يقولون ليلى في العراق مريضةٌ فيا لتني كنت الطبيب المداويا ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ أيها القمر الذى يملأ أرجاء مصر الجديدة فى شهر المحرم، أيها القمر، بلغ ليلاى فى بغداد أنى أعانى آلام الكتمان بلغ ليلاى أن سرى لا يزال مكتوماً بعد هذه المئات من الصفحات. وآه ثم آه من عذاب الكتمان! كان غرامى بك يا ليلى قدراً من الأقدار وكان مكتوباً خط بالدمع على أسارير الجبين وكم توقرت يا ليلى لأصد الجوى عن قلبك الخفاق. فإن كنت ضيعت عليك فرصة الفضيحة فى غرامى فقد حفظت لك نعمة الصيانة من أراجيف السفهاء، وذلك أجمل ما تظفر به القلوب والنفوس فى زمن يكفر أهله بشريعة الحب أبشع الكفران. ولو كنت كتمت هواى عن الناس وحدهم لخف الأمر وهان، ولكنى كتمت هواى عن ليلاى وضللتها أشنع تضليل، فهى لا تعرف اليوم مواقع هواى ولا تفهم أنى مفتون بها أعنف الفتون. سألتنى ليلاى ذات مساء: أنا ليلاك يا دكتور. فأجبت: علم ذلك عند علام الغيوب. وكان ذلك لأنى كنت ألزم الأدب حين أراها مع أنى أفضح نفسى فيما أنشر بالجرائد والمجلات فهى تتوهم أن هواى عند غيرها من الليليات وما أكثر أوهام الملاح! ومن ليلاى فى العراق؟ من ليلاى فى العراق؟ هى ليلاى فى العراق هى أم العينين السوداوين، هى الإنسانة التى كانت تشتهى أن تكون نور بيتى فى بغداد هى الإنسانة التى اقترحت أن نغرق معاً فى دجلة أو فى الفرات. وليتنا غرقنا معاً فى دجلة أو فى الفرات.
ولد زكي مبارك في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية في عام 1892، التحق بالأزهر عام 1908 وحصل على شهادة الأهلية منه عام 1916، وليسانس الآداب من الجامعة المصرية عام 1921، الدكتوراه في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1924 ثم دبلوم الدراسات العليا في الآداب من مدرسة اللغات الشرقية، في باريس عام 1931 ثم الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام1937" زكي مبارك مجموعة من الدكاترة اجتمعت في شخص واحد ... إنه كشكول حي مبعثر بل مسرحية مختلطة ، فيها مشاهد شتى ، من مأساة وملهاة ومهزلة ، أو لكأنه برج بابل ، ملتقى النظائر والأضداد ...فهو أديب عربي قح ، ومفكر عروبي محض ، يملكه الإيمان بالعربية والغيرة على العروبة ، على الرغم من تحليقه في أفاق أخرى من الثقافة والتفكير ... ولعل زكي مبارك يباين الذين انصرفوا إلى اللغات الأجنبية ودراساتها في أنه لم يطلب بها علما وأدبا وإن اكتسب ما تيسر له من مناهج البحث وطرق التدريس ، فكأنما كان مبعوثا إلى فرنسا لأداء مهمة والاضطلاع بخدمة ، هي التعبير عن اعتزازه بأدب العروبة وحضارتها، وإقناع المستشرقين بطول الباع والقدرة على التخريج والإبداع ... والبحوث التي توفر عليها زكي مبارك متوج أهمها بشهادة الأعلام الجامعيين في مصر وفي فرنسا أولئك الذين أناله اعترافهم أعلى الإجازات الجامعية قدرا ... وشعر زكي مبارك يتميز باثنتين : فصاحة ودماثة ، فهو لين اللفظ والأسلوب متين النسج والقافية ، وفي معانيه العاطفية طراوة وعذوبة ، وليس يعوزه الطابع الموسيقي على الإيقاع العربي المتوارث ... وأحاديث زكي مبارك تكشف عن موهبة فيه هي موهبة المسامرة والمناقلة ...فأنت متنقل في حديثه الذي تقرؤه له بين نقدات ومعابثات ونوادر ، في غضونها استدراك فلسفي أو استطراد عاطفي أو تعليق نحوي أو شكوى شخصية وكأنك تستمع إلى مذياع يتنقل مفتاحه من تلقاء نفسه بين محطات الإرسال في شرق وغرب ... وأما مشاجراته القلمية فقد كان فيها مطواعا لفطرته منساقا معه الشيمة البدوية أو الريفية في إيثار الصراحة العارية ، فهو إذا رأى شيئا ينكره انبرى ينقده ويشهر به غير آبه بما تواضع الناس عليه من الكياسة والحصافة والتزمت وتجنب الاحتكاك والهجوم ... ولا يعوز القارئ أن يلتمس صفاء نفس زكي مبارك في كثير مما كتب إذ يصادف في تعليقاته تحية لرجل كانت بينهما علاقة في درس أو مجلس وذكرى لراحل كان أستاذه أو كانت بينهما مشاركة في عمل ...ولعل أصدق وصف لزكي أنه طفل كبير ، احتفظ بما للطفولة من سرعة النسيان للإساءة ، وترك الاحتمال للحقد ، وخلوص الضمير من كوامن الضغن ، فإنك لترى الطفل غضوبا على رفيقه في شئ من الأشياء و لا تلبث أن تراه ملاعبا له ، ناسيا ما كان بينهما من مغاضبة وشحناء ، بل لعل ذلك كان منه سبيلا إلى توطيد صداقة وتمكين إخاء سلام على زكي مبارك .. كان مثلا للجد والدأب في التكوين والتحصيل وكان شعلة في التأليف والتدبيج ، وكان شخصية بارزة في مجتمعنا الأدبي ، أحس وجودها من هو لها ومن هو عليها ..والرجل العظيم لا تخلو حياته من صديق وخصيم .".
كلمة من طه حسين أخرجته من الجامعة إلى الشارع بلا وظيفة وبلا مرتب، بالرغم من حصوله علي الدكتوراة ثلاث مرات وتأليفه أكثر من أربعين كتابا، وقد أتيح له أن يعمل في الجامعة المصرية، وعمل في الجامعة الأمريكية وعين مفتشاً للمدارس الأجنبية في مصر ولكنه لم يستقر في هذه الوظيفة واخرج منها بعد أن جاء النقراشي وزيرا للمعارف والدكتور السنهوري وكيلا للوزارة.
وعمل في الصحافة أعواما طويلة ويحدثنا انه كتب لجريدة البلاغ وغيرها من الصحف نحو ألف مقال في موضوعات متنوعة. وانتدب في عام 1937م للعراق للعمل في دار المعلمين العالية، وقد سعد في العراق بمعرفة وصداقة كثير من أعلامه، وعلي الرغم مما لقي في العراق من تكريم إلا انه ظل يحس بالظلم في مصر وهو يعبر عن ظلمه اصدق تعبير بقوله " إن راتبي في وزارة المعارف ضئيل، وأنا أكمله بالمكافأة التي آخذها من البلاغ أجرا علي مقالات لا يكتب مثلها كاتب ولو غمس يديه في الحبر الأسود� إن بني آدم خائنون تؤلف خمسة وأربعين كتاباً منها اثنان بالفرنسية وتنشر ألف مقالة في البلاغ وتصير دكاترة ومع هذا تبقي مفتشاً بوزارة المعارف" وفات
في 22 يناير 1952 أغمي عليه في شارع عماد الدين وأصيب في رأسه فنقل إلى المستشفى حيث بقي غائبا عن الوعي حتى وافته المنية في 23 يناير 1952
" لو شرب الصخرُ من رحيق الوجودِ بعض ماشربتُ لتحول إلى أوتارٍ وقلوب. فكيف أصمتُ والدنيا كلها تتأرجحُ من حولي بأنفاس الأزهارِ والرياحين، ولي قلب يتشوّف إلى أفنان الجمال تَشوفَ الشمس إلى أنداء الصباح"
1:ورحلةُ الكاتبُ في ذوات الحبِ قد انتهت، وتمزّق الوصال وغرق في غياهب ظلمات الهوى الذي صَرعهُ، لقد حولَّ الكاتب التغزل إلى نثرٍ، ألهب عواطفه بعشق " ليلى" فكتب كمحمومٍ يود النجاةَ، أبدع فتلفظ بأجمل وأسمى المعاني، بلغةٍ عذبة كنهرٍ بلا شائبة، فكم من ليلاتٍ سرقن ألباب الأحبةِ، فبكوا حتى كادت أن تَبيضَ عينهم من الحزنِ.
وليلاه المريضةِ في العراق، سقاها الحب دواءً من غدرٍ أصاب كبدها سابقًا ليُغرَس في كبد المحبوب فجُنَّ!
"وكان في نيتي أن أُحليّ هذا التقرير بصورة ليلى_أعزّها الحب_ولكني خشيتُ أن أخرج على أمرها العالي، وهي قد أشارت أن يُصان وجهها الجميل عن شرهِ العيون."
2:الكتاب قد نعتبره سيرةً أو حكايات لزكي مبارك حين مكث بالعراق، يروي عن أحداثٍ قد صارت، عن جمال العراق وأهله، يروي عن العروبة، الخلافات والنزاعات التي كانت في وزارة المعارفِ، عن تدهور الأدبِ حينها، فماذا سيفعل إن رآنا اليوم بالله، فالله يعيننا.
3: الكتاب ثروة لغوية ناعمة، كماء رائق من المعاني لايُشبع منه في اختيار الكلمات المنمّقة كصبيّةٍ حسناء تتغنى في بستانٍ كالفراشات.
4: أما عن الهوى فإني قد رَويتُ سابقًا ولكن كل ما خطر ببالي ذلك الجزء الغنائي بصوت أم كلثوم:
" إللي بيشكي حاله لحاله وإللي بيبكي على مواله أهل الحب صحيح مساكين" وكفى.
5: يُعاب عليه كونه يُسهب طويلًا، فأصابني الملل في عدة مواقف وأوقات، والآخر أنَّ هناك بعض التعديات على الله، ما لايليق بكاتبٍ مثله.
لكن من يهوى اللغة العربية سيغرق في هذا الكتاب حتى الثمالة، وسامحك الله ياليلى على صرعى العِشق. تمت.
يقول الدكتور مبارك عن نفسه أنه من المسرفين وقد صدق ، فقد أسرف في حبه وأفرط حتى تجاوز الجمال والصبابة إلى الملل! بعد أن قرأت كتاب مدامع العشاق والذي أعجبني كثيرا قرأت هذا الكتاب وخصوصا عنوانه الجذاب والذي يذكرني بقصيدة قيس المجنون والبيت الشهير : يقولون ليلى في العراق مريضة يا ليتني كنت الطبيب المداويا
استغرق الدكتور في عرض مشاكله مع الجامعة المصرية ووزارة المعارف المصرية والعراقية وشيء من خصوصاته وخصومات كتاب الصحافة وأحاديث جانبية كثيرة ملأت الكتاب الضخم 450 صفحة ، أحببت فيها وصف بغداد الجميلة عافاها الله وجبر كسورها وكذلك طبيعة مصر في العهد الملكي وحرية الصحافة والكتابة فيها . كنت أتوقع من الكتاب كثير وعليّ ألا أفعل لكني لا أتوب
زكي مبارك ، "العفريت" الذي يلاعبُ الكلمة كيفما شاء ، قتلني وأنا التي لا يدخلُ الحبُّ ولا الحزن قلبها ، لكن من يقرأُ لهْ فسيبحثُ عن ليلاه في كل رجلٍ يلقاه .. كيفية المزج بين يومياتهُ في العراق ومحبتهِ الكبيرة ليلى جعلت الكتاب رائق وشائق ، ومدهش ، ويستحق اعادة القراءة ، لا أدري لماذا أطلتُ فيه كلّ هذه المدة ، لكنني كنت حريصة على قراءة الكتاب صفحة صفحة .. كما أني أحب كتب زكي مبارك فكان تأتير حبي واضحاً :)
أسلوب جزل جميل..مسرف في حبه لليلى ولكل ليلى.الكتاب سيرة ذاتية مفضوحه ابتدأ بخصوماته مع كتاب جيله إلى عشقه لليال..أسلوب ظريف.جميل وصف بغداد والبصره وكربلا ومدن العراق الجميله..توجد اقتباسات جميلة حقا
ليلى المريضة في العراق .. سمراء طيبة المذاق .. في لحظها وجفونها .. سحر على الأيام باقي .. وثقت جوانحنا معاً .. بالحب في أسمى وثاق .. إنسية جنية .. من روح أزهار العراق .. أخفي جواي بحبها .. أصبحت أؤمن بالنفاق
مذكرات لن أقول عنها غير أنها رائعة وقد أجاد الدكتارة في كتابة مذكراته ما بين العراق ومصر من عام ١٩٢٦ وحتى عام ١٩٣٨ .. وقد كانت عبارة عن مقالات يبعثها للزيات لمجلة الرسالة وذلك في عام ١٩٣٨ عندما ابتعث للعراق .. وقد نشرت في كتاب من ثلاثة أجزاء في عام ١٩٣٩ .. يتفنن الكاتب في كتابة النثر الغزلي وهو الذي برع فيه .. فيحكي حبه وصبابته لليلاه العراقية .. فيتناول إلى جانب حبه الحياة الاجتماعية والأدبية في العراق .. وعمله هناك خلال انتدابه للعمل في بغداد .. وحبه لأهل العراق .. والاستفاضة في مدحهم .. والظلم الذي يقع عليه من وزارة المعارف المصرية التي لا تعرف قدره وجهوده في التأليف كما يقدره أهل العراق .. أستمحيكم عذراً أن أقول لكم أن ليلى المريضة .. هي إنما لغة الضاد .. وهو الذي يذكر في هذا الكتاب دفاعه عن اللغة العربية .. وعن عربية مصر رداً عمن يقول أن مصر فرعونية .. يعيب على الكتاب عدم تأدبه مع الله تعالى .. وهو حقيقة شيء مزعج .. وكثرة شغفه لشرب الكحوليات .. لكن ما يعنيني حقاً هو الكتاب الذي صيغ بلغة عربية بالغة في الجمال .. بحيث تأسر قلب قارئها .. غير ذلك فإن الكتاب يستحق القراءة .. سوف تحب العراق القديمة .. نسأل الله تعالى العافية للعراق ومصر .. وعودتها كما كانت داراً للأدب والأدباء ..
يقولون ليلي ... فى العراق مريضه فيا ليتتنى كنت الطبيب المداوي ... سيره عشقيه جماليه رائعه ... من زكي مبارك واول اعماله قراءه الكتاب لا يتعدي الجنيهات ... من مكتبه مصر اخذته كتراث ... وظل معى لأكثر من عام لم أمسه ولكن فجاءه وجدته امامى ووجدت يداي عليه .. سحبته وبدأت رحله المتعه استغرقني لاسبوع .. اقراء واعيد واتمهل...... بالرغم من كثرته لكن الاسلوب مسهب وجمالى مميز وراقي... حقيقه راقي للغايه ... انصح به .. وأعيد قراءاته والتخطيط .. وشراءه وأهداه ...
كتاب جميل للدكتور الراحل زكي مبارك وهو عبارة عن مذكرات يومية عاشها في فترة انتدابه إلى العراق يصف فيها حياة المجتمع العراقي مقارنة بحياة المجتمع المصري ويوضح تباين عقلية المجتمعين بالأخص فيما يتعلق بالأمور الأدبية ويكشف جوانب من أسرار المجتمع الاجتماعية وأسرار القلوب بحس مرهف وشاعرية رفيعة المستوى إلى جانب معاركه الأدبية مع ادباء عصره ونقده اللاذع لأسلوب التعليم وبالأخص فيما يتعلق بتدريس اللغة العربية .
لا أدري كيف كانت تشغل النساء ذهن زكي مبارك بهذا الشكل! .. المذكرات سيئة للأسف رغم اللغة البديعة والوصف الخلاب وحتى خفة ظل زكي مبارك الا إني لم أستطع أن اكمل المذكرات لنهايتها .. التباهي المبالغ فيه بالمغامرات العاطفية منفر جدا.
نجميتن لأعجابي باللغة قد أعود لإكمالها في يوم احتاج فيه لخفة ظل زكي مبارك.
الكتاب يدور علي محوران المحور الاساسي هو الحب و الهيام و المحور الثاني هو راي الكاتب بالعروبة و مستقبلها اعتقد ان اجمل ما في الكتاب اسلوب الكاتب الجميل في الكتابة و صياغة افكاره فهو بحق شاعر قدير