أبو فهر محمود محمد شاكر أديب مصري، نافح عن العربية في مواجهة التغريب. اطلع على كتب التراث وحقق العديد منها. أقام منهجه الخاص في الشعر وسماه منهج التذوق. خاض الكثير من المعارك الأدبية حول أصالة الثقافة العربية، ومصادر الشعر الجاهلي.
خاض معركتين ضخمتين أولاهما مع طه حسين والأخرى مع لويس عوض كانتا من أبرز معالم حياته الأدبية والفكرية ويمكننا القول بأنه تفرع عنهما معارك فرعية وثانوية كثيرة، وكانت هاتان المعركتان بسبب شاعرين كبيرين من شعراء العربية هما: المتنبي والمعري.
موسوعة لا غنى عنها للمهتم بالفكر الإسلامي والأدب العربي في العصر الحديث.. وهي تفيد أيضا من اهتم بالتاريخ في هذه الفترة.. مقالات الشيخ شاكر حافلة بالثراء العلمي المعرفي واللغة المتينة العالية الرفيعة.. فمن هذا الكتاب تتعلم اللغة والأدب والفكر والتاريخ.. حتى ولو لم توافق الشيخ شاكر في بعض الأمور.. إلا أن الكتاب نفسه كتاب عظيم.
يكفي أن من فواتن بعض هذه المقالات وصولك مع أبي فهر إلى درجة ما من الإدراك لما وراء الكلمات، حيث أن كل كلمة من النص أمامك في استطاعتك إن تمليتها أن تكشف عن شخصية كاتبها وحالاته النفسية وقت كتابتها، أسلوب أبي فهر حماسي شديد الاقناع، لأنني خلتُ إنني عقب الانتهاء من الكتاب أصبحت على أبواب كنوز سليمان وقد استطعت توًا فك طلاسمها، ولكن الأمر بالتأكيد سيعدّ وهمًا مني واغترارا، كما كان يحدث لي أيام الصبا عند مشاهدة جاكي شان ثم محاولتي الاحتذاء به!، أو مشاهدة مهارة كروية ثم محاولة تقليدها مباشرة دون المرور بكمّ التدريبات التي أداها اللاعب لصقل مواهبه وأدائه، فاختصار الطريق سيء، وأشد سوءً عندما يكون زادك من اللغة والعلم قليلا!
ولكني رأيت كاتب هذه المقالات قديرًا جدًا على جعلك (منتميًا أكثر) إلى اللغة العربية بحديثه عن علم أصوات الحروف وتذوق البيان واللغة باعتبارها حياة حيّة جيّاشة ..
ولم يكن الكلام هنا نظريًا وحسب، فأبو فهر طبّق منهجه في استشفاف ما وراء الكلمات في شرحه لقصيدة (أن بالشعب الذي دون سلع)، في كتابه (نمط صعب ونمط مخيف)
وعلوم اللغة العربية هنا لا تشكل جانبا كبيرا من الكتاب، هل تعلمون أن الأستاذ كان كاتبًا سياسيا ذا نظر ثاقب في الأحوال والناس، وهل تعلمون أنه قاصّ بارع يرتدي أزياء أبطاله وينطق بلسانهم إذا أراد حتى .. وكأنه السحر!، روى هنا مجموعة من مذكرات عمر بن أبي ربيعة، حتى ظننتُ أنه عثر عليها في مخطوط قديم!، أسلوبه كأنه هو عمر!
وأطلت قضية مسألة المتنبي وما كان بين محمود محمد شاكر وبين طه حسين كثيرًا في هذا الكتاب، كان الأمر محزنًا، ومفهومًا أيضًا لماذا عنون الأستاذ مجموعة من المقالات باسم (المتنبي .. ليتني ما عرفته)، فهذه المسألة استنزفت الأستاذ كثيرا في الرد عليها مما يزعمه الناس من نوايا، ولا يمل الأستاذ في الإفاضة مرة بعد مرة بعد أخرى، في بيان جوانب ما كان بينه وبين طه حسين والمتنبي، رحمهم الله جميعا
و الله ما عساني أقول مذ حوالي شهر شهرين أكملت الكتاب لكن لم يكن في وسعي أن أضع أنني أكملته ذاك أنني وقعت في مشكلة عويصة تمخضت في مقالين لم أستطع إلى إكمالهما سبيلا أحدهما حول علم مخارج الحروف و الأخرى المتنبي ليتني ما عرفته و للساعة لم أستطع فهمهما و إكمالهما ثم وجدت على الواجوه الأزرق من بعض المضطلعين على تراث الشيخ من راى بضرورة إفراد المقالين في كتاب لعلو شأنهما و ذاك ما أراه هذا الكتاب وُلدت فيه روحي ولادة أخرى و صرت بعده أكثر نضجا ووعيا و فصاحة أمور تلمستها فيني فوجدتها كبرت بعد أن جلست على مائدة الشيخ أنهل من حكمت و عقله و عربيته و حميته و بصيرته بتراث أمه و أحسست بروح البنوة تكبر اتجاه هذا الأب الحنون على أبناء أمته فرحمه الله و أجزل المثوبه و جزاه عن العربية و الاسلام خير الجزاء و أقولها أن مثلل هذه الكب يجب أن تُقرأ من طرف كل عربي مسلم غيور على دينه و لغته و وطنه ، لكأنك و الله تحس و أنت تنهل من معيها أنك بين يدي الرعيل الأول تسمع لغتهم و تتأسى بهداهم و هناك مقالات في هذا الكتاب لخاصة الخاصة كالمقالات التي تعني بكتب التراث و التحقيق و هناك مقالات كتبت ليُعيد القارئ قراءتها الفينة الفينة من غير ما ملل و لا كلل تسح المدامع و توقظ النفس من غفلتها و سماديرها و ترقق الطبع مقالات لا أدري أي حالات الشيخ كاننها حتى خرجت في ذلكم القالب فعلى سبيل المثال لا الحصر المقالات الموسومة ب "مذكرات عمر بن أبي ربيعة " كانت فنَّا قائما على حدة و إني لأدعو إخواني و أخواتي أن يتعهدوا هذه الكتب دراسة ففيها خير كثير عميم و لولا أن هذه الكتب لا يفي حقها مراجعة مراجع لأطلت و لكن الصمت في حرم الجمال جمالُ.... هذا أظن أنه مما يحق أن يُقال فيه "و أما ما ينفع الناس فيمكُث في الأرض
واعلم أنّي لا آنفُ أن أصيرَ إلىٰ الحقِّ إذا عرفتُه! ولقد عشتُ على هذهِ الأرضِ زمانًا طويلاً، واعتقدتُ منذُ عقلتُ آراءً كثيرةً ثمّ تبيّنَ لي أنّ الحقّ في خِلافها، فرجعتُ عنها جملةً ولم أبالِ بما كنتُ أرىٰ، ولعلّكَ أنتَ خاصّةً تعلمُ من ذلك ما لا يعلمهُ غيرك..
محمود شاكر في رسالتهِ إلى علي الطنطاوي رحمهما الله ❤️
بداية من مقال "الفتنة الكبرى" صـ٥١٥ ،حتى نهاية المجلد يستحق خمس نجمات بلا منازع ، توالت مقالات عظيمة جدًا! في ظني أنه ينتظرني في المجلد الثاني مقالات عظيمة 😍
لأني أدين لهذه المقالات بالكثير، سأكتب عنها مراجعة بسيطة؛ أنا أعتبرها موسوعة تاريخية للأحداث ما بين 1920 وحتى بداية التسعينيات، ومقالات أدبية غاية في الدقة، وحديث عن الشعراء بصدق وأمانة علمية عالية؛ وبمناسبة حديثه عن الشعراء بفضل حديثه قرأت ديوان طفيل الغنوي وذي الرُّمة وأضع على القائمة شعر النابغة الذبياني، وتعرفت على شعراء لم أسمع بهم من قبل أمثال: المستوغر؛ هذا وحديثه الممتع عن الكتب والدواوين التي حُققت وطُبعت في عصره، ونقده للعديد والعديد من الأشياء، والحديث طويل .. لكن قراءة جمهرة المقالات رحلة نافعة ومفيدة: للنفس، للغة، للتاريخ، للأدب، لتعلم الإنصاف وفنون النقد. على أن تُقرأ كاملة والأستاذ عادل رتبها وجمعها بطريقة جيدة ووضع هوامش مفيدة؛ ولقد كان من وصاة الأستاذ محمود محمد شاكر _ عليه رحمة الله _ أن نقرأ الكتب كاملة، وألا نتعامل معها تعامل المراجع والمصادر، نأخذ حاجتنا ونمضي، كالطائر العجل يَحْسُو من الماء حُسوة ثم ينطلق في فضاء الله . رحم الله الأستاذ محمود محمد شاكر وجزاه الله خيرًا 🤎
أنزل الله على أبي فهر شآبيب رحمته، فقد أفنى ضرام قلبه ومداد قلمه في الحديث عن مشكلات الأمة الإسلاميّة والعربية، المقالات ثريّة لغويًا وفكريًا، وتزوّد بمعلومات تاريخيّة ذات فائدة كبيرة في هذا الزمن. الكتاب ثروة بالمختصر وكنز عظيم.
استحق الكتاب الثلاث نجمات بالنسبة لي لأجل سلسلة مقالات مذكّرات عمر بن أبي ربيعة؛ فمن خلالها يبرز قلم شاكر ويتبدّى لنا عذب بيانه الذي لا يملّ منه ولا يشبع، ولا يكاد يصدق المرء أنها من تأليفه، وكأنها والله رويت على لسان ابن ابي ربيعة لفصاحة المقالات وجزالة ألفاظها.
كنت أنتظر المزيد من الكتابات الأدبية بقلم شاكر لكن أغلب الكتاب -الجزء الأول- جمعت فيه المقالات التي تتحدّث عن الشأن المصري والسوداني بشكلٍ خاص والشأن الإسلامي بشكلٍ عام، ولذا أنا متطلّعة للجزء الثاني وعسى أن أجد فيه ضالتي التي أحبّ :).
بدأت قراءته ٩ شوال ١٤٣٦ هـ، وأنهيته (أقصد الجزء الأول) في ١٢ ذو القعدة ١٤٣٦ هـ. - - - - - - - - - - فهذه مقالات جليلة لأستاذ جليل، حري به أن يتسنم مكانة أعلى مما أشتهر بها من هم دونه، لكن حال بلادنا الذي يُعلي من يوافقون شروط المستعمر ووكلائه في الداخل من بعد زواله هي التي فرضت هذا وأوصلتنا لما نحن فيه. هي مقالات عن فساد حياتنا الأدبية، ليس فقط في عصر الأستاذ ولكن حتى الآن، وهي الآن أسوأ حالاً. وهذا السوء ما هو إلا إنعكاس وكناية ونتيجة وسبب في سوء حياتنا في جميع مناحيها: من سياسة واقتصاد وتعليم وعسكرية وزراعة ... إلخ. ودليل السوء أن المنابر التي كانت متاحة لمن هم مثله يصيحون بالأمة لينبّهوها، ولتُفيق، لم تعد متاحة الآن في عصرنا، لولا مواقع التواصل الاجتماعي، التي توضح لك كثرة الغثاء. وبعد فالكتاب فيه نظرات في اللغة والأدب، وتجد عند الكاتب ديناً، وتتعلم منه كيف يكون البحث العلمي ويكون التعلم، فيتضح من انكبابه على الأدب العربي، ومعاناته التي وصفها ما يمكن أن نصفه بأن العلم ليس بيسير، وأن ما نفعله نحن ليس تعلُّماً. فإن التعلم والدراسة أِبه ما تكون بما كنا نفعله عندما كنا في الشهادة الثانوية العامة (كما يعرفها الطلبة المتفوفون في مصر): مذاكرة وسهر وتعب في الحفظ والفهم وحل الأسئلة، وكذلك ينبغي أن تكون المدارسة للعلم سواء كان علما لغويا أو دينياً أو أي فرع منه. وكان مما أعجبني من مقالاته، وكلها حسن ، «الرأي العام»، و«الأزهر»، و«الأغنياء»، و«ويلك آمن»، و«هذه هي الساعة»، و«أخوك أم الذئب»، و«يوم البعث»، و«الحرف اللاتيني والحرف العربي»، و«من وراء حجاب»، و«هذه بلادنا»، «إياكم والمهادنة»، و«ويحكم هُبّوا»، و«هذا زماننا»، و«لمن أكتب»، و«فيم أكتب»، و«أبصر طريقك»، و«باطل مشرق»، و«غرارة ملقاة»، وكلها في الجزء الأول.
- - - - - - - - - - - - - ملحوظة صغيرة لمن لديه صلاحية تعديل بيانات الكتب على الموقع (أُمناء الموقع)، حيث هناك خطأ في إثبات عدد صفحات الجمهرة، فكما هو معروف هي مجموعة في جزأين، مجموع صفحاتهما معاً، هو ما أُثبِت هنا على الموقع في عدد صفحات الجزء الأول، لكن الجزء الأول يبلغ ٦٠٤ صفحة، ويكّمل الجزء الثاني ما مجموعه ١٢٩٢ صفحة، بينما الذي سجل بيانات الكتاب على الموقع جعل هذا المجموع هو عدد صفحات الجزء الأول فقط بمفرده، وجعل للجزء الثاني عدد صفحات منفردة. فالمطلوب تعديل عدد صفحات الجزء الأول.
من هذا الذي يرقى لأن ينقد حرفا لمحمود محمد شاكر مادحا أو غير ذلك؟!! وأين تجد كلمة تزن حرفا مما كتبه ذا الرجل لقد صدق من قال فيه: أعلم أهل الأرض من المعاصرين بلغة القرآن
قرأت نصف الكتاب وندمت اني لم اقرأه من سنوات..... لست بمحل يسمح لي بتقييم عالم جليل ولكني هنا لمجرد تسجيل إحترامي وإعجابي ودهشتي..... رحم الله عقُاب العربيه أبا فهر
نعرف جميعنا قوة قلم الأديب الكبير محمود محمد شاكر رحمه الله، غني عن التعريف والله وعظيمة جدًا كلماته، دائمًا أستمتع بالقراءة له وأشعر بمدى عظمة اللغة معه.