هذا الكتاب سيرة ذاتية واقعية لمرحلة زمنية لا تتجاوز أكثر من عشرين شهراً، أو سرد للأحداث التي عانى فيها كل من رفعه الجادرجي وبلقيس شرارة، من وطأة الاعتقال والحكم المؤبد الذي صدر بحق رفعة الجادرجي، وهو تسجيل لما عانته بلقيس من الحالة النفسية كزوجة معتقل وسجين في العراق، ووصف لما عاناه رفعة جادرجي كمعتقل وسجين. يحتوي الكتاب على أربعة فصول، ويتألف من جزء كتب من قبل رفعة وجزء كتب من قبل بلقيس، وهكذا كتبت الفصول متتالية على هذه الوتيرة، وجاءت واصفة للأحداث التي مر بها كلا المؤلفان الأول في سجنه والثانية بين أصدقائها الذين يساعدونها في تخليص زوجها من براثن الأسر، كلا الاثنين دون مذكراته وبشكل منفرد وتام على الآخر، وتحدث عن كل ما حدث معه في غياب الآخر، فشرحت بلقيس آلامها وعذابها وشوقها إلى زوجها ومساعيها في انتزاع الحرية له، وشرح رفعه أسباب سجنه، والدوافع السياسية الكامنة خلف استقصائه من نقابة المهندسين، وعذاباته في السجن وعلاقته بالمعتقلين الذين تعرف عليهم داخل السجن، التحقيقات التي أجريت معه من قبل المخابرات وأخيراً سير عملية الإفراج عنه بعد عشرين شهراً من العذاب. كل ذلك ساقه الزوجان بأسلوب بسيط وبعبارات تنم فعلاً على أحاسيس كليهما وعذابهما الذي أججه نار الفراق.
وُلدت في النجف عام 1933. حصلت على بكالوريوس في الأدب الإنكليزي من "جامعة بغداد" عام 1956. تمارس الكتابة وتقيم في إنكلترا. صدرت لها مقدمة لرواية "إذا الأيام أغسقت" لشقيقتها حياة شرارة، 2000، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
سيرة ذاتية حزينة عن فترة في حياة الكاتبة بلقيس شرارة وزوجها رفعة الجادرجي بعد ما تم القبض على المهندس رفعة الجادرجي بتهمة غير حقيقية وحُكم عليه بالمؤبد حيث أهواء السلطة التي تحكم بلد بأكمله وتبعاتها من ظلم وأذى وانتهاكات يحكي كل منهما بالتناوب عن حياتهم خارج وداخل السجن من آخر عام 1978 في أجواء من الخوف والترقب والمحاولات البائسة للبحث عن مخرج أو وساطة وخلال السرد تحكي بلقيس عن الذكريات والأصدقاء والأحوال الاجتماعية والسياسية وفي النهاية يخرج الجادرجي بعد 20 شهر لا بسبب تحقيق العدالة ونفي التهمة لكن للاحتياج لعمله وبراعته في الهندسة المعمارية تجهيزا لمؤتمر عالمي في بغداد وبعد 3 سنين تقريبا من خروجه من السجن يغادر الجادرجي العراق... وحتى وفاته في ابريل الماضي
هذا الكتاب وصف مطول في كيفية أن تعيش حياة تتحكم بها قوة خارجية، كيف لك أن تعيش وكأنك بيدق تنتظر اللاعب ليحركك. "كنت أمشي هذه المرة ببطء متأملًا المعيش بين جمهور جاهل وسلطوي، وأخذت أردد ماهذا المعيش، وما قيمة الوجود لمعيش مرتبك وخائف بين جهلة ووحوس، وإلى متى سيستمر؟" -رفعة. تناقلت بلقيس ورفعة الأدورار في رواية أحداث سنة وعشرون شهرًا في أثناء اعتقال رفعة لأسباب مجهولة. حيث حكت بلقيس عن الظلمة -يقع تحتها الظلم غياب العدل، والظلم السواد الحالك- خارج السجن، وحكاها رفعة من داخل السجن. "نحن طيور بلا أجنحة، قُصَّت أجنحتنا منذ دهر طويل، ولم نعد نعي متى فقدنا حريتنا! وأصبح الخضوع والاستسلام للسلطة من الصفات التي نتحلى بها" -بلقيس.
قرأ رفعة في هذه الفترة مائة وستين كتابًا، وكتب ٣ كتب! ولكن طوال الكتاب كنت أقول في نفسي: من له زوجة بقوة بلقيس فكيف يخاف؟ تذكرت مقولة لا أعرف قائلها حقيقة "لا تخف من الزواج من امرأة قوية، فلربما ذات يوم تصبح جيشك الوحيد."
كتاب لسيرة ذاتية واقعية لمرحلة زمنية لا تتجاوز أكثر من عشرين شهرآ ، يحتوي الكتاب على أربعة فصول ، كُتِب كل فصل من جزء كُتِب من قبل المعماري #رفعت_الجادرجي وهو رهن الأعتقال ، و جزء أخر كُتِب من قبل زوجته #بلقيس_شرارة بفصول متتالية .
هذا الكتاب يجعلك تعاصر عائلة الجادرجي في تلك المدة من صباح يوم السبت المصادف 16 / كانون الأول / 1978 حين أعتقل رفعت الى صباح 20 / آب / 1980 حين خرج من أحشاء السجن المضلم .
مقتطفات من الكتاب : حكم على رفعت الجادرجي من قبل محكمة الثورة بالسجن المؤبد مدى الحياة مع مصادرة جميع أمواله و ظهرت رواية ان السبب المجهول وراء سجن الجادرجي هو سعدون شاكر ( وزير الداخليه في عهد الرئيس صدام حسين ) و كان يقول : ( ألا أخليه بملابسه لمدة ستة اشهر ، و على جلدة )
و سبب خروج الجادرجي من السجن حين سأل الرئيس صدام حسين عن المعمارين المهمين الذين يمكن إناطة مهمة مشاريع التي ستقام في بغداد بمناسبة مؤتمر عدم الأنحياز فأجاب المسؤول : سيدي عدنا خيرة المهندسين في الشرق الأوسط الذين من الممكن إناطة مثل هذة المسؤولية بهم . سأله الرئيس : لماذا لا يمكن إناطة هذة المسؤولية بهم ؟ فاجابه : ( سيدي واحد جوه و الآخر بره ) " يقصد بذلك رفعة الجادرجي في السجن و المعماري الآخر الدكتور محمد مكية خارج العراق " أجاب الرئيس عندئذ : ( الجوه نطلعوا ، و البره نجيبوا ) .
- كان عدد الكتب التي قرأها رفعة الجادرجي خلال الخمسة عشر شهرآ التي قضاها في السجن ، ( مائة و ستين كتابآ ) و أستنسخت له صفحات و فصولآ من مئة و عشرين كتابآ . و كتب من داخل السجن كتاب صورة أب ، و شارع طه و هامرسمث ، و معظم كتاب الأخيضر و القصر البلوري .
- أول كلمة نطق بها الجادرجي بعد خروجه من السجن : بلقيس ، أريد زجاجة بيرة باردة !
- غادر رفعة العراق هو و زوجته عام 1982 و لازال يعيش خارج العراق .
- لوحة غلاف الكتاب الشاعر و الفنان : #محمدسعيدالصكار
و في النهاية : وراء كل رجل عظيم أمرأة مثل بلقيس شرارة و وراء كل امرأة عظيمة رجل مثل رفعت الجادرجي .
كتبت بلقيس وبتصرف... كانت اشجار النخيل تعيش بيننا وتتنفس معنا وكأنها كائن حي بعد ان نمت ونضج رطبها وظلل سعفها الشوارع في قيظ بغداد المحرق، ولكنها هددت بالموت فذبحت وشوهت وقطعت اشلاؤها الى قطع صغيرة وسحبت احشاؤها لتصبح وقودا، فذنبها الوحيد انها اعتبرت مسؤولة عن اختفاء المتأمرين بظلها ! اصبح الصمت والسكوت هما الاستراتيجية المتبعة في مجتمعنا فلم يعترض احد منا، ولم نتفوه بكلمة نعرب بها عن استيائنا، برغم حبنا لاشجار النخيل، فالنخلة رمز وادي الرافدين منذ الاف السنين ، لكننا اشحنا باعيننا عما حدث ، للشجر والحجر والبشر، بل اغمضناها، واصبحت عادة متأصلة فينا!!
كتاب مدهش، كان الخيار الأول الذي استهللت به مشوار القراءة "المنقطع" منذ مدة طويلة، ويبدو انه كان خياراً صائباً. سرد أنيق وصور تدفع القاريء للانغماس بكل التفاصيل، استنشاق روائح الأمكنة، التفاعل مع المعاناة حد الخدر!
"في قدرة الزنزانة أن تحجز البدن وتكبله وتذله وتجوعه وتخضعه لمعيش لا تقبل به الكلاب البرية ولكن بالرغم من ذلك يتمكن الفكرمن اختراق مادة جدرانها الجامدة فالفكر ليس مادة تشغل حيزاً يحجز فيه، أو يتحدد بمكان ما، إنما الفكر حر بطبيعته، فلا تتمكن السلطة من تعقبه وحجزه" رفعة الجادرجي
ذكرني اعتقال رفعة بدون ذنب يعرفه بجوزف كا بطل كافكا في المحاكمة استبداد بالسلطة التي تؤدي الى عبثية المصير ، مؤلم ان يكون الانسان بين نابي الظلم والقوة لايعرف له مصيرا منتظرا قرارا واحد يحرره ، مجتمع كهذا احكم عليه انه ميت منتهي ...
ألطف وأرّق سيرة ذاتية تتحدث عن أدب السجون قرأتها في حياتي ، فكرت بهذا الأمر وأنا أقرأ ، تكنيك الكتاب رائع فصل تحكيه بلقيس عن آثار السجن من الخارج وفصل لرفعة عن آثار السجن من الداخل . الكتاب يؤرخ للفترة التي عاشها رفعة الجادرجي بالسجن - بدون أي تهمة ، اكثر اقتباس استوقفني في الكتاب ان الإرهاب يطال افرادا عشوائين بدون سبب ، بهذه الطريقة يعم الخوف للجميع ولا توجد مضبطة للتصرفات التي تزعج السلطة والتي ترضى السلطة . احببت شخصية رفعة وطباعه الأرستقراطية في السجن : طريقة النوم والتنظيم والإتيكيت ، وكنت أفكر في الايام الصعبة الطويلة التي تمر على الانسان والفقد الذي يجر وراءه الفقد ، والمجتمعات التي تدجن الانسان وتفرض عليه اُسلوب حياته وتجعل الخوف ركيزة أساسية تدور عليها كل حياته . وأخذت أفكر أيضاً - ان الدنيا دوائر ، ودوائر ، وياني سؤال : كيف كان شعور رفعة وهو يرى برزان التكريتي وصدام حسين بوجوه شعثاء في سجن ومحاكمة بعد ما كانت الدنيا في أيديهم تدور حيثما شاء هواهم ؟ أكثر شيء أحببته في الكتاب علاقة بلقيس برفعة - وكيف أن المحبة الحقيقية نور يساعد الانسان في تخطي الأزمات ، وان الزواج لمن يكون مبني على اساسات فكرية وقناعات صادقة ومحبة يمكن يكون سُوَر وظهر للإنسان في احلك أوقات حياته .
قليلاً ما يصادفني كتاب مذكرات كتب من قبل شخصين..جدار بين ظلمتين كتب من قبل شخصين-رفعة الجادرجي وزوجته بلقيس شرارة- كتب من اربع فصول لكل فصل جزئين جزء كتبته بلقيس والجزء الثاني كتبه رفعة كل منهما كتب بمعزل عن الآخر يروي احداث حياتهما حين تم حبس رفعة لمدة تتجاوز العشرين شهراً في المخابرات جاء اسم الكتاب جدار بين ظلمتين بمعنى انهم عانوا من ظلام الوجود لكن يفصل بين ظلام رفعة وظلام بلقيس جدار قد يكون جدار السجن او جدار السلطة.ظلمة تشير إلى الظلم مرة والى غياب الضوء والعتمة او الظلام مرة أخرى..لا شيئ جعلني اغتاظ من الانظمة الشمولية والمتزمتة والمرهبة والمهينة بقدر ما مر علي من احداث واجهها رفعة في زنزانته..فمجتمعنا وما ينبع منه من رجال سلطة او انظمة حكم لا تليق بمقام رفعة او من هم على شاكلته.حقاً كثير من صفحات هذا الكتاب جعلتي اشعر بالقشعريرة لما تحتويه من احداث لا انسانية تعرض لها معماري ��بير قد بنى نصف ابنية بغداد وصاغ صورة معاصرة لهذه المدينة ..وابقاني مستفهما...هكذا يرد الجميل؟ اي حضيض فكري يستخدمه أولائك الناس وانظمتهم وما تلاهم من انظمة وما سبقهم ؟.. درسا اخر يعلمنا اياه رفعة بعيداً عن العمارة..هو طبيعة العلاقة بينه وبين بلقيس لا أفترض وجود مثل هذا العلاقة بين اي ثنائي في وقتنا الحالي..فبلقيس تفهم الرسالة الخفية من خلال عدد احرف الجمل التي ينطقها رفعة خلال المكالمة الهاتفية المراقبة من السجن ورفعة كذلك..ومن الكلمات المتقاطعة..نادر هذا الوئام الفكري بينهم وألا لم يتوصلو الى نتاج هذا الكتاب بهذه الهيكلية والكتب التي تلتها..
أول مرة اقرأ سيرة ذاتية بهذا الشكل ، شخصان يكتبانها ، و من بﻻ� الرافدين ، وتحديدا بين جدارين ، أحدهما خلف السجن و الآخر خارجه .. لا أعرف كيف يسجن الفرد هنا و أقصد ب" هنا" البلدان العربية من غير وجه حق .. مظلوما .. الأمر من ذلك هو التعذيب النفسي والجسدي ، وأنا اقرأ كيف أن بعضهم يجلس شهرا و � يغتسل انتابني رعب حقيقي و اغتسلت يومها و تنظفت كثيرا و شكرت الله أكثر على نعمة الاغتسال ، عندما تكون في السجن تدرك معنى الحياة الحقيقية و النعم المتمرغ بها ، الحمدلله .
ايضا أعجبت كثيرا برفعة الجادرجي و كيف أنه وهو في ظلمة السجن ألف 3 كتب ، و كان كثير القراءة والغوص فيها ، أكن له احتراما كبيرا ، و لزوجته السيدة بلقيس شرارة .
أنصح بها كفاصل بين الكتب الجدية والفلسفية ، ستكون متنزه لطيف في غمرة السجن .
الروايتان عن المِحنة التي مر بها المعماري المشهور رفعة الجادرجي و زوجته في نهاية السبعينات و بداية الثمانينات من القرن العشرين في العراق تعطي لمحة عن الحياة في ذلك الزمن. يسأل الكثيرون عن سبب ما حل بالعراق من دمار بعد الاحتلال الامريكي سنة ٢٠٠٣ و تبسيطا ً يشار الى أطراف خارجية كسبب و الأسباب كثر . الظلم الذي عاشه العراقيون قبلها ليس بالقليل و الظلم اذا دام دمر. الكثير من هذه القصص لم نسمعها لان الخوف من ان تفتح فمك و تتكلم كان يشمل الجميع. ربما كانت هذه طريقة للتخلص من النخبة في العراق لينكسر خشمها (كما يقال في العراقية الدارجة) و تخرج من البلد و هكذا خرج رفعة بروحه العزيزة.
لطالما كان يجذبني أدب السجون ، هذه المرة قرأتها بصورة أكثر متعة حين دمجت البوابتين معاً ، حين قرأتها عبر نظرتين مختلفتين ، ما يجذبني أكثر من أدب السجون هو النظرة المزدوجة حين تقرأ عبر شخصين ، أذكر أن الرواية أعطتني انطباعاً آسراً رغم مرارة السجون وأساها ،
الرواية بشكل مختصر تحكي عن مأساة زوجين ، سٌجن الزوج فيها في سجون صدام ، وكانت الزوج تترقب في خارج أسوار السجن المصير المجهول
الكتاب يوثق لمرحلة حكم البعث اكثر من توثيقه للعشرين شهرا التي قضاها رفعة في السجن. الكتاب مميز باسلوبه ولغته واسمه وطباعته. قضى الچادرچي عشرين شهرا في الحبس انجز بها ربما اكثر مما لو كان خارج السجن، قرأ مئه وستين كتابا والف كتابين ولم ينته من الثالث. كلمة السيد التي تصرُّ بلقيس على اضافتها لصدام سلبت الكتاب احد نجومه الخمس.
الكتاب مليء بالكآبة .. عليك ان تحسن اختيار الوقت لقراته ..وأظنني لم افعل ايا يكن .. ..أعجبني في رفعة انه دائما كان يبحث عن طريقة ليجعل حياته في السجن اسهل .. ان يعيش افضل السيء
بطريقة ما , الكتاب يرغمك ان تففكر في المعتقلات الموجودة في بلدك !
بخلاف كل كتب رفعة الجادرجي، والتي تتمحور حول الفن والعمارة، وممارسة مهنة العمارة بالعراق اثناء مرحلة التأسيس، ينفرد هالكتاب بتجربة قاسية لكلا المؤلفين رفعة وبلقيس اثناء سجن رفعة وعدم معرفة بلقيس بذلك، يتناوبان كل بحكي تجربته في فصول متناوبه ، رفعة من خلف قضبان السجن وبلقيس في رحلة بحث مضنيه عنه.
الكتاب رائع ويسجل محنة السجن لرفعة الجادرجى من خلال رواية زوجته بلقيس شرارة للأحداث من خارج السجن ورواية رفعة للأحداث من داخل السجن،. كتاب متميز ويسجل لفترة من القمع فى العراق تحت حكم البكر وصدام حسين.
هذا الكتاب يعتصرك ويبقيك بقربه حتى تنهيه، على الرغم من بدايتها المتأخرة تسترسل بلقيس شرارة بأسلوبها الاخاذ وتشدك احداث بيت الجادرجي وكيف عقد النقص التي عانى منها حزب البعث وعبثية السلطة كادت ان تودي بحياتهم. في سجنه كتب الجادرجي ثلاثة من اجمل كتبه وقرأ ما يقارب 160 كتابا حسب رواية بلقيس.
لا أدري أيهما أبعث على الحزن، بلقيس في ظلمتها خارج الجدار أم ظلام رفعت داخل السجن؟ رواية مؤثرة بتفاصيلها العراقية. أصبحت أرى (نصب الحرية) ببغداد بشكل مختلف بعد قراءتي لهذه الرواية.
زوجان متلاحمان يبدو تفاهمهم على كل شيء. يحكي كل منهما نفس الحكاية من جهته وكيف عايش أحداثها. في زمن ساده تسلط الحاكم و تحكمه في رقاب الناس يدخل رفعة السجن و يحكم عليه بالسجن المؤبد ثم يعفى عنه بعد عشرين شهر من الاعتقال و يلغى الحكم كأن لم يكن هناك شيء مما يرسم صورة للقائد الذي بيده وهب الحياة و اخذها. الحاكم هنا هو صدام حسين و البلد هو العراق. يستشف القارئ من هذه السيرة الذاتية مدى ترابط الزوجين و إخلاص أحدهما للآخر. من خلال الكتاب يتبلور في ذهن القاريء الجو العام لهذه الفترة من تاريخ العالم الإسلامي العربي. بغض النظر عن القناعات السياسية والدينية لبطل القصة أجد الكتاب سيرة ذاتية بامتياز و تستحق الوقت المخصص لقراءتها.
الكتابه فكرته جديده يصنف من أدب السجون والسير الذاتية .. فكرته تدور حول الزوجين بلقيس شرارة وزوجها الفنان المعماري رفعة الجادرجي حيث اتفق الزوجان على كتابة فترة من حياتهم عندما دخل رفعة السجن سنه ونصف تقريبًا الكتاب مقسم الى فصول، فصل كتبته بلقيس وفصل كتبه رفعة .. بحيث ان يكتب الاثنين ماذا حدث لك منهما على حدى من دون أن يطلع الآخر عليه
الغريبه بالنسبه لي أنني لم اتعاطف كثيرًا معه لا ادري لما، معنني أتأثر كثيرًا مع ادب السجون .. اعتقد لانني قرأت كثييرًا من كتب ادب السجون التي تدمي العين لكن هذا الكتاب كان اخف وطأه في التعذيب .. بالنهاية قرأت أشد منه بكثير
كانت "بلقيس شرارة" أشد حباً وأكثر صدقاً في تعبيرها عن مشاعرها حيال زوجها الذي أحبته بصدق وكتبت عنه بود شديد وهو أمر لم أجد ما يماثله أو حتى يقترب منه في النصوص التي كتبها زوجها عنها "رفعة الجادرجي" والذي كان بارداً وفاتراً في التعبير عن مشاعره حيال زوجته، هذا الكتاب فيه قدر من الإنسانية فقط في الجزء الذي كتبته "بلقيس" أما نصوص "رفعة" فهي تليق به كمهندس بنائي لا يعرف غير الطوب والحديد.
جدار بين ظلمتين يتحدث عن لسان بلقيس شرارة ورفعة الجادرجي .. عما واجهاه في طرفي الجدار المظلم من الجهتين إذ لا وجود للنور في تلك العشرين شهرا التي عاشها كليهما في حياة من الظلم والظلام سواء داخل زنزانات السجن أو في العالم المليء بالخوف والإشاعة والترقب.
الكتاب شاهد على حقبة من تاريخ العراق الحديث كيف يتم مصادرة الحريات نتيجة لقرارات مزاجية من السلطة و الحقد الطبقي بين المجتمع.. و معاناة السجين في سجن الاحكام الخاصة نتيجة عدم تقديم عرض من قبل شركة انجليزية الى حكومة العراق آنذاك .. و كيف تؤثر العلاقات في سير اعمال الدولة شكرا بلقيس و رفعت
منذ ان قرأته وانا في دهشة وتيه لا يتجرأ فكري ان يمضي بين السطور بعد أن انتهيت منه .. وكأني ما عشت زمن الحرب وما قرأته ولا تعثرت به طوال عمر شاخت فيه السنين... لا علم لي بما جرى معي .. لكني مأخوذة بكم الظلمة في النفس البشرية متى ما سقطت في بئر لا تعرف معه معنى النور.. كيف يمكن للقلب ان يتذوق الوجود دون قبس من النور تتنفسه الروح لتكون .. تورق..تتوالد ...تزهر...
هذا الجدار الذي كان بين ظلمتين، تحوّل إلى نهرٍ عذب بين زوجين مثل بلقيس ورفعة. بلقيس بعرشها، التي امتلكت كل شيء حين حازت زوجها. ورفعة، الذي ارتفع عن الدنيا وظلمها وارتقى عنها ببلقيس.