النيل والفرات: مصطفى أمين يكتب "لا" من وحي السجن الذي دخله بسبب "لا". لا التي تعني رفض التبعية والخنوع والخضوع، رواية حدود واقع راويها زنزانة طوال ثلاثة أمتار في مترين، وحدود حلمه دنيا بلا حدود فيها للحرية مكان... بل هي الحرية. و"عبد المتعال محجوب" تلك الشخصية المحبوبة التي تعلق بها خياله، لنتحدث عنه، بكل ما أخرسته سلطة السجانين داخل السجن من قوله والبوح به.
صحفي وكاتب مصري، من مواليد القاهرة 21 فبراير 1914م، ويعد من أهم الصحفيين المصريين، وقد أصدر العديد من المؤلفات الأدبية والصحفية، كما سجل تجربته القاسية في المعتقل السياسي في تسعة كتب وروايات هي سنة أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة سجن، وكذلك روايات هي صاحب الجلالة الحب وصاحبة الجلالة في الزنانة، تحولت روايته سنة أولى حب إلى فيلم ثم تحولت رواياته (لا) و(الآنسة كاف) إلى تمثيليات إذاعية ثم تلفزيونية، كما ألف للسينما أفلام (معبودة الجماهير) و(فاطمة) وكان أول إنتاج له كتابه (أمريكا الضاحكة) عام 1943م والذي نفذت 3 طبعات منه خلال شهريين.
هل تستطيع ان تقول "لا" في وجه الظلم والطغيان؟ هل لديك الشجاعة ان تقول "لا" بملء فمك دون خوف او رهبة او تردد؟ هل انت قادر على أن تدفع ثمن كلمة "لا"؟
"عبد المتعال محجوب" .. مدير عام احدى الشركات .. حاول ان يقول "لا" فسجن ظلما لمدة عامين بلا تهمة ولا محاكمة .. ولتدارك الخطأ وخروجه من السجن اضطر إلى الإعتراف بجريمة لم يرتكبها واجبر على تغيير اسمه .. ولكن الكارثة الأكبر كانت عند خروجه من السجن إذ إكتشف أن المدعو عبد المتعال محجوب توفي منذ عام ونصف ونشر نعيه في إحدى الجرائد الرسمية.
يتعرف عبد المتعال على ممثلة مشهورة وتنشأ بينهما علاقة حب فتصاحبه في رحلته المضنية لمحاولة إثبات أنه مازال على قيد الحياة ولإسترداد منصبه في الشركة والأهم من ذلك ليستطيع ان يثبت على موقفه قائلا بكل ما أوتي من شجاعة وثبات "لا".
برغم أن موضوع الرواية موضوع فلسفي عميق على قدر كبير من الأهمية الا أن الأحداث كانت غير منطقية والحوار اتصف بالسذاجة والإطناب الشديد مما كان باعثا على الملل.
رواية لا لمصطفى أمين والتي كتب كل احداثها في زنزانته رقم 198 بسجن ليمان � تدور احداثها في النصف الاول من القرن الماضي ابان حكومة شفيق باشا بمصر. في إحدى السجون كان عدد المساجين 164 وعدد الملفات الخاصة بهم 163 وبعد إعادة العد اكثر من مرة تم أكتشاف مسجون اسمه عبد المتعال محجوب غير مدون بالكشوفات � والذي تبين انه موجود منذ عام ونصف � ولا تعلم ادارة السجن عنه شيئا لتتوالي الاحداث بعد ذلك. لا هي ليست مجرد حرفين عندما تكون هي الحد الفاصل بين الحق والباطل وبين الظالم والمظلوم � عندما يحدث خلل في كفتي الميزان.
الرواية طويلة في احداثها لكن من تعود على اسلوب مصطفى أمين فسيجدها ممتعه حيث تستطيع رؤية الاحداث بكامل تفاصيلها وكأنك تشاهد فيلما في ذلك العهد .
رواية طويلة جدا 927 صفحة ولكنها ممتعة. مع أني شاهدت المسلسل المقايس منها منذ 30 سنة لكن الرواية مختلفة كثيرا ومليئة بجمل حوارية عميقة وفلسفية. ولعل هذا ماشجعني على الاسترسال في قراءتها 17 شوال 1445
بحثت طويلاً عن تلك الرواية بعد أن شاهدتها كمسلسل قديماً ليحيى الفخراني و دلال عبد العزيز ، رواية رائعة كعادة كل كتب مصطفى أمين لكن يعاب عليها فقط التطويل الزائد
الرواية رائعة و تصلح لكل العصور بما فيها من اسقاطات عن للفساد و النفاق و التملق للسلطة و معانى الشهامة و الشرف. يعيب الرواية التطويل و الاسهاب خاصة فى النصف الثانى منها و يبدو أن كتابتها فى زنزانة كان له دور فى ذلك. كذلك انقلاب عبد المتعال محجوب على حافظ سري و رئيس الوزراء شفيق باشا فتحى غير محبوك تم التطرق لأسبابه بشكل سريع فى الصفحات الأخيرة.
الرواية خطر على كل نظام فاسد و كل حاكم دكتاتور مهما اختلف الزمان و المكان.
حين يتجسد الظلم في أحلك صوره ويعيش بين الناس على أنه هو الواقع وهو الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان في ذلك الحين على كل من له ضمير حي وقلب يقظ وعقل مستنير أن يقول لا. أن يقول لا في وجه كل الظالمين في كل عصر وأوان وأن لا يخاف عواقب قولة لا لأن لا هي التي ستخرجنا من ظلمات اليأس والقنوط إلى نور التفائل الأمل. لا قالها بطلنا المغوار عبد المتعال محجوب ليصبح المشعل الذي نستضيء به في غياهب الظلمات ونسترشد به في خضم المعارك التي يتوجب علينا خوضها شئنا أم أبينا.
توقعت بعد كل هذه الصفحات أن ألقى نهاية ترضيني نهاية شاملة تغطي كل ما طرح على المائدة خلال الرواية ولكن لم أجد ايا من ذلك الرواية أحداثها مثيرة وتناقش قضية مهمة ولكن ألم يلفت انتباهكم أن كل النساء المذكورين خائنين أو كل منهم تمنح جسدها لاي رجل هناك كاميليا، خديجة، سلوى؟
من الروايات الخالدة التي قراتها منذ مدة .. ولم اعرفها الا عبر مسلسل الذي عرض بذات الاسم ( لا ) الذي عرض في تسعينات القرن الماضي .. اعجبتني الفكرة لذلك قررت قراءة الرواية المبدعة جدا . ولقد تعلمت منها الكثير في اسلوب الحوار الشيق الذي دار بين عبد المتعال محجوب و سلوى . يعرض فيه معظم الافكار والاراء في جميع مناحي الحياة وخاصة السلبية منها . واجمل ما في الرواية ورد شخصيات معروفة ضمن احداث الرواية باعتبار ان سلوى ممثلة فشيء طبيعي انها تلتقي بشخصيات فنية او سياسية معروفة في حقبة الخمسينات القرن الماضي . باختصار الرواية تتكلم ان من السهولة ان يجردك الاخرين حتى من اسمك اذا اراد ذلك بقوة المال و السلطة و الجنس .. اتمنى ان اعيد قراءتها من جديد اذا تتسنى لي الوقت بذلك