكام العرفية (قانون الطوارئ) منذ توليهم سلطة حكم هذه البلاد وحتى يومنا هذا، وهذا ما قاله عبدالناصر علانية فى أحد إجتماعات مجلس القيادة فى أعقاب أحداث 1954 وجاء نصه كالتالى:
أنتم يا رجال الجيش، يا من قمتم فى ٢٣ يوليو...
لتخلصوا الشعب من آلامه ولتحققوا له آماله... ستوقفون
الرجعية فى مكانها... طالما تألم الشعب وطالما همس الشعب
وطالما صرخ الشعب، وطالما تاه هذا الشعب بين المبادئ
المختلفة وبين الأهداف المختلفة... طالما خدعوا هذا الشعب
فى الماضى... أؤمن أن المبادئ ستنتصر وأن المثل العليا
ستنتصر... طالما كنتم تؤمنون بالمبادئ وتؤمنون بالمثل...
وطالما لم يغرر بكم كما يريدون أن يغرروا بالشعب

هنا فطن الضباط للطريقة المثلى للتعامل مع الشعب كملاك حارس، وفى نفس الوقت يطوع قوة الوعى الجمعى للشعب لتحقيق مصلحته، ويحرك الشارع المصرى بناءً على أولوياته وقرارته، ومن هنا كان نظام الضباط ممثلاً فى حكم عبدالناصر هو أكثر الأنظمة المتكلمة فى التاريخ الحديث بعدد خطابات فاق الآلاف الثلاث دَس خلالها الضباط مجموعة من المفردات التى تحاول أن تجمع الشعب فى وحدة واحدة وكيان مصمت لا اختلافات بين أفراده، مما يعزز فرص بقائهم فى السلطة لمدد أطول وديكتاريورية أكثر، فظهرت كلمات مثل ديكتاتورية الشعب و الديمقراطية السليمة نجح الضباط هنا فى أن يحكموا الشعب ولكن فى نفس الوقت يزرعوا فى الوعى الجمعى للشعب أنهم يحكمون بإرادة شعبية وأن السلطة ما هى إلا أمانة فى أيديهم وسيقومون بتسليمها للشعب عندما يصبح أكثر نضجاً وعندما يعى خطورة هذه الأمانة كما يقول عبدالناصر تالياً:
أتى إلينا رجال السياسة وقالوا لنا: لقد أديتم الرسالة وعليكم الآن أن تسلموا الأمانة (السُلطة): قال البعض أن علينا أن نسلمها باسم الحرية وباسم الديمقراطية، وقال البعض أن علينا أن نسلمها باسم الإسلام وباسم الدين... ولكنهم لم يقيموا فى هذا الوطن عزة ولا كرامة ولا حرية، فآثرنا أن نحتفظ بالأمانة.. لنحميها من الخداع ونحميها من التضليل... ونحن نعلم أننا سنقاسى فى سبيل تسليمها إلى أهلها الحقيقيين... ونحن نعلم أن هذا الوطن الذى لم تستقر فيه الأفكار طوال السنين الماضية قد يتزعزع، وقد لا يفهم الأمور على حقيقتها ... لم يفارقنا الإيمان وآثرنا أن نسير فى الشوط إلى نهايته... ونحن نبث دائما بين أبناء هذا الوطن العزة والكرامة والحرية.
الكتاب رائع كعادة كتب الدكتور شريف يونس أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة سلس من حيث الألفاظ ورائع من حيث التسلسل الزمنى وتتابع الأحداث لتشعر احياناً أنك تقرأ رواية وليس نص تاريخى سياسى واجتماعى دسم.
Profile Image for ياسر ثابت.
Author86 books1,071 followers
November 9, 2013
كتاب بالغ الأهمية لمن يريد تتبع ظاهرة "صناعة الزعيم الفرد" في مجتمعاتنا
يقدم شريف يونس قراءة تحليلية واعية لتصريحات ومواقف وممارسات خلال العهد الناصري، تبين كيف يذوب الشعب في الجيش، ثم يذوب الجيش في الفرد، لينتجا زعيماً فرداً مطلق السلطات والصلاحيات
لو كان الأمر بيدي لفرضت هذا الكتاب ضمن قائمة الكتب التي لا غنى عن قراءتها لكل شاب في مصر
Profile Image for Mohamed.
893 reviews886 followers
February 10, 2016

كتاب اكاديمي يحلل مظاهرات رفض التنحي فى 9 و10 يناير عبر دراسة لصناعة الايديولوجيا وفترة ال10 سنوات ما قبل النكسة وينطلق من فكرة فوكو عن "السلطة التي تنتج الوعي وتشكله" وهو تحليل جيد جداٌ وعلي ما يبدو يظهر ان النظام العسكري الحالي يريد الوصول لوضع مشابه لكن مع صعوبات أكبر منها هذا الموقع وغيره من هذه المواقع الاجتماعية التي تمثل ادوات انتاج ايدولوجية لا يمكن ان تخضع للسلطة وتكون احدي وسائل انتاجها الايدولوجي المحتكر
لقد كان من المنطقي بعد الهزيمة المخزية والعار الذي لحق بالجيش المصري الذي أعلن أنه يصنع الصواريخ والطائرات ويمكنه سحق العدو الاسرائيلي والوصول الي تل ابيب خلال ايام أن ينزل الشعب للثورة ضد هذا الرئيس ونظامه ومن يتحكمون من مقدرات البلاد واستنزفوها لمصالحها وتحت بند محاربة الصهيونية وأمريكا وكل ذلك والاعداد للمعركة سرقوا الكثير والكثير وعن طريق التأميم الذي كان يتحول فى النهاية لجيوب كبار قادة الجيش المصري الذين أبدلوا أنفسهم فى نفس الأماكن والأوضاع التي ثاروا يوماٌ ما عليها من تحكم الباشاوات وأعمال السخرة وغيرها .

بعد كل ذلك لم يخرج الشعب سوي للمطالبة بعودة حاكمه الذي فقد شرفه العسكري وكل مقومات السيطرة وكان النظام فى طريقه الطبيعي الي الانهيار لكن رد الفعل الغريب هذا له بالتأكيد ما يجب أن يؤدي لكونه أمراٌ منطقي لذا كان هذا الكتاب يجيب عن هذا السؤال الهام
لماذا خرجت مظاهرا التنحي العفوية فى أغلب مظاهرها ؟ وهل كان حب الزعيم وأسطورته هو فقط المحرك الأساسي فى الأمر ؟ أو هل كانت كل المظاهرات من تخطيط النظام نفسه كما تدور الشائعات التي نسمعها جيل وراء جيل ؟

النجمة المنقوصة بسبب علمانية الكاتب التي جعلته يهمل الدور الكبير للتيار الاسلامي ومعاركه مع الاخوان المسلمين التي شكلت حجر ركن فى الاحداث فى سنوات ما قبل النكسة وما بعد الثورة خصوصاٌ

الملاحظة الاخيرة التي يجب ان تؤخذ فى الحسبان هو ان الكاتب احد مؤيدي النظام العسكري الحاكم حالياٌ فى مصر ويمارس مع غيره من المؤيدين الزحف المقدس منذ بدأه الفيلد مارشال الذي لم يشارك فى حرب واحدة بداية من مظاهرات التفويض
وصولاٌ بالزحف المقدس لشراء شهادات الاستثمار لبناء ترعة السويس الجديدة

Profile Image for Amr Mohamed.
905 reviews366 followers
April 3, 2014
كتاب يوصف ويبين كيف بدا ناصر الزحف المقدس وكيف هيأ الشعب لهذا الزحف الذى ادى الى خروج جموع من الشعب لتؤيد رئيس مهزوم وتمنعه من التنحى مع انه هو وعامر الفاسد سبب مباشر فى هذه الهزيمة ...

احسن جزء فى الكتاب تحليله لخطاب التنحى وتفسيره ازاى عبد الناصر فى انتخابات 1956 جاب 99.9% وان فى خمسةالاف رفضوا ناصر ( وقام على امين صحفى السلطة قال انهم اغلبهم من الذين رفضوا ارسلوا ليه خطابات بيقولوا انهم مش رافضين ناصر بس كانون عايزين يجربوا حرية الاستفتاء ويطمنوا انهم فى تجربة ديمقراطية!!!! أيه ديمقراطية بعد لغى الاحزاب وعمل دستور على كيف ناصر واعتقال جميع المعارضين واعدام خميس والبقرى وعزل محمد نجيب وحبس يوسف صديق ونفى خالد محيى الدين وحبس ظباط المدفعية والفرسان ... اى شكل لللحياة الديمقراطية)

اما فى انتخابات 1958 بعد الوحدة فالنتيجة 99.99% يعنى 247رفضوا وفى انتخابات 1965 النتيجة 99.999% وبيقولوا فى 65 واحد رفضوا والصحافة بردوا بيقولوا انهم اكيد كان عندهم عمى الوان !!! انا بس اعرف ناس اكتر من 65 شخص كانوا عايشين فى 1965 وكانوا بيكرهوا ناصر عمى انا متهيالى لو كان استفتى على ناصر تانى كانت النتيجة هتبقى 103.999 % هيقولك اصله كان معاه تفوق رياضى)
Profile Image for Ahmed Abdelhafiz.
201 reviews130 followers
June 13, 2015
في رواية (فرج) للدكتورة رضوى عاشور مشهد بارز للدكتور عبد القادر سليم القيادي اليساري وهو ينتحب ويشهق كالأطفال أمام خطاب تنحي عبد الناصر يوم 9 يونيو، واستنكار رد فعله من زوجته (الفرنسية) بعد أن سجن وفقد وظيفته وحياته بسبب "ذلك الضابط الفاشي الدكتاتور الطاغية .. ألم يكن... ؟ ألم تقل... ؟" فيتهمها زوجها أنها عمياء.
يتكرر مثل ذلك المشهد في كثير من الروايات والسير الذاتية لمعاصري هذا اليوم خصوصا في التيار اليساري الذي عارض النظام بقوة ونال ثمن هذه المعارضة، وتعاطف مع قائد هذا النظام عند مشهد تنحيه عن منصبه.

في كتاب الزحف المقدس قدم الدكتور شريف يونس تحليلا رائعا لهذا المشهد وما تلاه من مظاهرات شعبية خرج فيها الشعب المصري يطالب الرئيس المهزوم "ويترجّاه" أن يظل في منصبه ولا يتنحى. كانت هذه اللحظة تجليا مباشرا لما ظل يعمل له النظام طوال خمسة عشر عاما والنقطة الأعلى في منحنى هذا الاتجاه الذي أخذ بعدها يقل تدريجيا "إلى أن ظهر الشعب بصورة مغايرة تماما بعد ذلك بعشر سنوات في مظاهرات 18 و19 يناير عام 1977".

خلال هذه الأعوام الخمسة عشر، فرغ النظام الجديد الشعب من أي دور سياسي ونقله من دور الصانع للحدث لدور المتلقي والمشاهد الذي ينتظر أن يسمع خطاب الزعيم ليدهش كيف عرف الزعيم ما يدور بخلده وعبر عنه بدون أي تواصل مادي. بدأ النظام خطابه الموجه "للشعب" بصفته جاء للحكم بناء على تلبية نداء هذا الشعب الذي لا حول له ولا قوة لينهي عهدا سابقا فاسدا ويقيم عصرا جديدا يعبر عن طموحه المكبوت. ولكن على الوجه الآخر لهذه الأيدولوجيا كان الشعب القاصر هذا هو مصدر الوحي الذي يهبط على الزعيم. خلال هذه الأعوام تبنى النظام خطابا جماهيريا يعلي من سلطة الزعيم الأوحد وينفي أهمية أي دور لأي منصب غيره، اصطف الناس في "زحف مقدس" خلف هذا الزعيم، لا يهم إلى أين ! إلى تحقيق مجتمع عادل، أو إلى "تحرير الوطن"، أو إلى محاربة الإمبريالية العالمية، أو حتى إلى محاربة طواحين الهواء. تحرر الناس من الإرادة طالما هناك الزعيم الساهر على تحقيق إرادتهم التي لا يعرفون ما هي بالضبط، بقدر ما يدركها هو. أقيمت التنظيمات الشعبية من منظمة التحرير إلى الاتحاد القومي إلى الاتحاد الاشتراكي لينتطم الأفراد فيها أرقاما تعطيهم شعورا ما بوجودهم في هذا الزحف المقدس. وألغيت في المقابل كل التنظيمات التي تخلق الرأي العام في الشعب وتعبر عن آرائه، فحل النظام الأحزاب كافة، والات��ادات العمالية والنقابات المهنية، بل وأرسى ضوابط حديدية على المجلس النيابي في السنوات القليلة التي أذن فيها بوجوده، فكان يجب على عضو البرلمان ان يكون عضوا في الاتحاد القومي "الاشتراكي بعد ذلك"، الذي ��سيطر عليه النظام، ويفقد عضويته بالبرلمان بإسقاط عضويته من الاتحاد القومي. كان الاتحاد الاشتراكي "بتعبير هيكل" قادرا على أن يفتتح مكتبا جديدا كل يوم في أي مدينة أو قرية لكنه يظل جسدا بلا روح إلا بأن يمد الزعيم فيه روحا تخلق له دورا. اصطف الناس أمام الزعيم فرادى متحررين من أي روابط إجتماعية إلا من خلال ارتباطهم جميعا بشخص الزعيم، يسمعونه يخاطبهم كأنه يخاطب كل منهم بشكل مباشر، يعبر عن أحلامه وعن طموحاته مسبقا قبل أن يدركها المواطن بنفسه فأصبحت أحلامه هي ما يعبر عنها الزعيم وليس العكس.
في أوج هذا الحشد الشعبي والتعبئة الأيديولوجية، انهار صنم الزعيم بالهزيمة الثقيلة ! فسكن الناس في بيوتهم فرادى كما تعودوا، لا يدركون ما يجب عليهم فعله ! هم في انتظار الخطاب الذي يحدد لهم ما يجب أن يفكروا فيه وأن يفعلوه "أو أن يفعله هو باسمهم"، هم الآن تائهون تماما بلا أي جاذبية، لا يتحقق وجودهم إلا بصورة الزعيم الذي تلقى هذه الهزيمة الثقيلة. فإذا به يفاجئهم بما لا يتصورونه ممكنا بحال ! أن يتركهم هكذا وحيدين بلا هدف محدد وسط هذا الظلام !
Profile Image for حسام عادل.
Author4 books4,350 followers
March 1, 2019
يعرف المقربون مني أني رجل ناصري؛أحترم الرجل وبيني وبينه هوىً لا أخفيه,وكان هذا مثار نقاشات وحوارات كثيرة بيني وبين العديد من الأصدقاء.بَيدْ أنه قبل فترة بدأت قناعاتي في كثيرٍ من الأمور تتغير,أو لنقل بدأتْ في طلبٍ ملحٍ للبحث والنبش ورائها حتى أتيقن منها في النهاية أو أغيِّرها إن كانت تحتاج لتغيير.

مسلم؟..لماذا أنا مسلم؟ هل ديني هو الحق؟..بحثت طويلاً وقرأت حتى هداني الله لإجابة ثابتة لن تتغير إلى الموت باذنه وحده سبحانه.
ناصري؟..لماذا أحب ناصر؟ لماذا لا يكون الرجل طاغية وأنا مجرد مُضَلل بدعاية هائلة صنعت من الرجل إلهًا؟ هل هو مستبد أم بطل أم بشرٌ له ما له وعليه ما عليه؟.
زملكاوي؟...حسنًا,لا حاجة لتغيير ذلك :)

هكذا بدأت في رحلة للبحث عن الحقيقة وراء ناصر: من هو,ما حكايته,ما الحقيقة الفعلية وراء تصرفاته وأفعاله وقراراته,الحقيقة الصحيحة الواضحة,وليست النابعة من هوى الآخرين وتأليههم للرجل,أو من بغضهم وغيرتهم منه.
وكانت أولى حلقات البحث هو هذا الكتاب.

في (الزحف المقدس) وجدت وجبة سياسية مقنعة إلى حدٍ ليس بالهين.لا أقول أني اقتنعت بكل أفكار الرجل,ولكن حتى ما اختلفت معه فيه,وما يحتاج لبحث أوسع,لم أملك مع طريقة عرضه له إلا الاحترام والتقدير.على غير العادة وجدت كتابًا يحتاج لمحمية طبيعية لإنقاذه.يتحدث برصانة وعقل وحياد بشكل شبه تام,ولا يخلو من وضوح ومباشرة في عرض أفكاره والدفاع عن قناعاته.فوق كل هذا تجد احترامًا فى الاسلوب,ورقي بالغ في الحديث دون لجوء لإسفاف أو بذاءات أو اتهامات مجهزة للرجل لمجرد أنه مختلف معه.

قام الكاتب بعرض للأحداث التي دارت من تولية عبد الناصر للحكم وانتهاءً بموته,مستعرضًا في الأساس كيف حدثت النكسة وما جرى بعدها,كيف احتشد الناس للمطالبة برجوع ناصر,هل كان هذا ملفقًا أم مدبَّرًا أم كان عفويًا مطلقًا,ما دور الإعلام في حشد تلك الجماهير وكيف دارت آلة هائلة من الصحافة والتليفزيون والفراغ السياسي الذي خلقه الضباط الأحرار وإقصاء المعارضة في صنع حالة من التوحد بين الزعيم الملهم وبين شعبه؟ بين الأب والجماهير الغافلة في رأي الكاتب؟..كل تلك أسئلة يجيب عنها الكاتب,متباعدًا قدر الإمكان عن الخوض في النوايا والعقول,مستعرضًا فقط الأحداث الحقيقية وقبسات الخطب وتصريحات ناصر,رابطًا بينها بخيط رفيع من التعليق المهذب الذكي,تاركًا الحكم النهائي والرؤية الأخيرة للقارىء,والقارىء وحده.

هل هي النهاية؟ هل تغيرت قناعتي في ناصر؟..لا أعرف بالضبط,لكن الحق الحق أقول لكم: هناك شيءٌ لم يعد على مايرام في داخلي..
أحتاج للبحث..كثيرًا.
الدور القادم سيكون بكتابٍ من المعسكر الآخر المحب للرجل,المعسكر الذي يرى أن ناصر بطل حقيقي وليس بطاغية مستبد.
ربما يكون (72 شهرًا مع عبد الناصر لفتحي رضوان)..أو (هل كان ناصر ديكتاتورًا؟ لعصمت سيف الدولة).
لا أعرف بالضبط,لكن ما أعرفه أنها ستكون رحلة طويلة وشاقة,لنرَ وليهدنا الله لما فيه الصواب.

حسام عادل
07.08.2015
Profile Image for محمد الملاح.
273 reviews99 followers
April 19, 2020
الكتاب في لمحة بسيطة عنه باقتضاب؛ تحليل للمقولات التي شكلت فكرة "الزحف المقدس" وهي تراصّ الشعب في كتل مصمتة خلف الرئيس، محرر الوطن، معبود الجماهير إن أمكننا البعد قليلا عن فحوى الكتاب لا عن معناه.
هذه الفكرة تناقش أيضا المقولات الإيديولوجية التي بنى عليها النظام السياسي فكره، تحت مسمى "الشعب" وهي المقولة التي تم إلقاءها تقريبا في كل خطبة ونقالة وأي شيء في هذه الفكرة لتعكس ربما عدم الوضوح السياسي لتوجه فكر الضباط.

وفي الأخير، الكتاب في نظري ممتاز، ويمكن تلخصيه في مقولة طارق البشري واصفًا هذه النظام "إن هذا النظام ربما يكون النظام الأكثر كلاما في تاريخ هذه البلاد" وهذا يلخص تماسكه وانهياره التام في 1967م وانهيار البلاد معه.

ينتهي هذا الكتاب بما أعتبره مأساة شعبية تعرض لها هذا الشعب أو ربما عرّض لها نفسه وهو من أكثر الكتب مأساوية في قراءات هذا العام!

Profile Image for Assem Saleh.
134 reviews62 followers
December 19, 2014
هل يمكن لشخص أن ييتم شعبا؟ يجيب الدكتور شريف يونس في خاتمة الكتاب بأنه لكي ييتم شعبا فإنه لابد أن يفرض عليه نفسه كأب

هذا الكتاب لا يقيم الأيديولوجية الناصرية من الناحية الأخلاقية و السياسية و إنما يحاول أن يفسر كيف أصبح عبدالناصر أباً و كيف أرتضى به الشعب. و بعيدا عن التفسيرات الرومانسية، يبحث المؤلف في المحطات التاريخية ما بين 1952 و 1967 و التي شكلت الوعي العام المصري و الذي تحول لاحقا الى الزحف المقدس او تجسيد الشعب في الرئيس. المؤلف يبدأ من من محطة النهاية أو بالأصح المحطة التي كان من المفترض أن تشكل النهاية بعد نكسة 67 و لكنها تحولت الى نقطة بداية من خلال المظاهرات الحاشدة التي طالبت الرئيس عبدالناصر بالعدول عن التنحي. يرجح المؤلف بأنها لم تكن مظاهرات مفتعلة و لم يكن الاتحاد الاشتراكي قادر على حشد مثل تلك الجموع

هناك نقطتان جديرتان بالبحث لم يتناولهما المؤلف بالبحث. شعبية عبدالناصر او لنقل عبادة ناصر خارج مصر في شتى أرجاء العالم العربي و التي لا يمكن انكارها و التي لا يمكن تفسيرها بكل الاداوات التي فسر بها المؤلف ظاهرة عبدالناصر في مصر. أما النقطة الثانية فهي شعبية ناصر اليوم بين الاجيال التي لم تعايش عصره و هو ما ظهر بوضوح في الفترة التي سبقت سقوط نظام الاخوان في مصر

Profile Image for محمد.
Author4 books1,076 followers
May 22, 2010
كيف تم غسل دماغ المصريين؟
Profile Image for Ali Reda.
Author4 books208 followers
December 23, 2014
يقول الكاتب إن حدث ٩ و ١٠ يونيو ربما ينبغى تفسيره، فى المقام الأول، لا بتحركات معينة لأجهزة السلطة، بل بأوضاع سياسية وإيديولوجية متراكمة، شكلت بالفعل، باستخدام تعبئة إيديولوجية متواصلة، أذهان الناس وعواطفهم وتوجهاتهم، بما يفسر تحركهم على هذا النحو الفريد فى تاريخ الهزائم الكبرى للدول. فى مجال المقارنة، فإن أقرب وضع لهزيمة ١٩٦٧ كان عودة نابليون مهزوما من روسيا عام ١٨١٢ . غير أن هزيمة نابليون توجت سنوات طويلة من حروب مستمرة، عوضت مصاعبها انتصارات سابقة لا تحصى حققها القائد الفذ.

نرجع أولا للوضع قبل ثورة 23 يوليو, " بينما كان نظام دستور١٩٢٣ يترنح تحت وطأة العجز السياسى الشامل الذى تبدى فى "حريق القاهرة"، أيا كانت القوى التى صنعته، تصاعدت الدعوة فى "أخبار اليوم" بالذات، الوثيقة الصلة بالسراى وأحزاب الأقلية، تناشد بحرارة ظهور "المستبد العادل"، مخرجا من الأزمة. وحتى إحسان عبد القدوس كتب فى "روز اليوسف" ذات التوجه الليبرالى عن الحاجة إلى "رجل قوى"، وتساءل: هل هو على ماهر؟ وكانت جماعة الإخوان قد فقدت "مستبدها العادل" حسن البنا، بينما أُلصقت تهمة حرق القاهرة بزعيم منظمة "مصر الفتاة" (واسمها آنذاك الحزب الاشتراكى)، وبقى معبود تنظيم "الراية" الشيوعى، الملقب ب"خالد العظيم" (فؤاد مرسى) أسير الحياة السياسية السرية وحدها. أما الملك نفسه فقد انتهت سمعته السياسية، فلم يبق له سوى استبداد عاجز، بغير سمعة "العدل" أو "الوطنية". فكانت صيحة المستبد العادل أملا ضالا للاتجاهات الاستبدادية يبحث عن تجسيد حى.. اتجه أولا إلى على ماهر، ثم محمد نجيب، وأخيرا استقر به المطاف فى القبضة القوية لجمال عبد الناصر."

ونجد نفس الفكرة أيضا فى كتابات عبدالناصر نفسه, "فليس صدفة أن كلمة البطل وردت فى "فلسفة الثورة" فى ذلك السياق: "لست أدرى لماذا يخيل إلى دائما أن فى هذه المنطقة التى نعيش فيها دورا هائما على وجهه يبحث عن البطل الذى يقوم به... استقر به المطاف... على حدود بلادنا يشير إلينا". وهو دور طموح للغاية، إذ يهدف "لخلق قوة كبيرة فى هذه المنطقة ترفع من شأن نفسها وتقوم بدور إيجابى فى مستقبل البشر" جميعا".

لقد كان عبد الناصر بالنسبة للشعب تمثيلا، لا لهم، ولكن لأحلامهم فى المستبد العادل، على نحو ما عبر ع��ه صلاح جاهين فى عمله "أدهم الشرقاوى". فالبطل سيهزم الظالمين الأقوياء، وسيعيد لنا حقوقنا، ويحقق لنا العدل كما نراه. ونحن سندعو له وسنؤيده، وسنفديه. كان عبد الناصر إذن رمزا وأسطورة فى أحلام الفقراء وقد ارتبطت هذه البطولة بالدور الخارجى، والعربى بالذات. شعبية عبد الناصر التى قد تفسر خروج الجماهير مطالبة ببقائه قد ارتبطت بصورته كبطل للاستقلال الوطنى، وخصوصا صفقة الأسلحة وإعلان تأميم القناة وحرب ١٩٥٦ ، وسبقت بكثير أية إجراءات اجتماعية مهمة حيث أتى معظمها، بدءا بتمصير المصالح الأجنبية، بعد الحرب. فقد أشار عبد الناصر إلى محاولات الغرب منع السلاح عنه ومحاو��ة جعله مشروطا سياسيا، ورد متحديا عام 1955 بإعلان أن صفقة الأسلحة التشيكية صفقة روسية فى حقيقتها، ثم عرج إلى محاولة دالاس إرسال تهديد للنظام مع مبعوث خاص كرد على صفقة الأسلحة. فكان إعلان الصفقة التمرد الأشد على سلطة الغرب التقليدية فى المنطقة. فكتب المعارض الليبرالى خالد محمد خالد مثلا: "إن هذا الرجل حدث تاريخى ضخم، هو الإطار الحى للمرحلة العظمى فى تطورنا"، إن "الرجل الذى يتحدث الآن باسمهم [:العرب] هو جواز مرورهم إلى المستقبل.. واسمه هو ’كلم� السر� بينهم وبين التاريخ... المفهوم التاريخى له أنه الخلاصة المركزة لخمسة آلاف عام بكل تجاربها". وهكذا انتقل خالد من موقف المعارضة لما يشبه التأليه..

ولخص جلال كشك الفكرة كلها فى أن مفتاح فهم ثورة يوليو هو التخلص من دور الكومبارس "كان الاستعمار الغربى لا يرى فى بلاد العرب إلا مصدرا للمواد الخام وسوقا لبضائعه... كومبارس تابع... وحتى النظرية الشيوعية جعلتنا نحن شعوب المستعمرات احتياطى للحركة العمالية فى أوربا... ثورة يوليو أنهت دورالكومبارس العربى.. واستبدلته بدور البطل العربى الذى يحرك التاريخ ويصنعه".

وأخيرا وصل على أمين إلى فكرة وساطة عبد الناصر بين الشعب ونفسه. فهو "يحقق حلما غامضا كان فى صدر كل مصرى وكل عربى... كل واحد شعر أنها ثورته... قامت لتحقق الأمنية التى فى صدره... وجاء جمال عبد الناصر وحددها ونسقها وحولها من أحلام ساذجة إلى سياسة عملية مدروسة" و بنت الشاطئ عام ١٩٦١ وفى نص جامع وشامل فإن عبد الناصر هو فى نفس الوقت: "القائد الذى يرى الشعب كل صفاته ومميزاته مجسدة فيه.... [و]الوالد والمعلم"، وهو "وإن يكن أعظم رجل حكم مصر فى كل تاريخها � يقف بين الشعب موقف الابن البار... سعى دائما إلى العثور على كل الذى تنبض به أعماق مصر كلها. إنه ليس قائدنا، وإنما هو مندوبنا لتحقيق أحلامنا.

بس البطل ده فى فكر عبدالناصر شايف إن الشعب مش جاهز عشان يحكم نفسه ولا هو عارف اولوياته ولا مبادؤه وبالتالى كان على هذا البطل إنه يبقى وصى على الشعب ويغرس فيهم القيم والأهداف عشان يبقوا جاهزين لانهم يشيلوا الأمانه من بعده. "ويتمثل منطق الوصاية التربوية بكثير من أبعاده فى قول عبد الناصر عام ١٩٥٤: "أتى إلينا رجال السياسة وقالوا لنا: لقد أديتم الرسالة وعليكم الآن أن تسلموا الأمانة. قال البعض أن علينا أن نسلمها باسم الحرية وباسم الديمقراطية، وقال البعض أن علينا أن نسلمها باسم الإسلام وباسم الدين... [ولكنهم] لم يقيموا فى هذا الوطن عزة ولا كرامة ولا حرية، فآثرنا أن نحتفظ بالأمانة... [لنحميها] من الخداع ونحميها من التضليل... ونحن نعلم أننا سنقاسى فى سبيل تسليمها إلى أهلها الحقيقيين... ونحن نعلم أن هذا الوطن الذى لم تستقر فيه الأفكار [كذا] طوال السنين الماضية قد يتزعزع، وقد لا يفهم الأمور على حقيقتها... لم يفارقنا الإيمان وآثرنا أن نسير فى الشوط إلى نهايته... و[نحن] نبث دائما بين أبناء هذا الوطن العزة والكرامة والحرية. وكنا نشعر بهذا أننا نخلق وطنا جديدا ونخلق جيلا جديدا لا يعتمد على شخص أو أشخاص... ولكنه يعتمد على المبادئ والمثل العليا..."

وحتى مقولته أثناء حادث المنشية واضحة جدا فى تفسير دور ذلك البطل المنتظر: "أيها الأحرار. فليبق كل فى مكانه. دمى فداء لكم... أنا لست جبانا... فليقتلونى. فقد وضعت فيكم الكرامة. فليقتلونى. فقد أنبت فى هذا الوطن الحرية والعزة والكرامة من أجل مصر... إذا مات جمال عبد الناصر فليكن كل منكم جمال عبد الناصر... متمسكا بالمبادئ والمثل العليا... إذا كنت قد نجوت اليوم فبعون الله لأزيدكم حرية ولأزيدكم عزة ولأزيدكم كرامة" .هى بطولة مقترنة بسيادة سيد يلخص معانى العزة والكرامة فى شخصه ويعلمها لشعب يجهلها، أو كان يجهلها حتى جاءه عبد الناصر. وهى مهمة لن تنتهى لأنه سيزيد الشعب حرية وعزة وكرامة بعد نجاته، فيما قال. وفوق ذلك فإنه لا يقبل ثمنا لقتله أقل من أن يجعل من ال ٢٣ مليون مصريا نسخا منه، أو بالأصح أتباعا.

فالمشروع السياسى للضباط الأحرار كما يقرر عبد الناصر هو تربية الشعب على العزة والكرامة والحرية من ناحية، وحماية ذهنه من الأفكار الضارة من ناحية أخرى. والسلطة ليست "حقا" للشعب، بل "أمانة" ائتمن الضباط أنفسهم عليها لحين انتهائهم من تربية الشعب بحيث يصبح أهلا لحملها، وهو ما يتحقق بإنشاء جيل جديد، وبالتالى وطن جديد، يعيش بالمبادئ العليا التى سيلقنها له الضباط. وهكذا أصبح مطلوبا تشكيل شعب جديد، واحد متحد، خلف الضباط، "متحرر" من "البلبلة"، بفعل تحكم السلطة بالمجال السياسى والإيديولوجى. هنا سنجد عبد الناصر يقول بعدما تشكل برلمان ١٩٥٧ الذى شطب أغلبية مرشحيه "إن أهم تبعاتنا" (أى هو ومجلس الأمة) هى "أن نصنع فى هذه البقعة شعبا حيا يقظا مدركا، وأفراد البشر هم المادة الخام".
وضرب الكاتب مثال على التربية دية من الصحافة ,فعبدالناصر أحكم قبضة السلطة على الصحافة، حيث حولها إلى جهاز مهنى بحت، وحظر عليها القيام بأى دور سياسى، وأخضعها لإشراف وزارة "الإرشاد القومى" والمغزى من الإسم واضح جدا. ثم فى كلامه للصحفيين قال أنه يخشى: "أن تصبح هذه الحريات كما كانت قبل ٢٣ يوليو سلعا تباع وتشترى... فقد كان للحرية سوق وكانت للأفكار تجارة... وأنا أريد أن أصون الحرية من هذا العبث، ولا يتفق ومبادئنا أن تصفق لنا الجرائد على صفحاتها لأننا أطلقنا كل الحريات ثم نذهب من وراء الصفحات فنشترى هذه الحرية... ونحن لا نريد أن يشترى الحرية غيرنا ومن يدرى فقد يكون بينهم أعداء للوطن...هذا هو الموضوع الأساسى، المجتمع الذى نريد أن نعيش فيه، المجتمع الذى نريد أن نبنيه. هذا المجتمع هو بالقطع مش مجتمع القاهرة... ولا السهرات بتاع بالليل... بلدنا هى كفر البطيخ، القرية، أى قرية... اللى عاوز يكتب عن بلدنا يروح هناك... لازم نشوف مشاكلنا الحقيقية... أنا أطلب منكم أن تعاونونا فى رسم صورة المجتمع اللى احنا عاوزين نعمله. أنتم كصحافة مجندين لخدمة البلد، مش لخدمة ناس أبدا، واللى مش مؤمن بالمجتمع الاشتراكى الديمقراطى التعاونى... أنا مستعد أدى له معاش ويروح يقعد فى بيته، ولكن اللى بيشتغل لازم يكون مؤمن [به]."نلاقى مقالة تقول لنا بيعوا القطاع العام... أسمى هذا الكلام إيه؟ أسميه انحراف... نناقش كل الأمور ما عدا موضوع الانحراف".

يقول فتحى غانم، كان: "المفكر الحقيقى الوحيد فى هذا المجتمع والذى يقود الفكر ويؤثر بفكره ويتفاعل مع الشعب هو جمال عبد الناصر... من فوق رءوس المثقفين وإعلانات الصحفيين" اختصرت إيديولوجية "الزحف المقدس" الشعب بمجمله فى سلطة الضباط، وطرحت الاشتراكية هذه السلطة كسلطةالشعب الفقير ضد حكم الطبقة، وقدمت إيديولوجية الوطنية البطولية التحرر الوطنى تحت شعارات شعبوية جوهرها فكرة العزة والكرامة، المختزلة هى ذاتها فى النظام وسياساته الوطنية الشعبوية وهكذا عمل الضباط من خلال التحكم فى وسائل الإنتاج الإيديولوجى أن يعيدوا تشكيل الشعب فى "زحف مقدس".

وكانت النتيجة الطبيعية لما حدث هو المركزية الشديدة للدولة التى تدور فى فلك الزعيم فمثلا جاء مانشيت الأهرام عن الخطاب موحيا للغاية: "جمال عبد الناصر يعلن قيام المجتمع الجديد. فالمجتمعات تقوم بإرادته المنفردة ممثلة فى خطاباته. والمقصود من ذلك بيان أن محورية رئيس الجمهورية فى النظام السياسى قامت على احتكار مطلق للشرعية والسلطة، إلى حد أن أى مؤسسة منتخبة أو معينة كانت تنبثق وتستمر وتتحدد صلاحياتها وتتغير، أو يتم تجاهلها ببساطة، بناء على قراراته التى لا توجد جهة تراجعها أو تخاصمها قضائيا، أو حتى تبدى رأيا مخالفا. وهكذا كانت سلطة الرئيس المطلقة الدعامة الواقعية للصورة بالغة البروز لعبد الناصر فى النظام السياسى.

والنتيجة الأخرى هى أنه لابد أن لا يخرج أحد عن تلك التربية ومن يخرج عن ذلك فهو عدو الشعب وبالتلاى كان تقسيم السكان إلى "شعب" يمثله الضباط، و"أعداء شعب" يقمعهم الضباط باسم الشعب ومن أجله. ولم يكن احتكار مؤسسات "هيئة التحرير" و"الاتحاد القومى" و"الاتحاد الاشتراكى" للنشاط الجماهيرى سوى تطبيق لسياسة خلق هذا الشعب الموحد المعقم مما هو سياسى على إطلاقه. فبمعيار "الاتحاد" كان رقم الآلاف الخمسة فى الاستفتاء الأول كبيرا فى نظر على أمين، فقال أنه تلقى عشرات الخطابات من هؤلاء موقعة بإمضاءاتهم وبرروا فيها قرارهم بأنهم "أرادوا أن يمتحنوا حرية الاستفتاء"، أو "ليخلقوا معارضة" تكون دليلا على ديمقراطية النظام، وبعضهم "اعترف" له "بأن حوادث شخصية هى التى أثرت فى اختيارهم".

وهكذا تئول الصلة بين السلطة و"الشعب" المفتت إلى أفراد إلى نوع خاص من إيديولوجية الحكم بالحق الإلهى. فالشعب يلعب هنا دور مصدر خفى أعلى للسلطة، فينزل الوحى على طليعته من الضباط، ويرعى ويصون ويسدد خطاهم. وهى صلة من نمط سحرى أو لاهوتى لا يمكن فهمها ولا إثباتها، ولا مراقبتها ولا التدخل فيها، لأنها صلة خفية، تتلقى فيها الطليعة بطريقة غامضة أسرار آمال الشعب على حد تعبير الميثاق. كان المتاح إما الإيمان بها، أو الكفر، علما بأن ثمة حد للردة على السلطة. أما وجه الاختلاف عن الحكم بالحق الإلهى فيتمثل فى أن المحكوم هو ذاته مصدر الوحى. وكأن الشعب يتعرف على نفسه ويحقق مصلحته من خلال تلك العلاقة الخاصة بالضباطو من خلالها يتحقق الشعب كشعب؛ فبها يتعرف على نفسه ويحل مشكلاته، ويحقق مجده، وبغيرها يغرق فى الخمول والفساد والظلم. وتحول هذا التصور للأمور على شخص عبد الناصر بمفرده، ليصبح هو التجسيد النهائى للشعب والثورة، التى تتضمن الجيش.

تبلور هذا التوجه عموما، وهذا الملمح الرئيسى الحاكم فى إيديولوجية الضباط، فى شعار: "السياسة هى معرفة مشاكل الجماهير وحلها". وقد أطلق عبد الناصر هذا الشعار عام ١٩٦٤ : "القيادة هى معرفة مشاكل الجماهير". وفى صيغة أخرى: "العمل من أجل الشعب هو .( السياسة" ( ١٩٦٥ دون أن تظهر فى الأفق أية مناقشة سياسية تهدد النظام، اكتفاء بمناقشة كيفية "العمل من أجل الشعب". فالعقائد السياسية ليست مطروحة هنا للنقاش.

يختم الكاتب بتحليل خطاب التنحى فيقول "فى حين أن الاستقالة نقل للسلطة، ويجب دستوريا أن توجه لمجلس الأمة وفقا للمادة ١١١ من دستور ١٩٦٤ المعمول به آنذاك. غير أن المهم هنا هو أن الرئيس تخطى، للمرة الألف، المؤسسات الدستورية التى شكلها بإرادته المنفردة أصلا، ليقيم محلها تلك العلاقة الخاصة بينه وبين "الشعب"، المفتقر إلى أية مؤسسات مستقلة من أى نوع، وواضعا بذلك كل مؤسسات الدولة بين قوسين فى حالة شلل كامل فى انتظار "كلمة الشعب"، ومحييا بهذا الموقف فى حد ذاته ذلك التراث الذى تناولناه بشأن العلاقة الخاصة بين البطل وشعبه وأخيرا، ولكن ليس آخرا بحال، فإن الزعيم لم يعلن مسئوليته عن "النكسة"، وإنما عن استعداده لتحمل المسئولية عنها.. وهى صياغة، خصوصا فى ضوء ما سبق، تدخل فى باب الشهامة، لا فى باب تحديد المسئوليات. ولأنها شهامة، ولأنه ربما يكون قد أخطأ فقط فى حساب العوامل، وهو ما لم يقله صراحة، ولأن المطروح هو تحمل تبعات الهزيمة، لا المسئولية عن وقوعها، فلا محاسبة ولا مساءلة. ويروى هيكل أن التعديل الوحيد الذى أدخله عبد الناصر على صياغته كانت رفض القول بأنه "على استعداد لتحمل نصيبى من المسئولية"، مصرا على تعبير "المسئولية كاملة". بعد هذا التنحى الخاص منح عبد الناصر نفسه سلطة تعيين خلفه، ومن داخل النظام القائم، فخلع السلطة على زكريا محيى الدين"

وبالتالى كان خروج الناس حتميا فهم كانوا قطيعا مذعورا يرغب فى أن يعود شعبا. فقط بعبد الناصر يمكن أن يعودوا شعبا مرة أخرى.. كان كما سبق القول مرارا "إرادتهم".. فقد كان هو الشعب الفعلى الفاعل، أما هم فليسوا سوى مصدر إلهامه، ثم متفرجيه ومش��عيه. كان الشعب الذى نزل الشوارع هو الشعب كما بنته إيديولوجية "الزحف المقدس"، أفرادا تحولوا إلى ذرات متفرقة، تفتقر لأى قدرة على الفعل الجماعى، وبلا زعماء، لا يملكون سوى أن يسيروا فى "الزحف..." حين تستدعيهم السلطة. هنا لم تستدعهم السلطة، ولكنهم حين أصبحوا فى الشارع، كانوا يتامى حائرين، يبحثون عن حضن الأب الوحيد الذى يعرفونه. والأرجح أنهم حين هتفوا "حنحارب" كانوا يعدون الزعيم بالتضامن معه. ولخص إحسان عبد القدوس الإيديولوجى: "كل خطوة خطاها عبد الناصر خلال الخمسة عشر عاما... كانت تعبر عن إرادة الشعب العربى كله... نحن الذين نتحمل المسئولية.. نحن الشعب... فإذا كان عبد الناصر قد أراد... أن يتنحى فإنه لا يستطيع.. لأنه إرادة الشعب، والشعب لا يستطيع أن يتنحى عن مسئوليته.. إن عبد الناصر سلاحنا.. قوتنا.. إرادتنا. فإذا تنازلنا عن سلاحنا، وقوتنا، وإرادتنا.. فكأننا استسلمنا للعدو... ولن نجعل من النكسة نكستين". فى سبتمبر ١٩٧٠ ، تكرر مشهد الحشود الهائلة، على نطاق أوسع بكثير، حين خرج الناس يودعون عبد الناصر إلى مثواه الأخير، فى مشاهد حزن مروعة، عاجزين عن تصور أن تعيش مصر دونه. وفى تلك المناسبة قالت لطيفة الزيات: "لا يحق لفرد أيا كان أن ييتم شعبا"... ولكن لكى ييتم فرد شعبا، يجب أولا أن يفرض نفسه عليه كأب؛ كان عبد الناصر أبا بطريركيا قويا وباطشا ومانحا أيضا... وكان فوق ذلك بطلا للعدالة والوطنية والثورة، فأصبح بهذا كله أبا ونبيا معا، أو، كما قيل، مخزنا لطاقات "شعبه" وحامل إرادته ومحتكرها.. تلك كانت أسس ذلك اليتم.

أخيرا أعيب على الكاتب ثلاث نقاط
أولا أنه لم يفسر انتشار ظاهرة الزحف المقدس للشعوب العربية المجاورة حتى انى اقتبس من ادوارد سعيد مثلا قوله فى كتابه السلطة والسياسة والثقافة:
“Not one of our political spokespeople—the same is true of the Arabs since Abdel Nasser’s time—ever speaks with self-respect and dignity of what we are, what we want, what we have done, and where we want to go. In the 1956 Suez War, the French colonial war against Algeria, the Israeli wars of occupation and dispossession, and the campaign against Iraq, a war whose stated purpose was to topple a specific regime but whose real goal was the devastation of the most powerful Arab country
. And just as the French, British, Israeli, and American campaign against Gamal Abdel Nasser was designed to bring down a force that openly stated as its ambition the unification of the Arabs into a very powerful independent political force.�

ثانيا انقلاب الكثير من معارضيه والذين قضوا فترة فى السجون لمؤيدين له بعد موته مثل الأبنودى وأحمد فؤاد نجم وغيرهم.
ثالثا وهو حل الاعتراضين السابقين , ان الكاتب ركز على صناعة الايديولجية الناصرية كعملية غسيل مخ جماعى وأهمل ان الشعوب المصرية والعربية والتى لم تتعرض لتلك التربية كلها كانت تتتظر البطل, ليس فى مصر فقط بل فى العالم العربى كله بل ومقارنة فترة عبدالناصر بما بعدها أكدت صورته كبطل.
أنهى كلامى برسم كاريكاتيرى لناجى العلى الفلسطينى الشهير



Profile Image for Baher Soliman.
476 reviews443 followers
June 26, 2019
هذا الكتاب يحاول تقديم إجابة عن ذلك السلوك الغريب الذي يدفع شعب إلى النزول عقب هزيمة كبيرة للمطالبة بعدم رحيل رأس النظام الذي بحكم موقعه مسؤولًا مباشرًا عن هذه الهزيمة، إن السردية القومية الناصرية تقول بأن ما حدث من نزول الناس في التاسع والعاشر من يونيو هو بسبب " روح الشعب الرافض للهزيمة"، وهناك سردية مقابلة تقول بأن هذه الحشود التى نزلت تم دفعها دفعًا بواسطة الإتحاد الاشتراكي .

الكتاب يرفض السرديتين، ويقدم سردية -في تقديري-أكثر تماسكًا مفادها أن مظاهرات التنحي كانت فعلًا عفوية، ولكن وكما ستفهم من هذا الكتاب أن هذه العفوية لم تكن عفوية واعية، بمعنى أنها كانت نتيجة للتجريف المستمر الذي حدث للشخصية والعقلية المصرية منذ انقلاب يوليو، هذا التجريف والتوجيه هو ما سيحاجج في إثباته الكتاب ليصل إلى لحظة مظاهرات التنحي؛ إذ ما حدث يومها هو نتيجة سياسة بعيدة اتبعها نظام عبد الناصر ولعب عليها كثيرًا ، وهي سياسة " التجييش للشعب" أو " الزحف المقدس" كما جاء في مقالات فلسفة الثورة .

ومن هنا ..يرصد الكتاب كيف قام النظام الناصري منذ بدايته على "غسل الوعي الجماعي" و إيجاد وعي جماعي بديل يرتكز في حقيقة الأمر حول شخص لا دولة، حول ناصر لا مصر، وعلى غرار كتاب بيار كونيسا " صنع العدو" تجد شريف يونس يحاول توضيح كيف خلق نظام يوليو الأعداء لتثبيت شرعيته، كيف خلق أشباح وشياطين يخوّف بهما الشعب من عينة أعداء الحرية والنظام القديم والعهد البائد وعملاء الاستعمار ؛ بغية فرض هيمنتهم على هذا الشعب، هذه الهيمنة التي لم تشمل فقط جانبها المادي، بل مارس النظام هيمنته الفكرية أيضًا بتحديد مفاهيم ك " الحرية" والتي هي في حقيقتها عبودية حقيقية = عبودية طوعية .

يوضح الكتاب الأليات التي عمل من خلالها النظام الناصري لفرض هيمنته على الشعب وإعادة تكوين العقل الجمعي، فيري أن الهيمنة على الصحافة من أهم العوامل التي ساهمت في هذا الأمر ، ويرصد دور بعض الصحفيين مثل " هيكل" و " مصطفى أمين" في القيام بهذا الدور المحوري في غسل الوعي الجمعي عن طريق الصحافة، ثم ينتقل لشخص عبد الناصر نفسه وتركيزه في خطبه على مفاهيم الكرامة والعزة وأشباح الليل وعملاء الاستعمار الذين لا يريدون لهذا البلد القيام، هذه الأشياء خلقت في الوعي الجمعي تعلّق بشخص عبد الناصر، وهي نفس التيمة التي سوف يكررها عبد الناصر في خطاب التنحي عن قوى الاستعمار التي لا تريد جمال عبد الناصر.

هذا الخطاب الذي سيقف معه الكتاب محللًا وناقدًا، فهو خطاب ديماجوجي يلعب على عواطف الشعب وتيمة الزعيم، فهو خطاب فيه حجر للمرة المليون على إرادة الشعب حتى وهو يتنحى فيختار للشعب من يخلفه! ولا يتحمل المسؤولية حقًا كما يقول ويضع نفسه موضع المحاسبة والجزاء بحكم ما تسبب فيه، ولكنه يقول أنضم إلى الجماهير كأي مواطن آخر، والغريب أن الشعب نفسه لم يحاسب ناصر بل لم يطلب هذه المحاسبة من الأساس، ربما لأنه لم يدرك حجم الجناية وحجم الكارثة التي وقعت في سيناء في ذلك الوقت، لكن الشيء المؤكد أن كثيرًا من هؤلاء العوام والمهمشين والبسطاء كانوا تحت القصف الفكري والتوجيه الأيديولوحي لنظام شمولي قمعي وهو النظام الناصري، كانوا أسرى كاريزما الزعيم وشعاراته ومعاركه الكلامية.

لكن إلى متي يظل الأسير أسيرًا !! كنت أحب أن يشير الكتاب أنه بعد مظاهرات التنحي بعام خرجت على ناصر مظاهرات الطلبة وقد قمعها بكل وحشية، لم يشر الكتاب لهذه الواقعة، ولكنها واقعة ذات دلالة أن النخبة المثقفة من الطلبة والتي لم ترتبط بمصالح مع النظام بعد مثل "الأنتلجنسيا" وقتها، كانوا أكثر وعيًا من جمهور من الدهماء والمغفلين الذين كانوا في حقيقتهم أسرى التوجيه الناصري .
Profile Image for Hosam Diab.
Author1 book80 followers
February 19, 2015
لا بأس به.. هو بروفة تمهيدية لكتاب نداء الشعب، وأنصح الباحثين والمهتمين بقراءة هذا الأخير مباشرة. مظاهرات التنحي لم تأخد إلا فصلا بسيطا في الكتاب
Profile Image for Ahmed Hussein Shaheen.
Author4 books195 followers
May 8, 2022
أحبب الكتاب جدا
أسلوبه سهل ويمكن اعتباره مقدمة لكتابه نداء الشعب
أنصح به
Profile Image for Ali Alaa.
129 reviews21 followers
July 26, 2019
كتاب التاريخ كثيرون،ولكن من يكتبون التاريخ ويضعونك أمام تحدي هم أقلية وشريف يونس ينتمي الي الحزب الثاني دائما تجده يضعك في تساؤلات كثيرة فلذلك تجده متمكن من صياغة اسلوبه واختياره حتي لموضوعاته وهي موضوعات لازالت مطروحة في أفكارنا من : الهوية لسيد قطب الي الناصرية بكتابيه (نداء الشعب و الزحف المقدس) لذلك يستحق شريف المكانة التي وصل اليها ككاتب ومثقف بمعني الكلمة وليس مؤرخ فقط
الكتاب الذي امامنا ينتمي الي نوعية تفكيك خطاب السلطة وكيفية تشكلها بناء علي فكرة ميشيل فوكو التي تقول ان السلطة تنتج الوعي وهنا يفكك شريف يونس السلطة الناصرية بداية من تشكل تنظيم الضباط حتي استقرارها علي قواعد السلطة
ويرتكز الكتاب علي مشهد (مظاهرات التنحي ) تلك التي اعقبت هزيمة يونيو 1967 وتحليل خطاب التنحي وتفكيكه ذلك الخطاب لم يكن سبب رئيسيا لخروج الجماهير التي لم تكن قد افاقت بعد من صدمتها بل كان الخطاب تتويجا لجهود استمرت علي مدار 18 عام وخصوصا فترة جمال عبد الناصر
استطاع شريف ان يضعنا أمام تساؤلات :كيف لشعب ان يخرج مطالبا ببقاء رئيس مهزوم وهو حدث فريد من نوعه فبدلا من ان تحاسبه نادت ببقاءه؟
الاجابة : ان المجال العام الذي تم اغلاقه بممارسات 1954 وما تلاها من محاولات غلقه والتي نجحت باخراج كل المناوئين استطاعت ان تجعل الشعب لايري الا في عبد الناصر الا المنقذ لها وحتي بعد هزيمته قررت ان تدعمه حتي تخرج من أزمتها دون ان تدرك ان عبد الناصر هو السبب الرئيسي وان الهزيمة لم تكن وليدة معركة بل كانت نتاجا طبيعيا
اعتمد الضباط علي فكرة الزحف المقس واننا قادمون من اجل تنظيم هذا الشعب الفاسد وعليهم ان ينضموا تحت لواءنا (فكرة الزحف المقدس وردت لأول مرة في كتيب فلسفة الثورة) هكذا نظر الضباط الي الشعب باعتباره قاصرا يحتاج الي من يحكمه ويرشده ونحن من سيقوم بهذا
يحلل الكتاب أيضا سمات تنظيم الضباط الاحرار والذي يري الكاتب ان اهم صفة فيه هي صفة الاستقلالية رغم انه استقي افكاره من التنظيمات السياسية السلطوية هذه الصفة جعلته غير تابع لاحد ويلق الكاتب انهم ايضا ورثوا مؤسسات الدولة أنذاك كالازهر والسراي واعتمدوا علي فكرة التطهير حتي نقيم شعبا سليما هكذا كانت إيديولوجيا النظام وليس كما يدعي البعض ان النظام لم يكن بلا ايديولوجيا
ويتتبع أيضا الكتاب فكرة الاقتصاد الذي ينادي به المؤيدون وأننا اصبحنا متقدمين ولكن ما يورده الكتاب عكس هذا فعجز الميزانية كان 417 نليون جنيهو الخطط الخمسية كانت ارتجالية ومعدل النمو من أيام الملك لم يزد سوي 1% من 4.7 الي 5.7% وان الاصلاح الزراعي كان الهف منه هو تفتيت نفوذ ملاك الاراضي وليس من أجل توزيع الاراضي علي الفلاحين خصوصا ان طارق البشري في كتاب (الديمقراطية وثورة يوليو) يورد ان سمة حكم الضباط انهم اعتمدوا علي جهاز الدولة بصفة اساسية ودمج كافة السلطات في أييديهم والدليل اللجنة التي شكل من اجل الاصلاح الزراعي فاكتشفت فيما بعد ان هناك ملاك كانوا يمتلكوا حجم أراضي أكبر من المقرر لها وان اللجنة أصابها الفساد
أقرب الفصول الي كانت فصل الزعامة والتي شرحت كيف تصاعد عبد الناصر ليتوج علي نظام يوليو
Profile Image for Sara Al Mabruk.
124 reviews34 followers
February 26, 2014
ان كُنت تُريد كتاب مع أحداث موثقة لمعرفة كيف يُصنع "الفرد الزعيّم البطل " وكيف يُصبح منقذاً ونبياً وآله عن البعض عليّك بقراءت هذا الكتاب
Profile Image for Magd Eldeen Taha.
25 reviews6 followers
July 26, 2017
الكتاب جميل جدا الصراحة
عاوزين كتاب تاني بقي يشرحلنا النفسية اللي كتبت كتاب جميل زي جه وفي الآخر بتأيد انقلاب عسكري أسوء بمراحل من اقلاب يوليو وكمان يأيد من هم أدني ثقافة وفكر الديكتاتور الأول
Profile Image for محمّد أبوريّان.
Author4 books255 followers
April 22, 2020
عن كتاب (الزحف المقدّس.. مظاهرات التنحّي وتشكّل عبارة ناصر)، شريف يونس.
ظاهرةٌ عجيبةٌ حدثت يومَي 9 و 10 يونيو من العام 1967م. كان عبد الناصر قد أنجز للبلاد لتوّه هزيمة عسكرية وسياسية وخسارة جغرافية واسعة، ناهيك عن سنوات طوال من الاستبداد السياسي والحكم الحديدي والتأزم الاقتصادي، وفي الوقت ذاته أنهى خطابه للتنحّي. ومع ذلك، خرجت الجماهير إلى الشارع ترفض «تنحّي عبد الناصر»، وتطالبه بالعودة إلى موقعه كرئيس للبلاد، دون أدنى تفكيرٍ في مجرّد التساؤل عن المسئولين عن تلك الهزيمة، ناهيك عن محاسبتهم.
ما الذي أوصل الجماهير المصرية حينها إلى هذه الحالة؟ في كتابه (الزحف المقدّس.. مظاهرات التنحّي وتشكّل عبارة ناصر)، يحاول شريف يونس، عبر ممارسة تحليلية حفرية تفكيكية دءوبة، أن يجيب على هذا السؤال، متتبعًا دور عبد الناصر وممارسات المؤسسة العسكرية وأذرعها السياسية والأمنية، في «صناعة» مجتمع تصير فيه تلك الاستجابة المذكورة استجابةً طبيعية لا غبار عليها، بعدما تشكّلت صورة الزعيم الأب القائد المعلّم، القائم على رأس نظام يوليو.
عبْر «يونس»، سنرجع فقط إلى البدايات، لنرى أيهما غرَس الاستباد وكرّسه.. يوليو أم عبد الناصر؟
المزيد عن الكتاب في مقالتي (يوليو وعبد الناصر: مَن غرَس الاستبداد)، على الرابط:
وقت ممتع.
Profile Image for Diaa El-masry.
178 reviews13 followers
August 26, 2021
تابعت الأستاذ شريف يونس على فيسبوك وشاهدت عدة ندوات له على الإنترنت وأعجبت بآراءه السياسية والاجتماعية ذات الميول اليسارية، وفي هذا الكتاب يحلل بعمق الخطاب الناصري قبل وأثناء وبعد الهزيمة المريرة التي أصابت المجتمع المصري والتي بدا لي أنها بالفعل هزيمة من الداخل نتيجة ما فعلته العصابة التي استولت على السلطة والتي حالفها الحظ كثيرا لضعف الوعي العام، حزنت جدا للدور الذي لعبه هيكل والدور المتخاذل للنخبة المثقفة والتي كان أجدر بها أن تقيم المشانق لهذه العصابة الفاشلة!
Profile Image for Ahmed Salem.
372 reviews163 followers
September 18, 2014
يبدأ الكتاب من مشهد النهاية! بعد النكسة! كان من المنطقي ان تخرج الناس ضد عبد الناصر ، المسؤول الأول عن الهزيمة العسكري الساحقة المخلوطة بأكاذيب أسطورية عن قرب فتح تل أبيب، ثم يستفيق الناس على حقيقة أن سيناء قد سلبت منا. لكن ما حدث هو مغاير تماما لما هو المفروض أن يكون طبيعي، و هو ان الناس نزلت تطالب بعودة ناصر القائد الملهم!!

يعود الكاتب بعد هذه المقدمة لسرد التفاصيل من البداية حول كيف استولى ما يعرف بتنظيم الضباط الأحرار على السلطة و كيف حولوا الانقلاب العسكري الى "ثورة أيدها الشعب" و كيف استحوذ على عقول الناس و بدأ في تعبئتهم فيما يسمى ب"الزحف المقدس" لتحقيق ما يسمى "أهداف الثورة" مستخدما الأدوات التقليدية في خلق العقل الجمعي من اعلام الى تعليم الى الغاء الأحزاب و الحياة السياسية الديموقراطية و السيطرة على كافة وسائل ادارة الدولة من خلال تداخل السلطة العسكرية في الادارة السياسية للدولة!

كمية الأحداث التي أوردها الكتاب مخيفة حيث انني لم أقرأ عن أجرأت تعسفية و قهرية في أنظمة مشابهة الا في ايطاليا الفاشية و ألمانية النازية!

Merged review:

يبدأ الكتاب من مشهد النهاية! بعد النكسة! كان من المنطقي ان تخرج الناس ضد عبد الناصر ، المسؤول الأول عن الهزيمة العسكري الساحقة المخلوطة بأكاذيب أسطورية عن قرب فتح تل أبيب، ثم يستفيق الناس على حقيقة أن سيناء قد سلبت منا. لكن ما حدث هو مغاير تماما لما هو المفروض أن يكون طبيعي، و هو ان الناس نزلت تطالب بعودة ناصر القائد الملهم!!

يعود الكاتب بعد هذه المقدمة لسرد التفاصيل من البداية حول كيف استولى ما يعرف بتنظيم الضباط الأحرار على السلطة و كيف حولوا الانقلاب العسكري الى "ثورة أيدها الشعب" و كيف استحوذ على عقول الناس و بدأ في تعبئتهم فيما يسمى ب"الزحف المقدس" لتحقيق ما يسمى "أهداف الثورة" مستخدما الأدوات التقليدية في خلق العقل الجمعي من اعلام الى تعليم الى الغاء الأحزاب و الحياة السياسية الديموقراطية و السيطرة على كافة وسائل ادارة الدولة من خلال تداخل السلطة العسكرية في الادارة السياسية للدولة!

كمية الأحداث التي أوردها الكتاب مخيفة حيث انني لم أقرأ عن أجرأت تعسفية و قهرية في أنظمة مشابهة الا في ايطاليا الفاشية و ألمانية النازية
Profile Image for Ahmed.
13 reviews48 followers
June 4, 2013


يستحضر الكتاب في فصوله الاولي التراث الايدلوجي الدعائي للبروبجاندا والاله الاعلاميه الناصريه التي كان يقودها هيكل و مصطفي امين وامثالهما .. والتي شكلت وعي الناس في تلك الفتره في رسم صوره لناصر كانه " زعيم " و " اب معلم " و " قائد " وهكذا...

فالاربع الفصول الاولي تعتبر مقدمه لا بد منها للفصل الاخير الذي يدرس فيه الكاتب خطاب التنحي بالتفاصيل


وفي الفصل الخامس ( وهو الفصل الاهم في الكتاب في نظري )

يقسم الكاتب من تناوله مظاهرات التنحي الي قسمين .. اولا من قالوا ان المظاهرات عفويه واستنتجوا منها حب الشعب لعبد الناصر ونقاء ثوره يوليو ..
و ثانيا من قالوا ان الاتحاد الاشتراكي هو مدبر هذه التظاهرات فاستنتجه منها ان نظام يوليو نظام فاشي مستبد

اما رؤيه الكاتب فتتضح من خلال الاربع فصول الاولي .. فالكاتب يتبني رؤيه فوكو وماركس في ان السلطه تشكل الوعي .. والوعي هنا هو الوعي الايدلوجي .. والذي طرح عده امثله له في الاربع فصول الاولي من سيطره ناصر الشخصيه علي جميع وسائل الاعلام والصحافه والثقافه

لذا فالكاتب يقول باختصار ان كلا الرؤيتين السابقتين يرفضون الكتاب .. فهم غير مدركين كيف يمكن لنظام استبدادي ان يجعل الناس يتظاهرون عفويا لاستعادته !
7 reviews7 followers
July 24, 2015
فى رائعته "كائن لا تحتمل خفته" يشرح ميلان كونديرا- على لسان أحد أبطال روايته-امتعاضه من قيم الايدولوجيا وفكرة المثال الشيوعى فيقول:"فى مملكة الكيتش الديكتاتورية،يعتبر أى طعن بالكيتش فهو طعن بالحياة ذاتها,فك� إظهار للفردية فهو نشاز يعتبر بصقة فى وجوه الأخوة الباسمة،وكل شك بالتفاصيل فقد ينتهى إلى شك بالحياة ذاتها.."

يحلل الكتاب مظاهرات 9،10 يونيو التى خرجت لمنع تنحى عبد الناصر بعد هزيمة 1967ويرجعها إلى ما سماه أيدولوجية الزحف المقدس التى تفترض الشعب كذات واحدة مصمتة لن يتحقق إلا بالانقياد التام خلف قائد رسخت خطاباته الشعبوية تجسيده كأب للشعب بل الشعب بآماله وطموحاته بدون أى آليات تمثيل لطوائف الشعب وتبايناته الفلسفية لأن كل تحزب وحياة سياسية هى ردة عن الوطنية وعدواة للشعب وتشتيت عن الهدف يجب بترها عن جسد الشعب فى المعتقلات,ولك� المعتقل أفضل من العيش فى مجتمع من المبتسمين البلهاء..

تلك الايدولوجيا التى رسخت للفكرة التى تحيا إلى الآن وهى الربط بين الوطنية والاستبداد،وبين الوسيلة والهدف،ولكن أى نصر يمكن أن بتحقق مع انعدام الجدال والمساءلة والهروع دائما وأبدا إلى أحضان الشعارات فى ظل فراغ سياسى عاجز عن تقديم أى مراجعات أو بدائل..
Profile Image for Omar Adel.
97 reviews89 followers
September 17, 2014
الزحف المقدس : مظاهرات التنحى وتشكل عبادة ناصر
دا اسم الكتاب والزحف المقدس هو المظاهرات اللى خرجت لتأييد رئيس مهزوم عسكريا و رفضا لتنحيه فى مشهد من اغرب المشاهد فى التاريخ (ازاى دا حصل وليه حصل ومين الناس دى و هل خروجهم كان تلقائى ولا لا ) وبعدين بيتناول بالتفصيل النظام العسكرى اللى نشأ فى الوقت ده و ازاى حول انقلاب 52 الى ثوره واغلق المجال السياسى و اممه لصالحه و كوارثه فى مجالى الاقتصاد و حقوق الانسان الى اخره
مين بقى الكاتب ؟
الكاتب هو شريف يونس احد اكبر مؤيدى النظام العسكرى الحالى لدرجة انه بيوصف المعارضه بالمشمئنطين (محدش يقولى يعنى ايه مشمئنطين) وراح من يومين كده مع جموع الشعب الهادره فى زحف مقدس اخر لشراء شهادات استثمار قناة السويس :D
وله فى خلقه شئون
Profile Image for Ahmed Abdelazim .
194 reviews152 followers
September 16, 2013
* "لو هلخص الكتاب في جمله صغيره هتبقى " سلطة من صنع نفسه وسيطا

- الكتاب تحليل لشكل النظام الفردي المركزي الهرمي المتمثل في شخص عبد الناصر فقط وكل من حوله يؤدون ادوارهم كما يطلبها منهم حتى المجالس النيابيه والاتحاد الاشتراكي وغيرها

- حلل خطابات عبد الناصر جيدا وهي مضمون الكتاب تقريبا مع القاء نظرات سريعه على السياسات الاقتصاديه والمجتمعيه مع بعض الارقام والاحصائيات

- مدخل الكتاب مقولة كاتب المسرح الألماني برتولد بريخ " تعس ذلك البلد الذي يحتاج الى بطل "

وابتدأ الكتابه بالصوره التي رسمت في الذهن حيث اقتحام تل أبيب وطرد المستعمر وختم بينما سيناء تحت الاحتلال


Profile Image for Soliman Abdellateef.
23 reviews2 followers
August 4, 2014
كتاب رائع يلخص تماما كيف تحول الشعب المصرى المتنوع الذى قضى السنوات من 1919 يناضل الاحتلال و يغير الحكومات بقوته الشعبية و بتنوعه المدهش و يناضل من اجل الدستور - كيف تحول على يد حفنه من الضباط الى شعب مغسول المخ يساق الى الحكم الفردى بإرادته الغير حرة بل المنومة بدعاية ضخمة و تعتيم على كل ما سواها و مفاهيم مغلوطة و تجريف كافة القوى السياسية ليقوده لاسوأ ما حدث فى تاريخة الحديث منذ معركة التل الكبير
Profile Image for ياسمين خليفة.
Author3 books328 followers
October 19, 2017
لماذا نزل المصريين يوم 9 و10 يونيو لكي يرفضوا تنحي الرئيس جمال عبد الناصر من الحكم رغم أنه كان السبب في اكبر هزيمة لحقت بمصر
منذ معركة التل الكبير التي انهزم فيها احمد عرابي أمام الجيش البريطاني ؟
وهل كانت هذه المظاهرات عفوية أم هي مدبرة من قبل الاتحاد الاشتراكي ؟
يحاول الدكتور شريف يونس استاذ التاريخ المعاصر أن يجيب عن هذه السؤالين من خلال كتابه المهم الزحف المقدس : مظاهرات التنحي وتشكل عبادة ناصر
ولكن الكتاب ليس هدفه الاوحد هو الاجابة على هذين السؤالين لأنه خصص الجزء الاول والاخير من الكتاب فقط
لتحليل خطاب التنحي والحديث عن العوامل التي ادت بنزول المصريين في الشوارع لرفض تنحي عبد الناصر يومي 9 و10 يونيو 1967
في مظاهرات كانت في الغالب عفوية
ولكنها كانت نتيجة سنوات طويلة من التعبئة والشحن وغسيل الدماغ
ولقد خصص المؤلف الجزء الاكبر
من الكتاب لتحليل الآلة الدعائة لنظام عبد الناصر
التي تشكلت مع نظامه
والتي كان يعمل فيها نخبة من كبار الصحفيين على رأسهم محمد حسنين هيكل ومصطفى امين ومحمد التابعي واحسان عبد القدوس
جميع هؤلاء الصحفيين المخضرمين شكلوا وعي المصريين في ذلك الوقت وشكلوا رؤيتهم لنظام عبد الناصر وسياساته وجعلهم يتقبلون بنفس راضية فكرة حل الاحزاب
وتفريغ الحياة السياسية والسيطرة على البلد بقبضة من حديد والتأميم وغيرها من الاجراءات
التي حولت البلاد إلى ديكتاتورية عسكرية
في غضون سنوات قليلة
وتجدر الإشارة أن شرعية نظام عبد الناصر وحب الناس له لم تأتي فقط من الآلة الدعائية الاعلامية
ولكنها جاءت نتيجة عدة عوامل وظروف تاريخية وقرارات اتخذها عبد الناصر لإرضاء الطبقة الوسطى التي تشكل منها مؤيدوه
مثل قانون الاصلاح الزراعي واشاعة التعليم المجاني الجامعي
وتعيين الشباب عبر وزارة القوى العاملة في الحكومة
بالإضافة إلى ظهور عبد الناصر بمظهر البطل المخلص بعد تأميمه لقناة السويس وانتصاره السياسي على ثلاثة دول كبرى في العدوان الثلاثي
ثم اندفاعه للدخول في حرب مع اسرائيل انتهت بالهزيمة الكبرى التي نعرفها
وأدت إلى انتهاء اسطورة عبد الناصر تدريجيا
عندما تقرأ اجزاء من خطابات عبد الناصر والمقالات التي كانت تكتب عنه ستشعر بالاستغراب من كمية الهراء الذي يتم تلقينه للشعب
حتى يصدق أن عبد الناصر ليس مجرد انسان عادي وليس مجرد رئيس جمهورية ولكنه اكبر بطل عربي
منذ صلاح الدين الايوبي
وهو التجسيد الوحيد لآمال الشعب واحلامه ومستقبله
اسلوب عبد الناصر في الحكم كما يوضح الكاتب هو اسلوب شعبوي
والشعبوية هي خطاب سياسي يلجأ
فيها الحاكم لدغدغة عواطف الشعب واللعب على مشاعرهم والادعاء انه يحكم باسمهم
ومن أجلهم حتى يكسب تأييدهم وحبهم
بدون أن يعطيهم الفرصة لكي يعبروا عن أنفسهم من خلال احزاب وتجمعات سياسية
قد يتساءل القارىء المعاصر عن الهدف من قراءة هذا الكتاب الذي يحلل خطب سياسية
عفى عليها الزمن
ولكني أرى أن قراءة هذا الكتاب مهمة جدا
لأنه يوضح للجيل الجديد كيف تشكل وعي الجيل السابق له الذي يحكم الآن, هذا الجيل نشأ وكبر في عهد عبد الناصر
وهذا الجيل هو الذي جعله نظام عبد الناصر يقتنع أن مصر لا يمكن أن يحكمها سوى رجل عسكري
مستبد عادل وأن الديمقراطية لا تصلح للتطبيق في مصر
وهذا الجيل هو الذي عارض أغلبه ثورة يناير وهو الذي
لا يزال يرضى بالذل والقهر والهوان ولا يزال يبحث عن بطل مخلص مثل عبد الناصر لكي ينقذ مصر
كما أن الخطاب السياسي والاعلامي السائد أيام عبد الناصر لا يزال مستمرا حتى الآن بأشكال
مختلفة وإن كان أقل احترافية واقل اقناعا مما كان ايام عبد الناصر
انصح بقراءة هذا الكتاب لكل قارىء مهتم بمعرفة تاريخ مصر المعاصر
فهذا الكتاب سيغير رؤيتك للخطب السياسية والاعلامية تماما وسيجعلك تسمعها وتقرأها بشكل جديد تماما
التقييم اربعة من خمسة
Profile Image for Mohammed Kotb.
96 reviews4 followers
December 19, 2024
لا أحبذ التعليق على الكتاب بطريقة التلخيص ولا بطريقة إبداء الرأى فى المحتوى، و لكننى هنا أسجل ما يجول فى خاطرى بدون أى إعداد مسبق. بعبارة أخرى أنا هنا أدون ما يجول فى خاطرى فقط.
هناك عدة تعريفات لمفهوم المثقف، إخترت منها تعريف الكاتب السورى هادى العلوى أن المثقف هو شخص يتميز بالمعرفة الواسعة مع تبنيه لأدوات التفكير المنطقى السليم. و هناك خصال عامة يشترك فيها معظم المثقفين على حد قوله و هى 1. الإنفكاك عن الدولة 2. إستبعاد الدين من حساب الفكر 3. تجازو الإيدولوجيا 4. الإرتباط بالناس أو على الإقل بموقف زائد على مجرد الفكر.
تعليقى على هذة الشروط كالأتى
1. الإنفكاك عن الدولة فهو شرط يبدوا لى عادلاً، حيث أن المثقف يحمل على عاتقه نقد ممارسات الدولة التى تبدوا له و لمحيط مجتمعه جائرة أو غير متوافقة مع قيم العدالة الإجتماعية. بمجرد ارتباطه بالدولة يصبح ذراع من اذرع الدعاية و لا ينطبق عليه ذلك الوصف. الكثير من المثقفين عندما يجدون أنفسهم في نفس المعسكر أو على الأقل منتمين إلى نفس التيار، يحاولون نقد الدولة حماية لها من الانجراف بعيدا عن العدالة الاجتماعية.
2. الشرط الثانى لا يبدوا لى ضرورياً بحكم أن الدين يحتل موقعاً أساسياً من حياة الناس و قد يكون من الأفضل أن يحاول المثقف إصلاحه من الداخل كما يقول ياسين صالح الحاج فى كتابه أساطير الآخرين.
3. الشرط الثالث يبدوا لى ضرورياً بحيث أن المثقف ينبغى له أن يخلع نظارة الأيديولوجيا كى يستطيع الحكم على الأمور بميزان العلم و المنطق. لكن مقدار القطيعة مع الأيديولوجيا يتنوع من شخص لآخر بحكم كوننا بشراً و لا نستطيع الإنسلاخ من معتقداتنا كليةً.
4. الشرط الرابع يبدوا لى أساسياً حيث أنه ما الجدوى من المثقف إذا لم يكن متسلح بوعى إجتماعى واسع المدى و مدرك لمشاكل مجتمعه. و لكن و بالمخالفة لرأى هادى العلوى لا يتحتم عليه تجاوز الموقف إلى المشاركة الفعلية لا سيما أن ذلك التجاوز فى الدول الشمولية قد يهدد وجوده الشخصى بدرجة كبيرة، و ذلك التهديد فى الشرق الأوسط قد لا يكون مصدره الدولة فقط و لكن التيارات الأصولية المتطرفة التى يزدحم بها المشهد فى دولنا.
نعود هنا لشريف يونس و ذلك الكتاب. ينعته البعض بأنه مثقف السلطة و ذلك لتجنبه انتقادها بصورة مباشرة و امتعاضه المباشر من تيارات الإسلام السياسى الذى يصل فى كثير من الأحيان إلى السخرية و الاستهزاء المباشر. لكن شريف فى كتابه هذا ينتقض الايدولوجيا الناصرية التى بنى عليها عبد الناصر دولته و استمرت تلك الأيدولوجيا إلى الآن ظاهرة فى تصريحات صناع القرار و أجهزتهم الإعلامية و إن كانت أقل درجة فى تطرفها من العهد الناصرى.
شريف من وجهة نظرى لا يثق فى العقل الجمعى المصرى � و أنا أؤيده � و لذلك فهو و الكثير مثله و من ضمنهم أنا نتهيب من انسحاب النظام الشمولى الحالى فى وسط فارغ سياسياً مما يستتبعه ظهور التيارات الإسلامية مصداقاً للقاعدة التى تقول أن الطبيعة تأبى الفراغ. ذلك الفراغ الذى لا يوجد جهة منظمة غير الإسلام السياسى تستطيع ملئه و ما يترتب عليه من انتهاكات لحقوق الإنسان و إضطرابات لا يعلم مداها أحد.
شريف و إن وصفه البعض أيضاً بالميول اليسارية � و إن كنت لم أجد دليل لها فى منشوراته على الفيس � و لكنه قام بتشريح أيدولوجية ناصر بطريقته التى لا تخلوا من سخرية لاذعة تجبرك على الإبتسام و أنت تقرأ.
الحقيقة أرى أن وصف شريف يونس بمثقف السلطة هو وصف جائر و سطحى.
Displaying 1 - 30 of 57 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.