«أولاد الحاج صادق يريدون أن يكسرونا كما أرادوا دائما أن يكسرونا، وعمك يعطيهم الفرصة. جربوا ذلك مع جدك من قبل، جربوا أكثر من طريقة، أجروا من يحرق زرعه، لكن من دفعوا له خاف من جدك». «التفت سمير إلي وقال: وحتى لو فشل هذا الاعتصام فسيكون غيره غدا أو بعد غد إلى أن يصبح الاعتصام مصر كلها فتزحف للقناة وتعبر . سيحدث هذا صدقني، وسيحدث أكثر. ثم اتجهنا نحو المجموعة الرئيسية التي تحيط بقاعدة التمثال. كانوا يكررون هتافا واحدا منغما «اصحي يا مصر.. اصحي يا مصر». ببراعة يمزج «بهاء طاهر» بين هذين العالمين في روايته الجميلة «شرق النخيل» والتي تعيد «دار الشروق» إصدارها ضمن الأعمال الكاملة للكاتب. بهاء طاهر أحد أهم الروائيين العرب. حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998، والجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008 عن رواية واحة الغروب. صدرت له حتى الآن ست روايات وأربع مجموعات قصصية، بالإضافة إلى دراسات أدبية ونقدية وترجمة
بهاء طاهر (ولد في الجيزة, مصر سنة 1935) مؤلف روائي وقاص ومترجم مصري ينتمي إلى جيل الستينيات, منح الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008 عن روايته واحة الغروب حصل على ليسانس الآداب في التاريخ عام 1956 من جامعة القاهرة ودبلوم الدراسات العليا في الإعلام شعبة إذاعة وتلفزيون سنة 1973.
عمل مترجماً في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956 و1957، وعمل مخرجاً للدراما، ومذيعاً في البرنامج الثاني (الثقافي) الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة. بعد منعه من الكتابة ترك مصر وسافر كثيراً في افريقيا و آسيا بحثاً عن العمل كمترجم. منذ عام 1981 وحتى 1995 عاش في جنيف حيث عمل هناك كمترجم للأمم المتحدة. بعدها رجع إلى مصر ولا يزال هناك.
حاز على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب سنة 1998 حصل على جائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته واحة الغروب.
"دون أن نصنع النهاية فأنها تأتي.. خفنا منها أو لم نخف فأنها تأتي وينتهي معاها كل شئ.." الجملة دي بتوجع أوي خصوصاً لما نقرأها بعد وفاة هذا الكاتب المبدع:(
شرق النخيل الرواية الأولي للكاتب الراحل بهاء طاهر وهو من الكتاب القليلين اللي لما تقرأ له حيخليك تحس بالفخر إنك مصري زيه..
علي الرغم إن الرواية حجمها مش كبير ومع ذلك هي فيها أحداث كتير و تعتبر مكثفة جداً .. أسئلة فلسفية حتلاقي..القضية الفلسطينية موجودة ،صحيح ذكرها الكتاب في جزء صغير ولكن أختصرها ببساطة و بمنتهي الوضوح..
ألقي الكاتب الضوء أيضاً علي شكل البلد بعد النكسة و ما فيها من مظاهرات و حتي الصراع علي الأرض في الصعيد اللي كان موجود في الرواية كان بطريقة غير مباشرة مرتبط بأرض فلسطين المحتلة ومصر قبل حرب أكتوبر والجدير بالذكر إن قمع المظاهرات في السبعينات كان تقريباً طبق الأصل لما حدث في ميدان التحرير عام ٢٠١٠ و علي الرغم إن التاريخ بيكرر نفسه بطريقة مرعبة بس مظنش إن حد بيتعلم منه حاجة!
السرد كان ممتع جداً والكاتب كان يتنقل بإحترافية بين الماضي والحاضر ومش بس في الفصول المختلفة ولكن حتي في الصفحة الواحدة ومع ذلك هو مكتوب بإتقان و بدون إرباك للقارئ ...
اللغة و الأسلوب فيهم سلاسة و دفء غير عادي ...لغة بتاخدك من إيدك جوة الرواية بمنتهي البساطة و من غير أي مجهود وكأن الكاتب بيجيلك بنفسه ويقولك بتقرأ كتابي؟طيب يلا تعال نعيشه سوا😍
مفيش فزلكة..مفيش غموض..مفيش كلام ملوش لازمة..مفيش إطالة..مفيش ثرثرة... في بهاء طاهر ..وهو لوحده كفاية...كفاية جداً والله❤️
ثلاثة أسباب لتقع في الحب مع رواية «شرق النخيل» لبهاء طاهر
أولًا: أنها تفنّد الهراء النظري عن الوحدة الموضوعية وكتابة «القضية» في تماهٍ فاتن مع الواقع؛ فهذه الرواية - مثل الحياة - عبارة عن عجين من السياسة والحُب والموت. إنها تمثيل مناسب لمقولة إدوارد سعيد: «الممتع في الأدب.. هو درجة امتزاجه بالأشياء الأخرى، وليس نقاوته» والذين يرزحون تحت هاجس التنظير النقيّ، ويريدون استخلاص سطور نظيفة عما تريد الرواية قوله، سيواجهون تحديًا حقيقيًا.
ثانيًا: أنك تشعر عند قراءة هذا العمل بأنَّ ما من كلمة مجانية. إن الرواية تبلغ مرتبة موسيقية تقريبًا عندما تتخفّف من الزوائد، وبهاء طاهر لديه هذا القدر المذهل من السيطرة على اللغة بكل نزقها وجموحها. إنه يكتب موسيقا.
ثالثًا: أن المأزق الوجودي وما تثيره الرواية من أسئلة فلسفية عن معنى الحياة وعبثية الوجود الهزليّ على هذا الكوكب النكتة، وتحديدًا في هذه الجغرافيا شديدة الفرادة، والتي يقابلها في الضفة الأخرى زمرة الحالمين المثاليين الذين يرددون «بلادي، بلادي» تحت عصيّ الأمن ووشاية الاستخبارات.. تبدو لي لوحة شديدة التكامل، تشبهنا كثيرًا. إنها تراجيديا عربية بامتياز وأحب القراءة عنها.
ثمة أسباب أخرى، لكن كما أحبُّ أن أقول، من الحكمة الاكتفاء بثلاثة.
في الرواية الأولى لبهاء طاهر يحكي عن حال مصر بعد هزيمة 1967 وقضية فلسطين أسلوب جميل يجمع بين سلاسة التعبير ودقة المعني صورة للصراع الدائم بين الحق والباطل من خلال النزاع على أرض ملك لعائلة الراوي في الصعيد رفض التخلي عن الحق في الأرض برغم تخاذل وضعف السند في مقابل القوة والمال والسلطة الداعمة للباطل الشخصيات في الرواية قدمت نماذج متنوعة للمبادئ والمفاهيم, وأشكال مختلفة للتفاعل مع الأحداث والقضايا
"يا صديقي فى داخل كل شعب جماعة تنبح وراء من يُلقي لها العظمة، وهل تريد ما هو أكثر؟ فى داخل كل إنسان ذلك الكلب الذى ينبح والمهم أن نخرسه."
رواية "شرق النخيل" هي التجربة الأولى لي مع الكاتب "بهاء طاهر"، وعلى الرغم من قصر حجم الرواية التي تعدت حاجز المائة صفحة بقليل، ولكنها كانت تدهشني في كل فقرة، وكل جملة، وكل عبارة، كيف لرواية بهذا القصر أن تحتوي على كل هذه الأحداث والأفكار؟ هذه الرواية هي درس وافي وشامل لكيف تكتب رواية 500 صفحة في أقل من خُمسهم!
الرواية من ثلاثة فصول فقط تفاوتوا في الطول، بين القاهرة والصعيد، والتوازي بين الحياتين، حياة القاهرة المُتحررة كثيراً، وحياة الصعيد المُنغلقة بقوانينها المُختلفة، وترتيباتها التي تختلف عن حرية القاهرة، التي تُتيح لك أن تكون مُهملاً وكسولاً، طالما كنت بعيداً عن الحياة التي نشأت فيها، فبطل الرواية رغم أنه تعدى عامه السادس والعشرين، فلا يزال يدرس في الجامعة! ويعيش علاقة غرام/ صداقة مع زميلته "ليلى"، في حين أن هناك غليان في بلده، على قطعة أرض نُهبت من عائلته، وبين خلاف عائلي بين والده وعمه، فكان الشقاق بينهم.
"فرأيت حلحول في مصر ومصر في فلسطين وآلافاً من أجدادي ماتوا مثل جد عصام وآلافاً من آبائنا ماتوا كأبيه وأن المصيبة واحدة والهم واحد."
الربط بين موضوع الرواية وقضية فلسطين جاء أكثر من رائع، مُمهد بطريقة ذكية، عن طريق شخصيات وحكايات، ورمزية الأرض في الأساس، ولكم شابهت الأرض المسلوبة بالصعيد، أرض فلسطين المسلوبة، ولكم تشابه مشهد القتل إياه بمشهد قتل محمد الدرة، أظن أن هذه التشابهات زادت من عمق الرواية، وجعلت لها وزناً أكبر، بالإضافة إلى بعض المواضيع الأخرى، كالمظاهرات بميدان التحرير بعد النكسة، الاعتقالات التعسفية، والظالمة، دناءة المُخبرين المواطنين، والتي عند قراءتها ستعلم أن التاريخ بكل تأكيد يُكرر نفسه، بحذافيره.
ختاماً.. هي تجربة أولى جيدة، وشجعتني لقراءات مستقبلية عديدة للكاتب "بهاء طاهر"، الذي نجح في رواية قصيرة أن يضم مواضيع عديدة دون تعقيد أو مُبالغة، وفوق كل ذلك فهي روايته الأولى!
لماذا تتكرر الأحداث بشكل عجيب هكذا ؟ وكأننا لم نتغير
وكأن تسارع الزمن ماهو إلا وجودنا على مجرة أخرى نعيش بها نفس الاحداث مع اختلاف الأشخاص فقط !
القصة تتلخص بكلاسكية شديدة كعادة بهاء طاهر من مزج عالمين أحدهما : معنى مصرى جدا هو مفهوم " الأرض " و الثأر و الشر فى عائلة تريد الاستيلاء على أرض عائلة أخرى ... مع وجود الشخض الخانع الملتوى ذو الحسابات المادية و الآخر الفارس الذي لا يبغى التنازل عن أرضه
العالم الآخر : أرض أيضا وكأن حياتنا تتلخص فى عدم تفريطنا فى أرضنا الأرض هنا ليست مجرد قطعة زراعية وانما هى مصر ، فلسطين ...
الملاحظ هنا فى تطابقية شديدة مع واقعنا رجل يقول : انتو خربتو البلد يقولها فى السبعينات لطلبة يعتصمون على أرض التحرير :)
آه بهاء طاهر دون أن يدرى لا يعرف أن الأحداث ستتكرر بهذا الشكل الغريب والعجيب من المحبط جدا ان نفس الشخص الى قال انتو خربتو البلد فى السبعينات هو نفسه الى بيقولهالنا دلوقت ! وأتساءل ماذا يعنى " خربتو البلد " فى قاموسهم أى خراب أكثر من احتلال بلد سواء بأياد خارجية أو داخلية أى خراب أكثر من ذل ومهانة يعيشها الفرد على أرضه !
"شرق النخيل" رواية تتأرجح ما بين الواقعية والرمزية: ففي شقّها الواقعي ترصد يوم واحد من حياة الراوي (لم يذكر اسمه)، حياته الفاشلة على صعيد الدراسة والعائلة والحب. ترصد سنوات ما بعد النكسة بكل ما فيها من يأس وانكسار وقتامة، ترصد التحركات الطلابية المطالبة بتحرير سيناء وعدم الوقوف على الحياد، ترصد المجتمع في الصعيد بزرعه وعاداته ومشاكله وثاراته. يعيب الجزء الواقعي منها المباشرة الواضحة والفجّة في التعبير مما يحول النص الى مقالة. أمّا الشق الرمزي فكان مميزًا (ويا ليته اقتصر عليه)، فالحديقة المختلف عليها قد تكون سيناء او فلسطين، والأخوة الذين لم يقفوا مع بعضهم قد يكونوا العرب، والأوراق عن ملكية قديمة قد تكون خرافات التوراة، والجنود على فناجين القهوة (في نهاية النص) قد يكون الأمل بجيش يحرر الأرض، وفناجين القهوة ذاتها قد تكون عبارة عن الهشاشة وسرعة الكسر. الجزء الرمزي رفع النص والجزء الواقعي أسقطه تمامًا.
اللغة بسيطة جدًا جدًا، العديد من الأخطاء المطبعية والنحوية، لغة مباشرة (اكثر من نصف النص) وانشائية. الأسلوب هو نقطة الضوء في هذا النص خصوصًا حين يدع الكاتب شخصيته تروي بتدفق حرّ (كما في بداية الفصل الثاني).
بالمقارنة ما بين الجملة الإفتتاحية للنص والجملة الإفتتاحية للفصل الثاني يظهر عندنا تفاوت هائل:
- استهلال النص: "ذهبت الى الكلية قرب الظهر واستلمت الخطاب المنتظر ورحت أقرأه وأنا أسير في الشمس" استهلال انشائي ضعيف جدًا. - استهلال الفصل الثاني " وها أنذا. على فراشي لكني لن أموت. العرق البارد يجف. ضربات القلب السريعة تهدأ. والضباب الذي على عيني يزول. لا لن أموت..." استهلال بجمل قصيرة موسيقية وتداعي حرّ يجعلك تتحير ان ذات الكاتب هو من كتب الإستهلالين!!
بشكل عام الرواية (او القصة) متوسطة لكن يحسب لها سلاستها ورمزياتها التي لا اعرف لماذا الكاتب اراد ان يشرحها وينسف نصّه!!
بهاء طاهر يمثل امتداد راقى للروايه العربيه الاصيله امتداد اتخذ من البساطه سلاح لمواجهة الابتذال الادبى فى اى مرحلة كانت شرق النخيل : عندما يركز الاديب على المعاناة الانسانيه التى يتعرض لها ابطاله مع معاناة مجتمع باكمله حينها فقط يكون قادر على ان يبكيك خلط بديع بين واقع مجتمع ريفى بتقاليد عصيبه مع واقع المجتمع القاهرى بكبته الامنى وانحلاله فى بعض الاوقات مشهد مقتل العم وابن العم بكل بساطه هو مشهد كتب لان يجعلم تذرف الدموع بهاء طاهر ورغم انعزاله الفعلى عن الواقع المصرى ونقوقعه فى برجه العاجى لظروف عديده (اهمها سياسيه) الا ان كل ذلك لم يجعله يعوض هذا التقصير فى اعمالهالخالدة خلود الدنيا
بعد أن تبقى لي مجموعة قصصية ورواية وأتم كل ما كتب بهاء طاهر أستطيع التوصّل إلى أنه كاتب يحب الكتابة ولا يمتهنها فقط. لذا يصل إحساسه إليك فتحب كل ما يكتب. كان ذلك حاضراً بقوة في روايته شرق النخيل، تلك الرواية التي لامستني بالوقت الراهن لأن محور الأحداث -خاصة ً في الختام- كانت تدور في ميدان التحرير. وكان هو هو نفس الكلام: العناصر المندسة، والتعامل الأمني القميء، وإلقاء التهم جزافاً. لكن اعتصامات التحرير حسب الرواية كانت بسبب رغبة الشباب والطلبة في الحرب واستعادة سيناء من جديد عقب النكسة. الرواية وقعت أحداثها في عام 72، بعدها بعام كان النصر. وكأن ميدان التحرير هو المُلهم دوماً. الرواية ليست بالكبيرة، لكن الكاتب العظيم تناول من خلالها قضايا غاية في الأهمية مثل القضية الفلسطينية، والتراث والتقاليد القروية، والذين يتشدقون بالدين ولا يدينون به، والحب !.. الحب على طراز بهاء طاهر حب مختلف تماماً. راوية بمجرّد أن تبدأها لن تتركها إلا وأنت مُجهز عليها.
لامســت هذه الرواية روحي.. من نواحٍ عــدة وللمرة الأولى أشعر أني لا أستطيع الكلام عنها.. بعكس ثلاثية غرناطة التي أفـسدت علي حياتي و من ثَــم ..أصلحتنــي
إذن فالمعاهدة ومبدأ "خذ الأن قليلا من الحق في هذه السنوات القليلة" لسنــا وحدنا _ شباب هذه الأيام الذين لم يتجرعوا مرارة الحرب وأهــوالها_ من نَرفُضــه
يرفضه _أيضاً_ من عايش الحــرب وويلاتها ويرى أنه ليس ثأره وحــده لكنه ثأر جيلٍ فجيــل
لسنــا وحدنا إذن من يرفض كون التصالح حيلة ,,, إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع.. إذا ما توالت عليها الفصول..ثم تبقى يد العار مرسومة _بأصابعها الخمس_ فوق الجباه الذليلة..!
أوجعتني كلمــات فريدة حين قالت : " لو أننا نموت جميعا، أنا وأنت وكل من نحب، كلنا معا، في وقت واحد حتى لا يحزن أحد على أحد ولا يبكي أحد على أحد.. لو أن الناس كـالزرع ",, ربما لأني تمنيت هذا منذ سنــوات طوال وظل هاجسي الذي سيطر عليّ حيناً من الدهـر ولم أكن وقتها أعلم عن شرق النخيل لبهــاء طاهر
أكثر ما أوجعني في حال " فريدة" أن الحبيب رحــل وهو لا يعلم عن كم الحب الذي يحمله له القلب.. رحـل "حسين" ولم يسمع منها اعترافا بالحب الذي دارته سنين طوال خلف التهكم والنقار والمناوشات.. رحل مخلفا حسرة في قلبها وهما راسخ في الصدر .. مرة لأنها فقدته وآخــر لأنها أضاعت الوقت القليل المتاح على أمــل استجلاب أخــر سيبـــاح
عندمـا ذهب أبوك لبيت "منيرة" لم تدخله بيتها. خرجت مكشوفة الوجه محلولة الشعر وسفت التراب في وجه أبيك وبصقت في وجهه.. هذا ما كان وهذا ما سمعت,, أنا لم أرها وهي لا تريد أن تراني. تقول أنها تربي ولدهــا ليأخذ بثــأر أبيها وأخيها.. أبــوك انكســـر لم يعد كمـا كــان,, الأب راح والإبن راح والهم وحده هو الذي بقى.. الهم لا يزيحه سجن ولا شنق ولا ثـــــــأر
الهــم راسخ في الصــدر وبصقة منيــرة راسخة في الوجـه و كل شيء تحطم في لحظة عابر/ ةالصبا - بهجة الأهل - صوتُ الحصان - التعرف بالضيف - همهمة القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي - الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي - مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
لم تساعدني الرواية في الكتابة عنهــا ولكنها ساعدتني في ترسيخ ما أؤمــن به ونبهتني إلى كون النهاية تأتي سواء شاركنا في صنعها أم لا.. خفنــا منها أو لم نخف .. لذا فمن الأفضل أن نعمل من أجــل نهاية نرضاها ونسعى إليها فلا شئ يزيح الهــم أو... البصـــقةْ
بدايتي مع "بهاء طاهر" جاءت عبر سيرته "السيرة في المنفى" وقد كان ذلك عام 2019 وكنت أرغب في التعرف عليه قبل القراءة له، ولدهشتي من عذوبة أسلوبه وجمال لغته، فقد تتابعت القراءات له واحدة تلو الأخرى، ولم يُخيب ظني في أيٍ منها ولن يفعل.
وها أنا مرة أخرى، مع عمل عشت بداخله حتى أني لم أستطع تركه قبل إنهائه.
أحب الحياة الإجتماعية التي يصفها بهاء طاهر في رواياته، وأحب إدماجه للقضايا السياسية الهامة في هذه الحياة حتى تصبح كلاً متكامل، فلا نشعر معها بأنها جزء دخيل على العمل ليوضح موقف معين، بل على العكس، فهو قادر على أن يجعلك تنغمس بها من خلال شخصياته، ولا تشعر بنفسك إلا وأنت تغلق الرواية.
كم هو بهي هذا البهاء وكم هي آسرة تلك الإنفعالات الصادقة التي نقلها بهاء طاهر بقلمه الجميل أحترم قلم هذا الكاتب الممتلىء بالعنفوان والصدق يتناول في هذه الرواية مجتمع طلبة والحماس الذي خبا في نفوسهم بعد هزيمة حزيران سمير نموذجا وعلى الجانب الآخر مجتمع القرية والصراعات على الأرض التي تمثل الجانب السلطوي في القرية المدهش إنك تقرأ في أحداث هذه الرواية تلك الروح المتمردة والتي ظهرت ميدان التحرير في ربيع مصر العربي
أعتقد أن هذا الوقت بالذات مناسب لقراءة هذه الرواية
لا أعلم من أين ابدأ من مفاجأة حجم الرواية الذي بالكاد يتخطى المئة صفحة و الذي استغرق ثلاثة أيام لقرائتها و إلى الآن تستغرقني في الأفكار و الأحداث بين أمل من الأهل في الأسرة و في الوطن و خذلان أمام النفس من النفس كيف وصلنا إلي هنا ماذا عن كل شئ عن الأحلام و السعي عن شغف المعاناة و المحاربة لأجل الوصول ماذا حدث لكل ذلك و هل يستحق ما نضحي لأجله أم أخطأنا من البداية و أضعنا الطريق في منتصف الرحلة أم من تعلقي بأسلوب الكاتب . يأخذنا بهاء طاهر في حياة طالب عالق في السنة الثالثة بالجامعة لا يعلم موقعه في الحياة وصل القاهرة و ترك أهله و نزاعهما علي أراضيهم في الصعيد وراء ظهره لمواجهة نزاعاته الخاصة و ليشهد مناضلة زملائه في المظاهرات لتحرير سيناء بعد النكسة تترابط الأحداث باختلاف مواقعها مع بعضها و مع واقعنا بصورة ما برغم فارق الزمن . الكثير من الأحداث و المواقف كتبت بأسلوب متقن و مؤثر ، من الروايات اللي كنت فاكرة إنها بسيطة لصغر حجمها لكن سابت أثر كبير و خلتني أفكر فيها لوقت طويل بعد ما خلصتها .
لا يأتي الموت حين يود الإنسان أن يموت ، لا يأتي الموت لمجرد أن الإنسان يكره حياته ولا أعرف أيضاً إن كنت مستعد للموت أم لا ؟
..
للفرد نصيب من إسمه ولا شك ، أما بهاء فقد أخذ كل ما في إسمه حقاً من بهاء هذا الشخص بصعيديتيه الأصيلة ، وحياة الطالب الصعيدي في الجامعة وفي المدينة ، يستلهم بهاء من أطوار حياته ليكتب لنا قصة ساحرة مرة أخري ، الان فقط أدركت لم يري بهاء أن شرق النخيل هي أفضل ما كتب فهي بالفعل كذلك ، الأحداث تتقاطع في سريالية ، والكوميديا مغطاة بالسواد ، الحوار فلسفي عميق بين الشخصيات - الشخصيات - هنا يذكرني حقاً بهاء بدوستويفسكي فطالما ذكر أسم شخص في الرواية فعليك أن تعلم أن دوره مهم بلا شك يناقش قضية أو يلعب في محور الأحداث .. يأخذك بهاء في رحلة بين القاهرة والصعيد ، بين النخيل وبين المباني .. وحينما كان لمصر صوت متمثل في أبناءها من الطلاب وقود القاومة أنت أمام رواية تناقش الثأر والشرف والنفاق والسياسة والقاومة والظلم والفساد ، أنت أمام رواية قبل 2018 بسنين ومع ذلك هي تصدمك بالصراع الذي كان وسيظل محتدم بين الشباب وبين العجائز
بهاء طاهر إذا كتب أنت تقرأ أنت تحزن أنت تبكي - مرة أخري أبكي - بعد خالتي صفية والدير ، بهاء طاهر سبحان الله يملك قدرة علي تطويع الحروف لأن تكون مثل الشوك الذي يقض مضجعك ، فتشعر بالخيبة والخذي والعار مما تدنت إليه الأحوال ، وتشعر بالعجز وتشعر بالندم والضياع
عندما احتل الانجليز مصر وزعوا أرضا على الذين أعانوهم على احتلال مصر وكانوا عشرات , لكنهم وضعوا فى السجون ثلاثين ألفا من الذين ثاروا مع عرابى غير من ماتوا فى الحرب . فمن هم المصريون حقا؟ وعندما جاء اليهود باع لهم بعض الفلسطينيين أرضا وكانوا عشرات , لكن آلافا ماتوا فى الثورات على اليهود وفى الحرب معهم , فمن هم الفلسطينيون حقا؟ يا صديقى فى داخل كل شعب جماعه تنبح وراء من يلقى لها العظمه , وهل تريد ما هو أكثر؟ فى داخل كل انسان ذلك الكلب الذى ينبح والمهم أن نخرسه
إيه ده يا عم بهاء؟ أنا حقلب مصري في الريفيو، دي أول مرة أقرأ بيها حاجة ليك، وأكيد مش حتكون آخر مرة، والنبي يا عم دنا استمتعت بكل كلمة كتبتها، وعشت معاك زي كأني بمصر، ورحت بعيد في كل مكان، وتخيلت نفسي رفيق أبطال الرواية، في القرية أو في المدينة، كنت بتنمى ردات الفعل تبقى أقوى من كده، لكن دي حكمتك يا عم، ووصلت لينا اللي عايزه. بحبك، من أول نظرة، من أول كتاب، وحنفضل ع طول جنب بعض، وبقرألك.
خير الكلام ما قل و دل، و خير "الكتابة" في موجز صغير يحمل في جعبته "الكون" عمقا. أول قراءتي للبهي بهاء طاهر الذي أبدع "شركا" لذيدا وقعت فيه و لم أحاول مهما كانت سهولة الهرب أحيانا الفرار منه. بكلمات موجزة غزيرة المعنى و بأسئلة الوجود و الحياة و الحيرة يبعثرها هنا و هناك و يمزجها بمهارة بأسئلة العرض و الشرف و الأرض و البلد ، الأحلام الوردية التي نحملها لحياتنا و التنعم بالحب و شكل الوطن الذي يتوارد بالمخيلة. في شرق النخيل امتزاج عذب لصوت الخيال بالواقع و اجتماع متناغم لما يجري على أرض الواقع و ما يحدث في العقل من أحلام يقظة او أحلام نوم نتمسك بأطرافها كمخرج وحيد للانعتاق من واقع ثقيل يطغى على مشهد حياتنا. في شرق النخيل "لسع" مؤدب متخف بقشور رفيعة ، تحمي العم طاهر من نقد مباشر ل "جرأه" كبيرة على "انتقاد" سلبيات الحياة و المجتمع و الأفراد و السلطة، يعطيك بداية الخط للتعلق به و من ثم يدع مخيلتك "تتماهى" مع "الموج" فتجرفك الى البعيد حيث "أمان" التفكر و "لا مسؤولية" قانونية عليك إن جنحت ب "أحلامك" و "أفكارك" و "إجاباتك". لا قالب "مثالي" لعشق الوطن، مثقف "عاقل" او "جهول" ضائع ، متعلمة "منضبطة" تقيم وزنا للمجتمع و حدوده أو "منفلتة" تتبع "هواها" كوسيلة ل "العتق" من "قرف" واقع غير "محتمل". و في عبثية موازية لعبثية سي بهاء الصعيدي النقي، كم أضعنا من أرض و أوطان بحجة "العقلانية" من جهة و حجة "الاندفاع بطيش" من جهة اخرى. و لكل دفوعاته المنطقية التي يتغنى بها بلا انقطاع، يحاول جذب أكبر عدد من الجمهور لصفه، ظنا أنه كلما كثر العدد ، نجحت حجته!! ندور و ندور و نحن نسأل "انفسنا" و "عقلنا" و "من حولنا" ، ثم نتجرأ بسؤال "الأعلى" سؤال "لماذا" ، ننكسر و نصاب باحباط و يختار بضعة منا "تأجيل" العثور على الإجابة و قيدها في "دفتر القدر" و نقطة على السطر.
لا اعرف لماذا تتكرر طريقة الكاتب.( هذا ثاني كتاب أقرأه له وكان الاخر اسمه خالتي صفية والدير) في كلا الكتابين الحديث الجميل عن الصعيد وكذلك عن القضية التي تؤرقني وهي قضية فلسطين. هل وجد لها حلا يا ترى؟
احببت طريقة الكاتب في المزج بين قصته وقصة اهله في الصعيد وقصته وهو طالب في الجامعة. يختلط الماضي والحاضر وكأنني احس بأن الزمان يقف وتتداخل الخيوط بحيث لا نعلم متى بدأت او انتهت! هل حياتنا كلها هكذا؟ السنا في دائرة لا نعلم بدايتها ولا نهايتها؟ لا يتوقف الماضي عندما يأتي الحاضر ولا المستقبل منقطعٍ بنفسه ، بل تتشابك الخيوط. واذا ذكر الكاتب سبب دخول ليلى في المظاهرات لانها تريد ان تنسى ماضيها الذي قضته في حب بطل القصة! مهلا! اعتقد بأن السبب ليس نسيان الحبيب بل قد أتى حبيبا اخر لا يمكن ان ينسى وهو الوطن.
كنت سأضع خمس نجوم للقصة ولكني توقفت اذ ان الكاتب كان يكتب صفحة كاملة بدون نقاط وبدون توقف. وهذا يرهق القارئ.
صراع الأرض ما بين الخاص والعام ما بين أرض الراو في الصعيد وسيناء المحتلة من قبل الصهاينة بعد النكسة كل يدعي أحقيته في الأرض بالورق والدفاع عنها وانماءها رواية عن الأرض والحب الضائع والتحايل على الواقع وتمسك الآخرين بالشرف والكرامة والتيه ما بين الحياة السهلة المخدرة والواقع الصعب المؤلم اخر جزء ذكرني كثيرا بميدان التحرير يناير ٢٠١١ الطلبة والشباب دائمـًا هما المحرك الأساسي لأي نضال وانتفاضة ضد الظلم رواية فلسفية قصيرة وأن كانت اخر فقرة فيها غير مفهومة بالنسبة لي
رواية تأخذك في رحلة بين الماضي والحاضر..بين وجهي الزمن فتكتشف أنك أنت أنت..قد تتغير الأشكال ووجهات النظر وطبيعة النظر إلى الأشياء لكنك أنت بتفاعلك بصراعاتك الداخلية بهذا الخليط العجيب الذي تتكون منه الممتزج فيه العقل بالقلب بنسب بعينها تظل أنت..قد تصبح أكثر هدوءً وقد تصبح أكثر ثورة..قد تتحامق وقد تتعقل...لكنك في النهاية تظل أنت أنت....أنت أنت..
أول رواية أقرأها للكاتب"بهاء طاهر" ولن تكون الأخيرة إن شاء الله حيث أنوي قراءة المزيد من مؤلفاته. هي رواية مكتوبة بعناية وباسلوب بسيط وجميل، استطاع الكاتب أن يوصل أفكاره للقارئ ببساطة ودون تعقيد. كما ربط بين القضايا بمنتهى السلاسة والاحترافية، حيث ربط بين قضية خاصة حدثت في صعيد مصر وبين قضية عامة تحدث في مصر خلال تلك الفترة وهي احتلال اليهود لسيناء ولم يغفل قضية العرب الأزلية "فلسطين المحتلة"، كما لفتني بأنه لم يقم بتحديد اسم معين ، للشخصية المحورية، ذلك الطالب القادم من الصعيد مع كل ما يحمل من هموم خاصة تحاصره وتبدل أحواله فلا هو تمكن من النجاح في دراسته ولا الانتصار لحب، وكأن الشأن الخاص مع الشأن العام يلتقيان هنا ويعبران عن ذات الحالة، وتأتي النهاية سريعة ومفاجأة مع نفس التلاقي.
نعم يا فريدة " لوأنا نموت معاً، لو أن الناس كالزرع ينبتون معاً ويحصدون معاً ,فلا يحزن أحد على أحد ولا يبكي أحد على من يحب لو يُحصد زرع البشر الذي نبت معا كله في وقت واحد، ثم يأتي نبت جديد يخضر و يكبر، لا يذكر شيئا عما سبقه ولا يفكر فيما سيجئ " سحر البدايات ..أول قصة أقرأها لبهاء طاهر روايه جميلة مكتوبة بأسلوب ساحر وبسيط ..اجمل شىء تركيز بهاء طاهر على الموضوع بعيدا عن الثرثره بنى القصه على محوارين محور الصعيد والنزاع على الارض والانتقام والثأر ومحور القاهره فى اواخر الستينات حيث السياسه ومظاهرات الطلبه وبوليس امن الدوله وميدان التحرير ألقى أيضا الضوء على القضيه الفلسطينيه ومذبحه دير ياسين سنه 48 ومسأله بيع الفلسطنيون لارضهم لليهود والهجره بسلام وفى مصر هجوم اسرائيل على مدرسه بحر البقر فى السبعينات وقتل الاطفال بالرغم من ان النهايه كانت سريعه الى حد ما الا انها لم تفقد الروايه متعتها
ناقش طاهر في هذة الرواية أحوال مصر فيما بعد النكسة و يتذكر القارئ أن استرجاع سينا الغالية كان شاغل المصريين عبر ظاهر عن هذا الموضوع في مثل تشبيهي لسلب أرض عائلة ما بالصعيد كما وصف مظاهرات الطلبة ضد السادات كل شخصية ظهرت في الرواية مثلت نوع من أنواع المصريين في ذلك الوقت فهناك الثوري و هناك المتخاذل المتيم باليأس دائما و هناك الخائن
يأخذنا الكاتب بين زمنين يعيشهما بطل القصة.. ماضيه في الصعيد مع عائلته وماحدث فيه من أحداث أثرت على حاضره سلباً.. .. حاضره الذي يعيشه بنصف وعي بسبب انحرافه عن طريق العلم الذي كان هدفه عندما توجه للمدينة والجامعة.. يعيش حياته هربا من ماضيه المؤلم دون رغبة للعودة لقريته وعائلته، بينما يقضي وقته في الشرب لينسى آلامه، يكتشف بالصدفة المشاكل التي تواجه صاحبه..
فهل يستيقظ من سكرته ويعود للحياة رغبة للدفاع عن صاحبه؟؟ هل يعود كما كان لينقذ صديقته ليلى؟؟ هل يعترف بحبه ويعود لسابق عهده، الطالب المثالي؟؟
قالت وهي لا تزال تحاول أن تكتم بكاءها -يسامحني ربي يا أخي لكني أفكر ,لو أ��نا نموت جميعا , أنا و أنت و كل من نحب كلنا معا , في وقت واحد حتى لا يحزن أحد على أحد و لا يبكي حد على أحد , لو أن الناس كالزرع
نعم يا أمي لو من الأصل ! ونعم يا فريدة لو أنا نموت معا , لو أن الناس كالزرع ينبتون معا و يحصدون معا فلا يحزن أحد ولا يبكي أحد علي من يحب , لو يحصد زرع البشر الذي ينبت معا كله في وقت واحد , ثم يأتي نبت جديد يخضر و يكبر , لا يذكر شيئا عما سبقه ولا يفكر فيما سيجئ ,فكيف تكون الدنيا لو تحقق حلمك يا فريدة ؟ و لكن هناك ما هو أفضل : ألا ينبت هذا الزرع من أصله فلا يكون شقاء
بهاء طاهر كاتبي المفضل بلا أي منافس , هذا الرجل يكتب من رحم المعاناة في الغربة و حب الوطن , المتعمق في سيرة بهاء طاهر يستغرب كيف لرجل تم أبعاده عن الوطن أن يكتب بكل هذة التفاصيل عن أكثر دقائق القرية المصرية خصوصية و دمجها في مأساة الوطن الأم مصر , الرواية مكتوبة بأسلوب بهاء طاهر المعتاد , الألفاظ السهلة , لغة سلسة , براعة في رسم الصور و التشبيهات , وشخصيات واضحة المعالم , كل شخصيات الرواية مهمة بلا زيادة ولا تقصير , الفلاش باك أيضا رائع و هو أحد أكثر أساليب بهاء تميزا و تمكنا أعجبني بصفة خاصة كلام بهاء عن ثورة الشباب,بعد قرراءتي لهذة الرواية في المرة الأولي بحثت عن وقت كتابتها لأجده 1985 صدق أو لا تصدق هذا الوصف عن ما يحدث في ميدان التحرير ليس وصفا لثورة 25 يناير الرواية في مجملها صرخة من قلب جريح بحب الوطن هذة هي القراءة الثانية لهذة الرواية و مازال بهاء طاهر قادرا علي العطاء ما زال بهاء طاهر صديق قلبي الحزين
رغم صفحاتها القليلة نسبيا ،فإن هذه الرواية تسحرك و تأخذك إلى عوالم قد تظن انها من حكايات زمان ،كانت مجرد أساطير. . يأسرك اﻷستا� بهاء بكلماته و سرده السهل الممتنع دون إنقاص من القيمة اﻷدبي� القديرة. تمنيت لو طالت صفحات الرواية. .
* سين : لماذا اهتز الضمير العالمي بهذا العنف لمصرع الرياضيين الإسرائيليين في ميونخ و صب لعناته على الفدائيين الفلسطينيين الذين نفذوا عمليتهم ( مع أنهم أيضا قد ماتوا ؟ ) ، و أين كان هذا الضمير و هذا العنف عندما أغار الطيارون اﻹسرائيليو� الشبان بروح رياضية على اﻷطفا� المصريين في مدرسة بحر البقر و قتلوا منها العشرات ؟و لماذا كان هذا الضمير نائما عندما هاجم اﻹسرائيليو� الرياضيون قرية دير ياسين الفلسطينية و بقروا بطون الحوامل و قتلوا اﻷجن� في اﻷرحا� مع الشيوخ و النساء ؟ جيم : الضمير العالمي يتحرك حسب الطلب. و الطلب دائما في صحف الغرب صهيوني. و لن يشفى هذا المريض العالمي إلا إذا أطلقنا كل مدافعنا و حررنا كل أرضنا.
* أخبار السوء يعرفها اﻹنسا� من غير سؤال. المصيبة تحل و معها خبرها. الفرح وحده هو الذي يحتاج لسؤال و جواب.
* عندما احتل الإنجليز مصر وزعوا أرضا على الذين أعانوهم على احتلال مصر و كانوا عشرات ،لكنهم وضعوا في السجون ثلاثين ألفا من الذين ثاروا مع عرابي غير من ماتوا في الحرب. فمن هم المصريون حقا ؟ و عندما جاء اليهود باع لهم بعض الفلسطينيين أرضا و كانوا عشرات. لكن آلافا ماتوا في الثورات و في الحرب معهم. فمن هم الفلسطينيون حقا ؟في داخل كل شعب جماعة تنبح وراء من يلقي لها العظمة. في داخل كل إنسان ذلك الكلب الذي ينبح و المهم أن نخرسه.
شخصيه كمال بتمثل أغلبنا الشخصيه اللي بتبقي رافضه كل حاجه غلط حواليها ، اللي بتبقي عاوزه دايما تصلح ده او تحاول علي الاقل بس للاسف مش بتاخد الفرصه دي ..وبيقابلها تهميش من كل اللي حواليه ..لما بيتعرض لصدمه كبيره ف حياته بتبدا تدريجيا تتغير كل افكاره وارائه ناقم دايما علي الحياه نتيجه للظلم اللي اتعرضله وبالتالي كاره نفسه انه مش قادر يغير ده او لانه مستسلم للالم والعذاب ..بيبقي محتاج حد ياخد ايده دايما وقت ما يلاقي ده غالبا بيحاول يرجع لطبيعته ويفوق .. شخصيه الاب ..المتسلط بافكاره ورأيه دايما مع اسرته ، وبرغم كده ضعيف ف انه ياخد حقه وسايبه للي حواليه علي عكس اخوه وابنه اللي بيتمسك بحقه حتي لو هيموت وهو بيدافع عنه .. الروايه ليها جوانب اجتماعيه وسياسيه من ضمنها قضيه فلسطين .. الروايه كمجمل ممتعه برغم الالم اللي فيها .. بتلقي الضوء علي كل جوانب حياه الانسان ..