كلّ تأويل، مهما كان حرًّا، غير قادر على تأمين ولادة جديدة لأنفسنا. ثمّة حدود متعالية لكل تأويل منها أنّه يعيش ثورات "رعويّة" بلا وعد حقيقي. كل مؤوّل هو عقل حرّ، لكنّه في عمقه يظلّ حبيس نموذج "الراعي" التوحيدي السحيق القدم، الأمين على المعنى كضيعة روحية أو ملكية أخلاقية للخاصة، الذي يستبدّ بمخزون معنى لا يمكن التصريح به للجمهور، وإلّا تحوّل إلى فتنة أو إلى نقاش يومي بلا أصالة. ولذلك لا يمكن التحرّر من الداخل إذا كانت الحرية نفسها غير حرة، أي رعويّة وليست مدنية. وحدها الترجمة يمكنها أن تشفينا من الحاجة إلى التأويل الرعويّ، أعني إلى الاستبداد: ترجمة لا تعد بشيء وتعد بكل شيء، من أجل أنها عمل مدني مفتوح على كثرة من الإمكانات والطرق والأشكال في التعبير الإنجازي عمّا نخترعه في عوالمنا الخاصة من معنى وما نتقاسمه مع الغير من قيم حرية قابلة للكونية.
هو فيلسوف ومترجم تونسي، له العديد من المؤلفات، يشغل كأستاذ تعليم عال في جامعة تونس.
حصل على دكتوراة الدولة في الفلسفة، لكن قبل دخول مجال الفلسفة كان فتحي المسكيني شاعرًا، والذي كتبه منذ وقت مبكّر جدّا، في الثالثة عشرة من عمره. ولا زال يكتب الشعر بشكل مستمر، وإن كان لا يهتمّ بالنشر كثيرا. وجد في هيدغر استجابة إلى تطلّعاته، وتجربة الشعر وضعته في ورشة جبران بشكل مبكّر، فدخل ورشة نيتشه دون أن يدري، حسب تعبيره. فقرأ كتاب هكذا تكلم زرادشت وكتاب النبي في نفس الوقت، في الخامسة عشرة من العمر. وهذه أحداث خاصة وضعته على الطريق نحو هيدغر بشكل لم يستطع مقاومته.
الخروج من هيدغر يعني اولا الدخول هذا ما كتبه المسكيني متأملا في بعض ترجماته ومعلقا على افق اللغة دوائر التلاقي الممكن بين المفاهيم حين نتمثل او نحاول تمثل المعنى وفي هذا وجدت المسكيني باحثا مجدا و مجتهدا في تحصيل الترجمة في صيغتها الهيدغرية الاصعب لعناية هيدغر بالتشكيل اللغوي ونحت الالفاظ والمفاهيم اما الخروج كان براغماتي في محاورات رورتي و ابل و هابرماس لكينونة هيدغر في منعرج الفلسفة نحو اللغوي وفي هذا شدني مفهوم الخروج نفسه الذي لم يؤطر له المسكيني ولا ابدى وجهة نظره احببت لو انه ناقش المفهوم ولو لغويا ان لم يكن كظاهرة بينما كان سرده تاريخي وحتى في ذلك لم يذكر ليفيناس و الخروج الاخلاقي من فلك هيدغر ولو عرضا