What do you think?
Rate this book
184 pages, Paperback
First published January 1, 2010
الحياة يا عزيزي نخلة ، أشبه شئ بفصول السنة : الخريف الحزين يجئ بعد الصيف المفرح ، و الشتاء الغضوب يأتي وراء الخريف الكئيب ، و الربيع الجميل يبدو باضمحلال الشتاء المخيف .
فهل يأتي ربيع حياتنا ثانية فنفرح مع الأشجار ، و نبتسم مع العصافير ، مثلما كنا
نفعل في بشرّي عندما كان بطرس حيا
؟ هل تعود العاصفة و تجمعنا مثلما فرقتنا ؟
إن هذه الأسماء التي يصعب علي العربي أن يلفظها هي أسماء الرجال الذين بنوا مدنية أوربا هي أسماء رجال طوتهم الأرض ، و لكنها لم تستطع أن تطوي أعمالهم العظيمة .
إن العاصفة ، يا أمين ، تستطيع أن تميت الزهور ، و لكنها لا تقدر أن تبيد البذور ، و هذه هي التعزية التي تسكبها السماء في نفوس محبي الأعمال العظيمة ، هذه هي الأشعة التي تجعلنا - أبناء المعرفة - أن نسير علي طريق الحياة رافعين رؤوسنا بالفخر و الغبطة.
أما أنا فقد سررت جدا بالانتقاد ، لأن الانتقاد هو غذاء المبادئ الجديدة
يوجد في حياتنا، يا أمين، شئ أسمي و أشرف من الشهرة، و هو العمل العظيم الذي يستدعي الشهرة. و أنا أشعر بوجود قوة كامنة في داخل نفسي تريد أن تتخذ لها من الأعمال الكبيرة ثوبا جميلا، أشعر أن جبران قد جاء هذا العالم ليكتب اسمه بأحرف كبيرة علي وجه الحياة و هذا الشعور يلازم نفسي ليلا و نهارا، و هو الذي يجعلني أري المستقبل مكتنفا بالنور، محاطا بالغبطة و المجد
لكنّ في قلب كل شتاء ربيعا يختلج، و وراء نقاب كل ليل صبحا يبتسم
� ﻟﻘ� ﻛﺘﺒﺖ � ﻧﻈﻤﺖ ﻗﺒ�( ﺩﻣﻌﺔ � ﺍﺑﺘﺴﺎﻣ� ) ﺑﻴ� ﺍﻟﻄﻔﻮﻟ� � ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﻣﺎ ﻳﻤ� ﺍﻟﻤﺠﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻀﺨﻤ� ، � ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻗﺘﺮ� ﺟﺮﻳﻤ� ﻧﺸﺮﻫ� � ﻟﻦ ﺃﻓﻌﻞ
عزيزي إميل،
كنت قد تأهبت في الربيع الغابر للسفر إلي باريس فمصر فلبنان؛ و لكنني
عدت فقيدت نفسي ببعض الأعمال التصويرية والأدبية
التي تستلزم وجودي في هذه البلاد عامين أو ثمانية عشر شهرا
علي الأقل . ولولا هذه الأعمال والمعاهدات التي تربطني بها لكنت
اليوم في القاهرة.
لقد تشعبت حياتي ، يا أخي ، حتي تشوشت ، و تلك الحجارة
الصغيرة التي نحتها لأبني منها بيتا لأحلامي تآلَّفت و تحوَّلتْ إلي
سجن ضيق. ولكن ، لابد من الرجوع إلي الشرق فقد صرت مشتاقاً
إلي وطني و أبناء وطني.
جبران