مجموعة من المقالات المتنوعة للرائع أحمد خالد توفيق تنتاول أحوالنا الاجتماعية والسياسية والعلمية والفنية بأسلوبه الساخر المميز .. قد نتفق أو نختلف حول الآراء المطروحة خاصة السياسية منها لكنها تظل جولة ممتعة فى دماغ المؤلف.
أحمد خالد توفيق فراج (10 يونيو 1962 - 2 أبريل 2018) طبيب وأديب مصري، ويعتبر أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب و الأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي ويلقب بالعراب.
ولد بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية فى اليوم العاشر من شهر يونيو عام 1962، وتخرج من كلية الطب عام 1985، كما حصل على الدكتوراة فى طب المناطق الحارة عام 1997. متزوج من د. منال أخصائية صدر في كلية طب طنطا � وهي من المنوفية - ولديه من الأبناء (محمد) و(مريم).
بدأ أحمد خالد العمل فى المؤسسة العربية الحديثة عام 1992 ككاتب رعب لسلسلة (ما وراء الطبيعة) حيث تقدم بأولى رواياته (أسطورة مصاص الدماء) ولم تلق في البدء قبولاً في المؤسسة. حيث نصحه أحد المسئولين هناك في المؤسسة أن يدعه من ذلك ويكتب (بوليسي) وأنه لابد له فعلاً أن يكتب (بوليصي) - كما نطقها - لكن مسئول آخر هناك هو أحمد المقدم اقتنع بالفكرة التي تقتضي بأن أدب الرعب ليس منتشراً وقد ينجح لأنه لونٌ جديد .. ورتب له مقابلة مع الأستاذ حمدي مصطفى مدير المؤسسة الذي قابله ببشاشة، وأخبره أنه سيكوّن لجنة لتدرس قصته. وانتظر أحمد اللجنة التي أخرجت تقريرها كالآتي: أسلوب ركيك، ومفكك، وتنقصه الحبكة الروائية، بالإضافة إلى غموض فكرة الرواية و .. و .. و أصيب بالطبع بإحباط شديد .. ولكن حمدي مصطفى أخبره أنه سيعرض القصة على لجنة أخرى وتم هذا بالفعل لتظهر النتيجة: الأسلوب ممتاز، ومترابط، به حبكة روائية، فكرة القصة واضحة، وبها إثارة وتشويق إمضاء: د. نبيل فاروق، ويقول الدكتور احمد أنه لن ينسى لنبيل أنه كان سبباً مباشراً في دخوله المؤسسة وإلا فإن د. أحمد كان بالتأكيد سيستمر في الكتابة لمدة عام آخر ثم ينسى الموضوع برمته نهائياً، لهذا فإنه يحفظ هذا الجميل لنبيل فاروق.
يعدّ د. أحمد من الكتاب العرب النادرين الذين يكتبون في هذا المجال بمثل هذا التخصص - إن لم يكن أولهم - ( ما وراء الطبيعة ) .. تلك السلسلة التي عشقناها جميعاً ببطلها (رفعت إسماعيل) الساخر العجوز، والذى أظهر لنا د. (أحمد) عن طريقه مدى اعتزازه بعروبته، ومدى تدينه وإلتزامه وعبقريته أيضاً، بعد ذلك أخرج لنا د. (أحمد ) سلسلة (فانتازيا) الرائعة ببطلتها (عبير)، وهذه بينت لنا كم أن د. (أحمد خيالي يكره الواقع. تلتهما سلسلة (سافاري) ببطلها علاء عبد العظيم، وعرفنا من خلال تلك السلسلة المتميزة مدى حب أحمد لمهنته كطبيب، ومدى عشقه وولعه بها.
له العديد من الكتب مع ترجم العشرات من الروايات الأجنبية هذا بالإضافة إلى بعض الإصدارات على الشبكة العنكبوتية. انضم في نوفمبر 2004 إلى مجلة الشباب ليكتب فيها قصصاً في صفحة ثابتة له تحت عنوان (الآن نفتح الصندوق)، كما كتب في العديد من الإصدارات الدورية كمجلة الفن السابع.
نعم .. نعم .. دماغي كده، أو دماغو كده .. أتعلمون ما فعل هذا الدماغ ؟ ببساطة جعل نصف الشباب يقرأون والنصف الآخر يعشقون القراءة، إذا لم تصدقوني شاهدوا جنازته الشبابية، جنازة ركض فيها الشباب في زمن قلّما يتتابع في جنازاته الشباب، ولكن بما أنّ العراب هو فقيدهم، راقد في نعش خشبي قدّ من جنس القلم الذي ألهمهم به .. فقد جاءوا .. وصرخوا .. وبكوا.. ولحقوا .. ودفنوا .. وذاكروا .. وتذكروا .. ولا زالوا يذكرون أحمد خالد توفيق.
دماغي كده .. وآه على هذه الدماغ !! دماغ مسكت القلم وكتبت، ولكن رأت من وراء نظارات وبعيون أرهقتها المطالعة والمذاكرة، رأت كتابا يكتبون، وقامات أدبية بسحرهم ينثرون، وقراء مختلف ألوانهم وأعمارهم يقرأون، ولكن لم تعجَب هذه الدماغ بهذا الحال، لم تعجَب بهذه الوضعية وهي ترى أن هناك فئة وشريحة هي الأساس وهي الأغلبية لكنها طنّشت كل شيء وطنِّشت من كل شيء، فزهدت عن القراءة وطلّقت الكتاب والمعرفة. وهذه الدماغ مختلفة ومميزة وتميزها نابع من بئر سحري تمدها وتغذيها، تحمسها وتنشطها .. وهذه البئر هي قلب حنون محبّ عاشق لبلده مفتون بالخير ملبوس بالعواطف النبيلة مزدهر بحب الناس وغارق في أمل وأمنيات بأن يكون اليوم أفضل من الأمس،وأن يكون الغد أفضل من اليوم. فحاولت هذه الدماغ المسقية بقلب معطاء أن ترفع الغطاء وتكسر الجليد وتعيد للشباب شغفا كان قد طواه الزمان وترجع علاقتهم بالقراءة والكتاب.
دماغي كده ..واحسرتاه على هذه الدماغ !! دماغ حددت الهدف، ومسكت السلاح .. سلاح واحد ووحيد هو القلم .. فكتبت وكتبت، فابدعت وتوهجت، مقالات مختلفة بآراء قوية، قصص قصيرة بطعم تشخوفيّ واضح المعالم، روايات جريئة، سلاسل شغفت الناس حبا برعبها ومتعتها وخيالها، أدب ساخر بلون يحبذه أوسكار وايلد، نكت بسيطة ترسم الإبتسامات، ترجمات لروائع عالمية بأسلوب سلس، كتب للجيب تحت شعار إذا كنت تملك جيبا فببساطة تستطيع القراءة، مداخلات في منتديات وبأسماء مستعارة، حوارات مع الشباب في كل شيء وعن كل شيء .. ببساطة أخبروه أن الجليد ما بين الكتاب والشباب سميك، فحفر بقلمه هذا الجليد .. وحفر .. وحفر وعندما تعب كان لقطرة دمع واحدة من تلك العين الذابلة التاعبة أن تذيب الجليد، وتخرج لنا أجيالا من القراء بعضهم أصبح يكتب فواصل المشوار، وبعضهم أو كلهم لا زالوا يدعون له بالرحمة والمغفرة وجنات عرضها السماوات والأرض.
دماغي كده .. عن دماغي كده !! رحلة داخل دماغه التّي هي كده، وكده عبارة عن مجموعة من الآراء بعضها صحيح وبعضها خاطئ ، وبعضها كان صحيحا ولكنّه تحول إلى خطأ أو اتضح أنه خطأ، وبعضها خاطىء وأصبح بقدرة قادر صحيحا. بالإضافة إلى مجموعة أخرى من وجهات النظر والتعليقات في شتى أمور الحياة، ولا ننسى التحليلات وكيف لا والإنسان العربي يحلّل كل شيء حتّى التحليل نفسه. ولا تنسى أنّ " الكده " لا بد أن تحتوي معلومات وحقائق، قناعات ومبادئ، وأمزجة أخرى تجري .. شكلت دماغا شكله كده.
رحمك الله يا دكتور وصبّر أهلك على فراقك، وصبّرنا نحن الذي أحببنا قلمك وعشنا مع كلماتك.
أحمد خالد توفيق يطلق في هذا الكتاب العنان لـ"دماغه" التي هي فعلا "كده"! مجموعة انتقاها الرجل بعناية من مقالاته المنتشرة على الإنترنت وعلى صفحات الجرائد ليجمعها بين دفتي ألبومه الفكري هذا. إذا كانت دماغك أنت أيضا كده، فلسوف تستمتع بالتأكيد بقراءة هذا الكتاب.
تعظيم سلام للدكتور طيب الذكر أحمد خالد توفيق موهبة أحمد خالد توفيق تتجلى فى أنه ليس العبقرى خارق الذكاء ذو النظرة الثاقبة العابرة لحدود الزمكان ولكن موهبته الحقيقية تتجلى فى أنه إنسان مصرى خالص يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب ويشاركنا تنفس نفس الهواء لكنه يستطيع التعبير بأدق الكلمات وأبلغ العبارات عن المصريين وعن أحوالهم. فى هذا الكتاب مجموعة من المقالات -كتبت قبل عام 2008- العابرة لحدود الزمان والتى اختيرت بعناية وتم تبويبها حسب نوع الكتابة, كتاب من نوع الكتب التى لن تمل من قراءتها حتى لو كنت قد قرأتها من قبل, كنت أتمنى أن أرشح لكم مقالات بعينها من هذا الكتاب لكن لن أستطيع فكل المقالات كُتبت بحرفية شديدة وتم انتقاءها من بين العديد من المقالات من النوع الفاخر جداً. لكن أهم مقال بالنسبة لى هو المقال الذى تساءل فيه الدكتور خالد توفيق عن أدب الرعب فى البلد المرعوب وهرجعكم معايا كده بالذاكرة من كام يوم وأنا كنت سألت سؤال مشابه ألا يكفى ما نعيشه فى هذه الحياة من رعب كى يزيده أدباء الرعب رعباً لأحد الأصدقاء هنا على الموقع فى تعليق على أحد روايات الرعب فالدكتور خالد توفيق هنا يسأل نفس السؤال بعد التبرير لهواة أدب الرعب بأنهم يعشقون أدب الرعب محاولةً منهم للتطهر من مخاوفهم الخاصة ومحاولة العيش فى أفظع التجارب بشكل مقنن لتزداد ثقتهم فى القدرة على البقاء أى أنهم يعيشون فى بروفة موت دائمة (والعهدة على الدكتور توفيق) ويتسائل الرجل هنا بكل براءة كحالتى عندما أسأل نفس السؤال لأصدقائى من عشاق أدب الرعب لماذا تبحثون عن بروفة وهمية للموت ؟ إذا كنا نعيش جميعاً فى بروفة واقعية دائمة ... تتمثل فى محاولتك لعبور الشوارع فى مصر يومياً مروراً بفاتورة الكهرباء والتليفون وقيمة الجنيه التى أصبحت تساوى أربعين قرشاً بعد قرار التعويم الأول - لاحظ هنا أن المقال كتب قبل عام 2016 وقرار التعويم الأعظم- ماذا عن أسعار اللحوم التى ستبلغ حسب تقديرات الدكتور توفيق وقتها 60 جنيهاً - لم يعرف الرجل أنه بعد تاريخ كتابة المقال بأقل من 10 سنوات ستتضاعف قيمة الكيلو أضعاف هذا الرقم - ماذا عن عودة أبنتك المتأخرة من الكلية فى المساء وذعرك وخوفك من تربص الوحوش الإنسانية بها ووصولاً لأتفاقية مياه النيل وأزمة قناة السويس الصهيونية البديلة. ويتركنا الدكتور فى النهاية هكذا بدون إجابة فهل من مجيب لهذا السؤال؟ نهايةً أحمد خالد توفيق قد يكون من جيل سبقنى شخصياً لكن أجده شأنه شأن بلال فضل وعمر طاهر واحد من الذين يعبرون بحرفية عن ذكرياتنا وأحلامنا وطموحتنا وحلمنا بأن نرى بلدنا مصر فى أبهى صورة وأسعد حال.
لقد مللت من الحزن الذي ينتابني من كتاباتٍ أنذرنا أصحابها مرارًا من اقتراب الكارثة، صرخوا ولم يستمع لهم احد، ثم رحلوا عن عالمنا وتركوا كلماتهم بعدهم لنقرأها بعد عشرة أعوام ونحن نعيش في قلب الكارثة التي حذرونا منها لا ينقص هذا الكتاب سوى أن يُضاف في نهايته صفحة بيضاء مكتوب فيها نيابةً عن الكاتب: ألم أخبركم؟ لعنة الله على الغباء أيها العالم
"الحقيقة أن الناس في مصر محظوظون.. فهم ليسوا بحاجة إلى قراءة أدب الرُعب لمُمارسة بروفة الموت.. إن الرعب ضيف دائم معهم خاصة أسوأ أنواعه: الخوف من الغد."
في كتاب يشمل 48 مقالاً في السياسة والمُجتمع والفن والطب والذكريات والأحوال.. يُمكن أن تعرف تماماً لماذا نُحب هذا الرجل وسنظل نُحبه.. لأنه ببساطة يُشبهك، قد تجد عاداته مثل والدك أو خالك.. كلامه بسيط ومليء بالحكم في نفس الوقت.. حانق على الدوام.. ويُدخن سجائر بلا توقف.. هو ذلك الشخص الذي قد تجده عائداً من العمل حاملاً بطيخة في يد والجرائد في اليد الأخرى.. ونال منه العرق تماماً. ولكن أتعلم أكثر ما جعلني أحب هذا الرجل أكثر وأكثر؟ ثباته، حياده، مبادءه، وكرامته. فلم يكن من موالسين عصره، ولم يكن ساكتاً عن الحق.. كان يُهاجم الحكومة بلا كلل، ينتقد أفعالها بلا ملل، يُحذرنا من مُستقلبنا الذي ننقاد إليه كالماشية.. ويبدو أننا أصبحنا نعيشه.. ذلك المُستقبل الذي كان يخاف من الدكتور، بل وقد تمنى في أحد المقالات ألا أن يكون موجوداً ليعيشه.. وسبحان الله، هو وحده من يرحمنا.
الكتاب مليء بالقصص والحكايات والتنهيدات والضحكات والسخرية وكل شيء كعادة الدكتور.. ستجد هنا كُل شيء.. ستشعر أنك تعيش داخل هذا الدماغ.. وهو قد أخبرنا صراحة أن "دماغه كده".. لم يهتم أن يقولوا عليه مُدعي أو اشتراكي أو شيوعي أو حتى يقول أشياءاً لا نفهمها ولكن علينا أن نحذر منه! هو "دماغه كده" ولذلك أحببناه كده.. وسنظل نُحبه لأنه كان دماغه كده.. وسيرته الطيبة ستظل مذكورة ونتناقلها من جيل إلى جيل.
رحمة الله عليك يا د. أحمد.. جعل الله قبرك روضة من رياض الجنة.
كبلال فضل, يملك أحمد خالد توفيق القدرة على اعتصار قلبك وتصفية الدموع من مقلتيك وانت تبكي حال أناس كل ماتعرفه عنهم هو ماخبرته من الام البكاء على حالهم بين سطور المقالات .. وفى نهاية الكتاب يجب ان تعيش مع الحقيقة الجديدة .. "انت الان تعرف, ماذا انت بفاعل؟؟"
------------------------------ "تراها بسهولة وهي تحوم حول محل الجزار القريب من دارنا .. تقف على بعد خطوات وتنظر للحم في اشتهاء، وتكرر من دون مناسبة ـ"كل سنة وانتو طيبين .."ـ فتجهد ذهنك محاولاً تذكر أية مناسبة هذه .. لا توجد أية مناسبة دينية أو وطنية .. ربما هو عيد ميلاد الجزار ؟.. تكرر (كل سنة وانتوا طيبين) مئة مرة وتحوم من جديد، حتى تأتي اللحظة المصيرية التي يمد فيها الجزار يده إلى قطعة لحم تزن خمسة جرامات ولا تقبل أن تأكلها قطة محترمة، فيلفها في كيس ويناولها لها في اشمئزاز. تنطلق في منتهى السعادة عالمة أنها لن تذوق ذرة من هذا اللحم، لكن أولادها سيفعلون ... لقد شفّت هذه المرأة حتى لم تعد تريد أي شيء لنفسها بل لهؤلاء التعساء الذين جاءت بهم للعالم" ------------------------------- اخترت هذا الجزء من مقال "مخلوقات كانت رجالاً" لأنه اجبرني على كتابة هذا التعليق
لربما كان النزول إلى مستوى القارئ العادي من أصعب الأمورالتي يواجهها الكاتب .. أن يزن كلماته بين البساطة و المعنى الجيد و يضعها في قالب من السخرية يربح به أصوات الشباب فيضمها إلى قائمة متابعيه .. أن يكتب دون تملق و دون انتقاء الألفاظ الجذابة بعفوية الطفل و شفافيته ، فتخرج العبارات مسترسلة من العقل إلى العقل و من القلب إلى القلب .. تدرك وجهتها جيدا و لا تحيد عن طريقها . هذا هو الكاتب الجيد بنظري .. الكاتب الذي يستحق ذلك الوقت الذي تقضيه في قراءة كتاباته .. الذي يكتب لهدف نبيل لا لينال إعجاب قرّائه . في كل مرة أقرر أن أتابع مقالات أحد المدونين و لكنني أمل من أسلوبه بسرعة فأتوقف قبل أن أقرأ عشر مقالات .. و كأن أفكاره لا تأتي عفوية بل هي وليدة عصف ذهني لا تجيد إصابة الهدف . الأمر مختلف مع الدكتور أحمد .. مختلف تماما ، هذا ثاني كتاب أقرأه له ليكون المجموع عشرات المقالات التي أعجبت بمعظمها .. فريد هو .. نوع من الكتاب لا يتكرر . هذا الكتاب جمع باقة منتقاة من مقالاته _ رحمه الله _ مقالات عبر فيها عن رأيه بكل عفوية و دون تحفظ .. في السياسة ، في الفن ، في العلم ، في أحوالنا الإجتماعية و الحالية . لكن مقالات العلم الزائف كانت _برأيي_ هي الأروع على الإطلاق *_*
الكتاب لحد ما جيد وهو عبارة عن مقالات للكاتب لأحداث مختلفة جمعت كي تكون كتاب لا أنكر أنني استفدت من عدة محطات ونبهني لعدة أشياء الكتاب يصلح أن يكون محطة استراحة أو محطة تحفيز من وللقراءة وشكرا للأخت فاطمة الزراء على تعريفي به ومشاركتي القراءة
دماغي كده حسيت إنها شبه اعتذار مسبق من الكاتب عن أي آراء أشوفها (أو أي قارئ) مختلفة أو غريبة أو أختلف معاها.. الراجل قال لنا من الأول إن "دماغه كده".. لكن بعد قريت الكتاب.. حسيت إن المؤلف فعلا يستحق إني أقول إن دماغه كده (مع ضم أصابع اليد ورفع الإبهام لأعلي)
الكتاب كان معايا ع الموبايل.. قلت أقلب فيه وأنا راكب المترو، أقرالي كام صفحة أشوفه بيتكلم في إيه لما جيت أنزل لقيت نفسي في الصفحة السبعين!
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات نشرت في الصحف وتم تجميعها مع بعض الآراء محترمة جدا متزنة جدا منطقية ومتسلسلة جدا حسيت إنه بيتكلم بلساني.. وبيقول اللي بافكر فيه
الحقيقة اكثر حاجة ضايقتني مدي إنغلاق أحمد خالد توفيق اللي ظاهر جدًا في أكثر من مقال من الكتاب اه هو شخصية مثقفة جدًا كلنا بنحبه و كلنا مدينين له بشكل او بآخر لانه دخلنا عالم القراءة اصلًا بس كلنا في نفس الوقت مدركين ان أحمد خالد توفيق كل شغله كان محشور بين انه كاتب شبابي نصف أدبي عمره ما قدر يوصل لمستوي أدبي اللي ناس بدأوا بعده وصلوله و قدموا فيه كثير و كسبوا جوائز و كسبوا ثقة قراء فيهم ممكن حتي ميكنش ليهم نصف قاعدة معجبين أحمد خالد توفيق لكن مستواهم كان أفضل بمراحل بس ده مش موضوعنا أحمد خالد توفيق عنده عقدة الخواجة المضادة يعني ايه؟ الكاتب هنا قدم في أكثر من مقال ازاي الناس عندهم عقدة الخواجة و بيحاولوا يقلدوه تقليد أعمي لكن في نفس الوقت وقع وقعة مميتة في انه بقي ضد اي حاجة تيجي من نحية الخواجة بشكل أعمي برضه طالما الحاجة دي مش تقنية ولا أدبية و ده ضيق أفق بحت لأن الحياة مش كلها عمل و كد و جهد و تطوير فيه حاجة اسمها إستمتاع عشان تعرف تستمر في شغلك و في ابتكارك لازم كمان تعرف تبتكر طرق لانك تستمتع بحياتك عشان تكون مستريح نفسيًا و تقدر تقدم اكثر ده هما فهموه من زمان ليه تبقي ضد حاجة زي الست كوم ولا الستاند اب كوميدي ولا الكوميكس ولا الأفلام الأجنبي الموضوع سخيف جدًا الحقيقة كأن الناس اللي بتبتكر ست كوم او ستاند اب كوميدي عربي دي بتقلد الغرب في عادة سيئة !!! مع اني مبشوفش ولا ده ولا ده الحقيقة حتي الأفلام العربي الكوميدية او الرومانسية او الأكشن اللي بتقدم حاجات شبيهه بالغرب ما هو انت يا اما هتستهلك المحتوي ده يا اما هتستورده من الغرب لان بلدك مش بتقدمه للناس نفس نظام قصص الرعب و الخيال العلمي اللي كان الكاتب نفسه بيقدمها و هي لا ترتقي لمستوي الأدب الغربي في المجالين بس وجودهم كان ضروري لان يبقي عندك منتج مصري بدل ما تلجأ للغرب و تروح تشتري رواية لستيفن كينغ ب 200 جنيه لمجرد انك تقرأ قصة رعب مش هتضيفلك اي شئ غير المتعة و الإثارة ضيق أفق بشع الحقيقة ضايقني جدًا اني الاقيه في شخصية أكن لها كل تقدير و حب الغرب بالفعل عمل كل حاجة قبلنا احنا بناخدها بنعربها و بعد كده ممكن تتحول مع الوقت لحاجة خاصة بينا احنا عربية جدًا او مصرية جدًا ازاي نفس الكاتب اللي ضد كل الستاند اب كوميدي و كل الكوميكس و كل الخدع اللي المخرجين المصريين بيتعلموها من الأفلام الأجنبي يكون هو نفس الكاتب اللي بيحب مجلة سمير اللي هي عن شخصية فرنسية اسمها سبيرو و مع الوقت بقت شخصية عربية جدًا ده الطريق الطبيعي للتطور اصلًا ده الطريق الطبيعي لان يبقي عندك حاجة بتاعتك انت بتمثلك انت بس طالما انت في بلاد مش بتدي فرصة لاي فكرة جديدة بتموت فينا الإبتكار من بدري جدًا و بتخلينا كل اللي بنجري عليه اننا يبقي عندنا سكن و زوجة و اطفال اللي هي ابسط حقوقنا في الحياة اصلًا طبعًا الكتاب فيه مقالات كثير جميلة جدًا بس هو لو كان مثالي كان يستحق يدوب 3 نجوم و الاربع مقالات اللي فصلوني دول خلوا تقييمي يصبح نجمتين فقط
رحِم الله الأديب الأريب، اللامنتمي أحمد خالد توفيق
ربما يكون قد ان الأوان لنا ان نعترف، رغم تأخرنا كل هذا الوقت، ان رائحة الإنسانية في هذا العالم اللاأخلاقي قد شارفت على الانتهاء. هذه هي الحكمة الأهم التي خرجت بها من مجموعة مقالات الدكتور احمد خالد توفيق،
في تقديمه للكتاب، ذكر الدكتور احمد شيئا عن الفرق بين الرواية و المقال .. اعتقد انه رغم اختلاف اللونين، الا ان هناك شيئا مشتركاً بينهما.. الا وهو "روح الكاتب". فعندما نقرا الرواية بحقّ، عندما نلتهمها بورقها وكلماتها وحِبرها، تتسلل الى داخلنا روح الكاتب وهمومه. وان حاول الكاتب جاهداً إخفائها عن القارىء. والمقالة لا تختلف في هذه الجزئية عن الرواية. "دماغي كده" حَمَلَت روح الكاتب. والوسيلة الوحيدة لنا كَقُرّاء كي نفهم هذه الروح، هي ان نلتهم الكلمات حرفاً حرفاً. اظُنّ ان هذا ما فعَلتُه. فعلى الرغم من أنني قراتُ الكتاب في رمضان. الا أنني كُنتُ احِسّ بالشبع بعده.
أتذكر هنا كتاب "اللامنتمي" للكاتب "كولن ويلسون" .. بنظري، فانه يصح لنا ان نُطلِق لقب اللامنتمي (ذلك الذي يشعر ان العالم الذي يحيط به مليء بالمصائب والاعاقات الفكرية والعاطفية والاخلاقية ويحس انه غريب يحاول التعايش قدر الامكان لكنه يصاب بعد كل محاولة بخيبة امل) على الكاتِب. وكتابه خير دليل على استحقاقه لهذا الوصف. وهو وصف حميد في زمن اللاإنسانية الذي نعيش فيه.
أعجبني القسم السياسي أكثر من غيره،، ذلك انه يأمل بإضفاء مسحة إنسانية على العمل السياسي. مما يعتبر ضرباً من الخيال. وأنا احب الخيال، لذا أحببته. لا حاجة لي ان أطيل الشرح ،، فالفكرة واحدة، الإنسانية والأخلاق العالمية التي شارفت على الانتهاء كما أسلفت. والأمل بإعادة نشرها عن طريق بقاياها في قلوب بعض "المجددين".
هناك مجموعة لا باس بها من المقالات فيها نسبة ملل،، كُنتُ بسببها وضعت تقييما مبدئيا للكتاب (٤ ��جمات) .. ولكني عندما انتهيت من الكتاب،، بحثت عن النجمة الرابعة فلم أجدها! قد ارتفعت نسبة الملل الى حدٍّ أطاح بنجمة أخرى! النجمة الأولى ماتت بسبب الملل، والنجمة الثانية ماتت بسبب استمرار الملل وتفاقمه!
التقييم النهائي العام للكتاب: ٣ نجمات من خمسة. انصح بقراءة الكتاب بالتأكيد. مع ضبط النفس في بعض أجزائه.
لو لم يشمل الكتاب سوى على مجموعة مقالات: مخلوقات كانت رجالاً لأصبح الكتاب جديراً بالنجوم الخمسة، وأظن أنه من حسن حظي أنني قرأت الكتاب عقب الثورة، فكان له رونقاً مختلفاً، ورؤية لنظرات دكتور أحمد الثاقبة، وسعادة بتبدّل بعض الأحوال، وحلم بتغيّر البعض الآخر. قرأت من قبل كتابي زغازيغ وفقاقيع، لكنهم كانوا ساخرين بصورة غالبة.. أما هنا فالوعي السياسي والاجتماعي يصلك بطريقة ساخرة مبكية، على طريقة الضحك المجروح الخاص ببلال فضل.. هذا بجانب بعض المقالات الفنية والذاتية شديدة العذوبة. من أفضل ما قرأت لأحمد خالد توفيق على الإطلاق..
لا أميل لقراءة كتب المقالات المجمعة بس مع د.أحمد خالد توفيق الوضع يختلف تماما استمتعت بالكتاب جدا فيه مقالات عبقرية اعتقد اني مش هانسي ابدا مثلا مقاله "جمهور واغش" لاننا لسه بنتعامل بنفس الاسلوب ده
Ok I am an addict to whatever this man writes :D I cannot write an unbiased review for anything he writes. All I know is that I have already read most of this articles and I still loved this book
الهم الذي حمله الدكتور في المنطقة الزمنية السوداء التي سبقت الثورة مباشرة .. سواء كان الهم مجسدا في مقالاته المجمعة بهذا الكتاب ، أو ربما "يوتوبيا" أيضا ..!