كان هناك إثنان أخران التقيتهما في ندوات مختلفة أحدهما لبناني بشعر أبيض ناصع، والأخر سوري بعوينات منزلقة فوق انفه، وتعرفت على مفكر مغربي من صوره المنشورة في الصف وكان يكتب فيها بإستمرار مدافعا عن القضية الفلسطينية. كما كان هناك مصري يدعى رفيق سليمان ألقاه لأول مرة وكنت سمعت عنه كثيرا فقد طرده السادات من الجامعة المصرية لاتجاهاته اليسارية وإستقر في باريس كان متوسط القامة ذا شعر أشعث يتخلله اللون الأبيض بكثرة ويرتدي عوينات بالية الإطار وكنت أحترم عمله رغم أني لو أوافق على بعض أطروحاته الخاصة بتفسير مراحل معينة من التاريخ المصري. وقفنا في شبة دائرة من الأساتذة الفرنسين والعرب ولحظت شخصا أسمر اللون ممشوق القامة بقصة شعر عسكرية وكتفين قويتين ثبتت في أذنه سماعة. خاطب المفكر المغربي بلهجة شامية وبصوت بلغ مسامع الجميع: كانت برقية التهنئة التي أرسلتها لرئيس إسرائيل جيدة ولقت صدى طيبا. أصفر وجه المغربي وتراجع خطوة إلى الوراء وهو يلتفت حوله محرجا، سألت ربيع عن المتكلم فقال أنه لا يعرفه وتبادل الهمس مع فرنسي بجانبه ثم همس لي بعد قليل إنه من السقارة الإسرائيلية في باريس. وماذا يفعل هنا؟ -إنه مشارك في مداخلات الندوة. قلت: لم يرد له ذكر في قائمة المشتركين. -القائمة الكاملة لم تعلن إلا منذ دقائق
كاتب و روائي مصرى يميل إلى الفكر اليسارى ومعارض لسياسات الدولة المصرية ومن الكتاب المثيرين للجدل وخصوصا بعد رفضه إستلام جائزة الرواية العربية عام 2003م والتي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة و تبلغ قيمتها 100 ألف جنية مصري. حصل صنع الله إبراهيم على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004م. الأعمال الأدبية لصنع الله إبراهيم هي أعمال وثيقة التشابك مع سيرته من جهة ، ومع تاريخ مصر السياسي من جهة أخرى. ولد صنع الله إبراهيم في القاهرة سنة 1937م. سُجن أكثر من خمس سنوات من 1959 إلى 1964م ، وذلك في سياق حملة شنّها جمال عبد الناصر ضدّ اليسار. من أشهر روايات صنع الله إبراهيم رواية "اللجنة" التي نشرت عام 1981، وهي هجاء ساخر لسياسة الانفتاح التي أنتُهجت في عهد السادات. صوّر صنع الله إبراهيم أيضاً الحرب الأهلية اللبنانية في روايته "بيروت بيروت" الصادرة سنة 1984م
الرواية تتحدث عن بروفيسور مصري الجنسية يشارك في مؤتمرين في فرنسا.
المؤتمر عن حملة نابليون على مصر واستعراض وجهات النظر حول هذا الموضوع، فهناك من يعتبرها بداية النهضة في مصر وهناك من يعتبرها حملة استعمارية استعمارية كان الهدف منها خيرات مصر.
والمؤتمر الثاني مان لمناقشة قانون عرض في البرلمان وتمت الموافقة عليه على اعتبار ان الفترة الاستعمارية الفرنسية في افريقيا وآسيا يجب ان يتم مدحها وعدم الاساءة الى رجالها باعتبارها حملت الثقافة والازدهار الى الشعوب المستعمرة.
اُسلوب الكاتب سهل واتبع اُسلوب المخاطبة يجعلك تشعر انك تسير مع البطل خلال احداث الرواية وتشاهد ما يشاهده وتتحدث مثلما بتحدث.
رواية يغلب عليها الطابع المعلوماتي وتوثيق أحداث الواقع شخصية بطل الرواية استخدمها الكاتب في رواية "أمريكانلي" وهو أستاذ للتاريخ المقارن, يسافر لفرنسا لحضور مؤتمر عن الحملة الفرنسية على مصر الجزء الأول عرض للأحداث والمعلومات عن الحملة الفرنسية والآراء المختلفة عنها..هل كانت احتلال واستعمار أم حملة تنوير وثقافة والجزء الثاني عن القانون الفرنسي, قانون رد الاعتبار والاعتراف بالعمل الإيجابي للفرنسيين فترة الاستعمار وبنود هذا القانون بين القبول والرفض التوثيق السياسي والاجتماعي للمجتمع المصري من أهم سمات أعمال الكاتب صنع الله ابراهيم
كعادة عم صنع الله يقدم المعلومات التاريخيه وآراء المؤرخين ويفرد العديد من المراجع والمصادر في إطار روائي جميل.. هي ليست في قوة أمريكانلي ولكن علي نفس النهج..
يستكمل صنع الله إبراهيم في هذه الرواية ما بداؤه في "العمامة و القبعة" التي كانت تؤرخ لفترة الحملة الفرنسية على مصر (1798_1801)، القانون الفرنسي أيضا تتناول الحملة الفرنسية لكن من جهة معاصرة و من وجهة نظر شاملة ليس في مصر فقط وإنما في أغلب الدول التي دخلتها الحملة الفرنسية. بعد مرور أكثر من قرنين على حملات فرنسا الإستعمارية على مصر و دول العالم الثالث وشمال أفريقيا . يعود صنع الله إبراهيم بمخطوطة تلميذ المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي (العمامة و القبعة) لكن المخطوطة هذه المرة في يد" الدكتور شكري" بطل الرواية و أستاذ التاريخ المقارن والمختص في تاريخ فرنسا في أفريقيا الذي يُدعي لحضور مؤتمرين الأول في مدينة بواتييه الفرنسية حيث يضم المؤتمر مجموعة من المهتمين بدراسة "أبعاد الحملة الفرنسية وآثارها علي الدول التي طالتها" ، نجد تباين واختلاف آراء الحاضرين من جنسيات متعددة في الحملة ما بين مؤيد ومعارض، منهم من يراها فتحاً عظيماً للشرق الغارق في ظلمات الجهل والتخلف وأن هدف الحملات من الأساس لم يكن استعماري بل من أجل تحضير وتثقيف الشعوب متغافلاً عن المذابح التي ارتكبها فرنسا في حق هذه الشعوب مثل مذبحة الأغوار في الجزائر ١٨٥٢م،والتي كانت أشبه بهولوكوست لسكان المدينة ومذبحة يافا في فلسطين والتجارب النووية علي ٤٢الف جزائري في صحراء رقان جنوب الجزائر، لكن البعض الآخر من الحاضرين أدانوا هذه الحملات ومنهم الدكتور شكري الذي ما أن ينتهي من هذا المؤتمر ليذهب لحضور مؤتمر آخر في باريس لمناقشة نصوص مواد دستورية طرحها مجلس النواب الفرنسي عام ٢٠٠٥ تقضي هذه المواد بالاعتراف بالدور الإيجابي للوجود الفرنسي فيما وراء البحار وتقدير تضحيات مقاتلي الجيش الفرنسي في هذه الأراضي، لا أدري من أين يأتوا بهذه البجاحة أين هو الدور الإيجابي في استعمار الدول وقتل المقاومين والاحتفاظ بجماجمهم في المتاحف؟
زمن انعقاد المؤتمرين المذكورين هو عام ٢٠٠٥ بالتزامن مع أحداث شغب ومظاهرات من الأقليات الأفريقية المهاجرة ضد الشرطة الفرنسية بسبب مقتل شابين اتهمت فيها الشرطة بالتفرقة العنصرية وقمع الأقليات وانتهاك حقوق الإنسان في إشارة نقد وسخرية من صنع الله من اذواجية فرنسا و سخرية من جدوي المؤتمرات اذا كانت المؤتمرات من أجل تبيض ماضي فرنسا ونشرها الحضارة والدفاع عن حقوق الإنسان، ها هي نفسها تقمع وتقتل المتظاهرين
بعيداً عن أن الرواية يغلب عليها طابع التوثيق والأسلوب التقريري المعتاد من صنع الله، كان هناك جزء نفسي إنساني خاص بعالم الراوي الدكتور شكري واحتياجه لوجود مرأة في حياته بعدما وصل لسن الستين وحيداً وصراعاته الداخلية كلما صادف امرأة في طريقه، لكن ما أن يقابل المرأة الموعودة حتي تصده ليرجع لمصر حاملاً خيباته
لا يدع صنع الله إبراهيم القراءات والبحوث التي كونت مادة روايته السابقة عن الحملة الفرنسية (العمامة والقبعة) تذهب هدرا ً، بل يعيد استغلالها في هذه الرواية التي تتناول أيضا ً الحملة الفرنسية، ولكن من زاوية معاصرة.
يصل بطل الرواية البروفسور شكري إلى مدينة بواتييه في فرنسا لحضور مؤتمر يتناول الحملة الفرنسية، حاملا ً معه مخطوطة منسية لمؤرخ شاب عاش في ظل المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتي � هو ذاته بطل رواية (العمامة والقبعة) -، يحاول شكري من خلال هذه المخطوطة إبراز الوجه الأسود للحملة، ومن خلال هذا المؤتمر يعرض لنا صنع الله إبراهيم المواقف المختلفة حول الحملة الفرنسية، من موقف الذين يتغنون بها، ويرون بأنها أخرجت العرب من ظلمات كان يعيشونها، وينكرون الكثير من جرائمها، وهو موقف الفرنسيين، إلى موقف بعض العرب الذين يمتدحون ما جاءت به الحملة الفرنسية، مؤكدين أنها كانت حملة عسكرية وثقافية، وأن عسكريتها زالت وبقى أثرها الثقافي، إلى موقف من يدينون الحملة جملة وتفصيلا ً، ويرون أن نابليون جاء بالمدفع ليقتل المصريين، وبالمطبعة لا لينورهم وإنما ليجعلهم خاضعين له من خلال البيانات المكذوبة التي كان يطبعها ويوزعها، زاعما ً فيها بأنه مسلم، وأن الفرنسيين مسلمين، وأنهم ما جاءوا إلا لتحرير مصر من المماليك !
انعقاد المؤتمر في مدينة بواتييه له دلالاته، فهي مكان المعركة الحاسمة (بلاط الشهداء) التي هزم فيها المسلمون وتوقف اندفاعهم إلى قلب أوروبا، وكأنما المؤلف يضع للقارئ مقارنة ذهنية بين حملة إسلامية على فرنسا، هزمت وانسحب المسلمون، وحملة فرنسية على بلد عربي مسلم هو مصر، انهزمت بدورها وانسحب الفرنسيون.
ليس المكان وحده الحاضر في الرواية، وإنما زمان انعقاد المؤتمر أيضا ً حيث يتزامن مع ثورة الضواحي الفرنسية سنة 2005 م، وكأن الرواية تعرض لنا مفارقة مثيرة ما بين نقاشات ومؤتمر يدور على أرض فرنسا، يزعم بعض المشاركين فيه أن فرنسا جلبت الحرية وحقوق الإنسان إلى العرب في نهايات القرن الثامن عشر، خلال الحملة الفرنسية، بينما ها هو جزء من الشعب الفرنسي بعد قرنين من الزمن، لم يحصل على هذه الحقوق، ولازال يشك في مدى فرنسيته، ويتظاهر رافعا ً وثائقه عاليا ً، كأنما يقول هل نحن فرنسيون حقا ً؟
لا تنتهي الرواية بانتهاء المؤتمر، وإنما يبدأ نصفها الآخر عندما ينتقل شكري إلى باريس، لحضور مؤتمر آخر عقد لمناقشة قانون فرنسي صدر مؤخرا ً، هدفه الأساس إعادة الاعتبار للاستعمار الفرنسي، وهكذا بهذه النقلة يقوم صنع الله بنزع الحملة الفرنسية من لحظتها التاريخية، ويعيد لصقها لتظهر متجاورة مع سيرة الاستعمار الفرنسي، ومخازيه التي جاءت بعد في الجزائر وفيتنام وغيرها من الأماكن.
الرواية ممتلئة بالتوثيق التاريخي، وأجمل ما فيها نقد اللوحات التي رسمها رسامون فرنسيون بروح استعمارية، واستفاد منها نابليون بكل دهاء ليصنع أسطورته العسكرية.
التوثيق والمعلومات هو أفضل ما فى كتابات صنع الله إبراهيم .. فى الوقت الذى تتمنى من أى كاتب أن يدرج المراجع والمصادر التى استقى منها ولا يلزم هذا فى الرواية يستطيع الرجل أن يكون أفضل كاتب مقالات فى العالم بكل مصادره وحشاياه ولكنه لا يفعل ولا أجده بارعاً فى القص ذاته بنفس الدرجة
تعتبر هذه الرواية التالية بعد أمريكانلى (وأعتقد العمامة والقبعة التى لم أقرأها بعد) من حيث الترتيب الزمنى والشخصية الرئيسية بالعمل البروفيسور شكرى .. نفس طريقة الكتابة فى أمريكانلى وان كان الموضوع هنا عن الحملة الفرنسية .. الفرانكفونية .. مقاراناته التى لا تنتهى .. الخ
كعادة جميع روايات صنع الله ابراهيم كثير من المعلومات كثير من التاريخ كثير من الشخصيات كثير من الاباحية � دارت الرواية حول شخصية استخدمها صنع الله ابراهيم من قبل في رواية� امريكانلي � وايضا في رواية اخري “ل� اقرئها بعد - العمامة و القبعة� و ذلك لسهولة السرد القصصي او النسج الروائي حول الشخصية فهو دكتور في الجامعة , و في امريكانلي انتدبه للتدريس في احدي جامعات امريكا و استمرت الاحداث في هذا الاطار و هنا في القانون الفرنسي تقدم له دعوة لمؤتمر حول الحملة الفرنسية علي مصر في احدي المعاهد الفرنسية -- تقدم لنا الرواية الاراء و الاتجاهات المختلفة عن الحملة الفرنسية - او الحملة الاستعمارية كما احب ان يسميها اخرين - علي مصر ما بين مؤيد و معارض من خلال هذا المؤتمر و لقد اجاد بحق في تقديم معلومات عن هذا الصدد , هذا مع عرض للظروف التي مرت بها فرنس�� في عام 2005 من احتجاجات اجتاحت فرنسا و حدوث اعمال شغب معروفة في ذلك الوقت -- كذلك لم ينسي صنع الله ابراهيم كالعادة من انتقاد النظام البائد لحسني مبارك “ملحوظ� الرواية مكتوبة في 2008 اي في عهد مبارك� فقد اوجز عملية التوريث التي كانت قائمة في سطر عبارة عن نكتة و هي ان ابن حاكم لدية شقة في الاسكندرية و شرم الشيخ و اسوان و يريد فتح الثلاث شقق علي بعضها .. -- الرواية في مجملها متوازنة تماما ما بين العرض و الانتقاد و ايضا عدم الانبهار بالغرب و تسفيه الشرق علي عكس روايات اخري له و علي سبيل المثال هذا الاقتباس و قد اعجبني جدا � هذا الشارع الجميل المنسق الذي يمتع النظر هو احد ثمار التراكم المادي و الحضاري الذي قام في جانب كبير منة علي النهب الخارجي من االمكسيك الي الصين مرورا بوسط افريقيا و شمالها لهذا لن تجدي مثله في القاهرة� --
حتى لم أكمل قراءته !ليس هذا العمل مما أعتدت عليه من صنع الله أبراهيم الذى كانت كتاباته فى فترة معينةتشكل أحد المصادر الأساسية فى تكوين رؤيتى الى مجتمعنا الشرق أوسطى. أحس بأنه كتب هذا العمل الضعيف الذى لا طعم له لآنه كان يحتاج الى كتابته أو شىء من هذا القبيل . للكاتب شهرة كبيرة و كتب جيدة لكن هذا الكتاب ليس أحد هذه الكتب
ارى أنها ربما تكون أقل روايات صنع الله إبراهيم منحيث المستوى لم أستمتع سوى بقراءة الفصل الأول الذي دخل فيه البلد ما عدا ذلك لم أشعر بمتعة عند قراءة باقي الفصول وكأنني أقرأ مجموعة أخرى من الأبحاث التي ملأ بها أمريكانلي برغم أنها في أمريكانلي كانت موظفة بشكل جيد أفضل بكثير من هنا
رواية "القانون الفرنسى" تتمة لـ "العمامة والقبعة" التى عاد فيها صنع الله ابراهيم لزمن الحملة الفرنسية على مصر واستكمال طرح الأسئلة الكبيرة التى طرحها حول الاستعمار الغربى وما يمكن أن يوصف بالاسهام الإيجابى له تجاه الأمم المُستَعمَرة من عدمه..
من خلال اشتراك د. شكري، بطله الأثير -المعادل الصنع الله الابراهيمى الأكثر جدية من شخصية د. رفعت اسماعيل- فى مؤتمرين أكاديميين، الأول بـ پواتييه بخصوص ذكرى الحملة الفرنسية على مصر، والثانى فى پاريس لمناهضة صدور قانون جديد يجرم انتقاد الاستعمار الفرنسى.. يستعرض المؤلف وجهات نظر متباينة ومتقاطعة لأطراف متعارضة الرؤى والمواقف والمصالح بطبيعة الحال، وإذا كان فى "العمامة والقبعة" قد اكتفى بسرد روائى محايد للغزوة الفرنسية الاستعمارية الفارقة تاركاً للقارئ استنباط وتكوين الرؤية، فإنه هنا فى "القانون الفرنسى" يتراجع خطوة للوراء بانحيازه الصريح على لسان بطله د. شكرى لرفض كل ما يمُت للاستعمار بصلة ويُصِر على وضع مقابلة بين الاستعمار العسكرى بوحشيته وعنصريته وبين آثاره الثقافية والعلمية والسياسية الإيجابية.. يفعل ذلك بحماس يسارى حنجورى صميم وموصوم بالسطحية التى لا ترى سوى الأبيض والأسود، ناسياً أو متغافلاٌ عن أن الأسود أو ما يصمه الناس بالشر كالجشع والعنصرية والجنون أحياناٌ هو من يقود قاطرة التاريخ ويصنع الأحداث، وفى سياق هذه القيادة تتحقق مصالح أمم وشعوب.. فالدولة العباسية مثلاٌ لم تك دولة صدر الإسلام النقية وقامت على الأطماع وأراقت الدماء أنهاراٌ، ولكنها فى سياق صعودها الدموى خلصت الأمة من ظلم الأمويين وأسست حضارة عظيمة، وهو ما ينطبق على صعود كل الإمبراطوريات، فالخير نفسه قصير وإيمان البشر بالقيم المعنوية دينية أو أخلاقية أو اجتماعية لا يكفى لاستمرار دوران العجلة ويتضاءل أمام الإيمان بالماديات كالمصالح والثروات والسلطة..
يذكر الكاتب باقتباسات من مؤلفين غربيين أن مصر العثمانية كانت حبلى بمشروع تحديثى قبيل الحملة الفرنسية، ثم جاءت الحملة فأجهضت هذا المشروع المزعوم الذى انخرط فيه المماليك وأبناء الطبقة الوسطى من التجار وعلماء الدين، وهو الأمر الذى لم نجد له أثراً أو إشارة فى رؤيته هو نفسه لهذه المرحلة فى "العمامة والقبعة".. كنا لننخدع بهذا المنطق لولا أن حدثاٌ ضخماً كالألفين وحداشر وتداعياته علمتنا ألا نتوقف أمام سطحية الحنجورى وأبيضه وأسوده ومنطقه الساذج رغم شياكته.. "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" والاستعمار جزء بغيض من هذا التدافع، دوافعه طمعية وعنصرية بالكامل ولكن التغافل عما أحدثه من زلازل تحديثية سياسية وعلمية وثقافية لن يفيد سوى الدكتاتوريات التى حكمت الأمم المُستعمَرة بعد استقلالها بخطاب شعبوى قائم على مناهضة الاستعمار على المنصات وأمام المايكات، وخدمته فيما دون ذلك.
رواية جيدة أساسها حضور أستاذ جامعي مصري لمؤتمرين تخيليين في فرنسا, الأول يتكلم عن الحملة الفرنسية, و الثاني يناقش قانون عُرضَ فعلاً في البرلمان الفرنسي يمجد في الإستعمار...أسلوب صنع الله إبراهيم يهتم بعرض التفاصيل الصغيرة و في الوقت ذاته فإن الكتاب يعرض مناقشات تاريخية مهمة من خلال المؤتمرين و يرجعك إلى عدد من المراجع التي ساعدت في صياغة هذا الكتاب. من جهة أخرى...الرواية مرتبطة في شخص البطل برواية (أمريكانلي), و مرتبطة في جزئية المؤتمر الأول برواية (العمامة و القبعة)..و قد أشار المؤلف لهما عدة مرات مما ذكرني بأسلوب نبيل فاروق في ألغازه (راجع العدد رقم كذا) :))و في الأغلب سيكون أحد الكتابين هو التالي لي في القراءة
-كعادته يخرجك صنع الله ابراهيم من روايته -ذات المفهوم المختلف للرواية بالقطع برغبة مشبوبة للبحث اكثر و المعرفة اكثر فهو يفتح لك آفاق جديدة فى الموضع الذى اختاره لروايته و سواء كانت معلوماتك عن الذى تقرأه جديدة او قديمة قليلة او كثيرة فانك بالطبع ستكتشف المزيد قد لا ترى خط دراميا واضحا فى هذه الرواية الا لو ربطتها بسايقتها -امريكانيللى - عندها ربما يتضح هذا السياق الخاص باستاذ التاريخ المقارن الذى يقضى باقى ايامه موزعا بين سفره و مؤتمراته و هياجه الجنسى مجترا فيها علمه الذى كونه على مدار حياته مع اسقاطات هنا و هناك للحالة العربية و المصرية خاصة و تظل روايات صنع الله ابراهيم لها نكهة خاصة بها و خاصة به
أظن صنع الله إبراهيم قرر في البداية إنه يعمل كتاب عن الخرافات حول الحملة الفرنسية وعن اضمحلال عقول مثقفينا وعن مصر، لكنه تقريبا لقى الرواية شكلها هيكون أمتع هتقدم مغزى آخر بخلاف المعلومات
أنا شاكرة وممتنة ليه جدًا على كمية المعلومات اللي عرفتها منه وعلى الرواية الجميلة والنهاية الأجمل
لا جديد في أسلوب صنع الله. التوثيق هو أفضل ما يميزه. جرعة الإيروتيكية بلا داع التي يحشرها في كل رواياته كانت أقل من المعتاد وهذا شيء جيد. رواية ليست افضل ما كتب ولكنها ليست الأسوأ أيضاً، فأنا أرى أن "الجليد" تستحق لقب الأسوأ بلا منازع.
سرد سرد سرد ليوميات وتفاصيل مكررة . تحمل الروايات معلومات تاريخية ووجهات نظر متباينة عن الاستعمار الاوروبي وأثره. ولا يخفي صنع الله ابراهيم هوسه الدائم بالجنس حتي في رواية سياسية تاريخية لحد بعيد
النجمتان للمعلومات القيمة و المحاوارات بشأن الاستعمار الفرنسي خاصة او الفكر الاستعماري بشكل عام والمواقف المختلفة منه بالتأكيد او النفي في اطار اصدار قانون في فرنسا يكرم اعوان الاستعمار وما حدث من اعتراض عليه !
الاطار الادبي نصفه تقريبا اطار جنسي لا يضيف بل اي شئ للسياق بل اعتقد انه كان يخرجني من الاندماج و التركيز في الفكرة الاساسية للموضوع و كذلك الربط بين الشخصيات والحوارات كانت مجتزأة بشكل واضح.
اميل الى الاعتقاد ان الكاتب قد اراد ان يقدم فكرة مهمة مدعومة بمعلومات واراء قيمة ولكن كما لو كان يريد ان ينجز مهمة في وقت محدد (ربما لغرض تجاري ) فقدم اطار ادبي ضعيف جدا.
الرواية قصيرة فسيكون من المفيد قرائتها لمن يريد التعرض لنقد الحملة الفرنسية والاستعمار و الردود المقابلة عن أهميته و فائدته وعظمته.
هذه الرواية هي جزء ثان لكل من (أمريكانلي) و (العمامة والقبعة).. أو أنها تقع في السياق الزمني بينهما. فبطل الرواية الدكتور شكري بعدما فرغ من رحلته الأمريكية في (أمريكانلي) يستعين بالمخطوط الذي كتبه تلميذ الجبرتي قبل مائتي سنة في (العمامة والقبعة) ليحضر مؤتمراً في فرنسا.
المؤتمر يتزامن مع مظاهرات المهاجرين سنة 2006. وهنا يقوم صنع الله إبراهيم بعقد مقارنات ذكية بين صنوف الاستعامار, ويعقد محاكماته المعتادة للرأسمالية والإمبريالية. كما إنه يثير كافة الإجابات الممكنة للسؤال: هل كان الاستعمار جيداً؟ أم شريراً.
الرواية عادية من الناحية الفنية والسرد سلس وتلقائي جداً.
رواية مليئة بالمعلومات عن الحملة الفرنسية والنظرة الفرنسية لها بشكل خاص وللفترة الإستعمارية بشكل عام مع إلقاء الضوء على تعاطى النخبة المثقفة فى الوطن العربى تجاهها وتجاه الفترة الإستعمارية بشكل عام تميل الرواية للجانب التأريخى أكثر منها كرواية إلا فى الإطار الذى يخدم سرد أو إلقاء الضوء على الأحداث التاريخية
تزامنت قراتي لتلك الروايه مع أحداث تشارلي أبدو،تدور الروايه حول علاقة العرب و فرنسا بدأ بشارل مارتل مرورا بالحملة الفرنسية على مصر و احتلال الجزائر،رواية جيدة لكن لم تضيف لي جديد لأن غالبية معلوماتها رتيبة و معروفة لاي شخص يقرأ الجرائد اليومية.
here goes 7 euro and 3 hours i will never get back between his boring draft of "imaginative conference" and his disgusting way to look at women as merely erotic meat!
"Just as a man would not cherish living in a body other than his own, so do nations not like to live under other nations, no matter noble and great the latter may be Mohandas K. Gandhi In his latest novel, prominent Egyptian novelist, Sonalla Ibrahim, is addressing a question that has constantly struck us in school; why the "French expedition has been branded in history books as such instead of being identified as an "occupation? The novel, "Al-Kanoun Al-Ferensy (French Law), is, in many ways, an attempt to answer this question. The story takes place in two French cities, Poitiers and Paris, during two imaginary conferences. The main character, Shoukry - who happens to be the same protagonist of Sonallah's previous novel, "Amricanly (Americanized) - is a professor of comparative history who has been invited to attend a conference entitled "Bonaparte in Egypt that reexamines the aftermath of French colonialism on their former colonies. Through the different sessions of the conference, we follow different speakers giving thorough and well-rounded presentations of the "expedition. In the first half of the novel that focuses on the Napoleonic campaign in Egypt (1798-1801), Ibrahim tackles the concept of "colonialism in a boarder, even modern, sense. Swinging back and forth between arguments and counter-arguments, we observe how historians were diverted away from the real objectives and the outcomes of the expedition. One question incessantly confronts the readers throughout the novel: Did Bonaparte's expedition start as a cultural campaign then evolve into a military invasion, or was it initially an invasion inlaid with cultural validations? If it was indeed a cultural campaign; why did Egypt witness three public uprisings against the French, forcing Bonaparte to resort to heavy artillery to suppress them, and costing the sphinx his nose, according to the urban legend? Several accomplishments of the campaign are rebuked. Although the campaign did introduce the first Arabic printing machine to Egypt, modern researches discovered that the French carried the machine off when they were eventually made to leave Egypt. Another argument centers on the multi-volume publication "Description de l'Egypte (Description of Egypt), widely regarded as the chef-d'oeuvre of the French campaign. The publication was produced by the Commission des Sciences et Arts d'Egypte (Commission of Science and Arts of Egypt), an informal institute composed of 160 civilian scholars and scientists. Although the group has long been regarded in a favorable light for their accomplishments, Ibrahim points out that this was the same body responsible for producing the flame-throwers used by Kléber, Bonapart's successor, to suppress the second Cairo uprising. While researching the publication, modern historians found out that this manuscript catered primarily to French readers, carrying a French colonialist uni-perspective. Even the maps section was designed to serve strategic and military purposes. The first section of the novel, entitled "Poitiers, ends with a fascinating lecture about Bonaparte's paintings that were conceived during the campaign. The lecturer analyzes five portraits of the French leader, as imagined by a group of French artists, that show him in his full glory. The paintings were not only historically deceptive; they intentionally misrepresented Egyptians, depicting them as inferior beings relegated in the background. Ibrahim also delves into the famous civil unrest that took place in 2005 in France, drawing parallels between the recent rampages and the Cairo uprising. The series of violent riots - triggered by the death of two immigrants electrocuted in a power station while hiding from the police - marked an epic clash between the French government and the immigrants. In the second part of the novel, "Paris, Ibrahim begins to unveil the connotation behind the "French Law of the title. Said law - n° 2005-158 of February 23, 2005 - was passed by the center-right Union for a Popular Movement to oblige high schools to teach the "positive values of colonialism. The law contained articles that stressed the "positive role of French repatriates and war criminals alike in former French colonies. It was subsequently repealed by president Jacques Chirac in 2006. In later parts of the book, Ibrahim makes an analogy between French colonialism with that of the British, American and the Israeli. The question Ibrahim proposes is this: Can colonialism have a good face? "French Law contains minimal narrative and almost no plot. The novel represents a continuation of a method Ibrahim has adopted in his latest novels which leans towards the examination of history and the assimilation of various sources while undermining the narrative. The characters of the novel carry a glimpse of symbolism that explains the relations between different sides of the main arguments. The brief push and pull between Prof. Shoukry (the occupied) and Céline (the occupier), the French lady who works in an association for the rehabilitation of immigrants, says it all. Realizing how Shoukry was expecting her to end up in bed with him, Céline slips him a note under his door that reads "you are such a naïve and retarded person. "The French Law, published by Dar Al-Mustaqubal Al-Arabi, is now available in local bookstores.
ألتقي مجددا بالكاتب الفذ ذو التركيبة الأكثر غرابة وجدلا فى الأوساط الأدبية ألتقي معه مجدا حول هذا العمل الذي تدور أحداثة في فرنسا ومناقشات مشروع قانون يخص تكريم الإستعمار في دول ما وراء البحار في فترات نابليون والحكم الفرنسي للكثير من الأراضي العربية والأفريقية وغيرهما طبعا قد التقيتم من قبل بالبروفيسير شكري أستاذ التاريخ والمؤرخ من قبل في #أمريكانللي وها نحن نلتقي به مجددا في هذا العمل #القانونالفرنسي وهذا العمل لابد أن تسبق قراءته قراية العملين #العمامة_والقبعة و #أمريمانللي لنفس الكاتب حتي يكون القارئ علي معرفة ببعض شخصيات الرواية لاسيما بطلها البروفيسير #شكري أستاذ التاريخ المصري الجنسية هذا المعقد المضطرب المصاب بالهياج الجنسي أثناء تنقلاته ومحاضراته وكواليس المؤتمر وما يليها من أحداث إفتراضية في فرنسا لا يخلو الكتاب من الإباحة في غير موضع من مواضع الكتاب #صنعاللإبرايم هذا الكاتب الكبير له الكثير من الأعمال الرائعة والممتاذة ولكن للأسف ليس منها هذا العمل
زى بيروت بيروت رواية بس مش رواية اوي :) .................................. فيها معلومات كتيرة عن الاستعمار من عيوب و مميزات ! ............ اتكلم عن تصريح لساراكوزي عن المخربيين انهم مثل الحشرات و يجب ابادتهم ..........
على بعد حوالي 200 عام من "العمامة و القبعة" التي قدّمها صنع الله إبراهيم كمخطوط لتلميذ الجبرتي في محاولة توثيق الحملة الفرنسية على مصر و شام، يعود صنع الله إبراهيم بذات المخطوط في حقيبة البروفسور شكري ليقدم في "القانون الفرنسي" ما يقارب الدارسة الشاملة لأبعاد هذه الحملة التاريخية و أكثر.
بينما تجري في الخلفية اضطرابات فرنسا في العام 2005 يقدم صنع الله هذه الرواية على قسمين:
الأول: في بواتييه، حيث تدور أحداث المؤتمر الأول الذي يشارك فيه البروفيسور شكري، في هذا القسم يرتكز بشكل رئيسي على مخطوط تلميذ الجبرتي ما لها و ما عليها ثم ليدرس الأبعاد التاريخية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية الطويلة المدى لحملة نابليون على مصر و الشام حيث يقدم آراء عدة مؤرخين فرنسيين و عرب و من جنسيات مختلفة.
حيث تنقسم الآراء بين الرؤية للحملة كحملة عسكرية استعمارية هدفها الرئيسي توسيع النفوذ و السلطة و استغلال الآخر و استضعافه و بين الطريقة التي قدمتها بها الرواية الرسمية لنابليون كحاملة للحضارة و الثقافة و التطور لتلك البقعة المظلمة من الأرض، هذا الرؤية المثخنة بالحس الاستعلائي التي لا زالت السلطات الرسمية في فرنسا تحملها حتى اليوم عبر خطاب من نوع أنم الكثير من المستعمرات السابقة تدين لفرنسا بالكثير كمنقذتها من ضلال الجهل و التخلف.
من أهم الأمور التي يتناولها في هذا القسم أيضاً هي تداعيا� القانون 158 الصادر في 23 فبراير 2005 و المرتبط بتاريخ فرنسا الاستعماري بشكل و لعل أهم مواده المثيرة للجدل هي تلك المر��بطة بتعليم التاريخ الرسمي، و تعويض من تم محاسبتهم على جرائم ارتكبت أثناء حروب فرنسا في المستعمرات.
أما القسم الثاني: فيكون في باريس حيث يعقد المؤتمر الثاني الذي يشارك فيه البروفيسور شكري، و هنا يأخذ صنع الله بالتوسع في دراسته حول الاستعمار بشكل عام، ثم يتناول بشكل أوسع أبعاد الاستعمار الفرنسي في أفريقيا لا سيما نموذجي الجزائر و ساحل العاج، إذ لا يكتفي فقط بتوثيق الممارسات الفرنسية في تلك المستعمرات من انتهاكات لحقوق الإنسان و محاولة المسخ الثقافي و غيرها بل و يسلط الضوء على العواقب البعيدة المدى لهذا الاستعمار و التي تمتد حتى اليوم.
الأحداث التي اعتبرها جانبية و الشخصيات التي ترد في الرواية لم تشكل لي حقيقة الكثير من الأهمية، بدت لي و كأنها قطع شطرنج يحركها صنع الله ليقدم الأفكار المختلفة حول الموضوع الرئيسي للرواية إلا أنها لا تخلو من ترميزات ذات دلالة، و لعل الرسالة التي تأتي لتنهي الرواية هي خير دليل على ذلك.
لا أتذكر المرة الأخيرة التي منحت فيها الخمس نجوم لكتاب ..
إلا أن ما يشكله هذا الكتاب من دراسة ذات أهمية و ما يحمله من نقاط جوهرية يستحق التغاضي عن كل العيوب و منحه الدرجة الكاملة..
أنصح بقراءته بالطبع و الأفضل بعد روايتي "أمريكانلي" و "العمامة و القبعة" ..
تتحدث الرواية بأسلوب الكاتب صنع الله إبراهيم عن الحملة الفرنسية علي مصر في عام ١٧٩٨،وتعرض بأسلوب راقي وجذاب وجهتي النظر المتناقضتين عن الحملة، وجاء ذلك من خلال دعوة أكاديمي مصري للأشتراك في ندوة بمدينة فرنسية صغيرة مع آخرين بعضهم فرنسيين وأخرين عرب ومغاربة وجزائريين. الكتاب أو الرواية بأسلوب عُرف به صنع الله إبراهيم ويسمي " التوثيقي" ويفضل هو تسميته " التضميني "، حيث يضفر مع أحداث الرواية بمهارة فائقة وثائق واقعية عن ما تتحدث عنه الرواية، بدون أن ينتصر لوجهتي النظر في الحملة وهل هي تنوير أو تزوير كما أسمت الدكتورة ليلي عنان كتابها الذي صدر عن دار الهلال المصرية في جزأين في ٢٠١٠.الغريب أن بعد كل هذا الوقت الذي مر علي الحملة، فلا زال الكثير من كبار الكتاب والمثقفين المصريين علي وجه الخصوص يدافعون عن الدور التنويري للحملة وهذا ما كتبه كاتب بحجم أسامة الغزالي حرب في عموده في الأهرام صبيحة الأحتفال بالعيد القومي لفرنسا ( ١٤ يوليو ٢٠٢٣)، الرأي المقابل لما قاله أسامة يقول أن الحملة أجهضت مشروعا تحديثياً كان في طور التكوين.من خلال أحداث الرواية البديعة يتم الإشارة إلي أحداث الشغب التي سادت في فرنسا وقت رئاسة شيراك وتولي الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي حقيبة الداخلية - والذي تم ملاحقته قضائيا فيما بعد وإدانته بالفساد المالي -يتم أيضا الأشارة إلي ندوة أخري دُعي إليها بطل الرواية الأستاذ الأكاديمي المصري لحضورها وهي عن " قانون رد الأعتبار للأستعمار"والندوة عقدت لمعارضة هذا القانون ونظمتها جمعية المؤرخين الفرنسيين ( فنون ١٥٨ الصادر في ٢٣ فبراير ٢٠٠٥)،ولو علمنا أن نابليون فقد نصف قواته في تلك الحملة ( عاد من ٥٠ ألف جندي فرنسي قرابة ٢٣ ألف إلي فرنسا) وتم قتل حوالي ٣٠٠ ألف مصري من تعداد مصر وقتها الذي لم يتجاوز أثنين ونصف مليون، لذا فأنني مقتنع بما سجله في الرواية كرأي صنع الله إبراهيم،حيث يقول:"ليس هناك إحتلال طيب وإحتلال شرير، وإنما الأحتلال إبادة وتشريد ونهب وإستنزاف، وجاء ذلك في تعليقه في مداخلة بالندوة عن المذبحة البشعة التي أرتكبتها القوات الفرنسية في جزيرة مدغشقر وراح ضحيتها أكثر من مائة ألف مواطن.الرواية يجب أن تقرأ بعد روايته ( العمامة والقبعة).
رواية يذكر مؤلفها ان الجزء الاكبر منها تخييلي وان الاحداث مثل المظاهرات التي ذكرها قد وقعت بالفعل الا ان المؤتمرين الذين ذكرهما لم يكونا على ارض الواقع وانما كانت ضمن الكتابة المتخلية للكاتب من اجل الرواية بدأت الرواية بذهاب الدكتور شكري المصري للمشاركة بمؤتمرين في فرنسا؛ * أولهما عن الحملة الفرنسية على مصر، *والثانية عن القانون الفرنسي المقترح وقتها حول إعادة الاعتبار إلى المرحلة الاستعمارية الفرنسية لمصر في أواخر القرن التاسع عشر، كفترة تاريخية وأنها ذات دور إيجابي تاريخيًا على مصر، ورفع الضرر عن من تضرر من اعتبار تلك الفترة أنها كانت استعمارا، وذلك بحق أبناء الشمال الأفريقي ومنهم في مصر، الذين كانوا مع المستعمر ضد شعوبهم وخرجوا معهم وعاشوا في فرنسا وصاروا جزء من بنيتها الاجتماعية، ومن مشاكلها أيضًا. كم يتم ذكر المؤرخ الجبرتي المتوفي عام 1825م وهو من افضل المصادر عن تاريخ مصر خلال الحملة الفرنسية