ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

سلسلة مفاهيم

مفهوم الحرية

Rate this book
الحرية شعار و مفهوم و تجربة...
إذا نظرنا إلى الحرية في نطاقها التاريخي وجب علينا أن نعترف أن المؤشرات عليها في البلاد العربية ضعيفة.. لكن المجتمع العربي مليء بصدى دعوة متجددة إلى الحرية، و بدأ بعض عناصر ذلك المجتمع يتعمقون في مفارقات مفهومها، مفارقات تقود حتما إلى الوعي بمزالق تشخيصها في دولة معينة. في نظام معين أو في فرد معين..
المهم في قضية الحرية هو أن تبقى دائما موضوع نقاش، بوصفها نابعة عن ضرورة حياتية، لا بوصفها تساؤلاً أكاديميا.
مهما تنوعت صورة الحرية، يبقى البحث فيها وسيلة للاحتفاظ بها على رأس جدول الأعمال لأن الوعي بقضية الحرية هو منبع الحرية.
.
.
.
خلفية الكتاب

108 pages, Paperback

First published January 1, 1983

67 people are currently reading
2,111 people want to read

About the author

عبد الله العروي

48books706followers
الدكتور عبد الله العروي (م 1933م)، مفكر وروائي مغربي، من أنصار القطيعة المعرفية مع التراث "العربي/الإسلامي"، وضرورة تبني قيم الحداثة "الغربية" باعتبارها قيم إنسانية، يدافع عن التوجه التاريخي باعتباره معبرا عن "وحدة" و"تقدم" الإنسانية، وعن الماركسية في صورتها الفلسفية الحداثية. ولد الدكتور عبد الله العروي بمدينة أزمور. تابع تعليمه بالرباط ثم بجامعة السوربون وبمعهد الدراسات السياسية بباريس. حصل على شهادة العلوم السياسية سنة 1956 وعلى شهادة الدراسات العليا في التاريخ سنة 1958 ثم على شهادة التبريز في الإسلاميات عام 1963. وفي سنة 1976 قدم أطروحة بعنوان "الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية: 1830-1912" وذلك لنيل دكتوراه الدولة من السوربون. يشتغل حاليا أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
129 (23%)
4 stars
212 (38%)
3 stars
165 (30%)
2 stars
32 (5%)
1 star
10 (1%)
Displaying 1 - 30 of 81 reviews
Profile Image for فهد الفهد.
Author1 book5,512 followers
February 21, 2017
مفهوم الحرية

أظن أن كتب العروي المفاهيمية فرض على القارئ المهتم بالفلسفة والفكر لأهميتها وقدرة المؤلف على توضيح مفهوم معين والتباساته وتحولاته بين الثقافتين العربية والغربية، قرأت من سلسلة المفاهيم كتابين وبقيت ثلاثة.
Profile Image for Ahmed Oraby.
1,014 reviews3,140 followers
June 20, 2017
طيب، مبدئيًا كده يعني، أحب أبدي إعجابي الكبير بمدى ثقافة المؤلف، وفي نفس الوقت، بصراحة، من امتعاضي مما فعله ها هنا.
الكاتب يعيب، في البدء، وفي الخاتمة، والاستنتاجات، الكتابة الأكاديمية حول مسألة الحرية، ولكنه مع ذلك وللأسف الكبير أصر إلا أن يكتب كتابة أكاديمية مماثلة وربما أكثر تعقيدًا. ليست صعبة الفهم، لكن أسلوبه ولغته غير مريحين. وغير مربحين، ماذا تريد أن تقول؟
ليس العروي كاتبًا مملًا مع ذلك كعادة الأكاديميين، لكن أسلوبه جذاب على الرغم من صعوبة استخراج الفكرة كاملة مما يكتب، وعلى الرغم من سهولة الكتاب، نسبيًا، أذا ما قورن مثلًا مع كتب أخرى للمؤلف لم أقراها بعد وإن كنت فشلت في ذلك، إلا أن العروي يأبى أن يمهد الطرق على القارئ، لتظن أن محاولته لتعقيد المشكلة هي أكتر رجحانًا من محاولة حلها فعليًا.
ينقسم الكتاب إلى حبة فصول، خمسة على ما أذكر. ومعهم مقدمة قصيرة وخاتمة صغيرة، استنتاجاته، كرر فيها ما سبق أن وضحه في كتابه.

الحرية في الإسلام، أو الثقافة العربية: وهنا ينطلق العروي في مناقشة الحرية من جهة لغوية؛ ماذا تعني الحرية في الإسلام؟ ولماذا كان المستشرقون: المستعربون كما أسماهم، مخطئون، في تناولهم للحرية في الإسلام؟
يرى العروي أن الإسلام في نصوصه الرسمية، قرآن وسنة، لم يروا الحرية على أنها مشكلة فلسفية/كلامية، ولكن الإسلام نظر إليها باعتبارها حرية الفرد ذاته: أن تكون حرًا يعني ألا يملكك أحد.
فيم أخطأ المستشرقون؟
يرى العروي أن أكبر خطأ وقع فيه المستشرقون هو أنهم اكتفوا في بحثهم لتلك الظاهرة على كلمة الحريبة فقط، بوصفها ترجمة وحيدة للكلمة الأجنبية liberty. في حين أن اللغة العربية تحتوي على أكثر من مرادف لنفس الكلمة أغفله المستشرقون
يمثّل العروي على كلامه هذا بعدة مصادر: روزنتال والموسوعة الإسلامية أو ما شابه.
ينتهي العروي إلى أن للمنهج اللغوي دور كبير في البحث في المشكلة ولا يصح الاكتفاء بمنهج على حساب آخر.
الفصل الثاني: حول تقويض الدولة لأشكال الحرية المتمثلة في الجماعات والتنظيمات الطبيعية (القبيلة، العشيرة)
أما الثالث فهو يعنىٰ بالحرية الليبرالية، وهنا بستهدف العروي تبيان أن المثقفين العرب في نظرتهم للحرية لم يُعنوا سوىٰ بالحرية السياسية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر. ويشرع آنذاك في تحليل مفهوم الحرية لدى الغربيين من خلال مؤلفات ليبراليين أمثال طوكفيل (هكذا كتبها) وميل (وتحديدًا من خلال كتابه عن/في الحرية)
الفصل الرابع، وهو أجملهم في رأيي، يدور حول: نظرية الحرية.
كيف تم التنظير للحرية؟
يرى العروي أن التنظير للحرية كان لديه أثرين، الأول خطير ومؤثر سلبًا؛ يدور حول منظور كل تيار فكري/فلسفي ماضٍ: شيوعية، ليبرالية، إسلامية، حيث يستهدف كل منهم الترويج لفكرته الخاصة وادعاء امتلاك المنظور الأشمل لها. وهنا قام العروي بتحليل الرؤية الهيجلية للحرية، بطريقة جعلتني أتردد في سب الدين له بعد أن أحبطني في معظم فصول الكتاب. تحليل مبهر، ويخلص منه العروي إلى أن: لكل تيار مما سبق مطلق خاص به، فهيجل الدولة، وماركس الطبقات الاجتماعية وصراعها مع الإقطاع، والإسلام والمسيحية، مطلق آخر ما ورائي(الجنة).
وجانب آخر هو الجانب الجيد أنها تافهة وغير مؤثرة إذا ما حصرت في مجرد تأملات لا ممارسة.
نقطة هامة أخرى هي رواية الوجوديين حول الحرية: يرى الوجوديون الحرية بأنها هي ما يميز الإنسان عما سواه من المخلوقات، فالإنسان هو حر، وهو في ذلك ليس حرًا، هو مكلف أن يكون حر، حتى وإن لم يكن، فإنه في ذلك قد اتخذ القرار بألا يكون. (مع كلام حول سارتر ومارسيل وآخرون) لينتهي إلى أن الوجودية قد مالت إلى كونها تيارًا أدبيا أكثر بعد ذلك، وأصبحت فكرتها عن الحرية تنحصر في كونها تأمل وجداني كلام آخر غير مهم
الفصل الأخير: مش مهم بقى كفاية كده
Profile Image for Zeyad Elmortada.
161 reviews103 followers
February 6, 2020

يبدء الدكتور عبدالله العروري رحلة البحث عن مفهوم عربي صحيح للحرية بالبحث داخل اللغة العربية نفسها لعدة نقاط أهمها أن يثبت أن كلمة الحرية ليست دخيلة علي العرب كمفهوم ولكن إستخدام الكلمة نفسها هو الدخيل علي اللغة العربية فالمطالبة بالمساواة والعدل والأصالة موجود منذ بداية التاريخ العربي ، أذكر علي أثرها قصة عنترة بن شداد ومطالبته بحقوقه كسيد من أسياد القبيلة وليس كعبد يستخدم في الحروب فقط ، في الجزء الثاني من الفصل الاول يوضح تعريف الحرية من وجهة نظر قبائلية او عشائرية او حتي عند المتصوفيين ، فالقبيلة والعشيرة تضمن للمنتسب لها الحرية والحصانة أمام قرارات الدولة والحاكم وهو ما يزيد بزيادة قوة القبيلة والعشيرة ، أما في التصوف فالحرية البشرية مطلقة وهي مستمدة من الذات الإلهية نفسها وعلي أساس هذا الفرض تزداد المسئولية الواقعة علي أكتاف المتصوف .

في الفصلين الثاني والثالث تفصيل لمفهوم الحرية عند بعض التنظيمات والحركات الفلسفية مثل الليبرالية التي تضع حرية الفرد الواحد فوق مفهوم الدولة نفسه فمفهوم الحرية عند ميل أحد أقطاب الليبرالية في الغرب مثلا : " لو كان الإنسانية كلها مجمعة علي رأي عدا فرد واحد فلا يحق لها أن تسكت الفرد المخالف لرأيها ، كما لا يحق لذلك الفرد لو استطاع أن يسكت الإنسانية المعارضة لرأيه " ، أما الإشتراكية فحرية الفرد عندها تبدء اولاً بعد انتهاء الدولة الرأسمالية أي حرية الفرد تحت مفهوم الدولة التي تضع القوانين التي تحجم بها حرية الفرد ، أما الوجودية فتري الحرية علي أنها تكليف لنا فما يميز الإنسان عن باقي المخلوقات هو الحرية التي يتمتع بها في التفكير وإتخاذ القرارات ،وبين الفصليين يناقش الحرية عند هيغل وكيف أقتبس منها ماركس الشاب تعريفه للحرية قبل أن تتحول الإشتراكية لنظرية إقتصادية لتحقيق الحرية النظرية .

في الفصلين الرابع والخامس يناقش سبب المطالبة المستمرة بالحرية في المجتمعات العربية في خطاب موجه أفسد سياق الكتاب ، فالسبب من وجهة نظر دكتور العروري يكمن في التطلع للغرب في المقام الأول وتطلع الغرب لنا في المقام الثاني ، في باقي الكتاب يتحدث عن أهمية العلوم الإجتماعية من إقتصاد وعلم إجتماع وعلم نفس في المجتمعات العربية وسبب تدهور تلك العلوم رغم عراقة المعاهد والجامعات العربية والسبب من وجهة نظر العروري قريب جدا من تفسير الكواكبي وهو الإستبداد فليس من مصلحة المستبد في أي دولة أن يكون تحت الميكرسكوب بين علم يحلل قراراته الإقتصادية والأخر يحلل تأثيرها علي الشعب من تدهور للحالة النفسية أو تحسن في بعض الحالات .

تم بحمدالله
4-2-2020
Profile Image for فائق منيف.
Author1 book385 followers
May 22, 2011
اقتباسات من الكتاب

إن الحرية قد تنفى من الواقع ومن المجتمع، لكنها لا تنفى أبدا بالمرة من التاريخ

الليبرالية تعتبر الحرية المبدأ والمنتهى، الباعث والهدف، الأصل والنتيجة في حياة الإنسان

ترمز البداوة إلى حياة خارج القوانين الاصطناعية، ويرمز التصوف إلى حرية وجدانية مطلقة داخل الدولة المستبدة

التلازم بين ازدهار التصوف من جهة وانحطاط الدولة من جهة أخرى ظاهرة تاريخية معروفة ومتواترة

يفوز الرجل التقي بعطف ورضى العشيرة، فيكسب مزيدا من الجاه ويتسع مجال تأثيره في المجتمع

يشعر الرجل التقي شعورا عميقا بالتحرر من عبودية الجسم والعادات

كلما استظل الفرد بالعشيرة ازداد قوة وطمأنينة، وكلما استقل بذاته ضعف واستعبد

إن الدولة في الشرق تتميز بحرية مطلقة لفرد واحد وعبودية مطلقة لمن سواه

إن الفرد في نطاق المجتمع العربي التقليدي يفضل الخضوع للعادة الموروثة على اتباع الأمر السلطاني

إذا أردنا أن نعرف معنى الحرية في مجتمع ما علينا أن نحلل فقه ذلك المجتمع

Profile Image for غازي.
102 reviews45 followers
March 28, 2020
ما هي الحرية؟ وكيف نتصورها؟وما هو تحليلها اللغوي؟
وماهي نظرية الحرية؟
وما هو الدافع وراء المطالبة بالحرية فى المجتمعات المختلفة؟
هل كلمة حرية في اللسان العربي الحديث لا تعدو أن تكون ترجمة اصطلاحية لكلمة أوروبية نستعير منها كل معانيها بدون أدنى ارتباط بجذرها العربي؟
هل مفهوم الحرية مأخوذ من الثقافة الأوربية حيث لا وجود له فى الثقافة العربية الإسلامية التقليدية؟
هل ممارسة الحرية منعدمة فى المجتمع الإسلامي التقليدي حيث لم نجد المفهوم في الثقافة ولا الكلمة بمعناها العصري المحدد فى القاموس؟
ما هي الحرية الليبرالية؟ وما هى انواعها المختلفة؟
ماهى اجتماعيات الحرية؟ وكيف نتصور الحرية من وجة نظر العلوم الاجتماعية مثل علم الاقتصاد والسياسة وعلم الاجتماع؟
وغيرها من الأسئلة التى يحاول أن يجيب عنها الكاتب، وبرغم صعوبة شرح وتبسيط الأفكار فى الكتاب وتشعر ان الكتاب عبارة ترجمة سيئة لكتاب جيد إلا أن الكتاب فى مجمله ممتاز ولابد أن يقراء مهما كان.

"مهما تنوعت صور الحرية، يبقي البحث فيها وسيلة للاحتفاظ بها على رأس جدول الأعمال لأن الوعي بقضية الحرية هو منبع الحرية"
Profile Image for hanan al-herbish al-herbish.
291 reviews85 followers
October 22, 2015
في هذا الكتاب يحلل الباحث عبدالله العروي مفهوم الحرية ، بدءاً من مجالات استخدامها في اللغة ، و تمثّلاتها في الثقافة العربية الاسلامية القديمة ، حتى ظهور " الليبرالية " الغربية باحثاً في بذور تكونها ، مستعرضا ً ظروف نشأتها ، و مراحل تطورها حتى اللحظة الراهنة ..

إن مفهوم الحرية هو من الشمول و الاتساع بحيث يختلف الكثير من الفلاسفة في تحديده و تعريفه .. فهو في تطابق إرادة الفرد مع الدولة عند هيغل .. و الطبقة عند ماركس ، و هو في حرية الوجدان و الإرادة عند سارتر ..


ان الحرية الاجتماعية و السياسية .. تختلف تماماً عن تلك الحريات التي يطرحها هؤلاء الفلاسفة من أمثال هيغل و ماركس .. لعلّ مفهوم الحرية لدى سارتر هو الأكثر تأليهاً لإرادة الفرد في ذاته .

في الواقع أعجبتني بعض الاقتباسات التي أوردها الباحث عن جورج ستيوارت ملّ ، هذا و لو تأثر العرب بدعوى مؤسس الفكر الليبرالي ، و تحمسهم لتطبيق مباديء " الليبرالية "

الى أن الدعوة الليبرالية في العالم العربي ، ليست ليبرالية متولدة تولداً آلياً من الليبرالية الغربية ، كما أنها ليست ترجمة صرفة للدعوة الأوربية ، و إنما هي حاجة و مطلب إجتماعي مُلحّ ، هو من الأهمية أن يطرح و يناقش تحت أُطر فلسفية و يطبق كممارسات عملية .. تأخذ بيد المجتمعات العربية الى طريق التحرر .
Profile Image for Tariq A.
232 reviews73 followers
September 10, 2011
إنّه يرتقي بك إلى الفلسفة !

يحاول المؤلف توسيع دائرة الحريّة والوصول إلى معناها المطلق، أو تعبيد الطريق للباحثين بعده
فهو يصحح أُسس فهم المجتمعات واستقرائها، ويصل إلى شرح الليبرالية مؤكدًا أنها استعملت مذاهب أخرى لصالحها، نافيًا أن تكون فكرة الحرية ناشئة من الليبرالية، فهي مطلب اجتماعي قديم جدًا.

حتى يصل إلى الحرية عند المسلمين، ويثبت وجودها، وينقل عن الإسلاميين فهمهم للحرية، ويشرح أنها واجبة على الشخص في الإسلام وليست فقط حقًا من حقوقه
ويختم بنظرة على المجتمعات العربية واهتماماتها العلمية، حيث تأتي العلوم السياسية في المرتبة الأخيرة، نظرًا لوجود استبدادِ حكام يزدرون فهم الناس بالسياسة وخوفهم من ذلك
Profile Image for Arakah Mushaweh.
97 reviews641 followers
January 20, 2013
من هنا فتحتُ أبواب الصداقة مع العروي ..
الكتاب مركز في أفكاره ضمن محاور محددة :
طوبى الحرية ، الدعوة إلى الحرية ، الحرية الليبرالية ، نظرية الحرية ، اجتماعيات الحرية ..
الكاتب كان دقيقاً في انتقاله تدريجيا من الحرية في القاموس كمفردة .. ومعايشة العرب لها في رموز مرادفة للكلمة المجردة
ثم انتقاله إلى انتشار المفردة في المجتمعات من خلال احتكاكها بالأذهان كشعار بدأت المجتمعات في السعي إليه ..
ثم انتقل الممؤلف إلى الرؤية الفلسفية للحرية التي كانت مرتكز فكرة الكتاب .. من خلال الرؤية الماركسية والهيغيلية للحرية
ومن ثم الرؤية الاسلامية لها .. وأخيراً كان فصل اجتماعيات الحرية الذي طرح فيه العروي رؤيته في دعم العلوم الاجتماعية للحرية
ويرى أن العلوم السياسية في آخر مرتبة من حيث الاهتمام العربي .. طبعا هذا نتاج لضيق دائرة الحرية واتساع خناق الاستبداد في العالم العربي ..
الكتاب رائع في المقابل هو عميق ومركز وبحاجة شديدة لأكثر من قراءة ..
Profile Image for Mai Alsharif مي الشريف.
258 reviews263 followers
December 5, 2017
من أجمل الاقتباسات في الكتاب: " لو كانت الانسانية كلها مجمعة على رأي عدا فرد واحد فلا يحق لها أن تسكت الفرد المخالف لرأيها ، كما لا يحق لذلك الفرد , لو استطاع ، أن يسكت الإنسانية المعارضة لرأيه" جون ستيورات ميل

الكتاب يبدأ تحليل الحرية في الاسلام و ما قيل عنها في القران الكريم و السنة النبوية و من ثم ينتقل إلى لجون ستيورات ميل و تحليله عن الحرية و الدولة و القانون.. الكتاب مؤلف من عده ابواب و منها ينطلق في تحليل فلسفي عن الليبرالية الغربية و العربية.. الكتاب جيد استمتعت بقراءته
Profile Image for Bookish Dervish.
824 reviews276 followers
September 15, 2022
يعتبر مشروع المفكر المغربي عبد الله العروي و المعنون بسلسلة المفاهيم فرض عين على كل النخب المهتمة بتعاطي الشأن الفلسفي و الفكري في العالم العربي، و في هذا السياق يندرج كتابه مفهوم الحرية الصادر عن المركز الثقافي العربي سنة 1983. من خلاله يشتبك القارئ اول الأمر باعتبار الحرية شعارا ينادى به للتحرير و التحرر ثم كمفهوم فلسفي مجرد يقاربه الفلاسفة بحثا و تأسيسا و تنظيرا كل من خلفيته الفكرية ثم أخيرا كتجربة و ممارسة في أرض الواقع، تحيط بحياة الفرد العادي داخل المجتمعات الانسانية. يصر عبد الله العروي على هذا الترتيب (شعار، مفهوم ثم ممارسة) و ليس العكس كما قد يتبادر إلى الذهن.
يساير الكاتب في معالجته لهذا الموضوع، الأسئلة التي طرحها المستشرقون قبل ان يتخذ مسارا نقديا من موقفهم بشأن حضور مفهوم الحرية في التداول العربي القديم فيسائل القواميس عن جدر ( ح ر ر) ليعدل عن هذا البحث عن كلمات أخر تسلمنا إلى نفس المفهوم فيقع على أربع: البداوة و العشيرة و التقوى و التصوف و كلها مفاهيم تحجز السلطان عن أن ينال من الفرد و إن جعلته ضمن قيود أخرى يألفها الانسان العربي و لا يتبرم منها.
جاء متن الكتاب في فصول أربعة تغطي موضوع شعارا، مفهوما ثم ممارسة كما هو مقرر سلفا.
الفصل الأول: طوبى الحرية في المجتمع الإسلامي
يؤكد العروي في هذا الفصل على أن المجتمع العربي تعامل مع معنى و مفهوم الحرية ليس كمصدر (الحرية) و لكن كصفة ( حر، محرر). ثم ينتقل للحوار الذي دار بين مفكري الغرب و فقهاء العالم الإسلامي أوائل القرن التاسع عشر. بالإضافة إلى تطرقه الى كشف البحوث اللغوية و الإجتماعية في ما يخص الحرية و المصطلحات
To be continued
Profile Image for Albaraa Najjar.
114 reviews112 followers
August 20, 2017
مشى العروي في هذا الكتاب كما أراد وكما يراد من كتاب كهذا و قد حدد خطته منذ البداية وأنه سيحلل الحرية كشعار وكمفهوم و كتجربة و قد فعل. استمتعت بتحليلاته في البداية للحرية في المجتمع العربي و الاسلامي و كنه تواجدها فيه و رده على تحليلات المستشرقين و حلل دخول الحرية بمعناها الغربي أو الليبرالي في المجتمعات العربية.

و من ثم أنطلق الى الحرية بمفهومها الليبرالي نفسه وكيف أن هذا المفهوم مر بتطورات و تحولات عدة و قارن و حلل وضعنا العربي و محاولات المثقفين العرب في إدخال الحرية الليبرالية في المجتمع وقد تحدث في الحقيقة في مواضع عدة في الكتاب عن المثقفين العرب من عدة توجهات و مذاهب و رؤيتهم للحرية و كتاباتهم حولها.

من بعدها أدخلنا للتأصيل الفلسفي للحرية ربطاً بجون ستيوارت ميل الى هيغل و ماركس و فيورباخ وغيرهم و كعادة العروي و حبه الكبير لهيغل وماركس و تحليل أفكارهم، تحدث كثيراً وحلل كثيراً في أصل الحرية لديهم ولدى مختلف المدارس الضخمة و المؤثرة في التفكير الغربي رئيسياً و العربي جزئياً كالمارسكية و الوجودية الخ.

أخيراً "حاول" أن يحلل مدى الحرية في عالمنا العربي و العوامل المؤثرة فيها و العلوم التي تعبر عنها ومن ثم خرج بنتائج قصيرة و أنهى الكتاب بصفحات قليلة يذكر فيها مغزى الكتاب و استنتاجاته. و قد كان الفصل الأخير أضعف الفصول في نظري و خاصة أننا خرجنا للتو من أعتى الفصول في الكتاب -الفصل الفلسفي-.

الكتاب عامةً ممتاز جداً و قد شعرت بمسحة ساخرة في بعض جمله و تحليلاته كانت رائعة، فمجملاً أنصح به.
Profile Image for عبد اللطيف .
Author4 books244 followers
March 16, 2020
الإنسان العربي له خصوصيته التي تميزه عن الإنسان الغربي. إن مفهوم الحرية الليبيرالية و الماركسية وحتى الهيغيلية أو الوجودية تختلف عن مفهوم الحرية عند العرب و المسلمين لأن المفهوم يمر بأطوار مختلفة تتنوع في معانيها حسب المرحلة والظروف التي يمر بها البشر في سياق التاريخ حسب هيغل وهذا ما تغاضى عنه أغلب الباحثين العرب الذين طرقوا هذا المجال. فكلمة الحرية التي تغنى بها الغرب غير موجودة في القاموس العربي بل تمثلت في كلمات أخرى عينها عبد الله العروي في هذا الكتاب. مما يدل على أنها كمفهوم موجودة في أشكال أخرى وممارسات مغايرة لما نعرفه عند الغرب.
كتاب مهم جدا يجعلك تعيد النظر في المفاهيم التي اعتدنا على قراءتها سواء عند الكتاب العرب أو عند الغرب
Profile Image for Mohammad.
185 reviews36 followers
July 23, 2016
عظيم عظيم!
الفصول الأولى فيها تحليل ممتاز متجرد للمفهوم مع تسليط الضوء على الخطأ الفادح الذي يرتكبه المستشرقون ومن بعدهم العرب الذين طالبوا بالحرية دون وعي كامل بالمفهوم.
توجد فكرة رئيسية يعرضها لاحقا ويسهب في الحديث عنها وهي الحرية بين هيغل وماركس (أو بين الدولة والطبقة) وفي نهاية الكتاب مرور عابر على الحرية السياسية.
الكتاب ممتاز حقا وقد يُعتبر تمهيدا مناسبا لكنه صعب نسبيا خاصة في الثلث الأخير ويحتاج إلى قراءة متأنية وحضور ذهني.
Profile Image for Ahmad Badghaish.
617 reviews193 followers
February 10, 2014
الكتاب جميل صراحة، صغير جدًا ولطيف، وعميق جدًا أيضًا. ابتدأ الكتاب بشرح مفهوم الحرية وتكونه في المجتمع الغربي، بعد ذلك في انتشار الحرية بالتاريخ العربي، انتقل بعد ذلك إلى نقد عام للنظريات الحديثة العربية حول الحرية والموافقة بين الدين والمفهوم الغربي .. الكتاب جميل جدًا صراحة، وليس بالكتاب السهل أيضًا.
Profile Image for Sally Saad.
134 reviews24 followers
March 12, 2018
كتاب توسيع المدارك، ولكن لكي يتشربه العقل يجب قراءته أكثر من مرة.
218 reviews
September 6, 2018
الكتاب عميق وصعب .. لا اقول انني فهمت كل ما فيه ولا اقول كذلك انني لم استفد منه شيئا .
اظن انها تجربة كانت رائعة للغاية وإن كان من الممكن ان يكون اكثر وضوحا وسهولة ..
ساقرأ بقية سلسلة مفاهيم إلا انني قررت تاجيلها للسنة المقبلة بإذن الله .. لعلي اكون وقتها اكثر قدرة على فهمها !.
Profile Image for Hafssa.
10 reviews
May 23, 2020
مفهوم الحرية " هو ثاني عمل في سلسلة المفاهيم (الإيديولوجيا،الحرية ،الدولة،التاريخ،العقل) للمفكر والمؤرخ المغربي عبد الله العروي الذي يتخذ التاريخانية مذهبا و منهجا تحليليا في مؤلفاته ،ويقول عنه: "هو ليس مذهب فلسفي تأملي ،بل موقف أخلاقي يرى في التاريخ -بصفته مجموع الوقائع الإنسانية- مخبرا للأخلاق والسياسة ،لا يعنى التاريخاني بالحقيقة بقدر ما يعنى بالسلوك ،التاريخ في نظره هو معرفة عملية.
يعالج العروي في كتابه مسألة الحرية لكن ليس كمفهوم مجرد، بل في سياق المجتمع العربي المعاصر، متوخيا بذلك الوصول إلى مفاهيم معقولة واضحة من جهة، وأيضا ملتمسا حقيقة المجتمع العربي المعاصر ، وهو بذلك لا ينفي ضرورة التوضيح الفلسفي كإثبات على قدرتنا في تمثل الحرية لكنه ينتقد الإكتفاء بالنظر إليها كمطلق .فالحرية هي شعار و مفهوم وتجربة أيضا.
طوبى الحرية في المجتمع الإسلامي التقليدي
إذا كان العالم المتجرد نفسه يعبر عن الموضوع بواسطة مؤشرات أو كلمات ، فلا فائدة من نفي المسبقات كوسيلة للوصف ،بل ينبغي التعامل معها بطريقة معقولة علمية موضوعية وهي الوعي بها أي بنقد تلك الكلمات، "يجب أن يسبق النقد الوصف ،لكي نعقل ما نصف " . وهكذا نبدأ البحث عن معان مادة حرر لنعود لاحقا وننتقد هذه المسبقات. فنجد أنها تدور عامة حول الفرد وعلاقته مع غير ذاته (قوة خارجية أو داخلية ) ، يحيلنا القاموس إلى مجالين :
1- الفقه : كيفية تعامل الإنسان مع الإنسان.
يربط الفقه مفهوم الحرية الشخصية بمفهوم المروءة والعقل والتكليف. 2فالحرية هنا الإتفاق مع ما يوحي به الشرع والعقل وهذا التطابق هو العدل وهذا التطابق هو العدل الذي يقوم عليه الكون .
2- الأخلاق: علاقة العقل بالنفس في ذات الإنسان .
قضية الحرية في الأخلاق تطرح من زاويتين:
1-علاقة العقل بالنفس :ويقول في ذلك الغزالي ليس الهدف هو محو الطبيعة وإنما الوصول إلى الوسط بحيث يكون العقل هو الضابط .
2- علاقة الإختيار البشري بالقدر الرباني : فعندما يساور الفرد نفسه يشعر بأنه حر وشعوره صادق لكنه لا يمكن أن يعارض قدر الخالق.
إنطلاقا من التحليل الثقافي واللغوي يمكننا القول إن مفهوم الحرية الفرد بنفسه وخالقه وأخيه في الإنسانية (حرية نفسية ميتافيزيقية ) في حين تغيب حرية الفرد كمشارك في هيئة إنتاجية (حرية سياسية إجتماعية ) وهذا الجانب الذي يختفي في الإستعمال الإسلامي التقليدي هو مصب إهتمام الليبراليين .
إن الإكتفاء بالبحث عن مادة حرر في الفقه فقط هو خطأ منهجي يعتمده المستشرقين علينا أن لا نقع فيه كما ذكرنا آنفا ، علينا أن ننتقد المسبقات و نبحث عن مسائل تهم الحرية و إن عبرت عن ذاتها بكلمات غير "حرية"، ونذكر هنا :
1- البداوة : كرمز ،كفكرة ، تجسد ما تطلع إليه الناس من سعة في العيش وفسحة في التصرف .
2- العشيرة : كرمز معارض للفقه أو مستتر وراء بعض قواعده وحامي للفرد من الدولة .
3- التقوى : قد تبدو لنا مسألة التعبد تحد الحرية الوجدانية لكن عند المسلمين هي تحرير للعقل من قيود الجسد وإرتقاء من طبيعة سفلى إلى طبيعة عليا.
4- التصوف : وهو تجربة فردية تتلخص في تمثل الحرية المطلقة بعد الإنسلاخ عن المؤثرات الخارجية ، وتزدهر الصوفية مع إنحطاط الدولة، حيث يتضاءل واقع الحرية اليومية، فتتخضم فكرة الحرية في الذهن وهذا هو جدل الحرية.
وهكذا فإن التجربة الإسلامية غنية برموز الحرية ، وذلك يثبت حلم الحرية في هذا المجتمع ، فإذا نظرنا إلى الدولة الإسلامية في واقعها التاريخي نجد مجالات تنفلت من وطأتها يحافظ الفرد داخلها على حرية أصيلة ، وعليه فإن واقع الحرية أوسع من مفهومها .
الدعوة إلى الحرية
بعد التطورات التي الاجتماعية التي عرفها المجتمع الإسلامي في أواخر القرن 18 و 19 ، إكتسح مفهوم الحرية مجال الإدراك لكن التحرير الذي نادى به المصلحون هو غير تحرير الوجدان،إنه تحرير للشخصية مع المحافظة على المشاركة والمسؤولية في المجتمع ، وكل دعوة تشير إلى حد تطالب برفعه وبالتالي فدعوة الحرية هنا لا تهدف إلى تأصيل نظرية الحرية بل فقط رفع الحاجز أمام الشخصية .وبالتالي فقيمة هذه الحركات تكمن في فعاليتها الإصلاحية لا في عمقها الفكري.
يوجد تطابق واضح بين الحاجات النابعة من صميم المجتمع التي شملتها الدعوة إلى الحرية وبين مضامين منظومة فكرية تحمل إسم الليبرالية.
الحرية الليبرالية
تطورت المنظومة الليبرالية على ثلات مراحل :
مرحلة التكوين : خلال عصر النهضة وركزت على مفهوم الذات. .
مرحلة الإكتمال : خلال القرن 18 ،كانت سلاحا ضد الإقطاع والحكم المطلق و أساس علم الإقتصاد والسياسة النظرية وركزت على مفهوم الفرد العاقل. .
مرحلة الإستقلال :في بداية القرن 18 ، إنتقدت الدولة العصرية المهيمنة على الأفراد والجماعات ، وركزت على مفهوم المبادرة الخلاقة الواقعية .
مرحلة التقوقع :نهاية القرن 18 و بداية القرن 20 ، مثلت طوبى الفوضوية و ركزت على الإعتراض والمغايرة لأن الإختلاف أساس التقدم الفكري (نقد الديمقراطية الإجتماعية)..
بالنسبة للمفكرين العرب فقد تعرفوا على منظومة مليئة بالتناقض وكان من الصعب عليهم أن يتلقوها بعقل ناقد كما نتلقاها نحن الآن بعد مرور قرن على فحصها و تحليلها ، لذلك هم غفلوا عن المفارقات التي تنشأ عن تطبيقها . كما إختلف المفكرين العرب بإرادتهم تأصيل الحرية في عمق المجتمع والتاريخ الإسلامي وإعتقادهم بأن الإسلام يحمل في صميمه دعوة للحرية ، بينما الليبرالي لا يهدف عامة لفحص مفهوم الحرية بقدر مايريد إثباتها وتطبيقها ،خصوصيته أنه يرى الحرية كأصل للإنسانية. أما الليبرالي العربي يعبد الحرية بإندفاع والسبب هو حالة مجتمعه الذي لم تتحقق فيه أي صورة من صور الحرية.
يعتبر هيغل مفهوم الحرية عند الليبراليين سطحي وتلك السطحية هي الحاجز الذي منع الثوار من تجسيد الحرية في تنظيمات سياسية وإجتماعية ،إن أخطاء الإرهابيين نشأت عن خلط بين الحرية الأصل وبين الصور والتشكلات التي تظهر من خلالها في ظروف إجتماعية معينة ولتدارك تلك الأخطاء لابد من نظرية فلسفية للحرية.
نظرية الحرية
الحقيقة المطلقة وحدها تضمن الحرية التامة، يقول الهيغلي : المطلق هو الدولة ، ويقول الماركسي هو الطبقة ، ويقول الوجودي هو الوجدان الفردي . فترد الكلامية الجديدة : هذه كلها أصنام ، المطلق إنما هو كلمة فارغة إستعملت استحياء محل كلمة الله . يجب الآن إستعمال الكلمة الملائمة . إذا لم نؤصل الحرية في القدرة الإلهية فإنما إما نتركها ضحية للصدفة والإتفاق كما يفعل الليبراليون حيث يفترضون بالدوام إتفاق العقلاء في تعيين المصلحة المشتركة، وإما نصبح عبدة أصنام الدولة والطبقة والوجدان ، والأصنام لا تنفك تنفي الحرية في الآن وتؤجلها إلى نهاية ما لا نهاية له.
إن فئات المجتمع العربي كانت متفقة في إعتناقها الحرية لأنها في البداية كانت تخدم مصالح الجميع ، لكن بعد تجلي الصراعات إنكشفت مفارقات الحرية وإمتد الوعي بإفتقاد الحرية الليبرالية لأصل فلسفي فطرحت من جديد قضية تأويل علم الكلام الإسلامي بعيدا عن الآراء التوفيقية التي ظهرت في العهد الليبرالي باختصار بدأ المفكرون العرب بالنظر للحرية كمفهوم وليس كشعار ، إن تأثير المذهبين الماركسي و الوجودي على المجتمع العربي بالدعوة إلى حرية أعمق وأشمل قد يعمل على إضعاف الحريات السلوكية (التنفيذ) لكن على مستوى الفكر فإنهما يركزان في الأذهان المفهوم(حرية الإدراك والحكم)..
إن منطق تطور الفكر العربي من الشعار للمفهوم طبيعي ومنتظر ،إن معطيات التصوف من أي دين كان يفضي بهذا الإرتقاء ،مثلما أثر التصوف الألماني في تكوين هيغل وأثر بدوره في الماركسية والوجودية.
على مستوى الواقع تنقلب الدعوة إلى الحرية المطلقة فتصبح تبريرا للخضوع المطلق فلا يبقى مجال حتى لتلك الحريات الليبرالية التي لم تدع أبدا العمق والإطلاق غير أنها حافظت على شيء من الواقعية.
تتضخم الحرية في الفكر بقدر ما تضمر في الواقع هذا هو النقد الذي توجهه الليبرالية إلى نظرية الحرية، فإستبدال النظرية بالوضعانية ليس عجزا بل هو ضمان للحرية ذاتها.
الحرية في مفهومها تناقض وجدل: توجد حيثما غابت وتغيب حيثما وجدت . والنظرية هي الكشف عن ذلك الجدل. فالنظرية من جهة لا يمكن لها أن تنفي ذاتها لتقف موقف الليبرالية و تأخذ الحرية شعارا بديهيا وليس في مقدورها من جهة أخرى أن تضمن وجود الحرية في التاريخ والمجتمع والدولة . كل ما تقوله النظرية هو أن الحرية لكي تتحقق يجب أن تٌعقل ، ولكي تٌعقل يجب أن تطلق.
نظرية الحرية إذن في غاية الأهمية و في نفس الوقت في غاية التفاهة.
اجتماعيات الحرية
يميز في هذا الفصل بين ثلاث ميادين :الإقتصاد والإجتماع والسياسة لرصد مستوى التحرر في الحياة الواقعية.
بالنسبة لعلم الإقتصاد يبحث عن وضعيته في الجامعات ولدى الرأي العام لأنه يعطي فكرة عن وعي العرب بمشكلاتهم وقدرتهم على التصرف في معالجتها.
بالنسبة للعلوم الإنسانية يذكر نتائج البحوث البيولوجية والنفسانية والتربوية وفي نفس الوقت يبرز مدى تغلغل نمط التفكير الموضوعي الكمي في المجتمع العربي ، أي قدرة هذا المجتمع على الإنسلاخ عن الذاتية.
إن نتائج العلوم ملك مشاع بين جميع المجتمعات ، فمستوى انتشار تلك النتائج في البلاد العربية يدل على حالتها الحضارية . وبالتالي إن عدد المعاهد التي تهتم بها وتروج لها وعدد الأساتذة الذين يدرسونها وعدد الكتب والمجلات التي تبسطها وتنشرها كل هذه الأرقام تمثل مؤشرات على مدى استغلال العلم لفائدة تحرير الفرد.
وكذلك بالنسبة لميدان السياسة ، إزدهار أو ضمور علم السياسة هو مؤشر على نضج المجتمع وبلورة شخصية الفرد أي على مستوى التحرر ، فهل تقبل الأنظمة العربية أن ��درس هذه الأوضاع بكيفية موضوعية داخليا وبمناهج علمية؟
في محيطنا اليومي ، نجد ضغطا على شخصية الفرد وإهمالا لكل ما يمكن أن يساهم في ازدهارها ،كما نلاحظ أن مشاركة الأفراد في اتخاذ القرارات السياسية ضعيفة والقادة يرفضون البحث في أسباب ذلك..
لكن في المقابل ، نجد أن المجتمع العربي مليء بصدى دعوة متجددة للحرية، فنلمس هنا أيضا جدلية الحرية : وجودها معنى حيث تنفى فعلا ، وتجذرها فعلا حيث تختفي معنى.
وعليه ينتهي إلى الدعوة بإلحاح إلى دراسات يمكن أن تسفر عن أسباب المستوى المتدني في مجال المشاركة والضغط على شخصية الفرد ، فنجد أننا عدنا إلى ميدان الدعوة إلى الحرية الذي إنطلقنا منه ، مغلقين دائرة البحث في عالم الحرية. نكشف بذلك مجددا عن العلاقة الجدلية بين ضعف مؤشرات التحرر وقوة المطالبة بالحرية .وفي هذه العلاقة الجدلية يكمن الدافع إلى البحث عن أصل الحرية الذي تطرقنا إليه كذلك سابقا.
المهم في قضية الحرية هو أن تبقى دائما موضوع نقاش ،بوصفها نابعة من ضرورة حياتية، لا بوصفها تساؤلا أكاديميا .مهما تنوعت الحرية ، كشعار وكمفهوم وكسلوك ، يبقى البحث ،في أي مستوى من هذه المستويات الثلاثة ، وسيلة لتعميق الوعي بمسألة الحرية والاحتفاظ بها على رأس جدول الأعمال لأن الوعي بقضية الحرية هو منبع الحرية .
Profile Image for حلقة جدة النقاشية.
7 reviews13 followers
February 25, 2017



قراءة في كتاب مفهوم الحرية
د. عبد الله العروي


قراءة ولاء عبد الله و مي عبد الوهاب

يقع كتاب "مفهوم الحرية" ثانيا ضمن سلسة المفاهيم التي أرساها عبد الله العروي في سعيه لإيجاد مدلولاتها في واقع الوطن العربي و تاريخه عن طريق تحليلها في سماتها العملية المعاشة بعيدا عن التعامل معها كمفاهيم مجردة مطلقة، بهدف التقريب بين الفكر و العمل. إن إرساء المفاهيم في منظور الواقع حجر الأساس للانطلاق نحو عمل ممنهج يتعامل مع الحيثيات الحقيقية و ذات العلاقة بمجتمع ما، عكس ما يكون عند وقوعنا في خطأ إطلاق المنظور المجرد. يأتي بحث العروي حول "مفهوم الحرية" في خمس فصول، يتتبع فيها الكاتب إدلاءات السالف من المفكرين العرب الإسلاميين و الغربيين، و يقارب بينها و بين الظروف التاريخية التي كانوا فيها، ثم يقارن بين العالمين الغربي و العربي في تناولهما للمفهوم. على مدار، الفصول الخمسة نلحظ في حديث العروي ميله إلى تخصيص الخطاب عن "الفرد" داخل المجتمع المعطى و ليس الجماعة فقط عند حديثه عن تقييد أو تحرير، و يركز على مفهوم الفرد بقوله" في محيطنا اليومي نجد ضغطا على شخصية الفرد و إهمالا لكل ما يمكن أن يدفع إلى ازدهارها" ص 135 ثم في خواتيم الكتاب يذكر لنا أنه رغما عن كون تناول المفهوم يحتم علينا معالجة مشكل الحرية و الدولة، و الحرية و المجتمع، فإنه لا ينبغي أن ننسى أن الأصل هو الفرد. نستنبط أيضا من خلال قراءتنا أن مفهوم الحرية جدلي بطبيعته، حيث يكون "وجودها معنى حيث تنفى فعلا، وتجذرها فعلا، حيث تختفي معنى" ص 136 و بكلمات أخرى، كلما اضمحلت الحرية في مجتمع ما، كلما ارتفعت أصوات المنادين بها. و لأن الحرية ليست مفهوما جامدا، بل متغيرا مع سير التاريخ، فإن هذة العلاقة الجدلية موجودة طالما وجد مشكل الإنسان و القيود أيا كان شكلها. و لنستهل قراءتنا لكتاب من هذا النوع علينا أن نضع نصب أعيننا تساءلنا حول "الحرية"، بكل ما يتبادر إلى أذهاننا من تعريفات نظن صوابها، أو دلالات نعتقد خطأها، و أن نعي أننا لن نخرج منه بتعريف محدد واضح، أو دلالة في القاموس، بل إننا سنهتدي إلى فهمه كفكرة في سياقات اجتماعية تاريخية مختلفة. نستعرض الفصول الخمسة في لمحات مختصرة كما يلي:

طوبى الحرية

لم يكن لكلمة "حرية" التي جاءت في مطالب سفراء أوروبا لحكام العالم الإسلامي مرادف محدد، فقد أشارت وثائق في بدايات القرن التاسع عشر أن العديد من المؤرخين تساءلوا عن ماهية هذه المطالب و عما قد تعنيه. و حين فسر بعضهم معنى "الحرية" في مطالبات الأوروبيين وصفوها بأنها من أفعال الزندقة، أو على الأقل أنها من الأفعال الدخيلة التي لا أصل لها عندهم. جاءت كلمة الحرية من أوروبا كمفهوم مستورد، ليظهر لدينا مشكل التأويل الذي كان على الباحثين العرب معالجته. من هنا يتساءل المستشرقون � و يجاريهم العروي في ذلك- "هل مفهوم الحرية مأخوذ من الثقافة الغربية، حيث لا وجود له في الثقافة العربية الإسلامية التقليدية؟" [1] . يجيب الكاتب عن هذا السؤال عبر التحقيق في المعنى اللغوي للكلمة و يجد أنها لا تحمل ما قد يتبادر إلى أذهاننا للوهلة الأولى، بل إنه يهتدي إلى ميدانين أساسيين، الفقهي (المروءة و التكليف) و الأخلاقي (معادلة المشيئة الفردية و المشيئة الإلهية، و علاقة الفرد بالطبيعة). ثم يتوجه إلى التحقيق الاجتماعي بعد التحقيق اللغوي ليجد أربع دلالات تجسد فيها مفهوم الحرية في الثقافة العربية. أولها البداوة، بما فيها من تمرد على القانون و القيود و عصيان لأمر الحاكم. و رغم أن البداوة لا ترادف الحرية في المعجم، إلا أنها كفكرة دلت في موروثنا على ما "تطلع إليه الناس من فسحة في العيش و فسحة في التصرف"[2]. ثاني الدلالات هو العشيرة، و التي يرى فيها العروي النقيض لقانون الدولة، و المساحة التي ضمنت حرية خارج عبودية الدولة، فالفرد العربي لا يواجه السلطان منفردا بل تحت مظلة العشيرة التي كلما ناقضت قوانين الدولة حرية أفرادها، كلما عززتها العشيرة. الدلالتين التاليتين تتناولان فكرة دينية في سياق اجتماعي، التقوى و التصوف. كلاهما يعبر عن تحرير لعقل من الذات الدنيا و انقطاع عما يقيد النفس من أهواء إلى حرية التعبد. تكسب التقوى صاحبها بمكانة اجتماعية ذات امتيازات و صلاحيات، مما ينعكس في تمتعه بحرية في التصرف أكبر من غيره، و هذه جهة أخرى لكون التقوى تعكس فكرة الحرية. أما التصوف فيعزل صاحبه عن الحياة الاجتماعية و يمكنه من التحرر الوجداني داخل دولة الاستبداد، و بذلك يلتقي مع البداوة في فكرة تمرد الفرد على الحدود المفروضة عليه. بعد الانطلاق في البحث من تساؤلات المستشرقين التي افترضت انعدام المعنى المرادف في الثقافة العربية الإسلامية و بالتالي انعدام ممارستها و انتفاء ضرورتها، يكشف لنا قاموس الكلمات و قاموس التاريخ عن تمثل الحرية في حلم الفرد العربي، و الطوبى التي يسعى لها، لكنه لا يثبت ممارستها.

الدعوة إلى الحرية (عهد التنظيمات)

نكمل في هذا الفصل الاستعراض التاريخي للتطورات الاجتماعية منذ بداية الدعوة إلى الحرية، و ما كان عليه الحال من محدودية توغل سلطة الدولة مقابل البداوة التي كانت تلعب دور موازي –ومضا�- لدور الدولة. بدأ دور الأخيرة في التوسع مع اضمحلال أهمية دور البداوة في الحياة الاقتصادية، و بالتالي تراجع تأثيرهم، في هذه المرحلة من التاريخ ظهرت حركة الإصلاح التي هدفت إلى تقوية الدولة ضد الاستعمار، و بالتالي توسيع نطاق تحكمها في حياة الفرد الذي لم يعد بإمكانه التستر خلف العشيرة أو الفرار عبر البدواة. إن مرحلة التنظيمات لعبت دروا هاما في تغيير شكل الحياة الاجتماعية صاحبه تغيير في نوع المطالب بالحرية، فالفرد في عهد التنظيمات لا يبحث عن تحرر وجداني، بل عن استقلالية شخصية ضمن منظومة (الأسرة و المجتمع)، و من هنا جاءت المطالب بتحرير المرأة من السلطة الذكورية، و الابن من وصاية العائلة، الصانع من استغلال رب العمل و هكذا. و على مدار القرن التاسع عشر، نشهد هذا التوسع للفكر الإصلاحي الذي جاءت معه سيطرة شاملة للدولة على شؤون الحياة، فأصبحت التجربة الإنسانية تجربة سياسية، تكون فيها المطالبة حقا، و الحرية مطلبا. و بينما كانت مفردة " الحرية" تستخدم في حدود ضيقة، أصبحت ترفع كشعار في كل وقت و حين للتعبير عن كونها ضرورة اجتماعية سياسية، و هكذا لازم التطور الاجتماعي التطور اللغوي و أمكن لنا أن نفهم السياق التاريخي للضغوط الأوروبية التي حاولت اقناع الحكام العرب بأهمية الحرية المدنية كما تكلم عنها جون ميل ستيورات ولا يمكننا القول والجزم بأن دور أوروبا وحده هو الذي لعب دور المحفز لحركة الإصلاح، إنما العلاقة الجدلية مع الفرد العربي وتراثه والعلوم التي تلقاها من مجتمع سبقه تاريخيا في بعض نواحي الحياة السياسية, وأنتجت بدورها هذة التفاعلات شكل مجتمعٍ جديد أصبحت فيه هذه المطالب حاجة متأصلة في المجتمع ذاته، نابعة من صميمه و متمثلة في ثقافته.

الحرية الليبرالية

يؤكد العروي في هذا الفصل حماسة المفكرين العرب لليبرالية، و لكنه ينفي وجود تنظير رصين لها، و يُرجِع السبب إلى انعدام الوعي التاريخي المنطقي الذي يؤول بالمطالبات إلى مستوى المطالبة بالليبرالية بصورتها الحالية في العالم الحديث. ففي الوقت الذي تقبع فيه الدول العربية في مكان أبعد ما يكون عن النظام الحديث للدولة، نجد مفكريها يتشدقون مطالبا مماثلة لمطالب نظرائهم في دول أوروبية متقدمة. فكيف نفهم مشكل التزامن بين الفكر و الواقع؟ يشير العروي أن الليبرالية مرت بأربعة مراحل، تأثر المفكرون العرب برواد المتأخر منها كجون ستيوارت ميل. عاش العرب عهدا ليبراليا كشعار، لم تحصل خلاله معالجة نقدية للأسئلة الهامة المتعلقة بحدود الحرية الفردية مقابل وصاية الدولة، و كان الهم هو أن تؤصل دعوة الحرية إسلاميا بغض النظر عن التناقضات الناتجة عن ذلك. لذا فإن العهد الليبرالي العربي انصاع للضرورة الحياة الجماعية التي كانت تقتضي إطلاق الدعوة ، و إن كانت " الحرية الليبرالية لا تمثل نظرية بين نظريات الحرية، بل تنفي ضرورة الحرية"[3]، إلا أنها كانت حاجة ذلك العهد. يشير العروي إلى خصوصية الليبرالية العربية بقوله: " إن خصوصية الليبرالي عامة أن يرى في الحرية أصل الإنسانية الحقة وباعثة التاريخ وخير دواء لكل نقص...و خصوصية الليبرالي العربي أنه يعبد الحرية باندفاع لم يعد يحس به زميله الأوروبي. والسبب في ذلك هو حالة المجتمع الذي لم تتحقق فيه بعد أية صورة من صور الحرية."[4] تبدأ المرحلة الجديدة حين نصل إلى نقد هذا الشعار نحو تأصيل للمفهوم.

من هنا أمكننا أن نستنتج أن هناك ليبرالية كمنظومة فكرية و هناك ليبرالية كحالة اجتماعية تاريخية.

نظرية الحرية[5]

يعود بنا الكاتب إلى الأقطاب الكلاسيكيين كسبينوزا و من بعدهم كهيغل ليستعرض الاتجاه الذي سلكوه في تناولهم موضوع الحرية. يتفق هيغل مع الفلاسفة الكلاسيكين في البحث عن أصل للحرية

تشترك الكلاسيكية و الهيغلية و الماركسية في جعل الحرية جوهر الانسان، و يختلفون في تأويلها، يرجعها الكلاسيكيون إلى الإرادة الإلهية، اما هيغل فيؤوّلها في الدولة، و يأتي ماركس ليصف الطبقة، طبقة العمال بأنها ضامن الحرية و منبعها. تأتي الوجودية لتأخذ مسلكا مغايرا كليا في تعليلها الحرية لتع��برها إرادة الفرد اللامشروطة بما سواها من قوانين الطبيعة و ظروف التاريخ. و هكذا تخرج الحرية من التاريخ، بينما اختلفت الهيغلية و الماركسية في وضعها أول التاريخ أو آخرها.

من جهة اخرى, يدرج العروي اقتباسات تظهر التأثير الكبير الذي كان للماركسية على الفكر العربي و الذي انعكس على طبيعة المطالب، و الذي في نفس الوقت يصعب ترجمته إلى واقع ملموس لأن المجتمع العربي بواقعه الحالي لم يختبر أي درجة من درجات الحرية السياسية الحقيقية بعد فكيف يقفز إلى مجتمع اشتراكي والذي لا يمنعه ايضا من التفكير فيه. جاء هذا التأثر بعد انقشاع الغمام عن التناقضات الذي أحدثتها ضبابية ما تسمى بالليبرالية العربية. و ثالث الاتجاهات التي انعكس أثرها هي الوجودية، و هذا ما أراده المثقف العربي، الرفض التام للواقع و ضرورة هدمه لتتم إعادة بنائه من جديد على أسس الحداثة التي تتناسب مع تجربته التاريخية المختلفة عن الدول الاوروبية التي تتميز بنمط انتاج رأسمالي متأصل في تكوين البنية الاجتماعية. ولم ترتقي المحاولات بعد الى اعادة إنتاج هذه الاتجاهات في شكل عربي خاص، و لا زالت تنحصر الجهود في تبني الدعوة و التعامل مع الحرية كشعار فضلا عن مفهوم تنبغي معالجته تاريخيا و فلسفيا.

ونلاحظ من ذلك الشرح والتوضيح من العروي التأكيد على "جدل" الحرية الذي يكرره في كتابه. وذلك الجدل متمثل في المعادلة التالية: أن الحرية توجد حيثما غابتْ، وتغيب حينما توجد. ونظرية الحرية ما هي إلا "كشف" ذلك الجدل". إذن نظرية الحرية في غاية الأهمية، وفي غاية التفاهة أيضاً! هكذا يخلص العروي بعد فصلٍ طويل.

اجتماعيات الحرية

الدراسة الاجتماعية للحرية تعني استخدام "الأرقام كمعايير و مؤشرات نقارن من خلالها أمس باليوم في نظرة تاريخية عامة على الإنسانية و نقارن من خلالها أيضا بين هذا المجتمع و ذاك، و بين هذه الطبقة و تلك في تحليل اجتماعي و سياسي للأوضاع الراهنة."[6] و لكي نقدر مدى التحرر الذي عايشه المجتمع العربي مؤخرا، فإننا نقارنه بمدة تحرر عرب القرون السالفة، و بما سواه من مجتمعات أخرى. و نلجأ إلى العلوم الاجتماعية لتكون دلينا في هذه التقييم. الهدف من العلوم الاجتماعية و وازع التطور فيها هو "محاولة اكتشاف طرق عملية لتحرير الفرد"[7] و عند الحديث عن العلوم الاجتماعية فإننا نعني علم الاقتصاد، علم الاجتماع، و علم السياسية. فأي تقدم أحرزه العرب في مضامير هذه العلوم؟ إن علم السياسية على سبيل المثال يعطينا مؤشرات حول مشاركة الفرد السياسية، و بالتالي مقدرته و امتلاكه لحق التصرف في رأيه السياسي. ينبغي علينا تطوير هذه العلوم لإيجاد النموذج المناسب لنا، و عند ذكرهذه العلوم، لا يقتصر العروي حديثه عن الوضع الاقتصادي و السياسي، و الحالة الاجتماعية للفرد العربي، بل يلفت انتباهنا عن ضرورة تقييم مستوى هذه العلوم في المعاهد و الجامعات و النظر في أي إحراز قدمته/تقدمه لتخدم المطالب و تحقق الفرص. و بهذا يكون استغلال العلم لتحرير الفرد. و على المستويين تحقق المجتمعات العربية مؤشرات متدنية من الحرية، ما يبرر قوة المطالبة بالحرية فيها. فوفقا لما أسماه "العلاقة الجدلية"، فإنه كلما ضعفت مؤشرات التحرر زادت المطالبة به.

ختاما، إن الحرية ليست موضوع حديثا ولا دخيلا، بل هي من صميم وجودنا و الشواهد التاريخية أثبتت ذلك. الصراع البشري لن يفتأ يوقعنا في مواجهة مع ما يحد على الإنسان من إنسانيته و يسلبه حق التصرف، لذا كانت الدعوة إلى الحرية مستمرة. علينا أن نتفاءل بتجدد هذه الدعوة وأن نستبشر بها كلما تصاعدت في مجتمعاتنا، على أن نعي الدور الأساسي الذي ينبغي على التطور العلمي والفكري أن يلعبه لتحقيق هذه المطالب. و الأهم من ذلك هو ألا ننفصل عن الواقع المعاش و أن ننظر للتاريخ كوسيلة لتفسيره وتغييره.



[1] الكتاب ص 15
[2] ص 25
[3] ص 71
[4] ص 67
[5] "و نعني بالنظرية محاولة تأصيل الحرية بعد الوعي بالتناقضات الناشئة عن التطبيق"
[6] ص 121
[7] ص 123









Profile Image for Turki.
231 reviews
December 18, 2017
إنّ فضل شيخنا العروي في كتب المفاهيم وكتابه هذا لكبير حقًّا.
لعل من أهم ما جاء في كتابه هذا فيما أرى:
تحليله للمفهوم وبيان الخلط الذي يقع فيه جرّاء عدم التمييز بين الحرية الليبرالية، أي الاجتماعية والسياسية، التي هي في الأصل أمرٌ حادثٌ وتَبَعٌ للظروف ومفهوم الدولة في السياق الذي هي فيه، وليست مطلقة هكذا. وبين الحرية بالمعنى الميتافيزيقي.

بالاضافة الى حجة العروي بأن التشابه بين المفهوم الاسلامي للحرية والمفهوم الغربي لا يعني بالضرورة أن العرب تسلفوها منهم، وإنما انطلاقهم من أسس تكاد تكون متماثلة أودت بهم إلى النتائج نفسها. هذا بالنسبة إلى المفكرين أو المتفلسفة، أما بالنسبة إلى المجتمعات فهي الظروف التاريخية التي مروا فيها وأنشأت الحاجة إلى هذه الحرية.

كما أن قراءة العروي الموجزة للمشهد السياسي العربي من ناحية الوعي جيدة.
Profile Image for Ibrahim.
84 reviews40 followers
June 6, 2011
كتاب قيم في محتواه، متزن في طرحه، يوضح سبب الإلتباس لدى بعض المثقفين العرب لمفهوم الحرية عندما يؤكد انه شعور بديهي وليس مفهوم نفوذه في فضفاضيته وصوريته لا في تفصيله وتعيينه كما ينص المؤلف..

وهو يحاول للفت النظر الى ان الحرية لا تنحصر في الجانب السياسي و الاجتماعي وهو ما استلهمه بعض المثقفون العرب، بل أيضاً في الجانب الديني والإقتصادي، وهي متدرجة الحدوث مرتبطة بتطور فهم المجتمع وحاجاته.

اورد المؤلف نماذج عن الحرية عند المجتمع البدوي، لا اجدها بهذا المسمى في نظري، بل هو تمرد على الصعود في سلم التحضر، لانه لا يؤمن بفكرةالدولة في سيادتها بل بفكرة القبيلة والعشيرة و في تغليب المنفعة الأنية والمصلحة الخاصة على نقيضها.
Profile Image for Saleh Khalid.
64 reviews34 followers
March 26, 2012
كتاب جيد كمدخل لي لعالم الحرية كمفهوم وكشعار وكتطبيق .

استعرض العروي فيه حلم الحرية كيف يكون وكيف كان وكيف يتحقق في المجتمع الإسلامي التقليدي.
ومن ثم تحدث عن الدعوى إلى الحرية من بين جماعات وفرق وكيف يرونها ويفسرونها .
ثم يفرد فصلاً كاملاً يتحدث فيه بإسهاب وإطناب عن الحرية الليبرالية بكل تشكلاتها وتقلباتها.
ومن ثم يعرج على نظرية الحرية نفسها في فلسفات هيغل وماركس وسارتر وفيورباخ وأخيراً علال الفاسي وحسن حنفي .
بعد ذلك يتكلم في فصل أسماه إجتماعيات الحرية ، عن الحرية في ميادين الإقتصاد وعلم الإجتماع والسياسة وعن مكانة العرب والمجتمع العربي في هذه الميادين .

يختم بموجز لأهم مافي الكتاب تحت عنوان استنتاجات .
Profile Image for Manal S.
66 reviews8 followers
January 14, 2016
(الحرية شعور بديهي وليست مفهوما )
يتعرض العروي في كتابه إلى مفهوم الحرية والخط الفلسفي التنظيري الذي سلكته مع تبيان تداخل المذاهب (الماركسية، الصوفية ، الهيغيلية ، الليبرالية ، الوجودية ...) في مفهوم الحرية عند العرب والغرب ايضا
ركز العروي على مفهوم الحرية داخل المجتمع العربي بشكل خاص باحثا عن مفهوم الحرية (قبل عهد الليبرالية ) وإن لم يطابق كلمة " الحرية " لإختلاف الظروف .
ودور مثقفي العرب بعد ذلك في نشر( دعوة الحرية )المفتقرة للأصل الفلسفي ، فجميع فئات المجتمع تتفق على ( دعوة الحرية ) ولكنها مختلفة في مصالحها مما انتج صراعات دفعتهم إلى البحث الفلسفي .
تقول الليبرالية : استبدال النظرية بالوضعانية في مسألة الحرية ليس عجزا بل هو ضمان للحرية ذاتها .
Profile Image for محمد النعيم.
51 reviews17 followers
March 16, 2016
�"الوعي بقضية الحرية هو منبع الحرية"


الكتاب مدخل للحرية والليبرالية في الفلسفة ، وتأثيرها على مفهوم الحرية داخل النسيج العربي (اجتماعياً، سياسياً، اقتصادياً)


�"لكي نحافظ على أسباب التقدم لابد من الابقاء على حقوق المخالفين في الرأي، لأن الاختلاف هو أصل الجدال والجدال هو أصل التقدم الفكري والابتكار."


�"الحرية شعور بديهي وليست مفهوماً. نفوذه في فضفاضيته وصوريته لا في تفصيله وتعيينه."

�"تحرير الفرد يمر حتماً عن طريق تحرير المجتمع.
وإن حرية الفكر مرتبطة بالحرية السياسية، وهذه مرتبطة بالحرية الاجتماعية والاقتصادية."

�"المهم في قضية الحرية أن تبقى دائماً موضوع نقاش، بوصفها نابعة من ضرورة حياتية، لا بوصفها تساؤلاً أكاديمياً."
148 reviews102 followers
May 28, 2015

بحث عميق ورائع كعادة أبحاث دكتور عبد الله العروي ..

ان الحرية في مفهومها تناقض وجدل: توجد حيثما غابت وتغيب حيثما وجدت." والنظرية هي الكشف عن ذلك الجدل. فالنظرية من جهة لا يمكن لها أن نتفي ذاتها لتقف موقف الليبرالية وتأخذ الحرية شعارا بديهيا، وليس في مقدورها من جهة أخرى أن تضمن وجود الحرية في التاريخ والمجتمع والدولة. كل ما تقوله النظرية هو أن الحرية لكي تتحقق يجب أن تُعقل، ولكي تعقل يجب أن تُطلق.

نظرية الحرية إذن في غاية الأهمية وفي نفس الوقت في غاية التفاهة."
Profile Image for A_altamimi.
32 reviews13 followers
December 23, 2014
يأخذك العروي في هذا الكتاب لمفهوم الحرية وتشكله عبر التاريخ..
نعم هناك ضعف في تحرير معنى الحرية في التاريخ القديم، خصوصاً وأن الكتاب لم يستطع استيعاب المعنى لصغر حجمه.

وأكثر ما استفد��ه في هذا الكتاب، هو التعرض لمفهوم الحرية عند فلاسفة الليبرالية، وإبراز حجم التناقضات التي لديهم.

والكاتب من نقاد الليبرالية ويأتي من خلفية ماركسية، ولذلك كان يركز على إظهار تناقضات الليبرالية في مسألة الحرية.
Profile Image for مجتبى آل عمير.
52 reviews22 followers
April 11, 2015
يعاني هذا الكتاب -وهكذا كتاب مفهوم الإيدلوجيا- من سوء صياغة وسوء ترتيب ، قد تعيق القراء عن الاستفادة من الأفكار الواردة في الكتاب كما ينبغي
Profile Image for محمد النملة.
132 reviews
February 27, 2016
لا أعلم ماذا أكتب عن هذا الكتاب العظيم.
سيتغير مفهوم الحرية والليبرالية عندك تماماً بعد قراءة هذا الكتاب.
Displaying 1 - 30 of 81 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.