هذه الدراسة لا ترمي الى الحاق الأحناف بإحدى الديانات الاخرى السائدة وقتها كالمسيحية النسطورية او الأريوسية او اليهودية الأسينية او حتى الصابئية بل اعتبارها فكر توحيدي مستقل و أقدم تيار توحيدي في المشرق العربي القديم مستمدين علومهم من المحيط التوحيدي المتنوع الذي زخرت به شبه الجزيرة العربية ,متأثرين بالطقوس الصابئية المندائية كالاغتسال و الصلاة 3 مرات يوميا و ذكر النبي ابراهيم عليه السلام فيها واخد طقس الختان بالإضافة الى الامتناع عن تناول المحرمات كما في اليهودية-المسيحية "الأبيونية و الكسائية"
تبدا الدراسة بشرح تطور الفكر الديني بدءا من التوحيد في مصر الفرعونية القديمة حيث تظهر نصوص و ترنيمات تمجد اله واحدا كان كل ذلك في اطار تعدد طقسي ربوبي حيث كانت الارباب المتمثلة في ضوابط و مظاهر كونية تتخذ دورا هاما في حياة الانسان القديم فقسم الفكر الإيماني الى كهنوت مدرك للخالق و ذهن شعبي اسير للكهنوت و غارق في التعددية و غير قادر على ادراك خالق لا يرى و لا تقدم له القرابين و الطقوس
تدريجيا بدأ يحدث تفسخ في هذا التوحيد حيث بدأت الأرباب المخلوقة تلغي بصورة كاملة الخالق الواحد بتواطئ من الطبقة الكهنوتية ثم ظهور الديانة الأيلية التي تعرف بالإبراهيمية التي ألغت عبادة بعل و عشتار داعية الى التوحيد في سوريا القديمة يعرج بعدها الكاتب الى الأحناف في الجاهلية ذاكرا منهم قس بن ساعدة ,أمية بن أبي صلت و ورقة بن نوفل و زهير ابن أبي سلمى و غيرهم و لم يصلنا عن هؤلاء الا القليل في كتب السير و الشعر الجاهلي
ورغم الرأي السائد أن الأحناف لم تكن جماعة منسجمة و متماثلة في الرأي و الاعتقاد و الطقوس الا أن هذه الدراسة نوهت الى شكل من اشكال العمل الجماعي الذي عرفه الحنفاء قبل الاسلام كنوع من العمل الدعوي التبشيري كخطب قس بن ساعدة في سوق عكاظ بالإضافة لبعض الكتب التي كانت متداولة كصحف ابراهيم و حكم لقمان
عرف عن الأحناف في الجاهلية ممارستهم لطقوس كانت تميزهم عن محيطهم الجاهلي كامتناعهم عن شرب الخمر و الاكل من ذبائح الاصنام ,ممارسة التأمل و الصلاة للكعبة و الحج و الاغتسال من الجنابة
دراسة جيدة و مختلفة عن ما قرأت سابقا عن الأحناف هل الأحناف هي احدى الفرق اليهودية او النصرانية أم كانت فرقة مستقلة استبدلت العددية بالتوحيد ؟و هل عرفوا بممارسة طقوس عبادية خاصة؟ لمن يجهل او يعرف القليل عن الأحناف أرشح لك هذه الدراسة
لدى تأمل اللوحة الدينية الاجتماعية في شبه الجزيرة العربية في القرن السادس للميلاد ومن خلال التنوع الكبير للمذاهب الدينية في المنطقة آنذاك نستطيع أن نلحظ تياراً توحيدياً خالصاً بعيداً كل البعد عن عبادة الأرباب والتقرب للأصنام. تياراً لا يزال محاطاً بالغموض إنه تيار الحنفاء أو أحناف الجاهلية الذين عدّهم بعض الباحثين المعاصرين بحق الحلقة المفقودة في سياق تطور الفكر الديني قبل الإسلام. وهذا ما يحاول عماد الصباغ بحثه في هذا الكتاب والذي يحمل العنوان الرئيس: «الأحناف» وعنواناً فرعياً: دراسة في الفكر الديني التوحيدي في المنطقة العربية قبل الإسلام، بحثه ملقياً الضوء على تلك الفئة في جزيرة العرب، معتمداً على قليل مما ورد عند الإخباريين. تبدأ مقدمة الكتاب في استعراض تساؤلات عن من هم الحنفاء؟ هل كانوا مجرد أفراد موحدين بالله يدعون إلى نبذ العبادات الجاهلية والابتعاد عن الأصنام مثلما يرى معظم المؤرخين والباحثين؟ أم أنهم كانوا فرقة دينية لها طقوسها العبادية وعمقها التوحيدي الخاص وكتبها وأنبياؤها؟ وما المصادر الفكرية الدينية التي استقى منها هؤلاء عقائدهم وصاغوا طقوسهم؟ هل هم نصارى جزيرة العرب، أم فرقة من فرقها اليهودية، أم أنهم تيار ديني وليد استقى معارفه من محيطه الغني بالمذاهب والعبادات وصاغ مشروعه التوحيدي الخاص الذي ينحو باتجاه استبدال التوحيد بالتعدد على المستويين الديني والسياسي؟ قبل أن يدلف القارئ إلى أبواب الكتاب الثلاثة، إذ احتوى الباب الأول على تعريف عام لحنفاء ما قبل الميلاد والتوحيد في الشرق العربي القديم حتى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام حنيفاً، فيما ركز البحث في الباب الثاني على حنفاء الجاهلية وأعلامهم كما حدثنا عنهم الرواة وفكرهم كما ورد في الشعر والنثر الجاهليين، وهل هم أفراد أم جماعات دينية؟ وفي الباب الثالث يستعرض المصادر الفكرية للحنفاء مبتدئاً بقنوات التفاعل الذهني في شبه الجزيرة قبل الإسلام، ويختم بحوار عقيدي بين الحنفاء والمذاهب: الحنفاء والنصرانية واليهودية والصابئة. وفي خاتمة الكتاب ملحق عن الديانات التوحيدية في شبه الجزيرة العربية وعلى تخومها قبل الإسلام وخرائط وجداول توضيحية لتمددهم.
موضوع الأحناف أو الحنفاء يستحق أن يبذل جهد بحثي أفضل من هذا الكتاب، مع جهود الباحث المشكورة إلا أن اقتباساته كثيرة وبعض الصفحات ليست إلا قص ولصق! ويبدو أن الكاتب غير مختص في موضوع الأديان وتاريخها، لكن مع هذا كله جهده طيب و يبقى الكتاب مدخلا جيدا للباحثين المهتمين بفلسفة الدين وتاريخ الأديان ونشأتها، والكتاب يجيب عن هذه التساؤلات: من هم الأحناف ؟ هل كانوا مجرد أفراد موحدين بالله؟ أم أنهم كانوا فرقة دينية لها طقوسها وعمقها التوحيدي الخاص؟ ماهي كتبهم؟ من أنبياؤهم؟ وهل الحنفاء فرقة واحدة أم أكثر ؟
تمتد ّجذور التّوحيد في شرق الجزيرة العربية وفي اليمامة واليمن وأعالي الحجاز إلى ما قبل الدّعوة الإسلامية. وقد وردت عبادة الرّحمن في نصوص عربية قديمة قبل نزول الوحي على محمد حتى أن قُريش قالت لمحمد "إنما أخذ علمه عند رحمان اليمامة" قاصدين بذلك مسلمة بن حبيب الحنفي. إن الحنفاء عند الإخباريين مجموعة من الزّهاد، الذين نبذوا عبادة الأصنام، وكل ما يتعلّق بها من طقوس وتمسّكوا بالدّيانة الإبراهيمية الحقّة، تاركين عبادة قومهم إلى عبادة الله وحده وذلك عبر ممارسة طقوس عبادية أُشير إليها من قبل الرّواة، مثل الصّلاة، الوضوء والاغتسال من الجنابة، الحجّ، والصّوم، والتحنّث، والختان، وتحريم الخمر وأكل الميتة وما أُهِلّ لغير الله...
إن جميع من حشرهم أهل الأخبار في الحنيفية كانوا من القارئين الكاتبين، وكانوا يشترون الكتب ،ويراجعونها، ويتبعون أخبار أهل الآراء والمذاهب والدّيانات ولبعض منهم علم باللّغات السّريانية والعبرانية، فهم بالنسبة لذلك الوقت الطّبقة المثقّفة التي نادت بالإصلاح، ونبذ الأساطير والخرافات، وتحرير العقل في سيطرة العادات والتقاليد، وذلك بالدّراسات والتّأمل وقراءة الكتب والتبحّر في التوراة والإنجيل والرّجوع إلى دين الفطرة الذي لايقر عبادة الشرك ولا عبادة الناس. وقد امتدت الديانة الحنيفية والتّبشير بها إلى ما بعد نزول الوحي على محمد فقد ذكر أن سويد بن الصّامت لقي محمد يوماً، فدعاه إلى الإسلام، فقال له سويد: لعلّ الذي معك مثل الذي معي؟. فقال محمد: وما الذي معك، قال سويد مجلة لقمان، فقال اعرضها علي، فعرضها عليه سويد. فقال: إن هذا الكلام حسن، والذي معي أفضل منه، قرآن أنزله الله علي من هدى ونور.
كتاب الأحناف لصاحبه عماد صباغ دراسة وبحث وتأمّل في الفكر الديني التوحيدي في المنطقة العربية قبل الإسلام وفي اللوحة الدّينية - الاجتماعية، في شبه الجزيرة العربية إبّان القرن السّادس للميلاد ونبش داخل تيار لايزال إلى اليوم تيّاراً محاطاً بالغموض وحلقة مفقودة في سيّاق تطور الفكر الديني العربي قبل الإسلام.
لدى تأمل اللوحة الدينية الاجتماعية في شبه الجزيرة العربية في القرن السادس للميلاد ومن خلال التنوع الكبير للمذاهب الدينية في المنطقة آنذاك نستطيع أن نلحظ تياراً توحيدياً خالصاً بعيداً كل البعد عن عبادة الأرباب والتقرب للأصنام. تياراً لا يزال محاطاً بالغموض إنه تيار الحنفاء أو أحناف الجاهلية الذين عدّهم بعض الباحثين المعاصرين بحق الحلقة المفقودة في سياق تطور الفكر الديني قبل الإسلام. وهذا ما يحاول عماد الصباغ بحثه في هذا الكتاب والذي يحمل العنوان الرئيس: «الأحناف» وعنواناً فرعياً: دراسة في الفكر الديني التوحيدي في المنطقة العربية قبل الإسلام، بحثه ملقياً الضوء على تلك الفئة في جزيرة العرب والتي كانت مقدمة لظهور الإسلام، ومعتمداً على قليل مما ورد عند الإخباريين. تبدأ مقدمة الكتاب في استعراض تساؤلات عن من هم الحنفاء؟ هل كانوا مجرد أفراد موحدين بالله يدعون إلى نبذ العبادات الجاهلية والابتعاد عن الأصنام مثلما يرى معظم المؤرخين والباحثين؟ أم أنهم كانوا فرقة دينية لها طقوسها العبادية وعمقها التوحيدي الخاص وكتبها وأنبياؤها؟ وما المصادر الفكرية الدينية التي استقى منها هؤلاء عقائدهم وصاغوا طقوسهم؟ هل هم نصارى جزيرة العرب، أم فرقة من فرقها اليهودية، أم أنهم تيار ديني وليد استقى معارفه من محيطه الغني بالمذاهب والعبادات وصاغ مشروعه التوحيدي الخاص الذي ينحو باتجاه استبدال التوحيد بالتعدد على المستويين الديني والسياسي؟ قبل أن يدلف القارئ إلى أبواب الكتاب الثلاثة، إذ احتوى الباب الأول على تعريف عام لحنفاء ما قبل الميلاد والتوحيد في الشرق العربي القديم حتى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام حنيفاً، فيما ركز البحث في الباب الثاني على حنفاء الجاهلية وأعلامهم كما حدثنا عنهم الرواة وفكرهم كما ورد في الشعر والنثر الجاهليين، وهل هم أفراد أم جماعات دينية؟ وفي الباب الثالث يستعرض المصادر الفكرية للحنفاء مبتدئاً بقنوات التفاعل الذهني في شبه الجزي��ة قبل الإسلام، ويختم بحوار عقيدي بين الحنفاء والمذاهب: الحنفاء والنصرانية واليهودية والصابئة. وفي خاتمة الكتاب ملحق عن الديانات التوحيدية في شبه الجزيرة العربية وعلى تخومها قبل الإسلام وخرائط وجداول توضيحية لتمددهم.
أعجبني الكتاب لقلة عدد صفحاته والفائدة التي يحويها لي كقارئ فهو سهلٌ ممتنع. الكتاب كما عنونه صاحبه بأنه دراسة في الفكر الديني التوحيدي في المنطقة العربية قبل الإسلام وخص الحديث فيه عن الأحناف أو الحنفاء في فترتين، فترة ما قبل الميلاد، وحنفاء الجاهلية وما هي مصادرهم الفكرية والفروقات بينهم وبين الديانات التوحيدية الأخرى. ومن ثم عرج للحديث عن الديانات التوحيدية (بشكل موجز وقصير) في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. الكتاب سلس وبسيط الأسلوب ويقرأ في جلسة واحدة وسيضيف لك بالتأكيد ولو بالشكل اليسير.
كتاب ممتاز، بأسلوب وألفاظ بسيطة... يتحدث عن أصل الأحناف، بدايةً بنشأت عقيدة التوحيد وبيان معنى الأرباب، ومرورًا بالتفسخ الذي حصل في عقيدة التوحيد نتيجة عدم فهم العقل البسيط لعلاقة الله بالأرباب، وساعد الكهنة، لأغراض مادية وأغراض أخرى في هذا التفسخ، فظهور عقيدة الإيل، التي نادت يالتوحيد وإلغاء عبادة الأرباب، وما تفرع عنها من العقيدة الإبراهيمية، وانتهاءً بظهور الإسلام. والكتاب بذكر بعض الحنفاء، وهي عبارة عن 3 تيارات: اليمامة، واليمن وحضرموت، ومكة والمدينة والطائف، بعتقد الباحث أن أصحابها كانوا منظمين، وأنهم استفادوا من العقائد الإبراهيمية أو التوحيدية التي حولها وبينها: المسيحية (وهو النسطورية والأريوسية = عقائد مهرطقة في نظر العقيدة الرسمية)، واليهودية (المهرطقين منهم)، واليهودية - النصرانية، والصابئة (صابئة القرآن). ويذهب الباحث إلى اعتبار مسلمة الحنفي من الحنفاء.
جيد إلى حد كبير، مش مفصل برضه وحجمه صغير لكن المصادر والمراجع مذكورة بكثافة، كان ممكن التوسع في أبواب معينة أو في الكل الحقيقة، لكن بقيت حاسس إن ده طابع الحديث عن الموضوع ده، إما قشور أو موسوعة مفصلة ومافيش وسط.